باقة ورد للكاتب محمد محسن حافظ

#باقة ورد#الجزء الاول

قبل ثلاث سنوات من ميلاد ورد /فلاش باك

احمد عاوز احمد بسرعه قالها وهو يصارع الموت رجل تخطي السبعون من عمره علي فراشه وحوله ابنائه
كامل الابن الأكبر طويل القامه قمحي اللون وجهه متجهم دائما حاد الطباع قلبه لا يعرف الرحمه يقامر بكل شيء حتي بملابسه ان لزم الامر الجلوس علي طاوله اللعب هي شهوته الاولي دفع ابيه مبالغ طائله لكي يسدد ديونه المتراكمة من الخساره المستمره ولكنه لم يتوقف حتي بعد ان تزوج امرأه صالحه اسمها حنان قلبها عنقود من الفل الابيض لا تترك فرض يحبها الجميع ملتزمه الي أقصي درجه تراعي زوجها وتصبر عليه رزقها الله منه بثلاث ذكور اكبرهم فاتح ويبلغ من العمر عشر سنوات وشاهر ويصغره بعامين وتحمل بين يديها مولودها الجديد نوح تتعرض دائما للضرب والاهانة سرق منها كامل كل صيغتها واموالها يقف دائما الجميع لمساعدتها حبا وشفقه علي حالها

نطق كامل بلهجه مستفزه علي نداء والده وهو يسأل عن احمد قائلا وعاوزه في ايه ما كلنا حواليك ولا هو ابنك واحنا مش ولادك
نظر اليه ابيه في غضب وقد احمر وجهه قليلا حاولت وفاء اخته الصغري تهدئه الموقف تعيش مع والدها لم تتزوج بعد رغم وصولها سن الثلاثون رغم جمالها المستفز ولكنها ترفض كل من يتقدم لها لحبها شخص. رفضه احمد اخيها وضعت يدها علي صدر ابيها قائله كامل يقصد ان لو محتاج حاجه احنا نقدر نعملها احمد خلاص علي وصول احنا كلمناه في التليفون امبارح ثم ده جاي من الكويت يعني لسه قدامه وقت ان شاء الله مش هيتأخر زمانه جاي

هنا اقترب رأفت الابن الأصغر من ابيه ليسأله في نبره هادئه قائلا محتاج حاجه اعملهالك يابا عقبال ما احمد يجي كان رأفت هاديء الطباع عديم الشخصيه لا يتكلم كثيرا حتي انه لم يختار زوجته ايمان المرأه المتسلطة التي وضعته كخاتم في إصبعها تحركه كما تشاء
نظر الاب الي رأفت وطلب منه ان يقترب ثم همس في أذنه ببعض الكلمات
حاول كامل ان يسمع ولكنه لم يستطيع
خرج رأفت من الغرفه واتبعه كامل وجذبه من يده بقوه
قبل ان يقول له في سفاله واضحه عاوز ايه الراجل الخرفان ده يا رأفت
نظر رأفت في عين اخيه باشمئزاز قائلا عيب يا كامل تقول علي ابوك كده هو قالي كلم استاذ چورچ عبد الشهيد المحامي
ضحك كامل وهو يقول وانت رايح زي المغفل تكلمه علشان يكتب كل حاجه بأسم اخوك احمد ونخرج احنا من المولد بلا حُمُّص
هز رافت رأسه قائلا طب اعمل ايه
وضع كامل يده علي كتف اخيه قائلا ولا حاجه ادخل قوله انك كلمته يعني هو هيتأكد منين

وضع رافت وجهه علي الارض قائلا اللي تشوفه يا اخويا

اخرج كامل علبه سجائر من جيبه وسحب منها واحده اشعلها ثم نفخ دخانها في وجهه اخيه قائلا عفارم عليك يا رأفت ادخل بقي قوله الكلمتين دول
دق جرس القصر

ذهبت كريمه المربيه وفتحت الباب وجدت احمد وسهير زوجته امامها رمي احمد نفسه داخل صدرها وهو يبكي قائلا ابويا ماله يا خالتي كريمه كما تعود ان يقول لها دائما لم تخرجه من حضنها وهي تقول ابوك تعبان اوي يا احمد وسأل عليك كتير اوووي اطلعله فوق قفز احمد علي درجات السلم بمنتهي السرعه وترك زوجته وهي تحتضن كريمه ولَم يبالي حين سمعها تقول علي مهلك يا احمد
دخل احمد الغرفه ونظر الي والده وهو يبكي فابتسم والده وهو يرفع يده وهو يحاول ان ينهض مبتسما وهو يقول رغم عنه حمدلله علي سلامتك يا بني الحمدلله اني شفتك قبل ما اموت ربنا استجاب لدعائي وضع احمد رأسه علي صدر ابيه وهو يقول ربنا يديك طوله العمر ويخليك لينا
لم يلتفت احمد لأخته وفاء حين قالت حمدلله علي سلامتك يا اخويا وهي تضع يدها علي ظهره
ولكنه نظر الي كامل اخيه حين سمع صوته وهو يقول انت جيت يا سبع البرومبه اهو ابنك جالك اهو خليه ينفعك

رفع احمد نفسه وهو ينظر الي اخيه بمنتهي الغيظ ولكنه تملك نفسه قائلا مش وقت الكلام ده يا كامل ابوك عيان

هنا تكلم الاب قائلا مفيش فايده فيك يا كامل انا بموت وانت معندكش دم انت عاوزني اموت وانا مش راضي عنك مقدرش اقول ربنا يهديك لنفسك يا بني ثم التفت الي رأفت واكمل كلمت استاذ چورچ المحامي زي ما قلتلك
تهته رأفت وهو ينظر الي كامل اه اه كلمته بس هو مش موجود في المكتب

وجهه الاب نظره الي ابنائه قائلا اخرجه وسيبوني مع احمد شويه عاوز اتكلم معاه

استجاب الأبناء الي ما قاله ابيهم ما عدا كامل الذي قال في برود واضح هي ايه الحكايه انا عاوز اعرف

هنا رفع الاب صوته قائلا خرجوه من هنا حالا

جذبته وفاء ورأفت بقوه الي الخارج ولَم يريد ان يفعل

طلب الاب من احمد ان يغلق الباب جيدا بالمفتاح ثم اخذ يهمس في أذنه بكلمات جعلت احمد يرتعد من الخوف حاول ان يتكلم ولكن منعه ابيه وطلب منه ان يسمع كل ما يقول بمنتهي التركيز

نظر الاب الي احمد بعدما همس في أذنه ليري وجهه الذي تغير الي اللون الاصفر ابتسم الاب وهو يقول انت هربت وسافرت واخترت انك تبعد طول السنين اللي فاتت دي بسبب معامله اخوك وسيبت الارض والوكالة والشركه انا مش عاوز كل ده يضيع كمل اللي انا بنيته وحاول تصلح من اخوك انا عارف انه مش هيسكت بعد لما يعرف انا عملت ايه وولاده امانه في رقابتك اوعي حد منهم يحتاج حاجه بكره ربنا هيرزقك بالخلف الصالح

ابتسم احمد اخيرا وقال انا راضي يابا بقضاء ربنا حتي لو مش هخلف كفايه عليا سهير مراتي طيبه ووقفه في ضهري

رفع الاب يده الي السماء وهو يقول ياااارب انت جعلت لينا في الحياه زينه المال والْبَنُون متحرمش ابني منهم طول ما هو عايش ثم نظر الي ابنه وقال في هدؤ واضح

اسمع يا احمد في حكمه من كل اللي بيحصل ده واكيد ربنا عنده الخير كله صدقني اصبر وربنا هيكفئك وهتعرف بعد عمر طويل ربنا اخر عنك الخلفه ليه

هز احمد رأسه وهو يقول انا راضي بقضاء الله يابا الحمدلله

شاور الاب علي احد الأدراج وطلب من احمد اخراج مفاتيح من داخلها

فتح احمد الدرج وهو يقول حاضر يابا في طاعه عمياء اخرج المفاتيح واعطاها لأبيه

امسك الاب بيد احمد وهو يقول دول بقوا بتوعك من دلوقتي خالي بالك من الاوضه الصغيره محدش يدخلها غيرك بعد لما اموت ولو اصروا خليهم يدخلوا مش هيلاقوا حاجه لكن انت الوحيد اللي هتبقي عارف مكان الزرار اللي وراه الباب
خليهم يخدوا كل حاجه انما الكنز هيفضل معاك انت ومن بعدك ولادك او اي حد تختاره

****************^^^^^^^^*******
تذكر احمد كل هذه الاحداث بعدما راي والده في الحلم
خرج بعدما أغلق الغرفه جيدا ثم ذهب من جديد الي زوجته سهير وكانت ترضع ورد نظر اليهم وكان وجهه شاحبا لتسأله زوجته مالك يا احمد ابتسم رغم عنه وهو يقول مفيش حاجه سلامتك اقترب من النافذة وهو ينظر الي السماء ثم الي حديقه القصر الواسعه اخذ نفس عميقا ثم تحدث مع نفسه قائلا بعدما أعاد نظره الي السماء يحدث ربه حكمتك يارب ومقدرش اقول حاجه فيها
ثم ذهب من جديد الي زوجته وأخذ ينظر الي ورد قائلا يا تري بقي يا ورد هتبقي ايه حكايتك وايه الي جاي من وراكي لم تفهم سهير ما يقوله احمد ولكنها سكتت ولَم تسأله

استأذن احمد من سهير ان يتناول إفطاره مع رأفت ووفاء ابتسمت سهير وهي تقول روح يا حبيبي ربنا يخليكم لبعض

نزل احمد درجات السلم وهو يفكر الي ان وصل الي المائده العملاقه التي تتوسط بهو القصر
وجلس علي رأسها وبجواره وفاء ورأفت
اخذ ينظر اليهم دون ان يتكلم وهو يضع لقمه تلو الاخري في فمه
ولكنه خرج عن صمته بعد دقائق وهو يقول انا شقت أبوكم في الحلم وقالي انه عاوز يشوف يحيي فضلت اقوله انا جبت بنت اسمها ورد قالي لاء جبت ولد واسمه يحيي

نظر رأفت الي وفاء وهو يبلع ريقه بينما مدت وفاء يدها لتأخذ كوب من الماء بيد مرتعشه لتبلع ما قاله اخيها ثم قالت في نبره متلجلجه وهي تحاول ان ترسم ابتسامه زائفه خير يا احمد يبقي هتجيب ولد ان شاء الله وهتسميه يحيي

اه اه مظبوط كلامك يا وفاء قالها رأفت وقد ظهر عليه التوتر

هز احمد رأسه وهو يقول انا قلت كده برضه اومال فين كامل وحنان مراته وولاده

اكيد ما يعرفش ان سهير ولدت قالتها وفاء ليرد عليها احمد وهو ينهض اومال رأفت عرف منين لم ينتظر الاجابه وذهب الي غرفه المكتب وهو يطلب من وفاء ان تعد له فنجان من القهوه
تابعوني ..

 

error: