باقة ورد للكاتب محمد محسن حافظ

#باقة الورد#الجزء التاني

دخل احمد الجنيني مكتبه وجلس علي كرسيه الهزاز واضع يده يداعب لحيته الصغيره الشديده السواد انارت وجهه الابيض زادته وقارا لا تستطيع ان تحدد عمره فتعطيه دائما اقل من سنه تجاوز العقد الرابع من عمره جسده رياضي متناسق يهوي ارتداء الجلباب والعبائه داخل منزله كما كان يفعل والده اما في الخارج فيرتدي دائما البدل الكلاسيكية الفاخره التي تناسب جسده فيبدوا في منتهي الاناقه شعره مصفف دائما من شدة نعومته فيكفيه ان يمرر أصابع يده علي خلصاته عينيه واسعتين سوداء في أشد ساعات الليل ظلمه ولكنها تنير لمن ينظر لها فيهما ابتسامه عجيبه تبعث الراحه لمجرد النظر اليها

كان ينظر الي سقف الغرفه بمنتهي التركيز وكأنه يقرأ كتاب شيق دخل في عالم اخر تخيل أشياء وأشخاص وسافر معهم
*******^^^^^^*****************خيال *

بتفكر في ايه يا احمد قالها وجه لا يعرفه ولَم يراه من قبل سقط من سقف الغرفه وجلس امامه

رد احمد دون ان يفتح فمه وتكلمت عيناه بفكر في ورد

انتظر احمد الاجابه ليري وجه فتاه شقراء شديده الجمال لا يزيد عمرها عن العشرون عاما
قالت والابتسامة تعلو وجهها انا ورد يا بابا مليش ذنب في اي حاجه انا هديه ربنا بعتهالك خد بالك مني وابعد شياطين الانس عني خد بالك من نفسك حواليك تعابين وعقارب كتير ومتخفش علي يحيي ومتدورش عليه هيجيلك لحد عندك بس لما ربنا يريد اعمل الطيب وخليك زي ما انت واوعدك اني هكون صالحه وانك هتديني ميراث جدي بنفسك .
******************^^^^^^*
احمد احمد القهوه يا اخويا قالتها وفاء وهي تنتظر الاجابه التي طالت لبعض الوقت

هاااا اه متشكر يا وفاء حطيها عندك عَل مكتب

حاضر عاوز حاجه تانيه انا هطلع اشوف سهير وورد واطمن عليهم

ابتسم احمد وهز راْسه في قائلا ربنا يطمن قلبك يا بنت امي وابويا

نظرت وفاء الي الارض وهي تحمل الصينيه الفارغه واستدارت وخرجت بمنتهي الهدوء

*************************************
منزل كامل

اعمليلي قهوه بسرعه يا حنان قالها كامل بحده وهو يرتدي ملابسه

ذهبت حنان مسرعه الي المطبخ وهي تقول في طريقها حاضر دقيقتين وتبقي جاهزه وضعت الكنكه علي النار ويدها ترتعد فهي تريد الذهاب لرؤيه سهير ومولودها ولكنها خائفه من رد فعل كامل
حملت فنجان القهوه ورسمت ابتسامه حول شفتيها رغم عنها وقالت في هدوء كامل عندي طلب ياريت ما تكسفني

يا فتاح يا عليم عاوزه ايه عل الصبح خشي في الموضوع

عاوزه اروح اشوف سهير واباركلها ده بعد اذنك طبعا

تأفف كعادته وهي يلبس حذائه وقال ووجهه متجهم تبركلهم علي ايه دول جابوا بنت اومال لو كل خلفوا اولاد زينا كنتي عملتي ايه

تنهدت حنان وقالت الحمدلله ان ربنا رزقهم بالخلفه بعد السنين دي كلها ثم معدش فيه فرق بين ولد ولا بنت

بقولك ايه غوري في داهيه ثم اخذ رشفه من القهوه واكمل بس متتأخريش

اقتربت منه حنان وهي تربط علي كتفه قائله وانت مش هتيجي تبارك لأخوك

نظر اليها في غيظ وألقي بفنجان القهوه علي الارض وقال والغضب يتملكه مش عاوز اسمعك تقولي اخوك تاني وأحمدي ربنا اني وافقت انك تروحي عندهم بعد اللي عمله فيا

خلاص يا كامل براحتك مش هتكلم في الموضوع ده تاني

خرج كامل وهو ينظر لها في غيظ واغلق باب منزله بقوه مما جعلها تفزع

****************************
كامل / فلاش باك

قبل موت والده بيوم واحد

ابوك كان عاوزك في ايه يا احمد بقالك ساعتين بتتكلم معاه

رد وقتها احمد بمنتهي القوه قائلا شيء ما يخصكش يا كامل

مفيش حاجه متخصنيش انا اخوك الكبير والمفروض تتكلم معايا بأدب

نظر له احمد وقال بثقه مبالغ فيها الكبير مش بالسن يا كامل ياما ناس كتير ضيعت عمرها كله من غير ما تتعلم حاجه

مش هعدها تاني يا احمد ابوك عاوزك في ايه

نفذ صبر احمد وأخذ نفس عميق وقال وهو يحاول ان يظهر هادئا
ابوك كتب وصيه مع چورچ المحامي بس شرطه انها ما تتفتحش غير لما يقابل ربنا

غضب كامل واحمر وجهه وقال والغيظ يتملكه يعني ايه وصيه انا معرفش الكلام ده انا هاخد حقي تالت ومتلت مش هسيب جنيه واحد وعليا وعلي اعدائي والبادي اظلم

اقترب منه احمد قائلا مش وقته الكلام ده واعرف حاجه مهمه يا كامل ابوك عمره ما ظلم حد وهتاخد اكتر من حقك كمان اوعدك بكده

هنا شعر كامل ببعض الراحه وانصرف من امام اخيه

وهذا ما حدث بالفعل بعد موت والدهم حضر چورچ وجميع إفراد العائله فتح چورچ حقيبته ووضع نظارته الصغيره علي وجهه وأخذ يقرأ نص الرساله وكان كالاتي

بِسْم الله الرحمن الرحيم

انا دلوقتي في مكان احسن بكتير قابلت وجه رب كريم

الحمدلله انا اخدت نصيبي من الدنيا وسيبتلكم كتير فلوس واراضي والوكالة والشركه طبعا فيه منكم هيفتكر اني كتبت الوصيه دي علشان احرم حد منكم من ميراثه الشرعي لكن انا معملتش كده انا وزعت كل حاجه عليكم لحكمه محدش يعرفها غيري انا وربنا سبحانه وتعالي وواحد كمان مش شرط تعرفوا هو مين المهم
القصر ده هياخده احمد بكل اللي فيه وانا قدرت قيمتوا قبل ما اموت بسبعه مليون جنيه

والوكالة هيخدها كامل بلي فيها
ودي تتقدر بخمسه مليون جنيه

ورأفت الشركه وهي تتقدر بنفس القيمه

يبقي كده كامل ورأفت كل واحد ليه اتنين مليون جنيه علشان يتساوا مع احمد أخوهم هيخدوهم. نقدي من حسابي في البنك

اما وفاء ميراثها هيبقي مع احمد اخوها تخده منه وقت ما تحب وهيبقي عباره عن فلوس نقدي

اما الارض هتبقي الحاجه المشتركه اللي بينكم انتم الاربعه

افتكر كده مش ظلمت حد فيكم

والايام هتثبت كلامي

أبوكم /الجنيني كامل

وقتها اخذ كامل نفس عميق وقد ارتاح من وساوسه التي كانت تدور في ذهنه ولكن حدث بعد ذالك مالا يحمد عقباه
****************************
خارج الاحداث قليلا

المال والْبَنُون نعمه من الله يهبها لمن يشاء وقتما يشاء يمنعها احيانا لحكمه لا يعلمها غيره
وقد يعطيك مال وفيرا وبنون ليكونوا نقمه في حياتك

انه يعلم ولا نعلم

قد ترتب حياتك علي شيء وتكون أشد حرصا عليه من نفسك وتترك أشياء اخري تتنزل عنها بمنتهي البساطه فتجد ما حرصت عليه هو شر لك وما تركته هو خير لك

انه يعلم ولا نعلم

^****************************
القصر

حمدلله علي سلامتك يا سهير يا حبيبتي بركه انك قومني بالسلامه
قالتها حنان وهي تقترب من سهير لتقبلها بضع قبلات علي خديها

عانقت سهير حنان بقوه وهي تقول الله يسلمك يا ابله حنان

تضحك حنان وهي تنظر ورد وجمالها وتقول بِسْم الله ما شاء الله تبارك الخلاق لا حول ولا قوه الا بالله ايه الجمال ده البنت دي حلوه اووي وتدخل.القلب وهمت وحملتها بين ذراعيها

ابتسمت سهير وقالت في حب هي حلوه لابوها احمد زي القمر

دخلت وفاء الي الغرفه وهي تسمع حديثم وقالت اه بس اخويا عينيه مش خضرا ولا شعره قالب علي اصفر البنت دي شكلها مستورده مش من هنا

ضحك الجميع ولكن ضحكاتهم لم تدوم طويلا حيث التفت الجميع ناحيه صوت الباب فوجدوه ايمان زوجه رأفت لم تتكلم كثيرا واكتفت بكلمه مبروك

ردت عليها سهير بمنتهي الهدؤ
الله يبارك فيكي يا ايمان اتفضلي اقعدي

لا متشكره معلش ورايا حاجات كتير بس قلت اجي اعمل الواجب
تعالي يا وفاء عاوزاكي بره في كلمتين

خرجت وفاء خلف ايمان وهي تنظر علي وجه سهير وحنان ثم اخذت طريقها الي خارج الغرفه

نظرت وفاء الي ايمان في اهتمام وقالت نعم خير يا ايمان

لسه معرفتيش اخوكي بيعمل ايه كل ده في الاوضه الصغيره ده بيقعد فيها بالساعات ودي حاجه مش طبيعيه وابوكي كان بيعمل كده قبل ما يموت فيه سر لازم اعرفه أنهت ايمان حديثها

هنا اندهشت وفاء وقالت ابويا كان بيصلي في الاوضه الصغيره واحمد كمان بيعمل زيه من ساعه لما ابويا ما مات

قالت ايمان في ثقه صدقيني فيه حاجه جوه احنا منعرفهاش

طب وايه المطلوب مني يا ايمان

ولا حاجه عاوزاكي تسرقي المفتاح خلي اللي عملناه ميضعش

تابعوني

error: