باقة ورد للكاتب محمد محسن حافظ
#باقه ورد# الجزء السادس عشر
كان يسير وحيدا كعادته ليس لة اصدقاء لا يعلم أين هو ذاهب تأخذه قدميه ويتركها تختار الطرقات بينما يسير عقله في اتجاه اخر منذ نشأته الاولي كان مختلف عن الأخرين يبتعد عن الكلام والقيل والقال ادرك نفاق البشر والشر الكامن بقلوبهم فهاجر داخل نفسه ….
رغم وسامته الشديده فهو لم يشبه امه عيونه خضراء اشقر البشرة ابتعد تماما أيضا عن قلبها الاسود وشرها المستمر في ايذأ البشر يحبه الجميع رغم قله كلامه يشبه احمد عمه كثيرا من الداخل يكاد يكون نسخه طبق الاصل منه انه
نوح…..
الابن الأصغر لكامل يعرف جيدا من هم ابيه وأمه ولكنه لم يلومهما يوما فقد فضل السكوت
كان يسير في الاتجاه المقابل له سليم وأمه وحين وقعت عين سليم عليه صاااح نوح يا نوح
ابتسم له نوح في عفويه شديده ورفع يده وهم بالعبور لمصافحته
اقترب قائلا ازيك يا سليم وانتي يا حجه اخبارك ايه؟
ردت ام سليم اولا بخير يا نوح يا بني
واكمل سليم الحمدلله احنا كويسين المهم انت رايح فين يا نوح
نظر اليه نوح قائلا كنت بتمشي شويه انتم ايه اللي منزلكم دلوقتي من البيت؟
تغير وجهه سليم قليلا وهو ينظر الي امه ثم قال وهو يتلجلج
لا ابدا فاتح عنده ضيوف واحنا سيبينه براحته
لا حول ولا قوه الا بالله هي وصلت لكده يا فاتح تنزل الناس في الوقت ده علشان ……..
ابتسم سليم رغم عنه وقال وهو يمسك كتف نوح
ولا يهمك يا نوح احنا اتعودنا علي كده
وقتها رِن هاتف نوح وكان المتصل الحب المستحيل
دق قلبه واهتزت يديه واستأذن بالرد
– الو ازيك اخبارك ايه؟
ترد عليه قائله
الحمدلله ازيك انت يا نوح
نظر الي السماء قائلا
الحمدلله بخير طول ما بسمع صوتك
صمتت قليلا ثم قالت
انا محتجالك يا نوح وعاوزاك ضروري ممكن تيجي اتكلم معاك
لم يتردد ولكنه قال في لهفه
امتي ؟
دلوقتي لو تحب يا نوح
اخذ نفس عميق وقال
حاضر يا ورد مسافه السكه وهكون عندك مع السلامه
نظر له سليم قائلا لسه يا نوح مسميها الحب المستحيل
شعر نوح ببعض الضيق في صدره وقال وهتفضل الحب المستحيل يا سليم المهم انا مبسوط اني شوفتكم واوعدك هحل الموضوع ده قريب ولو عاوزين اي حاجه كلموني
شكره سليم بينما اكتفت والدته بالدعاء له قائله
ربنا يجعلك في كل خطوه سلامه يا نوح يا بني
انصرف نوح واكمل سليم طريقه بجواره امه ليسألها وهو يمسك يديها فقد صنع من يده عكاز لها
قوليلي يا امي ازاي نوح يبقي اخو فاتح ده حاجه وده حاجه تانيه خالص
ضحكت الام وهي تقول البطن يا بني بتجيب الحلو والوحش عندك مثلا ابوهم كامل عنده اخ اسمه احمد اطيب منه متلقيش في الدنيا
صمت سليم قليلا ثم قال عندك حق يا امي اخوات سيدنا يوسف عملوا اكتر من كده في أخوهم زي ما يكون ربنا بيوصلنا رساله انك مهما كرهت برضوا ارادتي سبقه كل الشر اللي في قلوبكم
لمست امه يده وقالت كل اللي أتعمل في سيدنا يوسف وف الاخر بقي عزيز مصر وعنده خزائنها
ربنا كبير اوووي يا سليم وهتشوف بعينيك ده قريب ان شاء الله
**************************
بدائت ورد في تكوين باقتها البشريه لمساعدتها في معرفه الحقيقه
شريف حمزه كان اول الاشخاص شخص ذكي وطموح وصادق
نوح انسان طيب يملك قلب من ذهب هاديء الطباع
اما علاء فكان طبيب ولكنه شخص يجيد التعامل مع الجميع
اما يوسف ابن وفاء فكان عبقري بمعني الكلمه رغم انه أصغرهم سن
ذهب نوح وقلبه تتسارع دقاته انه لقاء من نوع خاص اصحاب العيون الخضراء والقلوب البيضاء
جلس بجوارها وظل ينظر لها بشغف لم ييترك مكان في وجهها الا وتعمق في تفاصيله امامها فقط يفقد الوحده امامها يريد ان يظل مدي الحياه ولكنه يعلم ان ما فعله اهله من ظلم لعمه احمد سيكون حائل بينهم كتم مشاعره بداخله واكتفي بها في خياله يضعها بجواره ليلا يلمس شعرها وينظر الي عينيها انه عاشق ورد الصامت ولكنها لا تعلم وان قالت عيونه كل شيء
شعرت ورد بالخجل من نظرات نوح فانتبه فانزل عينيه عنها وهو يقول خير يا ورد ايه هو الموضوع اللي انتي عاوزاني فيه
لم يكن يعلم بأي شيء عن قصه الكتاب الا بعض الكلمات سمعها من ابيه وأمه وصلت الي أذنيه رغم عنه
ظل ينتظر نوح ان تتكلم ولكنها لم تعلم من أين تبدأ ولكنها اخذت القرار وقالت
اسمع يا نوح انها هحكيلك حاجه غريبه شويه بس لو سمحت متستغربش من اللي هقوله وحاول تفهمني بدائت ورد في الكلام ولَم تتوقف ولَم يقاطعها نوح وظل يسمع لكل حرف وكلمه بأهتمام رسمت علي وجهه علامات الاندهاش والتوتر الشديد شعر بجسمه يتعرق واخذ يحرك قدميه في حركه عصبيه كاد ان يتوقف قلبه ثم وضع يده علي أذنيه وصرخ وهو يقول بس مش عااااوز اسمع حاجه تانيه
كانت صرخته مدويه اخرجت احمد من غرفته وكذالك عمته وفاء المغضوب عليها من زوجها
هرعوا اليه بعدما صدمته ورد
أمسكت وفاء يده كان لا يستطيع الوقوف لم تحمله قدميه اقترب منه احمد ثم نظر الي ورد قائلا انتي حكتيلوا يا ورد
اكتفت بهز رأسها من اعلي الي أسفل وكانها تقول نعم شعرت بالندم
لم تفهم وفاء ولكنها لم تعلق
اكمل احمد حديثه قائلا طيب سبوني مع نوح لوحدنا
استجابت ورد ووفاء لما قاله جلس بجواره وكان نوح قد بدائت الدموع تتسرب من عينيه ظل صامت ينظر الي السقف العالي يسند راْسه علي المقعد الجلدي الجالس عليه
صلي علي النبي يا نوح يا بني
قالها احمد وهو يضع يده علي صدر نوح الذي اخذ نفس عميق وقال عليه افضل الصلاه والسلام
نهض احمد واخذ خطوتين امامه وقال
عارف يا نوح يا بني انك شبهي في حاجات كتير صحيح في فتره عدت فتره من عمري ماعرفش عنها حاجه بس اتحكالي عنك كتير
خرج نوح عن سكوته وقال في حزم هو انت ازاي ساكت ومستحمل كل ده يا عمي ؟
وعاوزني اعمل ايه يا بني دول اخواتي برضوا
تقدر انت تأذي حد من اخواتك حتي لو اذاك
سكت نوح ونهض اخيرا من مكانه قائلا بس انت استحملت كتير وده فوق طاقه اي حد
ابتسم احمد وقد عرفت الدموع طريقها الي خديه واكتفي بقول الله سبحانه وتعالي
وبشر الصابرين
**************************