رواية ظننته الثانى ، لكنه /للكاتبة منه محمد

الثانى و الثلاثون
#ظننته_الثانى_لكنه

ارتشفت قليلًا من كوب القهوة الخاص بها متلذذة بمزاقها، و عيونها تطوف فى ارجاء المكان تراقب حركات أطفالها باهتمام، و ملامح وجهها لا توضح ما تفكر به أو تشعر به،،، رأت فهد يكاد يسقط من أعلى اللعبة الذى يستقلها فتنهض سريعًا و تهرول تلقفه قبل أن يصطدم بالأرض ثم تحضنه بقلق و خوف و تلتف لملاك تصيح فى وجهها بغضب :
_ فى اية يا ملاك مش تخلى بالك من اخوكى و لا سايبه يموت.. مش كفاية رجله اللى ألتوت بسببك…
بادرت ملاك تبرر بخوف :
_ والله يا ماما ما خدت بالى انه هيقع.. انا لسة نازلة من اللعبة و جيت انزله لقيتك جيتى تلحقيه قبل ما يقع…
زفر ريناد بضيق ثم قالت بتحذير :
_ ملاك لو فهد حصله حاجة مش هسامحك و هعاقبك… خلى بالك منه و متسبيهوش تانى…
و نظرت لمحمد الذي يتابع الموقف بعدم رضا؛ قائلة :
_ و انت يا محمد خلى بالك منهم انت الكبير و الراجل اللى معانا دلوقتى و تخلى عينك عليهم و انا أصلًا عينى عليكوا بس برضه… و ياريت متبعدوش عنى..
اومأ لها بهدوء لتعتدل و تعود لطاولتها بعدما تأكدت من عودتهم للهو، جلست تنظر فى أتجههم بقلق فيقطع ذلك صوت رنين هاتفها، تمسكه بلا مبالاة و تلقى نظرة على اسم المتصل لتهلل اسريرها و تجيب بلهفة؛ هاتفة بسعادة و لهفة :
_ قلبى قلبى قلبى وحشااانى ياااه اخيرًا اتصلتى…
_ ههههه اها اخيرًا و ربنا انتى وحشتينى اكتر و اسفة مكنتش عارفة افتح الفترة اللى فاتت مانتى عارفة…
_ اها عارفة علشان كدا مسمحاكى… بس بجد افتحى بقا نفسى اشوفك فيس تو فيس حتى لو من ورا الشاشات بس هبقى مبسوطة…
_ حاضر يا ريرى من عيونى… اية اخبارك و اخبار اللى حواليكى…
_ كُلنا كويسين الحمدلله… بس ميمنعش من وجود مشاكل فى حياتنا…
_ خير اية اللى حصل؟؟…
_ مش جديد اوى… كُل اللى جديد أن سوما هربت من أربع شهور و مش لاقينها لحد دلوقتى و لا حتى عارفين عايشة و لا ميتة…
_ اية؟؟؟ ازاى هربت!! و لية!!!…
_ طقهت زهقت من العيشة و من حازم و مراته و ابنه و مننا و هربت… و الله شكلى هعمل انا كمان كدا..
_ نـعــم!!! لية ان شاء الله انتى كمان؟؟..
تنهدت بقوة و قالت بصوت حزين :
_ تعبت تعبت اووى من حمزة و أفعاله و من بروده و كرهه ليا استحملت ست سنين و مش قادرة خلاص استحمل تانى… و كمان اهه مراته و حبيبته رجعت اقعد انا لية بقا…
_ اوففف استهدى بالله يا ريناد و كُل حاجة هتبقى كويسة… دلوقتى انا عندى ليكى خبر هيخليكى تطيرى من الفرحة…
_ اها صح انا معنديش دم بشتكى و نسيت أسألك انتى عاملة اية… ها اية الخبر اللى هيفرحنى دا؟؟..
_ اتحايلى عليا شوية ههه…
_ بطلى رخامة و قولى اية الخبر…
_ مممممم انا عملت التحاليل و….
قالت بقلق حقيقى :
_ عملتى التحاليل!! ها اية النتيجة؟؟… قولى بسرعة مش وقت رخامتك…
_ آآآ و النتيجة طلعت…. طلعت… سلبياااااااا…
بسعادة شديدة _ قولى بجد!!!… مبرووك مبرووك بجد افضل خبر سمعته الفترة دى… انا.. انا مش مصدقة اخيراااااا لا بجد دا دا… الحمدلله يارب الحمدلله…
و أضافت بغيظ :
_ ماهو لو البية كان سمحلى اسافر كان زمانى معاكى دلوقتى و معاكى فى فترة تعبك و علاجك اهه كُنت اواسيكى…
_ محصلش حاجة يا ريناد.. انتى كُنتى معايا دايمًا برضه و ذكرياتنا كانت اكتر حاجة بتؤاسينى… المهم محدش يعرف انا هقولهم بس مش دلوقتى و متسألنيش لية…
_ مش ناوية ترجعى؟؟…
_ مش عارفة؟؟.. هو عامل اية؟؟..
صمتت و صمتت الأخيرة معاها لا تقوى اى منهم على الحديث، اشفقت ريناد عليها و هى تهتف بتردد:
_ خطب… انتى لسة بتفكرى فيه؟..
_ و امتى نسيته بس يا ريناد… بس هو شكله نسانى مع انى أشك فى دا…
_ احم نادين متزعليش منى بس آآ انتى السبب فى كُل دا و انتى اللى آآ…
قاطعتها _ عارفة اللى عايزة تقوليه… عارفة كُل دا و برضه مقدرش اعمل اللى قولته و اللى بدأته زمان… انا غلطانة و غلطانة اووى و كُنت أنانية لأبعد حد بس برضه… مقدرش انساه..
صمتن قليلًا ثم قالت نادين :
_ طب سلام يا ريرى بقى علشان الاستاذ شغال زن على ودانى عايزنى اخرج معاه…
_ يا سلام… هتروحوا فين بقى…
_ والله ما اعرف يا بنتى.. قال اية عايز يحتفل ههههه بيمشورنى معاه كتير اووووى…
_ يا بختك يا ست نادين انا بقى بقيت محبوسة فى البيت و يوم ما فكرت اخرج جيت الملاهى مع الولاد علشان يلعبوا هما مش انا… الله يرحم ايام ما كنت بقعد فى البيت ليوم كامل…
_ معلش بقى… يلا سلام علشان صدعت منه يلا فى رعاية الله…
اغلقت معها و ابتسامة عريضة تشق وجهها تدل على مدى السعادة التى تشعر بها الآن رغم ضيقها على حال صديقتها و أقرب شخص لها، لكن خبر الشفاء من مرضها بعد رحلة من العلاج و محاربة المرض خسرت خلالها الكثير و الكثير و لكن يظل النتيجة النهائية مبشرة و مُسعِدة،،، التفت حولها تبحث بعينيها عن أطفالها و لكن لدهشتها لم ترى احد منهم فى المكان، هبت من مقعدها تنظر يمنًا و يسارًا تبحث عنهم و لكن النتيجة واحدة،، جذبت حقيبتها و أخرجت حفاظة نقودها تخرج منها بعد الوريقات تتركهم على المنضدة ثم تأخذ اشياءها و تركض تبحث عنهم بلهفة و قلق شديد….
==**بقلمى ( مونى) Menna Muhammed **==
انتهت من تمشيط شعرها فتترك المشاطة و تلقى نظرة اخيرة على صورتها فى المرآة برضا، ثم جذبت حقيبتها و خرجت لوالدتها و زينب الجالسات أمام التلفاز يتابعن إحدى المسلسلات …
زينب و هى تتناول كوب الشاى الساخن؛ قالت :
_ والله ما عارفة اكره و لا احب الولية اللى اسمها ناريمان دى قرشانة و دمها خفيف ههههه و لا الواد لؤى اللى معاها دا لوحده بيفصلنى ضحك هههه…
أيدتها نورهان و هى تضحك و تتابع أحداث المسلسل :
_ اهه لؤى دا لوحده بالمسلسل كُله ههههه ….
قاطعتهم روان بنبرة فاترة :
_ صباح الخير يا ماما … صباح الخير يا طنط…
نظرن لها بابتسامة بسيطة مُرددين معًا بـ :
_ صباح النور يا روان…
سألتها نورهان بتعجب و هى تنظر لملابس من أعلى لاسفل :
_ شيفاكِ لبسة و جاهزة لخروجة… ها رايحة فين؟ مش النهاردة اجازة برضه!!!…
قالت روان بجدية :
_ ايوة يا ماما فعلًا النهاردة اجازة بس زى ما قولتلك كُنت متفقة مع خالو اروح له النهاردة المستشفى هيشرحلى كام حاجة عملى…
شاركت زينب مُستفسرة :
_ هو مش انتى طالبة فى كُلية حكومية و المفروض بيقى ليكوا مستشفى بتدربوا فيها تحت ايد دكاترة متخصصين…
روان بجدية :
_ ايوة يا طنط… فى سنة ستة و سابعة بس دا ملهوش علاقة… انا خالو هيفهمنى حاجة و مش هيضر لما تبقى عملى حتى تساعدنى اكتر.. بعدين هو اللى طلب منى اروحله كدا كدا انا هشتغل فى مستشفى بتاعته لما اتخرج ان شاء الله… يعنى بعد سنة…
زينب بود :
_ ربنا يوفقك…
_ شكرًا… عايزة حاجة منى يا ماما قبل ما أمشى…
نورهان بضيق :
_ مش هتفطرى يا روان!!.. هتمشى من غير ما تأكلى!!..
روان بابتسامة بسيطة :
_ يا حبيبتى مانتى عارفة انى مش بأكل الصبح بدرى او اول ما اصحى… و انا اوعدك اول ما احس نفسى جوعت هشترى اكل بسرعة…
و اكملت مصطنعة المرح الذى تفتقده :
_ بعدين ما انا مع خالو لو جوعت هغرمه اكل معتبرة تقضى على كُل جنية فى محفظته.. هو انا مش بنت اخته و بنته الصغيرة و لا اية لازم يتغرم علشانى و يجيب لى كُل اللى نفسى فيه…
نورهان بعدم رضا :
_ طيب يا روان اعملى اللى يريحك.. بس لو جوعتى كُلى و مطنشيش…
_ حاضر يا حبيبتى يلا سلام… سلام يا انطى اوعى تنسوا تفطروا…
ذهبت سريعًا تتجه لوجهتها..
و بعد فترة،،،
عاصم بترحيب :
_ حبيبة خالها اللمضة نورت المستشفى و انا اقول برضه عينى وجعتنى لية من شدة الإضاءة…
ضحكت روان بخفوت :
_ مبقناش لمضين بقى يا خالو…
ابتسم لها ثم أشار للمقعد أمامه؛ قائلًا بود :
_ اقعدى يا حبيبتى واقفة لية؟؟..
جلست روان ثم قالت بتردد :
_ احم حضرتك كُنت قايلى أجى النهاردة و هتساعدنى فكام نقطة مش مستوعباهم…
اومأ لها عاصم و قال بهدوء :
_ عارف يا روان… بس مش انا اللى هشرحلك…
روان بتعجب :
_ طب لية!!!… و مين اللى هيساعدنى؟..
_ دكتور ماجد…
اضاف بنبرة رخيمة :
_ الصراحة افضل واحد هيساعدك و خصوصًا و هو دكتورك السنين اللى فاتت و متعودة عليه و على اسلوبه… و انا عرضت عليه و هو مرفضش الصراحة..
قالت بتوتر :
_ بس مش انهاردة إجازته يا خالو…
_ ايوة يا رونى… بس هو جاى انهاردة علشانك.. ربع ساعة و هيبقى هنا..
اومأت بإبتسامة مرتبكة و جلست صامتة بذهن شارد تنتظر مجئ ماجد…
==**بقلمى ( مونى) Menna Muhammed **==
جلست تحتسى القهوة معه بملامح مكفهرة لا تستطيع النظر له و تذكر ما حدث معهم فى الماضى، تركت كوبها و ألقت نظرة على أطفالها ثم إلى يدها المستندة على الطاولة أمامها؛ هاتفة بخفوت :
_ شكرًا يا سالم جدًا لولاك كان ممكن يحصل حاجة لابنى و مكنتش هستحمل دا..
تمعن النظر فى وجهها ثم قال بهدوء :
_ مفيش داعى يا ريناد ربنا رايد يبقى بخير و انا كنت مجرد وسيلة… بالعكس انا اللى المفروض اشكرك على اللى عملتيه زمان معايا.. من غير مساعدتك كان زمانى لسة على طريق الهلاك و كان ممكن ابقى ميت دلوقتى نتيجة لجرعة مخدرات زيادة او فى السجن… دا ميجيش حاجة جمب وقفتك معايا من أربع سنين…
اغمضت عيونها تستنشق الهواء ثم تزفره ببطء ثم رفعت رأسها تنظر له بأمتنان :
_ تستاهل كُل خير يا سالم و شُكرًا تانى على لحقتك لفهد..
ابتسم لها و صمت ينظر لها باستياء خفى، بينما هى شردت بذاكرتها لدقائق مرت شكلت ساعات ناظرة لجهة أطفالها…
( فلاش باك)
عندما انتهت من الحديث مع نادين و ذهبت للبحث عن الأطفال لم تجدهم لتقلق و تفزع و تهرول تبحث عنهم فى الحديقة بالكامل، وقفت بعد دقائق بيأس و خوف حقيقى تهمس لنفسها بنبرة مرتجفة :
_ همز راحوا فين ب بس كانوا قدامى… يلهوى انا مش لاقيهم فى المكان كُله.. استر يارب… اعمل اية طيب لو اتصلت بحمزة مش بعيد يقتلنى فيها مش يطلقنى بس… يارب يارب الاقيهم و يبقوا سلمين ارجوك يا رب..
وقفت تصرخ بقلق و بكاء :
_ فاااااااهد.. ملاااااااك.. محمااااااااااد..
اقترب بعد المارة منها يستفهمون بتوجس :
_ خير يا حبيبتى مالك بس اية اللى حصل؟..
_ مالك يا مدام؟؟ نقدر نساعدك فى حاجة..
_ لا حول و لا قوة إلا بالله… فى اية بس اية اللى جرا..
لم تستمع لهم و لم تعى لشئ طافت حول نفسها و هى تبكى ثم دفعت المحيطين بها و ركضت تبحث عنهم و هى تدعى الله بتضرع…
وقفت تستند على حائط لمبنى بجانبها و قد تمكن منها اليأس و الخوف، أخرجت هاتفها و هى تمسك رأسها بألم و بادرت تتصل بزوجها مستسلمة لنتائج فعلتها
_ الو يا ريناد.. عاملين اية؟؟..
استماعها لصوته الهادئ لم يزيدها سوى ذعر و بُكاء
_ اية دا دا بتعيطى لية كدا دلوقتى.. ريناد انتو كويسين… ردى عليااا.. فين العيال.. رينااااد اتكلمى..
_ مش لاقية ولادى… انا مـ…
_ اية قولتى اية؟؟… راحوا فييين و انتى كُنتى فين يا مدام.. انطقى..
_ انا.. انا كُنت بكلم نادين و…..
_ انتى فين؟؟ انا جايلك حالًا و ربنا يا ريناد لو جرالهم حاجة ليكون حسابك معايا عسير…
_ انا فى *****.. و الله يا حمـ….
أغلق الهاتف دون الاستماع لها لتقف هى تبكى و قدمها أصبحت لا تقوى حملها… سقطت على الأرض تبكى بقوة و تردد أسماءهم بتوسل، لفتت أنظار الكثير من المارة و منهم من اقترب لها و…
_ انتى مالك بس.. طب بتعيطى لية؟؟.. حد مات عندك طيب!!…
هتفت سيدة أخرى معها برجاء :
_ طب اهدى طيب و كُل حاجة هتبقى بخير… سارة هاتى ماية و مناديل…
نهرتها بخفة و هى ترى شرود الأخرى :
_ يا بنتى متسرحيش و هاتى ماية يلا مش وقت تحاليل و زفت.. يا ساااااارة…
انتبهت سارة لها قائلة بفزع :
_ اية يا مياادة فى اية فزعتينى يا شيخة…
_ يا بنتى هاتى ماية متتعبنيش معاكى…
اعطتها الفتاة الماء و ساعدتها تلك ميادة على الارتشاف منه ثم مسحت دموعها بالمناشف الورقية و هى تربت على ظهرها تنتظر حديث ريناد…
_ ماما…
قالها ملاك بخوف و هو تركض عليها انتبهت ريناد عليها و هبت من موضعها بلهفة..
ريناد بلهفة و هى تزيل خط الدموع على وجنتها :
_ ملاك… انتوا كُنتوا فين و فين فهد و محمد؟؟..
_ ماما… احنا مش لاقين فهد..
تسمرت ريناد و هى تسألها بتوجس :
_ يعنى اية مش لاقيين فهد!!! فين محمد؟؟…
ارتجفت ملاك و قالت ببكاء :
_ كُنا بنلعب و فهد قعد يعيط عايز شوكلاتة.. محمد راح يجيبله شوكولاته و انا فضلت معاه قعد يعيط و كان عايز يجرى ورا محمد فأنا مسكته علشان ميجريش راح خلع الكوتش بتاعه و رماه و جرى جيت اجيب الكوتش اللى رماه ببص ملقيتهوش…
قالت سارة بدهشة :
_ يعنى اية ملقيتهوش و مهو اكيد مبعدش اوى عنك عقبال ما جبتى الكوتش من الأرض…
_ معرفش…
ميادة بترقب :
_ طب و انتو كنتو فين؟؟..
ملاك بخوف شديد و بكاء :
_ انا خوفت اوووى لماما تزعقلى و روحت لمحمد و جرينا ندور عليه بس ملاقينهوش..
صفعت ريناد وجنتها بهلع و هى تبكى؛ هاتفة ب:
_ يالهوى يالهوى ابنى ضاع منى.. فهد ضاع..
أمسكت سارة يدها و قالت بشفقة :
_ اهدى يا مدام ان شاء الله هنلاقيه.. بلاش دا كله و تعالى ندور عليه..
و وجهت كلامها لميادة :
_ ميادة يا ريت تاخدى البنوتة و شوفى الولد اللى بتكلم عليه و اقعدوا فى اى مكان لحد ما نلاقى الطفل… انا مش هرجع غير لما نلاقيه..
اومأت ميادة و جذبت ملاك التى تبكى و رحلت لاقرب كافية بعدما وجدوا محمد يأتى عليهم بيأس و خوف ظاهر عليه…
بعد فترة من البحث من قِبل سارة و ريناد فى كُل مكان بداخل و خارج و حول الحديقة و سؤال سارة الحرس و المارة عن مواصفات فهد بعدما اخبرتها بها ريناد و استخدام الصور التى على هاتف ريناد لسؤال الأشخاص الموجودة،،، رأت سارة رجل و بيده طفل يشبه فهد الذى رأته على هاتف ريناد و شكت فى الأمر عندما بكى الطفل، لكزت ريناد فى ذراعها هامسة بأمل :
_ بُصى كدا على الراجل و الولد دول…
نظرت ريناد لما تشير فترى فهد بصحبة اكثر شخص كانت تبغضه، ركضت عليهم و جذبت فهد من يده تحتضانه بلهفة و سعادة و دموعها لا تتوقف عن الهطول بغزارة..
ريناد :
_ الف حمد و شكر ليك يا رب.. الحمدلله.. الحمدلله.. فهد فهد انت كويس…
تفحصته بلهفة ثم عانقته مجددًا بانهيار،، نظرت سارة للرجل بشر و قالت بغضب :
_ و انت اية بقا حرامى عيال و لا واحد مريض؟..
سالم بحاجب مرفوع و تعجب :
_ و انا لو حرامى و خطفه هرجع لمامته تانى لية؟؟…
نهضت ريناد و هى تحمل فهد و وقفت أمام سالم تسأله بغضب. :
_ ابنى كان بيعمل معاك اية يا سالم..
اجابها سالم بهدوء :
_ بُصى يا ريناد قبل ما تعملى فيلم و تتهمينى انى بفكر آذيكى.. فأنا عايز اقولك انك غلط.. تعالى نقعد و هفهمك كُل حاجة…
=
=
=
سالم بجدية :
_ كنت بشترى هدوم قريب من هنا و شوفت واحد بيشد طفل عشان يمشى معاه و الولد بيعيط و بيقول عايز ماما و الراجل بيزعقله روحت علشان اشوف فى اية اتفاجأت بفهد و انا فكره أصلًا من السنة اللى فاتت و زعقت مع الراجل و كنت هبلغ البوليس بس هو زق فهد و جرى و مقدرتش اسيب فهد و أجرى وراه فهرب و ملحقتهوش اما فهد فسألته فين مامتك قعد يعيط و يقول عند الملاهى فاتوقعت تبقى هنا و اهو جيت و شوفتك بتعيطى و قبل ما انادى عليكى كانت الآنسة بتتهمنى بخطفه…
ريناد بامتنان :
_ انا اسفة يا سالم.. شكرا اوووى..
نظرت لسيدتين بامتنان قائلة :
_ شكرًا جدًا يا…
_ سارة.. أسمى سارة و دى ميادة مرات اخويا الله يرحمه…
ابتسمت لها ريناد و قالت :
_ شكرًا يا سارة انتى و ميادة.. بجد شكرًا على وقفتكوا معايا… بس انا حاسة انى شوفتك قبل كدا يا سارة!!..
اجابتها الأخيرة بهدوء و ابتسامة جميلة :
_ انا صحفية.. سارة عبدالمنعم اكيد سمعتى عنى.. قدمت برنامج من 3 شهور و رجعت تانى اشتغل فى الجريدة تانى حاليًا.. جريدة الـبحث..
قالت ريناد :
_ ايوة صح افتكرتك.. سارة عبدالمنعم مذيعة برنامج ( ثغرات خفية)… كان عاجبنى برنامج جدًا و اضايقت انك وقفتيه..
قالت سارة بهدوء :
_ شكرًا لحضرِتك… نستأذنك علشان ورانا سفر و حمدلله على سلامة الولد الجميل دا..
و قالت لميادة بجدية :
_ يلا يا ميادة علشان تقى و أثير بيتصلوا و بيقولوا عايزنا حالًا.. فى حاجة حصلت باين…
ميادة بجدية :
_ ربنا يستر.. يلا علشان نلحق نرجع.. سلام يا مدام…
رحلوا السيدتان و ظلت ريناد تجلس برفقة سالم تنتظر زوجها
( باك)
عادت ريناد للوقت الحالى منتبهة لضحكات فهد و ملاك و محمد التى عادت تصدح من جديد،،، أتى حمزة و على وجهه غضب لا مثيل له…
قال حمزة بغضب و هو يقف أمامها :
_ فين العيال؟؟..
نهضت بقلق ثم قالت بارتباك :
_ حمزة!!!… الولاد بيلعبوا هناك قدامى اهه و… الحمدلله لقيتهم بفضل ناس شوفتها و سالم اللى لحق فهد و…
قاطعها حمزة بحدة :
_ خودى العيال و على العربية حالًـا..
همت بالحديث برجاء :
_ حمزة اسمعنى بـ…
حمزة بحدة تحتوى على غضب :
_ مسمعتيش قولت اية… على العربية…
لم ترى أن أعراضها على الذهاب سيفيدها لذلك نادت على الأطفال و اخذتهم و رحلت سريعًا من أمام زوجها متجنبة شرارات الغضب الذى يهديها لها…
نهض سالم و هو لا يزال محتفظ بصمته و ثباته الانفعالى متابعًـا ذهاب ريناد من أمامهم مهرولة، نظر لحمزة بنظرات مبهمة ثم تشدق بهدوء جاد :
_ حمدلله على سلامة ابنك.. مش المفروض تشكرنى على انقاذى ليه و لا اية الذوق عندك مختفى!!…
استشف حمزة نبرته المتهكمة الخافية فيبتسم بدون مرح هاتفًا باستخفاف :
_ بجد!!!.. و انت سيبت مهنتك كمهندس و بقيت منقذ للولاد؟.. و لا اللى بتشربه بيخليك أطيب من المتوقع؟؟…
أظلمت عيون سالم ثم قال ببرود ذات مغزى :
_ لا مانا اعتزلت القرف دا و الفضل يرجع لمراتك…
ضم حمزة قبضته بقوة و قست ملامحه و هو يستمع لحديثه ثم اقترب منه و ضرب بقبضته ذراعه بقوة بسيطة هاتفًا بتحذير :
_ ملكش دعوة بمراتى… و لا انت عارف انا هعمل…
ابتعد عنه ثم قال بحدة و ترفع :
_ شكرًا بس مش عايزين نشوف وشك تانى.. تسافر تموت تغور فى داهية مليش دعوة بس لا عايز اشوف وش اهلك تانى و لا اسمع سيرتك اللى تخنق…
غادر دون أن يعير اى اهتمام للاستماع له و بداخله يتوعد لزوجته….
==**بقلمى ( مونى) Menna Muhammed **==
_ السلام عليكم.. اسف على التأخير بس العربية الطريق كان زحمة و وصلت بالعافية…
قالها ماجد و هو يدلف لمكتب عاصم و يبدو عليه الإرهاق، قال عاصم بابتسامة ودودة :
_ و عليكم السلام يا دكتور و لا يهمك روان ذاكرت جزء من الباطنية… و دلوقتى ياريت تشرحها جزء من الجراحة العامة هى مش فهماه…
نظر ماجد لها و قال بهدوء :
_ ماشى يا دكتور مفيش مشكلة.. تقدرى تيجى معايا يا آنسة روان…
نهضت روان و ذهبت خلفه و الصمت يزين لحظتها تلك، دلف ماجد فى منتصف الطريق ثم استدار لها، متسائلًا باهتمام :
_ فى الاول انتى عاملة اية؟؟
اجابته بتعجب :
_ انا تمام الحمدلله..
_ مش باين.. عيونك ورمة و محمرة و كمان شكلك مُجهدة… فى حاجة حصلتلك؟؟..
روان بنفى :
_ لا مفيش حاجة انا بخير.. دا إجهاد من المذكرة بس..
سألها بذات الاهتمام :
_ عاملة اية فى التدريب؟؟… ياريت تكونى بتستفادى!!..
اومأت بتأكيد :
_ اها الحمدلله بستفاد… و التدريب كويس و الدكاترة محترمين و عندهم ضمير..
_ طب تمام… اية رأيك تدخلى العمليات معايا انهاردة لو دخلت ؟؟..
روان بحماس :
_ بجد!!!…
ماجد بإبتسامة :
_ اها بجد.. بس لو فى مرضى يعنى موعدكيش و ربنا ما يخلى حد يتأذى..
اومأت روان ثم سألت بإبتسامة بسيطة :
_ طنط نرمين و انكل حامد و انكل رؤوف اية أخبارهم؟؟..
ضحك ماجد و هو يجيب و قد هم بالسير لغرفته :
_ هههه هما تمام بس مش اوى…
_ ازاى يعنى؟؟!!..
قال و هو يضحك :
_ نارو هيجلها جلطة منى و من عبدالرحمن هههه هربان انا و عبدو من امبارح من البيت خايفين نروح تطلع علينا بليل تموتنا و ترتاح منا.. مش بعيد تحطلنا سم فيران فى العشا و تخلص من عمايلنا…
تعجبت روان و سألت بدهشة :
_ طب لية دا كُله… معتقدش انها ممكن تفكر كدا..
ماجد بمرح :
_ عندك حق هى مش هتفكر كدا.. هى هتفكر فى العن من كدا.. طب انا مش فاهم اية اللى يضايقها من فشكلة خطوبة مكنش طلاق حتى.. دى لو بنتها مش هتعمل كدا..
هتفت روان بدون قصد :
_ اية دا انت سيبت بيريهان؟؟…
اومأ ماجد بتأكيد و قال ببساطة :
_ اها و نارو زعلانة… مش قادرة تفهم ان كدا أو كدا كُنا هناخد الخطوة دى دلوقتى او بعدين و ممكن متكنش مجرد خطوبة دى تبقى جوازة و تنتهى بطلاق.. ببساطة احنا الاتنين مكناش لبعض بس ماما مش فهمة دا…
_ مين اللى خد الخطوة دى؟؟…
ماجد بمكر :
_ بُصى هو الصراحة هى.. بس ميمنعش انى ليا ايد فى دا…
_ ازاى ؟؟..
ماجد بسخرية زائفة :
_ فى اية يا دكتورة مش كفاية كلام لحد هنا و نشوف اللى عايزاه و جاية علشانه..
شعرت روان بالحرج و احمرت وجنتها بخجل؛ هامسة بأسف :
_ اها اسفة… احم هنبدأ امتى؟؟…
قال ماجد :
_ شوفى انتى عايزة اية و انا معاكى فيه..
==**بقلمى ( مونى) Menna Muhammed **==
_ صباح الخير يا مى…
جلست مى و قالت برقة :
_ صباح الخير يا مرام… اية اخبارك يا حبيبتى و اخبار دراستك.. سألت ماما عليكى امبارح قالتلى انك فى كورس الكمبيوتر…
ميار بحماس :
_ اها بدأت اخد كورسات علشان الشغل يبقى ليا فى المستقبل سهل… المهم مش دا اللى كنت عيزاكى فيه…
مى بذات الرقة المختلطة بالحزن التى تتميز بها :
_ قولى يا حبيبتى عايزانى فى اية انا سمعاكى..
ميار بحماس و لهفة فى نبرتها :
_ بُصى يا ميوش الكُلية عندى عاملة رحلة 3 ليالى لسيوة بـ *** من يوم الحد الجاى لحد يوم الاربع الصبح اللى بعده و مسمحولى بمرافق واحد بس… و انا عايزة اطلع..
ابتسمت مى و قالت بمرح :
_ و عايزة اروح لمروان اتوسطلك عنده.. لالا مش انا ليكى لمروان..
ميار بنفى :
_ لالالا مروان انا عارفة هدخله ازاى.. انا عيزاكى انتى تيجى معايا و ياريت مترفضيش…
مى بدهشة :
_ انا!! عايزانى اروح معاكى لية؟؟…
_ يا مى علشان تفكى شوية و تخرجى من قوقعتك دى.. و كمان هبقى مبسوطة و انتى معايا اووى و هنستمتع كُلنا.. و انا عارفة انك نفسك تروحى سيوة من زمان يوم ما النادى كان عامل رحلة و بابا الله يرحمه رفض..
_ الله يرحمه.. بس اسفة يا ميار مش هقدر اروح…
عبست ميار بضيق و قالت :
_ لية بس يا مى.. دا هما 3 ايام…
اردفت مى بهدوء تعبر عن سبب أعتراضها :
_ يا ميار انتى اكيد عارفة انى ورايا مذاكرة و تدريب مينفعش اغيب منه و هما سنتين و عايزة اخلصهم على خير دا غير رسالة الدكتوراه و كل دا قلقنى… و كمان خالد ممكن ميوفقش على حكاية السفر و المرواح دى فأفضل ليكى انسى الموضوع دا من غير ما تزعلى منى..
قالت ميار باصرار :
_ لا معلش انا سمعت اهه و مش مقتنعة بكلامك دا هما 3 ايام مش هيبوظه الدنيا و علشان نبقى مظبوطين 4 ايام قولى اسبوع مش هيفرق كتير دا مقابل انك تخرجى و تغيرى جو بدل الخنقة اللى انتى فيها دى.. من ساعة ما افترقتى انتى و روان رغم ان محدش يعرف السبب بس بقى باين عليكى الحزن حتى مبقتيش تروحى فى حتة و لا تشترى باكو بسكوت حتى.. من الكلية للمستشفى ساعات للبيت مفيش اى حاجة جديدة فى يومك.. بُصى يا مى انا مُصرة انك تيجى معايا لاما مش هروح و هضايق و ذنبى فى رقبتك …
_ بطلى يا ميار بقى..
نهضت ميار و قالت قبل أن تغادر :
_ انا قولتلك و القرار يرجعلك فى النهاية.. اسيبك تفكرى يلا باى..
بعد ذهابها جلست مى تفكر فى الأمر و تحتار فى اختيار الموافقة ام لا، همست لنفسها بـ :
_ بتضغط عليا البت دى انا عارفة.. بس برضه منكرش انى محتاجة الرحلة دى اكتر منها حتى ابعد عن كُل حاجة هنا و كُل الضغط اللى حواليا حتى لو ليوم و اهه احاول اجدد نفسيتى و اشوف قراراتى الجاية اية بعيد عن أهلى و.. خالد… اوووف بس برضه مينفعش انا بفكر ازاى بس.. يارب.. انا اصلى استخارة و اللى يكتبه لى ربنا..
==**بقلمى ( مونى) Menna Muhammed **==
نظرت للهاتف بانبهار و قالت باعجاب :
_ ما شاء الله جميل اوى المكان دا يا خالد.. دا فين ؟؟..
قال خالد بابتسامة ودودة :
_ فى إيطاليا.. * سينك تيرا * تتصنف من أجمل المناظر اللى ممكن تصوريها مكان كدا خرافى أصلًا..
قالت بمزاح :
_ الله.. طب مش واجبك كأخ تسعدنى و تاخدنى للاماكن الجميلة دى. يعنى لا فى مصر و لا برا مصر هتودينى..
خالد بحب و صدق :
_ انتى تؤمرى يا قمر.. اية رأيك نروح كمان شهر…
خلود بمرح :
_ لالالا كمان شهر مش فاضية خليها كمان اسبوع ههه..
خالد بلطف و بجدية فى نبرته و تعبيراته :
_ لا الصراحة مش هقدر الفترة دى هشوف تذاكر لكمان شهر بس توعدينى تمشى على علاجك علشان متتعبيش هناك و تستمتعى..
انصدمت خلود من جديته الواضحة عليه، فتقول بترقب و عدم تصديق :
_ انت بتتكلم جد و لا بتهزر زيى ؟؟..
خالد بلطف و نبرة أرق من نبرته :
_ يا حبيبتى و انا أطول اخد طلب ليكى هزار.. انتى اطلبى و انا هنفذلك كُل أحلامك و انا بملك غيرك يا لودى دا انتى اغلى حاجة عندى.. و كمان الصراحة انا محتاج اسافر و ابعد عن الشغل شوية فخلاص طالما المكان دا عجبك يبقى هنروحه..
اعترضت خلود بخجل :
_ لالالا يا خالد متكلفش نفسك انا والله كنت بهزر و مفتكرتش انك هتاخد الموضوع جد.. و كمان المصاريف و… لالالا انسى انسى كان مجرد هزار..
خالد بحنان :
_ يا حبيبتى ملكيش دعوة بالمصاريف و الحوار دا.. انا الحمدلله معايا فلوس و الفلوس و صاحب الفلوس ملك ليكى أصلًا… جهزى نفسك بعد شهر هنروح خلاص دا فرمان طلع و هيتنفذ ..
خلود بحرج :
_ بس انا الصراحة مش عايزة اروح.. انا كان نفسى اروح مكة..
خالد بلطفه و رقته معاها :
_ و مين قالك اننا مش هنروح مكة… استنى ثوانى..
نهض و ذهب لغرفته تحت حيرتها و عدم استيعابها ثم عاد بعد دقيقتين يحمل ظرف ابيض كبير و يجلس بجانب قدمها، ثم يعطيها الظرف؛ مُردِفًا بحنان :
_ افتحيه يا لودى فيه مُفاجأة ليكى…
مسكت خلود الظرف و فتحته لترى…
خلود بصدمة :
_ عُمرة؟؟؟..
قال خالد :
_ هطلع انا و انتى و مى عُمرة كمان 18 يوم بإذن الله لمدة 15 يوم و بعدين هنسافر سينك تيرا و نروح الكولوسيوم و برج بيزا المائل و نلف روما كمان بعدين.. اية رأيك ؟؟..
احتضنته بسعادة وصف كان بعيدًا جدًا ان تشعر به خلال الخمس سنوات الماضية؛ و همست ب:
_ انا غبية علشان ببكى على اللى ضاع منى و نسيت آبص على اللى معايا… شكرًا جدًا يا خالد ربنا ما يحرمنى منك.. الحمدلله يارب انا اسفة.. انا اسفة جدًا..
اخذت تستغفر و تبكى على عدم صبرها و تذمرها الفترة الماضية غافلة عن أمر الله بالصبر الذى لطالما نصحت به الكثير و نست نفسها،، حمدت الله على وجود اخاها معها للآن و حسمت أمرها ببدأ علاجها الذى غفلت عنه،، ستبدأ حياة جديدة قريبة من الله متحلية بالصبر و الشجاعة و القوة للثبات و إثبات نفسها للجميع من جديد، متجاهلة نظرات الحسرة و الشفقة فى عين كُل من حولها و متقبلة لفكرة رحيل طفلها و زوجها…
==**بقلمى ( مونى) Menna Muhammed **==
نزع معطفه الأبيض و وضعه فى مكانه و هو يقول :
_ ياااه تعبت اووى.. اكيد تعبتى.. اية رأيك نخرج نتغدا فى مطعم قريب من هنا!!!…
رفضت روان قائلة بنبرة مُهذبة :
_ لا شكرًا انا هروح دلوقتى علشان ماما… شُكرًا يا دكتور ماجد على المساعدة و ان شاء الله لو وقف قدامى حاجة تانى هسأل حضرِتك..
ماجد بحزم :
_ لالالا شكرًا اية و تروحى اية.. انتى هتيجى دلوقتى تتغدى معايا و من غير نقاش يلا ورايا..
=
=
=
روان بخجل :
_ احم شكرًا على العزومة تترد قريب..
ماجد بمرح :
_ تترد قريب!!.. اية يا بنتى مش واخد انك هادية و بتتكسفى كدا فين روان اللمضة و الغلسة اللى مكنتش بطيقها و اول ما بشوفها ببقى عايز اطلب الطؤارى و الإسعاف و المستشفى و البوليس لحسن تموتى اى حد مكشر…
لم تبتسم و لم يظهر اى شئ عليها يدل على مرحها أثر حديثه؛ قالت بخفوت :
_ محدش بيفضل على حاله و لا ايام بتمشى بوتيرة واحدة.. و اكبر مثال ابن عمك..
صمت ماجد ينظر لها بتعجب ثم قال بجدية:
_ عبدالرحمن معذور توجع اوى من نادين.. مقدرش ننكر انها كانت قاسية اوى معاه و حالته دى مش من فراغ… أما انتى فممكن اوى اوى ترجع حياتك زى الأول رغم اى حاجة وجعاكى انتى ممكن تتخطى و تنسجى مستقبل افضل من الماضى و لو فشلتى ساعتها ممكن نشوف لحزنك حل و لا لا.. أما عبدالرحمن فجرب و فشل و عاش فى ذكريات امبارح بحلوها و مرها شاف ان التخطى منها أصعب من تخيله و أصعب من أن ينسى اكتر شخص احتل مكان قلبه بعد امه الله يرحمها.. و الصراحة مش سهل يعيش التجربتين مع المرض فى أغلى ناس له و النهايتين اسوء من بعض له.. روان انتى السبب فى حالتك و مش اى حد انا متابعك من فترة و ملاحظ انتى ازاى بتجرى للمنحدر بتقولى للارض احضنينى و ابعدينى عن الحياة المؤلمة بتموتى نفسك بس بطريقتك و ببطء بحيث متندميش وقت موتك… بس دا ميمنعش انك ممكن ترجعى روان الرخمة اللى كنت بكرهها
و اضاف بمرح زائف:
_ طب والله رغم عاميلك بس كنتي افضل من كدا.. على الاقل كنتى بتشغلى الصيدلانى اللى بروح اخد دوا الصداع من عنده دا كان شوية و هيشكرك…
ابتسمت له و حديثه مستحسن لها،، روان بهدوء خجلة :
_ شكرًا يا دكتور ماجد.. و ان شاء الله هحسن من نفسى بنفسى..
ماجد بمكر :
_ لا يا بنتى و انا فين انا هبقى معاكى فى كُل وقت و هغيرلك الحالة الرخمة دى…
اومأت له و ابتسمت بخجل و انشغلت بتناول الطعام التى أمامها،، بينما هو يطالعها بابتسامة هادئة لا توصف شعوره الحالى…………….. يتبع
#ظننته_الثانى_لكنه
#مونى
#منة_محمد

error: