رواية عشت معاه حكايات
الفصل السابع عشر
دام الصمت بينهما لمدة دقائق قبل ان ينتزعهم صوت رؤوف
رؤوف : ايه يا هدي هو مصطفي مجاش ولا ايه
هدي ومازالت عيناها معلقة علي مصطفي : لا يابابا جه ‘ اتفضل
لاحظ سمير التوتر بينهم ففضل الإنسحاب للداخل ليتركهم يتناقشون ‘‘ لاحظ رؤوف انسحابه فأستوقفه
رؤوف : علي فين يا سمير ياابني
سمير : معلش يا عمي هدخل عند خالد جوه ارتاح شوية
رؤوف : تعال تعال ياابني اقعد ‘‘ قومي يا ام خالد صحيه بقي كفاية عليه كده ‘‘ وبعدها جهزوا الغداء
حياة : حاضر يا حج ‘‘ يا هدي تعالي معايا
سارت هدي دون ان تنطق وفي رأسها الف سؤال و سؤال
استيقظ خالد من نومه وخرج لغرفة الجلوس ليجد سمير جواره مصطفي و معهم رؤوف ورفيق ‘‘ دخل اليهم و طلب منه رؤوف ان يغلق الباب
اغلق الباب خلفه وانضم اليهم ‘‘ ليبدأ رؤوف بالتحدث
في فيلا خليل
انضمت قدرية الي سامية وزوجها مرة أخري وضعت امامهم العصير و علي الصينية يوجد ظرف أصفر اللون ‘‘ دعتهم لتناول العصير و حملت الظرف وسلمته لسامية التي قامت بفتحه بدورها و اخذت دموعها تسيل بلا مبرر واضح
في منزل رؤوف اجتمعت الأسرة مجددا ‘‘ صمت تام بينهم ونظرات ضائعة بين بعضهم ‘‘ رؤوف يراقبهم بصمت ‘‘
هند بمرح كالعادة : قولي يا بابا الدكتور قالك ايه ‘‘ انا شايفة انك ماشاء الله بقيت زي القمر ‘‘ وماما لازم تخاف عليك من المعاكسات بقي
ضحك رؤوف الذي وجد في دعابة هند فرصة لكسر الصمت
رؤوف : معاكسات ايه بس ياام لسان طويل انتي ‘‘ ده انا لفيت الدنيا كلها مش هلاقي ست أصيلة زي ام خالد
حياة بدورها : ربنا يديك الصحة ياابو خالد ويكرمك ويخليك لينا
هدي بلا سابق انذار : طبعا يا بابا هند معاها حق ‘‘ حضرتك واضح وصريح وعارف انت عاوز ايه و كفاية اوي انك بتفضل ثابت علي كلمتك ومواقفك لازم ماما تخاف عليك وتحبك طول العمر
نظر الجميع اليها وللشجاعة التي اتتها دفعة واحدة للتحدث امام الجميع دون خجل ‘‘ مما جعل الطعام يقف في حلقه ‘‘ ناوله خالد كوب ماء ومن بين اسنانه اخبره
خالد بخفوت : واضح ان ليلتك لون شعر راسك ربنا معاك ‘‘ هتقابل اعصار هدي للمرة الأولي
نظر اليه مصطفي نظرة توعد
انتهي الطعام جلسوا جميعا في غرفة الجلوس ‘‘ نظر خالد لهند وهدير
خالد : مش معني اننا خلصنا سنة تانية اننا منستعدش لسنة تالتة ولا ايه
هند : يا خالد حرام عليك مش كفاية مذاكرة
هدير : طيب مش يلا يا سمير ‘‘ احنا ضايقنا الجماعة كتير اوي خلاص الامتحانات خلص ‘‘ انت خرجت من المستشفي وماما كمان وحشتني اوي و
فهم الجميع صمتها ‘‘ ابتسم رؤوف وطلب منها ان تأتي و تجلس جواره
رؤوف : انا عارف ان والدك كمان اكيد وحشك ومن حقك يا بنتي الي ميحبش اهله ويودهم يبقي بني ادم مريض و انتي بسم الله عليكي زي القمر وجميلة و هادية زي هند بالظبط
ضحك الجميع مما ازعج هند
هند بإنزعاج : شكرا يا بابا شكرا رافع من روحي المعنوية دايما
رؤوف بحزم : بس بقي يا هند اسكتي خلينا نتكلم في الجد شوية ‘‘ شوف يا سمير ياابني وانتي يا هدير انتوا هنا معززين مكرمين وتقدروا تمشوا و ترجعوا في اي وقت ده بيتكم ‘‘ بس النهاردة تحديدا لازم كلنا نكون موجودين عشان نقرأ فاتحة هدي
صدم الجميع مما قاله رؤوف ووقفت هدي منزعجة
هدي : فاتحة مين يا بابا و علي مين
خالد يمسك يدها
اقعدي يا هدي و اهدي ميصحش كده
هدي بعصبية : مش هقعد يا خالد من فضلك سيب ايدي
طلب سمير الاذن بالخروج ليتركهم علي راحتهم
اذن له رؤوف ولكي لا يشعره بحرج زائد طلب منه اصطحاب هند و هدير معه
تلجلج بالرد فأثر الصمت وخرج وتبعته هدير و هند
جلس ثلاثهم في شرفة المنزل ‘‘ ظل سمير يتابع هند بنظره و شعرها يتطاير بفعل الهواء ‘‘ لاحظت هدير فهمست اليه
هدير : عينيك احنا في بيتهم
سمير : بس انا بحبها و عاوز اتجوزها
في تلك اللحظة التفت هند ‘‘ تخضب وجهها بحمرة الخجل و نظرت لهدير
هند بصوت خافت : هو انتوا بتقولوا ايه من ورايا
نظر سمير للأسفل واخذ يشبك اصابع يده و ضربت هدير راسها بيدها
هدير بضحك : لا يا حبيبتي ولا حاجة ‘‘ كان عندنا طاووس مغرور ‘‘ قابل طاووسة مغرورة وشكلها كده قصقصت ريشة
ضحكت هند قائلة : طاووسة ايه طاووسة دي بقي ‘‘ امال لو مكنتيش ادبي و دارسين نحو وقواعد لحد ما صدعنا
وهنا وجد سمير فرصته ليتدخل في الحوار
سمير : هو انتي يا هند بتحبي الرياضة و لا بتكرهيها زي ما بتكرهي النحو
هند بخجل : بصراحة انا بكرهه القواعد عامة ‘‘ خنقة اوي كأن حد ماسكني من رقبتي كده
ضحكت هدير وسمير
سمير : خنقك ازاي و ظل يضحك الي ان آلمه جنبه مما جعلها تنتفض هي و هدير في ان واحد
سلامتك انت كويس
تلاقت عيناهما للمرة الاولي بقرب شديد ‘‘ ليجيبها بعينه قبل لسانه
سمير : انا كويس متقلقيش
لتتدخل هدير بينهما قائلة
هدير : اجيب شجرة واتنين لمون
خجلت هند و عادت لمقعدها مرة اخري وصفع سمير هدير صفعة خفيفة علي جبهتها
سمير : هنتحاسب بعدين ‘‘ انتي جاية في الدنيا عشان تبوظي لي اللحظات الحلوة
وقفت هند في توتر و اخذت تلتفت يمينا يسارا ‘‘ و صدمت هدير اثناء مرورها
هدير : علي فين يا هند استني
هند وهي تركض : هجيب عصير واجي مش هتأخر
في هذه الاثناء كانت هناك معركة دائرة بين هدي و رؤوف ومصطفي وخالد ‘‘ لأجل إقناعها بما حدث وان كل هذا من ترتيب رؤوف ولكنها كانت ما بين الهدوء القاتل و الثورة بلا توقف و بعد ان سمعت كل شئ ..وقبل ان تخرج
هدي : ماشي انا سمعت كل حاجة ايه المطلوب مني دلوقتي
رؤوف : المطلوب تقعدي عشان نفرح بيكي ونقرأ الفاتحة عاوز افرح بيكي يابنتي قبل
لم يكمل جملته ‘‘ ركضت هدي و جلست امامه
هدي : من فضلك يا بابا متقولش اي حاجة من دي من فضلك ‘‘ انا هنفذ لك كل الي انت عايزة ‘‘ بس من فضلك ‘‘ الاستاذ يوعدني ادامكم كلكم انه مش هيعمل اي تصرف طفولي من ده تاني ممكن
رؤوف يربت علي كتفها : ربنا يكملك بعقلك يا بنتي ويسعدك ‘‘ اطلع يا خالد نادي علي الجماعة المطرودين بره دول
خرج خالد ليجدهم يتجاذبون اطراف الحديث ويتضاحكون ‘‘ اقترب منهم
خالد : مساء الخير يا جماعة ‘‘ اتمني مكنش ازعجتكم ولا حاجة ‘‘ اخبار المتكسر ايه
وضع سمير يده علي ضلوعه : والله ياخالد بقيت احسن كتير
ممممم طيب يلا بينا هدي عفت عن مصطفي ووافقت نقرأ الفاتحة
فرحت هند و هدير كثيرا و ركضتا للداخل
دقائق و انطلقت الزراغيط و بارك لهم الجميع
جلس خالد جوار هدي ومال براسه عليها
خالد : كان في واحدة بتقول المطلوب مني ايه ‘‘ عرفتي انكم مجانين
نظرت له بطرف عيناها : بكرة نشوف الست حلا
بقي كده يا هدي ماشي ‘‘ ادعيلي انتي بس السنة الي فاضلة دي تعدي علي خير
ربنا يسعدك يا حبيبي و يرزقك كل خير
بعد وقت ليس طويل
طرقات متسارعة علي الباب ‘‘ دبت الرعب في قلب الجميع ‘‘ خرجوا جميعا للصالة فتح خالد وخلفه سمير ومصطفي ‘‘ صدموا بقوة من الشرطة
علا الصوت والهمس بينهم
دخل الظابط المسؤول : مساء الخير بين الاستاذ خالد رؤوف
خالد مضطربا : ايوه انا حضرتك
الضابط : فتشه ياابني
صرخت حياة صرخة مكتومة ‘‘ ليقف امامها رؤوف
رؤوف : خير يا حضرة الظابط انا والده
الظابط : اه كويس انك موجود لان جايلي امر ضبط واحضار ليك لخطفك قاصر وايوائها في بيتك دون اذن اهلها
رؤوف : بتقول ايه ياابني ‘‘ خبيت مين وفين وخطفتها امتي ده انا
الظابط : من فضلك انا بنفذ شغلي بس ها لقيت الفلوس الي بلغ عنها
العسكري : لا يا فندم
الظابط : طيب ادخل فتش اوضته
دخل العسكري بعد ان اشار اليه خالد علي الغرفة وبعد لحظات عاد ومعه النقود
الظابط : اتفضل معايا من غير شوشرة و انت يا حج اتفضل معايا كمان
بين صراخ الجميع و توسل حياة كي يتركوا زوجها و ابنها ‘‘ والتي لم تجدي نفعا ‘‘ نزل خالد مصطحبا والده معه .. بعد ان اوصي سمير ان يأتي خلفه ‘‘ وان يبقي مصطفي مع اخوته ….