باقة ورد للكاتب محمد محسن حافظ

باقه ورد

روايه مليانه بالأحداث المؤلمه واحد اتبدل ابنه من ساعه ما اتولد وحطوا مكانه بنت سماها ورد هيسافر للمستقبل علشان يدور علي ابنه يحيي …..هيشوف وهيعرف حاجات مكنش يتوقعها ..ورد هتعاهده انها هي اللي هترجع يحيي

سيتم نشر باقه ورد ….بعد الانتهاء من شعاع نور .
ان شاء الله تنال إعجابكم

#باقة ورد# مقدمه
١٠/مارس/١٩٩٠

بِسْم الله ما شاء الله الف مبروك يا استاذ احمد تتربي في عزك جاتلك بنت زي القمر ربنا عِوَضً صبرك خير

نهض احمد الجنيني وبيد مرتعشه حمل الطفله وبدائت الدموع تسقط من عينيه دون سابق إنذار قائلا

الحمدلله علي ما رزقني من فضله بعد صبر سنين طويله
ثم استدار ناحيه ام شحته الدايه وهو يضع يده اليسري في جيب عبائته الانيقه واعطاها ما حملت يداه دون عدد حتي لا تفارق عيناه الطفله التي حملها بيده الاخري

ثم انتبه فجأه لصوت اخته وهي تسير نحوه مبتسمه الف مبروك يا خويا بنت زي القمر

ظل احمد الجنيني ينظر الي طفلته يداعبها برفق ثم وضعها داخل صدره وكأنه يريد ان يزرعها داخله ثم التفت الي اخته في نظره خاطفه قائلا
الله يبارك فيكي يا وفاء
ضحكت وفاء وهي تضع يدها علي كتف اخيها قائله
هتسميها ايه بقي يا احمد

نظر احمد الي وجه الطفله وعينيها الخضراء التي تشبه الربيع الذي ينتظر الوصول ثم قال بوجهه الضاحك هسميها ورد

ورد الجنيني
بس غريبه يا وفاء لا انا ولا امها عينينا خضره طلعه لمين البت دي

ضحكت وفاء وهي تحاول ان تأخذ الطفله في محاوله فاشله منها حيث استدار اخيها رافضا ان تحملها فزادت صوت ضحكتها وهي تقول اظاهر سهير مراتك كانت بتبص علي عيون ايمان مرات اخوك رفعت كتير
محدش في عيلتنا عيونه بالجمال ده

ابتسم احمد وهو ينظر الي اخته قائلا الحمدلله عشر سنين مش طايل ضفر عيل هنقول بقي عيون وحواجب

وضعت وفاء يدها علي كتف اخيها وهي تقول تتربي في عزك يا اخويا هات بقي البنت وادخل اطمن علي سهير مراتك زمنها صحيت والبنت لازم ترضع
لالا سيبها انا هدخلها بنفسي عاوز اشوف فرحه عينيها يا وفاء

زي ما تحب يا احمد يا اخويا انا هروح احضرلك الفطار هكذا قالت وفاء قبل ان تأخذ طريقها الي المطبخ

بينما صعد احمد درجات سلم قصره في هدؤ الي ان وقف امام غرفته وفتح الباب برفق ولَم تفارق البسمه وجهه علي الاطلاق
ثم اقترب من زوجته ووضع ورد بجوارها ثم قبلها في وجنتها بحنان بالغ ففاقت زوجته سهير علي هذه القبله وهي تنظر الي تفاصيل وجهه التي تحفظها ولَم تمل منها طيله عشر سنوات ثم وضعت يدها علي وجهه الأسمر قبل ان تستدير وتحضن الطفله وهي تقول شفت يا احمد جبتلك بنت زي القمر عارفه انك كان نفسك في ولد بس الحمدلله

جلس احمد علي حافه الفراش وامتدت يده داخل خصلات شعر زوجته ثم قال في نبره يعلوها ايمان واضح متقوليش كده دي نعمه من ربنا

سميتها زي ما اتفاقنا يا احمد قالتها سهير وهي تنظر داخل عينيه لم يرد واكتفي يهز رأسه لتقول هي ورد وهي فعلا احلي من الورد
فقد اتفقا في السابق ان رزقهم الله بولد سيطلقون عليه يحيي كما بشر الله زكريا بغلامه بعدما اشتعل رأسه شيبا

كانت السعاده تملأ اعيونهم

نهض احمد فجأه دون ان ينطق بكلمه واتجه الي باب الغرفه الي ان سمع صوت زوجته وهي تقول رايح فين يا احمد

فتح الباب ونظر اليها مبتسما وهو يقول رايح اصلي وأشكر ربنا علي نعمته

خرج احمد وفِي طريقه سمع صوت اخيه رأفت من خلفه وهو يقول الف مبروك يا احمد

التفت اليه وعانقه بقوه ثم قال جبنا بنت اخدت عيون ايمان مراتك بس يارب متاخد لسانها

ضحك رأفت من مداعبه اخيه وقال قلبك ابيض يا احمد انت عارفها بتطلع وتنزل علي مفيش

هز احمد رأسه قائلا المسامح كريم ده بس علشان خاطر ورد مش علشانك

ايه ده انت سميتها ورد قالها رأفت في اندهاش

ليرد عليه احمد ايه مش عجبك الاسم

لا لا بالعكس ده حلو اوي يا احمد

وضع احمد يده علي كتف اخيه وابتسم رغما عنه وهو يقول طيب انا هروح اصلي اختك وفاء بتحضر الفطار تحت

انصرف رأفت ودخل احمد غرفه صغيره مظلمه ضغط علي زر خلف الباب ثم أغلق الباب خلفه كانت النور خافت اخرج احمد كتاب قديم وظل يدون بداخله بعض الكلمات ثم أعاده في مكانه من جديد وضغط علي الزر من جديد ثم سحب سجاده الصلاه وأخذ يصلي ويصلي ثم جلس يستغفر وهو يضحك الي ان داعب النوم عينيه امسك بوساده صغيره وضعها تحت رأسه وأغمض عينيه لدقائق الي ان سمع صوت ابيه وهو يقول فين يحيي عاوز اشوفه ضحك احمد وهو ينظر الي ابيه قائلا بس انا جبت بنت اسمها ورد مش ولد يابا
غضب ابيه وأخذ يصرخ لا يا احمد انت جبت ولد جبت ولد فين يحيي عاوز اشوفه

فتح احمد عينيه فجأه وأخذ ينظر حوله فمازل صوت ابيه الذي توفي من ثلاث سنوات يدق في أذنيه
وضع يده علي صدره قائلا اللهم اجعله خير يحيي ايه بس يابا اكيد كان نفسك اجيب ولد

error: