قلوب ارهقها العشق

الحلقة الثالثة
قلوب_ارهقها_العشق
بقلم/ياسمين رجبغادر المكتب وهو في قمة غضبه وانصرفت هي الاخري خلفه تتابع عملها وتركت خلفها نيران مشتعلة بداخله وهو يقسم على الانتقام منها ويذيقها جميع انواع العذاب جلس على مكتبه وهو يحاول بشتي الطرق ان يظهر بشكل طبيعي عكس الغضب الذي بداخله ثم رفع سماعه هاتفه
عمار…….. تعالي على مكتبي حالا
مرام…….. حاضر
تركت سماعه الهاتف و دلفت الي مكتبه بعدما سمح لها بالدخول
مرام….. نعم
عمار……. عملتي ايه في الشغل الي طلبته منك
مرام…….. كلمت دار النشر وبعتلهم فاكس باسماء الناس الي هينطبع اسمهم وحاليا قربت اخلص اتصال بالعملاء والملفات هحاول اخلصها هي كمان
مد يده وجذب بعض الملفات واشار لها ان تاخذهم وتركهم على مكتبه باهمال
مرام…. ايه ده
عمار……. عايزك تعملي جدولة بحسابات الصفقات دي بس لازم تخلص النهاردة
مرام………………….
عمار……. مالك ما تاخدي الملفات واقفة ليه
مرام…….انت بتهزر صح او اتجننت رسمي
عمار…….. احترمي نفسك والزمي حدودك
مرام…… مهو اكيد انا مش معايا جني علاء الدين علشان اعمل الشغل ده لواحدي وكمان النهاردة انا اسفه بس شوف حد غيري وياريت تقبل استقالتي لاني مش هتحمل اكتر من كده انا مش عبدة ولا سجينة
همت بالانصراف وضعت يدها على مقبس الباب ولكن ما سمعته جعلها تتوقف عن الخروج
عمار…….. مارلين جوزيف اشهر اطباء امرض القلب والأوعية الدموية في الولايات المتحدة الأمريكية وعضوة في منظمة الصحة العالمية تقريبا ده اسم الدكتورة الي المفروض تنزل اخر الشهر ده علشان عملية اختك ولا انا غلطان بس اضيف كمان لمعلوماتك بم اني مساهم في المستشفى لازم اي عملية جراحية تتم اكون موافق عليها دلوقتى الخيار ليكي
تقدمت منه ونظرات التحدي في عينيها واخذت جميع الملفات الموضوع على مكتبه وخرجت الي مكتبها لتنهار باكية على كل اوجاع قلبها عزمت امرها وعادت الي العمل من جديد
***********************
في احدى قرى الصعيد وبالتحديد سوهاج
في منزل عائلة الصاوي اشهر عائلات سوهاج بيت الكرم والعز كام عرف عنهم منزل الحاج عبد العزيز الصاوي رجل في العقد الخامس من العمر صاحب وقار وهيبة وقلب طيب رغم قوته معروف بشهامته بين الناس رافعا راسه بسبب ابنته الوحيدة التي تدرس بكليه الطب جامعة القاهرة في سنتها الاخيرة من الجامعة واخلاقها وجمالها الذي يميزها دون غيرها من البنات عينيها البندقية التي ورثتها من ابيها وملامح والدتها جعلتها اجمل بكثير فمنذ ان كانت طفلة صغيرة وتمني والدها ان تكون طبيبة قلب بسبب وفاة زوجته التي كانت تعاني من مرض بالقلب ولم يستطيع علاجها تعيش في القاهرة بمنزل عمها الدكتور كامل مدير مستشفى كبيرة بالقاهرة وهي ملك لابن اخيه الذي تركها منذ خمسة سنوات ويتابعها من الخارج مستشفى بها جزء خيري للعلاج بالمجان والجزء الاخر خاص تعمل تحت يد عمها ويدربها حتى تكون لديها الخبرة الكافية
جلس على مائدة الطعام في انتظار قطعة من قلبه حتى تجلس بجوره
عبد العزيز…… خبر ايه يا سلمي كل ده علشان تنزلي تفطري معايا
سلمي…. صباح الخير يا احلي حاج عبد العزيز في سوهاج كلها
عبد العزيز….. يا صباح الورد يا ست البنات نمتي كويس ولا خلاص اتعودتي على سريرك في مصر
سلمى……. طب والله العظيم انا مش برتاح ولا بحس بالامان غير هنا في بلدنا الامان والدفئ الي هنا مش موجودين في اي مكان
عبد العزيز……. طبعا علشان هنا الناس رغم القسوة الي فيهم لكن حنية الدنيا فيهم خوفهم على بناتهم وحريمهم شيء مش هتلاجيه في اي مكان عاد
سلمي…… معاك حق يا بابا الناس في مصر غريبة عن بعضها مفيش روح بينهم
عبد العزيز…… طيب يالا افطري علشان تلحجي تسافري
سلمي…… ما انت عارف يا بابا مش بحب افطر وانا مسافرة

عبد العزيز…. عارف يا جلبي خلاص جومي علشان تلحقجي توصلي بدري قبل الليل
سلمي….. حاضر يا بابا المهم تاخد بالك من اكلك والعلاج في وقته تمام
عبد العزيز…. تمام بقولك يا سلمي بلاش اللبس الضيق ده يا بنتي وبالخصوص وانتي جايه البلد عارف انك هتجولي الانسان مش باللبس الاخلاق اهم والزمن اتغير بس عشان عمك عاملي صداع ومش موافق على علامك هو ماسك شوية في العادات القديمة
سلمى…… حاضر يا بابا نفسي افهم ليه عمي خليل مش زيك انت وعمي كامل
عبد العزيز…. والله ولا انا يا بنتي ومتنسيش عمك كامل اخونا من الام بس جدتك الله يرحمها بعد ما اطلقت من جدك اتجوزت ولد عمها واخدها معه مصر عمك كامل اتربي على العلم وعاقل وفاهم الدنيا وانا مكملتش في المدرسة جدك الله يسامحه ظلمنا انا واخواتي ومرضيش يخلينا نكمل علشان كده عايزك احسن دكتورة تكوني احسن مني ده انتي نور عيني وجلبي يا حته من ابوكي
سلمى…. ربنا يطول في عمرك يا احن اب في الدنيا هقوم اجهز بقي علشان اسافر
شخص ما….. هتروحي فين يا بنت اخوي
عبد العزيز…. جبنا في سيرة القط
سلمى…. صباح الخير يا عمي نزلة القاهرة علشان جامعتي وشغلي
خليل…… مفيش سفر ولا جامعة ولا علام انتي مكانك هنا في الدار ده
نظرت الي ابيها احترما له قبل ان تتحدث في اشار اليها بالصمت
عبدالعزيز….. ليه يا اخوي مش هتسافر
خليل……. كفايها علام لحد كده يا اخوي مش كل يومين تنط على مصر ويا عالم بتعمل ايه هناك شوف لبسها كيف الصبيان بنتك لابسة بنطلون وجميص وشعرها كيف بنات البندر مش هستنه لم اشوفها جايبة واد من بتوع البندر وتجولك هتجوزه
استمعت الي حديث عمها وهي غير مستوعبه كيف يتحدث هكذا في اي عصر يعيش هو صمتها ليس ضعف ولكن احتراما لوالدها تحجرت الدموع في عينيها وشعرت بالاختناق ولكن رد أبيها اسعدها للغاية
عبد العزيز…… أولا يا أخوي بنتي مش لابسة حاجه عريانة ولا هي صايعة علشان تتسرمح مع الصبيان أما تعليمها الجامعي وشغلها ده شئ يشرف اي اب ف في الدنيا واحنا مش عايشين في عصر ابويا الله يرحمه علشان أحرم بنتي من دراستها الزمن اتغير ومحدش في الصعيد بئا ماسك في العادات دي البنت النهارده زيها زي الرجل لها حق وعليها حقوق
خليل……بس يا أخوي أنا شايف أنها مترحش مصر تاني
عبد العزيز…… وأنا مش مجنون ولا عقلي ناقص علشان أحرم بنتي من دراستها وافضل طول عمري بذنبها اطلعي يا سلمى هاتي حاجتك السواق هيوصلك صعدت سلمى وهي في قمة سعادتها أنها تمتلك اب لا يوجد منه ثقته بها اسعدتها للغاية جهزت نفسها وارتدت ملابسها وسافرت القاهره
****************************

في منزل اسلام
امرأة في العقد الخامس من العمر يبدوا عليها الارهاق والتعب
اسلام…….. يا ماما خليني اوديكي للدكتور
ليلي………. لا يا ابني انا كويسة متخافش عليا قوم جهز حاجتك علشان متتاخرش انا جهزت لك كل حاجه الجيش الي كنت سايبها هنا يا لا قوم بقي
اسلام……. يا ماما سيبك مني المهم انتي معقوله بقالك اسبوع تعبانة ومتقوليش على الاقل كنتي كلمي حد من اخواتي ده انتي مخلفة ثلاثه غيري
ليلي……..اخوتك البنات كل واحدة معاها عيلين مشغولة بيهم و رامي اخوك شغله وبيته واخدين كل وقته مفيش داعي اتقل عليهم
اسلام……. انتي بتقولي ايه ده واجب عليهم يهتموا بيكي ملعون ابو الدنيا الي تلهي الولاد عن والدتهم انا هكلم هنا او رودينا واحدة منهم تيجي تقعد معاكي ده انتي لو واحدة منهم قالت اهااا بس بتجري عليهم حتي لم خلفوا رحتي خدمتيهم يبقى ده واجب عليهم هما كمان يهتموا بيكي
ليلي…… الام مبتعرفش تكره ضنها مهم يعمل هيفضل في نظرها عيل صغير قلب الام بقي
اخذ هاتف والدته وطلب رقم شقيقته الكبيرة هنا البالغة من العمر اثنين وثلاثين عاما تخرجت من كلية الحقوق وتزوج من طبيب أسنان انجبت ولد وبنتين لم تجيب على الهاتف من المرة الأولى بل انتظر بعض الوقت حتي اجابت عليه
هنا……. الو ايوة يا ماما
اسلام…… والله كويس انك لسه فاكرة انك ليكي ام
هنا……. اسلام ازيك عامل ايه
اسلام……. انتي لسه ليكي عين تسالي عني المفروض يا استاذة تيجي تطمني على والدتك كل فترة على الاقل مش تسبيها تعبانة كده بقالها اسبوع
هنا…… الف سلامه عليها معلش يا اسلام ما انت عارف الشغل والولاد
اسلام…… طيب اجهزي علشان تيجي تقعدي معاها لحد ما تتحسن
هنا……. اسلام معلش شوف رودينا او مرات رامي لاني مشغولة ومش هقدر اسيب البيت وشغلي
اسلام……. لا بجد الله يعينك معلش مهو انا نسيت انكم مش بني ادمين لا انتوا حيوانات مش جديد عليكم الوضع
هنا….. هو انا لو فاضية كنت اتاخرت وبعدين متخافش ماما بتعرف تخلي بالها من نفسها كويس بدليل انها بقالها اسبوع تعبانة و محدش عرف بتعبها
اسلام….. تصدقي بالله انتي ما في عندك ريحة الدم غوري يا شيخه ربنا يهديكي
القي الهاتف بجوار والدته ومازالت المكالمة جارية سمعت ليلي حديث ابنتها مع زوجها
عماد……. مين بيتصل
هنا…… ده اسلام ربنا يخده ويريحني منه عملي محاضرة علشان ماما تعبانة شوية
عماد……. طيب قومي علشان هنروح عند ماما قالت أنها مصدعه من الصبح هنروح نوديها للدكتور
هنا….. حاضر هجهز الولاد ونمشي
فرت دمعة حانية من عين ليلي حينما سمعت حديث ابنتها واغلقت الهاتف ولكن اعلن الهاتف عن مكالمة اخري حينما نظرت الي الاسم ابتسمت مباشرا ونادت على ابنها تعلمه بهوية المتصل
ليلي….. تعال يا اسلام رد على رهف علشان لو سمعت صوتي هتقلق عليا
اسلام…… حاضر
رهف…… صباح الخير يا ماما ليلي
اسلام…… صباح النور
رهف……. ايه يا حبيبي امال ماما فين
اسلام….. هاااا ماما خرجت
رهف……. مال صوتك متغير كده هي ماما كويسة انا بقالي يومين مكلمتهاش صوت بتكلمني على الواتساب خير ماما فيها حاجه
اسلام…… لا مفيش حاجه
رهف بنبرة باكية………. اسلام بالله عليك ماما ماما فين
اسلام……. ماما تعبانة شوية يا رهف تخيلي كلمت هنا علشان تكون جانبها تقولي البيت وشغلها
رهف…… بتقول ايه طيب انا جايه حالا متقلقش يا حبيبي وهكلم مرام اخد اذنها واجي اقعد معاها يومين لحد ما تكون كويسة
اسلام……. ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي خلي بالك من نفسك
رهف…….. حاضر
انهي المكالمة وتقدم من والدته وطبع قبلة على يدها وراسها بين نظرات الحزن في عينيه
***********************
كانت منهمكة في عملها حين اعلن هاتفها عن مكالمة واردة من شقيقتها فزعت واجابت مسرعة
مرام…… رهف انتي كويسة
رهف…….. اهدي انا بخير انا بس باخد اذنك هروح عند ماما ليلي علشان تعبانة شوية ومفيش حد معاها انتي عارفه وضع ولادها ايه واسلام قلقان عليها اوي
مرام…..طيب روحي بس خدي العلاج معاكي ولابس تقيل وتاخدي العلاج في معاده فاهمة
رهف…… حاضر يالا سلام دلوقتى بقي اروح البيت اجهز نفسي
مرام…….. لا اله الا الله
رهف….. سيدنا محمد رسول الله
انهت المكالمة وانطلقت الي منزلها تجهز اغرضها ولكن كيف تخرج دون سماع صوت زوجة عمها
سميرة…… ايه يا كتكوتة رايحة فين تكونيش هتهربي
رهف……. لا انا رجعة تاني بس هروح اقعد عند ماما ليلي شوية ومتخافيش انا هنا على قلبك مقدرش اتخلي عنك يا زوجت عمي
سميرة…… روحي يا اختي داهية لا تعودك لا انتي ولا اختك
رهف…… طيب خلي بالك يا طنط علشان الملائكة بترد الدعاء وبتقولك ولكي بمثل سلام يا طنط
غادرت المنزل وتركت سميرة تشتعل بنيران الغضب من تلك الصغيرة
اما هي انطلقت مباشر الي منزل احب الناس الي قلبها وجدته في انتظاره اسفل العمارة وهو بالزي العسكري نظرت له بعشق واحساس غريب بداخلها لا تعلم ما هو تقدمت حتى اصبحت امامه وابتسامة حزينة على شفتيها
اسلام…… هنقضيها دراما زي كل مرة يا حبيبتي دي اخر اجازة خلاص بلاش الحزن ده
رهف…… قلبي مش هيطمن إلا لم تخلص وتكون معاك الشهادة
اسلام…… ان شاءالله اضحكي بقي علشان ضحكتك بتنور طريقي وبتصبرني على ايام الجيش
ابتسمت رغما عنها وهي تحاول اخفاء دموعها فجذبها الي داخل احضانه وهو يحاول ان يدخلها في اعماق قلبه
ابتعد عنها ونظر في عينيها برجاء اخير
اسلام……. خلي بالك من نفسك ومن العلاج فاهمة
رهف…….. حاضر
اسلام……. وعد
رهف……. وعد اوعدني تخلي بالك من نفسك وانك ترجعلي
اسلام…….. مقدرش اوعدك ده شيء في علم الغيب بس هحاول اخلي بالي وارجعلك ان شاءالله
رهف………. اوعدني يا اسلام ترجعلي ارجوك علشان خاطري
اسلام…….. بلاش الدموع دي حاضر يا ستي اوعدك
ودعها مرة اخري وغادر الي سيناء داعيا الله ان يرده سالما من اجل احبته
صعدت هي الاخري الي شقة والدته التي ما ان فتحت لها الباب ارتمت بين احضانها
*************************
في الشركة
اعلنت الساعة السادسة مساء معاد انتهاء العمل وهي ما زالت تعمل ولم تنتهي من الملفات التي اعطها لها ظلت تعمل بكل عزمها وهي متعبه من قلة النوم
***************
في مكتب عمار
كان يتحدث عبر الهاتف مع صديقه المقرب كريم
كريم……… مش قولت لك اول ما توصل الشركة تكلمني
عمار……… معلش يا كيمو والله انشغلت بقي المهم سيبك مني عملت ايه مع الدكتورة الي قولت لك عليها
كريم…… كل حاجه تمام متخافش
عمار…….. تمام اوي مش عايز اي اخطاء يا كريم خليني اصفي حسابي على نضيف
كريم……. صدقني خايف تضر نفسك يا صاحبي
عمار…… مش مهم انا هعرف اتصرف كويس
ظلوا الاثنين يتحدثون عن خطتهم وما يعد لها في الايام القادمة
**********************
في مكتب معتز
لا يعلم ماذا يفعل الان افكاره كلها مشتتة يريد ان يحميها خوفا عليها من حقد عمار الذي اصبح عدواني بشكل كبير للغاية قطع شروده صوت نڤين التي لم يشعر بوجودها
نڤين…… انا خلصت شغلي وده ميعاد الخروج محتاج مني اي حاجه قبل ما امشي
معتز…… لا روحي انتي انا كمان ماشي
خرجت نڤين بعدما جمعت اشيائها واتجهت الي صديقتها حتي يغادرون مع بعض
نڤين….. ايه يا حجة خلاص الشغل يالا على البيت
مرام…… لا روحي انتي يا نڤين انا لازم اخلص الشغل الي معايا ده الاول
نڤين….. لا مش هتحرك من هنا ده هياخد وقت طويل يالا وتعالي بكرا تخلصيه
عمار…… اظن ده مش اختصاصك يا انسة نڤين
نظروا الي صاحب الصوت ازداد توتر نڤين وقالت بتعلثم…… انا بس كان قصدي يعني تكمله وقت تاني
عمار…… وانا قولت ده مش اختصاصك فاهمة
نڤين……. معاك حق سوري يا مرام انا لازم امشى علشان اتاخرت اشوفك بكرا بااي

ظلت انظاره متعلقه بها وهي تعمل بكل عزمها وعلامات الارهاق ظاهره عليها لم يعطي لها اي اهتمام ودلف الي مكتبه يغرق تفكيره بالعمل
***********
خرجت نڤين وهي في قمة غضبها تتفوه ببعض الكلمات على هذا الاحمق الذي يفعل ما يحلوا له سمعت من ينادي عليها فنظرت الي مصدر الصوت وابتسمت
نڤين…… مستر معتز حضرتك لسه موجود
معتز……. لا انا كنت خلاص ماشي بس لاقيتك لواحدك هي مرام سابتك ولا ايه
نڤين…… مرام معاها شغل هتخلص وتمشي
معتز…….. بس ده معاد الانصراف
نڤين…… قالت انه شغل مهم هتخلص وتنزل على طول
معتز…… خلاص تمام عايزا حاجة
نڤين…… مرسي
غادر وهو لا يعلم ماذا عليه ان يفعل حتي يساعدها ولو قليلا
**************
لم تشعر كم مر عليها من الوقت وهي ما زالت تعمل فقد انقضي وقت كثير علي هذا الوضع ولم يتبقي غيرها بالشركة فقد انصرف الجميع ما عدا هما الاثنين وامن الشركة واخيرا انتهت من العمل وهي سعيدة ولكن حين علمت كم الساعة علمت بانها سوف تعاقب من زوجة عمها فكانت الساعة العاشرة والنصف جمعت اغرضها والملفات التي اشتغلت بهم ودلفت الي مكتبه مسرعة والقت كل شيء بيدها على مكتبه دون اذن منه
مرام…… انا كده خلصت شغلي اقدر امشي دلوقتى صح
عمار……. برافو عليكي فعلاا تمام اتفضلي
غادرت مسرعة لا تصدق بانها انهت هذا العمل وتفكيرها مشتت ماذا سوف تفعل بهاا زوجة عمها نزلت الي الاسفل حاولت ايقاف بعض سيارات الأجرة ولكن لم تتمكن من ذلك اصابها شعور الخوف حينما سمعت بعض الاشخاص يتغزلون بها وهم يقتربون منها
الشاب الاول……. ايه يا جميل ماشي لواحدك ليه
الشاب الثاني…… لا دي جامدة اخر حاجه متيجي معانا يا قطة ننبسط شوية
حاولت الابتعاد عنهم ولكن وقف الشاب الاول امامها والثاني بالخلف
مرام…… ارجوك ابعدوا عني لو سمحت
الشاب…….. ده انا ابقي حمار لو خليتك تمشي حد يقول للنعمة لا
اقترب منها الشاب الثاني وجذبها من يدها وانفاسه المقززة تلفح وجها…….. تعالي يا قطة والي هتقولي عليه هتاخديه
انسابت دموعها وهي تحاول التملص من يده وترجوه ان يتركها فلم يستجيب لها نظرت حولها حتي يساعدها احد ولكن من يساعد فتاة بين ذئاب بشرية ظلت تتجول بعينيها حتي وقع نظرها عليه وهو خارج من الشركة فصرخت بكل قوتها…… عمااااااااااااااااااااااااااااااار
حاول الشاب ان يسكتها فوضع يده على فمها وهي ما زالت تصرخ وتركل حتي يساعدها…. عمااااااااااااااااار
انتبه على مصدر الصوت ولكن لم يري شيء بوضوح الا فتاة بين شابين يحاولون خطفها وحين علم هويتها انتفض قلبه وكل سائر جسده وهو يركض في اتجاهها وخلفه اثنين من الامن
عمار……. سبوها يا ولاد***********”””””*
دارت بينهم شجار عنيف فهجم عمار علي الشاب الممسك بها ولكمه في وجه عدت مرات حتي تركها وظل يسدد له اللكمات والركلات
والامن امسكوا بالشاب الثاني وقام شخص من افراد الامن الاتصال بالشرطة ابعد الامن عمار عن الرجل الذي كان على وشك الموت بين يد عمار وكبلوا الاثنين حتي تاتي الشرطة
اما هي كانت واقفة تتابع وتحتضن نفسها من الخوف والرعب الي ان فاقت على حديثه الموجه اليها
عمار……. ممكن تبطلي عياط وتمشي قدامي قبل ما الامن يجي ويعملك شوشرة
مرام………………….
عمار بنبرة غاضبة……. ممكن تسكتي شويه مهو لو سيادتك كنتي وقفتي قدام باب الشركة ومتحركتيش كان التاكسي هييجي لحدك بس انتي شكلك نزلتي مستواكي الفترة الي فاتت مش بعيد تكوني مبسوطة بكلامهم ولم شوفتيني عملتي ملاك
لم تستطيع تحمل الاهانة اكثر من ذلك كل التعب والوجع الذي بداخلها اخرجته في هذه اللحظة…….. انت ايه يا اخي موجود بس علشان تزلني بكلامك انا تعبت منك خلاص مش هتحمل اكتر من كده ليه مصمم تعاقبني على حاجة قديمة ليه عايز تكسرني حرام عليك بقي كفاية اناا تعبت والله العظيم تعبت وشيلت فوق طاقتي كفاية وجع لحد كده انا مبقتش عايشة خلاص قلبي من كتر الوجع مبقاش متحمل انت هنا بتوجعني بطريقة قاسية اوي ومرات عمي كل يوم بتزلني زي الكلاب علشان ايه مش عارفه واختي الي بشوفها كل يوم وبحاول املي عيني منها وانا خايفة في يوم اصحي القي نفسي لواحدي كفاية بقي ارحموني اناا بشر والله العظيم وبحس بتلومني على ايه دلوقتى انا مكنتش اعرف اني هيحصلي كده وانت السبب لو مكنتش خلتني اتاخر في الشغل لحد دلوقتى مكنش اتعرضت للمواقف الزبالة ده بسببك انت كنت ممكن اضيع الحقد بقي مالي قلبك وكيانك علشان حاجة من الماضي
عمار بشي من الغضب……. حاجة من الماضي انتي شايفه ان الي عملتيه فيا سهل انساه مستحيل انساه انتي كسرتي كل شيء فيا وجعتي قلبي تقدري تقولي ايه الي انا عملته معاكي علشان استاهل منك المقابل ده بلاش تعملي نفسك بريئة انا اتخليت عن الدنيا بحالها علشانك بس بالمقابل الغدر انتي بايدك عملتي مني شيطان ومحدش هيرحمك مني
تركها وانصرف وهو في قمة غضبه يلعن نفسه على كل الخوف الذي ما زال شعر به عندما وجدها بين الشباب زكريات تهاجم عقله وتفكيره
اما هي ظلت تبكي على حال قلبها واخيرا وجدت سيارة اجري صعدت بها ودموعها لم تجف غارقة في الماضي
*************
منذ ست سنوات
في ڨيلا امجد نصار دخلت احدي الخدم حتى تيقظ شاب في مقتبل العمر حتى تخبره بأن والده ينتظره على مائدة الإفطار
الخادمه……سي عمار
عمار بنوم…… عايزاه إيه يا سماح على الصبح
سماح….. امجد بيه قالي اصحيك علشان تفطر معاه
عمار…..هو تحت لسه
سماح…..اهاا ومستني حضرتك علشان تروحوا الشركه مع بعض
عمار……طيب انزلي وانا هاخد دوش سريع ونازل مهو اكيد عارف اني لسه راجع من بره قاصد ياخدني معااه ويهزئني
خرجت سماح وتركت عمار يلعن نفسه على هذا الحظ اخذ حمام سريعا وخرج وهو يحدث نفسه
عمار……. دلوقتي بئا هنزل وهتلر هيقولي كلمتين الاسطوانة بتاع كل يوم انت عيل فاشل بتاع شرب وبنات هتفضل مستهتر كده لحد امتي اتعلم وفوق لنفسك
واخيرا انتهي من ملابسه ونزل الي الاسفل وجد والده على مائدة الطعام
عمار…..صباح الخير
امجد……. صباح النور إيه سيادتك لسه صاحي طيب الجامعة ومش بتروح على الأقل شوف شغل أبوك
عمار…..يا بابا حضرتك عارف أني مليش في شغل المعمار أنا لسه مش مهندس علشان أفهم
امجد….. حضرتك بتدرس هندسة لو سيادتك بتيجي على نفسك شويه تتنزل جامعتك هتفهم شغلي
بس هعمل إيه ربنا بعتلي عيل مش رجل واسمع كل يوم هتكون معايا في الشغل لحد ما تتعلم وإلا أقسم بالله اكون متبري منك ومش هتطول جنيه واحد
عمار في نفسه…..طبعا ما أنت هتلر وتعملها
عمار….. هي ماما لسه مجتش من المزرعة
امجد….. لا لسه
انتهي الاثنين من الافطار و ذهبوا الي الشركه دلف امجد الي الدخل بينما ظل عمار واقف بيتابع شيء لفت انتباه
وقع نظره على فتاة جميلة جدا ملامحها هادية ملابسها بسيط جدا ولكن جعلتها جميلة واقفة مع طفلتين صغيرتين واحدة منهم قعيدة كرسي متحرك
مرام….. صباح الخير يا قمرات
البنت الي على الكرسي ….. صباح النور
مرام….اسمك ايه يا صغنن
البنت…… أنا سجي ودي نغم أختي
مرام……. وأنتي يا صغنن مش هتردي عليا
سجي….. سوري بس هي عندها مشكلة مش بتقدر تتكلم يعني زي ما بتقولوا خرساء
مرام بحزن…..مين قال كده اسمها عيب خلقي في النطق يعني أمر الله
سجي…..بس الناس بيقولوا عني مشلولة واختي خرساء مش بيقولوا أمر ربنا
مرام…… طيب انتي فين مامتك
سجي……ماما راحت المطعم الي هناك ده تجيب فطار وبابا راح شغله وعلى فكره بابا وماما بيحبونا جدآ بس بيضايقوا من كلام الناس
مرام…..تعرفي بقي أنك أحسن من ناس كتير
سجي…..طيب ازاي دي
مرام….. في غيرك يتيم معندوش أهل وفي الي عايش في الشارع إنتي عندك حاجات جميله زي ماما وبابا حافظي عليهم احمدي ربنا أنهم معاكي وبيحبوكي انتي وأختك
سجي…..تيتة بتقول أن إحنا هنفضل كده في وش ماما مستحيل حد يرضى يقبل بينا وان الناس بتشوف المعاق على أنه حشرة ملهوش نصيب يعيش يعني مثلا بتقول مفيش واحد هيقبل يتجوز واحدة معاقة
مرام…..بصي مش دائما كل الكلام الي بيقولوا الكبار صح سيدنا ايوب عليه السلام كان مريض بس كان صبور على حكم ربنا تفتكري بئا إحنا أحسن منه علشان نعترض وسيدنا يعقوب ربنا بعد عنه يوسف ابنه و حرمه منه لحد ما بطل يشوف من كتر الحزن قولي يارب هو الوحيد المستجيب للدعاء بلاش اليأس يتسلل لقلبك ولو على الجواز ده اسمه نصيب مقسوم لكل شخص فينا
سجي…..هو إنتي أسمك إيه
مرام…..اسمي مرام ولو عايزة تشوفيني تاني أنا شغاله في المطعم الي هناك ده
سجي…. اكيد هاجي أشوفك تاني إحنا كده بقينا صحاب صح
مرام….. صح يلا فرصة سعيدة يا قمر باي
سابتهم ومشيت وهو لسه واقف عينه عليها لحد ما دخلت المطعم
عمار…..اوف مين الملاك دي
دخل الشركه وعلى وشه ابتسامه جميلة
السكرتيرة….. صباح الخير يا بشمهندس
عمار بنبرة عادية….. صباح النور يا شيرين امجد بيه في المكتب
شيرين….. امجد بيه في الاجتماع دلوقتي
عمار……كويس اوي
دلف الي مكتب والده و أسرع الي النافذة المطلة على الشارع الرئيسي ظل واقفا حتي لمح طيفها وهي تجلس على الارض وامامها قطة صغيرة وبيدها بعض الطعام وعلى وجها ابتسامه صافية ابتسامه رضا لم يشعر بنفسه إلا وهو بيصورها بعض الصور بالهاتف الخاص به ظل يتابعها من خلف النافذة و الابتسامة لا تغادر وجه الي ان سمع صوت والده
امجد……. هو أنت جاي هنا علشان تشم هواء
عمار……..لا ابد بس حسيت اني محتاج هواء شويه بابا أنا قرارت اشتغل هنا معاك وعايز مكتب ليا
امجد…… ده على اساس أنها أول مرة أسمع الكلام ده منك
عمار…… المرة دي بجد أنا هخلي شرين تجهزلي المكتب الي جانب حضرتك هنا
امجد….. مش مرتاح لك حاسس أن كلامك ده وره حاجه
عمار……لا اطمن كل حاجه هتكون تمام أنا هروح اخلي شرين تجهز المكتب بعد اذنك
خرج عمار وطلب من شرين تجهز المكتب علشان يقدر يشوف مرام على طول وبعد كده خرج راح المطعم شافها وهي بتقدم الأكل قعد على اول طربيزة ومتابعها

أما هي كانت بتشتغل بنشاط كبير احساسها بالسعادة كان مسيطر عليها بسبب تفوقها في الجامعة وحاليا بتشتغل وهيكون لها راتب شهري
مرام…….سمير شوف الزبون الي على الطربيزة الي هناك ده قاعد من بدري ممكن يزهق كده
سمير…..اوك خدي الطلب ده للتربيزة الي عليها الشابين الي هناك دول
مرام……تمام
اخدت طلب الاكل للشباب وقدمته لهم بس واحد منهم عينه منزلتش من عليها وبدأ يضايقها بالكلام
الشاب الاول…..اوف بئا الجمال والرقة دي تشتغل وتشيل أكل تؤتؤ ده انتي المفروض تشتغلي ملكه جمال
مرام….. أي أوامر تانية حضرتك
الشاب….. عندي شقه قريبه من هنا إيه رأيك تيجي ننبسط هناك شويه ومتخافيش الي انتي تطلبيه هدفعلك
كان في كوبايه عصير على الطربيزة واخدته ورشتها على وش الشاب
مرام….. أنت إنسان قليل الأدب
الشاب قام واقف وكان هيضربها بس في اللحظة دي عمار شد مرام ومسك ايد الشاب
عمار…….مش عيب لم ترفع إيدك على بنت
الشاب……..وانت مال اهلك يلا يا بابا من هنا وانتي حسابك معايا
عمار……امممممم وكمان يتهددها عيني عينك
الشاب التاني رفع ايده وخبط عمار والاتنين هاجموا عليه بس هو قدر يتغلب عليهم لحد ما الناس اتلمت والمدير اتدخل في الموضوع
المدير…… اقدر افهم ايه بيحصل هنا
الشاب…. الانسة الي شغالة عندك انسانة زبالة ومش محترمة جايبة واحد بلطجي يضربنا انا مش هتنازل عن حقي هي مش عارفه انا ابن مين

ياسو

error: