رواية عشت معاه حكايات
الفصل الثالث والعشرون
انهت قدرية صلاتها لتجد سامية و حياة يتسامران كلا منهما تحكي للأخري كيف سارت حياتها خلال سنوات مضت ‘‘لتنضم اليهم قدرية
قدرية : ايه مشبعتوش كلام لسه ‘‘ تعرفوا انا لأول مرة من زمان اوي احس بالراحة الي انا حساها دي ‘‘ يارب ميحرمنيش من القعدة الحلوة دي ..
ربتت سامية علي كتفها : ان شاء الله من هنا ورايح مفيش فراق و لا مشاكل تاني بإذن الله ‘‘ يلا منه لله الي كان السبب بقي ‘‘ ربنا يديه علي قد نيته ‘‘ الله يرحمك ياامي علي قد ما دلعتيه و ساعدتيه انه يبقي اناني ميحبش غير نفسه ‘‘ علي ما قصر واهمل فيكي ‘‘ تعرفي يا حياة كان نفسها تشوفه قبل ما تموت بس هو قسوة قلبه كانت اقوي من حبه لامه ‘‘ حتي المرات الي بتكلم فيها مع قدرية وهدير كانت بتبقي في السر كأننا بنتكلم في اسرار الحرب ‘‘ يلا الله يديه علي قد نيته
نظرت حياة لسامية فيما معناه ” ميصحش نتكلم كده عنه قدام قدرية ” لاحظت قدرية ما يحدث و فهمته لتبتسم قائلة
قدرية : متقلقيش يا حياة ‘‘ انا وسامية اخوات قبل مااكون مرات اخوها ‘‘ وهي عارفة كل حاجة ‘‘ علي قد عشرتي دي معاه بس ربنا وحده يعلم بعد مااكتشفته علي حقيقته كنت ببقي عاملة ازاي كل ما يقرب مني او يلمسني ‘‘ كأن في تعبان ملفوف حواليا بيعصرني ‘‘تصدقوا ولا مرة عاملني فيها بما يرضي الله ‘‘ حتي في اقرب اللحظات بيني وبينه كان كل شئ بيتم أسرع من الخيال و كأن وجودي في حياته تقضية واجب و حتي لما حب يدلعني ونسهر سهرة رومانسية مع بعض بعدها اكتشف ان السبب انه محتاج طلب مني ‘‘ او محتاج فلوس ماهو في الأول بعد مااخد مني نصيبي من ميراث ابويا لما عملت له التوكيل يعني ‘‘ كان بعد كل مشروع او صفقة او بنهاية السنة كان بيديني نصيبي او جزء من الربح ‘‘ طبعا بعد ما خلفت هدير كل ده اختفي ‘‘ بحجة انه لازم يكبر الشغل و نقلنا للفيلا والحياة والمستوي الجديد و اني لازم اركز اكتر في تربية الولاد ‘‘ يلا الحمدلله انه سابلي هدير اربيها بمعرفتي و الحمدلله ان سمير ربنا حط في قلبه حب ‘‘ و حط في طريقه خالد ‘‘ ربنا يطمنا عليه ‘‘ متقلقيش يا حياة صحيح سمير كان لعبي ومش راكز كده بس والله في حنية الدنيا كلها وراجل بجد ‘‘ فمتقلقيش ابدا
كانت حياة تستمع لحديث قدرية دون ان تعي منه شيئا خاصة فيما يتعلق بجزء حديثها عن سمير ‘‘ ولكنها لم تكن في حال جيد كي تناقش و تستفسر عن اي شئ الا عن حال زوجها وابنها الوحيد ‘‘ و حديثها معهم ماهو الا تخفيف من حدة توترها فقط ..
**********
أنهي سمير ما يفعله و ضمد جرحه و نظر لمصطفي ..
سمير : يلا بينا يا درش و لا ايه ‘‘ مستعد يا بطل
ضحك مصطفي : تصدق بالله انا مش مرتاح ابدا ‘‘ حاسس اننا زي فيلم رامبو او محققين العدالة ‘‘ ارحمني يا سمير وقولي احنا رايحين فين الله يكرمك
سمير : مش انا قلتلك لما نطلع اول الشارع هقولك
مصطفي يضرب مقدمه راسه بيده : يا الله ارحمني ‘‘ ياابني مااحنا كنا طالعين اول الشارع بس انت غيرت الخطة و طلعتنا بيتكم بقولك ايه يا سمير الوقت بيمر وخلاص داخلين علي المغرب انطق والا
سمير : والا ايه ان شاء الله ‘‘ هتضربني ‘‘ لو هتضربني اجل ده شوية لان جسمي مكسر لوحده وضحك
ليجد مصطفي ينظر اليه بغضب
سمير : خلاص خلاص هقولك ‘‘ احنا هنروح شركة ابويا نشوف يمكن لعل وعسي نلاقي اي شئ ينفعنا ولو ملقيناش حاجة تنفعنا ‘‘ هنلاقي برعي و هو ده اول الخيط بجد
مصطفي يتنفس الصعداء : طيب يااخي ما كنت تقول كده من الاول بدل جو الاكشن الي الواحد عايش فيه ده ‘‘ ده انت مفتري
سمير : صدقني انا كنت برتب الفكرة في دماغي لان اي غلط هيعرض حياة خالد و عم رؤوف للخطر ‘‘ الي خلي ابويا يتهمه انه سرقه مع انه اداه الفلوس ادامي ويخليه يتهمني ان لو دافعت عنه هيبقي دفاعي مربوط بحبي لهند يخليه يعمل اي حاجة تانية .. المهم يلا بينا كل حاجة هتبقي بخير ..
مصطفي : باذن الله يلا بينا
***********
في الحجز كان خالد و رؤوف يجلسان مع خمس رجال اخرين هيئتهم تدل عليهم ‘‘ كان خالد يراقبهم و ينظر من حوله و يتمتم
خالد لنفسه : خلاص هي دي اخرتها ‘‘ امال لو مكنتش بدور اني اعمل كل حاجة صح و ارضي ربنا في خطوة من حياتي كان ايه حصل لي يارب هون ..
رؤوف : ادعي ياابني من قلبك وان شاء الله خير ربنا مش هيسيبنا ابدا ‘‘ تفائل كده واجمد انت لسه قدامك سنة في الهندسة و لسه عمرك مفتوح قدامك وحلا مستنياك .
وكأن رؤوف لمس وتر حساس بداخله :: دعمت عيناه قهرا ووجعا وخفت صوته قائلا : حلا دلوقت انا معدتش مناسب ليها هي تستحق واحد احسن مني انا متأكد ان الموضوع مش هيعدي بالساهل ‘‘ لان خليل مش غبي للدرجة هو فضل مستني طول السنين دي لحد ما جاتله الفرصة ‘‘ بس منه لله بقي
ربت رؤوف علي ظهر ولده مواسيا : نتعرف يا خالد احنا لما سافرنا مع رفيق زمان وروحنا واستقرينا في الكفر ‘‘ انت فاكرها اكيد ‘‘ روحنا واحن مفيش معانا غير الفين جنيه ‘‘ وكانت الحياة هناك صعبة اوي مش سهلة ابدا ‘‘ بس بعد معافرة وجهد وصبر قدرنا تاخد ورشة قديمة مطرفة علي الطريق بعيد عن البلد والي انت متعرفوش بقي ان الورشة دي هي وش السعد وهي الاحتياطي بتاعنا في اي ازمة ‘‘ مش برده بتقولوا علي اي حاجة زيادة احتياطي ‘‘
ضحك خالد : ايوه يا حج احتياطي و مخزون استراتيجي ‘‘ بس انا اول مرة اسمع منك عن الموضوع ده واول مرة اعرف اننا عندنا شغل تاني اصلا في اي مكان حتي موضوع عم شعبان معرفوتش غير من وقت قريب
رؤوف : ماهو يا خالد احنا لما سافرنا هناك اكيد خليل كان حاطط عينه علينا في كل خطوة واحنا كان عندنا بعد نظر لان خليل وشره خلانا نحط عنينا في وسط راسنا فكان لازم نوزع فلوسنا في اكتر من حاجة ‘‘ والله يكرمه سعد ابن عم عمك رؤوف خد مننا قرشين كده كانوا فلوس دهب امك والست ام مصطفي و هو الي اقترح علينا اننا نشتريها و اهو الحمدلله نفعانا لحد دلوقت ‘‘
خالد متسائل : بس ازاي خليل معرفش عنها حاجة لحد دلوقت
ضحك رؤوف : ولا هيعرف ياابني لان غبائك مش مخلي تفكيره يروح لاي مكان غير انه بس يراقبنا ويحط عينه علينا احنا ‘‘ عشان كده شعبان وورشة سعد هو مش هيعرف عنهم حاجة
خالد متعجب : ورشة سعد !! هي الورشة باسمه ازاي وثقتوا فيه كده هو وعم شعبان ‘‘ وازاي مخفتش انهم يتغيروا لما الفلوس بتاعت الشغل تكتر‘‘ هو انتوا اخدتوا عليهم ضمانات ‘‘ انا عارف ان عم سعد اخو عم رفيق بس برده النفوس بتتغير ..
رؤوف : صح ياابني النفوس بتغيير بس مش كل الناس ولاد حرام ومش كل الناس خاينة للعيش والملح و بعدين احنا طول عمرنا كنا في ظهر بعض ‘‘ مش معقول بعد ما سيبنا لخليل مصر ونجينا من شره هنروح نرمي الفلوس الي حيليتنا في الهوا كده ‘‘ وفي مواقف كتيرة اوي تشفع لهم ثقتنا فيهم ‘‘ هحكيلك كل حاجة بس خليني افرد نفسي شوية يا ابني لحسن خلاص معتش حاسس برجلي ..
خالد : ماشي يا والدي اتفضل ‘‘ معلش ان شاء الله هانت وكل حاجة هتخلص قريب و هتطلع من هنا علي خير
رؤوف : هنطلع يا خالد ‘‘ هنطلع سوا باذن الله ‘‘ تفائل ياابني
خالد مغمضا عيناه مستندا للحائط : ان شاء الله