رواية يكفينى انت

الفصل الثامن
كان مراد واقفا بجانب احمد فى الكوشه
مراد: الف مبروك يا احمد ربنا يتمملك بخير الف مبروك يا حنين
احمد: الله يبارك فيك يا حبيبي
حنين: الله يبارك فيك اما فين سما
مراد: قاعده هناك اهه وعندما نظر لمكانها لم يجدها
مراد: انا كنت لسه شايفها قاعده مع عمتو
احمد: بقى يا راجل سايبها مه الثلاثى المستبد اكيد زعلوها
مراد:ربنا يستر انا هروح اشوفها
وذهب عند ترابيزه عمته وسألها
مراد: عمتو امال فين سما
منيره:وانا هعرف منين انا كنت الحارس بتاعها
مروه:كنت اربطها فى رجل الكرسى لو خايف عليها
مراد:احترمى نفسك وانتى بتتكلمى عن مراتي يا مروه احسنلك
اتت سوسن واسماء فى هذا الوقت
سوسن: فيه ايه يامراد مالك
مراد: ابدا انا مش عارف سما فين انا كنت سايبها هنا
اسماء:انا جبتلها العكازين علشان كانت عايزه تطلع فوق
مراد: ليه مقولتليش يا اسماء
اسماء: انا كنت عايزه اقولك بس هى قالتلى بلاش
مراد: انا طالع اطمن عليها
وتركهم ودخل الفيلا وصعد لغرفته ودق الباب وعندما لم يجد رد دخل الى الغرفه فوجد باب الحمام مقفول فعرف انها بالداخل فدق الباب
مراد: سما انتى جوه
سما:بصوت باكى : ايوه يا مراد
مراد: مالك انتى بتعيطى ولا ايه
سما : لا ابدا انت طلعت ليه
مراد: علشان اطمن عليكى مالك
سما: مافيش انزل يلا وفلتت منها شهقة بكاء
مراد:سما علشان خاطرى افتحى الباب انا عايز اعرف بتعيطى ليه حد زعلك فيه حاجه حصلت
سما : طاب روح وناديلى اسماء
مراد:ليه انتى تعبانه حسه بحاجه
سما: انا وقعت فى الحمام وانا بلبس ومش عارفه اقف
مراد:: خلص انا هدخل اساعدك ماشى
سما: مش هينفع لازم اساعدك علشان مفيش حد يحس باللى بنا فأنا هدخلك الروب بتاعك وانا مغمض عيني ولما تلبسى هبقى افتح انا بس عايزك تثقى فيا موافقه
سما:بقله حيله:موافقه
فقام مراد بأحضار الروب الخاص بسما وفتح باب الحمام واغمض عينيه ودخل ومشى حسب ارشداتها حتى لا يتعثر بها واعطاها الروب وعندما احكمت اغلاقه طلبت منه ان يفتح عينيه وفعل فوجدها جالسه فى ارضيه الحمام وعينيها بلون الدم من كثرت البكاء وشفتاها زرقاء من البروده فرق قلبه على شكلها وحملها ووضعها على السرير وقال
مراد: انتى من امتى فى الحمام
سما: من حوالى نص ساعه وقعت ومعرفتش اقوم حسيت انى عاجزه واد ايه حمل تقيل على كل اللى حوليا
وانفجرت فى البكاء فضمها مراد الى صدره وفى هذا الوقت لاحظ ان روبها قد كشف عن ساقيها وقبل ان يغض بصره لاحظ وجود حروق على ساقيها
مراد: ايه اللى عمل فيكى كده
سما:لارد
مراد: حاولى تثقى فيا يا سما انا عايز اعرف ايه اللى حصلك عايز اهد الاسوار اللى انتى بنياها حولين قلبك يمكن ساعتها تحسى بالشعور اللى جوايا انا بقيت حاسس كأنى ماشى فى حقل الغام مش عارف مفروض اقول ايه وماقولشى ايه ورغم ده كله انا عمري ما هغصب عليكى فى حاجه
فنظرت اليه سما بأعين دامعه وقالت له
انا هقولك على كل حاجه يمكن ساعتها احس ان قلبى ارتاح من الهم اللى بقى ساكن فيه بس تسمعنى للاخر موافق
قام مراد بفرد مفرش السرير على قدميها ليبث فيهما بعض الدفء وقال لها
مراد: موافق هسمعك للاخر احكيلى

بدأت سما تحكى لادهم حكايتها فقالت
سما: بابا كان عنده شركه ادويه كبيره فى فرنسا وكنا عايشين حياتنا كويسين وعندنا امل فى بكره وكان بابا عنده شريك فى الشركه دي كان اسمه عزت انا مكنتش برتاحلوا علشان كانت نظراته قذره سواء هو او ماهر ابنه ومن خمس سنين انا كنت فى اخر سنه فى هندسه ساعتها بابا بدا يشك ان شريكه مشترك فى عمليات نص فبلغ عنه وساعتها هو قال لبابا انه هيندهم على اللى هو عمله وبعدها بأسبوع كنت خلصت امتحانات وكان بابا عينلى حراسه بعد ما عرف ان عزت اتسجن بس كان واحد فيهم خاين فخطفنى وودانى عند ماهر فى فيلا مهجوره مكانشى فيها غير ماهر والحارس اللى خطفنى وواحد كمان قعدت فى المكان ده اسبوع انا كنت فكره انه عايز يساوم بابا على فلوس لكنه كان عاوز يحرق قلبه عليا اول ما ودونى الفيلا دى دخلونى اوضه مفيهاش غير كرسى خشب واحد قعدونى عليه وربطونى اول حاجه عملها ماهر معايا انه قلعنى الطرحه وحلقلى شعرى بالموس علشان يذلنى وبعت لبابا شعرى علشان يقهره وكان كل ما يكلمنى مبردش عليه فبقى بيحمى السيخ ويلسعنى علشان يسمع صوتى وانا بصرخ ويكلم بابا ويسمعه صوتى وانا بصرخ علشان كده كنت بستحمل مهما عمل فيا مكنتش بصرخ فبقى يبعتله فيديو ليا وهو بيضربنى كان بيستعملنى ذى كيس الملاكمه وكان مانع عنى الاكل وفي يوم جه الحارس بعد ما ماهر خد الراجل التانى وراح مشوار دخل عليا الاوضه وفكنى وحاول يغتصبنى بس انا عرفت اهرب منه بعد ما خبطه على راسه بخشبه لقيتها على الارض اعدت اجري مش عارفه انا رايحه فين بس حاولت اوصل لاى حته فجأه لقيت نفسى على الطريق وشوفت عربيه وقفت نزلت منها واحده ست بعديها محستشى غير وانا فى المستشفى فعرفت ان الست دى انقذت حياتى الدكتور قال انى عندى كسر فى الدراع الشمال وفقرتين متحركين من ضهري وشرخ فى الجمجه وجروح وحروق وكدمات فى كل انحاء جسمى بس كل ده كوم وانى اعرف ان بابا وماما العربيه تنفجر بيهم وهما جايين المستشفى كوم تانى قعدت فى المستشفى شهر بعد كده روحت بيتنا اللى كنت عايشه فيه مع بابا وماما وفى يوم كنت قاعده لوحدى بعد ما الداده بتاعتى راحت عند بنتها فطلعت انام اول ما نمت على السرير حسيت بحركه فى الاوضه لقيت ماهر كان معاه سكينه وقبل ما ابعد عنه كان عورنى فى رقبتى الجرح اللى انت شوفته بس اللى هو ميعرفوش انى كنت شايله سكينه تحت المخده فبسرعه طلعتها وضربته بيها قتلته والغريب انى محستش بحاجه غير ان النار اللى جوه قلبى ذى ما هى كل اللى جد ان ايديا اتملت بدم حيوان قذر ذى ده وبعد كده رجعت مصر لاهل بابا وكل اللى عملوه انهم سابونى فى مستشفى للامراض النفسيه سنتين لحد لما عمو عبد الرحمن جه وطلعنى من هناك مع انى مكنتش لقيه سبب اطلع علشانه بس طلعت وحاولت اعيش حياتى تانى بس الماضى مش راضي يسبنى كأن مكتوب عليا طول عمرى افضل خايفه
فضمها مراد اليه فأنفجرت فى البكاء كأنها تذكرت كل المعاناه التى مرت بها وضمها مراد اليه ولم تعارضه بل ضمت نفسها اليه كأنها تبحث عن الامان فأصبحت ذراع مراد اليمنى تحت رأسها واليسرى حول خصرها تاره ويربت بها على شعرها تاره اخري وذقنه على راسها وكانت رأسها تتوسط ذراعه اليمنى وكتفه ويراها متشبسه بقميصه فلم ترا الدمعه الت فرت من عينيه حزنا على ما حدث لمحبوبته
مراد: انا اسف على كل اللى حصلك وعايزك تحاولى تنسى كل ده وتثقى انى عمري ما هسيب حد ييجى عليكى او يأذيكى تانى مهما كان ولو على موضوع عزت ده لو عايز يوصلك يبقى على جثتى الاول
سما ببكاء: انت بتعمل معايا كده ليه
مراد: يعنى بعد دا كله ومش عارفه بعمل كده علشان بحبك وبموت فيكى حتى لو فضلنا ذى الاخوات طول عمرنا كفايه عندى انك جنبى
سما: انا خايفه عليك خايفه عزت يأذيك
مراد:الحاجه الوحيده اللى ممكن تأذينى انك تبعدى عنى اوعدينى انك متبعديش عنى
سما: نا مقدرشى اربطك معايا بوعد غير لما تشوف حاجه
مراد : حاجه ايه
ابتعدت سما عن مراد ونزلت عن السرير واستندت على حافته لكى تدعمها وبدأت بفك الروب الذى ترتديه ولكن مراد اقترب منها وامسك يدها
مراد: هتعملى ايه
سما:بعيون دامعه:،لازم تشوف عمل فيا ايه قبل ما تربط نفسك بوعد ابدى
مراد: بنظره كلها حب: انا بحبك بعشق كل حاجه فيكى حتى جروحك بحبها علشان موجوده فيكى ومهما كان اللى موجود جوه الروب انا بعشقه علشان حته منك
فأحتضنته سما وضمت نفسها اليه حتى اصبحت كضلع من ضلوعه
ورفعت رأسها وقبلته على ذقنه فنظر لها مراد فوجدها تبتسم لها ووجهها احمر مما فعلت فأقترب منها وقبلها قبله بث فيها كل حبه وشوقه واحتياجه لها وتفأجا عندما وجدها تبادله القبله بنفس المشاعر ولكنه احس بطعم الدموع فنظر اليها وجدها تبكى
مراد:خائفا: سما فى ايه انا اسف مش عارف عملت كده ازاى ارجوكى متعيطيش خلاص مش هعمل كده فوضعت سما يدها على فمه لتمنعه من الكلام
سما: انا بحبك اوى عمرى ما حبيت قبلك ولا عايزه احب بعدك انت بابا وماما وحبيبى وجوزى
ومش عايزاك تبعد عنى ابدا
مراد: انا بحبك اوي
واجلسها على السرير وقال
مراد:نامى دلوقتى ونتكلم بكره بس ممكن اطلب منك طلب
سما: اؤمر طبعا
مراد: ممكن اخدك فى حضنى شويه
سما: لا رد
مراد: خلاص عادى تصبحى على خير
وقبل ان يعطيها ظهره قالت
سما:ممكن تأخدنى فى حضنك وتنام جنبى علشان خايفه الكابوس يرجعلى
مراد:حاضر هغير هدومى واجى تحبى اطلعلك بيجامه
سما:شكرا انا هطلعها
وبالفعل انهوا تغيير ملابسهم وناموا فى احضان بعضهم قبيل الفجر شعر مراد بأرتجاف جسدها فقال
مراد:انا جنبك يا سما متخافيش
فأستكانت فى احضانه ولم تعلم ان النوم لم يلامس جفون مراد لانه يفكر بما حدث لها وكيف ووقعت طفله رقيقه كالفراشه بين براثن الذئاب فقاموا بتقطيع اجنحتها وجعلوها عاجزه عن الطيران ولكنه وعدها بينه وبين نفسه ان يعوضها عن كل ما حدث

error: