رواية عشت معاه حكايات
الفصل العشرون
في فيلا خليل
اغلقت قدرية هاتفها بتوتر وهي تحاول منع دموعها من النزول ‘‘ مما اثار تعجب اخوات خليل
سهيلة : مالك يا قدرية في ايه ‘‘ مش دي هدير الي كانت بتكلمك برده
قدرية وهي تجمع حقيبتها و تستأذن منهم لتصعد للأعلي قليلا ‘‘ لتعود اليهم بعد وقت قليل ومعها حقيبة سفر صغيرة
سهيلة مرة اخري تسائلها : يا قدرية فهمينا ‘‘ الولاد كويسين حد جراله حاجة
قدرية : الحمدلله هما كويسين بس محتاجني جنبهم ‘‘ تصدقوا انهم في البيت القديم
عم الصمت الجميع ‘‘ لتقف سامية قائلة
سامية : احنا هنيجي معاكي مش هنسيبك لوحدك لا انتي ولا ولادك
قدرية بتوتر : بس انا مش عاوزة لكم مشاكل لسه مش عارفين خليل هيعمل ايه لما يعرف يعرف الي حصل
سامية : رشاد لو سمحت خد الشنط دي واسبقنا ‘‘ يلا يا بنات كلنا هنروح مع قدرية
نظرت لهم قدرية بإمتنان فهي تقدر شجاعتهم معها ‘‘ وللمرة الأولي منذ سنوات تشعر انها محاطة بالاهل والاصدقاء ‘‘ غادروا جميعهم في الطريق لبيتهم القديم
**********
في منزل الحج شرف
سمير : متشكر جدا يا عم محمد بجد انت والرجالة تسلم ايديكم ‘‘ البيت بقي جنة
عم محمد : العفو يا سمير ياابني ده جدك الله يرحمه ليه افضال علي الكل ‘‘ وبكرة وبعده سيب لنا بس الباب الي تحت مفتوح واحنا هنكمل لك دهن البيت ‘‘ ومتحملش نفسك ياابني ذنب الي حصل للحج رؤوف من والدك ربنا يهديه لان انت ملكش ذنب ‘‘ وهو ربنا هيقف جنبه متقلقش
سمير مبتسما : ان شاء الله ‘‘ بجد مش عارف اشكرك ازاي
ربت عم محمد علي كتف سمير واخذ باقي الشباب وغادر
دخل سمير لغرفته القديمة اخذ يتأمل كل شئ من حوله ومازال بملابسه و جرحه يؤلمه ‘‘ فتح الشرفة ونظر للسماء و دعا ان يعينه الله في ماهو قادم عليه
سمير ادخل خد دش يلا وشوف جنبك وحط شاش و لزق طبي انا جبته من الصيدلية الي في الشارع هنا ‘‘ لانها لو جت ولقت شكلك كده احتمال يغم عليها : قالتها هدير
سمير متثاقل : حاضر يا هدير
*********
في منزل رؤوف
مازال الصمت يخيم عليهم جميعا
حياة : يلا يا سوسن يااختي قومي روحي للبنات ‘‘ كتر خيرك لحد كده و احنا ان شاء الله ربنا معانا
سوسن : ازاي بس بتقولي كده والله ما يحصل ابدا ‘‘ احنا قاعدين لحد ما مصطفي يرجع بالمحامي ونشوف ايه الي هيحصل ‘‘ احنا اهل ازاي تقولي كده
هدي : طيب بعد اذنكم هقوم اعمل شاي ‘‘ تعالي معايا يا هند
دخلا سويا المطبخ ‘‘ بكت هند بكاءا شديدا ‘‘ حاولت هدي ان تواسيها و تطمئنها
هدي : اهدي يا هند ان شاء الله ربنا هيقف معانا وبابا وخالد هيخرجوا منها بالسلامة متقلقيش ‘‘ انا كمان قلقانه مش عشان لقدر الله هما عملوا حاجة سيئة يستحقوا يتعاقبوا عليها ‘‘ بس قلقانه علي خالد وعلي نفسيته اكيد متأثر دلوقت ‘‘ بس يارب كل ده يخلص علي خير قبل السنة الجديدة ما تبدأ والا هتبقي دي الكارثة بجد ‘‘ الله يسامحك يا خليل ويرد لك اذاك يارب
في بيت الحج شرف
وصل الجميع ‘‘ وتفاجئت هدي بأمها وعمتها سهيلة ‘‘ و سيدتان و رجل ‘‘ فتحت لهم الباب ‘‘ دخلت قدرية تركض في انحاء المنزل تبحث عن ابنها المصاب ‘‘ وجدته نائم في غرفته القديمة يبدو عليه اثر الارهاق والتعب وانفجعت حينما رأت قميص ملقي علي الارض مخضب بالدماء واثار رائحة لمطهر طبي ‘‘ وبعض قطع من الشاش و القطن ‘‘ جمعت هذه الاشياء و دثرت ابنها واغلقت الشرفه و خرجت وهي تحبس دموعها
دهش الجميع من ما تحمله قدرية بين يداها ‘‘ وبدارت سهاد بسؤالها
سهاد : ياساتر يارب ايه ياقدرية ده وفين سمير
لترد عليها هدير : انا هحكيلك يا عمتو وبدات تسرد عليهم ما حدث و الغضب و التعاطف يظهران علي الجميع
وبينما كانت هدير تقص عليهم ما حدث منذ ان غادرت المنزل وسمير ايضا كان مصطفي قد وصل ومعه محامي صديقه ‘‘ محامي شاب ولكنه نبغة وبارع جدا في عمله ‘‘ وفي طريقهما للمنزل كان مصطفي قد اخبره بالوضع كاملا و للاسف لم يجد عند صديقه اجابة ايجابية او حتي مطمئنه
جهزت هدي الشاي و انضمت اليهم وهند ‘‘ بدأ المحامي بمراقبة وجوههم ‘‘ ليجد القلق و الحزن والتوتر ‘‘ مما جعله يفكر في التخفيف عنهم
سيف ( المحامي ) : ايه يا جماعة متوترين ليه ‘‘ متقلقوش كل حاجة هتبقي كويسة ان شاء الله ‘‘ هو موقف خالد بس الي صعب شوية عشان معاه الفلوس و هنحتاج شهادة خليل طبعا في حالة ظهوره لانه الوحيد الي يقدر يأكد كلام سمير ‘‘ فإن شاء الله خير متقلقوش ‘‘ احنا خطواتنا هتكون كالآتي ‘‘
وبدأ سيف يشرح لهم كيف ستسير مجريات القضية ‘‘
انهت هدير حديثها ‘‘ لتجد سهيلة تصرخ بلا مبرر ‘‘ مما جعل سمير يستفيق من نومه ‘‘ ليجد امه واخته و اشخاص لم يراهم من قبل ‘‘ انضم اليهم سمير ‘‘ ورحب بهم
ضمته قديرة بحنان ولم تنتبه الي ضلعه ‘‘ تألم قليلا
قدرية : بس الله عليك ياابني مالك يا حبيبي ‘‘ غصب عني مختش بالي ‘‘ منه لله ابوك مبيجيش من وراه غير كل غم
قطعت سهيلة حديثها لتكمل : خليل ده شيطان هو ايه مفيش فايدة فيه مش ناوي يتهد بقي مش كفاية وقف الحال الي وقفه ليا ولخواته منك لله يا خليل ‘‘ متزعلوش مني يا ولاد بس انتوا متعرفوش ابوكوا كان بيعمل معانا ايه
اقتربت هدير من سمير ووقفت علي اصباعها كي تصل لأذنه فهو اطول منها نسبيا ‘‘ دول عماتك سهيلة و سامية ورشا ورباب جاية في الطريق وده جوز عمتك سامية عمو رشاد
حياهم سمير بفرح واعتذر منهم لعدم تعرفه عليهم ‘‘‘ ولكنهم تفهموا الوضع جيدا
جلسوا جميعا كلا منهم يحكي للأخر ما حدث اثناء غيباه
انبهر سمير بجرأة وشجاعة والدته واثني عليها ما صنعته و قبل راسها ويدها ‘‘ وشكر عماته لتواجدهم في هذا الظرف الصعب ‘‘ وطلب منهم طلب جعلهم يفرحون و نفذوه فورا …
يتبع …..