رواية ظننته الثانى ، لكنه /للكاتبة منه محمد

*لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين*
الثالث و الثلاثون
#ظننته_الثانى_لكنه

( اعتدت العيش فى حزن خلقته بيدى ،و غفلت عن سعادة تبقى بجوارى ،و فى ندب حظى توالت ايامى ، خالقة من الصمت أسوارى، اعتدت تذكر الماضى يوميًا، تتكرر لحظاتى المؤلمة لحظيًا، و ايام سعادتى باتت مَنسية، تتصارع معها احزانى بوحشية)
اغلقت دفترها بعدما انتهت من خط جُمل بسيطة خطرت على مُخيلتها فى لحظاتها الفارغة، ضغطت على زر التحكم فى مقعدها لتتحرك بمقعدها المتحرك لمكتبها القابع فى غرفتها،، اخفت دفترها فى درج مكتبها و تحركت بالمقعد للشرفة الكبيرة التى تحتل مسافة فى غرفتها،،، شردت تعود للحظات فى الماضى جمعتها بزوجها و هى تجزم انها ليست المرة الأولى و لا الثانية التى تكررت فى مخيلتها، لكن كُل مرة تعيشها و كأنها حقيقية،،،
( فلاش باك)
ضحكت و هى ترأه ملطخ بالطحين و ملابسه بها آثار الطماطم اما عن يده فهى امتزجت بالزيت و الطحين و مكونات متعددة، ضحكت بشدة متابعة تذمره و حركته العصبية فى التعصب على الصحن الكبير القابع أمامه؛ خلود بتسلية :
_ اية ذنب الطبق طيب فى فشلك… سيبه سيبه و شوف فيلم نتفرج عليه و انا هكمل الاكل و اهو انقذ ما أستطيع انقاذه…
اعترض مازن و هو يرأهها تنهض من على مقعدها :
_ و ربنا ما انتى قايمة و عاملة حاجة انا اللى هعمل النهاردة كُل حاجة.. اقعدى هادية بقا خلى فترة حملك تعدى على خير…
ثم قال ببعض الضيق :
_ بس مكرونة بالبشاميل و محشى اية بس اللى عايزة تعمليه للضيوف ما تختارى حاجة خفيفة اعرف اعملها مش مكفيكى بهدلتى..
ضحكت و هى تشاهد مظهرهه؛ قالت بمرح :
_ يلا يا ميزو قطعت شوط كبير فى الاكل كمل بقا بس من غير ما تخرب حاجة اكتر من كدا هههه كفاية خلاطى اللى فرقع فى وشك هههه و مفتاح البوتجاز اللى تخلع فى ايدك ههه بالله عليك اهدى و اتعامل مع الأجهزة بهدوء مش بعصبيتك دى..
مازن بحنق :
_ بطلى انتى ضحك بس انا عمرى ما دخلت مطبخ فى حياتى نهائى حتى لو هموت من العطش و عايز ماية كانت الخدامة او ماما بيجبوه لحد عندى فعيزانى ادخله و اعمل الاكل و الحياة تبقى سهلة… دا انتى بتحلمى..
استنكرت خلود ببراءة :
_ الله طب ما انا قولتلك اعمله انا و انت اللى رفضت كان زمانى خلصت دلوقتى و لبست و جهزت الشقة و القاعدة لبليل قبل ما يجوا علاء و ريماس و خالد و مى و روان و مروان و ميار و…
قاطعها مازن بضيق :
_ خلاص خلاص مش هتخلصى كدا.. و بعدين انا خايف عليكى و مش عايز اتعبك تقومى تتريقى عليا كدا.. شكرًا يا متر اهه دا آخرة حبى ليكى.. اقطعى علاقتك بيا يلا…
ضحكت خلود على طريقته الطفولية و قالت برقة متأسفة :
_ يا حبيبى مش بتريق.. طب خلاص اسفة متزعلش.. شوف كدا الصلصة لحسن أشك انها اتحرقت..
اقترب لطنجرة موضوعة على الـ *بوتجاز* هم برفع الغطاء ليجد دخان كثيف يصعد منها و لا يوجد اى لون احمر فقط السواد هو المحتل للمكان،، لمح بعض الـ *صلصة* يختلط بالسواد و يكاد ان يختفى، فتنهد براحة و التف لخلود المتابعة للأمر بصدمة و عدم تصديق ؛ قالت بذهول :
_ اتحرقت!!!!
حاول رسم ابتسامة و قال بنفى :
_ لا مش كلها فى شوية صلصة..
و حمل الضنجرة بفوط المطبخ و قربها منها لترأى، فتشهق و تقول باندفاع :
_ دى اتحرقت كُلها.. ازاى و احنا جنبها بس؟؟..
_ لا فى شوية اهم..
نظرت له باستنكار و قالت :
_ فين دا يا مازن.. دى معلقة بس..
و تابعت بضيق و نفاذ صبر :
_ بقولك اية روح خد شاور و البس و انزل عقبال ما اعمل انا الاكل.. ربنا يسامح اللى يدخلك المطبخ تانى..
هم بالاعتراض لكنها قاطعته و هى تنهد قائلة برجاء :
_ ارجوك ارجوك عايزة اليوم يعدى بسلام انهاردة لا حالات تسمم و حريقة تحصل و لا مطبخى يروح فى خبر كان.. روح روح ربنا يهديك و كمان متعتبش المطبخ دا تانى اتوسلك.. يلا يلا يا مازن من غير كلام الساعة داخلة على واحدة الضهر و هما هيجوا الساعة خمسة و الأكل لا تعمل و لا احنا لبسنا و جهزنا و لو فضلنا كدا مش هنخلص على 11 بليل.. امشااااااى يا مازن..
رحل مازن و هو حانق منها، زفرت بإنزعاج و هى تنظر لمطبخها و الكارثة التى حلت عليه بفضل زوجها و كم المواعين المتسخة التى تملا المرحاض، اما عن الطعام فلم ينجح فى فعل شئ سوى فى تحضير عجين البيتزا و بمساعدتها، اوشكت ان تبكى بقهر و هى ترى الطحين يملا المطبخ و الأرضية، و كذلك سائل الطماطم على البوتجاز و الأرض و فى كل مكان نتيجة لانفجار الـ *خلاط*، استنشاق ثم زفير ثم استدعاء نشاطها لانهاء ذلك اللوحة المُتعبة..
=
=
=
_ نورتونا والله.. متجمعين دايمًا فى سعادة يارب..
قالتها خلود برقة و هدوء راسمة ابتسامة جميلة على وجهها، هتفت مى باعجاب :
_ تسلمى يا لودى.. بس اية كمية الأصناف دى و كلها احلى من بعض و كُل واحد ملهوش علاقة بالتانى.. ما كُنتيش تعبتى نفسك يا لولو بس الصراحة جميلة اووووى..
خلود بسعادة :
_ تسلميلى يا ميوش بس عشان كُل واحد يأكل اللى يحبه و يعجبه و انا متعبتش يا حبيبتى فيهم كُله مخدش منى 3 ساعات..
نظرت لها فيروز بازدراء وقالت بتهكم :
_ ما هو دا اللى انتى فالحة فيه.. اية يا حبيبتى انتى لبساه دا ؟؟ مين الغبية اللى جبتلك الهدوم دى!!…
شعرت خلود بالإهانة موجهة لها فاخفضت نظرها فى صحنها و ساد الوجوم عليها، تفحص مازن ملابسها برضا فستان رمادى باسود طويل و واسع يصل لبعض كاحلها و له حزام اسود يغلق بزهرة فى الجانب و أكمام طويلة واسعة و اسفلها معصم لليد اسود ، و حجاب شرعى طويل باللون الرمادى بلفة جميلة و هادئة، و حذاء لا يكشف قدمها لكن يزينه أسفل فستانها، اما عن زينة وجهها فلم تضع اى شئ سوى ذلك الكحل الذى زين عيونها ببراعة و أظهر زيتونية عيونها اكثر و اكثر،،، نظر لوالده و تحدث بنبرة هادئة :
_ مال لبسها يا ماما بالعكس لبسها جميل جدًا و شيك من غير over و كمان انا اللى جبت اللبس دا و اخترته مخصوص علشان تلبسه انهاردة و شايفه جميل اوى فيها..
ثم قال بابتسامة مصطنعة :
_ دوقى يا ماما المكرونة بالبشاميل خلود عاملها حلو اوى…
لوت شفتيها بعدم رضا و تبادلت النظرات الحانقة مع مرام التى ألتزمت الصمت منذ المجئ، بينما خلود نظرت له بإمتنان و كذلك خالد الذى اشتعل حنقًا من أسلوب والدة مازن..
اردفت روان بمرح :
_ بما انك حامل يا خوخو فاول مولود اسمه روان لو بنت و لو ولد فيبقى مروان اهه برضه من روان.. انتى محلوة الايام دى و متأكدة ان الطفل هيبقى مز او مُزة فيبقى على أسمى بما ان مش هتشوفى احلى منى..
ريماس باستهزاء :
_ احيكى على تواضعك يا دكتورة..
ميار بإنزعاج :
_ مى صدعتينى بيكى و بخفة دمك اللى مش شيفاها.. الصراحة ندمانة على الوقت اللى قعدت اسمعها و هى بتحكى عنك انا مش شايفة كدا..
ابتسمت لها روان بسماجة و قالت ببرود أشعل غيظها :
_ عشان انا مبهزرش مع ناس مسترخماهم… و انا الصراحة كنت هلفت نظرك لكدا بس اتكسفت بس طالما فتحتى الكلام فانتى حولة و واضح اوى و الظاهر مش بتشوفى كمان و دا يوضح انتى لية مش شيفانى زى ما الكل شايفنى دا غير أن الله اعلم بس أشك انك طرشة يعنى انتى عامية و طرشة ما شاء الله..
نهرتها خلود بخفة قائلة بعتاب :
_ اية روان دا مينفعش تجريحيها كدا دا مش هزار… روان لو سمحتى كُلى و انتى ساكتة و انتى يا ميار متزعليش من كلامها هى متقصدش..
رمقت ميار روان بحنق و شرارات الغضب تنبعث منها،، قال علاء لصديقه :
_ مبروك يا مازن.. مبروك يا مدام خلود ان شاء الله يبقى ذرية صالحة ليكم..
ابتسمت خلود و قال مازن :
_ تسلم يا صاحبى عقبالك..
علاء بتذكر :
_ اها صح هو انا مش قولتلكوا مش الفرح بعد اسبوعين… و الكُل معزوم عليه بإذن الله.. طبعًا انت و مراتك مش محتاجين عزومة اساسًـا..
خلود بسعادة :
_ دا بجد مبروك يا ريم ربنا يسعدك يا قلبى..
ريماس بمرح :
_ لالالا مش هينفع مبروك بس.. انتى من بكرة تكونى عندى دا لسة مشاوير كتير و اكيد انتى هتبقى معايا…
=
=
=
اردفت ريماس بلطف :
_ نفسك تدخلى كلية اية يا ميار…
قالت ميار بثبات :
_ كُلية آداب اسبانى..
_ جميل ربنا يوفقك..
امسك مازن الزجاجة الموضوعة أمامهم على الأرض العشبية و ادارها بقوة ثم هتف بحماس :
_ علاء هيسأل خالد… يلا سؤال صعب شوية..
علاء بحاجب مرفوع :
_ صراحة و لا تحدى يا عم خالد..
خالد بنفى :
_ لا صراحة اية بس تسألنى سؤال معرفش اجاوب عليه.. يلا تحدى..
اصطنع علاء التفكير ثم قال بخبث :
_ تفتح تليفونك دلوقتى و تعمل لكل البنات اللى عندك بلوك..
خلود بصدمة :
_ بنات بنات اية ان شاء الله.. خالد انت بتكلم بنات؟؟..
خالد بضحك :
_ بنات اية بس يا خلود.. و انت يا عم علاء انا عاملهم كلهم بلوك من زمان معنديش بنات انا..
نظرت له روان بعتاب فقال سريعًا :
_ لا استنى فى خلود و ريماس و روان و مى و ميار… على ما اعتقد بس دول و معتقدش ان دول اللى تقصدهم و لا اية!!..
_ ماشى يا خالد.. يلا..
أدار مازن الزجاجة ثم قال :
_ خالد لمرام..
خالد بمكر :
_ صراحة و لا تحدى يا آنسة مرام..
_ صراحة..
_ اكتر حد بتكرههيه؟؟..
مرام بحقد :
_ خلود..
خلود بصدمة :
_ انا!! لية كدا يا مرام؟؟.. انا زعلتك او أذيتك علشان تكرههينى؟؟!!!!..
مرام بحقد مدعية اللامبالاة :
_ كان سؤال واحد..
نظر لها مازن بضيق ثم نظر لخلود قائلًا بلطف يمتص حزنها :
_ مش كفاية انا بحبك مش محتاجة حد تانى يحبك كفاية حبى ليكى..
نظرت له بإمتنان و قامت هى ذلك المرة بلف الزجاجة..
_ مى لروان…
مى بمكر :
_ صراحة و لا تحدى يا رونى!!..
روان بعدم راحة :
_ مش مرتحالك.. خليها تحدى افضل..
مى بخبث :
_ فى على البوابة كلب حراسة هتروحى و هتلعبى معاه و تجيبيه معاكى لهنا..
روان بانفعال :
_ نعااااام ياااختى..
ضحكت ريماس و كذلك خالد و علاء؛ روان باعتراض :
_ دا لا يمكن…
مى بخبث :
_ يبقى تتعاقبى..
_ ماشى بس مش هعمل زى ما قولتى..
مى : مش دلوقتى بعدين…
مازن بمرح :
_ كفاية طيب لحد كدا… تعالوا نلعب كورة يا شباب يلا بينا..
خالد بغرور مصطنع :
_ معاكوا رونالدو التانى و يا بخت الفريق اللى هبقى معاه.. اكيد هيكسب من غير اى كلام..
مى بحماس :
_ طب يلا.. انا و روان و خالد و ميار و مروان فريق..
مازن بمرح :
_ انا و خلود و علاء و مدام ريماس و مرام فريق و ماما الحكم.. يلا يا شباب اطمنوا احنا اللى هنكسب الحكم فى صفنا…
ضحكوا جميعهم و لعبوا و تحدثوا و مر اليوم بسعادة..
( باك)
خلود بحزن :
_ يعتبر كان آخر يوم نتجمع فيه و نبقى كلنا مبسوطين لنهاية اليوم رغم ماما فيروز و مرام بس يبقى آخر يوم يمر بخير و فرحة..
==** بقلمى / Menna Muhammed (مونى) **==
انتهت من ارتداء ملابسها و همت بتمشيط خصلاتها و لكن منعها طرق على باب منزلهن، فتركت المشاط و ذهبت لترى الطارق المُلح على الباب..
روان بانزعاج :
_ ما تصير يا غلس..
فتحت الباب لتجد ريناد تقف أمامها و بيدها طفلها فهد و بجانبها ملاك و محمد؛ ريناد بابتسامة متسعة :
_ روووونى وحشااانى اوووى..
تسمرت روان مكانها و علامات العدم تصديق على محياها؛ هتفت بعدم تصديق :
_ انتى بجد ؟؟..
ضحكت ريناد و قالت بمرح :
_ و اية اللى يثبتلك انى بجد..
انتبهت روان و قالت بمرح :
_ حضن..
عانقتها شقيقتها بعدما تركت فهد لملاك ثم دلفوا معًا..
روان بعتاب :
_ ياااه دا انا فكرت هموت من غير ما اشوفك تانى..
ريناد بـأسف :
_ اسفة يا روان بس مشاكل و كدا و مكنتش عارفة اتواصل مع حد حتى نادين..
روان بعدم رضا و عتاب:
_ حتى مكنتيش قادرة تتصلى لدقيقتين تسمعى صوتى بس و تطمنى علينا.. مطلبتش تيجى رغم انك بقالك سنة و 4 شهور مجتيش و شوفتينا بس حتى الاتصال لتسع شهور مقطوع.. للدرجادى كُنتى مشغولة…
طأطأت رأسها بخجل و ضميرها لا يكف عن تأنيبها؛ جاهدت لإخراج صوتها قائلة بندم و أسف :
_ اسفة يا روان اعذرينى.. بس..
قطعت حديثها و هى تستمع لوالداتها تهتف بأسم شقيقتها لتقوم بمعاونتها على النهوض و السير لغرفة الجلوس..
لم تتكاسل و نهضت سريعًا لغرفة والدتها مستعدة لمساعدتها هى،، دلفت ريناد للغرفة و طالعت والدتها المريضة باشتياق و حب واضح عليها، بينما نورهان فانصدمت بوجودها و هتفت بلا وعى منها :
_ اية دا ريناد!! .. اخيرًا قررتى تشوفينا!!.
استحقرت ريناد نفسها كثيرًا و هرولت تجلس بجانب والدتها على الفراش ثم التقاط يدها لتقبيلها بلهفة و حب و بعض الندم،، ريناد بأسف و خجل :
_ اسفة جدًا جدًا يا ماما.. مكنش ينفع اقطع كدا بس بعتذر اووووى الفترة اللى فاتت كانت صعبة عليا اوى.. بجد اسفة..
كانت نورهان ستقوم بعتابها و توبخها على عدم الاتصال بهم لفترة طويلة و لكن الألم الموجود بزوايا عيونها جعلها تتراجع و تصمت،، مسحت على حجابها و قالت بحنان :
_ انتى عاملة اية و عيالك عاملين اية؟..
اومأت بخفة و قالت باهتمام صادق :
_ احنا الحمدلله يا ماما.. المهم انتى اية اخبارك و تعبك زى ما هو و لالا؟؟..
_ انا الحمدلله يا بنتى اهه منتظمة على العلاج بمساعدة اختك و فى تحسن ملحوظ فى حالتى..
_ خير ان شاء الله.. اية رأيك نطلع؟..
=
=
سألت نورهان بـ ترقب مهتم :
_ اومال فين جوزك و حماتك يا ريناد مجوش معاكى و لا اية!!..
ارتبكت روان و ظهر عليها التوتر و والدتها تنظر لها بـ ترقب،، تذكرت انها تشاجرت مع حمزة بسبب ما حدث و انه أوشك ان يصفعها عندما اجابته بمنتهى الوقاحة متخلية عن خوفها لبعض اللحظات..
( فلاش باك)
ريناد بعصبية :
_ و انت اية اللى مضايقك فى قعدتى مع سالم او غيره.. دا بدل ما تحمد ربنا انه لحق ابنك قبل ما يتخطف كمان مكنتش عايزنى اشكره..
حمزة بغضب :
_ احنا مش اتفقنا فى الموضوع دا قبل كدا و وعدتينى انك مش هتشوفى سالم تانى و لا هتتعاملى معاه تانى فى حياتك… فين وعدك ليا يا مدام..
ريناد بعصبية و صوت مرتفع :
_ دا كان وقت ما بثق فيك و بحبك ايام ما كنت بسمع كلامك.. قبل ما مراتك المتوفية ترجع من قبرها..
_ قصدك اية بكلامك يا ريناد..
قالت بغضب يوازى غضبه :
_ قصدى انى تعبت يا حمزة و عايزة اروح لماما لحد ما اتقبل الأحداث اللى حواليا..
( باك)
بالطبع لم يوافق و اخذت ساعة كاملة حتى جعلته يطلق تصريح بالذهاب، لم تتهاون فى حزم حقائبها فى اسرع وقت تستطيع استخدامه و همت بالذهاب عند مطلع الفجر و لكن اشترط عليها الذهاب معها و عد ابقائها فى منزل والدتها بل فى منزله المقابل لهم،، و أيضًا علم حازم فقرر لحاقهم فى اليوم التالى بصحبة والدته ل?يلته الخاصة بعدما يتأكد من سفر عبير لعائلتها،،، انتبهت ريناد لوالدتها و قالت بنبرة هادئة حزينة :
_ حمزة فى الشقة يا ماما بتاعته و ماما عائشة هتيجى بكرة مع حازم..
_ و سُمية ؟؟ عرفتوا هى فين؟؟..
ريناد بحزن :
_ للأسف يا ماما لسة..
نورهان بتوجس :
_ ان شاء الله ترجع بالسلامة.. طب.. طب طليقة حمزة فين دلوقت؟؟..
اخفضت ريناد رأسها و قالت بحقد :
_ مسافرة يارب ما ترجع..
نورهان بضيق :
_ خلاص بقا متدعيش عليها.. متنسيش انها ام بنت جوزك..
_ ياربى متفكرنيش..
خرجت روان من غرفتها و هى تركض و خلفها الأطفال؛ روان بضحك :
_ ياربى شكلى مش هخرج انهاردة..
سألت ريناد بتعجب :
_ رايحة فين يا روان!!.. و مالهم بيجروا وراكى لية؟ ؟.
ملاك بتذمر :
_ يا ماما عايزة تمشى و تسيبنا من غير ما تلعب معانا..
محمد بجدية :
_ بس هى وراها كُلية يا موكا زى مانتى عندك مدرسة لازم تروحيها..
ثم نظر لريناد و سأل :
_ بخصوص المدارس يا ماما هنعمل فيها اية؟؟..
ريناد بهدوء :
_ هذاكر ليكو المنهج هنا و هنرجع على امتحانتكوا ان شاء الله.. أما الغياب فاناا كلمت المدرسة و اتحلت مشكلته..
==** بقلمى / Menna Muhammed (مونى) **==
_ صباح الخير يا خالد..
_ صباح النور يا مى.. ها هترجعى امتى؟؟
_ احم كنت عايزة اطلب منك طلب..
_ خير!!!..
صمتت لا تعلم من أين تبدأ، ثم قالت بتردد..
_ فى رحلة فى كُلية ميار لسيوة و انا عايزة اروح معاها..
_ سيوة!!!.. دى امتى دى ؟..
ابتسمت بسعادة فهو أعطاها امل فى موافقته و بدون اى مجهود يُذكر..
_ بكرة ليوم الاربع الجاى..
_ لا ثانية كدا.. بكرا!!.. يعنى انتى عارفة من فترة و حاجزة و كُل حاجة..
_ لأ لأ والله أبدًا دى ميار حاجزة لتنين من فترة و لسة قايلالى امبارح و انا لسة مقتنعة و اتصلت بيك استأذنك حتى قبل ما اقول لميار انى هروح معاها..
_ طيب يا مى روحى.. بس الاول روحى البيت جيبى منه فلوس و بالمرة لبس ليكى..
_ بس انا معايا فلوس يا خالد..
_ لا برضه روحى جيبى فلوس من البيت..
_ حاضر.. و شُكرًا جدًا يا خالد…
_ المهم تبقى ظبطى حكاية غيابك من كُليتك..
_ اها الحمدلله هتفق مع زميلتى فى الموضوع دا.. و كمان ليان هتساعدني لما ارجع..
_ OK يا مى روحى شوفى اللى هتعمليه..
اغلقت معه و هى تتنفس براحة ثم هرولت تنادى على شقيقتها لتخبرها بأمر ذاهبها معها..
==** بقلمى / Menna Muhammed (مونى) **==
( فى كندا خاصة فى * مدينة مونتريال *)
صوت طرقات على باب منزله ازعج منامه، فينهض و هو منزعج و يتجه ليفتحه و قبل أن يتفوه بحرف كانت تلك الشقراء تقتحم منزله بوجه غاضب بعدما دفعته من ذراعه بقوة..
صاحت بغضب بلكنة انجليزية :
_ ماذا تظن نفسك بفاعل؟؟.. اعلم من ديفيد بأنك ستعود لموطنك دون ان تقوم بأخبارى..
مسح على وجهه بقوة ثم اتجه لغرفة الجلوس و تمدد على الاريكة واضعًا ذراعه على عينيه؛ ثم قال بإنزعاج بلهجة انجليزية :
_ الصباح لم يأتى بعد لتأتى لمنزلى و تبدأى بإيلامى.. ألا تملكين ذرة احترام تتحلى بها؟؟..
هيلدا بحنق :
_ آلاء لا تتهرب منى.. انت تعلم انك مخطئ لعدم اخبارى..
علاء باستنكار بلهجته الأصلية :
_ الاء اية بس الله يحرقك يا شيخة.. اوووف ناقص اهلك على الصبح مش كفاية حكاية السفر دى..
ابعد ذراعه و نظر لها و قال بلهجة انجليزية :
_ انظرِ هيلدا انا لا اعلم سبب غضبك منى… لا أرى له مبرر و كذلك قرار عودتى كُنت سأتخذه فى يومًا ما.. هذا أمر طبيعى فعائلتى و اصدقائى ليسوا بـ هُنا بل هُناك.. و انا لا احتمل ذلك البُعد بينى و بينهم اكثر من ذلك… اشتاق لهم و بشدة..
صمتت تنظر له بحزن ثم قالت بتوتر :
_ و انا!!! ستتركنى هنا وحيدة.. انت صديقى و أخى كما تقول.. نسيت ذلك و ستتركنى.. تعلم جيدًا انى لا أملك اى أصدقاء و لا اريد ذلك و…. آلاء لا تتركنى..
قالت جملتها الأخيرة بيأس ألمه، قال بخفوت :
_ بعتذر هيلدا لكن يجب علىّ العودة.. عائلتى بحاجتى و بالطبع ساظل على اتصال دام بكِ فانتِ أخت لىّ كما اخبرتك و لن أتجاوزِك كما لن أتجاوز جميع ما هنا..
سألت بنبرة حزينة يأسة :
_ متى موعد طائرتك؟؟..
قال علاء بشفقة :
_ بعد غد فى الثانية عشر..
ثم اعتدل ليجلس و نظر لها بحنو و قال بابتسامة :
_ اختى الصغيرة سأنتظرك ان تأتى لموطنى قريبًا و سأقوم بأخذك لأماكن عدة كما فعلتِ معى هنا..
اومأت له و همت بالرحيل، فيقول بتعجب :
_ ستذهبِ الآن!!! الوقت مبكر للذهاب بمفردك..
ثم قال هو ينهض :
_ انتظرِ هنا سأرتدى ملابسى و اقوم بتحضير الفطور لنتناوله معًا قبل الذهاب للعمل معك.. سأقوم بتقديم استقالتى اليوم..
اغمضت عيونها بقوة و اومأت له دون أن تتفوه بحرف، نظر علاء لها بشفقة و رحل من الغرفة ليرتدى ملابسه، اما هى فهمست لنفسها بألم :
_ احمق لا يعلم انى اعشقه ليتركنى كذلك و يرحل… كم احسد تلك ريماس على حبه لها..
==** بقلمى / Menna Muhammed (مونى) **==
( فى ألمانيا تحديداً فى *هامبورغ*)
نظر لها بصدمة و أصبحت عيونه قاسية و مظلمة، لم يستطع التحدث و هو يرى من دمرته فى الماضى، مر عليه أكثر من عشر سنوات و هو لم ينسى لكن الأمر أصبح لا يؤلمه مؤاخرًا لكن بظهورها الآن أحييت ألامه و ذكريات جاهد فى نسيانها، نظر لها باحتقار و كره لطالما كان ذلك الشعور ما يلازمه عند تذكرها،، *نيرة* هى تلك الفتاة التى ألمته و جعلته ينظر للحياة بنظرة أخرى، كشفت ضعفه لنفسه فأصبح أقوى و أقوى و الفضل يعود لها، اقسم على أخذ الحق منها و من كُل مَن اتحلفوا لأذيته،،، تقف الآن أمامه منحنية الرأس و تقول بخوف و توسل :
_ انا اسفة ارجوك سامح حسن و خرجه من اللى دخلته فيه..
ابتسم بتشفى و قال باحتقار :
_ و انا مالى و مال جوزك.. حد قالك انى مش فاضى غير ليكو..
نيرة بارتجاف و بكاء :
_ طب طلع حسن من السجن و انا هخلى رائف و محمود و لينا يجو يعتذروا ليك.. بس ارجوك طلعه..
قال ببرود :
_ نسيتى شاهر و سلمى.. اية مبقوش من العصابة..
بكت بشدة و توسلته بقوة :
_ ارجوك ارجوك مستعدة ابوس رجلك و تطلع حسن.. انت خدت حقك و زيادة مع انه كان طيش شباب..
كاد ان يصرخ فى وجهها بوجع و يسألها عن اى لهو شباب ذلك الذى يكسر له قلبه بتلك الطريقة؟!! اى لهو شباب الذى يجعله يحبها و يتحطم من أجل جملة منها؟!! اى لهو شباب ذلك الذى يجعله يتحمل صفعات و اهانة اصدقاءها لتعود له؟!!..
تحدث ببرود :
_ معرفش حاجة عن حسن اتفضلى أمشى و مش عايز اشوف وشك تانى مش ناقص قرف..
خرجت من المكان منحية الرأس و تجر خلفها اذيال خيبة الأمل، و بالطبع الندم سيطر عليها،،، رأتها و هى تخرج من عنده و تبكى بشده فدلفت له و هى تسأله بدهشة :
_ مين اللى لسة خارجة من عندك دى يا أيهم؟؟.. يعينى دى بتعيط اوى و شكلها تعبانة..
نهض أيهم و قال بهدوء و ابتسامة مصطنعة :
_ مريضة عندى.. المهم انتى.. عملتى اية فى الاتيلية؟..
ابتسمت له و قالت بحماس :
_ خلصته اخيرًا و حفلة افتتاحه يوم ** لازم تيجى.. الفضل كُله اصلًـا يرجعلك..
شاركها سعادتها و قال بلطف :
_ طبعًا يا چورى هاجى من غير حتى ما تعزمينى.. هو انا اقدر برضه افوت حاجة مهمة زى كدا ليكى..
احمرت وجنتها و قالت بحماس :
_ بجد!!.. طب نقى معايا الفستان اللى البسه فى الافتتاح..
أيهم بأبتسامة بسيطة :
_ حاضر.. بس قوليلى هتحجزى امتى طيارتك..
قالت بعدم فهم :
_ طيارتى!!.. اعتقد يبقى يوم التلات عشان اشوف ملاك كمان.. و انت اكيد هتيجى معايا..
نفى أيهم و قال بهدؤ :
_ لا خليها يوم السبت معايا..
_ شمعنا السبت..
_ لسبب كدا.. خليها السبت و خلاص..
اؤمات له بموافقة ثم تحدثت بسعادة و حماس :
_ يلا نخرج بقى عايزة اتفسح و أجرى و اتنطط و اعمل كُل حاجة انهاردة..
ضحك أيهم و سألها باهتمام :
_ اشمعنا النهاردة يعنى؟؟.. شكلك فرحانة جدًا و دا مش بسبب الاتيلية على ما اعتقد… اية السبب بقى؟؟..
اجابته چويرية بسعادة :
_ هنا اتصلت بيا انهاردة و قالى ان ماما بقت كويسة و كمان خلاص اعتزالوا كُل اللى كانوا بيعملوه و بابا القاضى حكم عليه بـ 15 سنة بس..
ضحك أيهم و قال بسخرية :
_ 15 سنة بس.. لا قليلين..
_ بس أفضل من 25 سنة أو إعدام.. كان لازم ياخد جزاءه فى يوم من الايام.. و لو عليا انا ممكن اسلم نفسى..
أيهم بلهفة و خوف :
_ اية تسلمى نفسك دى.. انتى مش مدمنة دلوقتى و لا بتساعديهم يبقى تروحى تسلمى نفسك لية؟؟..
ثم قال بصرامة :
_ چوريا اوعى تتكلمى فى الموضوع دا تانى انتى مبقتيش چوريا القديمة.. و انسى دا نهائى انتى فهمة..
_ حاضر حاضر يلا بقى نخرج انا جاية ليك ألمانيا علشان افضل قاعدة فى ملل.. يلا نخرج..
تنفس بهدوء و قال بمرح :
_ طب أمشى ياختى قدامى أمشى..
==** بقلمى / Menna Muhammed (مونى) **==
حازم بجدية :
_ عبير هتيجى معانا القاهرة و لا هتسافرى لأهلك..
عبير بنبرة خافتة :
_ لا هسافر لاهلى..
حازم بجدية :
_ طيب يا عبير براحتك.. هتروحى بكرة او امتى؟؟؟..
عبير : لا هروح بكرة فى القطر مش هفضل هنا لوحدى و.. كمان ممكن أطول الفترة دى..
حازم بحدة :
_ لا هو اسبوع مفيش غيره.. ممكن يبقى عشر ايام غير كدا فـ لا..
عبير بحزن :
_ حاضر..
_ انا هروح اشوف ماما و انتى جهزى شنطتك انتى و رحيم..
_ حاضر..
غادر حازم و مر دقيقتين قبل أن يعلن هاتفها عن اتصال من احد ما..
أجابت عبير بنبرة فاترة :
_ السلام عليكم.. ازيك يا نعمة..
_…..
_ تسلمى حبيبتى انا تمام الحمدلله..
_…
_ لا جاية بكرة لاهلى.. إن شاء الله هبقى اشوفك هناك..
_…
_ لية انتى فين..
_…..
_ ترجعى بالسلامة.. بس لية اتوقعتى كدا ؟؟..
_…….
انتفضت عبير من مكانها تقول بلهفة :
_ اية!! انتى متأكدة من دا؟..
_….
_ طـ طيب يا حبيبتى لا شكرًا.. لا مفيش حاجة تقلقك يلا سلام علشان رحيم بيعيط..
اغلقت معها و نظرت لطفلها النائم بحزن، و همست بـ :
_ طب دلوقتى يا رحيم اقول لبابا و لا اسكت؟؟؟.. انا بقول اسكت انت اية رأيك؟؟.. انا بجد اتشتت تانى اوووففف يارب ارحمونى انا اللى غلطانة أصلًا من الاول.. قولت اهرب من أمير و ذكرياته وقعت مع حازم و عيلته.. دا غلطى انا..
==** بقلمى / Menna Muhammed (مونى) **==
(فى اليوم التالى)
_ خالد!!! انت بتعمل اية هنا؟؟ ..
قالتها مى بصدمة و هى ترى خالد يقف أمام البناية القاطنة بها و يستند على سيارته و كأنه فى انتظارها..
خالد بجدية :
_ صباح الخير يا ميار.. اية اخبارك ؟؟..
ميار بابتسامة بسيطة :
_ تمام الحمدلله…
امسك الحقيبة من يد نى و قال بهدوء غامض :
_ هاتى عنك.. هحطها فى العربية..
وضع حقائبهم فى حقيبة سيارته و التف لهم قائلًا :
_ يلا اركبوا علشان تلحقوا الباص..
بعد فترة…
مى بضيق :
_ خالد انت مجوبتنيش.. انت بتعمل اية هنا؟؟..
خالد بهدوء:
_ جيت اوصلكوا…
_ مقولتليش..
_ عادى…
ثم اضاف باهتمام :
_ ابقى كلمينى كُل شوية.. و خلوا بالكم من نفسكم و استمتعوا بالرحلة بس بحدود..
قالت ميار بإيجاز :
_ ان شاء الله…
==** بقلمى / Menna Muhammed (مونى) **==
_ اوووففف عايزة اية على الصبح يا فاطمة؟؟..
_ انا صحيتك؟؟…
_ لا بس عايزة اية مش ناقص وجع دماغ..
_ انت بقالك يومين مكلمتنيش..
_ ايوة يعنى اية؟؟…
_ خلاص اسفة يا عبدالرحمن سلام..
أغلق معها و شرد فى موقف شبيه لذلك.
( فلاش باك)
نادين بتذمر طفولى :
_ بطل تتصل بقى كُل تمن دقايق.. هترفض بسببك بقى..
ضحك بقوة و قال و هو يشير لمساعدته بالخروج :
_ اترفضى يا روحى و انا هعملك شركة ليكى انتى بس.. و تبقى ملكة فيها و ارفضى براحتك بقى..
_ اووف يا بيدو بقى اقفل و متتصلش قبل نص ساعة.. و لا اقولك متتصلش انا هكلمك كدا كدا انا بكلمك كُل ساعة هخليها بقى كُل نص ساعة علشانك ههه..
_ هههه يا قلبى انتى.. طيب جهزى نفسك انهاردة بعد شغلك هعدى عليكى و هنخرج..
_ هنروح فين؟؟..
_ Surprise
_ يا خوفى من مُفاجأتك هههه..
_ انا هتصل بدكتور عاصم و هقوله و انتى اعملى حسابك مش هتروحى..
_ ماشى يا بيدو هقفل انا بقى.. سلام يا حبيبى
( باك)
تذكر يومها جلب لها سيارة حديثة و وعدها بتعلم سواقتها و لم ينسى سعادتها ذلك اليوم و تصريحها بحبه للمرة الـ.. لا يعلم، لكن يعلم الآن انها كاذبة و لم تحمل له مشاعر يومًا، ظهر الحزن عليه و هو يتذكر ما فعلته و ما زاد حزنه عدم نسيانه لها…………………. يتبع
#Menna_Muhammed
#مونى
#ظننته_الثانى_لكنه

error: