رواية ظننته الثانى ، لكنه /للكاتبة منه محمد

الواحد و الثلاثون…
#ظننته_الثانى_لكنه

صاحت نرمين بقهر :
_ حسبى الله و نعم الوكيل فيك يا ماجد يا بنى.. منك لله على وجعة قلبى معاك دى… منك لله…
نهرها حامد بحدة :
_ فى اية يا نرمين دا ابنك برضه و مينفعش تدعى عليه كدا…
ثم استردف بغضب لأبنه :
_ و انت يا دكتور يا محترم عندك كام سنة لمواقفك دى!!.. عايز تقنعنى انك غُلِبت من لم الموضوع و مكنتش عايز كدا من فترة و استنيت تنطق علشان تاخدها حِجة و تقول مليش دعوة… احنا هنلاقيها منك و لا من ابن عمك اللى كُل يوم فى خناقة شكل مع خطيبته… انتوا ناويين تجلطونا!!…
ماجد ببرود و عدم اكتراث :
_ اهه اللى حصل و انا مكنتش همسك فى حد هو مش متمسك بيا…
نرمين بعصبية :
_ و انت كُنت عايزها تعمل اية بعد ما حضرتك كُل شوية تأجل الفرح سنة ورا التانية!!… ها!!… ناقصك اية انت علشان تفضل مخليها جمبك ست سنين و فى الاخر معندكش نية بالجواز!! هى بنات الناس لعبة و تسلية يا مُحترم؟؟… بعدين اقل حاجة ممكن تعملها و تقلل من قهرتها هى كلام… اية مش مستحمل منها دا كمان؟؟ … اتفووو عليك يا ماجد عرفتنى انى فشلت فى تربيتك…
رؤوف بضيق :
_ استهدى بالله يا نرمين… و انت يابنى الموضوع ميتاخدش كدا.. دا مش اسلوب أبدًا… اهدى كدا و اطلع اتصل بخطيبتك و قولها انك مكنتش تقصد فسخ الخطوبة…
جلس براحة ثم وضع ساق فوق الاُخرى؛ هاتفًا ببرود :
_ بس انا كُنت اقصد دا يا عمى… بعدين مبقتش خطيبتى من انهاردة و ياريت نقفل عن الموضوع دا علشان من الاول و هو واضح اننا مش هننفع لبعض…
صرخت نرمين بانفعال :
_ و انت لسة مكتشف انكم مش نافعين لبعض!! بَعد اربع سنين خطوبة و سنتين بتذلها علشان تأخد الخطوة دى… جاى بعد ست سنين تكتشف انكم مش نافعين لبعض… و لية مكتشفتش دا من الاول و لا هو قلة أدب… منك لله يا ماجد…
أتى عبدالرحمن مع صراخ نرمين متعجبًا من صوتها المرتفع؛ عبدالرحمن بتعجب :
_ السلام عليكم يا جماعة… مال صوتكم عالى اوى كدا دا انا سامعكم من قبل ما انزل من العربية..
نظروا له بفتور عدا نرمين التى صاحت بتهكم :
_ و أدى البية التانى شرف اللى كُل ما يتضايق او ميلاقيش حاجة يعملها يتصل بالغلبانة اللى قبلت بيه و يتخانق معها على اى حاجة… منكم لله انتوا الاتنين هتروحوا من ربنا فين بس…
نظر لها عبدالرحمن باستنكار من انفعالها ثم سريعًا ما توقع ما حدث فنظر لماجد بدهشة و حاجب مرفوع؛ قائلًا باعجاب :
_ عملتها يا بنى عمى!! … ههههه الله عليك يا بنى و اخيرًا حد فينا خد خطوة هههه لا بس حلوة…
وجد حذاء يقذف عليه يتبعه وسادة صغيرة مِلك للاريكة تصتدم فى وجهه فينتبه و يتفادى الحذاء الاخر…
عبدالرحمن باستنكار و تعجب :
_ الله!!. لية كدا بس يا نارو!!… اهدى بس مينفعش كدا..
نرمين بعدم تحمل و هى تضع يدها أعلى موضع قلبها :
_ اهاااا قلبى هتجلطونى يا جزم.. هقول اية بس حسبى الله و نعم الوكيل… اومال لو كُنا احنا اللى مختارنهم و غاصبينكم عليهم هتعملوا اية.. اش حال انكم اللى روحت بنفسكم و خطبتوهم و بتيجوا تقولولنا قبلها بيوم… بس هقول اية شوية جزم… و ربنا لو حصلى حاجة هتبقوا انتوا السبب… اهاااا قــلــبـــى…
نهض ماجد و هو يقول بسخرية :
_ بطلى اڨورة يا نارو دا احنا حفظينك… بعدين احنا اخترناهم و لقينا انهم مش منسبينا بعدين… اية نكمل معاهم بعدين نلف فى محاكم الأسرة عشان حضرِتك تبقى مبسوطة؟؟… انتى اية رأيك؟؟ …
نرمين بغيظ و غضب :
_ رأى انى معرفتش اربى يا محترم…
_ طيب… يلا يا عبدالرحمن من هنا..
تركوها تتميز من الحنق و ذهبوا للخارج؛ فتلتف لزوجها و شقيقه بعصبية؛ هاتفة بغضب :
_ عجبكوا اللى بيعملوه دا؟؟انا خلاص جبت نهيتى معاهم…
حوقل حامد ضاربًا كف بالاخر بينما قال رؤوف بقلة حيلة :
_ نعمل اية طيب معاهم.. نقتلهم و نريح نفسنا و نريح البشرية منهم؟؟… و لا نعمل اية؟؟…
نرمين بعصبية و غضب :
_ لا سيبوهم يقتلونى انا و يجيبوا آجلى… انا خلاص هسيب البلد و ههج منهم…
===***بقلم (مونى) Menna Muhammed ***===
_ صباح الخير يا حازم… اية اخبارك النهاردة؟؟..
قالها حمزة بفتور و هو يدلف لغرفة المكتب الخاصة لشقيقه،، أجابه حازم بخفوت :
_ تمام… و انت…
جلس حمزة على المقعد المقابل لمكتبه؛ مُردفًا باهتمام :
_ سيبك منى دلوقتى.. وصلت لحاجة و لالا؟؟؟…
تنهد حازم بحزن ثم حرك رأسه بنفى بهدوء و هو ينظر على نقطة وهمية فى أرضية الغرفة ؛ مُتسائلًا بحزن :
_ للدرجادى ظلمتها علشان تختفى بالطريقة دى؟؟.. حتى لو للدرجة دى مكنش المفروض تهرب كدا هى ملهاش حد غيرى و معرفش هتقدر تعيش ازاى لوحدها و هى اول مرة تخرج الشارع لوحدها حتى مش تتعامل مع العالم؟!!… تفتكر هى عايشة ازاى دلوقتى؟؟..
شعر بغصة مريرة تقف فى منتصف حلقه من تلك الفكرة التى وردت على عقله؛ فيضيف بخوف :
_ هى عايشة اساسًـا؟؟!!!…
زفر حمزة بقلة حيلة و تمتم بحزن و خوف :
_ هى ممكن ريناد تعمل كدا؟…
انتبه له حازم فاعتدل فى مقعده و نظر له باهتمام ثم قال بنفى :
_ لالا متقلقش ريناد مشفتش حاجة من اللى شفته سُمية… معتقدش كدبة ممكن توصلها للحالة دى بس هى فترة و تعدى ان شاء الله لما تستوعب الحكاية…
همس حمزة بندم و حزن :
_ ياريتها كانت تيجى على كدبة بس.. محدش هيعرف اللى شافته و عاشته غيرها…
و اضاف باستنكار :
_ الفترة طولت اوى… و شكلها لسة هطول اكتر!!…
نظر لحازم بشفقة و شعر بالوجع و هو يتخيل نفسه يمر بهذا القلق و الضياع و الألم،، فيقول بخفوت :
_ ان شاء الله ترجع قريب و بالسلامة… احنا مش هنيأس و هندور عليها لحد ما نلاقيها او….
صمت قليلًا ثم اضاف بحزن و شفقة :
_ او نوصل لجثتها…
اغمض حازم عيونه بألم واضح على وجه ثم ارجع رأسه للخلف مانعًا دمعة تتوسل للهبوط من بحور عينيهِ….
===***بقلم (مونى) Menna Muhammed ***===
_ الو يا مى انتى فين؟؟..
اتاه صوتها الخافت و الذى يتميز بالحزن كعيونها التى أصبحت مثال لـ مرآة الحزن…
_ روحت لماما علشان محمود تعبان و مش عارفة تتصرف و كمان مروان مش موجود…
صمتت قليلًا ثم اكملت _ اسفة ملحقتش اكلمك… بس ممكن طلب..
_ خير يا مى؟؟…
_ انا عارفة انك روحت لخلود و احتمال تبات معاها زى العادة… فممكن… ممكن أفضل عند ماما يومين و ابقى ارجع البيت… محمود تعبان اوى و انا خايفة اسيبهم و ميعرفوش يتصرفوا…
لم يجيب مما جعلها تقلق، مر ثوانى تكاد ان تصل لدقيقة فى صمت تام بينهم…
_ و كُليتك؟؟..
_ احم… ما هو آآ.. انا خدت كُتبى و… لبس عشان الكُلية… يعنى حاجات ليومين قدام…
_ طب ما انتى ما خططه اهه لكل حاجة و مظبطة نفسك على انك تقعدى كام يوم هناك… يبقى لية بتسألينى؟؟!!..
_ خالد انا مش بقصد بـ…
قاطعها بحدة :
_ سلام يا مى اعملى اللى يريحك…
أغلق معها سريعًا دون أن يستمع لحديثها ثم عاد لغرفة شقيقته ليجدها نائمة او تصتنع ذلك، فيخرج و يغلق الباب خلفه ثم يتجه لغرفته بعدما تأكد من نوم والده…
دلف للغرفة و اوصد غلق الباب خلفه ثم ذهب لخِزانته بخطوات بطيئة و مترددة، فتح الخِزانه بمفتاح يحمله معه ليثبت نظراته على صندوق خشبى صغير يتوسط ملابسه،، ظهر التردد عليه و هو يلتقطه و سراع بداخله عن فتحه او لا،،، بعد دقيقة كان يجلس على المكتب الصغير الذى فى زاوية الغرفة و يحسم أمره بفتح الصندوق و حنين غريب يتولد بداخله،،، تطلع للصور الموجود بشجن و كُل صورة منهم تذكره بذكرة قريبة لقلبه مر بها و تمنى ان يظل معها…
مسك صورة من الصور العديدة التى فى الصندوق و التى مطبوعة حديثًا ليتذكر سبب تلك اللقطة…
( فلاش باك)
روان بـ تذمر طفولى و هى تعيد البلون الملون للرجل :
_ لالالا يا خالد انا مش عايزة اللون دا.. انا عايزة البلونة الحمرة… و كمان السودا دى و اها عايزة البنفسجى و الخضرة و الـ….
قاطعها خالد بمرح :
_ اية رأيك اجبلك البلالين كُلها من الراجل بدل دا كُله!!..
قفزت روان بحماس و هى تصفق؛ هاتفة بسعادة :
_ ايوة ايوة يا ريت هاتهم كُلهم كُلهم… بس ما عدا اللون البرتقانى الباهت دا…
ضحك خالد و نظر للرجل قائلًا بابتسامة بسيطة :
_ هات يا حَج البلالين كُلها اصلى واخد طفلة معايا..
ابتاع خالد لها ما تريد و أكمل معها السير فى الحديقة العامة الذين بها…
روان و هى تسير بقفزات متفرقة و السعادة تظهر فى ابتسامتها العريضة و ملامحها الطفولية :
_ هو انا ممكن اطير فى الجو زى الفيلم الكرتون… لما استاذ زين طار بالبيت بتاعه!!…
ضحك خالد بكامل صوته و هو يستمع لها ثم وقف قُرب شجرة كبيرة و قال بنبرة مارِحة :
_ شكلى اتخميت و حبيت طفلة طويلة هههه انتى يا بنتى ما لو هطيرى ما كان زمانك طايرة.. داخلتى ثانوى ازاى اصلًا مش كُلية كمان!! …
روان بعبوس طفولى مصطنع :
_ طب ما نادين طارت بالكُرسى يوم ما أتقدم لها عبدالرحمن يبقى ممكن اطير عادى بالبلالين دى… فى احتمال…
_ اكيد كانت بلالين هيليوم مستحيل تبقى عادية!!..
قالها خالد و هو ينفى فكرتها تلك،، امسك يدها و جذبها برفق و هو يقول :
_ تعالى اقعدى يا روان و ربنا يهديكى…
روان و هى تقفز فى مكانها بحماس و تهتف بلهفة :
_ غزل بنات.. غزل بنات… خالد خالد عايزة غزل بنات بليييز.. بليززززز…
ضحك خالد بقوة ثم ترك يدها و ذهب ليبتاع لها ما تُريد..
_ و اهو يا ستى غزل البنات بتاعك مسمعش صوِتك بقى تانى و لا تعملى حركة من حركاتك الطفولية دى… اصلى بضعف…
اردف خالد بها بمرح و هو ينظر لها بحب،، أشار للشجرة و قال :
_ تعالى نقعد بقا عند الشجرة دى علشان خلاص نُص ساعة كمان و هسيح منك… هاخد ضربة شمس كدا يا مُفترية دا إذا كان مخدتهاش…
روان و هى مُنشغلة بأكل الحلوى التى بيدها :
_ ماشى ماشى تعالى نقعد…
بعدما جلسوا…
روان بحماس و لهفة :
_ خالد خلودة امسك الحاجات دى كدا…
أعطته البلالين و الحلوى ليقوم بمسكها حتى يرأ ما تنوى فعله،، جذبت قصافة اظافر تحتفظ بها فى حقيبتها ثم اغلقت حقيبتها و اسندتها فى الأرض و نهضت تخط جُملة ما على الشجرة..
خالد بصدمة :
_ بتعملى اية يا مجنونة؟؟..
_ اصبر انت بس…
_ اصبر!!.. ادينى صابر ما نشوف جنونك هيوصل لفين…
انتهت مما تفعل لتضع القصافة فى جيب سترتها و هللت بسعادة :
_ يلا صورة بقا بالحاجات دى…
أعطاها خالد اشياءها و اخرج هاتفه وسط دهشة و عدم فهم منه ثم نهض ينظر لما خطته على جزع الشجرة بذهول..
” Rony love Khaled for ever” يحتويهم قلب ثم بجانب القلب مكتوب بخط أصغر ” بوعدك يا حبيب عمرى شوقى ليك ما فى يوم يقل ”
نظر لها بعدم تصديق لتبتسم بخجل و تشير للهاتف..
خالد بشك :
_ دا بجد!!..
روان بعيون زائغة :
_ يعنى… احم يلا نتصور.. تعالى الناحية دى
وفى ثوانى كانت الصورة موجودة على هاتفه حتى دون أن يعلم كيف و متى…
( باك)
تأمل الصورة التى بيده بحزن، روان تقف و بيدها عشرات البلونات و فى يدها الأخرى حلوى و تقف بجانبه بابتسامة خجلة، و هو يقف بملامح مذهولة و لكن عيونهم توحى بشدة السعادة التى كانوا بها،، الشجرة بجانبهم او ربما خلفهم قليلًا و تلك الكلمات البسيطة تظهر بوضوح اكثر من المتوقع فى الصورة لتصبح ذكرة مريرة عليهم للأبد…
امسك الصورة جيدًا ثم شرع يقطعها بعصبية ليكون مصيرها كصور عديدة قبلها و بعدها…
انتهى من تمزيقها لـ يعيد باقى الصور و يغلق الصندوق مرة أخرى…
===***بقلم (مونى) Menna Muhammed ***===
_ احم ماما هسافر الاسبوع الجاى لاهلى و كُنت… يعنى كُنت عايزة اشترى… احم لبس و لعب لولاد اخواتى و هدايا لاهلى… فـ… لو ممكن يعنى ممكن تخلى ريناد تيجى معايا و….
قاطعتها ريناد باحتقار :
_ اروح فين معاكى!! انا مش فاضية ابقى خلى جوزك يروح معاكى… مفضلش غير اتمشور علشان سيادتِك…
عائشة بنفاذ صبر و ضيق واضح :
_ خلاص يا ريناد متروحيش… اووففف ابقى روحى يا عبير انتى بُكرة مع حازم..
حولت عبير نظراتها لطفلها الذى فى احضانها بخزىِ و فضلت الصمت باحباط و هى تحدث نفسها :
_ بطلى غباء بقى عمرها مع هتفضلك على صحبتها… مهما اعمل عمرى ما هكسب ودها و هتفضل تكرهنى… بطلى بقى و كفاية اهانة لحد كدا…
اغمضت عيونها بقوة تحاول منع دمعة تقف على أعتاب جفونها…
عائشة بتردد و هى تنظر حولها :
_ اومال فين ملاك يا ريناد؟؟ مشوفتهاش من الصبح لما فهد وقع…
نظرت لها بضيق ثم قالت بغيظ :
_ بتكلم امها فوق…
ثم أضافت بسخرية ذات مغزى :
_ امها الميتة… بتكلم المرحومة يا حماتى…
و أطلقت ضحكة بعيدة كُل البُعد عن المرح، طأطأت عائشة رأسها بخزىِ و أصرت الصمت هى الأخرى، فتتركهم ريناد و تجذب طفلها و تهم بالصعود بعدما اوصلت لهن ضيقها منهن و عدم تقبل اى شئ منهن…
وصل حازم و معه شقيقه فى ذلك الوقت
حازم بفتور :
_ السلام عليكم… متجمعين فى الجنة ان شاء الله…
وقفت ريناد عن الصعود منتبهة لعودتهم، تلتف لهم و تنظر لحازم باستهزاء و ابتسامة بسيطة مستخفة ترتسم على وجهها…
حمزة بغرابة :
_ اية الهدوء دا!! .. اومال العيال فين؟…
نظر حوله فيقع نظره على ريناد تقف فى منتصف الدرج و تبتسم باستهزاء..
أجابت ريناد بنبرة ذات مغزى :
_ بيتكلموا مع امهم فوق…
قالت جملتها و حملت فهد و صعدت دون الالتفاف لهم،،، سألت عائشة بحزن :
_ وصلت لحاجة يا حازم؟؟..
تنهد حازم بحزن و حرك رأسه بنفى ثم سأل زوجته باهتمام :
_ رحيم عامل اية انهاردة؟؟…
قالت عبير بحزن :
_ تمام الحمدلله.. بعد اذنكوا انا كمان..
نهضت تصعد هى أيضًا تاركة حازم ينظر فى اثرها بندم و ضياع..
===***بقلم (مونى) Menna Muhammed ***===
عبست ملاك و هى تستمع لكلمات والدتها
_ يا قلبى انا مسافرة دلوقتى و مش هعرف اجى اشوفك… اول ما ارجع هستأذن بابى و اخدك افسحك و نعمل كُل اللى نفسك فيه…
قذفت دُميتها التى بجانبها بعيدًا بغيظ ثم قالت بغضب :
_ انتى وعدتينى انك هتيجى بكرة و دلوقتى بترجعى فى كلامك زى كُل مرة…
_ يا حبيبتى و انا امتى رجعت فى كلامى معاكى!!
_ زمان برضه وعدتينى هتفضلى معايا بس مشيتى و سبتينى و خلتينى افتكر انك موتى… و كُلكم ضحكتوا عليا… بس عادى يا ماما اتعودت…
صمتت لثوانى ثم قالت بيأس :
_ تروحى و ترجعى بالسلامة… سلام يا ماما…
دلفت ريناد لها و هى تعيد الهاتف لمنضدة التى بجانب السرير…
ريناد بحاجب مرفوع :
_شكلك زعلانة؟؟… اية مش هتيجى!!…
نفت ملاك برأسها مردفة بيأس :
_ لا مسافرة… هتيجى الاسبوع الجاى…
تنهدت ريناد براحة ثم قالت بسعادة فشلت فى اخفاءها :
_ خلاص يا لوكا و لا تزعلى انا بكرة هخدكم كُلكم و نلف اسكندرية و هتبقى احلى خروجة…
أضافت بحزن ماكر :
_ و لا مبقتيش بتحبى تخرجى معايا!!..
نفت ملاك سريعًا :
_ لالالا طبعًا يا ماما مين قال كدا انا بحب الخروج معاكى اوى…
_ خلاص يبقى بكرة الصبح الساعة ٨ تبقى صاحية و لابسة… روحى قولى لمحمد بقى و ارجعى نامى علشان تكونى فايقة بدرى و انا هروح انيم فهد… يلا يا قلبى تصبحي على خير..
خرجت متجهة لغرفتها فترى حمزة يصعد هو أيضًا و يتجه للغرفة، سبقته للداخل و وقفت فى منتصف الغرفة تعقد يدها و الضيق يظهر فى جميع معالم وجهها…
حمزة بدهشة :
_ خير!! ضربة بوز لية انتى ناقصة!!..
ريناد بحنق :
_ قصدك اية بقى يا استاذ يا محترم!! .. انى نكدية و علطول قالبة وشى!!…
نزع سترته و ألقاها على مقعد الخاص بـ ” المرآة” ثم قال بإنزعاج و نبرة قوية :
_ ريناد قلة أدب معايا و تنسى نفسك هتشوفى وش لسة مجربتهوش… و كمان خفى نكد و قالبة وش الواحد مش ناقص يرجع من الشغل على القرف دا… روحى شوفى هتعملى اية و لا هتنامى و لا اية نظامك مش فايقلك…
ثم نظر للفراش بابتسامة ساخرة :
_ فين الهدوم اللى مجهزاها يا مدام؟؟…
نفضت يدها بعصبية و اتجهت للفراش تجاور طفلها ثم اردفت بحنق :
_ طلع لنفسك… كُنت عايزة أسألك على سوما بس باين لسة موصلتوش لحاجة… على العموم تصبح على خير عشان خارجة الصبح…
_ و الهانم رايحة فين من غير اذنى؟؟… ملاحظ انك بتتجاهلى حاجات كتير مع تجاهلك ليا!!… خير مش ناوية تتعدلى بدل ما تشرفى عند والدتك لمدة متعرفيش نهايتها..
كادت ان تجيب لكن نظرة منها لطفلها الذى لا يتجاوز ثلاث سنوات جعلها تصمت و تتراجع على ما ودت التفوه به،، قالت بخفوت :
_ طيب يا حمزة… ما حبيبتك رجعت و شكلك خلاص بقيت مش محتاجنى… عالعموم انا كُنت هاخد العيال و نخرج عشان حبيبة القلب مسافرة و مش هترجع دلوقتى و بنتك زعلانة… اية مُخرِجش؟؟..
زفر بقوة و ضغط على الملابس فى يده بغضب؛ قائلًا بغضب :
_ اخرجى يا ريناد.. ربنا يهديكى و يحرمنى و يعدى الفترة دى على خير…
ذهبت للحمام و اغلقه بقوة خلفه جاعلًا قلبها ينتفض مع إغلاقه و هى تحدث نفسها بسخرية :
_ اية كنتى فاكرة انه نسى السنيورة.. و نسيتى انك معشتيش ربع يوم من اللى عشته ملكة جمال العالم دى… يلا اهى رجعت و انتى هتروحى تقيمى عند امك فى القاهرة و هو بنته هيشبعوا بيها… ربنا ياخدك يا چوريا زى ما بتمنى… مش كُنتى ميتة اية اللى رجع اهلك تانى اوفففف يارب الطيارة تقع بيكى يا اللى فى بالى و تكون فى المحيط و يطلع سمك قرش يتسلى فيكى و يخلى البحر زى لون شعرك اللى فرحانة بيه دا… يارب يتحرق و متلقيش ماية تطفيه و تبقى قرعة يا بنت حاجة سو… قال سو قال… ايكش تموتوا…
===***بقلم (مونى) Menna Muhammed ***===
طرقت الباب ثم دلفت سريعًا حتى بدون سماع الأذن بالدخول، ذلفت لترى ابنتها تجلس على سور الشرفة العريض و التى اعتادت على الجلوس عليه و بيدها إحدى الروايات كعادتها…
همست بنبرة حزينة :
_ كام مرة قولتلك بلاش قعدتك دى!! لو لقدر الله وقعتى هنفرح احنا!!..
اغلقت مى الكتاب و وضعته بجانبها ثم اعتدلت تنظر لوالدتها بنظرات فاترة قائلة ببساطة :
_ متقلقيش يا ماما العمر واحد حتى لو نايمة جوا و مكتوبلي اموت هموت.. متقلقيش انتى بس..
ثم ضمت سترتها و مسَّدت كتفيها بقوة نسبية محاولة بث الدفئ به؛ و قالت برقة و ابتسامة بسيطة أجادت رسمها :
_ بس اية اللى مصحيكى يا عمرى دلوقتى و مخرجك فى البرد دا؟؟.. روحى نامى يا ماما فى مدارس و كُليات هتصحيلها الصبح و هتتعبى…
لمياء بخفوت :
_ سيبك منى يا مى ملكيش دعوة… قوليلى اية اللى حصل مخليكى تغضبى و تسيبى البيت..
هتفت مى بصدمة :
_ اغضب و اسيب البيت؟؟؟ مين اللى قال الكلام دا!! انا جاية اقضى معاكوا يومين بس…
و أضافت بحزن :
_ و لا مبقاش ليا مكان فى البيت هنا؟؟..
لمياء بإنزعاج :
_ متلفيش الموضوع يا مى لصالحك و تخلينى اتغاضى الموضوع الاصلى…. مى ردى على سؤالى اية اللى حصل!!..
مى بنبرة هادئة :
_ يا ماما مفيش حاجة.. صدقينى.. كُل الحوار انكم وحشنى مش اكتر و جيت اقعد يومين و قولت لخالد و هو مرفضش و كمان هو قرر يقعد يومين مع اخته و عمو…
رفعت لمياء حاجبها باستنكار ثم اردفت بشك :
_ والله!!… طب لية قولتيله محمود تعبان!!…
ارتبكت مى و زادت البرودة من حولها ليصير جسدها يرتجف قليلًا، و عيونها زائغة تبحث عن إجابة تردف بها؛ مى بتوتر :
_ آآ أصله آآ… احم لا بُصى هو آآ اها كان بيقولى انى هوحشه و بيطلب مقعدش كتير هنا فقولتله هقعد هنا يومين بس و كمان محمود تعبان و… احم مينفعش اسيبه قبل يومين…
ثم تابعت بلهفة :
_ صح محمود كان بيقولى الصبح بطنه وجعاه فخوفت عليه و كُنت بقوله…
لمياء بعدم اقتناع :
_ بس دا مكنش كلامك و اسلوبك و انتى بتكلميه…
مى بلهفة :
_ لالالا اكيد انتى مخدتيش بالك من كلامى… بس دا كلامى…
تنهدت لمياء بقلة حيلة ثم قالت بنبرة هادئة حانية :
_ يا حبيبتى مينفعش اللى بتعمليه دا… مش كُل شوية تسيبى بيتك بحجة شكل… يا مى ياريت تعقلى و تهدى كدا و تعرفى انك مسؤولة مش صغيرة لسة تعملى اللى يخطر على بالك…
مى بضيق :
_ ماما لو عايزانى أمشى فمستعدة أمشى دلوقتى طالما مش قادرة تستقبلينى فى بيت ابويا يومين…
زفرت لمياء قائلة بيأس و انزعاج :
_ اوففف دا الواحد ميعرفش يتكلم معاكى كلمتين… انا رايحة انام يا مى مش ناقصة دراما على المسا.. تصبحى على خير…
ذهبت لمياء و هى مُنزعجة منها، فتبقى مى واجمة تنظر للسماء المُلبدة بالغيوم بشرود و الماضى يرقص أمام عيونها بتشفى…
===***بقلم (مونى) Menna Muhammed ***===
_ ماما متنسيش تاخدى دواكِ قبل ما تنامى…
اردفت نورهان بـ تذمر :
_ يا بنتى باخده و بحس نفسى فى غيبوبة مبحسش باى حاجة لحد تانى يوم…
ابتسمت روان بحنو؛ قائلة بود :
_ معلش يا حبيبتى هو فعلًا بيخلى الواحد ينام كالمنوم بس أفضل ما تفضلى تصحى كُل شوية بليل… يلا تصبحى على خير و متنسيش تاخدى دواكِ..
نورهان باستسلام :
_ حاضر يا رونى… تصبحى على فرحة..
ذهبت روان لغرفتها و اوصدت إغلاقها خلفها، و بعد فترة كانت أحضرت الـ لاب توب الخاص بها و وضعته على سريرها بجانب حقيبة سفر كبيرة و فى يدها هاتفها،، جلست على طرف السرير ثم همت بفتح الحقيبة ليظهر المئات من الصور و الألبومات تملئ الحقيبة بالكامل،،، ظهر حنين و وجع شديد فى عينيها و هى تنظر لهم و آلاف الذكريات تداهم عقلها بلا رحمة تتسابق كُل ذكرة فى الظهور ليشكلوا مسار من الدموع على وجنتها يعبر عن كم الألم فى قلبها…
أمسكت ألبوم يحتوى على صور مطبوعة و جميعها تجمعها مع شقيقاتها…
هى و ريماس يوم حفلة خطوبتها، ريناد تقف متذمرة بجانبها، نادين تضحك بسعادة، مى تمسك يدها و تطل فى الصورة بوجه بشوش و سعيد، خلود ترسم ابتسامة متكلفة حتى تنتهى من تلك الصورة و تذهب لرؤية ما تحتاجه العروس، ريناد تدفعها بغيظ و يبدو أنها تنهرها، نادين و ملامح الضيق، مى و حماسها و مرحها الذى كان مُلازِم لها ووو…
صور عديدة و عديدة اخذت تقلب بهم و ترأهم للمرة التى تجهل عددها لكنها ليست بالرقم الهين،،، صور مطبوعة و صور على الحاسب الالكترونى و على هاتفها صور تحمل ذكريات لها تظهر وجه المقارنة من الماضى و الآن،،،
التقطت صورة مع والدها قديمة جدًا كانت لا تزال طفلة لا تعى شئ و لكن المؤكد انها كانت تحبه جدًا و ذلك يظهر بوضوح فى الصورة…
كفكت دموعها و جلست جيدًا ثم همست بوجع و شجن :
_ وحشتنى اوى يا بابا… اكيد بتسأل لسة واخدة بالى دلوقتى انك وحشتنى و كنت فين طول الـ ١٦ سنة اللى عدوا اول مرة اقولك وحشتنى خلال ١٦ سنة انت ميت فيها… لسة فاكرة دلوقتى ان ليا اب بيوحشنى و افكر فيه… معاك حق فى دا انا فعلًا كُنت قربت انساك لالالا ارجوك متزعلش منى مش قصدى انساك انساك يعنى بس… بس كان معايا اللى بيعوضنى وجودك محسسنيش انى يتيمة الاب عمرى ما حسيت دا غير فى الـ ٣ سنين دول.. حسيت قد اية انا يتيمة حسيت قد اية انا وحيدة و واحدة ضعيفة… كُل وجع و مشاكل الدُنيا اتجمعت علشان تسكن فيا… فجاءة بعد ما كُنت بملك كُل حاجة حاجة مبقاش معايا حاجة… كُل حاجة و كُل حد كان فى حياتى راحوا مع عاصفة قوية هبت على حياتى… بابا… انا محتاجاك… انا عاوزاك ترجع و ياريت متقوليش لا انا محتاجاااااك اوى ارجوك ارجع… انا فقدت السند و الضهر و الأمان فقدتهم فى يوم او يمكن اسبوع او شهر أو سنة مش فارقة كتير فى الأخر انا فقدتهم… فقدت اللى كان معايا و دلوقتى انا محتاجهم… انا معنديش اخ حتى ريناد كانت بتقدمهمولى دلوقتى هى مش موجودة و دلوقتى بترجاك ترجع انا محتاجة انك تكون معايا اوى… مبقتش قادرة اعيش الحياة لوحدى و معيش اى حاجة تقوينى… كُله راح و انا روحت معاه…
تركت صورتها مع والدها لتلتقط صورة أخرى مع ريناد يوم حفل زفافها و كم كانوا يشعوا بهجة و سعادة لا يملكونها الآن :
_ ريناد ارجعى ارجوكى ارجعى… انا بقيت وحيدة اوى و مش معايا حد فـ ارجعى… كُنتى دايمًا سند و امان ليا مكنتش بخاف من اي شئ و انتى معايا و كُنتى الأخ و الاب و الصديق ليا و دلوقتى بقيت وحيدة بطريقة تخوف… ارجعى ارجوكى و انا هكون عاقلة جدًا لا هلففك ورايا فى المستشفيات و الأقسام و لا فى اى مكان بس ارجوكى ارجعى… ارجعى و انا هتحجب زى ما عايزة و هسمع الكلام و مش هتعبك أبدًا و هكون مطيعة و هعمل كُل اللى نفسك فيه… ارجعى و متشتغليش هشتغل انا و هعمل كمان شغل البيت يا ستى و هنفذلك كُل طلباتك و هتكونى ملكة اطلبى و انا هنفذ بس ارجعى.. كُل اللى عايزاه انك ترجعى و تكونى جمبى يكفى انى اشوفك يوميًا و استمد طاقتى منك عيزاكى ترجعى بس….. ارجوكى ارجعى يا رينااااد انا محتاجاكى انا محتاجاكى ارجوكى ارجعى…. انتى كُنتى دايمًا بتوعدينى انك معايا علطول بس ضحكتى عليا و مبقتيش معايا خالص… بس انا مش زعلانة منك فـ ارجعى…
سارعت بالتقاط صورة تجمعها بريماس و الدموع تشق وجنتها :
_ ريماس…. طب انتى بتحبينى مش كدا!! طب طالما بتحبينى سبتينى لية؟.. ها!!… سبتينى لية انا زعلتك اوى علشان كدا عقبتينى و سبتينى! انا اسفة و ربنا اسفة بس ارجعى تانى و كونى جمبى و معايا تانى… انتى ياما وعدتينى انك مش هتسبينى و دلوقتى مشيتى و بقيت لوحدى… مشيتى و خدتى معاكى ريناد و نادين و… مى… اختفيتى و اختفى معاكى كُل حاجة حلوة بعديكى… طب تعالى و انا مش هرخم عليكى تانى و لا هجننك معايا… انا هكتفى بأنى اشوفك و اهزر معاكى و اروح انام جمبك و انا خايفة… عشان انا دلوقتى بقيت مش لاقية حد أجرى انام فى حضنه و انا زعلانة و خايفة بقيت بقعد فى الضلمة لوحدى لما النور يقطع من غير ما لاقى حد يطمنى حتى لو كُنتى بتعملى فيا مقلب فكنت ببقى مبسوطة مش مضايقة زى ما كُنت بحاول أبين…. ريماس ارجوكى ارجعى تانى و انا هعمل كُل اللى يريحك… ارجوكى ارجعى و مش هكون زعلانة منك بس ارجعى و اعملى اى حاجة انتى عايزاها و انا هبقى راضية حتى لو موتينى… بس ارجعى…
ذهبت لصورة تجمعها بنادين و بيدهم شوكولاتات و حلويات و بصورة مبهجة :
_ طب طب حتى انتى تعالى… انتى كمان طلعتى كدابة و سبتينى زيهم… روحتى و مرجعتيش… افتكرت ان مكانتى عندك اكبر من كدا بس كُنت مُغفلة و هبلة لأنك الظاهر محبتنيش زى ما قولتى… قولتى هتكونى معايا و حواليا تحمينى مع ريناد و تنصحينى دايمًا و تكونى اخت تالتة ليا… بس كدبتى اختفيتى و كُنتى انانية زيهم و سبتونى لوحدى بعانى من الوحدة… كُنتى مخزن اسرارى و منصحتى الأولى و ضميرى بس دلوقتى… دلوقتى مبقاش ليا حد احكيله و اشكيله اللى انا فيه و كأنكوا اتفقتوا تختفوا كلكوا مرة واحدة من حياتى و تعقبونى على ايام عشت فيها أجمل سنين حياتى و شكلى مش هعيشها تانى…. انتى أنانية و كلكوا انانيين طب موحشتكيش زى ما وحشتينى.. حتى كلمونى و لا كلكوا نستونى و كرهتونى… انا اسفة… اسفة على اى حاجة و كُل حاجة بس ارجعى تانى و كونى معايا من تانى… ارجوكى ارجعى انا محتاجاكى…
نظرت لصورة مى ثم قالت بندم و هى تبكى :
_ انا اسفة بس حتى انتى بعدتى عنى و نسيتى سنين العشرة اللى جمعتنا… كنتى اخت رابعة و دلوقتى و لا تكونى عدوة مش حتى غريبة…. انا غلط بس مكنتش اقصد كان المفروض تسمحينى و تقفى معايا… عرفتى انى لوحدى و بمر باصعب وقت ممكن أمر فيه و برضوا عقبتينى على عاملة متهورة… طب ما انتى عارفة انى متهورة و مجنونة ازاى مستحملتيش و سبتينى… مكنتش لوحدى اللى أنانية انتى كمان كُنتى أنانية يا مى… أنانية اوى… و ظالمة اوى فى بُعدك عنى… عايزة اقولك ارجعى تانى معايا زى الأول بس خايفة انك تكسفينى… بس مجتش عليكى…
تركت الصور و مسكت إطار ملون كبير يحتوى على صورة تجمعهم فى يوم حفل زفاف ريناد..
_ انا…. انا اسفة بس ارجعوا معايا تانى.. كان معايا اربع اخوات دلوقتى بقيت يتيمة وحيدة تايهة و ضعيفة… شوية ريح هترمينى من على حفة الجبل الوقفة عليه و هستقر فى قاع ضلمة و بارد و مخيف و ساعتها هستسلم لوحوش الخوف و الضعف و الانتحار و هبقى مريضة و لا الف دكتور و مستشفى هترجعنى زى الأول…. الأول!! …. انا بعيدة كُل البعد عن الاول لا روان و البنت بتاعت زمان.. لا بعرف اضحك و لا بعرف اهزر و لا بعرف اتكلم بقيت اخاف من كُل حاجة و اى حد.. انا مبقتش روان اللى تعرفوها و الفضل ليكوا… ارجوكوا ارجعوا… انا هسامحكوا بس ارجعوا… ارجعواااا بقااااا ارجعواااا انتوا اية مبتحسوش…
قالت جُملتها بانهيار حتى وقعت من على الفراش لتستقر فى أرضية الغرفة تبكى بضعف و ألم سكن فى اعماقها، تستند برأسها على أطراف الفراش و عيونها منتفخة من البُكاء و لم تكف عن ذرف الدموع…
تسلل من نافذة غُرفتها ألحان و كلمات اغنية يستمع لها احد الجيران و تصل لها، و للصدفة فهى اكثر اغنية تشعر بها الان…
” بنعيش و الوقت بيسرقنا
و بممشى و نسرح فى طريقنا
و الايام اللى بتجمعنا… ممكن فى ثوانى تفرقنا..
ساعات الدُنيا بتلهينا… عن أغلى و أقرب ناس لينا..
و فى يوم عمرنا ما بنتمنى… نلاقيهم مبقوش حوالينا..
مبنحسش بقيمة الحاجة الا لما تروح… و كان فى صوت بيصرخ فينا و احنا مبنسمعش..
و نندم على اللى ضاعوا و راحوا و قلبنا مجروح… ياريت الوقت يرجع بينا بس مبيرحعش…
زمان كانوا هنا بينا و حوالينا و اللقاء مسموح… و دلوقتى و مهما بكينا اللقا مينفعش … ”
اعتدلت لتتكوم على نفسها ضامة ساقيها بقوة لصدرها و هى لا تزال تبكى بحرقة و قوة و الف الآهات تصدر بداخلها، تستمع للأغنية مع ذلك الشخص الذى لا تعرف هويته،،، هامسة بوجع :
_ وحشتونى…
“قرب من كُل اللى حبيبهم… شيل عنهم خوفهم و تعبهم… يمكن يسبوك هما الأول.. او يمكن انت اللى تسيبهم…
على قد ما اقدر فرحهم… بُصلهم و احفظ ملامحهم.. هيجيلك يون فى تتمنى.. لو حتى فى نومك تلمحهم ”
#مونى
#Menna_Muhammed
#ظننته_الثانى_لكنه

error: