رواية ظننته الثانى ، لكنه /للكاتبة منه محمد

الـثلـاثــون
#ظـننـتـه_الثانـى_لـكنــه
((بعد مرور خمس سنوات))
نزع نظاراته السوداء و طفق ينظر حوله يبحث عن مراده، وجدها تجلس على منطدة فى نهاية المكان و يبدو عليها الضجر، ارتدى نظارته ثانيةً و اقترب منها بخطوات هادئة و واثقة…
ماجد بابتسامة بسيطة و مصطنعة :
_ اتأخرت عليكى…
اعتدلت بيريهان فى جلستها و اخذت تتابعه بعينها حتى جلس قابلتها…
بيريهان بغيظ :
_ اها اتأخرت جدًا شوف انا كلمتك من امتى و قولتلك انى وصلت… اعتقد من ساعة الا ربع..
تجاهل حديثها و نظر حوله بدهشة مصطنعة متسائلًا باهتمام زائف :
_ لية مطلبتيش حاجة لحد دلوقتى!!… فين الجرسون؟!!… تشربى اية؟؟..
بيريهان بغيظ و نفاذ صبر :
_ ماجد مش تستهبل و ركز معايا.. انت عارف انا طلبت قابلك لية…
أشار لنادل قريب منهم و قال لها بجدية :
_ استنى بس نشوف هنشرب اية الأول… تشربى اية بقى؟؟ …
زفرت بحنق و بعد فترة….
بيريهان بضيق :
_ انت مش ملاحظ اننا طولنا اوى فى الخطوبة… يعنى اربع سنين فترة مش قليلة و انت مش لسة هتبنى نفسك و لا حاجة.. و خدت الدكتوراه كذا مرة و بقيت كمان دكتور فى الكلية بجانب شُغلك فى المستشفى و عيادتك هتفتحها قريب… يبقى اية اللى شَغلك و مخليك مش عارف تاخد خطوة بعد الخطوبة…
استمع لها بعدم اكتراث غير مبالى بأى حرف تتفوه به، يعلم ذلك الحديث بل يحفظه جيدًا و على علم مسبقًا بأنها ستردده اليوم أيضًا…
ماجد بلا مبالاة :
_ اها و بعدين.. عايزة اية ؟؟…
بيريهان بحنق و غضب :
_ انت لية بارد كدا… انا مش فاهمة طالما مش عايز تاخد خطوة جادة مقعدنى لية جنبك ست سنين…
ماجد ببرود :
_ مانا مش فاهم انتى عايزة اية دلوقتى..
بيريهان بغضب :
_ عايزة اعرف انت ناوى على اية؟؟…
ماجد بنفس بروده :
_ عادى… مش ناوى على حاجة حاليًا…
بيريهان بانفعال :
_ يبقى كل واحد يروح لحاله يا دكتور…
ظهر شبح ابتسامة على وجهه استطاع اخفاءه بسهولة..
ماجد بلا مبالاة :
_ دا رأيك!!…
بيريهان بحنق :
_ انا زهقت من البرود دا… و اها دا رأيى…
امسك بكوب القهوة خاصته ليرتشف منه القليل، ثم قال بغموض :
_ يبقى بالتوفيق…
===***بقلم (مونى) Menna Muhammed ***===
” كم اشتقت للضوء فى حياتى… لا ارأه و لا يرأنى.. لا أعلم بماذا فعلت له ليجبر الشمس بعدم منحه لى و يجبرها على الاختفاء لاعوام و أعوام من حياتى… لتأخذ النهار معها إلى الأبد… الليل أتى و سيطر و لكن لم يكُن عادل معى أيضًا.. كان ملك ظالم جبار يلومنى و يؤلمنى بعدم انصاف… القمر تمرد علىّ و أخذ قراره بعدم الظهور لى مرة أخرى فى ذلك الليل معللًا بغضب الضوء من الظهور لىّ.. و الغيوم هللت و ركضت لتخفى النجوم نهائى من سماء ذلك اليل… ليحل الظلام بالكامل و دائمًـا و يعلن سلطته علىّ… و اظل انا… اشتاق للضوء فى حياتى ”
خطت بتلك العبارات البسيطة و المعبرة عن حالتها فى دفترها الصغير خازِن أسرارها و الشاهد على مُعناتها،، العالم بما يعتلى قلبها و ما تكتمه من وجع و الآم لا تستطيع بالبوح بهم…
طرق احدهم باب غرفتها لتغلق دفترها سريعًا و تضعه فى درج مكتبها القريب منها مرة ثانيةً…
قالت بخفوت و نبرة تميزت بلحنة الحزن بها :
_ ادخل…
فتح الطارق الباب ببطء ليطل وجه أخيها من خلف الباب و ابتسامة حانية تزين شفتيه..
خالد بحنان أخوى :
_ صباح الخير يا لولو… عاملة اية يا حبيبتى انهاردة؟؟…
حاولت أن تبتسم لكن معالم وجهها تمردت عليها؛ فقالت بجدية :
_ انا تمام الحمدلله يا خالد… انت بقى عامل اية و مى اية أخبارها؟؟..
_ احنا تمام متقلقيش علينا…
و اضاف بعتاب لطيف و هو يقترب من موضعها بخطوات ثابتة :
_ انتى بقى يا خلود مالك؟.. بابا قالى انك رافضة العلاج و مش راضية تروحى مركز العلاج الطبيعى… فى اية يا خلود احنا مش اتفقنا اننا هنتبع العلاج..
ادمعت عيونها بألم و طأطأت وجهها بحزن ثم قالت بخفوت :
_ انا مش عايزة اروح أصلًا مش هيفيدنى و كمان انا مش هتعالج علشان حد…
جلس عند قدمها؛ هاتفًا بعتاب حزين :
_ لية بتقولى كدا يا خلود.. لو هتتعالجى فدا لنفسك مش لحد.. احنا بس عايزينك ترجعى تمشى تانى و تكسبى ثقتك فى نفسك من جديد.. و كمان دا هيخرجك من دايرة الحزن اللى انتى حابسة نفسك فيها و هيرجعك تتعاملى مع الناس مرة تانية..
تشدقت بيأس و مرارة :
_ مش هيفرق أمشى تانى و لا لا هى جت على رجلى يعنى.. “و اكملت لنفسها”… مش هتيجى أغلى من ابنى و جوزى اللى خسرتهم فى نفس اليوم… الليلة اللى فقدت فيها اعز ما املك.. جوزى و ابنى و صحتى و بقيت وحيدة منبوذة قعيدة بكرسى متحرك و فقدت شغلى و كيانى … و فقدت نفسى.. فقدت خلود…
بكت فجأة بشدة و حرقة غير متحملة ذكرى تلك الليلة..
عانقها خالد سريعًا متوقعًا ما تفكر به الآن؛ هاتفًا برجاء :
_ لا حول و لا قوة الا بالله.. اهدى يا خلود بالله عليكِ.. استغفرى ربنا يا خلود استغفرى الله…
بعد رأسها ليكفكف دموعها و عيونه تجمع المياه بها حزنًا على حال شقيقته ،، اردف بحزن :
_ ارجعى خلود بتاعة زمان اللى مؤمنة بقضاء الله و متخليش اليأس يتمكن منها… اللى انتى فى دا من الكُفر.. و انتى فهمانى كويس يا خلود… ارجوكى اهدى و ادعى ليهم بالرحمة هما فى مكان احسن من هنا.. و السبب خد جزاءه و اكتر فى الدنيا و لسة فى الآخرة كمان…
نفت بقهر و عصبية :
_ لا لسة مخدش جزائه هو لسة بيتمتع بحياته و محدش يعرفه..
خالد بحزن :
_ اديكى قولتى محدش يعرفه يعنى مش فى ايدينا حاجة…
ألقت بنفسها فى حضن خالد ليضمها هو بحنان و تشرع بالبكاء بقهر و حزن..
رددت بهمس :
_ حسبى الله و نعم وكيل… حسبى الله و نعم وكيل…
===***بقلم (مونى) Menna Muhammed ***===
_ الو يا فاطمة عملتى اية؟؟..
_ انا توهت و مش عارفة اتصرف ازاى…
زفر بقوة و قال بعصبية :
_ انا مش قولتلك تاخدى السواق معاكى لازم عناد يعنى… اوصفيلى المكان اللى انتى فيه..
استمع لبكاءها و هى تقول _ انا مش عارفة اية المكان دا… مفيش اى حاجة هنا غير سوبر ماركت صغير..
_ الله يحرقك… اوفففف يعنى اية مفيش غير سوبر ماركت بُصى حواليكى كويس.. عرفت انا السوبر ماركت كدا..
_ يا عبدالرحمن متزعقليش.. بجد مفيش حاجة غير السوبر ماركت..
_ طب اسمه اية النيلة..
_ ملكش دعوة..
هدر بانفعال و عصبية :
_ هو اية اللى مليش دعوة اما هعرف مكانك منين..
بكت من انفعاله و اردفت موضحة :
_ هو اسم المحل ملكش دعوة.. انا مالى انا بالاسم صاحب المحل هو اللى غبى.. و كمان هو مقفول يعنى مش لاقية حد اسأله…
_ اخرسى يا فاطمة دلوقتى اخرسى… ابعتى ليا الـ location بتاعك على الواتس..
جاءه صوتها المرتجف _ الفون فصل شحن… و انا بكلمك من فون قديم مفيهوش واتس و لا اى حاجة.. بستخدمه فى الطؤارى بس..
_ الله… كملت هى… اشحنى الزفت بشاحن عربيتك و لما يشحن ابقى ابعتيه على الواتس… سلام يا بومة..
أغلق معها ليلتف لتلك التى تجلس أمامه تتابع حديثه باستنكار…
نرمين بتعجب :
_ مالها خطيبتك!!…
اجابها بعصبية :
_ الهانم تايهة بسبب عنادها و كمان غبية…
ابتسمت له نرمين لتقول بنبرة ذات مغزى :
_ طب براحة عليها.. مانت سبق و قدرت توصل لشخص كان تايه برضه و ميعرفش حاجة فى المكان…
نظر لها بعتاب ثم نهض و تركها متجهًا لغرفته،، دلف غرفته و اقترب من الشرفة التى فى نهايتها ليستند على سورها ثم يشرد و هو ينظر على الأرض الخضراء أمامه…
( فلاش باك)
_ الحقينى يا عبدالرحمن انا توهت..
انتفض من على فراشه متجهًا لخزانته سريعًا؛ هاتفًا بلهفة :
_ اية!! انتى فين طب.. حاولى تعرفى اى حاجة عن المكان اللى انتى فيه..
_ مش عارفة اى حاجة و كمان مفيش اى حد هنا اسأله…
اخرج ثيابه ليقفزها على السرير بقلق ثم وقف فى منتصف الغرفة يحرك اصابعه فى شعره بانفعال؛ قائلًا بقلق واضح :
_ طب اهدى يا حبيبتى و قوليلى اخر حاجة فاكراها قبل ما تتوهِ..
_ كنت رايحة للكمبوند و سرحت فخدت طريق تانى مش اعرفه و… و فجأة لقيت نفسى فى الصحرا..
_ طيب يا حبيبتى متعيطيش بس و اهدى و اياكى تعيطى.. دلوقتى بصى حواليكى و حاولى تدورى على اى حاجة تساعدينى على انى اوصل ليكى..
_ افتكرت فى يفطة قريبة منى مكتوب عليها كيلو ** على طريق *********…. بس و مفيش اى حاجة تانى هنا غير صحرا و عربيات بتعدى كل فترة و خايفة أوقف حد اسأله..
ثم صمتت قليلًا لتكمل بتردد _ و كمان الصراحة انا مش متصلة بيك علشان كدا بس.. انا البنزين خلص منى و شكل فى مشكلة فى العربية و انت عارف انى مش بفهم فى العربيات و اول مرة اركبهم.. و معيش باقة نت علشان اعرف اتواصل مع حد..
زفر بضيق ثم قال بنبرة رقيقة نسبيًا عن نبرته و بلطف محاول طمئنتها :
_ طب يا قلبى اهدى دلوقتى و اقعدى فى عربيتك متتحركيش و اقفلى عليكى العربية و اوعى تنزلى منها لحد مانا اللى اجيلك هناك… و بحذرك للمرة التانية اوعى تعيطى و اهدى و كل حاجة هتبقى تمام و انا جايلك..
ثم اتجه للمنضدة المجاورة لسريره ليخرج شئ ما من الادراج..
_ انا دلوقتى هدور على سماعة البلوتوث بتاعتى و هتصل عليكى تانى علشان افضل معاكى على الخط لحد ما اوصلك… دقيقة او اقل و هتصل عليكى.ردى عليا علطول و متقلقنيش عليكى…
_ حاضر.. انا دلوقتى فى العربية و قفلت عليا زى ما قولتلى…
_ ماشى يا روحى.. دقيقة و هرن عليكى..
بالفعل اتصل عليها فى اقل من دقيقتين عند ايجاده تلك السماعات و ارتدى ملابسه سريعًا ثم ركض ليصل لها سريعًا و لم يغلق معها حتى وصل لسيارتها و اطمأن انها بخير…
( باك)
عاد من ذكرياته على رنين هاتفه معلنًا عن وصول رسالة جديدة،، التقط هاتفه و مفاتيحه و ذهب ليأتى بتلك التائهة دون أن يجيب على اتصالاتها المُصرة…
===***بقلم (مونى) Menna Muhammed ***===
هبطت الدرج بلهفة و سُرعة؛ مُتسائلة بلهفة :
_ فين فهد يا ماما؟؟..
نظرت لها زينب بدهشة ثم أمسكت بجهاز التحكم عن بُعد الخاص بالتلفاز مُخفِضة صوته و عادت مرة أخرى لريناد؛ مُجيبة باستنكار :
_ براحة يا بنتى… فهد برة مع اخواته..
ركضت للخارج فتعجبت عائشة و نهضت تهرول خلفها لتعلم سبب حالتها..
خرجت ريناد لتجد طفلها يجلس على الأرض و يبكى بقوة و ملاك و محمد يتفحصون قدمه بخوف و لهفة..
ريناد بفزع :
_ يالهوى ابنى… اية اللى حصله يا ملاك؟؟..
هرولت لهم ثم جلست بجانب فهد و مسكت قدمه تتفحصها باهتمام و رعب..
ملاك بقلق :
_ معرفش رجله مالها.. كان بيلعب بالعجلة و فجأة وقع من عليها و قعد يعيط…
نهرتها بغضب :
_ و انتى كنتى فين و هو بيقع؟؟…
اجفلت ملاك من غضبها ليحتضنها محمد سريعًا و يشرع بالحديث :
_ ماما ريناد ممكن تهدى ملاك ملهاش ذنب… انا و هى كنا بنحل الـ Home Work بتاعها و انا كنت بساعدها و فهد كان بيلعب بالعجلة قدامنا و فجأة وقع لوحده. و ملحقناش ناخد بالنا..
احتضنت ريناد فهد بخوف ثم وضعت ذراع أسفل ركبتيهِ و الذراع الاخر خلف عنقه و حملته و نهضت متجهة لداخل الفيلا مُجددًا و ساعدها وزنه الضئيل على الهرولة به لغُرفتها بالأعلى…
زينب بشفقة :
_ قومى يا ملاك كملى واجبِك… و انت يا محمد ساعدها معلش.. متزعليش من مامتك يا ملاك هى مش تقصد انتى عارفة انها بتخاف عليه اوى زى ما بتخاف عليكى..
اجأبتها بحدة تسبق سنها بكثير :
_ شُكرًا يا تاتا انا عارفة انها بتخاف علينا احنا التلاتة زى بعض.. و انا كمان كنت خايفة عليه علشان كدا عيط.. انا عارفة ماما ريناد كويس و عارفة انها بتحبنى مش زى ناس..
زينب بحزن :
_ انتى لسة زعلانة منى يا ملاك…
نهضت ملاك و اتبعها محمد؛ قائلة بحدة :
_ بعد اذنك ورايا مُذاكرة و واجبات كتير.. يلا يا محمد..
ابتعدت عنها لتقف زينب مكانها تضرب كفيها ببعضهم بحزن :
_ منك لله يا چوريا يا بنت سُعاد… ربنا لا يهنيكى دُنيا و لا آخرة..
===***بقلم (مونى) Menna Muhammed ***===
دلفت عبير للغرفة بتردد ؛ قائلة بقلق :
_ ماله فهد يا ريناد؟؟ سمعته بيعيط تحت بس كُنت بنيم رحيم و معرفتش انزل…
لم تهتم لحديثها و اخذت تعبث فى شعر فهد دون الالتفاف لها..
عبير بحرج محاولة رسم ابتسامة بسيطة :
_ شايفة انك ربطى رجله و بقى كويس و نام… كان اية اللى حصل..
ريناد باقتضاب :
_ التواء…
_ احم خير ان شاء الله… تحبى اساعدك فى حاجة..
نهضت ريناد من جانب ابنها و وقفت تنظر لـ عبير باستحقار و كره هاتفة بفظاظة :
_ مُتشكرين لافضالك تقدرى تروحى تشوفى ابنك علشان حازم مينكدش عليكى..
اومأت عبير بحرج و التفت تترك الغرفة بعيون مليئة بالدموع…
همست ريناد لنفسها بتهكم :
_ كُنا نقصينك انتى كمان.. ابو تقل دمِك… اوففف انا هلاقيها من مين و لا مين مش كفاية ام أربعة و أربعين اللى ظهرتلى دى… ربنا يحرقكم…
ثم تابعت بإنزعاج :
_ فينك يا سوما انتى كمان؟؟ …
===***بقلم (مونى) Menna Muhammed ***===
ضغطت على زِر المُفتاح الإلكتروني لتعطى السيارة صوت مُعلِنة عن إغلاقها، تأملت المارة بعدم اكتراث ثم احتضنت كُتبها جيدًا و التفت لتصعد لمنزِلها…
وصلت للطابق المنشود و أخرجت المفتاح من جيب معطفها لتفتح الباب بدون حماس و بدون شعور يُذكر، دلفت بخطوات هادئة لترى والدتها تجلس فى غرفة المعيشة تشاهد التلفاز بملل و عدم ارتياح…
روان بخفوت :
_ ماما انا جيت..
التفت لها نورهان بوجه عابس ثم سُرعان ما ابتسمت لها بحنو؛ قائلة بحنان :
_ حمدلله على السلامة يا روان… اية اخبار امتحان انهاردة…
حركت منكبيها بلا مبالاة؛ قائلة :
_ عادى زى كل الامتحانات..
لم تتخلى نورهان عن ابتسامِتها و هى تقول :
_ ربنا يوفقك.. شدى حيلك علشان تبقى مع خالك فى المستشفى… و انا عارفة انك قدها يا رونى..
ابتسمت لها روان بامتئنان ثم تسائلت باهتمام و ترقب :
_ خدتى دواكى انهاردة و لا زى كُل يوم..
_ عيب عليكى.. زى كل يوم طبعًا..
تركت حقيبتها و الكُتب الخاصة بها على مقعد مجاور لها ثم اتجهت لوالدتها تساعدها على النهوض و السير لغرفتها…
روان بعتاب :
_ لية كدا يا ماما انا مش حذرتك كذا مرة من ضرورة اخده.. عجبك حالك اللى بيدهور دا..
ثم اكملت بنبرة حزينة خافتة :
_ و لا عايزة تسيبينى انتى كمان زيهم…
نورهان :
_ لا يا حبيبتى مش هسيبك.. بس فعلًا بحس ان العلاج بيتعبنى اكتر مش بيشفينى..
روان بحزم مصطنع :
_ و انا دكتورة و بقولك انك لازم تاخديه و الا حالتك هتبقى اسوء…
ساعدتها لتجلس على سريرها و ذهبت هى لإحضار الدواء من خِزانة والدتها..
نورهان بتردد :
_ ممكن تبقى تساعدينى انزل لام علاء.. الست لوحدها طول النهار و اهو انزل اشغلها شوية عن التفكير فى اللى يقهرها.. اسفة هتعبك معايا..
ناولتها روان الدواء و زجاجة الماء ثم وقفت تقول بلوم و عتاب :
_ تعب اية يا ماما بس… اومال لو مش هتعبلك هتعب لمين.. انتى بس خدى الدوا دا و هنزِلك حاضر..
و بعد فترة..
_ تعالى يا نورهان ادخلى… ادخلى يا روان انتى مكسوفة؟؟…
حمحمت روان و قالت بحرج :
_ احم لا يا طنط حضرِتك زى والدتى.. طب يا ماما انا هطلع بقى.. لو عوزتى حاجو او تطلعى ابقى رنى عليا …
اومأت نورهان بموافقة لتهرول روان تصعد للمنزل ثانيةً،، دلفت للمنزل لتنتبه ان التلفاز مازال يُعرض المسلسل و والدتها نست ان تغلقه كاعادتها،، اقتربت لتغلقه فتجد مشهد يُعرِض للبطلة و صديقتها يتعاهدن على عدم الفراق مهما حدث و ان لا يوجد قوة كونية تستطيع تفريقهن سوى بإرادة الله عز و جل،،، ابتسمت بسخرية على حديثهم متمتمة بتهكم :
_ مع أول موقف حقيقى الفراخ بتتفرق… ههه كلام مش بناخد غير كلام اما أفعال فشكل الكون اتفق على نهايتها…
اغلقت التلفاز و اتجهت لغرفتها بثبات ظاهرى؛ مرددة لنفسها بـ:
_ التضحية… التضحية… ازبل حاجة ممكن الإنسان يعملها بعد الخيانة… التضحية…
===***بقلم (مونى) Menna Muhammed ***===
وصل عبدالرحمن لوجهته و ما كاد أن يرأها حتى ترجل بسرعة و عصبية مهرول لها بوجه لا يبشر بالخير …
بادرت فاطمة تقول بأسف و خوف :
_ اسفة والله اسفة اوووى … انا مرضتش اخد السواق علشان كان تعبان و قولت اريحه …
وقف امامها يصيح بعصبية :
_ و حضرِتك غبية مبتعرفيش الاماكن اللى انتى فيها و اللى رايحها علشان تتوهى ..
قالت فاطمة و قد بدأت عيونها تذرف الدموع :
_ سرحت و مخدتش بالى من الطريق … انا اسفة انى اتصلت بيك …
ضرب اطار السيارة بعصبية ؛ قائلًا بانفعال :
_ و انتى بتسرحى و انتى بتسوقى لية !!… مفيش عقل خاالص .. كفاااية عياااط انتى مش فالحة غير فى كدا ..
استمرت فى البكاء و صوت بكاءها اخذ يتعالى ليزمجر عبدالرحمن بغضب :
_ اخرررسى … و يلا تعالى على عربيتى ..
فاطمة متسائلة بتردد و لم تكف عن البكاء :
_ و عربيتى …
_ سبيها هنا و انا هبعت حد ياخدها و يلا انجزى …
ذهب لسيارته تاركها تغلق سيارتها و تتبعه ، جلس فى مقعده و هو يقول :
_ استغفر الله العظيم … كان ناقص ست فاطمة … اوفففف لامتى هفضل كدا !!..
دلفت للسيارة ثم اغلقت حِزام الامان ليدير السيارة و ينطلق بها …
كفكفت دموعها ثم قالت بتردد و توتر :
_ انا اسفة يا عبدالرحمن متزعلش منى … اوعدك المرة الجاية هيبقى معايا السواق و لو مش معايا هخلى بالى من الطريق و مش هسرح … و اسفة علشان اتصلت بيك بس انت اول واحد جيت فى بالى …
اردف بضيق :
_ اخرسى ياغ فاطمة و مش عايز اسمع صوتك لحد ما توصلى بيتك .. اخرسى خالص ..
===***بقلم (مونى) Menna Muhammed ***===
_ مالك يا رؤوف حالتك بقت صعبة اوى … حتى اصعب من حالة عبدالرحمن …
تنهد رؤوف بقوة ثم قال بوهن :
_ تعباان اوى يا حامد تعبان اووى .. كل ما ابُص لعبدالرحمن افتكر حالتى زمان لما شيماء ماتت .. بفتكر احساسى و وجعى و العذاب اللى عيشته من الفُراق .. حاسس جدًا بأبنى حاسس بوجعه و عذابه اللى بقى يخبيه ورا عصبيته .. حتى خطوبته بفاطمة مزادتهوش غير تعب كُل حاجة بتفكره بنادين .. نادين اللى عمره ما هيحب غيرها مهما حاول و دور …
حامد بحزن على حالتهم :
_ تفتكر هيقدر ينساها فى يوم من الايام …
ابتسم رؤوف بسخرية ثم قال بألم واضح :
_ دا ممكن ينسى نفسه و عمره ما ينساها .. و حتى لو حصلت مُعجزة و نسى حبه … تفتكر هينسى اللى حصل …
و اضاف بجزع :
_ حتى عاصم بقى مشتت و ميقلش وجع عن ابنى .. صدمته فى مرض بنته اللى شافه قبل كدا مع مراته و معاناته للمرة التانية مع اهم حد فى حياته تعبته اوى … مبقاش عارف يتعامل معايا ازاى .. يحاول يقرب اهه يخفف عن اللى حصل مع ابنى و بنته و لا يبعد زعل على بنت اخته .. بقى تعبان اكتر منى كمان …
قال حامد :
_ بس انت مكنتش تعرف ان عبدالعزيز يبقى البوص اللى بنت اخته بدور وراه …
رؤوف بحزن :
_ بس اعرفه … عبدالعزيز يبقى قريبى و انا لازم اتحمل مسؤلية اللى حصل انا كمان … و ابنى كان لازم يتحمل حتى لو مكنش يعرف اى حاجة …….. يتبع
#مونى
#menna_muhammed
#ظننته_الثانى_لكنه

error: