رواية ظننته الثانى ، لكنه /للكاتبة منه محمد

خرج خالد يهرول لهم مساندًا فاروق الفاقد للوعى و ….
خالد بانفعال :
_ العربية بسرعة يا خلود ..
تنهدت خلود و ريماس بارتياح و هم يشاهدن خالد امامهم غير مُصاب سوى من بعض الكدمات بوجه مُعبرة عن عِراكه بالداخل ، ركضت خلود تفتح باب السيارة لخالد حتى يضع ذلك الرجُل ، بينما ريماس أمرت الاطفال باللحاق بهم …
كفكفت ريماس دموعها و وقفت تسأل خلود بحيرة :
_ الولاد دول هيركبوا فين ى؟؟…
خلود بحيرة مماثلة :
_ مش عارفة بس لازم نبعد من هنا بسرعة …. هما كام طفل ؟..
أجابتها ريماس بانزعاج :
_ سبعة اطفال .. و الباقى شكلهم راحوا للبوص و مش عندى فكرة لية سايب السبعة دول هنا …
صمتت خلود تفكر فى حل لهولاء الاطفال ..
خالد بعصبية :
_ وقفين لية يلا قبل ما حد يجى …
خلود بلهفة :
_ افتحلى يا خالد شنطة العربية بسرعة و انتو يا ولاد تعالوا معايا …
وقفت خلود خلف السيارة ترفع الطفل ليجلس فى حقيبة السيارة و ريماس تقف بجانبها بذهول …
ريماس بصدمة :
_ انتى مش خايفة عليهم ليقعوا ؟؟… بطلى جنان يا خلود …
تجاهلتها خلود و قالت للاطفال بلطف :
_ قعدوا هنا يا حبايبى و خلوا بالكوا من نفسكوا و انا هخلى عمو يسوق براحة و لو حصل اى حاجة صوتوا … و انتوا الاربعة روحوا اركبوا يلا فى الكنبة اللى ورا ..
ثم نظرت لريماس قائلة :
_ و انتى اركبى و خدى طفل على رجليك و انا كمان و الاتنين التانين خليهم جمبك … يلا بسرعة
أتى خالد و هو يهتف بإعجاب :
_ كويس انك فكرتى يا خلود مكنتش عارف هعمل اية …
_ شُكرًا يا خالد … بس يلا بسرعة نمشى من هنا و سوق براحة …
_______
_ احنا سمعنا صوت ضرب النار … كان اية اللى حصل ؟؟..
سألت خلود بحيرة و هى تضم الطفل النائم على رجلها بحنان و شفقة …
خالد بجدية :
_ واحد دخل يضربنى بالنار مستغل انى بضرب صاحبه .. و التانى كان بيضرب فاروق بالحديد بس كويس فاروق خبطه صدفه لما كان بيتفادى ضربة التانى فاصاب الهدف و ضرب رجله صاحبه و التانى ضرب بتاع المسدس بالسلسلة فى دماغه من ورا فاغمى عليه فتعصب و راح قعد يضرب فى فاروق لحد ما وقع زى ما انتى شايفة و انا قدرت اخد المسدس و اضربه فى رجله … بعد كدا خبطه بطوبه فى دماغه و سبناهم مغمى عليهم جوا .. او مايتين مش عارف ..
ريماس بسخرية :
_ اية الهبل اللى انت قُلته دا !!… الحمدلله مفهمتش اى حاجة ..
خالد بضحك :
_ ههههههه حتى انا مش فاهم .. بس يكفى انى خرجت انا و العيال كويسين .. بس لازم نعدى على مستشفى بسرعة نحط فاروق فيها …
رن هاتف ريماس لتلتقطه بلهفة من حقيبتها و تجيب عليه :
_ الوا يا علاء اية اللى حصل ؟؟
_ البوص هرب يا ريماس هو و ايده اليمين و طلع اسمه الفهد ..
_ اية يعنى اية هرب ؟؟..
خلود بقلق :
_ فى اية يا ريماس مين اللى هرب ؟؟…
لم تجيبها ريماس و اخذت تستمع لحديث علاء عبر الهاتف ..
_ منعرفش ازاى هرب بس هو هرب و الشرطة بتهجم عليهم … الحمدلله قدروا يمسكوا كل اللى معاه و واحد من شُركاء العصابه دى و قدروا يلحقوا الشُحن و الفن قبل ما تطلع …. و لقوا هنا اطفال كتير و دلوقتى بيدورا على اهاليهم .. و كمان مخدرات و اعضاء و بلاوى سودة … بس البوص هِرب ..
_ طب هتسبوه كدا ؟؟..
_ لسة محدش يعرفه لا هو و لا اللى معاه و الشرطة بدور عليهم اهه … المهم دلوقتى اتصلى بمدام نورهان و قوليلها اننا سافرنا لدمياط علشان نشوف العفش و انا اللى اجبرتك للسفر … و تعالوا كلكم لمكتب مازن … اها و كمان هاتوا الاطفال اللى معاكوا لو قدرتوا تاخدوهم و تعالوا …
اغلقت معه و قالت بقلق و خوف :
_ البوص هرب …
===****بقلمى / (مونى) Menna Muhammed ****===
_ اتاخرتى اوووى انا بقالى ساعة واقفة قدام الباب و لسة داخلة لما فقدت الامل انك تيجى انهاردة …
هتفت بها روان بضيق و هى جالسة فى كافية الجامعة تقلب فى هاتفها بملل دون ان تنظر لمى الواقفة امامها ، القت بكتابها على المنضدة الموضوعة امامهم ثم جلست على المقعد المجاور لروان بتعب تلتقط انفاسها بصعوبة ، مى و هى تلهث :
_ صـ صحيت متاخر و.. جيت جرى و الطريق كان زحمة و نزلت من العربية بجرى لهنا .. اوففف انا فاكرة انى ظبط المنبه امبارح …
روان بجدية :
_ خلاص مش مهم … يلا عندنا محاضرة Anatomy … ( ضحكت قائلة) ههههه كل ما افتكر شكلك لما دخلتى المشرحة هههه هبقى افطس من الضحك هههه…
نظرت لها مى باستخفاف قائلة :
_ افطس !!…ايوة فعلا حتى انا اللى فضلت خمس دقايق متنحة و مش حاسة بحاجة من الصدمة و الخوف …
روان بلا مبالاة :
_ الكل كان كدة مش لوحدى يعنى …
_ طب يلا قومى يا روان هانم ..
نهضت كلا منهن و همت روان بالسير ليرن هاتفها مستقبلا اتصال جديد …
روان و هى تخرج الهاتف من حقيبتها :
_ طب روحى انتى يا مى و انا هشوف مين و اجى وراكى ..
اومأت مى بتفهم و ذهبت سريعًا تاركة روان تجيب على هاتفها بنبرة جادة
_ الو …
_ صباح الخير يا رونى … فى محاضرة او مشغولة ؟؟…
_ خالد !!… لا بس عندى مشرحة دلوقتى ..
_ مشرحة هههههه يا قلبك .. بس متوقع اية من واحدة كانت مستعدة تدوسنى عادى بالعربية علشان مضايقة منى بس …
_ اوففف انجز يا خالد مش فاضية ليك متصل لية !!..
_ وحشتينى فـ تصلت بيكى … كنت محتاج اسمع صوتك اوى …
صُدِمت من حديثه و ظلت صامتة لثوانى تحاول استيعاب جملته العفوية ، تنهدت تبعد شعور الخجل الذى سيطر عليها تلك اللحظة هاتفة بحدة مصطنعة :
_ اية وحشتينى دى !! خالد متنساش نفسك و خلى بالك من كلامك معايا انا مش واحدة مصاحبها و بتتسلى معاها بعدين طالما مش هتتصل لحاجة مهمة يبقى مش تتصل افضل انا مش فاضية للتفاهة دى و ياريت تمسح رقمى من عندك و تحترم نفسك .. مفيش راجل محترم بيتصل بواحدة مفيش بينهم حاجة و يقولها وحشتينى .. مش ناقصين قرف على الصبح …
صمت لدقيقة كاملة لتقلق هى و تضرب الارض بندم ، خالد بهدوء :
_ انتى صح .. انا اسف
و اغلق دون ان يسمع اى شئ منها فتشعر بالندم و الاسف على حديثها ، اغمضت عينيها بندم و زفرت بقوة هامسة بحنق من نفسها :
_ دبش يا روان ماشاء عليكى بتحدفى دبش … مع انك مش غلطانة بس طريقتك …. اوفففف روحى الهى آآ.. لالا مش هدعى على نفسى بس مِنك لله الواد اتصدم يا عينى و لو شافك هيولع فيكى و فى اى حد له علاقة بيكى … هو انا قولت اية اساسا ؟؟.. انا مش فاكرة .. لا انتى فاكرة انتى هتستعبطى عليا اللى هو انتى يعنى .. انتى كل ما تغلطى تعملى نفسك من بنها كفااااية بقا انا مش عارف لية بقيت ضمير واحدة غبية و متهورة زيك … هههههه ضميرى اللى مش بيصحى غير بعد ما تخلص المصيبة …
===****بقلمى / (مونى) Menna Muhammed ****===
جلس على المقعد المقابل لمكتب مازن بوجوم و ذهن شارد مثير حيرة شقيقته لتتسأل بقلق :
_ كنت بتكلم مين يا خالد ؟..
أجابها بشرود :
_ صاحبى …
اردف مازن بحيرة محاولًا فهم ما حدث و ما يحدث :
_ دلوقتى اللى محيرنى و مش لاقيله اجابة انه ازاى البوص مخدش موقف او عمل حاجة قبل كدة لـ ريماس مع انى اظن انه عارف لا متأكد انها مش هتسكت و هتعمل حاجة بالمعلومات دى خصوصًا و انها قابلت الاشخاص اللى اشتغلوا معاه قبل كدة و عرفت الحيل اللى بيتبعوها … و كمان عرفت اهالى كتير منهم اهالى الاطفال اللى اتخطفوا و اهالى البنات و الشباب اللى خدوهم و اهالى الناس اللى اشتغلت معاهم كمان … لا و وصلت للغز بتعهم و انهم ازاى بيسلموا و يستلموا و الاماكن اللى بيتفقوا فيها و يحملوا منها الشحن … و بعد ما وصلت لكل دا و انا متأكد انه عارف هى وصلت لـ أية و امتى و ازاى و من مين و مع ذلك مخدش و لا خطوة و لا موقف و حتى تهديد و لا أى حاجة ….!!!… و اللى مجننى انه مقتلش الواد اللى بعتناه لحد دلوقتى .. و مخلهوش كمان ينتحر و سايبه و هو عارف انه مش هياخد اى معلومات منه و مش لاقى كمان اهله …
نظر لهم بتسأول و غرابه ؛ يضيف :
_ هو متابعش تليفون ريماس و لا حتى تليفون خلود اللى هى اقرب واحدة ليها بعد اهلها و لا راقب ريماس رغم انه عارفها و كل اللى عمله بعت رسالة تهديد بس و حتى معملش بيها … مش حاجة تحير دى ؟؟…
اضاف علاء بحيرة مماثلة :
_ اللى يحير بجد انه ازاى قدر يهرب امبارح بسهولة رغم كل الاحتياطاات اللى واخدنها و كمان هرب معاه ايده اليمين و كأنهم كانوا .. عارفين …
ريماس باستنكار :
_ لا طبعًا لو كانوا يعرفوا مكانوش فرطوا فى اعضاء و اطفال بملايين ليهم بعدين فى ناس اعلى منهم هى اللى بتتحكم فيهم و غلطة زى كدا مش فى صالحهم نهائى و فيها موتهم …
خلود بيأس :
_ شكلنا مش هنلاقى اى اجابة لاسئلتنا دى … و المصيبة انه هرب بعد ما عرفنا …
قطع خالد صمته بعدما كان يتابع الحوار بهدوء ؛هاتفًا بسخرية :
_ هى المصيبة الاكبر و الاهم من دا كله اننا لسة منعرفش البوص حتى و لا مين اللى معاه دا و هو عرفنا و بقى سهل يوصلنا و يخلص علينا واحد ورا التانى من غير ما نحس و لا نعرف نوصله …
نظر كلا منهم للاخر بخوف و قلق غير مهتم كل شخص منهم على حياته بل خائف و بشدة على حياة الآخر ، نادمون على توريط انفسهم فى ذلك ، لكن الوقت كان مر و حدث ما حدث …
===****بقلمى / (مونى) Menna Muhammed ****===
_ لقيت شقة قريبة منكم فى عمارة بعدكم بشارعين كدا ، و ان شاء الله هنقل بعد يومين علشان محتاجة شوية تظبيطات بسيطة ..
تناولت معلقة اخرى من الطعام و هى تنظر له باهتمام ، بينما بادر عاصم يهتف باستفهام :
_ انت نويت تقيم فى مصر و لا ناوى ترجع تانى ؟؟…
حرك كتفيه بلا مبالاة ؛ قائلًـا:
_ مش عارف لسة …
ابتلعت الطعام الذى بفمها لتتسأل باهتمام :
_ و لقيت الشقة دى ازاى !!…
_ صاحبى كلملى سمسار و قالى امبارح عليها و روحت و شوفتها و عجبتنى …
_ تمليك و لا ايجار ؟؟..
_ لا تمليك .. ابقى تعالى معايا انتى و دكتور عاصم تشوفوها …
عاصم بتأكيد :
_ خلاص يبقى يوم الجمعة نروح نشوفها …
أيهم ببساطة :
_ كويس هبقى نقلت و اعزمكو فيها على الغدا و كمان تيجى رونى و ماما نورهان و ريماس ..
بادرت نادين :
_ و العفش هتجيبه منين يا أيهم …
اجاب أيهم ببساطة :
_ هنزل بكرة لمعرض اثاث و هختار اللى يعجبنى و يتنقل للبيت بكرة ان شاء الله …
ابتسمت بسخرية قائلة :
_ حضرتك واخد الموضوع ببساطة اكتر من اللازم … اية السهولة اللى انت متخيلها دى …
_ هتبقى سهلة علشان شايفها سهلة .. لكن لو شايف الدنيا معقدة زى ما حضرِتك بتبصلها هتبقى كدة برضه احنا اللى بنخلى الحاجة سهلة او صعبة على حسب نظرتنا للامور بتتبنى افعالنا …
نادين بسخرية :
_ اتفلسف بقى و حسسنى انك بتفهم …
نظر فى صحنه قائلًا بنبرة غامضة :
_ مانا فعلًا بفهم … مين قالك انك مش بفهم و اكبر مثال انى فهمك يا نادين بس سيبك بمزاجى …
رفعت حاجبها باستنكار مردفة بـ :
_ مش لايق عليك شغل الغموض دا …
نهض عاصم ؛ هاتفًا بـ :
_ انا همشى و يلا يا نادو علشان اتأخرتى اووى النهاردة …
نهضت نادين بدورها ثم التقطت حقييبتها من المقعد المجاور لها ؛ قائلة بجدية :
_ اوك يلا انا جاهزة …
همت بالذهاب لتقف و تلتف مرة اخرى لـ أيهم متسائلة باهتمام :
_ انت خلاص ناويت تقعد هنا!! … طب هتشتغل اية بقا ؟؟..
اجاب بتلقائية و بساطة يجيدهم منذ الصباح :
_ هفتح عيادة للامراض النفسية … انا دكتور علم نفس .. درست طب فى المانيا و معايا الدكتوراة كمان …
_ اومال اية سلسلة المطاعم اللى عندك برة اللى قولتلنا عليها …
اجاب بنفس النبرة :
_ عادى … عبارة عن دخل بجانب عملى الحقيقى .. بعدين لاسباب فتحتها …
نادين بتعجب :
_ لاسباب فتحتها !!!… شكلكك وراك حكايات يا أيهم و احنا منعرفهاش …
_ يلا يا بشمهندسة هتتأخرى على شغلك و الحكايات مش هتفيدك فى حاجة …
===****بقلمى / (مونى) Menna Muhammed ****===
يتصفح الاوراق التى بيده باهتمام و هو يخرج من غرفة المريض ؛ قائلًا للممرضة التى تجاوره :
_ الحمدلله بقى كويس بس محتاج رعاية اكتر ليتم شفاءه بالكامل و كمان الجرح يتغير مرتين يوميًا و الادوية تتاخد فى المواعيد المحددة لها … و خففوا شوية من المسكنات عشـ…
صمت فجأة بذهول عندما وجد الفتاة تتعلق فى عنقه و تحضنه بقوة بدون سابق انذار ، استوعب الامر ليعطى الممرضة الاوراق الخاصة بالمريض ثميمسك ذراعيها و يدفعها بعنف بعيدًا عنه …
زمجر بغضب و صوت جهورى فى وجه الفتاة :
_ انتى مجنونة و لا هبلة ازاى تعملى حركة زى دى و فى مكان شغلى كمان يعنى لا عندك كرامة و لا حياء كماان … انتى مصيبة و اتحدفت عليا .. الله يخربيت اليوم اللى شوفتك فيه و منها لله اللى كانت السبب …
نظرت حولها لترى تجمهر الممرضين و اهالِ المرضى فى الممر يتابعون الامر بفضول و استنكار ، اعادت نظراتها له و مازالت تبكى بشدة لتقول بتلعثم و رجاء :
_ مـ ..ماجد ارجوك اسمعنى .. انا عايزة اقولك على حاجة ..مهمة …
لم يسمح لنفسه بالتعاطف معها و جعل دموعها تأثر فيه ؛ ليشيح بوجه صائحًا بعنف و حنق :
_ امشى يا بيريهان مفيش كلام اصلًا ما بينا .. و انا مش مهتم بالمهم بتاعك و مش عايز اشوف وشـ….
جاءه صوت عاصم الغاضب ؛ صائحًا بغضب :
_ مــاجـــد … على مكتبى حالًا … و انتى كمان على مكتبى …
نظر باتجاه عاصم ليقول بثبات و جدية :
_ خير يا دكتور .. مفيش حاجة و انا هـ….
_ انا قولت على مكتبى و تجيبها معاك و إلا … بلاش تخلينى اخسر حد ممتاز و كفاءة زيك المستشفى محتجاجك …
فهم وعيد عاصم الخفى بطرده من المشفى لينظر لبيريهان بغيظ و توعد زافرًا بقوة ثم اتبع عاصم فتسير هى خلفه و صوت بكاءها يستمع له المريض فى غرفته …
===****بقلمى / (مونى) Menna Muhammed ****===
_ ايوة و انا اعمل اية هو يسافر و لا ميسافرش انا مالى بالحوار دا ؟؟..
_ هو اية انتى مالك !! احنا مش اتفقنا انك هتفكرى فى الموضوع دا …
زفرت بغيظ و تابعت بحنق :
_ انتى اتفقتى اما انا فـ لا … بقولك اية يا سعاد انا مش ناقصة لا لؤى و لا غيره خلينى اشوف مستقبلى …
_ بنت … انا مية مرة اقولك بلاش الاسم دا اسمى ياسمين اياكى تقولى سعاد دا تانى … بعدين مش فاضية لية هو انتى وراكى غير الشرب و السفر!! … حتى مبقتيش تشتغلى معايا انا و ابوكى يعنى بقيتى عاطلة لا وراكى لا شغلة و لا مشغلة .. و بنتك و جوزك اهم مبقوش معاكى يعنى مفيش حد يشغلك و اتطلقتى و الحمدلله … اما بقى لتشوفى مستقبلك فمستقبل اية اللى هتشوفيه المستقبل اللى بجد و المفروض تفكرى فيه هو جوازك من لؤى بية دا اغنى مننا و من طليقك بكتير يعنى مستوى غير المستوى و هنبقى حاجة تانية خالص ..
_ قوليها بقا انك عايزة تجوزينى علشان مستقبلك انتى مش مستقبلى و لا حاجة .. اووففف كفاية بقا الموضوع دا انا لسة عديتى حتى مخلصتش …
صمتوا لفترة استندت فيها چوريا على سيارتها و تضرب الرمال بقدمها
_ اوعى تكونى عايزة ترجعيله …
_ ههههههههههه ضحكتينى بجد و بعض اللى عملته هيفكر يبص فى وشى تانى حتى لو متأكدة انه لسة بيحبنى … انتى ناسية اللى حصل و لا اية .. دا كويس انه مش رمانى فى السجن و كان رحيم معايا … حتى لما جه و اطلاقنا رسميًا محاولش يبص فى وشى حتى و عنده حق بصراحة …
_ انا مبقتش فهماكى بجد …
_ هههههههه قولتلك مليون مرة و لا هتفهمينى و لا حد هيفهمنى …
_ طب سيبك من كل دا و فكرى فى لؤى تانى دا مستـ….
_ سلام يا ماما بقا انا صدعت من الحوار دا ارجوكى خلاص …
اغلقت معها و همت بوضع هاتفها فى الحقيبة و اخراج مفتاح سيارتها ، رفعت رأسها و نظرت للبوابة الذى خرجت منها منذ قليل ؛ هامسة بـ شَجِن :
_ انتى خطوتى الجاية … و بعدها هقدر اشوف بنتى من غير تأنيب ضمير و لا كسوف من نفسى …..
قرأت اللافتة بابتسامة حزينة :
_ مركز لعلاج الادمان و الطب النفسى … هخوض المعركة دى لوحدى و مش عايزة حد معايا و لا يساعدنى … انا قوية و هقدر على دا …
استقلت سيارتها و قادتها بذهن شارد تتذكر مجئ حمزة لها عند والدتها ثانِ يوم معرفته بالحقيقة لتقابله بسخرية بادله هو بالبرود …
( فلاش باك )
وقفت مستندة على باب منزل والدتها و مكتفة يدها امامها ؛ هاتفة بسخرية :
_ اية وحشتك بالسرعة دى علشان كدا مقدرتش و جيتلى علطول …
وضع يده فى جيب بنطاله واقفًا بثقة و نظراته معلقة على الارضية الرخامية ؛ متشدقًا ببرود :
_ عشم ابليس فى الجنة … البسى و يلا تعالى مستنيكى تحت …
ضحكت باستخفاف ثم قالت باستهزاء :
_ لالالا مش قادر على بُعدى و ملكش بَعدى حد … ههه لا مش عايز اروح معاك الفيلا تانى الصراحة اتخنقت منها و من اللى فيها و …
قاطعها بتهكم :
_ و مين قالك انى هخليكى تروحى الفيلا تانى .. انتى اصلًا مش هتعتبيها تانى ابدًا فى حياتك فمتحلميش بدا يا … چويرية هانم …
اعتدلت فى وقفتها سريعًا و نفضت يدها لتقول بضيق :
_ اومال جاى لية يا حمزة و عايز اية ؟؟… مش فاضية لك ..
_ اها ما الهانم و راها بضاعة عايز تتسلم و ديسكو تروح عليه …
و أضاف بحدة :
_ يلا البسى هروح اطلقك و اخلص من اشكالك من حياتى …
رددت باستنكار :
_ تطلقنى !!.. هو انت مش طلقتنى امبارح و لا المشهد متوثقش كويس فحابب تعيده … و لا دى حجة علشان تشوفنى ….
اجابها بحدة و نبرة غير قابلة للنقاش :
_ لا يا حلوة هطلقك رسمى و شرعًا علشان ابقى قطعت علاقتى باشكالك خاالص .. و يلا انجزى و انزلى انا تحت …
و التف ليغادر فيقف فجأة و يقول لها دون ان يلتف :
_ و اعملى حسابك تروحى بعربيتك مش هوسخ عربيتى بامثالك …
و نزل غافلًا عن تلك العابسة الواقفة بصدمة و دمعة تخونها و تتساقط من عينها مشكلة خط من الحزن على وجنتها …
( باك )
عادت من تلك الذكرة المريرة بدموع تغرق وجنتها غير قادرة على السيطرة عليها ، امسكت هاتفها و أتت بصورة ملاكها الصغير و التى تشبها قليلًا ؛ هامسة بحزن :
_ وحشتينى انا اسفة بس انتى بجد مش تستاهلى ام زيى انتى تستاهلى حد احسن منى بمليون مرة لانك جميلة و نضيفة جدًا … يا ترى نستينى و بابا جاب اللى تخليكى تنسينى ( ابتلعت ريقها بخوف من تلك الفكرة ) هو انتى ممكن تنسينى ؟؟..
انتبهت لانها كانت ستقوم بحادث الآن لتترك الهاتف و تنتبه للطريق و فكرة تخطى ملاك لها تؤلمها بشدة ….
===****بقلمى / (مونى) Menna Muhammed ****===
_ فهمنى اية اللى حصل و اللى منظر اللى المستشفى كانت فيها دى … انتى ناسى انك بقيت معروف دلوقتى و ليك سمعتك اللى المفرض متخليش حاجة تشوهة و لا مهزلة زى دى تحصل وسط اهالِ المرضى بتوعك و اللى مطمنين على ابنهم بين ايديك و اللى هى المفروض ايد امينة مش بتخلى موقف تافهة يأثر عليها و يخرجك عن شعورك كدا …
قاطعه ماجد بضيق :
_ و حضرتك مشوفتش البنى آدمة دى عملت اية … و هى فعلًا اللى هتسئ لسمعتى فى مجال عملى …
عاصم بحدة :
_ و حضرتك ما ادركتش الموقف لية و محاولتش تحل الوضع من غير ما تعمل مسرحية للناس تقف تتفرج عليها … و بعدين من امتى يا دكتور و احنا مش بنحل خلافتنا برة و المكان دا مكان للعمل مش للمهازِل دى …
ماجد بانفعال :
_ انا اصلًا معرفهاش و لا ليا علاقة بيها علشان يكون فى خلاف بينا …دى واحدة مجنونة و فاضية و جاية تحدف علينا بلاويها …
نظرت له بصدمة و عادت تبكى ثانيةً ، نظر لها بسخرية مستردف بتهكم :
_ اهو بدأت تمثيلها تانى على اساس هتصعب عليا يا حرااام … اية الاشكال اللى على الصبح دى ياربى …
نهره عاصم بحدة و قوة :
_ ماجد احترم وجودى ياخى على الاقل …
زفر ماجد بغيظ و اخفض رأسه بعدم رضى فيستمع لصوت بيريهان الباكى ؛هاتفة بوهن و حزن :
_ دكتور ماجد عنده حق هو ميعرفنيش و مفيش بينا اى علاقة تجمعنا … و انا …. انا اللى جيت هنا و عملت القصة دى كُلها اما هو فـ… مكنش يعرف اساسًا انى جاية و لا …
صمتت لثوانى قبل ان تضيف بأسف و ندم واضح فى نبرتها :
_ انا اسفة جدًا على اللى حصل و بقدم اعتذارى لدكتور ماجد على اللى حصل و على توبيخك ليه انا مكنتش اتوقع ان كل دا يحصل … و دكتور ماجد مالهوش ذنب فاللى حصل انا اللى اندفعت و جريت حضنته و هو كـ رد فعل طبيعى زقنى و زعق ليا بس دا طبيعى … انا اسفة لتانى مرة جدًا على الفضيحة اللى كنت هسببها له …
شعر بها تنهض سريعًا قائلة بصوت يوشك على دخول صاحبته فى موجة بكاء مرة اخرى :
_ بعد اذنكم .. و اعتبر يا دكتور انك مشوفتنيش فى يوم من الايام و باختصار انا هختفى من حياتك نهائى و اسفة على كل حاجة …
غادرت سريعًا تاركة ماجد فى صدمته و حيرته من حديثها و بعض الشعور بلوم يتولد داخله من ناحيتها ، اردف عاصم بضيق و عِتاب:
_ روح يا ماجد على شغلك دلوقتى … قوم يلا و علفكرة انا عارف انك تعرفها على اساس مش شوفتها فى خطوبة بنتى … بس هقول اية … ربنا يهديك يابنى يلا قوم كمل شغلك و شوف الارواح اللى معتمدة عليك بعد ربنا …
===****بقلمى / (مونى) Menna Muhammed ****===
(بعد مرور عدة ايام )
_ مش فاهمة برضه يا مى اية اللى مسربعه على المرواح هناك !!… هو عناد و خلاص و لا اية ؟…
استمعت لرد مى و هى تمسك بجهاز التحكم عن بعد لتخفض صوت التلفاز قليلًا …
_ هو اتفق معايا ان اخر يوم امتحانات الترم دا هنروح و ابقى ارجع على الترم التانى … بس كدا افضل دا احنا كُنا هنسافر بعد يومين على اساس قراره
تسألت باستنكار :
_ و هو مش عارف انكم لسة فى بداية الدراسة انتى و اخواتك كمان يعنى مدارس و كليات و اخوكى اللى نازل اجازة دا و مع ذلك عايز يسافر برضه ..
_ انا شاكة اصلًا ان جدى هيموت علشان كدا هو عايز يسافر …
_ مممم اها كدا معقول بس حتى لو كدة فـ أنتى قولتى انه ناوى يستقر هناك … هيستقر هناك لمين بقى ؟؟..
_ ما هو فى حاجة مش مفهومة فى ام الموضوع دا …
_ طب ما تسألى مامتك ممكن تبقى عارفة …
_ ههههه ماما لو عارفة يا روان حتى مش هتقولى .. تدرى ليش لانها كتومة جدًا و مش بتحب تحكى اى حاجة بابا يقولها بالعكس بتأييده …
_ انا عجزت عن التحليل و عن ايجاد الحل …
_ سيبك منى انا و قوليلى مالك … بقالك كام يوم حزينة و مش روان اللى اعرفها نهائى .. لا بتتكلمى زى الاول و علطول سرحانة و ساعات بشوف الدموع فى عينك مع انى مش لاقية مبرر لدا … فى اية بقا ؟؟…
كادت ان تسرد لها كل شئ و لكن شعورًا ما اوقفها عن ذلك لتصمت مستمعة لتتابع مى لحديثها ..
_ متقوليش انك زعلتى من تعليق دكتور فؤاد عليكى … ما هو مغلطش برضه يا روان انتى فعلًا مجنونة و محتاجة تعقلى شوية خصوصًـا و انك هتبقى دكتورة باذن الله و فى ارواح مسئولة عنها و اى غلطة او حركة جنان منك ضيعتى عيلة بحالها …
زفرت روان بارتياح و قالت بهدوء :
_ اهو بقى بس مكنش ينفع يحرجنى كدة قدام الدفعة .. على العموم حصل خير مع انى مش هسامحه ..
_ متكبريش الموضوع يا رونى و فكى كدة … طب اية رأيك نخرج بكرة بعد الكلية ؟!!..
_ هى فكرة كويسة بس اخد رأى ماما و ريماس الاول و بعدين ارد عليكى … و كمان قولى للشلة الفشلة اللى قطعت بينا دى و مبقتش تكلمنا زى الاول .. الكُليات هتفرقنا و لا اية ؟؟..
_ حاضر من عينيا و ههزقهملك كمان هههه…
_ لا سبيبى التهزيق دا ليا انا هقوم بالواجب بس لما اشوفهم … و يلالا قومى ذاكرى و لا اعملى اى حاجة و انا هقفل علشان المسلسل هيشتغل ناو …
_ اها صح بخصوص المذاكرة فانا احب اضيف حاجة مهمة … حسبى الله و نعم وكيل فى اللى قالى ذاكرى و اتعبى فى تالتة زفت ثانوى علشان تدخلى كلية حلوة و ترتاحى .. حضرته انا لا شوفت راحة و لا زفت و لسة يعتبر مبدأتش دراسة و طالع عينى كدة اما لما اتعمق اية اللى هيحصل فربنا ينتقم منه و من اشكاله و تتقطع لسانهم قبل ما ينصحوا حد تانى و يتمرمط المرمطة بنت الـ ……
قاطعتها روان سريعًا هاتفة بطيقة اذاعية :
_ تيييييييييييييييت يؤسفنا ان نخبركم ان حلقتنا انتهت عند ذلك الحد و نرأكم الحلقة القادمة مع مى و سب الدكاترة الظالمة و المفترية و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته … تن ترارا رارارا تن تن …
_ هههههههههه و دا اية دا كمان ؟؟..
_ التتر بتاع النهاية يا جاهلة … و سلا بقى يا رخمة سبينى اتفرج على المسلسل ..
_ هههههههه طيب سلام يا رونى اسيبك لمسلسلاتك انا و اروح اذاكر biochemistry ربنا يرحمنا …
_ طيب يا مجتهدة .. معاكى ربنا ..
اغلقت معها و عادت تتابع التلفاز بحماس غافلة عن تلك النغمة المعلنة عن وصول رسالة جديدة ..
===****بقلمى / (مونى) Menna Muhammed ****===
جلس على قدمه امامها يقبل يدها بحب و رقة ؛ هاتفًا بأسف :
_ اسف يا امى بس مقدرتش اخد الخطوة دى من غير ما تبقى سوما مقتنعة بيها بالكامل .. انا اسف انى اتأخرت عقبال ما رديت عليكى و اسف انى مجتش تانى يوم مجيئك بس …
قطع حديثه ينظر لـ سُمية برجاء فتقترب و تميل على عائشة الجالسة على المقعد بوهن ثم تقبل رأسها ؛ قائلة بحزن :
_ انا اسفة … ارجوكِ متشليش فى قلبك مكنش قصدى ابعد حازم عنك طول الفترة دى …
ادمعت عيونها و هى تمسك بيدها الاخرى لتقبلها هامسة بتوسل :
_ سامحينى يا ماما …
ابتسمت عائشة بحنان ثم ربتت على رأسها المنحنية امامها برفق ؛ هاتفة بابتسامة حانية :
_ مسمحاكى يا حبيبتى بالعكس انا اللى عايزاكى تسامحينى …
صمتت سمية و اتجهت تجلس بجانب ريناد التى تتابع المشهد بعدم فهم و قلق…
تذكرت ريناد ما حدث منذ الصباح من مجئ حازم فى وقت باكر يصطحب سُمية معه ثم وقفه فى الحديقة يأبى الدلوف من دون رؤية والدته فتعلم عائشة و تهرول لتهبط لهم بدموع لم تغفل عنها ثم وصلة من البكاء و الاحضان لم تنتهى و لم تخلو من ترديد عبارات الأسف و الرجاء ، و سمية التى بكت بشدة عند رؤيتها للبيت و كأنها تذكرت شئ مؤلم ربما لم تنساه لتتذكره حديثًا ، و كلمات الشكر التى اغدقت بها عائشة زوجة ابنها ليجعل الأمر مقلق و مثير للاهتمام و ها هم الآن يجلسون فى بهو المنزل و الحديث هو الحديث بل اخف من الفترة السابقة ،،، تابعت صديقتها تترك يد عائشة و تتجه لتجلس بجانبها فتصوب نظراتها عليها ثم يفيض بها الامر لتلكزها فى جانبها هامسة بـ :
_ تعالى ورايا على المطبخ …
نهضت متجهة للمطبخ و دقيقة و كانت سُمية تدلف فيه هى ايضًا ..
ريناد بحدة :
_ دلوقتى تفهمينى كل حاجة … كل حاجة و تعرفينى اية الحوار …
اجابتها سُمية ببرود و لا مبالاة غير مهتمية بحديثها :
_ اومال حمزة فين مشفنهوش يعنى من ساعت ما جينا مش عايز يقابلنا و لا اية !!…
ريناد بحزم :
_ سُمية متوهيش الموضوع انا بقولك احكيلى اية اللى بيحصل .. و بعدين ملكيش دعوة بحمزة و بخصوص هو مش عايز يشوفكوا فتقدرى تقوليلى مش هيبقى عايز يشوفكم لية !…
عقدت ذراعيها و استندت على رخام المطبخ من خلفها ثم نظرت لريناد بسخرية و استنكار هاتفة باستنكار :
_ عايزة تفهمينى انك اتجوزتى حمزة و جيتى اسكندرية و بقالك فترة هنا و مسألتيش حتى فين حازم و لا مفكرتيش لية مجاش فرحكم …
ضحكت بسخرية مستردفة بمرارة :
_ ههههههه و هتفكرى لية اذا كان مفكرتيش تتصلى بصاحبتك او المفروض تبقى كدا … انتى و نادين شلتونى من قاموسكم نهائى و …
قاطعتها ريناد بقوة مبررة :
_ مين اللى قال اننا مفكرناش فيكى انتى بتحطى احتمالات وهمية من رأسك اللى فيها فردة شبشب .. انتى لو مهتمة شوية كنتى فتحتى فونك اللى كان مقفول لاكتر من اسبوع و هتعرفى انك اول واحدة فكرنا نتصل بيها و نقولها و ربنا يعلم حاولنا نتواصل معاكى قد اية و خدنا رقم حازم الصياد من الشركة و حاولنا علية اربعة مرات دا غير محاولاتنا عليكى لمدة اسبوع بس انتو الاتنين تليفوناتكم مقفولة .. يبقى متجيش حضرِتك تلومينى دلوقتى …
سُمية بعصبية :
_ و حضرِتك لية مفكرتيش ان لية حازم مجاش فرحكوا و لا ظهر فى حياتكوا طول الفترة دى … ريناد متستهبليش عليا انتى مفكرتيش فيا اساسًا …
هتفت ريناد بعصبية :
_ انتى بتتعصبى عليا لية دلوقتى ؟؟.. انا اصلًا شكيت فى الموضوع دا من ساعت ما قولنالك انا و نادين فى المكتب على وجود حمزة و ماما فى القاهرة و انتى اتصدمتى و جريتى بحالة تخوف …
تنهدت سُمية و ارخت ذراعيها ثم طأطأت رأسها بحزن و عم الصمت بعد ذلك ، تابعتها ريناد بنظراتها لتهتف بهدوء يناقض ما كانت عليه منذ ثوانى :
_ احكى كل حاجة يا سُمية عايزة اعرف كل حاجة …
_ هحكى علشان محتاجة احكى .. محتاجة الاقى حد احكيله غير حازم و محتاجة … اعيط اووى ..
طفقت تسرد لها الماضى ببكاء و حزن …
===****بقلمى / (مونى) Menna Muhammed ****===
_ طب كدا يا حبى مفضلش غير السجاجيد و الستاير و عايزة اخترهم كويس علشان يليقوا على العفش …
علاء بلطف :
_ انتى تؤمرى يا عمرى بس دلوقتى طالما خلصنا تنقية و يعتبر جبنا كل حاجة يبقى نخرج بقى و نتفسح ..
ريماس بعتاب :
_ نتفسح اية بس يا علاء مش تحمسنى بالله عليك … انتى ناسى اننا ورانا مصاريف كتيرة و لسة القاعة و الفستان و البيوتى سنتر و فى حاجات بسيطة ناقصة فى البيت لسة .. اعقل يا علاء بلا خروجات بلا زفت ..
امسك يدها ليجذبها خلفه متجه لسيارته ؛ هاتفًا بحزم مصطنع :
_ انا قولت نخرج يعنى هنخرج .. اية مش هنعرف نمشى كلامنا و لا اية !!…
ضحكت ريماس و تابعته باستسلام ؛ قائلة :
_ هههههههه لا فى دا مشى كلامك و مشينى انا كمان ههههه انا بتجرنى للرذيلة و انت عارف انى بموت فيها …
استقلت السيارة بجانبه و انطلقوا يذهبون لوجهتهم ، نظرت ريماس خارج النافذة و شردت تتذكر ما حدث يوم حفلة عائلة المنشاوى …
( فلاش باك )
عندما ذهبت ريماس يوم الحفل لشارع يبعد عن شارعها قليلًـا لتبتاع الأوراق التى تريدها و شوكلاته لشقيقتها الصغيرةو انتهت من الأمر و همت بالعودة، وجدت مشاجرة كبيرة بين أبناء الحى بالقرب من المكان التى به و لم تستطع المرور و العودة…
ريماس بقلق :
_ كان لازم يتخانقوا دلوقتى… اروح ازاى بس…
نطرت حولها بحيرة و قلق حتى اهتدت لها فكرة ان تسير من الشارت المجاور لها و تعود من الجهة الأخرى،، همت بفعل ما توصلت له و لكن لصدمتها كان الشارع هادئ و خالى من المارة فى ذلك الوقت من الليل…
ريماس بصدمة همست :
_ ياااختى دا الشارع فاضى.. يعنى برة زحمة زيادة عن اللزوم و هنا فاضى زيادة عن اللزوم و انا اتحشرت بينهم…
وقفت تنظر حولها بتوجس ثم اخذت قرارها بمتابعة طريقها و ترك خوفها جانبًا حتى تخرج من ذلك الشارع المظلم.
استمعت أثناء سيرها لصوت ضحكات عالية يقترب كلما تقدمت للأمام..
ريماس بذعر لنفسها :
_ ياااااختى دا صوت شباب… يا ليلة طين و منيلة بنيل… منك لله يا روان يا بنت امى و ابويا.. تطفحى الشوكولاتة يا بعيدة و بطنك توجعك.. اشوك فيكى يوم و فى طلباتك اللى شبهك..
رأت مجموعة من الشباب تجلس أمام احد المبانى و فى يدهم زجاجات لمشروبات مختلفة بالإضافة إلى السجائر نفاذة الرائحة..
انتبهت انهم انتبهوا لها و صمتوا فجأة ينظرون لها بفضول، لتخفض هى رأسها بخوف و تسير بخطوات واسعة و مرتبكة و لسانها لا يتوقف عن ترديد..
” لا إله إلا أنت سُبحانك انى كنت من الظالمين”
شعرت بأحد بِجانبها و يمسك يدها بقوة لتنتفض بفزع و رعب و تهم بالصراخ لكنها توقفت فجأة عند رؤيتها لـ علاء و اكتشفها انه الذى يمسك يدها..
ريماس بهمس :
_ انت بتعمل اية هنا؟؟ ” ثم ألقت نظرة على يدها قبل أن ترفع نظرها له ثانيةً متابعة.”.. ممكن تسيب ايدى…
اجابها بنبرة قوية و غاضبة :
_ أمشى و انتى ساكتة يا ريماس و مش عايز اسمع صوتك لحد ما نوصل للبيت…
جذبت يدها بعنف من يده و سارت بجانبه بصمت حتى وصلوا للمبنى الذى يقنطون به..
علاء بغضب :
_ انتى هبلة و لا هبلة!! ازاى تروحى اى مكان دلوقتى لوحدِك.. انتى متعرفيش الساعة كام دلوقتى يا هانم!! و لا هو عِند و خلاص زى عوايدك..
ريماس بذهول :
_ فى اية يا علاء!! مفيش داعى لعصبيتك دى…
علاء بحنق :
_ يا بنتى بطلى استفزاز فيا… يعنى لولا انى شوفت روان و مدام نورهان كان ممكن يحصل اية… اوووفففف يا ريماس الساعة دلوقتى زفت واحدة بليل و انتى ماشية من شارع ضالمة و فاضى دا اى جنان دا…
قاطعته ريماس سريعًا :
_ كان فى خناقة فى الشارع و مكنتش هعرف ارجع من شارعنا و كان لازم ارجع..
علاء بعصبية :
_ و اية اللى ينزلك من الاول…
انفعلت ريماس بنفاذ صبر :
_ و انت اية اللى مضايقك من نزولى دلوقتى..
علاء بانفعال و عصبية :
_ عشان كنت خايف عليكى يا غبية… خوفت عليكى و فعلا كان عندى حق اخاف عليكى لأنك واحدة متهورة و عنيدة..
صمتت تنظر له بتعجب و شك، تحاول استيعاب حديثه و تحليل ذلك الخوف…
يهدأ علاء بعد إلقاء جملته، و شرع يقول بضيق آمرًا :
_ ريماس اخر مرة اشوفك فى الشارع متأخر او بعد الساعة تسعة.. و دا كلام مش هقوله تانى و اوعى تمشى من شوارع متعرفهاش و لا متأكدة من وجود بشر فيها… ما هى كل مرة هلحقك و تبقى سليمة…
همت بمقاطعته ليشير على الدرج قائلا بأمر :
_ اطلعى على بيتك من غير كلام و لا عِناد مش ناقص مجادلة… يلا على فوق…
ثم نادها عندما رأها تهم بالعصود، قال بلطف :
_ اوفففف متزعليش منى يا ريماس بس انا بجد بخاف عليكى اوى و بخاف يجرالك حاجة.. انا اسف على عصبيتى مكنش ينفع اتعصب بس خوفى هو اللى أثر فيا..

( باك )
شعرت به يمسك يدها و يقربها من فمه ليلثمها بحب فابتسمت له بحب و سعادة تدعى بداخلها الله ان لا يفرقهم ابدًا …
===****بقلمى / (مونى) Menna Muhammed ****===
هتفت ريناد بصدمة :
_ يالهوى مش معقول تبقى طنط عائشة كدا …. انا .. انا متوقعتش ان الخلاف هيبقى بسبب كدا اصلًا دى حاجة متجيش على العقل نهائى …
سُمية بحزن و ألم :
_ انا كنت خايفة ان حازم يرجع مش عشان حاجة والله انا مش عايزاه يقاطع اهله علشانى و لا ينساهم بس كنت خايفة يرجع و يشوف ولاد حمزة فيحن لطفل و ساعتها مش هقدر اعمل حاجة و فى الوقت دا هيتجه لحل واحد و وحيد و هو ….
اجهشت فى البكاء و هى تتخيل ما قد يحدث بعد تلك الخطوة ، اكملت ريناد نيابة عنها بتألم :
_ يتجوز مش كدا …
اومأت سُمية بعدم تحمل و بكاء فتتجه لها ريناد تهدأها :
_ سوما اهدى و انسى الماضى مفيش حاجة هتحصل من اللى فى خيالك و كمان ماما شكلها ندمت على الماضى و اتعلمت من خطأها … و حازم بيحبك و مش هيفكر يأذيكى و لا يوجعك كدا … اهدى بالله عليكى …
جاءهن صوت حمزة يردف بجدية :
_ ريناد عندها حق محدش هيحاول يزعلك و لا يوجعك زى ما حصل زمان و انتى هنا فى بيتك معززة مكرمة زى ما كنتى و ليكى فى البيت دا زينا كلنا .. سوما احنا زمان ندمنا و مصدقنا نوصلكم تانى و اكيد مش هنخليكم تبعدوا تانى و بالنسبة للى حصل فاحنا اسفين جدًا ليكى و لحازم و لو اعتذرنا من هنا لسنة قدام مش هنعوض جزء من اللى حصلك و عارفين و مقدرين اللى حصلك فارجوكى سامحينا …
نظرت ريناد له بحزن ثم اشاحت بوجهها بضيق ، لاحظ حمزة ذلك لكن اهتم بالاعتذار لسُمية و اقناعها بالمكوث فى الاسكندرية حتى تعود الاوضاع كما كانت و ترك امر ريناد فيما بعد فهو يعلم ما بها و ليس فى مستطاعته الآن مساعدتها _ كما يظن _ …….
===****بقلمى / (مونى) Menna Muhammed ****===
تسير فى ممر طويل و مظلم يوجد به اربع غرف مغلقين ، و فى يدها صندوق اسود منقوش بطريقة غريبة و يبدو انها ستسلمه لاحد ما ، نظرت لفستانها الابيض الملطخ بالدماء من الذراعين و اعلى منطقة الصدر و على ظهرها لتتعجب و ثم تنظر لسلسلة المعلقة فى رقبتها و تحتوى على اربعة