رواية عشت معاه حكايات
الفصل الخامس والعشروناستفاقت هند حاولت رفع رأسها ولكن احست بثقل و الم رهيب ‘‘ نظرت حولها هي بغرفة خالد و يقابلها شخص نائم ‘‘ حاولت ان تركز اكثر
هند : سمير
قفزت فزعة بعد ان تذكرت ما حدث ‘‘ لتجده هو الاخر قد استعاد وعيه واشار لها ان تبقي مكانها ولكنها ابت و قامت متثاقلة وجلست علي طرف الفراش ‘‘ اخذت تتأمله ‘‘ سمير دنجوان الجامعة ‘‘ فتي احلام الفتيات في سنها ‘‘ الان شحب وجهه وبهتت عيناه
هند : سلامتك نام وارتاح ‘‘ شكرا لانك بتساعدنا اننا ننقذ حياة خالد
‘‘ تنفس بعمق و اغمض عيناه بعد احتوي كفها الصغير بين اصباعه ‘‘
سمير : شكرا ليكي انتي يا هند
هند بتعجب و خجل في آن واحد فهذه المرة الأولي ان تكون علي مقربة من رجل اخر غير خالد او والدها : انا انا ليه مش فاهمة
‘‘ فتح عيناه ببطئ فمازال يشعر ان جميع انحاء جسده تنبض الما ‘‘
سمير وهو يغمرها بعيناه حبا : لأنك ظهرتي في حياتي ‘‘ لأني بحبك يا هند ‘‘ بحبك بجد و حبك ده هو السبب الحقيقي و الأهم لأني اتغيرت ..
حاولت سحب يدها من بين اصابعه ‘‘ لقد احرجها جدا ‘‘‘ وصدمها اعترافه ‘‘ جعلها تشعر كأنها جالسة علي شاطئ البحر وفجأة جن جنونه وصدمها بموجة عاتية دافئة جعلتها تقذف نفسها بين طياتها حبا واستمتاعا بدفئها ..
ولكنه ازال لها غرتها ووضعها خلف اذنها ‘‘ وتشبث اكثر بيدها ‘‘ونظر في عينيها البندقتين الاتي اسرهن من اول لحظة رآها ..
سمير : انا عارف ان وضعي ده غلط ‘‘ وعارف ان مش ده المكان ولا الوقت المناسب اني اقولك ده بس انا والله بحبك ‘‘ وعاوز اتجوزك يا هند ‘‘ قبل باطن يدها ‘‘ واعاد النظر لعيناها قائلا : تتجوزيني ….
شهقت هند ‘‘ وتضاربت الالوان في وجهها ما بين الاصفر والاحمر و البمبي ووضعت يدها علي فمها و مازالت عياناها معلقة علي وجهه سمير تتألمه ‘‘ هل هو صادق ‘‘ هل يكذب ‘‘ هل يستغل الموقف ‘‘
سمير احس بما يدور بداخلها ‘‘ ابعد يداها عن فمها ووضعها فوق قلبه وربت علي شعرها بيده الأخري ‘‘ قائلا : عارف انك اتصدمتي ‘‘ بس اتمني تكون صدمة خير ‘‘ ابعد يدها ليضعها علي لحيته التي بدأت ان تظهر ‘‘ هند تاني هقولك انا عشانك وبيكي ومن غيرك اتغيرت وبحبك وهتجوزك .. سمعاني
سحبت يداها وركضت مسرعة وهي تضحك ‘‘ فتحت الباب لتصطدم بقدرية ‘‘ التي سألتها ما بها ولكنها لم ترد فقط ابتسمت لها واسرعت لتختبئ في دورة المياة و هي تضحك ..
دخلت قدرية الغرفة تعجبت مما رأت
الدماء ظهرت في وجه ولدها وواضح عليه السعادة ‘‘ جلست جواره واحاطت وجهه بين كفيها و قبلت جبينه
قدرية : ربنا يسعدك دايما يا حبيبي بس انت وقعت قلبي عليك من شوية ‘ دلوقت انتي مبسوط وهند بتضحك في الحمام ‘‘ هو الدكتور اداكم حقن نكت
ضحك سمير : انتي بتهزري ياامي ده وقته ‘‘ بس تعرفي احسن حاجة عملتوها في حياتكم انكم جبتوا هند هنا
تعجبت قدرية : تقصد ايه يا سمير اوعي تكون
سمير بعد ان تغيرت ملامحه : عيب ياامي ابنك راجل مهما كنت ايه قبل كده بس البيت ده اخر بيت انا افكر ااذيهم ‘‘ انا اعترفت لها بحبي ورغبتي من الجواز منها
دمعت عينا قدرية : بجد يا سمير ‘‘ بجد ياابني ‘‘ يااااه يارب الحمدلله دعايا ليك انك تتهدي وترجع للحق وللخير ويجمعك بالزوجة الي تسعدك وتسعدها اتحقق الحمدلله يارب ..
سمير : ايه ايه يا امي خلاص خلاص مش وقته الكلام ده ‘‘ الظروف زي ماانتي شايفة ميصحش انا بس حبيت اني اطمنها بنيتي واطمنك ..
قدرية : صح ياابني معاك حق ‘‘ طيب يلا قوم خد دش واتوضي وصلي وقرب من ربنا ياابني بقي ‘‘ طول ماانت قريب منه صدقني هما رحت وبعدت وجيت هترجع تاني ويهديك
استحمي واصلي هو انا في بيتي ياامي ‘‘ انا يادوب اقوم اطمنهم اني واجهت والدي بكل حاجة وحرقت قلبه زي ما وجعك ياما وقريب اوي خالد هيكون معانا .. قالها سمير مبتسما
كانت حياة تستمع لحديث سمير قبل ان تدخل لتطمئن عليه
حياة : معلش ياابني مكنش قصدي اسمعكم ‘‘ بس انا رجليا ثبتت في الارض لوحدها لما سمعت سيرة والدك وخالد انت لازم ياابني ترتاح بقي الكام يوم الي فاضلين دول .. انت دلوقت مكان خالد انت ومصطفي ربنا يحميكم وبعدين ياابني انت زي خالد بالظبط وده بيتك وهدي اختك و هند كمان زي هدير مش كده ولا ايه
سمير معتدلا في جلسته : طبعا طبعا ياامي من غير ما تقولي ..
طيب يلا بينا قدرية نخرج ونسيبه يبدل هدومه ويفوق كده علي مااشوف الي سقطت من طولها لوحدها ودلوقت فاقت بتضحك ‘‘ والله هند بنتي دي هتجنني ..
ابتسم سمير وفرك راسه بيديه …
مرت الثلاث ايام عليهم طويلة ‘‘ ومازال الامل موجود لديهم ان يظهر خليل شفقة بعض الشفقة ويأتي و يعترف بكل شئ ..
اتي ميعاد الجلسة كما حددتها النيابة ‘‘ اصرت حلا ان تذهب مع والدها وتفهم رغبتها ..
اجتمعوا جميعا جوار بعضهم بعضا ودامت المحاكمة ساعتان ونصف حاول المحامي وسمير ان يثبتان الحقيقة ولكن كل الدلائل كانت ضد خالد ‘‘ والذي قد ازاد همه هما حينما اخبر القاضي بمرض والده وعدم تواجده في المنزل حينما اتت هدير اليهم ..
غاب القضاه ربع ساعة لمراجعة القضية ومداولتها ..
اقتربت حلا ودموعها تنهمر وقف امامها خالد وبينهما حائل من القضبان الحديدية ..
كان خالد ثابت متجهم الوجه ‘‘ بداخله بركان ان اقترب منه احد سيموت حتما .. ولكنه امامها كان لا مبالي بشئ ..
حلا : خالد انت كويس ‘‘ طمني عنك ‘‘ انت بخير صح ‘‘ انت هتخرج ليا بالسلامة ونتجوز مش كده ‘‘ هتخرج عشان تتخرج وتشتغل وتعمل مشروعك الي بتحلم بيه ‘‘ خالد انت ساكت ليه ‘‘ رد عليا يا حبيبي ..
مدت اصابعها الصغيرة عبر الفراغات الفاصلة بينهم محاولة ان تبثه الامان وتتلمس منه الطمأنينه و لكنه ابتعد قليلا و ابتعد بوجهه عنها .. قائلا
خالد : حلا اسمعيني كويس انا عارف وواثق ان خليل عمل كل ده عشان يأذي ابويا بيا وانا واثق من نهاية التداول بين القضاة ‘‘ عشان كده مش هينفع ااذيكي معايا يا حلا ً‘ انا بحلك من اي كلمة او وعد بينا ‘‘ رفع يده ليجفف دمعه هاربة من بين جموده المصطنع .. ليكمل ‘‘ انا لما اخرج من هنا هبقي رد سجون عارفة يعني ايه ‘‘ يعني وصمة عار يا حلا انا مقبلهاش ليكي ‘‘ هخرج من هنا وانا متهم بأبشع تهمه سرقة و خطف قاصر ‘‘ ارجوكي يا حلا ابعدي عني ‘‘ انا منفعكيش ..
وبين دموع حلا وتوسلها لخالد كي ينظر لها ويخبرها ما قاله وهو يطالع عيناها ‘‘ خرج القضاة نطق بالحكم ..
براءة رؤوف عبدالسلام من التهم المنسوبة اليه ‘‘ وحبس خالد رؤوف عبد السلام سنة ونصف مع الشغل ..
رفعت الجلسة .. بين انسحاب خالد مع العسكري بخنوع وصمت شديد و توسلات حياة للقاضي ان يدع ولدها و بكاء حلا في حضن ابيها ‘‘ وشعور شلل تام سيطر علي سمير ‘‘ الذي اخفي رأس حياة بين ذراعيه لتهدأتها ….
يتببببببع …..