باقة ورد للكاتب محمد محسن حافظ
#باقة ورد # الجزء الثالث
فكرت وفاء في كلام زوجه اخيها ايمان كان يقتلهم الفضول لمعرفه سر الغرفة وما بها رغم دخلوهم جميعا بعد موت الجنيني ولَم يجدوا شيء ولكن كان دائما هناك شيء ما يقول ان هناك سر دفين قد يكون مخبيء داخلها
لم يضع احمد عليها الاقفال والترابيس بل كان يغلقها فقط بمفتاح صغير
حتي لا يلفت الانتباه فما هو مغلق بالأرصاد امام الناس يعتقد الجميع ان ما بداخله كنز ضخم
ولكن المفتاح الصغير قام بهذا الدور جيدا
الانسان دائما يبحث عن المستحيل فمثلا ان كانت هناك غرفه داخل منزل مغلقه ستلفت الانتباه حتي ولو كانت فارغه تماما
كان هناك حقد وغل من الأخوه الثلاثه علي احمد رغم علمهم جميعا بطيبته الزائده فكانوا يكيدون له عند ابيهم كما فعل أبناء يعقوب بسيدنا يوسف ولكن دون ان يرموه بالچب فلم يكن ابيهم نبي واكتفوا ان يجعلوه يرحل خارج مصر ويترك كل شيء ويسافر الي احد البلدان العربيه معتمدا علي نفسه وأخذ معه رفيقه عمره سهير لكن بعد مرور الوقت شعر الاب بالذنب اتجاه ابنه وأدرك خطائه فنحن بشر غير معصومين لكن ان تتخيل ان الاب كان متعلق جدا بكامل الابن الأكبر واعطاه كل شيء وكان مدللا وما وجد منه سوي العقوق ونكران الجميل وهو من دير المكيده للإطاحة بأخًوه
سر وفاء
*******
فتاه جميله شاهقه البياض كالثلج
وجهها كالقمر وقت اكتمال البدر
شعرها كستنائي طويل يصل الي نهايه ظهرها ويزيد عينيها بنيه انفها معتدل وشفايفها مرسومه بإبداع حتي ان ليونارد دافنشي او بيكاسو لن يستطيعوا رسم مثلها
احبت مره واحده من قلبها ولَم تستطيع ان تنتزع هذه الحب حتي الان فادي صديق احمد اخيها منذ الصغر كانت تنتظره في شباك القصر لساعات طويله حتي تنظر اليه لدقائق معدوده تتهامس عيونهم دون كلام ظل هذا الحب الاخرس الأصم لمده عامين الي ان استجمع فادي شجاعته ذات مره وكتب لها رساله القاها لها دون ان يشعر احمد بذالك قرائتها مئات المرات بل لن ابالغ ان قلت الاف المرات فهي محتفظه بها حتي الان وفعلت مثله وكتبت له رساله الي ان حان موعد إلقاء الاول بينهم تشابكت قلوبهم قبل أيدهم وقت غروب الشمس شعروا بالطيران فوق السماء تغيرت وجوههم من الفرحه ارتمت داخل صدره في حركه عفويه سحبها من ذراعيها ووضع كلتا يديه علي وجهها وكأنه يحمل قرص الشمس بين يديه
تعاهدوا علي الحب
كانت تراه مره كل اسبوع لمده ساعتين تعد الدقائق والثواني قبل الايام حين تتركه وتنتظر الموعد الجديد
الي ان علم احمد بما بينهم وقتها شعر بالخيانه من صديقه القنه درس من الكلمات القاسيه جعلت فادي يبكي امامه لم يعطيه فرصه للكلام او الدفاع عن نفسه
طلب منه ان لا يري وجهه مره اخري والابتعاد عن وفاء
ترك فادي كل شيء ورضخ لطلب صديقه وغادر البلاد وسافر الي اوروبا ولَم يعود بعدها
لم يعلم احد بهذه القصه حتي سهير زوجته اقرب الاقربين
منذ ذالك الوقت ووفاء تشعر ببعض الغل والحقد علي اخيها ولَم تنسي ابدا ما حدث رفضت الكثير وظلت علي عهدها مع فادي
لكن بعد مرور الوقت شعر احمد انه اخطاء في حق اخته وقدم لها الاعتذار عشرات المرات كانت تبتسم وتقول حصل خير ولكن بداخلها نيران لم تنطفيء
هي لا تبحث عن المال ولكن اعماها الانتقام من اخيها حتي تحرق قلبه وكانه طار بينهم وعندما تراها تتحدث معه تشعر انها تعشقه ولكن في قلبها عكس ذالك
المفتاح
*******
رتبت ايمان خطه لسرقه مفتاح الغرفه الذي يلازم جيب احمد ولا يفارقه حتي اثناء نومه
وكلفت رأفت بالأمر والاستعانة بأحد الأفراد المهره للقيام بذالك اثناء وجود احمد في عمله وملازمه سهير غرفتها وحركتها القليله بعد ولادتها
كان هناك شخص يدعي حمزه سارق خزن محترف تعرف عليه كامل علي طاوله القمار وأغدق عليها أموال كثيره طلب منه المساعده ولَم يتأخر
رتبوا كل شيء وقاموا بقطع سلوك الهاتف الارضي
ودخل حمزه علي هذا الاساس حتي لا يثير الاشتباه
وبمهارته الشديده لم يتطلب الامر اكثر من خمس دقائق كان كامل ينتظر علي احر من الجمر الاخبار لم يشترك معهم ولكن كل هذا تم تحت إشرافه
اما رأفت فقد دخل الغرفه وقامت وفاء بمراقبه سهير وملازمتها
دخل رأفت يبحث في كل مكان دون جدوي حتي شعر باليائس كان الزرار امامه ولكن أعماه الله عنه ….. شعر بالاحباط ثم أغلق الباب كما كان بمساعده حمزه وانصرف
**************************
ايه يا احمد اتأخرت كده ليه النهارده قالتها سهير بعد دخوله غرفته كان وجهه شاحبا من التفكير
اقترب منها وحمل ورد وجلس بجوارهاظل ينظر الي الطفله ودمعت عينيه تمني ان يكون كل ما يحدث مجرد احلام وان رؤياته لوالده مجرد اضغاث احلام ولكن من تكون الفتاه التي رائها في المكتب والرجل الغريب وساوس تدور داخل رأسه لم يستطيع السيطره عليها لم يعد شك بل اصبح امر يقين بالنسبه له وان ورد ليست ابنته وانه أنجب غلام اسمه يحيي كانت هناك فكره تدور في راْسه ولكن لم يستطيع موجهه احد بها
رفع رأسه ونظر الي زوجته قائلا معلش يا سهير عندي شغل كتير اليومين دول
المساله من شغل يا احمد انت شكلك متغير في حاجه مخبيها عليه كان هذا رد سهير علي كلامه الغير مقنع
نهض من مكانه ووضع ورد علي صدرها وهو يتصنع الضحك قائلا صدقيني تعبان شويه انا هغير هدومي وادخل الاوضه اصلي محتاج اقعد مع نفسي شويه
ردت سهير بهدؤ اللي يريحك يا حبيبي
دخل احمد الغرفه ومع خطوته الاولي اصابه الهلع والخوف وجد ان شيء ما تحرك من مكانه اتجه ناحيه الزر وضغط عليه ففتح امامه باب وكانه مغاره اخذ نفس عميق عندما وجد كل شيء مكانه
سحب كتاب وذهب به الي كرسي قريب منه وضع نظارته علي وجهه وأخذ يتصفح بعض اوراقه
وقف عند احد الصفحات واثارت جمله فيها اهتمامهما يقرائها كثير مرارا وتكرارا
لم يصدق عينه ودخل في دوامه ذهول هل هذه صدفه وضع يده علي رأسه وقرائها بصوت عالي للمره الاولي بعد ان كان يقرائها دائما بعينيه
(ساقي الورد يستمتع دائما برائحته)
تابعوني