رواية ظننته الثانى ، لكنه /للكاتبة منه محمد

الواحد و العشرون ( الجزء الاول )

لم يتوقعو ان يرو حمزة اليوم و هنا و فى هذا الموقف ، و ما صدمهم اكثر و اكثر ترحيب نورهان به و الصدمة الاكبر من كل ذلك ما تفوهت به نورهان ….
نهضت نورهان هاتفة بنبرة ودودة :
_ اهلا اهلا … نورتو يا عائشة .. ازيك يا حمزة .. اتفضلو اتفضلو ..
جلس حمزة ناظراً بغرابة لريناد فاغرة الفم ؛ قائلا بإبتسامة بسيطة :
_ اتمنى منكونش اتاخرنا يا مدام نوورهان ..
نورهان بضحكة بسيطة مردفة ببساطة :
_ لا ابدا يا بنى ..
عمار بغرور واضعاً قدم فوق الاخرى هاتفاً بتعالى :
_ مش تعرفونا … بعدين متعرفيش ان بنتك هتتخطب انهاردة علشان تعزم الناس .. دا حتى لسة قراية فاتحة ..
نورهان ببساطة :
_ انت صح يا عمار و علشان كدا مكنش لازم تيجى انت و عامر و مدام نهلة …
نظر لها عمار بغضب هادرا بـ :
_ قصدك اية يا نورهان .. انتى عارفة كويس انى جاى عشان اطلـ….
قاطعته نورهان بنبرة صارمة :
_ لا انت جاى عشان تبقى عم ريناد و حمزة بيطلبها …
تعالت الشهقات من اكثر من شخص بدأيتهم ريناد المصدومة تتابعها نادين و ريماس و فى الاخير نهلة
عمار بغضب و صوت عالى :
_ اية الهبل دا … المفروض انى جاى اطلب ايد ريناد لعامر …
نورهان ببرود :
_ و انا مش موافقة … و دلوقتى حمزة طالب ايد ريناد و لا اية يا حمزة ..
تحدث حمزة بحزم :
_ انا جاى انهاردة و طالب ايد الانسة ريناد ..
عمار بعصبية :
_ اية لعب العيال دا … متخليش حياتك انتى و بناتك جحيم يا نورهان ..
عاصم بحدة :
_ انت بتهدد اختى قدامى يا عمار .. انت ناسى نفسك و لا اية ..
عمار بغيظ :
_ انت و اختك اللى ناسيين نفسكو و مش عارفين انا ممكن اعمل اية ..و لا نسيتو …
حمزة بنبرة هادئة باردة :
_ والله معتقدش مفيش فى ايدك حاجة تعملها بعد ما بعت المصنع و الارض اللى اخوك موصيك بيهم عشان بناته … يعنى واكل مال يتيم ..
نورهان بحدة :
_ احنا مش عايزين منك لا ارض و لا مصنع خليهملك اشبع بيهم … مش دول اللى بتهددنى انك مش هتدينا اى حاجة منهم .. انا بقول مش عايزاهم و ابعد عنا ..
ضحك عمار بقوة مردفاًبـ :
_ و المصنع اللى باسم بناتك و اللى عليه ضرايب و قضايا تسجنهم التلاتة …..
صدمت الفتيات بحديث عمار و شحب وجوههم بخوف لتهتف نورهان بقوة :
_ انت واحد ندل … و انا عمرى ما هرمى بنتى علشان شوية تهديدات منك ..
عمار بتهديد :
_ انا قولتلك بنتك مقابل ان دا كله يختفى .. بس شكلك مش ناوية تلمى الموضوع و متزعليش من اللى هيحصل …
نورهان بحدة و قوة :
_ انا عمرى ما اديك بنتى عشان ابنك الدلوع اللى كل حاجة عايزها تبقى عنده من غير ما يعرف هياخده ازاى بس يبقى عنده … انسى يا عمار … بعدين بنتى هيكون ليها راجل يحميها و مش عايزين منك حاجة ..
نهلة بعصبية :
_ ملكيش دعوة بأبنى يا نورهان و الزمى حدودك ..
نورهان :
_ لتكونش فكرنى مش عارفة لية سر تمسكك بجوازة ريناد بعامر … اومال هتدارى ازاى على بيعك للارض و للمصنع من ورانا و لا الارض بس اما المصنع فانت مشغله بحاجات وهمية تدارى على شغلك الحقيقى …
عمار بغضب :
_ نورهاااان … انتى بتغلطى كدا ….
عاصم :
_ انت انسان غبى … ريناد مش هتفيدك بحاجة لان الارض و الحاجة مش باسمها بس .. الا لو مستنى تتجوز ابنك و تبدا تهددنا بيها …
حمزة بسخرية :
_ هو دا اكيد اصلا مفيش شك … زعلت ان ريماس اتجوزت مبقاش فيه غير روان و ريناد .. فتعمل اية قولت لا نستغل ريناد لانك متاكد ان روان مش هتنفعك و ريناد اللى بتعرف تاثر على اخواتها اكتر فتجبرهم يسيبو ورثهم … اللى مكنوش يعرفو اصلا عنه حاجة ..
عمار بتهكم :
_ شكلك داخل فى العيلة اوى ..
حمزة بثقة :
_ اكتر مما تتخيل … دلوقتى قدامك حل من الاتنين لتقعد و تخلى عندك ذرة دم و تبقى عم العروسة او تاخد عيلتك الحلوة دى و تمشى من هنا..
نظر له عمار بغضب هاتفا بتوعد :
_ ماشى حلو اوى …. متندميش يا نورهان بعد كدا ..
و اخذ عائلته و رحل صافعا الباب من خلفه فى عصبية ، صاحت ريناد بـ :
_ فهمونى فى اية …
نورهان بجدية :
_ اقعدو الاول و انا هحكيلك ..
( فلاش باك )
حمزة بإهتمام :
_ خير !! محتاجين اى مساعدة …انا ممكن اقدر اساعدكو ..
نورهان بخجل :
_ لا يا بنى كتر خيرك هتساعدنا ازاى بس !!…
عائشة : انا هحكيلك يا حمزة يمكن فعلا تقدر تساعدنا مش ممكن تفكر فى طريقة حلها بدل ما دماغنا مش موديانا لحاجة كدا …
نورهان مقاطعها :
_ خلاص يا عائشة مش مهم
عائشة : لا استنى انتى .. اسمعنى يا حمزة دلوقتى اخو جوز نورهان ظهر ومُـصر ان يجوز ريناد لابنه ..
حمزة بعدم فهم :
_ طب و فين المشكلة … عادى طالما ابنه كويس رفضين لية !!…
زينب بتهكم :
_ كويس اية !!… اصلا عمار دا طماع و اكيد ليه هدف من دا …
نورهان بخفوت :
_ عبدالله كان سايب ورث للبنات بس مخلى عمهم واصى عليهم لحد ما يتمو السن القانونى و يخدوه … كان عبارة عن مصنع و عن ارض و فلوس هى مش كتير اوى بس زمان كانت تقدر تعيشنا من غير تعب … احنا نسيناه و البنات كمان و مفكرناش انه يستغل دا …
حمزة : يستغله ازاى …
نورهان : فيه ضرايب على المصنع مش عارفة ليه .. و كمان الارض الظاهر اتباعت ..
حمزة بغرابة :
_ بس هو ملهوش حق انه يعمل كدا .. خصوصاً ان بناتك تخطو السن القانونى ..
عائشة بسخرية :
_ ما قولنا طماع …
نورهان : شكله عايز يهددنى بريناد … انا مش خايفة غير انه ياذيهم .. مش فارق معايا الورث و لا اى حاجة المهم انه يبعد عنا …
حمزة : طب ما انتى تقدرى ترفضى الجوازة دى ..
نورهان : انا عارفة بس الخوف انه يأذيهم … و كمان حكاية الضرايب و القضايا اللى بأسم بناتى .. انا مرعوبة بجد عليهم ..
زينب بحيرة :
_ هى لو ريناد اتخطبت هو هيعمل اية …
نورهان بسخرية :
_ هيقعد يفكر ازاى يخرب عشيتهم و بس …
عائشة بحماس :
_ نورهان انا افتكرت حاجة
نظرت لها نورهان باستفهام لتردف عائشة بـ :
_ مرة كنا قاعدين كلنا و عبدالله قال انه هيخلى فى وصيته ان لو ريناد اتجوزت الورث اللى سايبه هيتحول تلقائى ليها و لخواتها بالاضافة ان جوزها هيبقى ليه جزء منه و هيبقى مع البنات مسؤول على تشغيل المصنع و استخدام الارض فى حاجة مفيدة تنفعهم …
نورهان بتفكير :
_ انا مش فاكرة حاجة زى كدا ..
عائشة بتأكيد :
_ لا انا فاكرة … انتى عارفة انى مش بنسى حاجة بسهولة .. و دى ميزة فيا ..
زينب : يبقى لو دا حقيقى يبقى عرفنا سبب تمسك عمار بالموضوع دا …. بس اشمعنا ريناد ..
تنهدت نورهان لتقول بخفوت :
_ دايماً عبدالله كان واثق ان ريناد اللى هتعرف تحمى اخواتها اكتر و انها عمرها ما هتضرهم و هتديهم حقهم كامل .. بالاضافة الى مكانتها عند اخواتها و اللى تخليه يختارها هى بالذات ..
عائشة : لازم نتاكد لو دا حقيقى ..و كمان ريناد لازم تتجوز … عشان تقفلى الطريق لعمار و ياخدو ورثهم …
نورهان : ريناد مش هتوافق …
زينب : هى مش هتفضل قاعدة لاخواتها … بعدين عمار مش هيسكت .. على حسب كلامك مستغل المصنع بطريقة تضروكو انتو …
نورهان بتردد :
_ هفكر فى الموضوع دا …
حمزة بجدية :
_ طيب و هاتى اسم المحامى اللى معاه االوصية و هتأكد انا من الموضوع دا … متقلقيش يا مدام نورهان احنا معاكى …
نورهان : شكراً يا حمزة …
( باك )
نورهان : و حمزة اتاكد من الموضوع و عرف كمان ان عمار بيستخدم المصنع فى حاجات غير قانونية و بيدارى شغله بشغل وهمى .. و كمان مش لوحده فى حد شريك معاه … و المصنع عليه ضرايب و قضايا كفيلة انها تحبسكو و كل حاجة باسمكو انتو …
نادين بخوف :
_يالهوى يا عمتو .. كدا البنات ممكن يتحبسو بسبب البنى ادم دا ..
روان : بس يا ماما مصنع اية ؟؟.. احنا منعرفش حاجة على الموضوع دا و معرفش ان بابا عنده مصنع اصلا ..
عاصم بجدية :
_ ابوكى كان عنده مصنع للملابس يا روان … اللى هو كان شغله اساسا ..
ريماس بقلق :
_ طب اية الحل دلوقتى …
حمزة بهدوء :
_ انا طالب ايد ريناد …
ريناد بصدمة :
_ نعم !!!…
نورهان بهدوء :
_ و انا مش هلاقى احسن منك لبنتى .. بس الرأى يرجع ليها .. مع انى اتمنى انها مترفضش..
ريناد بعصبية :
_ لا شكراً احنا مش محتاجين مساعدة منك … انا مش هتجوز بالطريقة دى … انا مش موافقة ..
عاصم بنبرة رخيمة اردف :
_ ريناد اهدى و فكرى فى الموضوع … بعدين ممكن رأيك متقولهوش دلوقتى .. كمان بكرة قابلى حمزة و اتكلمى معاه و يمكن تغيرى رأيك ..
ريناد بنفس عصبيتها :
_ يا خالو هو عايز يتجوزنى علشان يساعدنا فى موضوع عمى .. و انا مش عايزة اتجوز كدا ..
حمزة بهدوء :
_ طب ينفع نتقابل بكرة و نتكلم .. دا بعد اذنك طبعا يا مدام نورهان ..
اؤمت نورهان برضا لتهتف ريناد باعتراض :
_ انا مش موافقة … و مش هقابل حد ..
نهض حمزة و معه عائشة ليقول ببرود :
_ الساعة 8 هبقى مستنيكى قدام العمارة ياريت متتأخريش كتير .. يلا يا ماما .. السلام عليكم ..
تابعت بنظرتها المصدومة رحيله غير مستوعبة الامر الى الان ، فهى لم تكن تستوعب وجوده هنا ليصدمها بطلبه للزواج منها و اصراره على الامر ، أ هى مازالت تحلم الى الان و لم تستقيظ بعد …
نورهان بجدية :
_ ريناد انا عايزة اتكلم معاكى ..
نظر لها بلوم لتتجاهل نورهان نظرتها و تتقدم لغرفتها فتضطر ريناد ان تذهب خلفها …
نادين بذهول :
_ هو اية اللى بيحصل دا !!…
روان بصدمة :
_ انا عندى عم كدا !!… ايكش يغرق فى زيت مغلى …
عاصم : يلا يا نادين احنا ..
ريماس : استنى يا خالو لما ماما تيجى …


نورهان بنبرة جادة :
_ لية مش موافقة على حمزة ؟؟.. معتقدش انك كنتى هتبقى حابة تتجوزى عامر ..
ريناد بضيق :
_ ماما انتى عارفة كويس انا لية مش موافقة على حمزة .. حمزة بيعمل كدا علشان يساعدنا و يبعد عمى عننا و انا مش حابة دا ..
نورهان بهدوء :
_ و عمرك ما كنتى هتحبى جوازك من عامر ..
ريناد : الاتنين طمعانين اصلا بالورث ..
نورهان بحدة خفيفة :
_ ريناد انتى عارفة ان حمزة مش محتاج ورثك هو معاه اضعافه و مش محتاج منك حاجة .. بعدين ورث اية و هبل اية اللى بتتكلمى فيه .. دول اصلا مش حاجة الفكرة اساسا اننا خايفين عليكو من عمكو … و حمزة طلب ايدك منى مش عشان حاجة بس هو شايف انه بنته حباكى
و تابعت بتذكر :
_ انا لما قولت لعائشة ان عمار اتصل و بيهددنى و جاى بعد يومين … ساعتها حمزة عرف و طلب ايدك منى انا رفضت فى الاول و قولت انى مش ممكن اجوز بنتى كدا … بس هو قالى انه معجب بيكى و بعيد عن اى حاجة عايز يتجوزك و بنته بتحبك و دا سبب اساسى و مش هيلاقى ااحسن منك ام لبنته الصراحة انا اترددت بس بعد كدا شايفة احسن واحدك ليكى ..
فقدت ريناد حاسة السمع فى منتصف حديث نورهان فقط جملة معجب بيكى هى التى التقطتها لتتردد مراراً و تكراراً فى اذنها تتسأل فى داخلها ” أ هو حقاً معجب بها ” نعم يوجد امل تولد فى داخلها من جديد …
اخرجتها نورهان من شرودها هاتفة بإهتمام :
_ ها !! موافقة تقابليه بكرة يمكن تغيرى رأيك …
تنهدت ريناد بخفوت قائلة بلا مبالاة مصطنعة :
_ خلاص هشوف الموضوع دا .. الساعة 8 هبقى هنا .. حاضر ..
نورهان بإبتسامة بسيطة :
_ ربنا يقدم اللى فيه الخير ..


_ ايو يا عم مين قدك … حلمك بيتحقق بقا ..
هتفت بها نادين بمرح ، لتزفر ريناد وتقول بغيظ :
_ لا على صوتك اكتر و سمعيهم برة .. انا مش عارفة لية ماما خليتكو تباتو مش كنتى تروحى بدل ما تفضحينى ..
نادين بمكر :
_ لا هو انتى فكرانى هسيبك كدا بسهولة .. جيالك على طبق من دهب … لا و انتى تقولى لا و مش عارفة اية … الا يعنى البت مش هتموت من الفرحة و عايزة كتب الكتاب بكرة ..
امسكت ريناد ب* شبشبها * و القت نادين به هاتفة بغيظ :
_ اخرصى يا نادين بدل ما هقوملك ..
اخرجت نادين لها لسانها بطفولة قائلة بحزن طفولى :
_ انا هروح اقعد مع روان و اسبنى من ناس بتحدفنى بالشبشب .. على الاقل هى هتحدفنى بحاجة احسن من الشبشب ..


لو كان النظرات تحرق لحرقت بيريهان و نرمين معاً ، لم يحيد بنظراته عنهم بل ظل جالساً يرمقهم بحنق يشتعل الغيظ به ، ليقترب عبدالرحمن منه و يثير غيظه اكثر و اكثر ……
عبدالرحمن بخبث :
_ مممم تفتكر بيريهان اية اللى عارفها انك جاى انهاردة …..!!
ماجد بغيظ :
_ تفتكر انت مين اللى مش مبطل زن زى الدبانة ….
عبدالرحمن بسخرية و خبث :
_ مممم الحق نارو بتناديك علشان تقطع التورتة اللى عملتها بيرى …
ماجد بغيظ :
_ دا انا هقوم البسهالها فى وشها … اوعى انت كدا
ذهب لوالدته قائلا بمكر :
_ ما تسبينى شوية يا نارو مع بيرى ..
تهللت ملامحها هاتفة بحماس و سعادة :
_ اها ياريت انا هروح اشوف حامد لحسن كان عبدالرحمن عايزنى فندانى رؤوف علشان احط الاكل لعبدالعزيز فمارى نسيت الدوا ووو …… سلام يا ماجد
و هرولت لتقف بعيداً حيث تتمكن من رؤيتهم متمنية ان يقتنع ولدها بالامر ، نظر ماجد لبيريهان بإستهزاء هاتفاً بمكر :
_ ألا قوليلى يا بيرى … انتى ملكيش اهل …
اندهشت من طريقته لتردف بـ :
_ لا ليا اكيد اية السؤال الغبى دا …
ماجد بغيظ :
_ اومال ناطة كل شوية هنا و بتزعجينا لية ؟؟…
_ انا مش فاهمة …
ماجد بغيظ اكثر :
_ و انتى من امتى بتفهمى … بصلى اقولك انا مش بدور على عروسة و اللى بتعمليه انتى و نرمين هانم مش بيجى غير بنتيجة واحدة انى بشوفك واحدة معندهاش كرامة و متخلفة …
فاغرت فهها من الصدمة غير مستوعبة ماذا يقول ؛ بيريهان بذهول :
_ انا مش فاهمة …
_ متوقع اية انا من واحدة زيك مثلا .. بصى اقولك امشى من هنا و شيلينى من رأسك …
بيريهان بصدمة :
_ انت بتطردنى …
ماجد ببرود مصطنع :
_ والله ياريت يبقى الهانم عندها جزء من العقل و تفهم و ياااه لو فى ذرة كرامة …
فرت دمعة منها و هى تستمع إهانته لتهرول من امامه للخارج غير مهمتة لنداء نرمين عليها ، يأست نرمين من لحاقها لتقترب من موقع ماجد و …..
نرمين بغرابة :
_ مالها بيرى خارجة بتعيط و مصدومة لية ؟؟…
ماجد ببرود :
_ اساليها … و شكراً على الحفلة البسيطة دى بس انا تعبان و هطلع انام ..
تركها وسط ذهولها و خيبة الامل ترتسم ببطئ على وجهها ….


مر اليوم و جاء النهار حامل بمفاجاءات كثيرة ..
_ عاااااااااا اصحى يا نادين .. الحقى
صرخت بها ريناد بذعر و خوف حقيقى و هى تنتفض من فراشها و عينيها مازالت مثبتة على الوسادة الملطخة بالدماء اسفل رأس نادين ، استيقظت نادين بفزع على صراخ ريناد و لكن وجع عظامها شل من حركتها لتبدأ الانين بخفوت غير محتملة وجع عظامها المتزايد …
لاحظت ريناد شحوبها و تعبها الواضح لتهرول للاتجاه الاخر من الفراش و ثم تميل لتهزها برفق ؛ مردفة بذعر :
_ نادين .. نادين مالك يا حبيبتى .. يا نهار اسود انتى مولعة … نادين مالك حاسة بأية !!… طب اطلب خالو
مدت نادين يدها لتمسك بكفها قائلة بنبرة واهنة موضحة تعبها :
_ لا يا ريناد .. شوية و هبقى كويسة .. مش اول مرة تشوفينى كدا ..
بكت ريناد لتقول بخوف :
_ لا بس اول مرة تبقى تعبانة اوى كدا .. احنا انهاردة هنروح للدكتور و مش هسمع كلامك تانى … خصوصا انك نزفتى دم و الكدمات زادت فى جسمك .. لالا مش هسكتلك المرادى و غصب عنك هنروح للدكتور ..
نادين بوهن :
_ لا مش قادرة اروح ..
ريناد باصرار :
_ قومى انا هساعدك و تاخدى اجازة من الشغل و ….
نادين باندفاع و نبرة ضعيفة :
_ لا لا حاضر نروح للدكتور قبل الشغل بس مش هينفع مش نروح الشغل …
ريناد ببكاء :
_ انتى تعبانى اوووى .. بالاها الشغل انهاردة ليكى …
نادين باصرار :
_ لا يا ريناد كفاية اجازات … نقوم نلبس علشان نروح للدكتور مع انى خايفة ..
ابتعدت عنها ريناد و هى ترتجف و تبكى بشدة فهى حاولت الفترة الماضية ان تعلم المرض التى تكون له اعراض نادين و انصدمت من النتائج ، حاولت تجاهل ما توصلت له و خاصة ان ليست كل الاعراض ظهرت على نادين و اليوم باتت تشك فى الامر …
ساعدت ريناد نادين فى النهوض لتبديل ثيابها و الاستعداد للذهاب للطبيب اولا و من ثم العمل ، ظهر التعب و الألم على نادين و ذلك الذى جعل ريناد لم تكف على البكاء مما استرعى بكائها اهتمام الجميع …
نورهان بقلق :
_ يالهوى فى اية ؟؟…
عاصم بتوجس :
_ مالكو كدا … مالك يا نادين شكلك تعبان ..
نادين بخفوت و وهن :
_ مفيش شوية برد ..
عاصم بتوجس :
_ ناسية انى دكتور يا نادين .. حاسة باية قوليلى ..
قامت ريناد بإزالة الدموع بكفها عن وجهها لتقول بصوت متحشرج :
_ ها … سلام احنا اتاخرنا ..
عاصم بنبرة حازمة :
_ مفيش مرواح فى مكان قبل ما اشوف نادين مالها ..
نادين بنبرة متوسلة :
_ ارجوك يا بابا تسبنى دلوقتى ولو فيه حاجة هروح للدكتور … ارجوك ..
رحلت سريعاً بمساعدة ريناد تاركة عاصم و نورهان ينظرون فى أثارهم بقلق ..


بعد مدة من الانتظار استطاعت الدلوف لغرفة الطبيب و معها ريناد …
الطبيب بنبرة عاملية :
_ اتفضلى انسة نادين انا سامع حضرتك ..
نظرت لريناد بخوف لتبادلها ريناد بأخرى مشجعة ؛ تنفست بعمق لتردف بتردد :
_ انا بقيت بتعب من اقل حاجة .. و حاسة بوجع فى العظم علطول .. دا غير وجود كدمات فى جسمى … و …
صمتت بألم غير قادرة على تحمل الالم المتزايد ، اردف الطبيب بقلق طفيف :
_ حضرتك كويسة انسة نادين …
تناول شريط من الدواء ليعطيها حبه منه قائلا بهدوء :
_ تقدرى حضرتك تاخدى المسكن دا هيهدى المك شوية ..
اخذته منه بتردد لتتناوله سريعاً متمنية ان يخفف الالم و لو قليلاً ..
الطبيب بجدية :
_ طب انا هسألك وحضرتك جاوبى باها او لا …
اؤمت بموافقة ليسترسل قائلا :
_ حضرتك كنتى بتعانى من اى امراض ؟؟..
ريناد باندفاع :
_ لا … مكنش عندها حاجة ..
الطبيب بجدية :
_ حضرتك قريبة منها … يعنى تقدرى توصفى مالها ..
اؤمت ريناد ليتابع الطبيب بنبرته الجادة :
_ طب كويس … ارتاحى يا انسة نادين و بعد شوية المسكن هيخفف الالم … دلوقتى حضرتك تقدرى تقوليلى مالها ..
_ هى يا دكتور مكنش عندها حاجة بس فى الفترة الاخيرة ظهر بقع حمرا و كدمات فى جسمها و جسمها دايماً واجعها و بتعانى من ضيق تنفس ساعات .. دا غير ان النهاردة الصبح نزفت دم من بوقها فمها و حاجات كتير زى سخونية و عرق كتير و التعب بسرعة …
استمع لها بإهتمام منتظراً ان تنهى حديثها ليردف بجدية :
_ كل الاعراض دى بتودينا لنتيجة واحدة … بس قبل اى تشخيص ممكن حضرتك تعملى الاشعة و التحاليل اللى هطلبها منك و كل ما كان اسرع هيبقى افضل ..
ريناد بقلق :
_ بس هى كدا عندها اية …
الطبيب بعملية :
_ مش هقدر اقولكم حاجة دلوقتى … الاول اعملو اللى طلبتو .. انسة نادين انتى غلطى لما تاخرتى فى الكشف .. بس دلوقتى تقدرى تعرفى عندك اية و تتعالجى ..
نهضت ريناد و كذلك نادين لتهتف بـ :
_ شكراً لحضرتك يا دكتور … هنحاول يبقى التحاليل عندك بكرة و الاشعة …
الطبيب بهدوء :
_ هيبقى افضل برضه …
ذهبو الفتيات للقيام بالتحاليل و الاشعة فى مكان قريب من عيادة الطبيب و من ثم اتجهو لعملهم ليتفأجو ان يجب عليهم الذهاب لموقع البناء …


_ اية الضرورى علشان تطلب تقابلنا الصبح كدا …
هدر بها مـ2 بضيق و هو يغلق باب سيارته بعصبية مقترباً من موقعهم ليردف مـ3 بتردد :
_ حصلت مصيبة …
مـ1 بسخرية :
_ طب و اية الجديد !!…
مـ3 بتردد :
_ الواد اللى كان بينقلنا كل حاجة .. اتمسك من يومين ..
مـ2 بعصبية :
_ و لسة فاكر تقولنا النهاردة …
مـ3 : معرفتش غير امبارح ..
مـ1 بجدية :
_ معتقدش انه هينطق بحاجة … بس مش دى المصيبة … اية المصيبة ؟؟…
مـ 3 بضيق :
_ ازاى مش دى المصيبة .. كدا ممكن يتوصل لينا عن طريق الواد ..
مـ 2 بحنق :
_ لا مش هيتكلم … بعدين انت عارف الوضع و لو خايف او …
مـ3 بضيق :
_ مش حكاية خايف … انا مضايق لان ممكن كل اللى بنعمله يطير فى الهوا …
مـ1 بجدية :
_ متقلقش .. انا متأكد انك عندك حاجة تانية ..
تردد فى الحديث قليلا ليحسم امره و يردف بـ :
_ فى حد معاه باقى المعلموت اللى عايزينها .. و البوص عرفه و مقرر يمحيه من الوجود ..
تبادل مـ2 و مـ1 النظرات ليهتفوا بـ:
_ احنا لازم نلاقى الشخص دا و ناخد منه الادلة المعاه … دا هيفيدنا كتير ..
م3 : احم بس فى حاجة ..
مـ 1 بتوجس و ترقب :
_ اية هى ؟؟…
مـ3 : الشخص دا هو يبقى محامية كانت ماسكة قضية لواحد من الاباء اللى عيالهم بيتخاطفو و يبعتولهم جزء و كدا و حظ الراجل انه قدر يمسك اللى خطف ابنه … بس فى الاخر القضية اتقفلت لما سحبها الراجل بعد تهديدات منهم … بس المحامية دى مش سكتت و فضلت تدور وراهم لحد ما وصلت لـاطراف خيوط كتيرة … و البوص عايز يتخلص منها علشان بقت خطر عليهم ..
مـ1 : مين المحامية دى … لازم نوصلها ..
ساد الصمت لثوانى و مـ3 ينظر لهم بتردد قبل ان يهتف بخفوت :
_ ريماس عبدالله فايز ….


تمددت بإنهاك على الاريكة الموجودة فى غرفة الجلوس ، مغمضة جفنيها بتعب لا تريد سوى بعض الراحة بعد رجوعها من سافرها ، استمعت لصوت خطوات يقترب و باحد يجلس على المقعد المقابل للاريكة ، لتزفر بحنق و هى تعتدل فى جلستها قائلة بضيق :
_ نعم يا سعاد .. اية الجديد ..
هتفت سعاد بغيظ :
_ اسمى سو … او ياسمين .. اما سعاد دا فانسيه .. بعدين ما تقولى ماما .. الكلمة مش هتكلك يعنى
فتحت عينيها ناظرة لها بإستهزاء لتقول :
_ ما… اية !!… دا انتى اللى تقوليلى ماما .. انتى مش شايفة نفسك و لا اية …
سعاد بضيق :
_ ما علينا.. عملتى اية ؟؟… رجعتى بسرعة يعنى ..
نهضت جوريا مقتربة من الشرفة اظرة للخارج بعدم اكتراث قائلة :
_ عادى اهو خلصت و رجعت …
_ مش رديتى على لؤى لية ؟؟
التفت لها جوريا بعصبية قائلة :
_ انتى مش بتفهمى … انا لسة مطلقة و مفتش شهر على طلاقى علشان اتجوز ..
سعاد بلا مبالاة :
_ و اية يعنى .. على الاقل هيبقى خطوبة .. مش احسن ميزهقا و تضيع كل الفرصة دى مين ايديك .. انتى متعرفيش لؤى بية و لا اية … دا معاه فلوس لو اتغدى و اتعشى بيهم مش هتخلص و مش هيفضل مستنى رد واحدة زيك ..
جوريا بعصبية :
_ يبقى يروح يشوف واحدة من مستواه و انا عن نفسى مش موافقة عليه ..
سعاد بضيق :
_ انتى غبية و هتفضلى دايما غبية … على الاقل دا احسن من الانسان المتخلف اللى كنتى متجوزاه و اللى قاعدة تبكى على الاطلال بعديه ..
جوريا : على الاقل الانسان دا فضل جمبى لما كنت تعبانة و محدش كان مستحملنى … الانسان دا حبنى و مرضيش ياذينى رغم انى جرحته .. الانسان دا حافظ عليا و ادانى الثقة اللى محفظتش عليها … على الاقل هو احسن من اللى تجوزتيه و ورطنا كلنا فى القرف دا ..
سعاد بغضب :
_ احترمى نفسك يا بنت و متنسيش انه ابوكى .. و بعدين لازم تنسى حمزة و تنسى انه فى يوم كان فى حياتك ..
جوريا بحزن:
_ انا عمرى ما هنساه و لا هنسى بنتى .. منكم لله ضايعتونى و ضايعتوا الحاجة اللى عدلة فى حياتى ..
سعاد بقسوة :
_ انتى اللى ضيعتى كل حاجةمش احنا .. متجيش تلومى حد على غلطك …انتى اللى سبتيه .. و طالما بتحبيه كدا كنتى سبتيه ليه و عاملتيه بالطريقة دى .. انتى اللى انانية و غبية و متلوميش غير نفسك ..
جوريا بحزن :
_ عمركو ما هتفهمونى …


وصلت ريناد لـ امام البناية التى تقنط بها فترى حمزة مستنداً على سيارته يبدو انه ينتظرها من مدة ليست بقليلة ، نظرت لنادين بفتور قائلة :
_ هتيجى معانا و لا هتطلعى ؟؟..
نادين بملل :
_ لا طالعة و خفى الشوية اللى انتى عاملهم دول .. سلام ..
ترجلو من السيارة لتتجه نادين لاعلى اما ريناد فاقتربت من حمزة قائلة بارتباك :
_ هاجى وراك بعربيتى ..
اعتدل فى وقفته قائلا بجمود :
_ اركبى .. مش هنلف ورا بعض ..
همت بالاعتراض ليسكتها بنظرة حادة تجعلها تستقل معه سيارته على مضض ، وصلو فى جو صامت لاحدى المطاعم التى تطل على النيل مباشرة مما أثار اعجابها فهى تعشق المياة كثيراً و تعشق النظر اليها كما تعطيها طاقة اجابية و تتناول عنها شحنات التوتر التى تداهمها فى بعض الاحيان ، شردت ريناد قليلا فى النظر للمياه ليقرر حمزة قطع الصمت الساد بينهم و…
حمزة : تشربى اية !!
ريناد بارتباك :
_ لا شكراً … ممكن تقول طلبت نتقابل برة لية ..
اشار حمزة للنادل فيقترب الاخير بدوره ؛ حمزة بجدية :
_ عصير مانجة و قهوة مظبوطة ..
اؤمى النادل بانصياع ليرحل و يشرع حمزة بالحديث :
_ الاول قولى رافضة لية .. فى حد فى حياتك مثلاً ..
ريناد : لا … اكيد لو كان فيه حد مكنتش هبقى قاعدة قدامك دلوقتى … و لا اية ؟؟..
حمزة بخبث :
_ اومال مين اللى شوفته اول مرة معاكى … افتكر انى ضربته ..
ارتبكت ريناد مردفة بـ :
_ دا زميلى فى الشغل .. و بيحبنى على حسب كلامه و علشان بصده قرر يضايقنى ..
حمزة بخبث :
_ لا بجد اما لما شوفته تانى لقيته فاكر انى خطيبك … مممم شكله فهم غلط
صدمت ريناد من حديثه و تذكرت عندما ادعت نادين امام سالم انها مخطوبة من ذات الشخص الذى قام بضربه ، ابتلعت ريقها بتوجس قائلة بارتباك :
_ ها … اها شكله اختلط عليه الامر .. مـ ..معتقدش انك جايبنى هنا عشان نتكلم على سالم ..
ابتسم لها بمرح يعلم انه اربكها بحديثه و هذا ما اراده ليتحمحم و يردف بهدوء :
_ طيب … انا كنت عايز اوضح انى مش بعمل كدا علشان موضوع عمك و لا عايش دور البطل و كدا ..
التمع وميض بالامل امام عينيها لتنفرج اساريرها منتظرة ان يتفوه بما حلمت ان تسمعه ؛ يتبع هو بهدوء :
_ انا شوفت اد اية ملاك بتحبك و كمان محمد و انك الوحيدة اللى ساعدتيها اكتر من مرة من غير ما تاخدى بالك .. ملاك مش اجتماعية و بتتعامل مع الناس بصعوبة و انتى الوحيدة اللى قدرتى تخليها تحبك و تاخد عليكى بسرعة … كمان ساعدتيها انها تخرج من صدمتها بعد ما كنت هتفقد النطق و انقذتيها من الموت اكتر من مرة و دا جِميل عمرى ما هنساه .. انا الصراحة اخترتك علشان ملاك و هى بتحبك اوى …
ريناد باندفاع :
_ و انت !!
حمزة بدهشة :
_ انا اية !!…
لعنت نفسها على تهورها لتحاول ان تقول بجدية مصطنعة :
_ و انت يعنى هتتجوزنى علشان ملاك … اقصد يعنى انك متعرفنيش و مش عارف طبعى و كدا …
ابتسم لها بمرح قائلا :
_ انتى ناسية اننا كنت صحاب زمان و اكتر واحد عارفك ..
خجلت لتطرق وجهها بتوتر محاولة ان تتحكم فى اعصابها قليلا و لا تفضح حبها له امامه ، على الاقل ليس الان ، اقترب النادل باكواب القهوة و العصائر واضعها امامهم و يرحل فى الفور …
ريناد بجدية زائفة :
_ بس الانسان بيتغير مع الايام …
حمزة بمكر :
_ عندك حق … طب كلمينى عن نفسك اكنى لسة هعرفك … انا سامعك ..
ارتبكت و احمر وجهها بخجل و هى تهم بالتحدث :
_ مممم مثلا انا دلوقتى بقيت مهندسة ديكور و بشتغل فى شركة اخوك و مش ناوية اسيب شغلى ..
اجفل من كلمة اخوك و تذكر ما بينهم من خلاف بسبب والدته ، قرر الا يظهر شئ و ينصب تفكيره فى شئ اخر كـ الاستماع لريناد ..مثلاً..
حمزة بمكر :
_ ها و اية تانى ..
ريناد بتوتر :
_ ها!!… لا و الباقى انت عارفه !!..
ضحك بقوة لتخجل و ترتبك اكثر متمنية ان تختفى من امامه ؛ حمزة بضحك و مكر :
_ هههههه لازم تعاندونا يعنى ….
صمت قليلا فصمتت معه ، مر ثوانى ليست بقليلة قبل ان تباغته بسؤالها :
_ هى مراتك ماتت ازاى ؟…
تجمدت ملامحه و لم يرد عليها فقط ينظر لها بجمود لتتوجس و تهتف بـ :
_ لو مش عايز ترد خلاص …
ابعد نظراته للمياه قبل ان يهتف بـ :
_ مبحبش اتكلم فى الموضوع دا ..
تابع مغيراً الموضوع :
_ ريناد انا قولتلك سببى و الاهم بالنسبالى و فى الاخر القرار يرجعلك … تقدرى تبقى تقوليلى قرارك عن طريقك والدتك …
ارتشفت ريناد من مشروبها لعلها تخفف من توترها ؛ فيكمل حمزة و هو يتناول قهوته :
_ لسة بتحبى المانجة برضه ؟؟…
كادت ان تشرق و هى تستمع له و شئ واحد فقط يدور فى عقلها ” اذا لم ينسى مشروبها المفضل … فبالتاكيد لم ينسى حماقتها ” ياله من موقف محرج لن تنساه و يبدو انه كذلك ايضاً ، نظرت له بقلق قائلة :
_ انت مش ناسى ……
_ لا مش ناسى ..
نظر لها لثوانى قبل ان يقول بجمود :
_ يلا هروحك ..


لم تكاد ان تدلف للمنزل حتى شعرت باحد يجذبها لغرفة الجلوس …
ريناد بانزعاج :
_ بتشدينى كدا لية يا روان !!…
دفعتها روان على احدى المقاعد و فجاءة سارت متحاوطة من 4 اجواز من العيون و اندفع سيل من التحقيق و التساؤل …
نورهان بتسأول :
_ موافقة و لا اية !.. يعنى ارد على عائشة بأية !!
ريماس بفضول :
_ روحتو فين و اتكلمتو فى اية ؟؟… شربتو اية و لا كلتو اية ؟؟..
نادين بلهفة :
_ طلع بيحبك و لا صدمك يا عينى !!…
روان بلهفة:
_ هتتجوزو امتى … انزل اجيب الفستان و لا استنى يومين كمان
نهضت مبتعدة عنهم و هى تصيح بـ :
_ ابعدو عنى … اية اية اية …. متخليكو فى حالكو ..
نظرت لوالدتها لتقول :
_ ماما لسة قدامى يومين خلالهم هقولك رائى و دلوقتى سبونى ارتاح …
و ركضت لغرفتها هاربة من عاصفة من الاسئلة لن تنتهى ، يزفرو بغيظ فهى لم تعطيهم ما يرضى فضولهم ..
ريماس : خالو مش هيجى ..
نادين بنفى :
_ لا .. هيروح على البيت هو بات امبارح بالعافية ..
نورهان : طب مروحتيش معاه لية زمانه زعل ..
نادين : انا وضحتله انى مرتاحة هنا و يومين و هروح هناك ..
نورهان بحنان :
_ طيب يا حبيبتى خشى ارتاحى انتى و نامى …
اؤمت نادين و ذهبت لغرفة ريناد لترأها تزعم النوم فتقرر ان تدعها و شاءنها الان وغداً هى ستجيب على اسئلتها بدون اى ضغط …..


اليوم التالى ..
روان بصياح :
_ ياااا ماااامااااا فين الكوتش الابيض …
نورهان من المطبخ بصوت عالى :
_ هتلاقى عندك و بطلى صدااع ..
روان :
_ خلاص لقيته … مش ناوية تدينى العربية بدل ما اتبهدل فى المواصلات ..
خرجت لها نورهان لترمقها شزرا و هى ترتدى حذائها ؛ نورهان بسخرية :
_ لا و هو التاكسى اللى هيبهدلك …
و اكملت بصرامة :
_ روان ان سمحتلك تروحى تشترى اللبس بس الاقيكى رجعالى بمصيبة زى كل مرة … همنعك من تخطى عتبة الشقة لوحدك ..
روان ببراءة مصطنعة :
_ انا يا ماما اللى بعمل مصايب … اخص مكنش العشم ..
نورهان بتهكم :
_ لا امى .. انا نبهتك اهو ..
اقتربت منها روان و قبلتها سريعاً قبل ان تهرول للخارج صائحة بـ:
_ سلام يا نور … ادعى متجيش تاخدينى من القسم ..
تغلق الباب خلفها قائلة بقلة حيلة :
_ البت دى هتجننى معاها و مش بعيد تجبلى ساكتة قلبية … ربنا يستر …


يدق باب مكتبه ليأذن للطارق بالدخول دون ان يحيد بنظره عن الاشعة التى بيده …
_ دكتور عاصم … عامل اية ..
رفع نظره ليجد عبدالرحمن امامه بإبتسامة عذبة ، يقف عاصم و يرحب به و يأذن له بالجلوس هاتفاً بود :
_ عامل اية يا عبدو .. اخبارك و اخبار رؤوف ..
عبدالرحمن بإبتسامته :
_ الحمدلله يا دكتور .. كلنا بخير ..
ابتسم له عاصم بفتور ليتسأل :
_ اما اية سر الزيارة الجميلة دى !!…
عبدالرحمن بمرح :
_ هههههه صريح حضرتك اووى …
عاصم بضحك :
_ هههه اقدر اطردك علفكرة ….
عبدالرحمن : لا خلاص …
و اكمل بجدية :
_ دكتور عاصم انا مبعرفش الف و ادور فعلطول كدا انا جاى اطلب ايد بنت حضرتك … انسة نادين ……………………………………….يتبع

error: