باقة ورد للكاتب محمد محسن حافظ

#باقة ورد#الجزء التاسع

جلس احمد ينصت لما يقوله حسن حرف بحرف لم يفتح فمه وكأنه أصيب بالخرس ولكن أذنيه ظهرت اكثر اتساعا
كانت بدايه كلام حسن
من عشرين سنه جيت وحكتلي عن اللي حصل وانا بصراحه مكنتش مصدق بس برضوا انا مكدبتكش انت صديق عمري وعارف دماغك كويس بس حسّيت اني بسمع حدوته من الل ليله وليله
وكتاب هتسافر بيه عبر الزمن حدوته ولا في الخيال
في الوقت ده كنت عرفت طريق فادي وكان في فرنسا جيت قلت لوفاء من وراك اني عرفت طريقه وانها ممكن تكتبله جواب وانا هوصله فرحت اووي وقتها وفعلا كتبت رساله وانا اخدتها وبعتها مع واحد عايش هناك وهو بعت الرد
الرساله بتاعته ليها كانت كفيله انك توافق انه يرجع ويتجوزوا
لما قريتها وفاء جالها انهيار عصبي وفضلت فتره تتعالج لحد ما سهير مراتك الله يرحمها عرفت منها الحكايه وقرت هي كمان الرساله وحكتلك عنها

بصراحه فادي كان كاتبها من قلبه انا عن نفسي اتأثرت بيها جدا وكان نصها اللي لسه حفظه لحد دلوقتي

-حبيبتي وفاء اجمل ما رائت عيني
لم ولن أنساك يوم وكما عاهدتك في الماضي اني احبك دون نساء العالم فقد وفيت
لم تقتلني المسافات والايام ولكن أظهرت كم أعشقك فلا اري غيرك حتي الان وغدا وبعد ان ينقضي عمري لا اريد غيرك
اتهمني احمد بالخيانه وانا بريء منها كان القاضي والجلاد ولكني احبه فهو منكي وكل ما هو منك احبه حتي ان قتلني
اريد العوده في القريب ولكن لا وطن لي غيرك وكيف اعيش غريب في وطني وهو لي

عاشق وفاء /فادي
في الاول يا احمد لما عرفت ان انا قلت لوفاء علي مكان فادي زعلت مني وفضلت مخاصمني لكن لما قريت الرساله وشفت حاله وفاء وافقت علي جوازها من فادي وبعتله رساله طلبت منه انه يرجع وهنا كانت البدايه

دخلت ورد بعد ان استأذنت في الدخول فصمت حسن عن الكلام

كانت ترتدي فستان بلون عينيها تناثرت عليه الورد الزرقاء وكذالك طرحه من الحرير بلون الورد المندثر علي فستانها فمدت انيقه للغايه اقتربت من احمد تقبله وقالت في نبره حانيه

انا رايحه الكليه ومش هتأخر انا دعتلك وانا بصلي مش هتاخر عليك عاوز حاجه اجبهالك وانا راجعه

ابتسم احمد وطلب منها الاقتراب فضمها بين ذراعيه وأخذ نفس عميق وهو يقول شامم فيكي ريحه امك الله يرحمها

نظر حسن ارضا وقال الله يرحمها ويحسن اليها

دمعت عين ورد وقالت في حنان ربنا يخليك ليا ويديك الصحه يا بابا يلا مع السلامه باي يا عمو حسن

مع السلامه يا ورد يا بنتي قالها حسن ونظر لها الي ان خرجت

كان يريد ان يكمل الي ان قاطعه احمد بسؤاله

هي ورد في كليه ايه با حسنً؟

ورد يا سيدي في كليه اقتصاد وعلوم سياسيه

هز احمد رأسه وقال الحمدلله رب العالمين ربنا يوفقها كمل يا حسن

رجع فادي واتجوز وفاء ورفض يستغل اي قرش من فلوس الميراث بتاعها وعايشين في سعاده دلوقتي

اما كامل اخوك كالعاده غاوي مشاكل وماشي مع حمزه الحرامي
لأخوك كامل خسر كل فلوسه وانت اللي بتصرف علي حنان وولدها لحد ما كبره وربنا كرمها بيهم الا فاتح طالع لأبوه لكن شاهر ونوح دول ما شاء الله عليهم

ورأفت هو كمان ماشي وراه ايمان مراته كالعاده حالتهم كويسه علاء ابنهم انت شوفته ما شاء الله وكريم اخوه سوسه طالع لامه اتخرج من كل التجاره

اكيد هتشوفهم وهتعرف كل حاجه في وقتها يا احمد القصه طويله انا اديتك نبذه صغيره وهحكيلك كل حاجه بالتفصيل الممل بس لازم أمشي دلوقتي ورايه كام حاجه بخلصهم وهجيلك بالليل

هز احمد رأسه وقال في هدؤ براحتك يا حسن هستناك ان شاء الله
انصرف حسن وترك احمد في صراع مع عقله
****************************
الجامعه
*******
صباح الخير يا ورد قالها شاب.في أوائل العشرينات وسيم جسده مليئ بالعضلات شعره اسود قصير يرتدي قميص ابيض وبنطلون من الچينز ونظاره شمسيه

تبتسم ورد له وتقول ازيك يا نوح انا الحمدلله كويسه وعمو كامل وابله ايمان وفاتح وشاهر كويسين

يضع يده في جيبه الضيق ويقول كلهم كويسين عندك محاضره دلوقتي

ترد ورد اه عندي محاضره ومتأخرة اصل بابا كان تعبان شويه وعلاء ابن عمو رأفت كان عندنا الصبح بيكشف عليه

يرفع حاجبيه ويقول سلامته الف سلامه عمو احمد ده حبيبي انا هروح اطمن عليه بعد ما اخلص
انتي هتخلصي امتي

ترد ورد وهي تسير مسرعه هخلص المحاضره دي وهمشي

يلاحقها نوح ويقول خلاص هستناكي ونمشي مع بعض اتفاقنا

حاضر يا نوح نتقابل في الكاڤيتريا بعد ساعتين سلام

تنطلق ورد الي داخل المدرج كان ممتلاء عن اخره لم يكن لديها وقت لتبحث عن اصدقائها فجلست في اول مكان قابلها نظرت بجوارها فوجدت شاب يلعب بالقلم بين يديه ويقرأ داخل كتاب كان خمري البشره ذو لحيه مهذبه شعره قصير جسده معتدل ثيابه ليست باهظه الثمن ولكنها انيقه يرتدي نظاره طبيه صغيره وجهه طويل شيء ما عينيه يظهر لونهم الاسود من خلف نظارته

قالت ورد بعض ان تفحصته صباح الخير التفت لها ثم أعاد نظره الي الكتاب صباح النور

شعرت ورد ببعض الاحراج ولكنها سألته احنا اتقابلنا قبل كده

هز الشاب رأسه غير ملتفت لما تقول ثم بال في نبره واثقه مش واخد بالي
لم تيأس ورد وقالت فيه اسرار مش انت شريف حمزه صاحب شاهر كامل ابن عمي

هنا التفت اليها وقال وقد ظهر الخجل علي وجهه انتي ورد الجنيني صح كده

ابتسمت ورد وهي تقول ايوه انا براڤو عليك انت معانا هنا في الكليه مكنتش اعرف

أغلق الكتاب وقال ساخرا اه معاكي هنا وف نفس السنه بس بحضر قليل علشان بشتغل اخر النهار وبحاول أوفق بين الشغل والدراسه

ظهر الإعجاب علي وجه ورد وسألته في فضول واضح وبتشتغل ايه بقي

رد وهو يضحك حرامي خزن

ضحكت ورد وقالت دمك خفيف لا بجد بتشتغل ايه

ابتسم وكل للمره الثانيه حرامي خزن ومش بهزر علي فكره بعرف افتح اي باب او خزنه في اقل من خمس دقايق وراثه بقي

تغير وجه ورد للون الاحمر ولَم تعرف هل يتحدث بصدق ام يستهزأ بها سمعوا سكوت قد عم المدرج بعدما دخل الدكتور مؤنس ليلقي المحاضره

تابعوني

error: