قلوب ارهقها العشق

الحلقة الثالثة عشر
#قلوب_ارهقها_العشق
#بقلم_ياسمين_رجب
شرين……. الحقني يا عمار في مصيبة
انتفض بشدة وهو ينظر إليها قائلا…… حصل ايه
شرين……. امجد بيه رجع ومعاه صفوت بيه وبنته دارين وطلب من مرام تروح مكتبه وسامعه صوته عالي
لم ينتظر حتي تكمل بل ركض من مكتبه مسرعا إلى مكتب ابيه
في مكتب امجد واقف أمامها وفي يده بعض الصور التي جمعتها بعمار في شرم لم تعرف من فعل ذلك والتقط لهم هذه الصور تملكها الخوف من نظرات امجد الذي كاد أن يفتك بها حاولت فقط الثبات والهدوء فهي تعلم مدي حساسية الوضع بالنسبة لرجال الاعمال يصعب عليهم تقبل علاقة مثل هذه بين نجله الوحيد وفتاة من الطبقة المتوسطة قطع حبل افكارها صوت امجد الذي مد يده صك من دفتر الشيكات الخاص به
امجد……. اسمعي بقي انا عارف اشكالك كويس اتلميتي على ابني علشان خاطر تطلعي بكام قرش معاكي حق عمار شيك واي بنت تشوفه تعشقه وتتمني يبصلها وانتي وصلتي للغيرك معرفوش يعملوه و اظن انبسطي معاه في شرم وهو كمان انبسط منك واخد الي هو عايزو يبقي تاخدي المبلغ ده و تطلعي من الشركة دي ومش عايز اشوف وشك تاني وقسما بربي لو شفتك قريبه من ابني تاني لخفيكي وره الشمس فاهمة
نظرت إلى يده واخذت تلك الورقة ونظرت اليها بسخرية وعلى ثغرها ابتسامة ساخرة وسط احساس القوة الذي تدفق بداخلها واردفت قائلة…….. معاك حق انا فعلا انبسط جداا لدرجة اني كنت في قمة سعادتي عارف ليه لاني ببساطة قدرت افهم مين عمار وحسيت معاه اجمل احساس في الدنيا
امجد….. فعلا بنات رخيصة
مرام……. على فكرة مش الي حضرتك بتفكر فيه في فرق كبير جداا انا اقصد الحب والعشق الي في قلب عمار هو كان قادر يقرب مني ويعمل الي هو عايزو كان ممكن يحطلي حباية مخدر ومكنش حد هيلوموا لانوا ببساطة انا الي سافرت معاه بمزاجي بس عارف هو معملش كده ليه لانوا ببساطة هو عاشق ومثال للحب والاخلاص و لو حضرتك كتبتلي كل ما تملك ده ميجيش نظرة واحدة من عينه كل فلوسك دي قصاد ضحكة منه متساويش
اردف صفوت بغضب…… في ايه يا بت انتي لتكوني فاكرة اننا بنخيارك احب اضيف لمعلومات ان عمار نفسه هو الي هيسيبك لانو لو معملش كده هيخسر كل حاجه وهيطلع من المولد بلا حمص
ابتسمت بسخرية قائلة……… وانا متاكده انكم لو عارفين ان عمار ممكن يتخلي عني علشان الفلوس مكنتوش واقفين قصادي دلوقتي
اضاف امجد لهجة غاضبة….. ايه الغرور الي عندك ده كلوا
مرام…….. بالعكس مش غرور دي اسمها ثقة
امجد…… انتي كده بتمشي في الطريق الغلط صدقيني هتخسري كتير
ابتسمت برضا……. دي المرة الوحيدة الي ادافع فيها عن حاجة بحبها وهتكون اكبر مكسب ليا ومعنديش استعداد اخسره وصدقني الي يقابل العشق ويسيبه يضيع منه هيندم طول عمره
اخيرا انفجرت دارين بعدما طفح بها الكيل لترادف……..
لتكوني فاكرة اني ممكن اسمحلك تاخدي عمار مني انا بس كنت ساكته وفاكرة انها نزوة في حياته حاجة رخيصة بيجربها بس لم شفتكم في شرم والي عمله علشانك حسيت بأن الموضوع كبر زيادة عن اللزوم ومش هسمحلك تاخديه مني
اردفت بهدوء….. هو اصلا مكنش معاكي علشان انا اخده منك
امجد…….طيب يا مرام انتي بنت جميلة والف مين يتمناكي لو كانوا رجال اعمال او اي حد يشوفك بس فكري فيها دلوقتى لو انتي اختارتي عمار وهو اختر يعارضني اعرفي وقتها انو هيخسر كل حاجه هاخد كل ما يملك منه حتى هدومه هسيبه كده منغير مليم في جيبه وهيخسر ابوه طول العمر هااا مستعدة تكملي معاه وهو علي الحديدة ويا تري هو هيتخلي عن كل العز ده علشانك انتي اعتقد انك لازم تفكري كويس خدي الشيك ده وهتكوني كسبانة
في ايه ممكن افهم قالها عمار بعدما دلف إلى مكتب ابيه
وهو ينظر اليهم وإلي مرام التي ظهر علي وجهها شبح ابتسامة حين نظرت اليه
امجد…… مفيش حاجه يا عمار اطمن الانسة مرام خلاص قبضت تمنك وماشيه
هتف بعدم فهم قائلا….. قصدك ايه مش فاهم
امجد بغرور…… هي اخدت شيك مقابل انها تسيبك واهو في ايدها
الجمتها الصدمة من هذا الحديث فهو يضعها امام امر واقع ان قالت انه كاذب فلن يصدقها فهذا والده كيف تخبره الان بالحقيقة هي لم تفعل ذلك
انتقلت نظراته بين والده الذي ظهر علي وجهه علامات النصر و بينها الذي طغي علي ملامحها الصدمة والذهول التقت اعينهم في نظره طويلة تخبره بها ان لا يصدق حديث والده بينما تقدم هو حتى اصبح امامها وهو يضم كفها بين يده و يطمئن قلبها بأنه يثق بها
وده اسمه ايه ان شاءالله قالها امجد بتعجب
عمار…… دي الثقة على فكرة انا سمعت كل الي حصل هنا وعارف ردها كان ايه مش محتاج حد منكم يشرحلي بطريقة مزيفة وحتى منغير ما اسمع انا واثق فيها
صفوت……. عمار انت فاهم انت بتعمل ايه
عمار…… اكيد فاهم و متاكد من الخطوة دي انا بحبها لا مش بحبها انا بعشقها ومستعد دلوقتى اسيب الدنيا دي كلها علشانها
ضغطت على كفه وهي تبتسم له بخجل فهتف قائلا وهو يعمق داخل عينيها…… اهااااا بعشقك وبقولها تاني بعشقك ومستعد دلوقتى امشي معاكي وابتدي حياتي من الصفر طالما هتكوني معايا مستعدة نبدأ انا وانتي
هزت راسها بالموفقة وهي تبتسم له
انت شكلك اتجنتت مش معني اني ساكت اني هسمح بالمهزلة دي قالها امجد بنبرة غاضبة
عمار…… وايه هي المهزلة حضرتك من شويه قولت لو انا اخترت اكمل معاها هخسر كل املاكك وانا اهو بقولك اني مش عايز حاجه من املاكك انا بختارها هي
امجد….. شكل اللعبة عجبتك يا عمار ونسيت اني قادر اسحب منك كل حاجه
عمار….. انا عارف ومتاكد انك تقدر تعمل كده بالعكس انا من يوم ما قابلتها وكنت عارف ان اللحظة دي هتيجي وانك هتطلب مني اسبها علشان مخسرش بس انا متاكد من قراري لاني ببساطة عايز اعيش مبسوط كفاية عليا انها معايا مش عايز ولا نفوذك ولا جبروتك
انهي حديثه بسبب صفعة والده له……… شكلي دلعتك كتير قوي
عمار….. انا مش هتخلي عنها
امجد…… يبقى لازم تختار يا تختار ابوك او تختارها هي وفي الحالة دي يبقى تنسي انك ابن امجد نصار وكل قرش ليا هاخده منك عربيتك وشقة المعادي اي حاجه تخص امجد نصار ملكش فيها حق دلوقتي بقي لازم تقرر هتكون مع مين
عمار…….. معاك حق الإنسان من غير فلوس ملهوش لازمه بس الفلوس مبتعملش بني ادم احنا الي بنعملها مش هي وطول ما انا مع الي بحبها هكون اسعد انسان في الدنيا
امجد….. كده انت بتخرج عن طوعي
عمار…..انا مخرجتش بس حضرتك الي طلبت وأنا قولت مقدرش اعيش من غيرها لانها امنتني على روحها وقلبها مقدرش اجرحها علشان كام مليم مبيصنعوش السعادة
امجد…… بتعصي ابوك يا عمار بتتخلي عني وانا في السن ده
عمار……. والله ابدا انا تحت امرك وقت ما تحتاجني هكون جنبك انما تطلب مني اتخلي عنها فا انا اسف
امسك كفها بين يديه وعزم امره على المغادرة ولكن عاد من جديد وقام بسحب باقي الصور من يد دارين قائلا…… مرسي ليكي يا دودو على الصور بجد الحاجة و الوحيدة الي عملتيها صح في حياتك
تركهم وانصرف وعلى وجه ابتسامة رضا تاركا خلفه نيران من الغضب مشتعلة تكاد تحرق الاخضر واليابس
دارين……. بابي انت هتسيب حتت البنت دي تاخد عمار
صفوت……. ناوي على ايه يا امجد ابنك كده بيتصرف غلط وانا مستحيل اسكت على غلطه في بنتي فاهم
امجد……. متخافش يا صفوت انا عارف هتصرف ازي وبالنسبة لعمار بكرا يزهق منها ويرميها في الشارع ويرجعلي تاني
صفوت……. لا يا امجد ابنك مستحيل يسيبها انا اول مرة اشوف قوة عمار ابنك اخد قرار يكمل بعيد عنك مستعد تخسره
امجد…… قولتلك اطمن انا هخليه يجي يركع تحت رجلي ويطلب مني يرجع تحت طوعي تاني اما بالنسبة لمرام دي هخليها تندم على الدقيقة الي فكرت فيها تقف قصاد امجد نصار
خرج عمار من الشركة وسط زهول الموظفين ودهشتهم ركضت شرين خلفه إلى خارج الشركة وهي تصيح باسمه قائلة…… عمار يا عمار
التفت الاثنين إليها بقلق
شرين……. بنادي عليك من بدري
عمار ……معلش يا شرين مسمعتش في حاجة وليه
شرين……. انا سمعت كل الي حصل وكنت متاكده ان ده هيحصل علشان كده جهزتلك المبلغ ده
نظر اليها قائلا….. شكرا يا شرين انا اعرف ادبر اموري خلي فلوسك معاكي
شرين……. كده يا عمار ده انا بعتبرك زي اخويا الصغير وربنا العالم بحبك قد ايه هتكسفني خدهم علشان خاطري مشي بهم امورك لو هتأجر شقة لحد ما تلاقي شغل علشان خاطري هتكسف اختك اقولك اعتبرهم سلف
ابتسم لها قائلا…… ربنا يخليكي ليا يا شرين و ربنا الي يعلم انا بعزك قد ايه
شرين……. يبقى خد الفلوس هو اه مبلغ صغير بس مشي بيه حالك
عمار…… انتي عرفتي ازاي ان بابا هيعمل كده
شرين….. امجد بيه مش غريب عني انا شغالة معاه من 7 سنين و عارفة طريقة تفكيره المهم خد الفلوس
عمار…… قولتلك خلي الفلوس انا هعرف اتصرف وبم اني اخدت قرار ابدأ من الصفر يبقي لازم اكون قد القرار
شرين……. طيب هشوفك ازي هتروح فين
عمار…… قولتلك متقلقيش عليا وانا هظبط اموري و اكلمك
شرين….. خالي بالك من نفسك مرام خلي بالك منه اوعي في يوم تبعدي عنه خلي عندك نفس القوة الي اتكلمتي بها مع امجد بيه
مرام……. انا عملت بنصيحتك ودفعت عنه لاخر دقيقة
عمار…… ارجعي شغلك يا شرين علشان ميحصلكش مشاكل خلي بالك من نفسك سلام
تركها وانصرف وهو يفكر في ما تخبه له الايام فهو يعرف والده جيدا لن يترك الامر يمر بهذه السهولة
ندمان قالتها مرام بعدما توقفت عن السير بجواره
عمار…… ندمان علي ايه
مرام…… انا عارفه ان الوضع صعب وصدقني لو رجعت الشركة تاني دلوقتى مش مش هزعل
وضع اصابعه علي فمها يمنعها من اكمال حديثها واضاف هو……. كلمة ندمان دي تقوليها لواحد خسران حاجة كبيرة انما انا صدقيني مكسبي ليكي اكبر بكتير من مال الدنيا كلها ومستحيل اتخلي عنك علشان اي حاجة في الدنيا
مرام……. حبك غريب قوي
عمار….. قصدك عشقي ليكي انتي اكبر بكتير من اني اخسرك علشان حاجة متساويش
مرام…… طيب هتعمل ايه دلوقتى وهتروح فين انت حتي مش معاك فلوس
نظر إلى يده واشار إلى ساعته قائلا…… الظهار جه الوقت الي استنفع بحاجة من وره كريم
مرام بعدم فهم……. ازاي
عمار…… الساعة دي كانت هدية من كريم تمنها يعدي 7 الاف جنيه هبيعها ومن تمنها هشوف شقة ايجار واشتري شوية لابس من اي محل بس يكون بيبيع رخيص مش ماركة والكلام ده وبكرا هنزل ادور على شغل
مرام….. طيب يالا نشوف موضوع الساعة ده الاول

انهت يومها الدراسي وعادت إلى المنزل ابدلت ملابسها وخرجت حين سمعته صوت خطواته على الدرج فهذا معاد عودته إلى المنزل
رهف….. اسلام
التفت اليها وكاد ان يكمل سيره ولكن تقدمت منه و وقفت امامه قائلة….. ممكن نتكلم شوية
مفيش بنا كلام قالها اسلام بحدة
رهف…… لا في ممكن افهم مالك وايه طريقة كلامك دي
اسلام…… مالها طريقتي مش عجباكي طبعآ ما انتي متعودة علي الناس الزبالة
رهف بعدم فهم….. في ايه يا اسلام مالك هو انا ضياقتك بحاجة وانا معرفش
طفح به الكيل كيف لها ان تتصنع البراءة بهذا الشكل ليرادف قائلا….. هو انتي ايه يا شيخه حية بترمي سم وبس بتخدعي الكل بالبراءة بتاعتك
لمعت بعض العبرات بعينيها….. انا مش فاهمه تقصد ايه
اسلام….. انا هقولك اقصد ايه فاكرة يوم ما وصلتك المدرسة يومها اخر النهار شفتك مع مدير اختك في المطعم وانتي بتضحكي معاه وبعدين طلعتي معاه في عربيته وبعدها شفتك هنا علي السلم وانتي وخطيب بنت عمك و ازاي هو كان متوتر و انتي بنفسك بتقولي امسح الروچ عايزاني افكر ازي طيب بلاش دي من يومين كنتي نزلة الصبح بدري وانا شفتك واقفة تحت العمارة مع عمار اظن كده شرحتلك كل حاجه ياريت بعد النهاردة مشفش وشك ده فاهمة
انسابت دموعها فهو يظن بها السوء كيف له ان يحكم عليها من وجهة نظره كادت ان تتحدث ولكن لم يسمح لها بل تركها وانصرف إلى داخل شقته بينما هي ظلت تنحب في صمت وعينيها مازالت متعلقه باب منزله
رهف مالك يا حبيبتي في ايه انتي تعبانة قالتها سمر بعد ان هرولت اليها واخذتها بين احضانها
رهف ببكاء….. انا تعبانه قوي يا سمر وقلبي واجعني قوي حاسة اني مخنوقة
سمر بخوف شديد…… اهدي يالا نروح المستشفى
رهف…… لا انا عايزه ادخل البيت
سمر…… طيب تعالي معايا
اسندت رهف ودلفت بها إلى الداخل ثم توجهت إلى المطبخ واحضرت كوب ماء لها
احكيلي حصل ايه ومين زعلك كده قالتها سمر وهي تنصت لها
رهف من بين بكائها….. مفيش حاجه ياسمر كنت تعبانه شوية
سمر…… حد قالك اني مرام وهصدق الكلام ده احكيلي حصل ايه
انسابت دموعها مرة أخرى وهي تسرد كل ما حدث منذ تجاهل اسلام إلى حديثه الان نهضت سمر بكل الغضب الكامن بداخلها واتجهت إلى شقة اسلام حاولت رهف منعها ولكن لم تستطيع ظلت واقفة خلف باب شقتها وهي تستمع طرقات سمر الغاضبة على شقة اسلام
فتحت لها ليلي باب المنزل وعلى وجهها ابتسامة واسعة
ليلي…… اهلا يا سمر اتفضلي يا بنتي
سمر….. لا ياطنط ربنا يخليكي اسلام موجود
مين بيسأل عليا يا ماما قالها اسلام بعد ان تقدم لمعرفت الطارق
سمر بغضب…. انا
اسلام…… اهلا يا انسة سمر اتفضلي
تملكها الغضب من بروده وكأنه لم يفعل شيء لتنفجر به قائلة…… انت ازي يا استاذ يا محترم تكلم رهف بالطريقة دي مين عطاك الحق تزعلها كده
اسلام ببرود…….. اظن انا حر في طريقه كلامي
سمر……. لا مش حر لم يكون كلامك ده ممكن يكون السبب في وجع بنت عمي وتوصلها للمرحله دي يبقي انا لازم اقف لك و اوضحلك الي سيادتك مش عرفه
بدأت سمر في سرد كل ما حدث بين رهف وعمار اثناء لقائهما بالمطعم ومن ثم سردة ما حدث اثناء لقاء جمال
ثم اردفت…….. كان لازم الاول تسألها عن الي حصل مش تجرحها بكلامك يا اخي كنت راعى انها تعبانة على الاقل ده انت خليتها في حالة ما يعلم بيها الا ربنا
لم يكن يعي اي شيء كل ما يدور في مخيلته عينيها التي فاضت بالدموع وكيف قسي عليها منذ قليل
فاق من شروده علي تهديد سمر التي كانت تصيح بعلو صوتها قائلة…….. وقسما بربي يا اسلام لو عرفت انك بس ضايقتها بكلمة واحدة ليكون حسابك معايا انا فاهم
انهت حديثة واتجهت إلى منزل عمها وهي تضم رهف إلى صدرها

اخيرا انهوا شراء الملابس فقد احضر كمية هائلة وبسعر مخفض لم يتوقع أن يشتريها بهذا السعر
عمار……. ده انا بعد كده لم احتاج اشتري حاجة اشتري من هنا فعلاا اسعار بجد رخيصة جداا
مرام….. امال لو نزلت العتبة ولا سوق الجمعة هتجيب اكتر من كده
عمار…… مرة تانية بقي المهم هندور على شقة فين دلوقتى
مرام…… بص طبعآ انت عارف اننا عندنا عمارة 6 ادوارد المهم اني في شقتين فاضيين واحدة كان ساكن فيها عمي ابراهيم قبل ما ينقل ويسبها ودي تبقي قصاد شقتي والتانية في الدور السادس اختر تسكن في انهي واحدة
عمار…….. والله انا شايف الاحسن الي قصادك على الاقل اول ما افتح الباب تكوني في وشي
مرام…… خلاص تمام يالا بينا
عمار…….. طيب الايجار كام علشان اشوف هدفع كام شهر
مرام……. ايجار ايه
عمار……. ايجار الشقة انتي رجعتي في كلامك
مرام……. انت فاكر اني هاخد منك ايجار في الظروف دي
عمار مقاطعا لها…… مالها الظروف دي انا الفلوس موجودة والحمد لله وبكرا هدور على شغل انما لو فاكرة اني ممكن اقبل اني اعيش في الشقة من غير ايجار يبقى اروح ادور على شقة بعيد احسن
مرام…… مش قصدي ازعلك والله بس هاخد الايجار لم تلاقي شغل على الاقل
عمار……. لا انا مش هدخل الشقة إلا وانا دافع الايجار وكمان ماضي على العقد
مرام…… يا عمار بسس
عمار مقاطعا……. هااااا قولتي ايه
مرام…… حاضر يالا بينا

انطلقا سويا البناية وسط حديثهم طوال الطريق بينما دلفت هي إلي شقتها واحضرت المفاتيح وعقد الشقة
مرام……. مبروك الشقة
عمار…… مبروك عليا اني هبقي جارك
مرام…… اتفضل مفاتيحك وادخل برجلك اليمين اهاااا على فكرة الشقة نضيفة عمي سابها من كام يوم بس وكمان مفروشة لاني جددت فرشها من بعد عمي ماسبها علشان الي يأجرها تكون مفروشة حظك حلوا
عمار…… انا حظي بقي حلوا من يوم ما عرفتك
مرام…… تصبح على خير
عمار…… وانتي من اهله
تركته ودلفت إلى شقتها وجدت سمر في وجهها خارجة من غرفة رهف
مرام…… ايه يا سمر جيتي امتي
سمر……. جيت بعد العصر كده
مرام…… امال رهف فين
سمر بكذب…… نايمة اصلها جات من المدرسة واتكلمنا شوية وبعدين نامت
مرام……. طيب صاحيها علشان عايزكم في موضوع مهم
سمر…… خليها نايمة مش واقته يعني
مرام…… خلاص تمام خليها اهم حاجه اكلت واخدت العلاج
سمر……. اها اكلت انا وهي وخليتها اخدت العلاج
مرام….. طيب تصبحي علي خير هدخل انام علشان يومي كان طويل

في الصباح الباكر استيقظت على صوت رنين هاتفها نظرت اليه وعلى وجهها ابتسامة صافية
صباح الخير قالتها مرام منتظرة صوته
عمار…… تصدقى بالله
مرام…… ونعم بالله
عمار…… ده احلي صباح في حياتي
صمتت لبرهة من فرط خجلها واردفت….. انت صاحي بدري ليه كده
عمار……. ما انتي عارفه هخرج النهاردة ادور على شغل وقولت اكلمك علشان حظي يكون حلوا زيك
مرام…… طيب اجهز وانا هاخد شور وننزل مع بعض علشان عندي جامعة النهاردة ما تخليك ونبقي ندور مع بعض
عمار……. بس انا هدور في اماكن مختلفة عنك تماما
مرام بتعجب…… ليه
عمار…… علشان لو هتكوني قدامي مستحيل اعرف اشتغل
ابتسمت على حديثه قائلة….. ماشي هنزل لواحدي
عمار…… ايه رايك نفطر مع بعض بره النهاردة
مرام…… امممممم اوك هجهز الفطار لسمر ورهف وانزل نفطر مع بعض
عمار……..مرام
مرام……. نعم
عمار…… بحبك
اغلقت الهاتف بعد سماع تلك الكلمة التي جعلت قلبها يتراقص من السعادة نهضت بكل النشاط الذي بداخلها احضرت الفطار ثم ابدلت ملابسها وخرجت من المنزل متجهة إلى اسفل البناية وجدته ينتظرها و كل معاني العشق تفيض من عينيه
صباح الخير قالتها مرام وهي تقترب منه
عمار…… صباح الورد والفل والياسمين صباح كل حاجه حلوة في الدنيا
مرام بخجل…… نمشي ولا
عمار…… يالا بس تحبي تفطري فين
مرام…… انا هوديك مكان انما ايه خليك معايا بس
انصرف كلاهما وهو لا يعلم إلى اين تاخذه إلى ان توقفت فجأة اماما احدي عربات الفول
مرام……. وده بقي عمي عبدو احسن واحد يعمل فول في مصر كلها
عمار……. فول
مرام…… مالك اوعا تكون مش بتحبه
حمحم قائلا….. بصراحه عمري ما اكلته
مرام…… طيب يالا بينا نشوف مكان تاني
كادت ان تغادر لكنه اطبق على كفها وهو يذهب صوب البائع قائلا…… هو انا ما اكلتوش قبل كده بس معنديش مانع اجربه معاكي
ظهرت ابتسامة صافية على ثغرها لتردف قائلة…… هيعجبك جداا
جلس مقابل لها على احدى الطاولات بالشارع حتي اتي الطعام لم يتوقع انه سوف يأكل بكل هذه الشهية لا يعلم هل هو يأكل بسبب الطعام ام مجرد رؤيتها امامه انسته الدنيا بما فيها وجعلت شهيته تتقبل كل شيء
اخيرا انهي طعامه وسط نظرتها المسلطة عليه بتبصيلي كده ليه قالها عمار وهو يتفصح ملامحها
مرام بضحك…… اصلك كنت بتقول عمرك ما اكلته بس مشاءالله طلعت شكلك عجبك الفول
ارتفع صوت ضحكاته وهو ينظر إليها وهتف بجدية…… بصراحة انا اول مره احب الاكل مش علشان طعمه بس علشان معاكي لان في ناس كده بيفتحوا النفس على كل حاجه
اصابها الخجل من حديثه فا اشاحت ببصرها في الجهة الاخري تدري ابتسامتها
بينما هو نهض من مجلسه ومد يده اليها يالا بينا علشان متتاخريش على جامعتك
وضعت يدها في يده وانطلقا الاثنين سويا يسيروا على اقدامهم لا يهتمون لطول المسافة فقط يهتمون لمشاعرهم هي في داخلها تتمني ان تجعله اقوي بقربها هذا لذلك ستبقى بجواره مهما حدث
اما هو في داخله كل سعادة الدنيا بما فيها هذه اللحظات التي امضها بجوارها
اخيرا وصلت امام جامعاتها نظرت إلى يدها التي لم يتركها بعد وهتفت قائلة……. ايه ناوي تاخد ايدي معاك
هتف بضحك….. والله لو عليا اخدك انتي بذات نفسك
رفع كفها إلى فمه وهو يقبل كفها قائلا……. خلي بالك من نفسك
لم تعرف بم تجيب فهو دائمآ يجعلها مغيبة اماما عشقه اكتفت بالصمت واخفضت بصرها وهمست….. حاضر خلي بالك انت كمان نفسك
عمار ……حاضر يالا ادخلي بسرعة
انتقلت نظرتها بينه وبين يدها الذي مازال يضمها بين كفيه
لتصدر منه ضحكة خفيفة وهو يتركها قائلا…… والله نسيت
تركته وانصرفت إلى الداخل بينها ظل يتابعها إلى ان غابت عن عينيه و بدأ هو مسيرته في البحث عن اي عمل تجول بين المطاعم والمقاهي محلات الملابس لم يترك مكان الا وبحث به حتى وصل إلى احد اسوق الخضار ينتقل ببصره بين الناس حتى وقع بصره على رجل قد بلغ عليه الشيب بالعقد الخامس يحاول حمل بعض
[ بعض الاكيس المصنوعة من القماش المعروفة بالشيكارة او الزكيبة موضوع بها خضار بكمة كبيرة بدون تفكير توجه اليه وقام بحملها عنه قائلا…… تحب انزلها فين يا حاج
الرجل…… لا يا ابني ده شغلي
اردف بتعجب…… ازي يعني تشيل كل ده
الرجل…… اكل العيش مر يا ابني شيلني ربنا يحميك لشبابك
عمار……. طيب خليني اساعدك
الرجل……. كفاية شهامتك دي كأنك ساعدتني
تقدم منهم رجل في اواخر العقد الربع من العمر المدعو جابر
جابر…..ولدك ده يا عم عوض
عوض…… ياريت والله اتمني لو عيل من عيالي بس يكون عنده ربع شهامته بس اهي الدنيا
جابر….. خير يا اخينا عايز حاجه شكلك ابن ناس مش وش بهدلة
عمار…… ابدا انا كنت بدور على شغل وشفت الرجل الطيب ده كنت حابب اساعده رفض وقال ان ده شغله
جابر بسخرية……. انت تساعده ليه مش خايف على هدومك تتوسخ
عمار……. انا مبقاش يفرق معايا ومستعد دلوقتى اساعده
[٤/٢٦ جابر…… طيب متشتغل انت كمان وبالمرة هتاخد فلوس
عمار….. هو انا ينفع اشتغل هنا
جابر…… طبعا وانت وشطارتك بقي وهنا باليومية على قد ما تنزل خضار بيكون اجرتك عليه ولو طلعت قد الشغلانة وعجبت الحاج عبد العزيز صاحب الشغل يبقى انت كده بقيت من رجالته
عمار……. اقدر ابدأ شغل من امتي
جابر….. من دلوقتى لو تحب كل الي عليك هتنزل الخضار الي في عربية النقل دي وتدخلوا المخزن
في اقل من دقيقة خلع قميصه وظل بملابسه القطنية التي تبرز عضلات جسده تصلب جابر امامه فهو شاب بمقتل العمر قوي كيف له ان يعمل هنا هيئته توحي بأنه من طبقة الاغنياء
عمل بكل قوة ونشاط رغم ثقل الاكياس إلا انه كلما تذكرها عمل بجهد اكبر جاء وقت الغداء ارتاح الجميع وما زال هو علي حاله ينقل الخضار إلى المخزن
اخيرا انهي عمله فقد عمل طوال اليوم لم يريح جسده لدقيقة واحدة فكان الارهاق والتعب تملك ثائر جسده غادر إلى المنزل وانعم جسده بحمام دافئ ثم اخرج هاتفه وهو ينظر إلى كمية المكالمات التي لم يرها تنهد بتعب ونهض متجه إلى الشرفة حتى يحدثها
ارتفع صوت رنين الهاتف فنظرت الي صاحب الرقم واجابت بسرعة…… كنت فين قلقتني عليك
عمار….. معلش يا حبيبتى ما اخدتش بالي
مرام…… طيب احكيلي عملت ايه
رغم التعب الذي كان به إلا انه تحمل على نفسه ولم يشعرها بذلك بدأ في سرد يومه ولكن لم يخبرها بأنه وجد عمل انقضي عليهم الوقت ومازال يتحدثون إلى أن اعلنت الثانية صباحا
في الصباح الباكر كانت الساعة اعلنت السادسة نهض من نومه وعلامات التعب تتمكن من ثائر جسده تجاهل هذا الارهاق ونهض واتجه إلى عمله الجديد بعدما ترك لها رسالة تنص على…… حبيبي صباح الورد انا اسف كان لازم امشى بدري ومقدرتش اصحيكي او ارن عليكي علشان مقلقكيش عارف انك نايمه متاخر وانا كان لازم امشى بحبك…
تابع عمله بكل نشاط
كانت اعين الجميع عليه وبالاخص الجنس الناعم من بينهم سيدة في اوائل الثلاثين توفى زوجها منذ عامين واصبحت هي صاحبة كل شيء لديها محل خضار كبير كانت تتابعه بعينيها باعجاب ظاهر نادت على احد صبيان العاملين لديها قائلة….. عتمان يا عتمان انت يازفت
عتمان….. نعم يا معلمه بدور
بدور…… ساعة علشان تيجى يازفت
عتمان….. معلش يا معلمه كنت بشوف الناس الي بيحملوا الخضار
بدور…… طيب شايف الجدع الي بينزل الخضار عند المعلم عبد العزيز
عتمان…. انهي واحد يا معلمه هما كتير
بدور…. ركز معايا يازفت الجدع الي لابس فلنة بيضة بحملات الجدع ابو عيون ملونه يازفت
عتمان…… اهااا شفته كل السوق بيتكلم عنه من ساعة ما بدأ شغل وهو موقفش دقيقة واحدة
بدور….. اسمه ايه
عتمان…… بيقولوا اسمه عمار
بدور….. طيب روح نادي عليه
توجه عتمان صوب عمار الذي جف حلقه من شدة الحرارة و جسده الذي امتلاء بالعرق وهو في اقصى مراحل الارهاق
انت يا اخينا تعال معايا المعلمة عيزاك قالها عتمان بتكبر ظاهر
نظر اليه بدون ادني اهتمام وقام بحمل كيس الخضار على ظهره وتابع عمله
عتمان….. ايه يا اخينا انت اطرش مبتسمعش بقولك المعلمة عيزاك
عمار….. قول للي بعتاك مش فاضي لو عايزاني تيجي علشان زي ما انت شايف عندي شغل

اشتعل عتمان بالغضب قام بجذب كيس الخضار عن ظهر والقي به ارضا مما جعل الدماء تغلي في عروقه فكتم غيظه وانحني حتى يحمله من جديد ولكن مانع ذلك ساق عتمان الذي وضعها فوق الكيس وهتف قائلا . …. لم اقولك المعلمة عيزاك تمشى زي الالف وتقول امين

يا عيني عليك يا عموري هتلاقيها من مين ولا من مين ????
#ياسووووو

error: