باقة ورد للكاتب محمد محسن حافظ

#باقه ورد# الجزء الثامن

شعر احمد بدوار ومسك رأسه ولَم يستطيع الوقف فجلس علي اقرب مقعد قابله في حين سندته ورد وهي تقول الف سلامه عليك يا بابا مالك فيه ايه

-لا حول ولا قوه الا بالله الله يرحمك يا سهير عيشتي وموتي متعرفيش انك بتربي بنت مش بنتك دمعت عيانه وهو ينظر علي صورتها المعلقه نظرت له ورد باندهاش وهي تقول انت يوم موتها كنت اجمد من كده وقَعَدت تتكلم معاها لوحدكوا اربع ساعات وخرجت من الاوضه وقلتلنا سهير البقاء لله انا اللي ساعتها انهارت ودخلت المستشفي وقَعَدت في اوضتي اكتر من شهر ما اخرجش
انا هكلم الدكتور بتاعك يجي يشوفك
ابتسم احمد رغم عنه وقال مش مستهله يا بنتي انا هبقي كويس دلوقتي ناديلي بس علي عمتك وفاء عاوزها

ارتبكت ورد وهي تنظر الي احمد لا تعلم ماذا به اقتربت منه بشده ونظرت في عينيه وقد دمعت عينيها وهي تقول بابا انت مش فاكر اي حاجه خالص كده
عمتو وفاء مش عايشه هنا هي في بيتها مع ولدها وجوزها

اخذت احمد نفس عميق وقال وفاء اتجوزت الحمدلله اسمه ايه جوزها ؟

عمو فادي يا بابا انت نسيتوا كمان

يعني اتجوزتوا برضه من ورايا

بابا انا مش فاهمه حاجه خالص عمو فادي طيب اوي وانت بتحبوا وبتقعدوا تلعبوا طاوله بالساعات وتضحكوا ومعاكم عمو حسن كمان

هنا ادرك احمد انه وضع نفسه في مأزق كبير ليس من السهل الخروج منه لقد ظن ان الموضوع بسيط ولكن ليس كذالك بالمره
نظر اليها وقد وجد مخرج من أزمته تلك وهو يقول اطلبي الدكتور يا بنتي الظاهر ان انا تعبان بجد

جريت ورد من امامه وهي تقول حاضر حالا

تذكر احمد ما قرأه في الكتاب وانه ان شعر بالندم لن يعود الي عمره من جديد أعطي نفسه الامل ان سيجد يحيي ويعود لحياته من جديد وانه سوف يدعي انه فقد الذاكره امامهم حتي لا يشكه في أمره ولكن يجب ان يتكلم مع حسن صديقه عفو الوحيد الذي يستطيع مساعدته ويقص عليه كل ما حدث في تلك السنوات الماضيه

دخلت ورد وفِي يدها هاتفها المحمول وهي تتحدث مع الطبيب كانت متوترة الي ابعد الحدود خوفا علي ابيها
سمعها تقول بسرعه يا دكتور علاء احنا في انتظارك حاول متتاخرش
اغلقت الخط فسألها احمد عن الهاتف باندهاش وهو يقول ايه اللي في ايدك ده يا ورد

فتحت ورد يدها ولَم تفهم السؤال مفيش حاجه يا بابا في ايدي غير التليفون

رفع احمد حاجبه وهو يقول في اندهاش تليفون ازااي اه لا سلكي يعني

ضحكت ورد وقالت لا يا بابا لا سلكي ايه ده موبيل اخذت تشرح له مده طويله ثم اقتربت من فراشه واخرجت هاتفه وهي تقول وده بتاعك وعليه كل الارقام اللي انت عاوزه اصحابك واخواتك وأرقام موظفين الشركه كل حاجه

وضع يده علي راْسه وتذكر التطور التكنولوجي في عشرون عاما

طلب منها ان تعلمه عليه وكيف يستطيع ان يخرج الاسم والرقم بسهوله

وافقت ورد وجلست بجواره وفعلت له ما اراد بمنتهي الحب تعلم احمد بسهوله جدا ومسك الهاتف وكتب اسم حسن صديقه وسمع صوته وفرح جددا وهو يقول ازيك يا حسن وحشني جدا انت فين تعالي دلوقتي حالا عاوزك ضروري

رد حسن وهو يضحك ايه يا احمد الكلام الحلو ده وحشتك من امتي الحنيه دي كلها علي العموم بكره احنا علي ميعادنا وهنجيلك كلنا

قاطعه احمد قائلا بمنتهي الأسرار لالالالا تعالي دلوقتي سيب كل حاجه في ايدك انا مستنيك

مدت ورد يدها وسحبت هاتف ابيها من يده وتركه لها ووضعته علي أذنه وقالت عمًو حسن لو سمحت تعالي دلوقتي بعد اذنك بابا تعبان وعاوز يشوفك

صمت حسن قليلا ثم قال حالا هكون عنده حاضر يا ورد مع السلامه
دخل الطبيب علاء شاب في اواخر العشرينات طويل نحيف بعض الشيء يرتدي نظاره طبيه رفيعه مثله وسيم ابيض البشره انيق جدا في كلامه وملابسه مشرق الوجه كالشمس حينما تدخل المنزل وتملائه دفيء

السلام عليكم ازيك يا عمو احمد عامل ايه سلامتك مالك

نظر له احمد وقال الحمدلله انت كشفت عليا قبل كده يا بني

توتر الطبيب قليلا ونظرت له ورد وهي تهز راسها وتقول من ساعه ما صحي يا علاء وهو في الحاله دي

ابتسم علاء وهو يفتح حقيبته ويصدمه بجوابه حضرتك مش فاكرني يا عمي طب ده انت بتحبني انا نوح ابن عمي كامل اكتر من اي حد تاني بقي كده تنسي علاء حبيبك ابن اخوك رأفت

انه يوم المفاجآت الكبيره واحده تلو الاخري وكل ذالك يسقط علي رأسه بمنتهي القوه نهض احمد من مكانه دون ان يشعر وحضنه بقوه وهو يقول حبيبي يا بني معلش مش عارف ايه اللي حصلي

طمأنه علاء وهو يقول اكيد صدمه عصبيه اتعرضت ليها انت ناسي كل حاجه يا عمي

صمت احمد قليلا وهو يقول لا انا فاكر حاجات قديمه اوي كويس بس اي حاجه جديده مش فاكرها

انهي علاء الكشف علي عمه وهو يقول محتاجين نعمل اشاعه مقطعيه علي المخ وشويه تحاليل وبعد كده نشوف المشكله فين بس انت صحيتك كويسه الضغط والحرارة والقلب منتظم الحمدلله

اخذت ورد نفس عميقا وهي تقول الحمدلله يارب الحمدلله انا هدخل الاوضه الصغيره اصلي ركعتين شكر لله

سمع احمد كلام ورد وفزع مما قالت وأخذ يفكر الاوضه الصغيره مفاتيحها معايا لوحدي ازاي ورد بتدخل جواها كده ممكن اكون انا اللي قولتلها تدخل لم يعلق علي كلامها حتي لا يثير الشكوك

أعطي علاء بعض الحبوب المهدئه الي عمه وأمره بالراحه

وقتها دخل حسن وهو منزعج ويقول خير مالك يا احمد الف سلامه عليك نظر اليه احمد وابتسم وهو يقول حسن انت عجزت اوي ولبست نظاره شكلك اتغير اوووي

لم يفهم حسن ما يقوله احمد ولكن علاء حكي له ما حدث ثم استئذن من عمه وهم بالانصراف قائلا انا هروح المستشفي دلوقتي ولو احتجت اي حاجه كلمني في اي وقت هجيلك علي طول مع السلامه يا عمي مع السلامه يا عمو حسن

بادلوه السلام وجلس حسن بجوار صديقه احمد ومسك يديه وهو يقول الف سلامه عليك يا احمد مالك ايه اللي حصل

نظر له احمد وقال فاكر يا حسن من عشرين سنه انا استأمنتك علي سر يا تري فكره

اندهش حسن وقال طبعا فاكره بالحرف الواحد

ابتسم احمد وقال انا سفرت يا حسن بالزمن عشرين سنه علشان اشوف يحيي ابني وطبعا الفتره دي انا معرفش عنها حاجه خالص

اندهش حسن مما سمع ونهض من مكانه وقال معقول اللي بسمعه ده

صدقني يا حسن هي دي الحقيقه الكتاب اهو معايا لو مش مصدق اوعي تفتكرني اتجننت

ايه يا احمد اللي انت بتقوله ده استحاله اقول عليك كده انت صاحب عمري وعيشره سنين وعارف عقلك وحكمتك كويس

نظر له احمد في حب وقال هتعبك معايا عاوزك تحكيلي كل اللي حصل في الفتره دي متسبش حاجه منها خالص حتي لو كانت صغيره ادق التفاصيل هتفرق معايا

هز حسن رأسه وقال حاضر يا احمد هحكيلك كل حاجه حصلت من ساعه لما سبنا بعض اخر مره
وكنت زعلان مني لما عرفت اني عرفت وفاء اختك مكان فادي

ورد قالتلي انهم اتجوزوا وعندهم ولاد دلوقتي

ابتسم وقال ايوه عندهم فريده واحمد ويوسف علي فكره احمد علي اسمك انت

صلي بقي علي النبي قالها حسن ورد عليه احمد قائلا عليه الصلاه والسلام

error: