باقة ورد للكاتب محمد محسن حافظ

#باقه ورد#الجزء السابع عشر

ظل نوح هائم يفكر في قسوه ما فعله الجميع في حق احمد عمه هو لا يستحق ذالك كان نوح قريب الدمعه طيب جددا وسبحان من يخرج الخير من رحم الشر .

دخل الى المنزل بملامح حاده نظر ابوه كامل وفعل نوح هو الآخر ثم سأله مالك يا نوح؟

نظر بحزن وهًو يهز رأسه قائلا بابا هو انا ممكن أسألك سؤال

نظر له كامل في دهشه قائلا طبعا يا حبيبي قول اللي انت عاوزه

وضع نوح يده في جيبه قائلا

هو انا لو قتلت فاتح ولا شاهر حضرتك هتعمل ايه؟

اندهش كامل لما سمعه ورفع يده أمامه وكأنه لو يجد الاجابه من صدمه السؤال ولكنه اخد يتًهته قبل ان يقول بشفته المرتعه أأنت بتقول ايه يا نوح

ابتسم نوح وقال في ثقه زي ما سمعت يا بابا

فلتت بعض الكلمات من فم كامل وهو يصرخ قائلا فيه حد عاقل يقتل اخوه

ضحك نوح في استهزاء وهو يجلس امام أبيه

– ده اول جريمه في التاريخ لأخ قتل اخوه انت أكيد عارف يا بابا

هز كامل رأسه وهو يقول بس دي حكمه من ربنا وليها سبب

تجهمت ملامح نوح بعد ضحكات زائفه محاولا ان يستدرج اليه ثم قال
يعني لو انا يا بابا اذيت حد من اخواتي استاهل ايه ؟

وليه يا بني تأذي حد من أخواتك هما عملولك ايه قالها كامل ليرد عليه نوح بقوه

يعني عمي احمد كان عملكم ايه علشان تحرموه من ابنه كان عملكم ايه علشان تأذوه كده انتم لا يمكن تكونوا بني آدمين

احمر وجهه كامل وهو يقول وقد ظهرت عليه علامات التوتر ايه التخاريف اللي بتقولها. دي محدش فينا أذى عمك ولا جيت جنبه كل اللي بتقوله ده كلام فارغ ومين اللي حكالك القصه الغريبه دي هو ولا بنته اللي طول عمرك بتحبيها وهي مش معبراك حتى

نهض نوح قائلا ليه عملتوا كده علشان تخدوا فلوسه وترموا ورد في الشارع للدرجه دي الفلوس ابقى من دمك فكر كده ان فاتح وشاهر يعملوا فيا كده هتعمل ايه وقتها انا مش هقعد في البيت ده تاني انز هروح اقعد في شقه المهندسين اللي ابنك قالبها صاله قمار هو ويوسف ابن عمو حسن وفالحين بس يذلوا في سليم الغلبان هو وأمه ولما تيجي واحده شمال ينزلوهم في البرد ايه ده هو مفيش رحمه قلوبكم دي ايه حجر على العموم انت ابويا ومقدرش أقول أي كلمه وحشه في حقك هقول بس ربنا يهديكم لنفسكم
*******^^^********
القصر

مكنش لازم تصرحي نوح مره واحده كده يا ورد

تنهدت وهي تقول حصل خير يا بابا كده كده كان هيعرف بقولك يا بابا انت لو شفت يحيي هتعمل ايه ؟

اغمض عينيه لثواني ثم قال مش عارف يا ورد يا بنتي يمكن يغمي عليا من الفرحه وممكن مبقاش عاوز اشوفه كل الحاجات دي في دماغي يا بنتي

يا ساتر يا بابا ليه بتقول كده بس أكيد هو كويس

ابتسم احمد وهو يمد يده الي كتفها بحنان قائلا كويس دي تتقال للصحه والبال الرايق وده اللي بتمناه طبعا انا اقصد اتربى ازاي مش عارف حكمه ربنا فوق كل شيء يا ورد

تضمه الى صدرها وتقول ونعم بالله يا بابا بس انت طيب واكيد هو هيطلع زيك

ضحك احمد مما قالته ورد وقال مش شرط يا بنتي عندك نوح ابن عمك كامل ملاك ربنا يحميه عاقل وطيب غير اخوه فاتح بعد اللي سمعته عنه مع اني مش بحكم على الناس بوداني لازم اشوف بعيني الأول علشان ما ظلمش حد جدك علمني كده حسن النيه والتأني في انك تخدي قرار

نهضت وهي تقول انا اتعلمت منك حاجات لا يمكن كنت اعرفها لوحدي

نهض هو الآخر بعد ان مددت يدها له فقال

الحياه اكبر مدرسه يا بنتي اقري القرآن وهتعرفي ان اللي بقوله ده مذكور فيه

زاد فضولها وهي تقول طب سوره ايه يا بابا

سند على كتفها وهو يضحك قائلا لا مش هقولك دوري بنفسك بس عن واحد اسمه جيسور بس اسمه مش موجود صريح في المصحف

زاد فضول ورد ووصلت ابيها الي غرفته وذهبت مسرعه وتوضأت ومسكت كتاب الله وكلها عزيمه ان تصل لما قاله ابيها حتي وان قضت يوم كامل تقرأ فيه مرت الساعات وهي تقرأ بتمعن كل حرف فيه بدأ النوم يغلبها ولكنها قاومت وفتحت النافذة تستنشق بعض هواء الفجر وتفرض ظهرها ثم عادت من جديد وقد بدت في الجزء الخامس عشر أي قد قاربت علي الانتهاء من نصفه كانت تقرأ بصوت مرتفع قليلا سمعت دقات الباب فصدقت وقالت ادخل وجدت ابيها يرتدي جلباب ابيض وعلي وجهه نور يحمل سبحته المتلالاه بين أصابعه امرها ان تكمل وهو جالس بجوارها يستمع اليها سالته ورد قبل ان تكمل قائله بابا انا داخله على سوره الكهف ومفيش حاجه عدت عليا
ابتسم لها قائلا كملي يا ورد انتي قربتي جددا

تورد وجهها وهي تبتسم وأخذت تقرأ واحمد يستمع اليها في سعادة ألي ان وصلت الى قوله سبحانه

وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)
توقفت ورد فجأه ونظرت الي ابيها الذي ظل صامت لا يتكلم
عادتها ورد مرارا وتكرارا
ثم قالت حضرتك تقصد الآيه الكريمة دي صح

هز احمد رأسه قائلا ايواه يا بنتي الله يفتح عليكي

يعني قصد يا بابا ان دي من تدابير ربنا سبحانه وتعالى

اغمض احمد عينيه وهو يقول شوفي يا ورد يا بنتي ربنا بيدينا حاجات بنفتكرها شر بس سبحانه فيها خير كتير

والعكس حاجات بنفتكرها خير بس جواها شر عظيم لينا

زي الغلام ده وكلمه غلام لما تتقال ده معناها انه لسه مش هيتحاسب على أخطائه وذنوبه
وجيسور ده اسمه وابوه وأمه ناس مؤمنين بالله فرحوا جدا لما خلفوه بس لو كان اتساب في الدنيا كان هيفتنهم ويكفروا بالله
لكن من عظمه ربنا انه موته ودخله الجنه وابوه وأمه كمان يعني قتله كان مصلحه للجميع فهمتي يا بنتي علشان كده ربنا جابك ليا بنت صالحه ومؤمنة واخد مني يحيي مع انه ممكن يكون ولد صالح العلم عند الله بس الحقيقه يعلمها ربنا

تكلمت ورد بما يدور في ذهنها وقالت وممكن يكون اهلي ناس مش كويسين وربنا أراد ليا الخير على أيدك

نهض احمد وقبلها بين عينيها وهو يقول احنا بنستعجل كل حاجه في حياتنا مش بنصبر يا ورد يا بنتي انا جريت بالزمن وكنت غلطان ومش عاوز ارجع تاني هسيب كل حاجه لتدابير ربنا وهو وحده هيظهر الحقيقه

أغلقت ورد المصحف بعد ان قبلته ووضعته أمامها وهي تقول يعني بلاش اعمل اللي كنت عاوزه اعمله

لا طبعا يا بنتي توكلي على الله واعملي واجتهدي واللي عاوزه ربنا هيكون

منزل المهندسين
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

دخل سليم هو وأمه للمنزل بعد ان كلمه فاتح من هاتفه وحين رآه صرخ في وجهه بغباء قائلا

انت رايح تشتكي مني لاخويا الصغير يا حيوان ثم جذبه من قميصه

ظل سليم واقفا ينظر اليه وبجواره أمه التي حاولت ان تفلت يد فاتح عن ابنها وهي تقول احنا مقلناش حاجه نوح هو اللي سالنه انتم ماشين كده ورايحين فين

نظر لها فاتح وهو يدفعها بيده الأخرى قائلا
اسكتي انتي يا وليا يا خرفانه انتي

وقعت أرضا فاحتد سليم علي فاتح وجذبه من قميصه في غيظ قائلا امي لاء امي لاء ملكش دعوه بيها انت فاهم

لم يصدق فاتح عيناه حين رأه سليم يجذبه من قميصه ويمسك يديه فقد فاتح أعصابه وانهال علي وجهه سليم بالصفعات وهو يقول انت لتمد أيدك عليا يا بن الخدامه خد أمك واطلعوا بره

بكت ام سليم وهي تتوسل لفاتح ان يترك ابنها وتقول هنروح فين يا بني الساعه دي احنا فضلنا طول الليل قاعدين في الشارع

ازداد غل وحقد وقال
روحوا في داهيه تخدكم مش عاوز اشوف وشكم تاني هنا ثم سحب سليم الي الباب وهو يجره وأمه تمشي باكيه خلفه الي ان فتح الباب فوجد أمامه نوح الذي نظر اليه وهو يهز رأسه قائلا

انت اللي هتطلع بره يا فاتح ومش اشوف وشك هنا تاني ولو حصل هقتلك انا هعيش معاهم هنا وانت دورلك علي أي خرابه تانيه تعمل فيها اللي انت عاوزه

ثم صرخ في وجهه وهو يضع ام سليم علي صدره قائلا
يظهر الطيبه معدش تنفع معاكم
علشان الطيب بياخد على دماغه

error: