قلوب ارهقها العشق

#قلوب_ارهقها_العشق

#الفصل_الثاني_والخمسون

في الصباح الباكر….
تململت مرام في الفراش بكسل وهي تحاول استجماع نشاطها لتتداعب اشاعة الشمس جفونها الناعسة لتفتحهم ببطئ حتى نظرت حولها هذه الغرفة المليئة بأساس فخم وهادي تملكها الخوف حينما نظرت بجوارها ولم تجده لتنهض بخوف وذعر وهي تشعر برأسها يكاد ينفجر من الالم لتنظر بعدها إلى ملابسها التي لم تكن ترتديها بالامس
شعرت بشئ يخنقها وهي تجوب الغرفة بعينيها وحينما ضاق بها الامر خرجت من الغرفة لتجد نفسها في قصر كبير فخم ذو اساس رفيع يدل على رقي صاحبه
ركضت في ارجاء الطابق الثاني إلى ان وصلت إلى الدرج ثم هبطت بسرعة متجهة إلى باب القصر ربما تهرب من هنا ولكن قبل خروجها صدمت بشخص جعل الدماء تهرب من جسدها….. لتعود تضرب عروقها بعنف حينما استكشفت ملامحه فركضت صوبه وهي تراه ينظر إليها بتساؤل ولكنها لم تعطيه الفرصة للحديث بل احتضنته بقوة وتركت العنان لدموعها تنساب بصمت
بينما شعر هو بالخوف وهو يراها هكذا خائفة وباكية ليشدد من احتضانها قائلا بنبرة يكسوها القلق……. مرام مالك في ايه…؟؟!!
ضمته بأمتلاك وهي تأبي الابتعاد عنه لتهتف بخوف ونبرة مرتعشة من اثر شهقت بكائها…… كنت خايفه تبعد عني فكرت انك سبتي لوحدي او ان الايام الي عشتها معاك كانت حلم خوفت اخسرك تاني
هشششششش……. غمغم بها بهدوء وهو يمسد على ظهرها بحنان ثم ابعدها قليلا وهو يضم وجهها بين كفيه قائلا بعشق………. مفيش حد بيبعد عن روحه عمرك شفتي جسد من غير روح بالنسبة ليا انتي روحي وحياتى انتي الفرحة الي ربنا عوضني بيها
هدأت قليلا لحديثه الذي بث الطمائنية بقلبها لتهتف بنبرة متساؤلة وهي تمسح اثر الدموع بظهر يدها كالاطفال……. طيب بتاع مين القصر ده وازي انا جيت هنا انا فاكرة ان اخر مره كنت في بيت عمي امبارح
وضع ذراعه على كتفها وهو يجبرها على السير بجواره ليهتف بنبرة هادئه………. أولا ده قصري… ثانيا انا الي جبتك هنا….. واظن مش محتاجه تعرفي ثالثا
طيب ازي محستش……. قالتها بتسأول بعدما وقفت امامه لتكمل……. وليه حاسة ان دماغي تقيلة ومصدعة…

عاد بذاكرته إلى الامس…
في الشركة…
بعد أن غادر ريان مكتبه نهض هو حتى يطمئن عليها ولكن حديثها مع شقيقتها جعله يشعر بالضيق من نفسه

مرام بحزن…… خلي بالك من نفسك يا رهف ومتهمليش كلام الدكاترة انا عارفه اني قصرت معاكي بس لو كان بأيدي كنت سافرت معاكي…

عمار رحت فين…… قالتها مرام بعدما لاحظت صمته
لينتبه لها الاخر قائلا بمرح……… امممممممم بصراحة شربتك حاجة اصفرة
ضيقت عينيها بغضب وامتعاص قائلة…… تعرف انك رخم..
ثم اولته ظهرها بينما لف الاخر ذراعيه حول خصرها وهو يهتف بعشق……. مش مهم اني جبتك ازاي الاهم انك فرنسا
جحظت عينيها بعدم تصديق وهي تلتفت إليه تردد ما قاله…….. فرنسا يعني عند رهف
احتضن وجهها بين كفيه وهو يضع جبينه على جبهتها بعدما لمح الدموع التي تجمعت بعينيها………. مكنش ينفع رهف تفوق من العملية وانتي مش معها
ادمعت عينيها وهي تحتضنه بقوة تخبئ ضعفها بقلبه لتهتف بنبرة باكية………. يعني انا هشوفها خلاص انا مش مصدقه ربنا يخليك ليا يا عمار
ويخليكي ليا يا قلب عمار……. قالها وهو يخرجها من احضانه ليهتف بخبث حتى ينسيها البكاء….. طيب مفيش حاجه حلوة بمناسبة اننا في فرنسا
هاااااا……. قالتها بعدم فهم
بينما اقترب منها قائلا……… يعني احنا هنا في فرنسا والجوو بارد تعالي نطلع فوق علشان اوريكي القصر واوضة النوم هاااااا واهم ما في الموضوع اوضة النوم
لاكمته في كتفه بغيظ قائلا……. انت كل تفكيرك قليل ادب
رفع حاجبيه بدهشة قائلا…….. هو انا جايب واحدة من شارع الهرم ده انتي مراتي وبعدين حابب اجرب خشب فرنسا يمكن يطلع جامد ناخد سررين تلاتة معانا
بدل سرير مرت عمك الي كسر ضهري…..ثم غمز لها بوقحة وتابع….. اسمعي كلامي ومش هتندمي

مش بقولك قليل ادب…… قالتها بغيظ وهي تحاول كتم ضحكاتها بين انحي قليلا حتى يحملها ولكنها هربت منه إلى الداخل ليهتف هو بضحك…….. اسمعي بس هنجرب الخشب
_____________
: في شركة رسلان للاستيراد والتصدير….
كان بمكتبه حينما جائه اتصال هاتفي…… جعل الدماء تغلي بعروقه فكانت المكالمة من احد رجاله بفرنسا……
رفع هاتفه وهو يجيب بأهتمام…… خير يا عماد ايه الجديد عندك..
رد عماد بقلق……. عمار نصار هيخلصوا منه في اقرب وقت وخصوصا انه هنا في باريس بالكتير اوي مفيش غير بكرا ويقتلوه دي فرصتهم الوحيدة
نهض ريان بضيق وغضب وهو يضرب يده بمكتبه قائلا……. يعني ايه يقتلوه عمار مينفعش يموت على ايد حد غيري ده لو طلع الكلام الي عرفته حقيقي انا الي هقتله فاهم…
بس يا ريان بيه……. قالها عماد ليقاطعه ريان بغضب…… مش لازم يموت فاهم ده حساب قديم وانا الي لازم اصفيه بنفسي..
انهي جملته وهو يغلق المكالمة بوجه عماد ثم ازح كل شيء على مكتبه بغضب وجنون وهو يردد في نفسه…… مش لازم يموت قبل ما اعرف الحقيقة…
*****************
بينما جمعت يارا اغراضها وهي تودع منزلها القديم المهتري من قساوة الزمن كما قسي على قلوب اصحابه
إلي أن رن جرس المنزل لتترك ما بيدها وذهبت لتعرف من الطارق لتهتف بنبرة بارده…….. كنت مستنية زيارتك من زمان وعارفة انك هتحاول تفهم ايه بيحصل
نظر لها شهاب بتفحص وعدم تصديق هي ذاتها عينيها ملامحها صوتها كل شيء لا يختلف بها سوي حجاب الرأس التي وضعته
بينما لاحظت صمته فهتفت وهي تشير له بالدخول قائلة……. اتفضل يا شهاب خلينا نتكلم

دلف شهاب إلى الداخل وهو يتفحص المنزل بنظرات مشفقة فقد علم من مصادره الخاصة بأنهم يعيشان في غرفتين فوق سطح احدي البنايات القديمة في الجيزة
بينما تركت يارا باب المنزل مفتوح ودلفت خلفه قائلة طبعآ حضرتك بتسأل ياتري هي كانت عايشة هنا
ألتفت لها شهاب بنظرات متساؤلة لتكمل هي…… احب اعرفك بنفسي انا يارا
هز رأسه بالنفي ليست هي حتى وان كانت شبيهتها لتكمل الاخري بتوضيح……. يارا صاحبة الاسم بس مش الي انت حبيتها انا ومليكه تؤام متشابه

ابتسم شهاب بسخرية قائلا……… وياتري كنتوا بتبدلوا الادوار مع بعض في اللعبة
شعرت بحديثه الساخر لتهتف بغضب…… اسمع يا حضرت الظابط انا اولا معرفش امتي وازي قابلت مليكه وايه حصل بنكم انا اصلا ولا مرة قابلت غير لم سبنا قصر الحديدي وبعدها عرفت من ماما بان انت ومليكه كان فيه بنكم مشاعر حب والدك كان السبب في طردنا من القصر ولم حاولت اكلم اختي قالت ان ده شيء ميخصنيش بس كل الي اعمله اني مقولكش اني ليا تؤام لانها عاشت الفترة الي كانت معاك باسم يارا ويمكن لم شفتني في حفلة امجد نصار اتعرفت عليا علشان كده انا هربت منك
ده كل الي اعرفه لو سيادتك حابب تفهم حاجة اعتقد تسأل مليكه هي الوحيدة الي هتجاوبك على اسئلتك
[١٢/٩ ٧:١٦ م] ياسووو: واسفة كمان لو كنت سبب في تشتت افكارك بس ارجوك حاول ترجع مليكه ليك متهتمش بشوية القوة الي عندها مليكه اكيد انكسرت بعد موت ماما ارجوك ساعدها
مرر يده بشعره وهو يضيق عينيه ليهتف قبل خروجه من منزلها……. اختك نفسها مش عايزانى في حياتها وانا كمان مبقتش عايزها كفايه لحد كده انا مش هجري ورها علشان اعرف سابتني ليه واذا كان على الحب فملعون الحب الي يذل صاحبه
قال جملته ولم ينتظر ردها بينما اغلقت هي جفونها بحزن على حال هذا العاشق فلم تقسوه عليه الحياة هكذا وتري ماذا حدث بينها حتى تركته شقيقتها؟؟؟؟!!
اسئلة تخترق عقلها ولكن نفضتها وحملت حقيبتها وغادرت إلى عملها الجديد الذي احضرته لها احدي الجيران…
……
بعد اكثر من ساعة دلفت إلى قصر ريان رسلان وهي تطالعه بتوتر فقد انتبها شعور غريب وكأن هذا قصر للاشباح ليس للبشر رغم ان حديقته مليئة بالزهور المبهجة ولكن هناك غصة تملكت قلبها وشعور بالغثيان يراودها أرادت الرجوع والهروب من هذا القصر ولكن كيف وقد دخلت قصر الشيطان بقدميها قصر قد شهد على مقتل الكثير من قلوب النساء فهل ستقتل هي الاخري وستنال قسطا من العذاب وتري اين ستأخذها دائرة العشق….
___________
على الجانب الآخر
وصل ريان إلى المشفى ولم ينتظر حتى يصف سيارته بجراش المشفى بل تركها امام الباب وركض إلى الداخل بقلب يترقص بسعادة وخوف في الان ذاته شعور بأنه اقترب من معرفة ماضي قديم قد دفن بالحي ولم ينساه حتى الان فلم يصدق حديث الطبيب على الهاتف حينما اخبره ان امجد نصار استعاد واعيه
اخيرا وصل إلى مبتغاه ولف إلى العناية وهو يلهث بشده حتى اقترب من امجد نصار ليهتف الطبيب الواقف بجواره……. اول ما فاق كلمت حضرتك بس حالته صعبة متسمحش بالكلام
نظر له ريان شرز وهو يمسكه من تلاتيب ملابسه ودفعه بقوة خارج العناية بأكملها حتى صدم بأرض المشفى ليغلق الباب بقوة ثم عاد إلى امجد الذي فتح عينيه بضعف وهو ينظر إلى ذاك الجسد المشدود بملابسه السوداء التي ابرزت تفاصيل جسده وعضلاته القوية ثم تفحص وجهه وهو ينظر عينيه التي غيم عليها الغضب حتى اختفي لونها الازرق من شدة غضبه وتحولت شعلة ملتهبة من الحقد والكرهية ليهتف امجد بعدما ازاح قناع الاكسجين من على فمه…… انت ابن توفيق رسلان مش كده
جلس ريان بجواره وهو يتفحص ملامحه الشاحبة التي سكنها المرض ليخرج من اسفل قميصه سلاحه الخاص وهو يضعه بجوار امجد ليهتف بنبرة تشبه فحيح الافعى……. تعرف اني فضلت 23 سنة محتفظ بيه لحد معرفت انك صاحب السلاح ده اظن فاكر هو ضاع منك امتي…
ابتسم امجد بوهن وهو يتذكر ملامح ريان جيدا…. ليكمل ريان بغضب…… 23 سنة وانا عايش في كابوس ومنستش شكلك على امل اني القيك كبرت واتعلمت وبقيت من اكبر رجال الأعمال الي مفيش حد يقدر يقف قصاده بس بسببك حسيت بالنقص شفت رفض ابويا ليا وكره امي بسبب عملتك بس خلاص ده وقت تصفية الحساب……. صمت قليلا ثم اقترب من امجد وقال…… حاتم فين….. اخويا فين
ارتسمت ابتسامة نصر على وجه امجد ليهتف بخبث ومكر اعتاد عليه……… قتلته وحتى لو عايش زمانه هيموت ومش هتقدر تنقذه…
اشتعلت عينين ريان بالغضب وهو يكز على اسنانه بحقد ليخرج من جيبه كاتم لصوت الرصاص ثم وضعه بالسلاح وهو ينظر ل امجد تاره ولسلاحه تاره اخري ليهتف بتسلية وقد عمي الغضب عينيه…….. كان في زمان طفلين اخوات واحد عنده سبع سنين والتاني سنتين فحب الاخ الكبير ياخد اخوه يفسحه وعارض ابوه واخده بره الفيلا
بس بعدها طلع عليهم كلب ورجالته اخدوا الولد الصغير وضرب الكبير بالنار ومن سوء حظه ان الولد فضل عايش علشان ينتقم ويمحي وصمة العار دي من حياته
نظر إليه امجد وهو يتابعه كيف يصوب عليه بالسلاح……… وانت فاكر انك لم تقتلني هترتاح
ومين قال اني هقتلك هخليك تتمنى الموت كل دقيقة…….. قالها ريان وهو يطلق احدي الرصاصات بساقه ثم اطلق الاخري بكتفه ليصرخ امجد بألم وهو ينازع في تلك اللحظة بينما كان ريان في حالة من الالم فقد مات شقيقه الذي عاش على امل ان يلتقي به
ثم اطلق الاخري على الساق الثانية ليهتف امجد بصراخ ورجاء على امل ان يتركه ولكن دون فائدة فهذا الاسد قد جرح ومن الصعب مداوة جرحه…….. اخوك عايش اخوك هو عماااااااااار
وقف لبرهة حينما سمع الاسم ليخفق قلبه بسعادة فقد شعر بذالك منذ ان ألتقى به ورأي عينيه التي لم تغيب يوما عن باله ولكن لم يشاء ان يتسرع في الحكم حتى لا يندم فيما بعد
انتشله من هذا الشرود صوت امجد المتألم الذي صاح…… بس حتى لو عرفت جماعة المافيا هيقتلوه
سكن الغضب اوصاله واحتلت عينيه لهيب من الحقد والكرهية ليهتف بنبرة يكسوها الغضب……. استحالة اسمح لمخلوق يلمس شعرة منه اما انت فأنا هديك رصاصة الرحمة علشان مش عايز وش
رفع سلاحه بوجهه ليري نظرة الذعر والالم بعينيه ثم اطلق رصاصته الاخيرة بين عينه وركض إلى الاسفل ليصعد إلى سيارته وهو يتحدث عبر هاتفه قائلا…….. جهزلي طيارة حالا على فرنسا يا احمد
قالها والقي هاتفه بجواره ثم قاد سيارته بأقصى سرعة لديه وقد اصتب العرق من جبينه فهل سيفرقه القدر من جديد
******************في فرنسا
ركضت مرام في المشفى على امل ان تلحق بشقيقتها قبل أن تدلف إلى العمليات لتجد اسلام واقفا في اخر الممر وما ان وصلت إليه حتى هتفت بتساؤل………. رهف فين يا اسلام
نظر إليها اسلام بتعجب وتساؤل وهو يري عمار الذي جاء خلفها لتصرخ به الاخري قائلة……. بقولك اختي فين؟؟؟
لسه مدخلينها العمليات من دقيقتين
نظرت لعمار برجاء ليطمئنها بنظراته وهو يشير لها بالدخول لتركض هي ودفعت باب الغرفة بقوة لتجد الاطباء والممرضين ينظرون اليها بدهشة فكادت احدهن تخرجها ولكن قد رأتها رهف وتركت الفراش واتجهت اليها وهي تحتضنها ببكاء قائلة…… مرام انتي هنا بجد ولا انا بحلم
ربتت مرام على كتفها قائلة ببكاء هي الاخري…… انا هنا وخلاص هانت وهترجعي معانا
كاد الطبيب يخرجها ولكن تحدث إليه عمار بلهجة فرنسية جعلته يتركهم قليلا
وبعد وقت ودعتها مرام وانتقلت إلى الخارج لتجد اسلام على حاله وما ان رأها حتى هتف بتساؤل…… انتي جيتي هنا ازاى وعمار معاكي ليه
ربت عمار على كتفه وقال……. انا هحكيلك كل حاجه بالتفصيل
*************
في مزرعة حسن
صف سيارته داخل المزرعة ثم سار بخطوات ناعسة فلم ينام منذ يومين حينما رحل في فجر الامس من اجل عمل طارق في مدرية الامن
ولكن لاحظ غياب العمال والجميع يركض في ارجاء المزرعة إلى أن سقط بصره على والدته وهي تجلس على الكرسي المتحرك بالخارج وعلامات القلق والحيرة سكنت ملامحها ليهتف بنبرة متسألة بعدما اقترب منها…… خير يا امي في ايه
ابتلعت ريقها بتوتر ثم هتفت بتعلثم….. اصل مهوو يعني
في ايه…… قالها بنفاذ صبر لتكمل هي……. اسيل خرجت امبارح ومش عارفين راحت فين لحد دلوقتي
رجف قلبه حينما علم بغيبها ليهتف بعدما تصديق…….. انتي بتهزري صح
نفت والدته ذالك بينما شعر هو بالاختناق والضيق لمجرد فكرة ان يخسرها تلك الفكرة جعلته مشتت ضائع وحائر لا يعلم كيف يبحث عنها فقد شلت جميع افكاره
ليهتف احد الواقفين…….. الست اسيل رجعت…
التفت حسن إلى ما يشير إليه الرجل ليلتفت إليها وجدها قادمة لم يبالي بشئ وكأن الروح دبت بجسده عاد قلبه وعادت سعادته ركض إليها وهو يطالعها بعتاب على غيابها إلم يكفيها غياب السنوات الماضية ليجذبها بقوة داخل احضانه وهو يحتويها بعشق قائلا…… اسيل كنتي فين انا حسيت ان روحي راحت مني لم عرفت اسف اني سبتك امبارح واوعدك اني مش عنك تاني خلاص مش هبعد عنك تاني يا حبيبتي
لاحظ سكونها وصمتها ولاحظ عينيها التي تنظر في الفراغ ولم تجيب إلى ان وقع بصره على ما بيدها
ليبتعد قليلا عنها وهو ينظر إليها بحزن فقد علم الان ما سر هذا الصمت لقد عرفت ذاك الماضي الذي حاول اخفائه لسنوات علمت سرا لم يكن لها معرفته فقد جاء اليوم حتى يبعدها عن تلك المزرعة خوفا عليها من معرفة حقيقة الماضي الذي اخفاء الجميع عنها طيلة السنوات الماضية

____________
جلست سلمي بقاعة المحاضرة وهي تشتعل بنيران الغيرة التي اوشكت على قتلها فلم تراه منذ الامس بعدما اخذته تلك الشقراء ظل يتحدثان طوال الليل بينما بقت هي على حالها حتى حل الصباح ولم تستطيع الانتظار اكثر بل تركت المنزل بأكمله وغادرت ليزيد مش شرارة الغيرة الفتيات وهي تراهن يضعن مساحيق التجميل على وجههن ببزغ ويتهمسن على من ستلفت نظره اكثر لتشعر سلمي بيد احدهن على كتفها قائلة……. ازيك يا سلمي عاملة ايه
التفت لها سلمي وما ان عرفتها حتى كزت على اسنانها بغيظ قائلة……. اهلا جودي
ابتسمت الفتاة بتصنع قائلة….. كنت حابة اسألك وصلتي الدعوة للدكتور كريم..
رددت الاستغفار في نفسها مرارا حتى لا تقتلها وقالت….. اه يا جودي الدكتور اخدها
ابتسمت الفتاة بفرحة وجلست بجوارها بينما دلف كريم إلى القاعة بطلته الجذابة التي خطفت قلوب الفتيات
بحلته السوداء التي خطفت قلبها هي الاخري وعينين التي سلبتها غضبها منه
لتنتبه إلى حديثه بعدما جلس على فوق مكتبه بطريقة شبابية جعلت عقول الفتيات ترفرف له بعدم خلع جاكته وبقي بقميصه الابيض وفتحت الصدر التي ابرزت عضلات صدره ليهتف بهدوء وابتسامة صافيا…… اولا كده احنا النهاردة بريك بمعنى اصح ادارة الجامعة كلفت كل معيد هياخد مجموعة من الطلبة في رحلة والمكان الي هما يحددوا وده بمناسبة الذكرى السنوية للجامعة ولحسن الحظ انكم مجموعتي
قالها وهي يرمقها بنظرة جانبية فقد تعمد ان يكون المسؤول عن تلك المجموعة
بينما اعاده بصره إلى الطلبة قائلا…… ها تحبوا تروحو فين
ظل الطبلة يقترحن العديد من الاماكن ولكن في كل مرة يختلفن إلى أن جاء دور سلمي في الابداء برائيها ولكن ارد ان يعاقبها على مغادرتها في الصباح دون انه تنتظره فسمح لغيرها لتشعر هي بالضيق من هذا التجاهل لتنهض بغضب قائلة……. على فكرة يا دكتور المفروض انا كمان اقول رأيي
ابتسم بمشاكسة قائلا……. مش وقتك يا سلمي اكيد متعرفيش اماكن الي بعدك
كزت على اسنانها بغيظ وقالت…… وحضرتك عرفت منين اني مش عارفه هو حضرتك مكشوف عنك الحجاب
ضيق عينيه بتوعد فلسانها السليط سيكون حتما سبب قتلها ليهتف بهدوء…… طيب اتفضلي قولي
جحظت بعينيها ببلهاء في لا تعرف اي مكان يذهبون إليه رأت الاعين تنظر إليها لتهتف مسرعة دون تفكير……. نروح الفيوم
نظر لها الجميع بسخرية وتعالت الضحكات الساخرة ليهتف كريم بغضب سكوت
ثم وجه حديثه إليها بعدما لاحظ هروب عينيها منه وانها اوشكت على البكاء…….. ليه الفيوم بالذات اعتقد انه مكان مفيهوش حاجة حلوة
رفعت وجهها نافية حديثه……. مين قال كده بالعكس دي فيها اجمل محمية طبيعية في مصر وغير كده فيها اماكن حلوة اوي زي وادي الحيتان وبحيرة و وادي الريان وقرية تونس والبحيرة المسحورة فيها كل حاجه هتكون رحلة سفاري وكمان فيها بحر يعني اظن حاجه جديدة في ناس كتير مرحتش الفيوم وهتكون تجربه
نظر كريم إلى الطلبة بتساؤل…… في حد راح الفيوم قبل كده
هز الجميع رأسه بالنفي بينما لمح هو بعينيها رغبتها بالذهاب إلى هناك ليهتف بتساؤل مرة أخرى…… طيب ايه رأيكم
اعتلت الهمسات بينهم ليهتف واحد من بينهم…… اعتقد يا دكتور انها تجربه جديدة لينا وتقريبا احنا رحنا كل الاماكن يبقى ليه منجربش الفيوم
ابتسمت سلمي حينما لمحت موافقة الجميع لتتسع ابتسامتها بنصر فقد تجاهلها ولكنها هي من ربحت الجوله
_____
اشوفكم بكرا في حلقة جديدة واسرار هيكشف عنها الستار

 

error: