رواية عشت معاه حكايات

الفصل الخامس عشر

وصلا سمير و خالد الي منزله القديم و المتواجد في نفس المنطقة السكنية لمنزل خالد فقط يفصل بينهم شارع واحد ‘‘صعدا سويا ‘‘ ودخلوا المنزل كان مغطي بالأتربة ‘‘ ولم يفتح الباب بسهولة كأنه يعاتبهم علي هجرانه لهم ‘‘وقفا خالد وسمير في حيرة من أمرهم لا يعلمان ما هو الحل لتنضيف المنزل ‘‘ الي ان خطرت لخالد فكرة

خالد : بقولك ايه يا سمير ‘‘ سيب الشبابيك مفتحة و كل حاجة زي ما هي وتعال معايا

سمير بتعجب : هنروح فين يا خالد ونسيب الدنيا بايظة كده

خالد يجذبه من ذراعه : نفسي مرة واحدة بس حد يسمع كلامي من غير نقاش ‘‘ انزل وهتعرف

سمير : طيب خلاص اديني نازل

في فيلا خليل

اغتسلت قدرية و ارتدت اسدال صلاتها و صلت و اختلت مع ربها تخبره كل ما يحمله قلبها ‘‘ وبعد انتهاءها مباشرة ‘‘ رن هاتفها ‘‘ فرحت فرح شديد وقامت بتلقي المكالمة في الحال

قدرية : الو ايوه ياابني عامل ايه ‘‘ اه اه انا الي بعتاه ليك ‘‘ طبعا خير ‘‘ انا بثق في والدك الله يرحمه ثقة ملهاش حدود وثقتي ممتدة ليك ‘‘ الي عندك ده جوز اختي واكتر شخص اثق فيه انك تديله ورق الغاء كل الاجراءات والتوكيلات الي كنت عملتها لجوزي زمان ‘‘ لالا اطمن هو مسافر ومش هيقدر يعملك اي حاجة ‘‘ طبعا انت زي سمير ابني و مصلحتك كمحامي تهمني بس ارجوك تخلص لي الموضوع ده بسرعة ‘‘ ايه بجد مش هياخد اكتر من نص يوم والورق هيبقي معايا النهاردة ‘‘ روح ياابني ربنا يوسعك يرزقك و يفتح لك ابواب الخير يارب ‘‘ طبعا طبعا كل حاجة هترجع بإسمي ‘‘ ممممم نصيبي في الشركة لأ سيبه لخليل يلا يستحق الشفقة برده اهو ابو ولادي ‘‘ اه يا حبيبي كل حاجة كويسة ‘‘ بس ياابني الدنيا علمتني ان خيرا تعمل شرا تلقي فأديني بتعلم وبربي نفسي من اول و جديد ‘‘ طيب خلاص انا هستني ان شاء الله ‘‘ مع السلامة

اغلقت قدرية هاتفها ‘‘ و قامت وذهبت الي خزانتها كي تتنضفها من ملابس خليل

في ورشة رؤوف

دخل سمير و خالد ليجدا رؤوف ورفيق يراجعان بعض الحسابات استعدادا للمناقصة الأخيرة و الكبري لهذا العام ‘‘ انتبهت رؤوف اليهما ‘‘ فأستقبلهم بإبتسامة

خالد : ازيك يا حج اخبارك ايه وحشتني جدا اليومين الي فاتوا دول

ولكن رؤوف كان مشغول في أمر أخر كان يراقب سمير و يتفحصه بتمعن مما جعله يرتبك خاصة بعد أن رأي العكاز جوار رؤوف ‘‘ احس بحرج شديد و كاد ان يغادر ‘‘ ليستوقفه رؤوف

رؤوف : استني ياابني رايح فين ‘‘ تعال اتفضل اهلا بيك ‘‘ انت صاحب خالد

سمير بتردد : انا سمير خليل يا شرف ‘‘ و اطرق برأسه للأرض

ابتسم رؤوف واستند علي عكازه ليقف جوار سمير ‘‘يمد له يده وابتسامته لم تفارق وجهه ‘‘

رؤوف : اهلا بيك ياابني ‘‘ يا غالي يا حفيد الغالي ‘‘ تعرف ان فيك شبهه من جدك الله يرحمه ‘‘ انا صحيح اول مرة اشوفك بس حسيت ان انت حفيده وابن خليل ربنا يهديه ‘‘ بس اعذرني ياابني ايه لم الشامي علي المغربي

وهنا حك خالد رأسه بيده و قال في تردد : هحكيلك يا حج كل حاجة بس استأذنك في عاملين كده ولا حاجة من العمال الجدعان الي عندنا يساعدوا سمير في تنضيف بيتهم ‘‘ لأنه هيجي يقعد هنا خلاص بشكل نهائي

لم يصدق رؤوف ما سمعه من خالد نظر الي رفيق الذي بدا من تعابير وجهه انه متأثر مما يحدث حوله ‘‘ يكاد لا يصدق ‘‘

رؤوف بإبتسامة وهو يربت علي كتف سمير : صحيح الجدر العفي لا يمكن يطلع فروع مخوخة ‘‘ ربنا يبارك لك ياابني و يكرمك ‘‘ و تنضيف بيت الحج شرف الي كل الخير ده من وقفتي جنبي عليا انا ‘‘ يلا يا خالد خد اخوك واطلعوا علي البيت وخلي الحجة كده تعمل لنا غدوة حلوة وانا هخلص الي بعمله و اجي وراكم علي طول وهناك نتكلم براحتنا علي الرجالة ما ينضفوا ويظبطوا البيت

قاطعه سمير : بس يا عم رؤوف كده كتير اوي اوي ‘‘ كفاية عليكم هدير ‘‘ كمان هاجي انا اضايقكم

اشار اليهم رؤوف بيده : خلاص بقي متتعبوش قلبي معاكم يلا يلا مع السلامة ‘‘ نتكلم في البيت

نظر خالد لوالده يحاول ان يفهم لم يفعل هذا ولكن لم يلتفت اليه ابيه و استكمل ما كان يفعله من مراجعة الاوراق ‘‘ فلم يجد خالد مفر سوا الاذعان لرغبة ابيه ‘‘ بعد ان غادرا الشابان ‘‘ وقف رفيق امام رؤوف و ابعد الاوراق من تحت يديه ‘‘ مما جعل رؤوف يضحك بصوت عالي قائلا

رؤوف : مفيش فايدة عاوز تعرف انا ليه عملت كده ‘‘ وازاي اصدق ان ابن ابوه جاي برجله لحد عندي وطالب مني مساعدة صح يا رفيق

رفيق : صح و نص يا حج ‘‘ يا رؤوف يا خويا انا عارف انك بتحب الخير وكنت بتعتبر الحج شرف الله يرحمه في مكانة ابوك واكتر وربنا يعلم انه كان لينا كلنا نفس المكانة ‘‘ بس يا حج الطيبة ليها حدود وانت كده كأنك بالظبط داخل جحر الأفعي برجليك و كأنك بتقولها تعالي عضيني بالسم و موتيني

ليقف رؤوف : صحيح بمناسبة رجلي وما تيجي كده نروح للدكتور نشوف امتي هقدر استغني عن العكاز ده ‘‘ و اهو منها نتكلم واجاوبك بعيد عن دوشة العمال و المكن ‘‘ يلا يلا يا رفيق متبصش كده ‘‘ الي مسلم اموره لله و بيعمل الي عليه ‘‘ ونيته خير وبيسعي للخير ربنا لا يمكن يخذله ابدا

استسلم رفيق امام طلب رؤوف واصراره وغادرا سويا في طريقهما للطبيب

في منزل رؤوف

مازالت هدي في فراشها ‘‘ تخاطب مذاكراتها و تتحدث مع ذاتها

هدي : انا الي ضيعته معقولة ‘‘ انا الي خليته يزهق و يقرر يمشي ‘‘ بس انا مكنتش عوزاه يمشي ‘‘ انا بس خفت ليطلع طلبه مش جد ‘‘ بس ازاي مش جد وهو كلم خالد ‘‘ طيب لما هو كلم خالد عايز يسافر فجأة ليه ‘‘ هو انا كنت قاسية معاه و قليلة الذوق ‘‘ طبعا لا ده المفروض الي كان يحصل هو مش خطيبي ولا جوزي عشان يكون في بينا كلام اصلا ايه خلاص هتجنن و انسي الأصول ‘‘ بس بس هو اصلا متعداش الأصول ولا مرة بالعكس كل كلامه في نطاق محدد ومقبول جدا ‘‘ انا خلاص تعبت معتش فاهمة اعمل ايه ‘‘ حاسة ان قلبي بيوجعني ودي اول مرة احس كده ‘‘ يارب ييسر لي الخير يارب ‘‘ هو انتي حبتيه ولا ايه ‘‘ حبيته معقولة غمضت عنيها و كتبت اه بحبه …

اغلقت مذاكراتها و اذا بجرس الباب ينتزعها مما هي فيه ‘‘ لم يفتح الباب نادت علي هند ولكنها لم تجد نداء ‘‘ فنهضت من فراشها متكاسلة ووضعت خمارها ‘‘ نظرت حولها لم تجد اي صوت بالمنزل ‘‘ تعجبت و ذهبت لتفتح الباب ‘‘ واذا به خالد ومعه شاب غريب

خالد : سلام عليكم يا هدي‘‘ عنيكي منفخة كده ليه كنتي بتقطعي بصل ولا ايه و ضحك ‘‘ اتفضل يا سمير ‘‘ سمير هدي اختي الكبيرة بتاعتنا

سمير بإحراج : اهلا انسة هدي

هدي تكاد تجن من خالد : اهلا يا استاذ سمير حمدالله علي سلامتك ‘‘ اتفضل ارتاح

نظر سمير لخالد : اقعد يا سمير اقعد متقلقش احنا عيلة فتانة بنحكي لبعض كل حاجة

ضحك سمير ‘‘ كاد خالد يغلق الباب ولكنه وجد من يدفعه ليصطدم في ظهره ‘‘نظر ثلاثتهم و اذا بها هند وهدير تضحكان و شعرهم متناثر

ضحك خالد من هيئتهم وسألهم : اهلا بالآنسات كنتوا فين وايه عمل في شعركم كده اوعي تكون ماما كانت بتكرهبكم فوق السطوح

تجمدت هند مكانها و ارتمت هدير في حضن سمير واخذت تبكي و هي تنظر اليه ‘‘ اما هند كانت عيناها معلقتان علي سمير ‘‘ وقف امامها خالد واشار بيده

خالد : ايه يا هند بكلمك خدتي ضربة شمس ولا ايه

انتبهت هند و حاولت ان تخفي توترها : ايه يا خالد كله هزار هزار كده مش قدام هدير متهزش صورتي قدام صبحتي الله ‘‘ وبعدين احنا كنا عند حنان جارتنا الي فوق فجأة لقيناها بتصوت بتصوت ‘‘ طلعنا جري انا وهدير وماما قبلنا وهدي معرفش كانت فين بصراحة ‘‘

شعرت هدي بإحراج شديد يبدو ان حالتها المضطربة جعلتها في عزلة حتي عن ما يحدث في بيتها

لتكمل هند حديثها بشغف : طلعت بتولد يا خالد و كانت بتتألم جامد جدا اخدتها ماما ودخلوا الاوضة بتاعتها و احنا اخدنا حنين وعلي ولادها الصغيرين ماانا عارفهم ‘‘ لحد مامت حنان ما جت ومعاها الدكتور قعدوا كلهم نص ساعة وبعدين سمعنا عياط النونو ‘‘ نونو صغنن جميل خالص يا خالد بس ماما مخلتنيش اشيله ‘‘ هدير شالته ‘‘ اصل انا مطيورة ماما قالتلي كده

انهت حديثها لتجد الجميع يتابعها بإتصات شديد ‘‘ تعابير وجهها و يديها و شغفها بما تروي له تأثير علي من يستمع اليها ‘. مما جعلها تخجل

مممم طيب انا برده مفهمتش ايه خلاكم تتنكشوا كده بصراحة شكلكم عيالي اوي : قالها خالد ليضحك خالد و هدي ايضا

نظرت هند اليهم بغضب ووضعت يدها علي خصرها : يا خالد مش قلتلك حنان كانت بتصوت وولادها صغيرين كانوا بيعيطوا انا وهدير كنا بنلعب معاهم و بعدين حنان ولدت فأحتفالنا معاهن برده الله

نظر لها خالد و بحسم اخبرها : طيب طيب خلاص يا هند ننقل انفعالات و هزار بقي و لا ايه ‘‘ من فضلك يا هدي شوفي الحمام ‘‘ لان سمير محتاج يرتاح و يغير هدومه ‘‘ وانتوا يابنات ادخلوا كملوا مذاكرة بعد فاصل المرح الي قضيتوه عند حنان فوق

اثرتها هند في نفسها ولم ترد علي خالد بل ذهبت مباشرة لغرفتها و تبعتها هدير ‘‘ اما سمير شعر بقلبه ينبض سريعا و نهض لخالد ليجد ملامحه تبدلت ‘‘ فالوضع موتر للجميع ولكنه قرر ان يمتص غضب الجميع طالما اخذ قراره بالتخلص من سمير بنسخته القديمة ‘‘دخل غرفة خالد ليجدها غرفة متوسطة المساحة نسبيا بسيطة في كل شئ و لكن وجد بها راحة نفسية كبيرة ‘‘ استلقي علي الفراش بعد ان خرج خالد ليري هل فرغت هدي و اصبح الحمام فارغ ‘‘ لم يغب طويلا ‘‘ وعندما عاد وجد سمير غفا و هو بملابسه ‘‘ لم يرد ازعاجه ‘‘ اخذ منشفته ‘‘ و ملابس مريحة و دخل يبدل ملابسه و يأخذ حمام دافئ ..

في غرفة البنات

كانت هند تبكي فهي لا تعلم ما هو خطأها ‘ هي كانت تتصرف بسجيتها لم تتعمد اي شئ ‘‘اقتربت منها هدير و حاولت ان تواسيها

انهي خالد حمامه و خرج دخل المطبخ ليجد هدي تبدع كعادتها في صنع الغداء قبل رأسها مما جعلها تفزع

هدي : خالد حرام عليك هموت بسببك انت وهند انتوا ليه بتتعمدوا انكم تخضوني حرام عليكم والله

خالد يحيطها بذراعها : ليه بس كده يا هدي بعد الشر عنك ده انتي حبيبتي و انتي عارفة و بعدين ايه واخد عقلك يا جميل مش قولنا نركز كده ونتقل

هدي بحزن : نتقل خلاص بقي يا خالد معتش في حاجة تستاهل اني اتقل او اخف ‘‘ اهو هيسافر خلاص ‘‘ بعد ما فقد الامل مني

خالد ينظر اليها بتمعن : طيب ليه يا هدي من الاول كنتي بتصديه ‘‘ الدين و حجابك ‘‘ وهو نفسه مش ضد خالص الحب ‘‘ خاصة ان مصطفي عارف حدوده كويس جدا و دخل البيت من بابه قبل حتي ما يكلمك او يجيب لك سيرة ‘‘ حتي انتي اصلا ولامرة جمعكم موقف انكم تتكلموا ‘‘ عامة سيبها لله انا لسه مقعدتش معاه فمعرفش ايه الي حاصل بالظبط ‘‘ انا كنت مشغول مع سمير زي ماانتي عارفة ربنا يستر بس ميتعبش تاني ولا تحصله مضاعفات والبس انا في الحيط

لتقف هدي امامه : صحيح ايه حكايته وجه هنا ليه مروحش علي فيلتهم ليه ‘‘ مممم و هتكلم مصطفي امتي بقي دي طنط سوسن حالتها صعبة جدا

احاطها خالد بذراعه : مممم هكلم مصطفي امتي هو مش كان من شوية خلاص ومش خلاص ومش عارف ‘‘ صحيح بنات مجانين

قالها و هو يضع المنشفه حول رقبتها و تركها وخرج

مجانين انا مجانين يا خالد طيب والله لأوريك : قالتها هدي التي خرجت من المطبخ ركضا وراء خالد الذي اصطدم بوالدته

حياة : حمدالله علي السلامة يا خالد ‘‘ انتوا مش هتعقلوا ابدا ياابني ‘‘ بس كويس انك خرجت اختك من اوضتها

قبل خالد امه من وجنتها : متقلقيش يا امي هي بقت كويسة وكده

ضيقت عيناها ونظرت في توعد : حاضر يا خالد هوريك ‘‘ قالتها هدي

ضحك خالد قائلا : خلاص بقي الراجل خارج من المستشفي طازة و نايم متبقيش مفترية كده

حياة بقلق : راجل مين ياابني ‘‘ خير اوعي يكون ابوك عيان ومخبي عليا ‘‘ انا هقوم اشوفه

خالد : ياامي ارتاحي ده سمير اخو هدير خرج من المستشفي و كان مصمم انه ينضف بيت الحج شرف انتي عرفاه اكيد‘‘ بس بصراحة التراب كان كتير اوي فطلعتلي فكرة في دماغي اننا نطلب من والدي اتنين شباب عمال يساعدوا واهي ايد علي ايد تساعد وروحنا فعلا الورشة ووالدي اصر ان تنضيف البيت عليه ‘‘ جينا هنا يادوب لمس السرير راح في سابع نومه ‘‘ وانا كمان ياامي بصراحة هلكت وهموت وانام استأذنك هدخل افرد الكنبة الي في اوضته وانام

حياة : طيب ياابني بعد الشر عنك سلامتك انت واخواتك من اي سوء ادخل نام وارتاح وربنا يستر

دخل خالد و ترك حياة بقلقها الزائد علي ما سيحدث حينما يعلم خليل مجريات الأمور

بدأت تحدث نفسها

حياة : بعد كل العمر ده و بعد ما كنت انت يا خليل السبب اننا نسيب بيتنا و حياتنا و نمشي لسنين ‘‘ بقي بيتنا هو الأمان لولادك ‘‘ ربنا يستر و يعديها علي خير

error: