رواية عشت معاه حكايات
الفصل السابع
رفيق : يا حج رؤوف اسمع الكلام خلينا نروح لعم شحاتة وهو يحل لنا المشكلة دى احنا الى محتاجينه خمسة وعشرين الف جنيه عشان نكمل الطلبية الى اتعطلت بسبب حريق الخشب
رؤوف : يا رفيق افهمنى شحاتة والورشة دى مقدرش اظهرهم دلوقت امال لو مكنتش انت الى شرت عليا بكده من وقت ما الحج شرف مات وام خليل نزلت الشغل مكانه يومين وبعد كام شهر لقيناه ظهر تانى نسيت لما ام خليل كانت بتلف على كل الحريم بتوع الاسطوات عشان تمنعهم انهم يجيوايشتغلوا معانا ويرحوا يساعدوا ننوس عين امه
رفيق : ياه يا حج انت لسه فاكر وعشان كده رد لامه الجميل ودخلها دار مسنين لما بدات تفوق لنفسها وتحس ان كلام الحج شرف الله يرحمه صح وحقيقى ومش هنسي اليوم الى جم اخوات خليل البنات يستنجدوا بيك عشان ترحمهم من ظلمه وترحم الست المسكينة الى طردوها عشان ابنها بطل يدفع لها المصاريف
رؤوف : ياااااه ده عمر تانى يا رفيق يا خوايا والله يكرمه شحاتة خد الست عنده واعتنى بيها سنة ونص لحد ما راحت للى خلقها واكيد ما انت مش ناسي الصيغة الى كانت شيلاها للزمن مع بنتها الكبيرة وقتها لما حست انها هتموت كلمتنى انا وانت ورحلنها جرى عشان نشوفها وادتنا الصيغة وطلبت اننا نسامحها ونسامح خليل على غلطه وان الفلوس كانت عمياها وحبها لابنها كانت عامى عنيها على حاجات كتير
رفيق : يلا يا حج الحمد لله الى عند الله مش بيروح والحمد لله الامتحانات الاخيرة للولاد بداتمن شهر اهى والست هدى ومصطفى وخالد وحتى الست هند كلهم هيتخرجوا ونفرح بيهم ان شاء الله
رؤوف : انت كده جيت على النقطة المهمة اهو الشغل الى عند شحاتة ده هيستلموا مصطفى وخالد اول ما يخلصوا
رفيق : انا لو عشت طول عمرى اخدمك يا حج مش هوفيك حقك
رؤوف محاولا ان ينهض مستندا على كتف رفيق : اهو هو ده الكلام الى ملوش لازمة ولا احب اى اسمعه انت اخويا يا رفيق وليك فى المال اكتر منى لانك الى كنت بتابع ورديات العمال والشغل معاهم
المهم نرجع للحسابات لحد ما مصطفى يخلص امتحانات بالسلامة ويرجع للشغل وكمان نتمم موضوعه مع هدى ولا انت ايه شفت للواد عروسه تانيه
رفيق : ازاى يا حج احنا طول ضفرها بنت الاصول والحسب والنسب عقبال ما تفرح بهند يارب
رؤوف : تعيش يا رفيق هند يااااه يا مين يعيش اهى دى الوحيدة فى ولادى الى انا قلقان عليها بجد مطيورة كده مش عاقلة زى اختها خالص يلا ربنا يكرمها هى والى زيها
اخذا يراجعان حسابات العمل ويتحدثان
رجعت هدير الى منزلها وما ان دخلت حتى وجدت والدها ينتظرها ويوجهه اليها سؤالا بنبره قاسية : انتى كنتى فين كل الوقت ده بقالك ساعة ونص بتصورى ورق
تجمدت هدير مكانها وفضلت محتارة مش عارفة تجاوبه بايه وافتكرت تنبيه خالد ليها لما قالها متقوليش لحد على حادثة سمير قبل انا ما ابلغك فضلت تكلم نفسها لحد مالقت ابوها قدامها
خليل بعنف : ايه انطرشتى كنتى فين بقولك
تتدخل امها فى محاولة منها لتهدئة الموقف ولكن خليل يدفعها بعنف : اخرصي انتى انا بسالها هى عوازنى اسيبها لحد ما تفضحنى وتدمر كل الى بنيته مش كفاية التانى الى مش عاجبه اى حاجة انا بعملها وقرر يبقى مؤدب قال ايه ويشتغل عشان فلوسي دى مصدرها حرام من اذية الناس مش عارف ايه الى قلب كيان البيت ده كلكم فجاة بقيتوا ملايكة وانا الشيطان انا بعمل كل ده عشان خاطرك وخاطر عيالك ..
ودلوقتى ردى عليا يا هانم كنتى فين مصيبة
ارتعشت شفاتها ونطقتا باول شئ خطر ببالها : بصراحة يا بابا رحت زرت عمتو سهاد حضرتك عارف اننا تقريبا مش بنشوفها خالص وهى عندها بنت ادى سهيلة رحت اطمن عليها لان بيتها قريب من بيت صحبتى الى نسيت عندها الملزمة
صعق خليل عندما سمع ابنته تقول انها قامت بزيارة سهيلة وللمرة الاولى فى حياته يمد يده على اولاده لم يشعر بنفسه الا وهو يصفعها على وجهها ويصيح بها : عمتو سهيلة ايه وزفت ايه عمتو سهيله العانس الى اتجوزت بعد مابارت وخلفت وهى عندها كام وتلاتين سنة عمتو سهيلة الى وقفت قدامى فى المحاكم عشان تاخد ورثها .. امسك هدير من ذراعيها واخذ يصيح بها .. اما هى كانت تبكى فى صمت وذهول الى ان فاض بها الكيل
ابعدت يدا خليل عنها وصاحت به لاول مرة فى حياتها : فلوس فلوس فلوس كل حاجة فى حياتك الفلوس انت ايه حرام عليك مستنى ايه لما تضربني عربية انا كمان زى سمير وكادت ان تتركه وتغادر الا انه استوقفها
وصاح كالمجنون : بتقولى ايه يا هدير عربية ايه واخوكى فين انطقى
هدير : دلوقت اخويا فين مش ده الى كان من شوية غبى ومش مقدر تعبك فى الشغل عامة اطمن هتلاقى وريث ربنا بعتله الى ينقذه فى الوقت المناسب والى عرفته انه كان معدى من شارع المدرسة بتاعتى عربية معدية ضربته بسرعه ومعرفش اذا كانوا قاصدينه او لا بس الى اعرفه ان انت وفلوسك وكل الكره الى جواك حتى لولادك مكنش هينفعك لو العربية قتلت ابنك
وتركته وركضت الى الدور العلوى من المنزل بينما جلس هو فى صمت للمرة الاولى يشعر بالضعف كان جدران المنزل تكاد ان تطبق عليه وللمرة الاولى ابنته المدلله تعامله هكذا
اتاه صوت من خلفه باكيا
اتبسطت يا خليل بعدتنا عن كل الناس مشيت ورانا حرس كبشت من الفلوس لحد ما مليت حسابات فى البنوك بس لو كان ابنى مات كنت هتشتريلى واحد بالفلوس
نظر خلفه ليجدها قدرية زوجته للمرة الاولى ترفع صوتها عليه منذ ان تزوجها اخذ ينظر اليها لا يقوى على التحدث
لى ان اتته صرختها من اعلى قام مسرعا وهو يلهث الى ان وصل ال قدرية ليجدها مفترشة الارض تندب حظها وعلى لسانها جملة واحدة : منك لله يا خليل خسرت عيالى بسببك منك لله
جلس جوارها وحاول ان يفهم منها ماذا تقصد : بتقولى كده ليه ييا قدرية انطقى انتى كمان معتش فيا اعصاب تتحمل
نظرت له باعين يملؤها الدمع والقهر : بنتك مشت وسابت البيت وحتى معرفناش منها مكان اخوها منك لله يا خليل
وهنا احس وكان شخصا ما يذبحه ببطئ كسب المال وخسر كل شئ
اما هدير اخذت بعض اغراض خفيفة وجمعتها فى حقيبتها وهى تعلم تمام العلم الى اين ستذهب واى البيوت سلتجا اليه
وقف خليل وهو يهذى : لا مش هيبهم يضيعوا منى مش ممكن اسيب ولادى يضيعوا منى خرج كالمجنون ركب سيارته وامر السائق ان ينطلق الى مصر القديمة حيث منزل اخته سهلية الذى لم يطاه بقدمه منذ عشر سنوات صعد كالمجنون واخذ يطرق على الباب الى ان فتحت له فتاة فى مثل عمر هدير ولكنه دفعها للداخل ودخل يركض كالمجنون : هدير انتى فين فين يابنتى ارجوك تعال ودينى لاخوكى وهعملكم كل الى انتوا عاوزينه هدير
نما صوت خليل الى سهيلة التى انهت صلاتها وخرجت لتجده هو خليل ولكن بثياب البيت وحاله يرثي لها ما ان راها ارتمى بين يديها واخذ يبكى كطفل صغير متوسلا : ارجوكِ يا سهيلة طول عمرك بتسحملينى وطول عمرك شيالنى ارجوك خلى هدير ترجع البيت معايا
ربتت على كتف اخيها : دلوقت بس بتدور على ولادك يا خليل انا بنتك مشفتهاش والشقة عندك اهيه فتش فيها زى ما يعجب
صار كالمجنون وامسكها من كتفيها : يعنى ايه مشفتهاش لا بقولك ايه انا ممكن اقتلك هنا كله الا ولادى
نظرت له سهيلة باشمئزاز ودفعته بعيدا عنها : بقولك ايه سهيلة بتاعت زمان ماتت بموت امك ودفنتها من الاغراب وابنها الوحيد الى باعت عمرها عشانه محضرش حتى اوعى اشوف وشك هنا تانى روح شوف انت عملت ايه مع عيالك طفشتهم من وشكم مع السلامه يا خليل جه الدور عليك تشرب من الى عملته في الناس
نظر لها بانكسار لما هى مش عندك يبقى عند رباب صح اكيد عند رباب دى مشت من غير ما تقولى اخوها فى اى مستشفى ولادى ضاعوا منى ولادى ضاعوا منى بس مش هاسكت اكيد انتى واختك الحرباية الى عملتوا ده عشان تورثونى بس لا ده بعدكم .. تركها وذهب
ركب سيارته وامر السائق بالانطلاق الى جاردن سيتى حيث تقيم رباب اخته الصغرى مع زوجها ولكنه وجد سهيلة تنادى عليه من الشرفة : متتعبش نفسك رباب مسافرة بقالها 6 شهور دبى مع جوزها ..
لكنه لم يلق لها بالا وامطق بسيارته بعد لحظات كان قد وصل الى جاردن سيتى كانت ملامح البنايات قد تغيرت فاخذ يسال عن منزل رقم 7 الى ان وجده صعد مسرعا واخذ يطرق الباب ولم يجد ردا وبينما كان يخرج من البناية سمع صوت باب يفتح فصعد فرحا ظننا منه انها اخته وهو يصيح رباب كنت عارف انك جوه
ولكنه صدم عندما وجد انها سيدة ثلاثينة تقف امام المنزل المقال لاخته وتجيبه : حضرتك عاوز بشمهندس صلاح ومدام رباب دول سافروا بقالهم ست شهور تحب ابلغهم حاجة ..
لم يرد عليها اطرق براسه الى الاسفل وعلى لسانه سؤال واحد : انتى فين يا هدير ياترى رحتى فين .. ومعقول تكون عربية برعي هي الي خبطته معقول اكون انا الي قتلت ابني بنفسي وصاح في السائق اطلع علي الشركة بسرعة واتصل علي الزفت برعي وعزت يقابلوني هناك….
وظل يضرب بقبضته علي المقعد انا الي قتلت ابني انا الي قلتله بس هو كان بيعمل ايه هناك … ااااه دماغي خلاص هتنفجر لو كانت هدير قالتلي هو في مستشفي ايه ليه يارب بيحصل معاكي كده ليه ..
يتبببببع …