باقة ورد للكاتب محمد محسن حافظ

#باقه ورد# الجزء الرابع

شعر احمد ان رأسه ستنفجر وضع يده علي عينيه يحاول السيطره علي نفسه كانت تدور في عقله عشرات الاسئله

منها هل هو محق فيما يفكر وماذا سيفعل ان كانت ورد ليست ابنته وان أنجب ولد بالفعل أين هو والي أين ذهب هل قتلوه

سمع صوت ابيه .

-افتح كتاب الأسرار يا احمد ده وقته وسافر يا بني

انزل احمد يديه من علي عينيه وأخذ ينظر حوله ثم نهض من مكانه واخرج الكتاب الاخر
كتاب ضخم متعفر قديم
فتحه وأخذ يقرأ الي ان وصل الي جمله

الغيب لا يعلمه الا الله ولكن ان كنت تريد ان تضحي ببعض سنوات عمرك القادمه من اجل شيء تبحث عنه ويرهقك يجب ان تختار المده المطلوبه وبعدها ستدخل في اختبار طويل لبضعه ايّام وسيسافر بك الزمن المده التي تتطلبها خمس سنوات عشر سنوات عشرون عاما كما تريد ولكن اعلم انك لن تغير شيء قد كتبه الله لك او عليك

فكر جيدا قبل ان تأخذ قرارك فَلَن تعود بعمرك من جديد الا في حاله واحده ستعرفها هناك بعد سفرك وليس الان

رفع احمد رأسه واغلق الكتاب شعر انه داخل متاهه وعالم اخر

خرج من الغرفه وجهه شاحب هرب الدم منه لم ينام ليلته وأخذ يفكر طويلا ماذا سيفعل

*****************************
صباح اليوم الجديد

يدق جرس الباب تفتح وفاء

يدخل الطارق دون استأذان قائلا صباح الخير يا اهل الدار

تضحك وفاء وهي تقول صباح النور يا حسن

يضع يده في جيبه قائلا وهو يرفع احد حاجبيه ايه مش هتقوليلي اتفضل ادخل

تهز رأسها وتضع يدها علي فمها تداري فمها الضاحك ثم تقول ان مش واخد بالك انك دخلت وقَعَدت

يشاور لها بإصبعه قائلا طب روحي حضريلي الفطار بسرعه واعمليلي شاي وعرفيني هتتغدوا ايه النهارده هو انتي لسه وقفه هنا

كان حسن الصديق المشترك بين احمد اخيها وفادي حبيبها خفيف الظل مرح الي أقصي درجه ولكنه رجل يتحمل المسؤليه

ضحكت وفاء وهي تتحرك من امامه قائله ما احنا شغالين عند السيد الوالد

هنا قال حسن جمله جعلها تتسمر في مكانها وكأنها تمثال

بقي كده يا ست وفاء علي العموم انك كنت جايلك انتي مش لاخوكي علشان اقولك اني عرفت طريق فادي

دمعت عينيها كيف ذالك هل هناك تمثال يدمع اخذت تتحرك ببطيء شديد اتجاه الي ان مسكت ذراعه قائله انت بتقول ايه يا حسن بتتكلم جد

شد حسن ذراعه من بين يديها وهو يتحرك امامها قائلا هو الحاجات دي فيها هزار

-طب قولي هو فين يا حسن

ابتعد عنها وجلس علي مقعد اخر وهو يقول وهتعمليلي كل اللي انا عاوزه
ابتسمت وفاء قائله اي حاجه عاوزها هعملهالك

وعد يا وفاء

وعد يا حسن

وضع قدما علي الاخري وهي تصبر عليه مبتسمه ثم قال خلاص يبقي اتغدي بط وحمام وملوخيه ورز وورق عنب وتعمليهم بأيدك

اندهشت من طلبه ولكنها قالت بدون تفكير موافقه وهعملك اكتر من كده كمان بس قولي بقي وريح قلبي

نظر لها حسن وقد شعر بدقات قلبها تتوسّله لكي يتكلم لم يمرح ولكنه قال في حزم فادي في فرنسا بيشتغل في شركه هناك وربنا فتح عليه من وسع ومتخفيش لا اتجوز ولا ماشي مع حد

تحرك التمثال وردت فيه الروح وتورد وجهها وهي تلهث من الفرح وهي تقول وانت عرفت منين يا حسن

رد حسن في ثقه قائلا انا مش ساكت وعدتك اني هلقيه ووفيت بوعدي ومش كده وبس لو عاوزه تبعتيله جواب كمان مع واحد مسافر بكره فرنسا انا مستعد

انطلقت دموعها دون توقف وكأنها انطلقت بمحرك مشاعرها بأقصى سرعه

سمعوا صوت احمد يقترب وهو يقول انت هنا يا حسن صباح النور انطلقت وقتها وفاء الي المطبخ وهي تقول هحضرلكم الفطار حالا

صباح النور يا احمد الف مبروك علي المولودة الجديده تتربي في عزك

نظر اليه احمد وقال بسرعه مبالغه في الكلام الله يبارك فيك قولي وفاء كانت بتعيط ليه

حكً حسن في رأسه لثواني ثم قال كنت بقولها نكته عيطت من الضحك

عقد احمد حاجبيه ثم قال وهو يعتدل علي مقعده مش مقتنع

رد حسن مداعبا عديها الناس لبعضيها

ابتسم احمد وهو يهز رأسه قائلا عدتها يا استاذ حسن

ايه يا احمد مش هشوف ورد ولا ايه

هتشوفها يا حسن نفطر الاول وهطلع اجبهالك

نظر حسن الي احمد متسائلا مالك وشك اصفر كده ليه

فكر احمد طويلا قبل ان يتكلم ثم قال تعبان اوي يا حسن

مالك يا احمد احكيلي من امتي بتخبي عليا حاجه

كان حسن كاتم اسرار احمد وان نطق الحجر بسر لن ينطق حسن كان احمد يعرف ذالك جيدا

اخذ احمد نفس عميق ثم قال الموضوع كبير اووي يا حسن وانا مش هتأمن غيرك عليه انت اخويا وصديق عمري

شعر حسن بالقلق من كلام صديقه ثم قال وقد شعر ببعض الانفعال احكيلي يا احمد انا أعصابي راحت

دلوقتي هتعرف كل حاجه

يلا يا احمد انت وحسن الفطار جاهز

********************************
لقاء الشياطين
***********

بعد كل اللي عملناه ده انا مش مقتنع ان الاوضه دي فاضيه حاسس ان فيها حاجه غريبه قالها كامل وهًو ينظر الي رأفت وزوجته ايمان

عضت ايمان علي شفتيها وهي تقول يارتني انا اللي دورت بدل اخوك الخايب ده

نظر لها رأفت قائلا وايه لزمته الكلام ده دلوقتي ثم احنا عاوزين ايه علشان نأمن مستقبل ولدنا

ضحك كامل في خبث قائلا وهو كل ما يخلف ولد هنبدله ببنت علشان ولدنا يورثه

نظرت لهم ايمان قائله اخوكم ده مش عارفه بيعمل ايه علشان فلوسه تزيد كده احنا زي ما احنا وهو ثروته زادت عشرين مره

هز كامل رأسه قائلا انا مش هستني انا خلاص بفلس معدش حلتي حاجه خالص

تلجلج رأفت قبل ان يتكلم ثم استجمع شجاعته وقال ما كل ده من القمار يا كامل

غضب كامل من كلام رأفت فرفع صوته قائلا انا حر اعمل اللي انا عاوزه هي فلوسي ولا فلوسك

مش وقت الكلام ده المهم هنعمل ايه مع ام شحته دي اخدت خمسين الف جنيه وعاوزه فلوس تاني يأما هتقول علي اللي حصل لاحمد وهتبقي مصيبه قالتها ايمان وهي تبحث عن حل
رد عليها كامل في ثقه متشليش هم الموضوع ده بس تكاليفه عليكم انا معدش حلتي حاجه

فكرت ايمان فيما قال ولَم تفهم وسألته قصدك ايه يا كامل؟

اعتدل في جلسته وقال هنقتلها طبعا انا اتفقت مع حمزه وهو موافق بس عاوز ميت الف جنيه هي مش شغلته بس اللي نعرفه احسن من اللي منعرفوش

هلع رأفت مما قاله كامل ثم قال في خوف قتل لا موصلتش للدرجه دي

لتقول زوجته عندك حل تاني انا موافقه وهدفع المبلغ بس نرتاح

***************************
القصر داخل غرفه المكتب

هي دي الحكايه يا حسن من اولها لآخرها

نهض حسن في ذعر قائلا معقول اللي بسمعه ده ده ولا في الخيال انا لو مش عرفك كويس كنت قولت عليك مجنون انا حاسس اني بحلم

شفت بقي يا حسن انا شايل قد ايه

رد حسن قائلا انا لو مكانك امسك رشاش واقتلهم كلهم انا مستغرب ممكن كامل يعمل كده عرفينه طول عمرنا وايمان الحربايه لكن رأفت ووفاء تيجي ازاي دي ده انت ابوهم واخوهم

نهض احمد هو الاخر وقال الشيطان يا حسن لما يتملك من بني ادم يبقي خلاص

وضع حسن يده علي كتف احمد قائلا وناوي تعمل ايه وهترجع ابنك ازااي اوعي تقولي انك هتسافر في الكتاب ده

عندك حل تاني يا حسن

لا بس ده جنون احنا ممكن نضغط علي وفاء او رأفت وهما هيتكلموا حتي لو وصلت ان احنا نكسر دماغهم قالها حسن كحل للمشكله

ابتسم احمد وهو يقول انت فاكرها سهله كده اووي يا حسن انا بكده بفتح علي نفسي باب ممكن معرفش اقفله ومش ضامن ايه اللي ممكن يعملوه معايا ولا مع سهير بس انا متأكد ان يحيي عايش محدش عمل فيه حاجه لو سفرت ولقيته ميت مش هرحمهم
واخاف اعمل اي حاجه دلوقتي يقتلوه

معاك حق يا احمد بتفكر بعقل مش بتهور بس جايب أعصابك دي منين قالها حسن ليقول احمد ربنا وحده عالم بالنار اللي جوايا

تابعوني

error: