رواية عشت معاه حكايات
الفصل السادس
استغرق خالد وقتا في التفكير نظر الى الطبيب ومن بعدها الى هند واخذ قراره ان يساعده من اجل الانسانية فقط حتى وان كان لا يستحق هو او والده المؤذي ..
استوقف الطبيب قائلا : خلاص يا دكتور مفيش مشكلة انا فصيلة دمى زي فصيلة دمه ممكن حضرتك تأخذ منى الكمية الى انت محتاج لها ..
ابتسم الطبيب لخالد في امتنان قائلا : لو عاش المصاب هيعيش بسببك ولما يعرف انك انت الى انقذت حياته هيفضل مدين ليك طول العمر ..
ضحك خالد في سخرية من حديث الطبيب معه وقال في نفسه : لو تعرف يا دكتور ان الى هنقذه انا ابوه دمر حياتنا مكنتش قلت كده ابدا بس يلا مش مهم خلينا نخلص موضوع التبرع بسرعة يا دكتور من فضلك انا وأختي واشار الى هند من الصبح واحنا بره البيت واكيد امى وابويا فلقانين دلوقت ..
اجاب الطبيب خالد : تمام اتفضل معايا .. ظلت هند قرابة الربع ساعة تنتظر خالد امام غرفة سحب العينات ولكنها لم تنتظر وحدها اخرجت هاتفها واجرت محادثة هاتفية مع هدير اخت سمير هي الوحيدة التي تعرفها من اهله ولولا الصدفة لما عرفت عنه اي شيء .. مضت خمس دقائق منذ ان انهت هند مكالمتها لهدير والتي كان مفادها ان تحضر لها في مستشفى …. لكى تطمئن على اخيها سمير وطلبت منها التكتم على الخبر وبالفعل اخذت هدير حقيبتها وخرجت مسرعة حتى انها اصطدمت بوالدها خليل الذى سألها
خليل : في ايه يا هدير اتجننتى بتجري كده رايحة فين ..
كادت ان تجيبه ولكنها تعلم علم اليقين بتصاعد حدة الامور بين والدها وبين سمير بعدما رفض تماما العمل معه دون ايضاح السبب لها او لامها ولذا اكتفت ان اجابته
هدير : مفيش يا بابا افتكرت انى نسيت ملزمة مهمه جدا مع واحدة صحبتي وانت عارف انا ثانوية عامة هروح اجيبها منها وأجي على طول سلام ..
كانت هدير تركض كالمجنونة لكى لا تتأخر على هند ولا على سمير الذى لا تعلم ماهي حالته وما سبب الحادث ما ان وجدت عربة اجرة استوقفتها وصعدت اليها مسرعة وتوجهت الى السائق من فضلك وصلني لمستشفى ….. بسرعة .. وبالفعل قام السائق بإيصالها في وقت وجيز دخلت الى المشفى واخذت تسال عن الشاب المصاب في الحادث كانت تركض في كافة الاروقة الى ان وصلت الى هند التي وجدت حالها يدمى له القلب كانت جالسة على المقعد امام غرفة سحب العينات المجاورة لغرفة العمليات تسند راسها الى الخلف ودموعها تسيل على وجنتيها ويديها ممدودتان امامها وملطختان بالدماء كما الحال مع ملابسها ايضا ..
جلست هدير جوارها ووضعت ذراعها حول كتف هند واسندت راسها على راس هند واخذت تبكى فزعت هند حينما وجدت يد تحاوطها جاهدت لتفتح عينيها التي تورمتا من البكاء وجدتها هدير فاحتضنتها واخذتا يبكيان بلا سبب
الى ان خرج خالد من الغرفة وتوجه الطبيب بالدم مسرعا ومع مساعده الى غفة العمليات كان خالد يبدو عليه الارهاق ولكن حال اخته وما دار بينها وبين سمير ما زال عالقا في ذهنه والان انضمت اليها فتاة يراها للمرة الاولى ..
اقترب منهما خالد واصدر صوتا ليعلن عن حضوره ما ان راته هدى وقفت والقت نفسها في حضنه واخذت تبكى
قائلة : الحمد لله انك كويس انت اتاخرت كده ليه جوه ..
اشفق عليها ووضع يده على راسها : انا بخير متقلقيش بس كانوا محتاجين لسمير 3 اكياس دم المستشفى قدرت توفر كيس بالصدفة من مريض كان موجود وكان شاري دم لعملية حد قريبه ومن حسن حظ سمير انهم محتاجوش الكيس التالت ده بس هل لانى اتاخرت شوية ده يخليكى تتصلى بصحبتك وتعذبيها معاكى وتجيبها لحد هنا .
نهضت هدير من مقعدها قائلة : اهلا بحضرتك يا استاذ خالد انا مش غريبة انا اخت سمير وزميلة هند فى المدرسة كمان شكرا على الى عملته معانا بس انا لحد دلوقت معرفتش هو ايه الى حصل بالظبط ..
صمت خالد ونظر لهند التى اصفر وجهها وبهتت ملامحها ورجعت فى هدوء الى مقعدها واحتضنت حقيبتها وظلت صامتة نظرت هدير لخالد وهند هى لم تفهم اى شئ الى الان .. حاول خالد طمئنتها حادثة بسيطة حصلت ادام المدرسة بتاعتكم وكويس ان هند كانت عارفه انه اخوكى هى الى لحقته ونظر لها طويلا ..
ما ان سمعت هدير هذا اخذت تبكى ويعلو بكائها : يا حبيبى يا سمير ياريتنى مكنتش غبت اليوم ده كان زمانى معاكى او كنت حاولت انبهك احاطت بكفيها يد هند وشكرتها على صنيعها ..
ولكن هند اكتفت بالرد عليها بابتسامة باهتة ..
جلس خالد بعض دقائق ليستريح نظر الى ساعته وجدها قد تعدت الثالثة عصرا اخرج هاتفه ليجد عشر مكالمات فائته من هدى .. اعاد الاتصال بها وذهب بهاتفه بعيدا ليطمئنها فى هذه الاثناء
التصقت هدير بهند قائلة : هند انا عارفة سمير اخويا مستهتر وعايش حياته بالطول والعرض والسبب فى ده وقت الفراغ الى عنده برغم من شغله مع بابا وطبعا لانه الولد الوحيد فمتدلع جدا واكيد انتى شفتى ده بنفسك فى اليوم الى غلس عليكى فيكى فعوزاكى تصارحينى ارجوكِ نظرت لها هند بود حاضر هحكيلك بس ممكن تيجى معايا الحمام اغسل ايدى ووشي والبس الجاكت بتاعى عشان منظر القميص زى ماانتى شايفة ولو ماما شافتنى كده ممكن تقع مغم عليها ..
اسندتها هدير : اكيد طبعا يلا بينا ذهبتا الى دورت المياه وتركتا خالد يتحدث مع هدى احيانا ما يرتفع صوته على الهاتف واحيانا يهدئ
خالد: لا يا هدى ارجوكِ متحكيش حاجة لماما انتي بس قوليلها اننا اتاخرنا لانى مثلا اخدتها نتغدى بره انتى عارفة امتحانات اخر السنة بتاعتها فاضل عليها شهر ونص كمان بابا ما صدقنا انو اتحسن الحمد لله احسن من الاول كتير وبدا يبقي عنده امل فى الحياة من تانى بعد ما الدكتور طمنه اكتر من مرة ان الشلل الى عنده سببه نفسي مش عضوي اتصرفى زى ما قولتك لحد ما نرجع
هدى : حاضر يا خالد ولو اني قلقانه عليك انت انت خلاص فاضلك كام شهر وتبدا سنتك الاخيرة في كلية الهندسة وكمان امتحانات اخر السنة بتاعتك انا مش عارفة كل ده بيحصلنا ليه بس يارب يلا يا حبيبى اسيبك ماما تقريبا سمعتنى هقفل ما قبل ما تدخل عليا انت عارف بتحس بينا حتى لو صوت على التليفون يلا مع السلامة .. مع السلامة يا هدى
انهى مكالمته ورجع الي الفتاتان ولكنه وجد المقاعد فارغة وحقائبهم المدرسية مكانها على الارض فقال فى نفسه اكيد هما فى الحمام هقعد استناهم وياترى الدكتور ه اتاخر كده ليه الله يهديه ده كانه بيعمل عملية قلب مفتوح ربنا يطلعك منها على خير يا سمير لان لو جرالك حاجة مستقبلى هيضيع بسببك ربنا يستر ..
مرت دقائق وعادت الفتاتان نظرا اليهما ليجدهما صغيرتان ضعيفتان ومن الواضح انهن مقربات لبعضهن حزن حزنا شديدا فى نفسه ودار حديث بينه وبين نفسه ياترى لو كل واحدة فيكم عرفت الحكاية الى بين ابوها وابو صحبتها هتفضلوا ساندين على بعض كده ولا هتحاربوا فى بعض انتوا كمان .. غلطت الاباء يدفعها الابناء
افاق من شروده حينما فتحت غرفة العمليات وخرج الطبيب ومعه سمير غائب عن الوعى من اثر التخدير ويدفعناه ممرضان الى ان ادخلاه غرفة خاصة جهزت خصيصا له .. طمئن الطبيب خالد ان كل شئ تم على خير وان الجرح تم تضميده جيدا وسيستغرق ربع ساعة ليعود الى وعيه بشكل كامل .. فشكره خالد وعاد الى الفتاتان الاتى كانتا تراقبنه من خلف زجاج الغرفة ..
خالد : الحمد لله الدكتور طمنى هو كويس هيحتاج وقت عشان يفوق وممكن يبات النهاردة وبكرة ويخرج عادى بعد كده يكمل فترة الراحة فى البيت ..
شكرته هدير كثيرا : بجد مش عارفة اقول لحضرتك ايه هند قالتلى كل حاجة انا بجد بعتذر ليكم بالنيابة عنه ..
ربت خالد على كتفها قائلا : لا مفيش مشاكل خالص سمير من قبل اى شئ صديقى ومعايا فى نفس الكلية كمان ودلوقت هتصل على شخص امين واثق عليكم معاه لان خلاص احنا داخلين على المغرب لازم ترجعوا البيت ومن فضلك يا هدير متحاوليش تقولى للجماعة فى البيت حاجة غير لما اكلمك واقولك انه فاق بشكل كامل عشان انتى عارفة مستشفى والامهات بيخافوا على ولادهم قد ايه ..
نظرت له بعد ان تجمعت الدموع فى مقلتيها لا تعلم بما تجيبه فهو لا يعلم اى شئ عن حياتهما ولا عن والدها القاسي المهتم فقط بصفقاته وامها المغلوبة على امرها ككثير من الامهات الاتى يتحملن ازواجهم من اجل اولادها فقط او حسبته لا يعلم هذا فهى الان تجهل حقيقة الخلاف بين عائلتها وعائلة هند اكتفت فقط بموافقتها على اقتراح خالد لانها رات ان هذا انسب حل .. اخرج خالد هاتفه وطلب رقم مصطفى الذى اجاب اتصاله بعد وقت طويل نوعا ما
خالد : صح النوم يا مصطفى كل ده نوم
مصطفى بتثاؤب : حرام عليك يا خالد ليه دايما بتكلمنى وانا نايم وبعدين ما انت عارف انى
قطع خالد حديثه قائلا : انت لسه هتشرحلى ظروفك بقولك تعال لى مستشفى ….. دلوقت عشان توصل هند وصحبتها للبيت
تنبه مصطفى واتسعت عيناه مشفى لما هل انتم بخير .. قاطعه خالد مرة اخرى يا مصطفى انجز وهحكيلك كل حاجة سلام
نهض مصطفى متثاقلا فمن الواضح ان خالد نسي انه مريض وبالرغم من انه يشعر بتحسن طفيف لا يؤهله للقيام باى شئ تحامل على نفسه من اجل صديقه .. ارتدى ملابسه وخرج من غرفته ليجد والدته تمنعه من الخروج
سوسن : انت يابنى عاوز تجننى حرام عليك نفسك اول ما ربنا اخد بيدك وبقيت كويس تيجى تلبس وتنزل مش هتنزل يا مصطفى وورينى هتكسرك كلامى ازاى
مصطفى مقبلا يدها : اكيد مش هقدر اكسرك كلمه بس انا رايحة المستشفى لخالد ومفهمتش منه حاجة والله ياامى عشان افهمك يرضيكى اسيب عشرة عمرى واخويا فى ظروف هو محتاجنى فيها وانا الحمد لله بقيت احسن اهو انا كنت فين وبقيت
واثناء ما كان يحاول مصطفى ان يرضي امه كان خالد جالس الى جوار فراش سمير ويتحدث معه
خالد : ياه يا سمير مش عارف انت سامعنى دلوقت ولا ايه بس شوف القدر ابوك المفترى كان هيحرمنا من ايونا وانت ومعرفش كنت بتحوم حوالين اختى ليه وفجاة اتح طفى موقف يا انقذ اكتر بنى ادم بيكرهنى ويحقد عليا من غير سبب واحد مقنع واخليه يعيش او اتخلى عن انسانيتى واسيبه يموت واكوى ابوه بنفس الالم الى اتكوينا بيه انا عارف ان كل انسان فيه الخير وفيه الشر يا سمير واتمنى لما ربنا يتم شفاك على خير الاقى عندك تفسير لكرهك ليا او حتى مبرر او على الاقل التجربة دى تغير فيك حاجة
هب خالد واقفا مستعدا للخروج لانتظار مصطفى ولكن وجد سمير ممسكا بيده فى هوان وضعف فرح خالد كثيرا وحمد الله انه تعدى مرحلة الخطر وانه يدرك ما يدور حوله جلس مرة اخرى وحاول ان يتحدث معه ليتاكد
خالد : سمير انت سامعنى انت عارف انا مين
كان سمير يسمعه ويشعر به ويتمنى ان يرد عليه ولكنه اجاب بطريقته ان ضغط على اصبعه وترك يده ورمش بعينيه ليجد خالد دمعة تسيل من جانب عينه اليسري
فربت خالد على يده هون على نفسك يارجل ستجتاز هذه المحنة سادعك الان تستريح واذهب لانادى الطبيب ليتفقدك .. خرج خالد وعلى وجهه فرح وحبور ما ان راته الفتاتان حتى انطلقتا اليه
هدير : سمير شكله فاق صح ممكن ادخل اشوفه
هند : اه يا خالد وحياتى خلينا ندخل نطمن عليه
نظر خالد اليها فى غضب ولكن هدير حاولت ان تخفف حدة الامر : معلش هي بتحبنى اوى وانا دايما بحكيلها عن سمير وعن العيلة وانه اخويا الوحيد وانا بحبه اوى فهى واحدة من عيلتى
نظر خالد الى هذه الصغيرة التى لم تبلغ العشرين بعد وقال فى نفسه : سبحان الله خليل يبقي عنده بنت عاقلة زى دى
فى هذه الاثناء كان مصطفى قد وصل الى المشفى وحالته يرثي لها واثار الاجهاد والتعب واضحة على وجهه ما ان راه خالد ضرب جبته بيده: قد ايه انا غبى نسيت خالص انه تعبان
مصطفى : سلام عليكم خير ايه حصل انتوا كويسين مين تعبان
خالد ضاحكا : انت هو انت تنفع ظابط شرطة مفيش فايدة فيك حلال انى نزلتك وانت تعبان تصدق .. اخذه خالد بعيدا عن الفتاتان واخبره ما حدث بالحرف الواحد وما بين صدمة مصطفى من ما يسمعه وبين لغز وجود سمير عند مدرسة هند يوم غياب اخته لم يجد مفر سوا ان يذهب بهن الى المنزل ويرجع لخالد مرة اخرى
اخذها فى سيارة اجرى وقام بايصال هدير واعاد عليها تنبيه خالد لها ان لا تخبر اى شخص الا عندما يحدثها خالد وبعدها توجه مع هند التى صممت ان يصعد معها الى اعلى لانها لن تقدر على مواجهه من بالمنزل وطلبت منه ان يتحدث هو معهم ورحب مصطفى بهذا ترحيبا شديدا لاسباب كان يكنها فى صدره
وصلا عند المنزل كانت هدى فى المطبخ وحياة تقوم بكى بعض الملابس فى الداخل .. فنمى الى سمع هدى طرقات خفيفة على الباب فخرجت مسرعة ظننا انها هند وقدمت بمفردها فارادت ان تدخلها بسرعة قبل ان تراها امها فذهبت حاملة فى يديها مغرفة الطعام مرتدية مئزر الطبخ وفتحت الباب فى هدوء وهى تنظر الى الخلف لتراقب امها ولكنها عندما نظرت اتجاه هند تجمدت فى مكانها وبالرغم من ما مرت به هند الى انها لم تستطع منع نفسها من الضحك
هدى بعد ان اختئبت خلف الباب : حمدلله على السلامة يا هانم مش تقولى انك مش لوحدك
هند : الله يسلمك يا ستى دخلينى بس الاول ونتحاسب
وهنا اتاهم صوت مصطفى : اسف مكنتش اقصد بس هند هى الى طلبت منى اطلع معاها وعامة انا مشفتش اى حاجة
ضحكت هدى فى خفوت حينما رات هيئتها اللطيفة تبدو كاحدى الطباخات فى هذه الثياب ولكنها اجابته بحزم : مفيش مشكلة الغلط عند هند اتفضل معلش تعبناك
وهنا نظرت هند الى مصطفى الذى تغيرت ملامحه واتاه صوته حزينا : مع السلامة .. هبط الى الاسفل فى طريقه للخروج .. دفعت هند الباب ونظرت لاختها بغضب وقالت لها وهى مقتربة من وجهها : انتى غبية على فكرة معرفش بيحبك ليه اوعى خلينى ادخل
شعرت هدى انها كسرت بخاطره او عاملته بجفاء فالموقف الذى حدث منذ لحظات لم يكن مقصودا من اى منهما ففتحت الباب قليلا ونادت عليه : مصطفى
وما ان سمع اسمه ينطق من بين شفتيها ظل ساكنا كما هو واجاب : نعم يا انسه هدى عاوزه حاجة
جمعت شجاعتها دفعة واحدة واطلت براسها الى الخارج قائلة : عرفت من عم رفيق من كام يوم بالصدفة البحتة انك تعبان جدا وتقريبا شكلك بيقول انك لسه تعبان مكنش ليه داعى تنزل عشان ترجع المجنونة دى شكرا لتعبك وسلامتك واتمنى انك تتحسن
ورجعت الى الخلف وهمت لتغلق الباب بياس عندما لم تجد رد ولكنها لم تكن تعلم انها يرقص فرحا فى الاسفل لقد حاز على انتباهها اخيرا وقلقها ايضا فاتتها الاجابة : انسه هدى فتحت الباب مسرعة : نعم مصطفى .. شكرا على سؤالك انا كنت تعبان فعلا بس دلوقت اتحسنت مع السلامة … خرج وسمعته يغلق البوابة من خلفه
فاغلقت باب المنزل هى الاخرى ورفعت مغرفة الطعام واخذت تتحدث معها : ياترى هيقول عليا ايه دلوقت مكنش لازم اكلمه كله من السوسة الى جوه بس انا كنت محتاجة اطمن عليه فعلا يلا مش مهم الى حصل حصل بس ده ميمنعش انى فرحانة انى شفته واطمنت عليه هند اخيرا بقى ليها فايدة فى الحياة .. سارت الى المطبخ لتجد امها تقف تراقبها
حياة : كنتى بعقلك يا بنتى واقفة تكلمى المعلقة يا عينى مكنش اسبوع الى قبل الامتحانات الى اتطوعتى فيه تطبخى عشان تكسرى ملل المراجعة الى هيعمل فيكى كده
شعرت هدى بالخجل ولكنها اكتفت بان ضمت امها وقبلت جبتها ودخلت للمطبخ مرة اخرى تستكمل ما كانت تصنعه فى محاولة منها ان تسطير على مشاعرها .. ولكن لم تكن هدى هى الوحيدة التى تحاول فرض سيطرتها ايضا .. كان هناك رفيق ورؤوف اللذان بلغ الجدال بهما حده …