رواية ظننته الثانى ، لكنه /للكاتبة منه محمد
( ريماس )
التاسع و العشرون
#ظننته_الثانى_لكنه
((رمشت بعيونها عدة مرات محاولة تفادى ضربات الضوء فى عيونها، أصوات متداخلة أشخاص تركض أصوات أقدامهم تزعجها، نشيج من البعض و نحاب من الاخرين يتعالى و بكاء و صراخ بإسمها و ادعية بأنها تعود لهم سالمة، شعرت بأحد يتشبث فى يدها و يشدد عليها بيد مرتجفة خوفا من تركها له بالإضافة إلى دموعه الذي اغرقت وجنتها و يدها، استطاعت توقع من هذا من ملمس يده الخشن..
ثم استسلمت للسواد مرة أخرى ليسحبها معه إلى مصير مجهول من جديد..))
تحرك السرير المتحرك على ارضية المستشفى بسرعة يدفعه الممرضين و الممرضات بلهفة لغرفة العمليات فى محاولة يأسة منهم فى انقاذ تلك العروس ، تابعهم الجميع يركضون خلفهم و على مقدمتهم شقيقاتها و خالها اما نورهان فعبدالرحمن سندها لتلحق بهم ،، بينما علاء فلم يترك يدها منذ وقوعها بين يده و الدموع تسيل من عينيه بدون شعور منه …
وصلوا لغرفة العمليات و لم يترك علاء يد ريماس ايضًا ، حاولوا الممرضين اقناعه بهدوء ان يترك يدها و يتركها ليستطيعوا انقاذها لكن ذلك المتيم بها رفض بشدة ذلك ، نظروا العاملين لبعضم بقلق فقرر اثنين منهم تكبيله من الخلف و جذبه بقوة و الممرضات تدفع السرير النقال للداخل ، وجدوا صعوبة فى فك تشبثه بها حتى وصل الجميع لهم و هرول مازن ليجذب صديقه بعيدًا عن الغرفة ،،، ركضت الفتيات لموضع ريماس و اخذن يهزوها بلهفة و خوف يتوسلن لها لتفتح عينيها و تجيب عليهن و لكن لا حياة لمن تنادى ،، أتى الاطباء على ذلك المشهد و …
الطبيب بضيق و حدة :
_ مينفعش اللى بتعملوه دا اتفضلوا ابعدوا عنها … و انتوا دخلوها جوة ممكن بحركة غبية منهم يؤدوا لموتها ….
تراجعت الفتيات عنها و استطاعوا الممرضين إدخالها بعدما ترك علاء يدها بصعوبة ،، وصلت نورهان لهم ليساعدها عبدالرحمن على الجلوس على اقرب مقعد لهم فجسدها يكاد ينهار فى أى لحظة ….
عادت نادين بجسدها بوهن للخلف غير مصدقة ما حدث و ان ريماس الآن فى غرفة العمليات و انها من الممكن ان تذهب لـ الله ، لم تتخيل ذلك من قبل و لا تريد ان تتخيله الآن ، اصتدمت بالحائط لتعلن قدمها العصيان بحملها اكثر من ذلك فتهبط ببطء و وهن على الارض حتى تصل لها تمامًا فتضم ساقيها لصدرها و تدفن وجهها فيهما و تبدأ بالبكاء بشدة ، تضرع الى الله ان يعيد لهم ريماس سالمة و ان ياخذها هى بدالها ، مر امام عيونها شريط حياتهم معًا و كلما تذكرت ذِكرة ما زاد بُكائها ….
جلست ريناد على مقعد امام غرفة العمليات و دفنت وجهها فى كفيها تنتحب و تبكى بقوة مصدومة من ما حدث
” يارب ارجوك رجعها … ارجوك يارب رجعها لينا سليمة احنا ملناش غير بعض … ريماس هى الشعلة المضيئة فى البيت مش هنقدر نعيش من غير يارب لو حصلها حاجة كلنا ممكن نموت وراها …. يارب خدنى أنا مكانها و خليها ترجع لينا سليمة … ريماس بترجاكى قومى بترجاكى متستسلميش و تسبينا … قومى يا ريماس و اخرجى من اوضة العمليات و قوللنا انك بخير و كل دا كان حلم … ريماااس …”
انتقلت روان لتجلس بجانب نورهان و تحتضنها بقوة محاولة تهدئتها و استمداد الامان منها ، منعت نفسها باعجوبة مِن البُكاء مفسرة لنفسها ان والدتها لن تتحمل انهارها هى ايضًا ، فيجب عليها ان تكون القوية بينهم و تحاول اقنعهم ان كل شئ سيكون بخير ..
أتى عاصم و معه ماجد يرتدون الزى الخاص بغرفة العمليات مستعدون للدخول للغرفة و القيام بكل ما فى وسعهم لإنقاذ تلك الأبنة …
هرولت روان لخالها ؛ هاتفة بلهفة و رجاء :
_ خالو … ريماس هتبقى كويسة مش كدا …
اومأ لها بخوف و حزن ثم ربت على منكبها برفق و رحل سريعًا قبل ان ترى دموعه …
===****بقلمى / (مونى) Menna Muhammed ****===
زينب بهمس لعائشة :
_ الولاد فين يا عائشة ؟؟…
عائشة بنبرة حزينة :
_ اسراء خدتهم و روحت بعد اللى حصل … خافت عليهم من اللى حصل …
كفكفت زينب دموعها و نهضت فجأة ؛ قائلة :
_ نورهان محتاجنا دلوقتى .. مينفعش نقعد هنا نعيط و نسيبها كدا .. روان يا عينى بتحاول تهديها و هى اللى محتاجة اللى يهديها …
نهضت عائشة :
_ عندك حق … تعالى نروحلها … و اهى نرمين كمان راحتلها …
بكت زينب بدون شعور و هى تنظر على علاء و على حالته التى تقهر ؛ همست بشفقة :
_ ربنا يصبرك يا بنى … محدش هيحس باللى انت فيه مهما حاولوا … ربنا يهون عليك يا علاء يا ابن زينب و يرجعهالك سليمة….
===****بقلمى / (مونى) Menna Muhammed ****===
جلس على أرضية المشفى يستند بظهره على الحائط المقابل لغرفة العمليات و التى تصارع فيها حبيبته الموت، يضم ركبتيه له قليلًا و يستند بذراعيه عليهما و جلس بهدوء ظاهرى و عيونه مازالت تذرف الدموع بدون ارادة منه ليبدو مُثيرًا للشفقة لـ من يقع بعينيه عليه، ثبتت نظراته على الأرض الرُخامية أمامه و شرع يتذكر كل لحظة جمعتهم معًا…
( فلاش باك)
_ طب واخدنى على فين كدا؟؟ اوووففف ما ترد عليا يا بنى ادم ..
اردفت بها ريماس بإنزعاج ثم أمسكت هاتفها؛ مُتمتمة بعدم رضى :
_ انا قولتلك مش فاضية انهاردة و رايحة اشترى الفستان و حضرِتك خدتنى بالعافية مش عارفة لفين و مش بترد عليا.. و لا كأنك خاطفنى..
قالت بتوعد و هى تهاتف أحدهم :
_ طيب ماشى يا علاء انا هتصل بطنط زينب و هشتكيك ليها.. حضرِتك مش عارف أنك المفروض متشوفنيش طول الفترة دى غير فى الفرح..
و تابعت بلهفة و هى تستمع لصوت زينب على الجهة الأخرى من الهاتف :
_ الو يا طنط.. علاء خاطفنى و مش رادى يصدق ان مينفعش يشوفنى الفتـ…..
باغتها بالتقاط الهاتف من يدها ليجيب هو بصوت بثبات :
_ الو يا ماما… لالالا انا بس خدتها معايا علشان اشترى البدلة علشان محتاج زوقها…….. هو اية اللى مينفعش اشوفها و لا اكلمها ما كفاية أفعال الجاهلية دى…… اها طبعًا مش مقتنع تقدرى تقوليلى اية اللى هيحصل لما اقابلها انا اسف بس دا تخلف……. مش هأخرها ساعة و هتكون فى البيت……. ياااااربى خلاص يا ام علاء هروحها ساعة والله و هتكون فى البيت……..هشترى انا ليها الفستان خلاص اتحلِت اهى………. طيب سلام علشان وصلنا للمول……….. خلااااص يا امى سلااااام…
أعطى ريماس الهاتف ثم صف سيارته و التف لريماس آمرًا بلطف :
_ يلا يا حبى انزلى…
نظرت حولها بتعجب متسائلة باستنكار :
_ فين المول دا يا علاء… مفيش حاجة هنا..
_ طب انزلى و انتى هتفهمى..
ريماس باعتراض و عدم فهم :
_ انزل و هفهم اية!! لا يا علاء مش هنزل غير لما تعرفنى انت جايبنى فين!!…
قال بصرامة مصطنعة :
_ انزلى حالًا و مسمعش صوتك… هو دا احترامك لجوزك يا متر..
زفرت ريماس بحنق و ترجلت من السيارة باستسلام خوفًا من اغضابه..
ترجل هو أيضًا و تأكد من إغلاق سيارته ثم اتبعها ليسير أمامها ليرشدها على الطريق…
_ علاء انت جايبنى حديقة عامة؟؟… انا مش فاهمة شئ بجد…
امسك يدها و جذبها خلفه؛ مردفًا بـ:
_ مش لازم تفهمى أمشى و انتى ساكتة…
بعد دقائق وجدت نفسها تقف أمام طاولة مغطاة بأقمشة بيضاء و مُزينة بـ ورود حمراء متنثرة عليها و قطع الشوكولاتة الصغيرة تتنثر عليها أيضًا بعشوائية و يوجد كعكة متوسطة الحجم تتوسط كل ذلك و مضاءة بشموع كثيرة،، و فى النهاية الطاولة تتوسط قلب وهمى مرسوم على الأرض بالورود الحمراء و البيضاء ليصبح مظهر مُسحِر و مُبهِج و زاده روعة تلك الاضواء الخافتة فى المكان..
وقفت أمامه بعيون دامعة و ابتسامة عريضة؛ هامسة بشك و ذهول :
_ دا ليا انا!!…
ضم يديها بكفيهِ و اقترب منها اكثر ثم قبل رأسها برقة هامسًا بحب :
_ تفتكرى انا ليا ملكة غيرك اعملها دا؟!!!.. و لا حد مالك قلبى و عقلى و حياتى غير ريمو علشان افتكر عيد ميلاده و اخطط له!!.. فى حد أغلى منك يستاهل دا!!… كل سنة و انتِ طيبة يا عمرى كل سنة و انتى معايا و فى قلبى.. كل سنة و احنا بنحتفل مع بعض باليوم المعجزة دا علشان جت فيه احلى انسانة و ست فى العالم دا… جت مالكة قلبى و ملكتى…
هبطت الدموع من عينيها لكنها تختلف فهى دموع سعادتها و ابتسامتها تتسع و لم تتخلى عنها…
علاء بمشاكسة :
_ انتى لو عايزة نفضل واقفين كدا معنديش مانع… بس اصل الناس بتتفرج علينا و انتى يعتبر فى حضنى..
ابتعدت ريماس للخلف بخجل و حرج ليتأملها علاء بهيام و حب ثم ترك احدى يديها و جذبها لتخطى معه حواف القلب و تصبح بداخله معه،، احتفلوا معًا بعيد مولِدها بجو ملئ بالحب الصادق و سعادة ثم قدم لها هديته و التى كانت عبارة عن..
_ فستاااااان الفرح…
صاحت بها ريماس بانبهار و عدم تصديق و هى تنتهى من فتح هدية زوجها،، علاء بسعادة ناتجة عن سعادتها :
_ يارب تكونى مبسوطة…
باغتته باحتضانه بحماس هاتفة بسعادة :
_ يا حبيبى يا علاااء انت اجمل حاجة حصلتلى… بحبك و ربنا بحبك و عمرى ما هبعد عنك او حبى ليك يقل بالعكس هيزيد كل يوم اكتر… بــحـبـك…
عانقها بسعادة و قضوا اليوم فى سعادة و حب دون وجود شئ يعكر عليهم ذلك…
عادوا ليلًا لتجد الجميع حاضرون ليحتفلوا معها بعيد ميلادها و الليلة مرت بسلام و هدوء
( باك)
___
( فلاش باك)
اعطاءها علبة الفُشار الخاصة بها ثم تجاورها فى المقعد؛ متسائلًا بأهتمام :
_ اية اللى حصل مع البطل لما سافر؟؟..
تابعت الشاشة التى تُعرِض احد الأفلام فى السينما ، هامسة بتأثر :
_ اكتشف ان البطلة متفقة مع العصابة علشان يموتوه خانته الواطية و اهو يا عينى متعلق زى ما شايف …
ثم سألته بانزعاج :
_ يقا بزمتك دا يتخان و يتبهدل البهدلة دى يرضيك كدا …
علاء بحنق :
_ لا ميرضنيش علشان انتى اللى هتتبهدلى مكانه دلوقتى …
نظرت له بذهول ثم سريعًا ما تداركت الموقف لتبتسم و تهمس برقة :
_ انتى احلى يا حبيبى و لا مليون بطل يغير الفكرة دى … بلاش غيرة بقا بليز …
( باك )
و ذكريات و ذكريات مرت عليه و هو يجلس امام تلك الغرفة التى بها زوجته …
===***بقلم (مونى) Menna Muhammed ***===
أتى خالد يهرول لهم ثم وقف أمام مازن المجاور لموضع علاء ..
خالد و هو يأخذ أنفاسه بصعوبة :
_ ريماس عاملة اية دلوقتى؟؟..
مازن بحزن :
_ لسة مش عارفين فى أوضة العمليات دلوقتى و دكتور عاصم و قريبهم دخل كمان…
خالد بتأثر :
_ ربنا يقومها بالسلامة… فين خلود؟؟..
أجابه مازن و هو ينظر على خلود و والدتها التى تهدأها :
_ مع مامتها هناك اهيه.. منهارة خالص و مش راضية تروح و لا تتحرك… و خايف عليها جدًا..
تابع و هو ينظر لخالد باهتمام :
_ قولى انت عملت اية؟؟.. لقيت اى حاجة توصلنا للى ضرب نار..
رفع علاء رأسه لهم باهتمام عند استماع سؤال مازن، فنظر له خالد بأسف و يأس هاتفًا :
_ ملقتش اى حاجة.. فضيت كُل الفيديوهات اللى فى كاميرات و مفيش اى حاجة ظاهرة.. كُله على المشهد اللى كُل شافه.. علاء و ريماس بيرقصوا و فجأة ريماس بتقع بين ايديه نتيجة لرصاصة فى ضهرها… غير كدا مفيش حاجة..
زفر مازن بضيق ثم قال بغضب :
_ اكيد ابن الـ….. اللى هرب.. المُصيبة اننا منعرفش اى حاجة عنه.. بس و ربى لو وقع تحت ايدى ما هرحمه و…
قاطعه علاء و هو يهب من على الأرض؛ قائلًا بغضب و توعد و نظرات قاسية :
_ لهكون قتله و رامى جثته للكلاب بس مش قبل ما اوريه الوان العذاب لون لون بايدى الاتنين… بس اوصله ابن الـ….. دا اوصله بس…
مازن بحالة مماثلة :
_ انا هحقق فى الموضوع دا بنفسى.. بس الاول نطمن على مدام ريماس و تقوم سليمة لينا..
خالد بتوتر و خوف شديد :
_ تفتكروا خلود هتبقى فى أمان الفترة دى.. البداية كانت ريماس و منعرفش مين اللى كان مقصود بالضبط ريماس و لا علاء… و منعرفش التانى هيبقى مين؟؟!!..
انتقل الشعور بالخوف لهم و بلا إرادة انتقلت نظراتهم لتلك التى تبكى باحضان والدتها تخشى فقدان صديقتها..
===***بقلم (مونى) Menna Muhammed ***===
ذهب عبدالرحمن لنادين و مال يجلس بجانبها؛ قائلًا بنبرة هادئة :
_ هتبقى كويسة يا نادين.. ادعيلها انتى بس…
انتظر ان ترفع رأسها و تنظر له لكن وجد عدم استجابة منها، فدفعها برفق لتنتبه له،؛ هاتفًا بلطف :
_ نادين هى محتاجة انكوا تبقـ….
انتفض بصدمة و هو يجد نادين فاقدة للوعى و أثار البُكاء مازالت مُعلقة فى ملامح وجهها..
عبدالرحمن بخوف و هو يضرب وجنتها برفق :
_ نادين فوقى نااادين…
وقف و حملها بلهفة فاقتربت منه روان و ريناد بقلق؛ سألت ريناد بقلق و جزع :
_ مالها نادين!!… اية اللى حصلها هى كمان؟..
عبدالرحمن بقلق :
_ معرفش… هى مالها!! كانت تعبانة…
روان بعصبية :
_ انتوا لسة هتسالوا مالها و مالهاش يلا روحوا لأى دكتور يلحقها و نشوف مالها…
أخذها عبدالرحمن لاقرب غرفة و اخذ يصرخ بحاجته لطبيب حتى أتت طبيبة شابة يتبعها ممرضة كانت مارة…
الطبيبة بغرابة :
_ اية اللى حصل يا استاذ؟؟ عمال تصرخ و تزعق لية فى المستشفى؟؟…
عبدالرحمن بانفعال :
_ انتى لسة هتسألى شوفيها مالها..
نظرت لنادين المحمولة و الفاقد للوعى فتردف بهدوء :
_ طب تعالى ورايا..
دلفت لغرفة فى نهاية الممر فارغة ثم قالت له بعملية :
_ ممكن حضرتك تحطها على السرير دا…
حولت نظراتها للفتيات التى معه؛ مُتسائلة باهتمام :
_ حضراتكوا تعرفوها..
بادرت ريناد تقول بلهفة :
_ احنا نبقى أخواتها… ارجوكِ شوفيها بسرعة اعملى اى حاجة بس تبقى كويسة مش هنتحمل يجرالها اى حاجة هى كمان ..
الطبيبة بعملية :
_ طب اتفضلوا كلكوا برة و انا هشوفها… سُهير تعالى اقلعى للانسة الطرحة بسرعة…
روان بلهفة و قلق :
_ انا ممكن اساعدك…
الطبيبة بنفى :
_ لا شُكرًا ممكن بس تتفضلوا برة علشان اشوفها… يلا استاذ خدهم و اتفضلوا…
خرجوا ثلاثتهم بقلق تاركين الطبيبة ترى نادين..
نزعت الممرضة الحجاب لها و شرعت الطبيبة بتفحصها…
فاطمة بجدية :
_ سُهير هاتى جهاز الضغط و…
قطعت جُملتها عند وقوع عيونها على البقع الحمراء التى تملأ عنقها فسارعت تضع يدها على وجهة لتجد حرارتها مرتفعة للغاية،، نظرت لها نظرة شمولية ثم …
الطبيبة بضيق :
_ هاتى حقنة بسرعة… انا لازم اعملها تحليل دم..
سُهير بخفوت :
_ يا دكتورة فاطمة هتلاقيها تعبت من الصدمة اصل قريبتها فى العمليات و واخدة رصاصة و حالتها مش مبشرة… و عايزة اقولك يا دكتورة فاطمة ان المريضة تبع دكتور عاصم.. صاحب المستشفى..
التفت الطبيبة بضيق لها :
_ و انا مسألتكيش يا مدام سُهير و دلوقتى هاتى اللى طلبته منك.. و طالما هى تبع دكتور عاصم فمفيش داعى تقولى للبرة انى عملتلها تحليل دم و هبقى اقول انا لدكتور عاصم..
عادت لترى نادين و همت برفع كُم فستانها للأعلى لترى كدمات و بقع حمراء تحتل ذراعها لتتأكد من ظنونها…
خرجت لهم بعد فترة و وقفت أمامهم تقول بعملية و جدية اتقنتها :
_ هى دلوقتى بقت افضل و فاقت جوة و كمان علقنالها محلول لان ضعيفة جدًا و شكلها مبتأكلش نهائى.. عالعموم عشر دقايق و تقدر تسيب الغُرفة عادى…
ثم سألت بترقب :
_ بس سؤال.. هى كانت بتعانى من حاجة او بتشتكى قبل كدا؟؟…
توترت ريناد و قالت بنفى :
_ لا مكنتش بتعانى من حاجة… لية فى حاجة يا دكتورة؟؟..
الطبيبة بجدية :
_ لا مفيش حاجة.. هى هتبقى كويسة بعد اذنكوا..
رحلت الطبيبة و لحقتها الممرضة تاركة روان و ريناد يدلفن لها ثم بعد فترة تابعهم عبدالرحمن…
ريناد بلهفة و قلق :
_ نادين انتى كويسة؟؟…
نادين بوهن و ألم :
_ جسمى وجعنى اووى… المهم ريماس عاملة اية دلوقتى…
روان بحزن :
_ لسة محدش خرج يطمنا و كُلنا خايفين عليها…
عبدالرحمن ببقلق صادق :
_ عاملة اية دلوقتى؟؟ انادى الدكتورة طيب…
نظرت نادين لريناد بخوف لتبادر ريناد تقول :
_ لا هي كويس دلوقتى… بس ممكن تفتح الباب علشان نخرج و نرجع تانى نشوف ريماس..
اومأ عبدالرحمن بعدم اقتناع ثم ذهب ليفتح الباب بينما ريناد روان تساعدن نادين في النهوض و السير للرجوع بعدما احكمت ارتداء حجابها قبل دخوله بقليل…
===***بقلم (مونى) Menna Muhammed ***===
ركضت ريناد على حمزة و هى ترأه يأتى لهم بهرولة، و ما أن وصلت له حتى ألقت نفسها فى احضانه و أخذت بالبكاء،،، ضمها له بحنو جديد لها ثم أخذ يربت على ظهرها برفق..
هاتفًا بنبرة رخيمة :
_ هتبقى كويسة متقلقيش هتقوم بالسلامة… ادعى ربنا و صلى تقوم بالسلامة..
ريناد و هى تبكى :
_ اختى هتسبنى و تموت زى بابا ما مات.. انا عايزة ريماس ترجع سليمة…
_ هترجع يا ريناد ان شاء الله…
===***بقلم (مونى) Menna Muhammed ***===
مرت الساعات و لم يخرج احد لهم و لا يعلمون ما يحدث معها بالداخل ليتشبث الشعور بالخوف و القلق بهم و يظلوا فى حالة من الدعاء و التضرع لـ الله أمام غرفة العمليات…
دقائق و خرج عاصم مُستند على ماجد و حالته تخبرهم بما لا يريدون سماعه…
هرولت نورهان لأخيها تتشبث فى ملابسه هاتفة بلوع :
_ بنتى مالها يا عاصم… رد عليا بنتى مالها… ريماس كويسة مش كدا رد عليا يا عااااصم ريماس بنتى فايقة جوا و بتنادى علينا صح!!…
أخذت الدموع طريقها على وجنته فأسنده ماجد و اوصله إلى أقرب مقعد من الغرفة تحت أنظار الجميع المنصدمة ..
دقائق و خرج الطبيب بعلمات الأسف من غرفة العمليات ركض له الجميع ليحاط في ثواني و تمطر عليه وابل الأسئلة…
اخفض رأسه ليفجر قنبلته بقوله :
_ احنا عملنا كل اللي علينا لكن… ارادة ربنا أقوى و كله قدر و مكتوب… بعتذر بس.. البقاء لله..
وقفوا امامه بأوجهه منصدمة و صمت عم على المكان حتى قاطعته صرخت نورهان ثم فقدها للوعى ، ركض لها حمزة و عبدالرحمن و اسندوها لاقرب مقعد ثم حاولوا افاقتها بينما علاء امسك بتلابيب الطبيب ؛ صائحًا بعصبية و غضب :
_ اية الهبل اللى انت بتقوله دا .. و ربنا ابعتك وراها لو مقولتش انك مش قاصد الكلام دا … قول ان الكلام دا مش صح ..
دفعه بقوة ثم هرول يدخل الغرفة بانفعال غير مهتم لتوسلات الممرضيين بالخروج ، وقف فى منتصف الغرفة ينظر للجسد المُغطى بالملاءة البيضاء بالكامل فركض لها بجزع و رفع الغطاء من على وجهها …
_ ريمماااس فوقى ريماس قومى و قوليلنا ان دا كله كان حلم .. قومى و فوقى احنا محتاجينك .. ريماس قوووومى بقاااا قومى و بطلى بواخة انا عارف انك بتعملى كدا علشان تشوفى احنا بنحبك قد اية بس علفكرة دى مش طريقة كويسة علشان تستخدميها … قومى احنا بنحبك وربنا بنحبك يلا اهه عرفتى احنا بنحبك قد اية فقومى بقااا قومى يا ريمااس … ريماس فتحى عيونك فتحيها علشانّا مش علشان حد .. ارجوكى بقا قومى كلمينى انا مقدرش اعيش من غيرك .. انتى كدا مش قد وعدك و انا هزعل منك اوى … انتى مش لسة وعدانى انك هتفضلى معايا علطول و مش هتسبينى .. ايوة انتى وعدتينى و مش وفيتى بوعدك وعدتينى و ضحكتى عليا بعد ما وثقت فيكى … فاكرة قولتيلى اية و احنا بنرقص قولتيلى انك موافقة تفضلى معايا و انك معايا فى كل وقت و كل زمان و انك جوايا … انتى فعلا جوايا بس مش هتبقى معايا طول الوقت لو مقومتيش دلوقتى .. قوووومى بقاااا انتى مش بتردى ليه قووومى يا ريمااس افتحى عيونك …
ركضت لها روان و وقفت تهزها برفق ثم قوة و عيونها تذرف الدموع بدون اى إرادة تُذكر منها
_ فصل رخم و بايخ و غلس زيك .. فتحى عيونك و قوليلى ان دا المقلب ال16 من مقالبك .. يلا افتحى عيونك اية خايفة ازعل منك و اقول عليكى عيلة بايخة و رخمة .. لالا والله ما هقول كدا بس انتى افتحى عيونك و انا هضحك و هعدى الموقف و مش هخليكى تجيبيلى شوكولاتة … ريمااس ارجوكى قوومى بقاا .. شايفة الكُل زعل ازاى .. قوليلهم انتى بقا انهم ميزعلوش و انك كنتى قاصدة تعملى فيا مقلب و هما دخلوا فيه بالغلط .. ريماااس افتحى عيونك بقا انا هفضل اتحايل عليكى كتير … ريماااس افتحى عيونك بقااا افتحى عيونك و انا اوعدك انى هبقى عاقلة و هسمع كلامك كُله انتى و ماما … ريمااااس ريماااس ارجوكى افتحى عيونك و كلمينا … انتى قولتى هتبعدى و تروحى بيت تانى بس و انا هشوفك علطول و لو عايزة اشوفك كُل يوم مش هيحصل حاجة .. بس مش قولتيلى انك هتبعدى اوى كدا لدرجة انى عمرى ما هشوفك تانى .. طلعتى كدابة انا زعلانة منك ………………..يتبع
#مونى
#menna_muhammed
#ظننته_الثانى_لكنه
(( الحلقة صُغيرة انا عارفة و كمان اتأخرت فى تنزلها و انا مكنتش عايزة كدا .. بالاضافة انها مش حلوة و مش زى ما كُنت عايزة اخرجها كُل دا عارفاه بس اعذرونى انا نفسيًا تعبانة و مش عارفة اكتب فأعذرونى فى الحلقات الجاية كمان ))