رواية ظننته الثانى ، لكنه /للكاتبة منه محمد
الـســادس و العــشـرون
#ظننته_الثانى_لكنه
تخطت البوابة الخارجية و هى تتطلع حولها بإنبهار و سعادة ..تمنت و حققت… ها هى الآن تقف امام لافتة كبيرة يخطو عليها جملة مكونة من كلمتين فقط لكنها تمنت بشدة ان تكون أمامها بمسافة اقصر من كل مرة ترأها فيها ، رفعت أنظارها تنظر لها بسعادة شديدة متمتة بالمكتوب بعدم تصديق :
_ كلية طب ..
نظرت لصديقتها بعدم تصديق و هى تشدد على يدها التى تمسك بها :
_ احنا حققنا حلمنا و بقينا طلاب فى كلية طب !!… عاااااا انا حلمى اتحقق بجد !!..
اجابتها مى و هى تضحك بغير تصديق ايضًا :
_ دا حقيقى !! يعنى انا حلمى اتحقق !!..
جاءهم صوت يعلمونه جيدًا من خلفهم يهتف بسخرية زائفة :
_ هنفضل كتير فى حالة اللاوعى دى . انا حلمى اتحقق لا انا حلمى متحققش ..كان احساسى صح لما قولت هاجى الاقيكو فى حالة دى ..
استدارن معًا ينظرن له بدهشة قبل ان تقطع الصمت روان ؛ قائلة ببرود زائف :
_ اهلًا خالد … بتعمل اية هنا !..
وضع يده فى جيب بنطاله واقفًا بثقة ؛ قائلًا بنبرة ذات مغزى و نظره معلق على روان :
_ حسيت ان فى ناس هتبقى محتجانى النهاردة فقولت البى النداء …
و اكمل لمى بمكر غامزًا لها :
_ و كمان سمعت ان فى ناس كانت بتكسر فى البيت امبارح من كتر الحماس و وصلو انهم كانو هيحرقوا البيت من الحماس ..
طأطأت رأسها بخجل و حرج و الحمرة تغزو وجهها ، سبت ميار فى سرها ثم نظرت له و هى تقول بحرج :
_ احم .. من الحماس بقا زى ما قولت احم ميار قالت حاجة تانى ..
أجابها باستمتاع و مكر :
_ زى مثلًا من امبارح فى ماسكات و تجربى كل فستان و ترميه و لا حيرة لف الطرحة و تحديد الجزم و الشنط و الميكب و كدا …لالالا اطلاقا و لا قالت حاجة …
شددت على يد روان بقوة و وجنتها تشتعل من الخجل اشاحت بوجهها بحرج و هى تريد بشدة ان تجذب شقيقتها من خُصلاتها الآن ..
روان بضيق :
_ انت جاى لية يا خالد و دخلت هنا ازاى !!..
غمز لها قائلًا بنبرة ذات مغزى :
_ ليا طرقى الخاصة يا رونى متقلقيش عليا بس … و جيت هنا لية فعلشان اكون معاكو فى اول يوم ليكو و اكتشف معاكو الكلية قبل ما محضرتكو تبدأ…
تمتمت مى باستنكار :
_ رونى !!.. ( همست لنفسها ) فى حاجة شكلى معرفهاش ..
نظرت لروان بضيق ثم لخالد هاتفة بضيق واضح :
_ لا شكرًا يا خالد تقدر تتفضل و احنا هنستكشف لوحدينا مش محتاجين مرشدين ..
روان بضيق مماثل :
_ زى ما مى قالت متشكرين لخدماتك ..
نظر لهم بحاجب مرفوع ثم تقدمهم قائلا باصرار :
_ لا يلا انا معاكو النهاردة مش كفاية سايب كليتى و جاى وراكو …
تبادلت الفتيات النظرات المصدومة قبل ان يتنهدوا بقلة حيلة و يتبعوه بعدما تركت روان يد الاخرى و هرولت خلفه …
===****بقلمى / (مونى) Menna Muhammed ****===
وقفت امام الباب بتردد لا تعلم أ تذهب ام تيقظه فهو اعتاد على الحديث معها عندما يستيقظ لكن اليوم لم يهاتفها فخمنت انه مازال نائم ، طرقت الباب بقوة نسبية و انتظرت ان تنتبه له والدته ، ثوانى و فتحت لها زينب بدهشة متسائلة بنبرة هادئة :
_ ريماس !!… صباح الخير يا حبيبتى عاملة اية ؟
ريماس بحرج :
_ صباح الخير يا طنط .. انا الحمدلله يا طنط و حضرِتك !!..
زينب ببساطة :
_ انا كويسة نحمد الله … خير يا حبيبتى جاية على الصبح كدا …
شعرت بالحرج و بادرت تفسر لها سبب مجيئها :
_ اصل .. اصل علاء النهاردة يعنى متصلش زى ما متعود و … اقصد افتكرته لسة نايم و ..
قاطعتها بعفوية :
_ اها يا ريم مهو لسة نايم جوة معندهوش شغل انهاردة و لسة مصحيش ..
جذبتها من يدها للداخل قائلة بود :
_ تعالى يا بنتى مش هتفضلى واقفة كدا على الباب دا انتى حتى مرات ابنى و مينفعش وقفتك كدا .. ادخلى ادخلى ..
دلفت معها بحرج شديد لتغلق زينب الباب خلفها و بادرت تقول بابتسامة غير متكلفة :
_ هروح اكمل الفطار و كمان علشان تفطرى معانا … ( همت بالاعتراض لتتابع باصرار ) مش هقبل اى اعذار هروح اجهز انا الفطار و انتى صحى علاء … عارفة اوضته اكيد ..
تركتها تهرول للمطبخ متذكرة شئ على الـ *بوتجاز* ، اتجهت ريماس لغرفته بخطوات مترددة و حيرة ؛ همت بطرق الباب لكن أتاها فضول لترأه و هو
نائم لتفتح الباب بهدوء و خطت للداخل بتردد و بهدوء ، اقتربت من فراشه و وقفت تتأمله بإبتسامة خجلة ، ظلت لدقيقتين على هذا الوضع تتأمله و تحمد الله على منحه لها فهى لم تتوقع ان ترأه بدون خوف او شعور بالذنب ليصبح زوجها ؛ حمدت الله كثيرًا و ستظل تحمده على تلك السعادة ، سمعت صوت زينب فى المطبخ لتنتبه للامر و تهم بايقاظه …
_ علاء قوم … يلا يا علاء قوم … يا علاء علاااء علااااااااء …
جحظت عيونها و هى ترى عدم تجاوبه لنداءها
_ نومك تقيل بقا و هتتعبنى … اوففف انا بمل من دا
اقتربت اكثر لتميل عليه و تبدأ بدفعه برفق فى ذراعه ، لا تجد تفاعل لتبدأ بتحريكه بقوة لكن لم يستيقظ ايضًا فتعتدل و تذفر بملل
_ اوفففف شكلك هتتعبنى …
لمعت عيونها بخبث و هى ترى زجاجة ماء فتمسكها سريعًا و تهم بسكبها عليه ليفزع و ينهض سريعًا ؛ صائحًا بحنق :
_ مين ابن الـ ….
انتبه لتلك التى تكتم ضحكتها و تقف بجوار فراشه ، نظر لها بذهول ، متسائلا :
_ انتى بتعملى اية هنا ؟؟ ..
_ احم كنت جاية اصحيك .. بس انت مكنتش نايم انت كنت فى غيبوبة ..
_ هو انتى اللى دلقتى الماية …
مسح وجهه بكفه بقوة ثم قال بنبرة حاول ان تظهر هادئة :
_ والله لولا انك اللى عملتى كدا لكان هيبقى فى جناية دلوقتى … اوفففف صباح الخير يا ريم بس متتكررش ..
ريماس بايماء :
_ حاضر يا لولو انتى تؤمر ..
_ لولو !! بدلعى كلب حضرتك .. على ما اعتقد سبق و قولتلك بلاش لولو دا …
قالت ببراءة مصطنعة و نبرة رقيقة :
_ اية دا بجد !! خلاص حاضر مش هقولك لولو دا تانى .. اللى تحبه يا لولو .. اقصد يا حبيبى ..
نظر حوله باستنكار ثم لها هاتفًا بحنق :
_ برا يا ريماس و متدخليش الاوضة دى تانى …
ريماس بعدم فهم :
_ لية كدا هو انا زعلتك !!..
علاء بحنق :
_ الله يحرقك اطلعى برة يا ريماس مش ناقص تهور على الصبح ..
نظرت له بعدم فهم لكن التفت و همت بالخروج بامتعاض
_ ريماس ..
التفت له بامتعاض ليهتف بنبرة صادقة :
_ بحبك .. بعشقك
ابتسمت بخجل و خرجت تلبى نداء زينب لها الذى لا تعلم سببه ، ذهبت لزينب لتؤمرها الاخرى بتحضير المائدة معها فهى مشغولة فى شئ اخر …
=
=
=
تسائلت بإهتمام :
_ انت اجازة لية النهاردة اظن ان معندكش اجازات لية النهاردة اجازة …
غمز لها بالخفاء و هو يشير على والدته برأسه بطريقة ذات مغزى ؛ قائلا :
_ ورايا حاجة مهمة يا ريم و كمان هقابل صُحابى …
هتفت زينب بإهتمام :
_ اية الحاجة المهمة دى يا علاء اللى فضلتها على شغلك !!..
اجابها بثبات :
_ واحد صاحبى كان محتاجنى معاه علشان عريس بقى و رايح يجيب البدلة و يشوف القاعات ..
_ عقبالك يا حبيبى بس صاحبك مين ؟؟..
نظر لها باستنكار قائلا:
_ صاحبى يا ماما …
ريماس برقة :
_ طب استئذان انا بقى .. تسلم ايدك يا طنط على الفطار ..
ابتسمت زينب هاتفة بود :
_ تسلميلى يا حبيبتى استنى علاء يوصلك …
بادرت تعترض بنبرتها الرقيقة :
_ لا يا طنط مفيش داعى خليه يروح لصاحبه ..
نهض علاء ييقول بحزم :
_ هروح البس بسرعة و اجى معاكى اوعى تمشى غير لما اجى ..
ابتسمت له و هى تحرك رأسها بتأكيد ، رحل لغرفته و ظلت تتحدث مع زينب بود …
===****بقلمى / (مونى) Menna Muhammed ****===
_ هتروح فين يا علاء ؟؟ احنا مش قولنا بعد اسبوع و لا انتوا بتحاولوا تبعدونى انا و خلود !!
نظر لها بجانب عينه دون ان يدير رأسه ؛ قائلا بجدية :
_ هنشوف الراجل اللى هيساعدنا .. مازن لقى واحد هيفيدنا فى جذب البوص و كمان فى حاجة مهمة هيقولنا عليها خالد و طلب يشوفنا بليل …
همست بتوجس :
_ حاجة اية دى !!!…
_ مش عارف هنشوف بليل …
ريماس بقلق :
_ بس سكوته دا مخوفنى اوووى … انا عرفت انه من الاشخاص اللى مش بتعدى الآمور بالساهل و بيخاف من كشفه اوى و اى حد بيهدده مش بيلاقى غير القتل … و انه مش خد خطوة لتهديدى حتى لحد دلوقتى فدا شئ يخوف …
ثبت نظره على الطريق امامه مفضلًا عدم النظر إليها حتى لا تلاحظ تلك النظرة القلقة و الخائفة فى عينيه ؛ هاتفا بخفوت :
_ ربنا يستر … متقلقيش احنا معاكى … و انا مش هسيبك ..
===****بقلمى / (مونى) Menna Muhammed ****===
(بعد اسبوع )
اعاد الكوب للطاولة مرة اخرى ؛ قائلًا بتهكم :
_ والبيه هيفضل كتير عندكوا مش ناوى يرجع بلادهم او يشوفله بيت او فندق ..
اجابته بلا مبالاة :
_ مش عارفة يا بودى مش فارقة ..
عبدالرحمن بسخرية :
_ مش فارقة !!… ما قعدته على هواكى …
نادين بمكر :
_ على هوايا !!… ممكن برضه ..
_ نعم يا ختى !! تعرفى انتى مش هتترتاحى غير لما اقتلهولك و اسلملك رأسه هدية ليكى .. بقا بتمشى بشعرك و براحتك فى البيت يا نادين و الحيوان دا هناك …
كتمت ضحكتها مستمتعة بغيرته تلك ؛ هتفت بضيق زائف و مكر :
_ الله يا عبدالرحمن يعنى متحركش فى بيتنا يعنى علشان حضرتك ترتاح …
صاح بحنق :
_ لا شلينى انا علشان الـ…. يرتاح .. و ربنا اروح دلوقتى اخده من قفه و ارميه فى الشارع و وراه شنطة هدومه …
نادين بحرج :
_ طب بس اهدى خلاص خلاص فرجت المكان كله علينا …
و اكملت بنبرة رقيقة :
_ خلاص هلتزم الحجاب فى البيت و هخلى بالى من تصرفاتى … مبسوط كدا !!..
عبدالرحمن بانفعال :
_ و هو لية ميمشيش و يخلى عنده ذرة دم …
تأففت بنفاذ صبر :
_ اووف مش هيبقى ورانا غير أيهم … علعموم يا عبدالرحمن هو فعلا بيدور على شقة و هينقل خلال اسبوع اسبوعين بالكتير و ياريت كفاية بقا و نقفل على الموضوع دا …
ذفر بعصبية ثم نظر لها هاتفًا بجدية :
_ نادين انا بغير عليكى و مش هستحمل اشوف علاقتك دى مع ابن خالتك او مع اى راجل غيرى على وش الارض حتى لو اخوكى ذات نفسه ..
امسك يدها المستندة على الطاولة قائلًا :
_ انا راجل شرقى راجعى متخلف بصى اللى تحبيه لقبينى بيه بس انا بغير عليكى جدا و اعتبرينى متملك زى ما عايزة بس دى حقيقة ..
ابتسمت بخجل ثم نظرت للكوب الموضوع امامه هاتفة بـ :
_ قهوتك هتبرد …
_ دا انتى فصيلة اية الرخامة دى … ( ثم اكمل بحب ) بس علفكرة بحبك ..
===****بقلمى / (مونى) Menna Muhammed ****===
تحسست شعرها بلطف هاتفا باعجاب :
_ شعرك جميل اوى يا ملاك ما شاء الله …
ثم اكملت بتعجب :
_ بس اول مرة شوفتك فيه كان اصفر ازاى بقا احمر كدا …
هتفت ملاك ببراءة و بساطة :
_ انا شعرى احمر زى ماما بس ماما كانت بتخلى شعرى اصفر …
جحظت عيونها قائلة بدون تفكير :
_ اية الغباء دا بقا حد عنده شعر زى كدا و يصبغه لاصفر .. بعدين انتى صغيرة ازاى تصبغه ليكى دلوقتى …
حركت الاخيرة كتفيها بعدم معرفة هاتفة بطفولة :
_ بس انا بحب شعرى الاحمر زى ماما ..
ريناد بدهشة :
_ هى ماما كان شعرها احمر !!…
ثم تابعت بنبرة متوترة تشتمل بعض الغيظ :
_ هى ماما كانت حلوة اوى يا ملاك …!!!
بادرت ملاك بعفوية :
_ ماما كانت حلوووووة اوى زيك … انا معايا صورة ليها تحبى تشوفيها ..
اومأت بموافقة لتسرع ملاك تحضِر صورة لچوريا تحتفظ بها ، تناولتها منها ريناد لتنظر لها بتوتر و ما كادت ترأها حتى تجحظ عيونها بعدم تصديق فالفتاة التى ترأها الان لا تتقارن بجمالها معها ، فهى تفوقها جمالا بداية من شعرها الاحمر الناعم بشدة ظاهرة فى الصورة و بشرتها البيضاء الصافية التى تتميز بلونها الوردى الطبيعى و عيونها … وقفت قليلا عند عيونها تحاول تحديد لونهم .. تظن انها تتقالب حسب حالتها و لون الملابس التى ترتديها … نظرت بنظرة شمولية على وجهة الهادئ و الطفولى قليلا و ملامحها الرقيقة الرائعة تتحسر على الامل الذى ذهب مع نسمة الهواء المارة ، فهى لا تتقارن و لن تتقارن يومًا بچوريا و ان صار فهى الخاسرة بدون تفكير ، تنهدت بسخرية و هى تنظر لملاك هاتفة بمرارة :
_ و تقوليلى ماما حلوة زيى !!… احنا فين و هى فين …
ملاك بعدم فهم :
_ انتى فين يا ماما ريناد !!…
حركت رأسها بيأس ثم حدثت نفسها بتذكر و حيرة
_” ازاى فاتتنى دى … ازاى ملاك قدرت تنسى و تتخطى مامتها بالسهولة دى .. يعنى طفلة غيرها كانت قعدت سنة على الاقل متأثرة بموت مامتها لكن ملاك ايام و كانت نسيتها … ممم لا و كمان ازاى سافرت من غيرى ما تسأل على مامتها و بعدين تعرف لما تروح القاهرة … ممكن ابقى بعطى الموضوع اكبر من حجمه بس فعلا حاجة تحير …”
نظرت لملاك بتردد ثم هتفت بتردد و تلعثم:
_ ملاك هى ماما كانت … يعنى كانت كويسة معاكى و بتحبك و …. احم يعنى كانت بتحبك انتى و … بابا ..
ملاك ببساطة طفولية :
_ اها ماما كانت بتحبنى و انا بحبها اوووووى هى و بابا و كنا ساعات بنخرج نتفسح مع بعض بس دا زمان ..
و تابعت بحزن :
_ بس كانت علطول بتزعق هى و بابا و قبل ما تمشى و تموت بابا زعلها اووى و خرجت مضايقة من هنا و انا زعلت بس افتكرت انها هترجع تانى زى كل مرة بس خرجت و ماتت …
بكت بقوة بدون تردد فترفع ريناد حاجبها بتعجب و كلمات تلك الصغيرة تتردد فى رأسها ، ربتت على ظهر الصغيرة بشفقة قائلة بلطف و حنان صادق :
_ بس انا موجودة اهو زى ماما .. مش انتى بتعتبرينى زيها و بتقوليلى ماما ريناد مش كدا !!..
اومأت بايجاب و هى تمسح دموعها بطريقة طفولية ابتسمت على اثرها ريناد بود ، طرق محمد الباب قبل ان يدلف بحرج هاتفا بخوف :
_ طنط ..طنط ريناد تيتا بتناديكوا تحت علشان هنأكل ابلة رانيا جهزت الاكل …
تفحصته ريناد بهدوء قبل ان تقول بلطف :
_ تعالى يا محمد …
اقترب منها بخوف و تردد ممتثل لأمرها ، وقف أمامها مطأطأ الرأس لترفع حاجبها بتعجب ثم قالت بتساؤل :
_ مالك يا محمد انت خايف منى لية هو انا وحشة معاك ؟؟..
حرك رأسه برفض دون ان ينظر لها لتتسأل بتعجب :
_ اومال لية خايف منى و مش بتتكلم معايا زى ملاك و لا بتلعب معايا زى الاول … و لية مش بتبصيلى دلوقتى !!…
رفع رأسه لينظر لها بخوف واضح فتتنهد و تبادر تهتف بحنان :
_ متخفش منى يا محمد رغم انى مش شايفة سبب للخوف منى بس شكلك مبقتش تحبنى من ساعة ما اتجوزت انكل حمزة ….
تأملت ملامحة المشدودة بحيرة ثم تابعت بذات النبرة :
_ بعدين احنا مش اتفقنا تنادى ليا ماما ريناد زى ملاك و لا انا مش قد المقام …
ابتسم بتردد لتهتف بحزم بنبرة رقيقة:
_ مش عايزة اسمع تانى طنط ريناد دى و تنادى علطول ماما ريناد فاهم ..
اومأ بموافقة و ابتسامة بسيطة ترتسم على وجهه البرئ ، جذبته ريناد ليقف امامها بمسافة اقصر و داعبت شعره بمرح و مشاكسة لتتسع ابتسامته و ابتسامتها كذلك ، غمزت له بمرح هاتفة بنبرة مرحة :
_ يلا ننزل ناكل جوعتونى و زمان تيتا تحت بتصوت من الجوع …
ملاك بطفولية و هى تنهض :
_ اها يلا ابلة رانيا عاملة انهاردة الاكل اللى بحبه انا و بابا ..
ثم ضربت كتف محمد بقبضتها الصغيرة هاتفة بضيق :
_ و انت متخفش من ماما ريناد علشان هى بتحبنا و بتلعب معانا و حلوة و مش بتخوف .. و لا علشان شعرها طويل ففكرها جنية !!..
محمد بذهول :
_ اها صح شعرها طويل زى الجنيات …
ضحكت ريناد هاتفة بـ:
_ جنية مرة واحدة هههههههه اومال لو كان طويل شوية كمان كنتو هتشبهونى بأية ؟؟…
ملاك بعفوية :
_ روبانزل …
ضحكت ريناد و نهضت تصطحبهم للاسفل ليتناولوا الطعام و لكن بعقل مشغول بتحليل كلمات ملاك منذ قليل …
===****بقلمى / (مونى) Menna Muhammed ****===
_ امتى هتسلم المطلوب ؟؟
_ بكرة فى المكان المتفق عليه …
_ بس خلى بالك اى غلطة فيها رقبتك دا مش لعب عيال دا فى ناس عالية و تقيلة اوى مستنية تصفينا كلنا و ما هيصدقوا يلاقوا غلطة و يسافرونا للابد ..
_ اووففف مش ناقص كلامك دا … خلاص قولنا فى المكان و الميعاد المتفقين عليهم …
_ مممممم بس انا سمعت بحكاية الورق اللى اتفتش فيه و الخطر اللى حواليك ..
_ عرفت !! ما علينا اصلا دى شوية عيال و متقدرش تعمل حاجة و انا مستنى اخلص بس المهمة دى و هفضلهم و هشوف هعمل معاهم اية …
_ و المحامية !! ما عملتش اللى كنت بتخططله لية؟؟..
_ مممم مش فضلها دلوقتى و مش عايزها تركز اكتر معانا و لا تثور علينا فى الوقت الحالى ..
_ بس انت سايبها خالص يعنى لا بترقبها و لا بتراقب موبايلها و لا بتحاول تهددها و لا اى حاجة !!..
_ و حتت العيلة دى هتعمل اية يعنى … اصلا مش هتلاقى حد تطلب منه مساعدة هى اجبن من كدا و كمان بعت اراقبها لفترة لقيتها من البيت للشغل و للشغل للبيت و لو اتحركت فبيبقى مع جوزها يعنى مش هتقدر تعمل اى حاجة و لا هتفكر تعمل اى حاجة ..
_ بلاش الثقة دى و افتكر انها تعرف حاجات توديك ورا الشمس ..
_ متقلقش مش هتقدر تعمل حاجة و بعدين انا عندى الاهم من دا كله … و اوعدك اخلص بس الطلعة دى و هخليها تنسى امها مش اللى تعرفه بس ..
_ هنشوف … يا بوص
===****بقلمى / (مونى) Menna Muhammed ****===
تأملت السلسال التى ترتديه بابتسامة هادئة تتذكر خالد و روان و هم يتشاجرون على من سترتدى سلساله..
( فلاش باك )
_ كل سنة و انتى طيبة يا ماااااااااى ..
هتفت بها روان بصوت عالى لتجذب انتباه الجميع لها ، ضحكت مى و هى ترأها تمسك فى يدها كعكة متوسطة الحجم مزينة بطريقة اعجبتها و خلفها يقف خالد يحمل علبة متوسطة الحجم و مربعة الشكل و هو يبتسم بدون تكلف ..
روان بصوت عالى و حماس و نبرة ملحنة:
_ النهاردة عيد ميلاد .. عيد ميلاده احلى عيد .. مين اللى انا شايفه دا .. دا القمر دايما سعيد .. هههه كل سنة و انتى طيبة و معايا يا قلبى ..
ابتسمت مى بخجل و سعادة هاتفة بـ :
_ و انتى طيبة يا رونى …
جلست روان بعدما اسندت الكعكة على الطاولة و لاحقها خالد يجلس هو الاخر حول الطاولة المستديرة فى احد الكافيهات فى النادى …
خالد بابتسامة جذابة :
_ كل سنة و انتى بالف خير و سعادة و صحة و متفوقة دايما و محققة كل احلامك و الابتسامة مرسومة على وشك دايما يا ميوش و عقبال كل سنة يارب و ان شاء الله كل سنة و احنا معاكى ..
ابتسمت مى له هاتفة برقة :
_ تسلم يا خالد و ربنا ما يحرمنى منكو فى حياتى … شكرا جدا على المفاجأة دى ..
روان بحماس :
_ كل سنة و انا على قلبك دايما يا قلبى و ربنا ما يحرمنى و لا يحرمك من تجمعنا كل سنة و فى نفس الموعد دا كل سنة نحتفل بعيد ميلاد القمر و عقبال كل سنة يا ميمى و كل عام و انتى آآآ.. معايا … الصراحة مش هلاقى ليكى دعوة احلى من كدا .. لان انا احلى حاجة ممكن تشوفيها اصلا فى يوم من الايام …
مى بضحك مرح :
_ لا و انا متأكدة من دا .. ربنا ما يحرمنى منك ابدا يا رونى …
خالد بذات الابتسامة :
_ طب اية مش هطفى الشمعة اللى قربت تسيح دى ..
نظرت للكعكة و للشمعة المزينة بها لتبتسم و تنظر لهم بسعادة قبل ان تهم باطفأها لولا صوت روان المقاطع لها ؛ قائلة بحماس :
_ اتمنى امنية الاول يا ميمى ..
اغمضت عيونها و انتظرت قليلا قبل ان تطفأها بالهواء الساخن المنبعث من فمها ، صفق كلا من خالد و روان بحماس و سعادة لتنظر لهم بامتنان ثم قالت بفضول و نظرها معلق على العلبة فى يد خالد :
_ الله اكيد دى هدية ليا .. مش هتورهالى و لا اية يا خالد يا ترى جايبلى اية ..
مد يده بالعلبة لها لتأخذها بسعادة و حماس ، كانت الهدية عبارة عن اسدال وردى يصطحب مصحف كبير قليلا و مفرش للصلاة بنفس لون الاسدال فابتسمت بامتنان و سعادة ؛ هاتفة بثناء :
_ شكرا جدا يا خالد على الهدية الجميلة دى ..
خالد ببساطة :
_ احنا اخوات و صحاب و مفيش شكر بينا …
ابتسمت له و فضلت الصمت لتصيح روان بـ:
_ هديتى انا بقا .. بصى انا احتارت كتير و ملقتش غير انى اجيب دى …
رفعت يدها الممسكة بسلسال من الذهب الابيض يحتوى على قلب صغير مفرغ و داخله قلب اصغر بشكل ارق ..
مى باعجاب :
_ جميل اووى يا رونى ..
و تابعت و هى تنظر لها بنبرة متسائلة :
_ بس دا غالى اوى جبتى فلوسه منين ؟..
زاغت عين روان لتقول بخفوت :
_ تقدرى تقولى كنت بحوشلك مثلا …
صمتت تنظر لها بذهول و الدموع تجتمع بمقلتيها هامسة بعدم تصديق :
_ بجد بجد مش عارفة اقولك اية بجد انتى اجمل حاجة فى حياتى … ربنا ما يحرمنى منك ابدا ..
خالد بمرح :
_ لا مش ينفع كدا اما سلسلتى مين هيلبسها طالما هتلبسى بتاعت روان ..
وجدت خالد يقدم لها سلسال من الذهب باول حرف لاسمها ، ليقوم شجار بين روان و خالد …
_ علفكرة انا اللى جبت السلسة الاول و قولتلك انى هجيب سلسلة … و علشان كدا مى هتلبس سلسلتى انا ..
ظهر عليه انه لم يكن ينوى ان يتجادل معها فى ذلك الامر و ان يترك حرية الاختيار لصاحبة الهدايا ، و لكنها لا تعلم لما ود ان يثير غيظ روان اكثر ليقول ببرود :
_ بس انا كنت بفكر فى السلسلة اصلا م الاول … غلطك انك مسألتنيش من قبل ما تشترى …
روان بانفعال استنكرته مى :
_ انتى غبى و عايز تضايقنى و خلاص .. بعدين حضرتك لو بتفكر كنت فكرت فى حاجة تانية و مش حطتنا فى الموقف دا ..
مى ببساطة :
_ خلاص يا روان محصلش حاجة نهائى لكل دا انا ممكن ابقى ابدل بين السلاسل عادى ..
روان بغيظ :
_ بس انا عايزاكى تلبسى سلسلتى انا و مش تقلعيها ابدا …
مى برقة و بساطة :
_ حاضر و ممكن البس سلسلة خالد معاها محصلش حاجة ممكن تهدى بقا ..
( باك )
بالطبع ليس هذا الشجار التى كانت تقصده فـ روان لم تصمت بل تشاجرت معه على اتفه الاسباب مفسرة مى ان ذلك بسبب السلسال و حاولت ترك اى ظنون اخرى جانبا ، امسكت هاتفها و بدأت بكتابة بعض الكلمات من اغنية كانت تستمع لها على صفحتها الالكترونية فى (احدى وسائل التواصل الاجتماعى)
” نفسى اهرب من كسوفى ..و احكى على فى قلبى كله …
نفسى اتجرأ و خوفى ..مرة واحدة يسبنى اقوله …
حس بيا و بحنينى ..كل شئ هيبان عليا ..لما عينى تشوف عينيك ..
قلبى منى يدوب فى ثانية .. و الاقى نفسى واحدة تانية .. واحدة عايشة حياتها ليك..”
بالطبع لم تسلم من مشاكسة و مزاح روان فى التعليقات لتفسد المنشور لها ..كالعادة ..
فتحت الاغنية مجددا لتستمع لها بابتسامة مريرة و هى تستلقى على فراشها باسترخاء ..
( نفسى تسمع منى كلمه كلمه عايشه سنين معايا
بس اقولها ازاى وقلبك لسه مش حاسس هوايا
حس بيا وبحنينى كل شئ هيبان عليا لما عينى تشوف عنيك
قلبى منى يدوب ف ثانيه والاقى نفسى واحده تانيه واحده عايشه حياتها ليك
حس بيا وبحنينى كل شئ هيبان عليا لما عينى تشوف عنيك
قلبى منى يدوب ف ثانيه والاقى ثانيه واحده تانيه واحده عايشه حياتها ليك )
اغمضت عيونها بقوة و هى تبتلع غُصة مريرة فى منتصف حلقها ؛ هامسة بجزع :
_ انا اللى غلطانة و انا اللى استاهل اللى بيحصل دلوقتى .. ياريت ابقى اقدرة اتخطى او اقول بس انا فى الحالتين جبانة و مقدرش اخد خطوة و هفضل كدا علشان غبية و استاهل ..
ابتسمت و هى تتخيل نفسها تصرح بمكنون قلبها لتبتسم بسخرية فهى اكثر خوفًا من ذلك و اكثر خجلًا…
(نفسى اهرب م كسوفى واحكى ع اللى ف قلبه كله
نفسى اتجرأ وخوفى مرة واحده يسيبنى اقوله
حس بيا وبحنينى كل شئ هيبان عليا لما عينى تشوف عنيك
قلبى منى يدوب ف ثانيه والاقى ثانه واحده تانيه واحده عايشه حياتها ليك
حس بيا وبحنينى كل شئ هيبان عليا لما عينى تشوف عنيك
قلبى منى يدوب ف ثانيه والاقى نفسى واحده تانيه واحده عايشه حياتها ليك )
===****بقلمى / (مونى) Menna Muhammed ****===
_ ماما اشربى الشاى هيبرد خالص كدا …
انتبهت من شرودها على صوت ريناد تنبها بوجودها ، نظرت لها بذات نظرتها الحزينة غير قادرة على الحديث فقط ايماءات بسيطة برأسها تجيبهم بها …
جلست فى المقعد الفارغ بجانبها بوجوم ناظرة للخضرة امامها ، تتذكر انها لطالما آحبت الجلوس فى الارض وسط الازهار الذى كان والد زوجها يهتم بزراعتها و نموها رغم اشغاله و مجال عمله البعيد كثيرا عن هذا و لكنها هواية و لطالما احببتها كثيرا ، تتذكر انها نمت هنا و قضت طفولتها هنا و لكن باختلاف انها كانت تحب حمزة و تشعر بل تكاد تتأكد انه يحبها ايضا ، كان مجرد ظن فى مخيلتها الظن الذى لا تستطيع ان تتخيله الآن حتى …
قطعت الصمت الطائف حولهم منذ دقائق ليست بالقليلة ؛ قائلة بخفوت :
_ شكل الموضوع صعب اوى حتى مش قادرة تتكلمى فيه و لا تعيطى … من ساعة ما رجعتى اسكندرية و انتى زعلانة سرحانة .. ندم مسيطر عليكى .. مش هنكر انى عندى فضول اعرف مالك بس برضه هقولك حاجة .. شكلك خدتى خطوة ايجابية بخصوص اللى شغلك و دا حاجة فى حد ذاتها كويسة و طالما كدا يبقى الندم و الحزن و السرحان يتحطوا على جمب و تحولى تحلى الموضوع اللى شغلك بالعقل … اللى قاعدة دى مش هتحل حاجة خالص …
نظرت لها بنصف وعى و ذهن مشغول تسأل نفسها
” يا ترى نورهان قالتلها على اللى عملته و اللى حصل مع سوما زمان !!… و لا سُمية هى اللى قالتلها !!….”
نظرت لريناد مرة اخرى لتنفى تلك الظنون فعلى ما يبدو انها لا تعلم شئ و تتحدث بحسن نية ، قطعت صمتها هاتفة بنبرة ضعيفة :
_ عندك حق سرحانى و زعلى على اللى راح مش هيفيد فى حاجة لازم افكر فى اللى جاى …
نظرة امامها بوجوم تفكر فـ لما حازم لم يهاتفها منذ ذلك اليوم فهى كانت تظن ان الأمر مر و سامحها هو و زوجته فتتسأل الآن لما لم يهاتفها فقط حتى ، و ايضا نورهان الغاضبة منها تشغل بالها و لم تغفل عن توبيخها لها و التى لا تملك اى خطأ فى ذلك فـ عائشة توقعت ذلك او اكثر يصدر منها و لا تلومها فهى لديها جميع الحق فيما تقوله …
نظرت لريناد بوجه عابس قائلة بحزم :
_ قومى يا ريناد نامى الوقت اتاخر و حمزة زمانه جاى … قومى نامى انتى علشان بتصحى مع الولاد الصبح مع انى شايفة انه ملوش لازمة تصحى بدرى كدا …
ريناد ببساطة :
_ لا عادى انا متعودة اصحى بدرى بحكم شغلى و كمان مفيش مشكلة … انا هقوم فعلا انام لانى تعبانة .. تصبحى على خير يا ماما …
ابتسمت لها عائشة هاتفة بلطف :
_ تصبحى على خير يا حبيبتى …
رحلت و عائشة تنظر لطيفها بشبح ابتسامة تتذكر تلك الكلمة العفوية التى قالتها ” ماما ” تتذكر ان سُمية كانت تناديها كذلك ايضا بل و تعتبرها والدتها حقا قبل ان يحدث ما حدث …
===****بقلمى / (مونى) Menna Muhammed ****===
( اليوم التالى )
_ هو دا المكان اللى قالولك عليه ؟؟…
قالتها ريماس بدهشة ليؤكد الرجُل قائلًا :
_ ايوة يا مدام هو دا المكان … و كمان على بُعد 3 كيلو من هنا فى مخزن صغير حجزين فيه الاطفال المخطوفة كُلها …
خالد بتعجب :
_ و انت عرفت منين !!…
الرجُل ببساطة :
_ راقبتهم بعد ما اديتهم الواد …
خلود بشك :
_ و هما مشكوش فيك و لا قفشوك ؟… و سابوك عادى تراقبهم ؟؟؟!!!….
الرجُل ببساطة :
_ انا اوهمتهم انى مشيت بعد ما خدت الفلوس و هما كانوا مستعجلين علشان اللى وراهم انهاردة و خدوا الطفل و مشيوا لما اتاكدوا انى مشيت ….
خلود بعدم اقتناع :
_ مش مقتنعة …
_ طب ما تيجوا نروح و انتوا تتأكدوا …
خالد : الطريق فيه حاجة ممكن تعرفهم اننا رايحين ؟؟…
الرجُل بنفى :
_ لا مفيش اى حاجة هما مش بيحاولوا يلفتوا الانظار ليهم …
ريماس بقلق :
_ خالد اتصل على علاء شوف عملوا اية ؟..
خالد باعتراض :
_ لا مش هتصل و محدش يتصل هما لما يخلصوا هيبقوا يتصلوا بينا افضل …
ادار خالد السيارة و اتجه لذلك المخزن بـ ارشاد الرجُل له على الطريق …
_______
وصلوا للمخزن و قاموا بالاتفاق على دخول الرجُلين و ألتزام ريماس و خلود السيارة مع مُراقبة الاجواء لهم و اعلامهم بوجود احد ان صار ،، قفز خالد
من اعلى السور المحيط بهذا المخزن ثم اتبعه الرجُل الذى معه و المُدعى بـ ” فاروق ” ثم ساروا للجهة الخلفية للمكان و وقفوا ينظرون حولهم ، يبحثون على أى منفذ يستطيعون الدخول منه …
همس خالد بتساؤل :
_ هندخل ازاى ؟؟
اجابه فاروق بهمس :
_ انا لما جيت شوفت شُباك للتهوية هنا بس عالى شوية …
_ طب هو فين ؟؟!!!…
_ بُص هناك … اهو …
زفر خالد بحنق هامسًا بـ :
_ دا عالى جدًا و مش هنعرف نخرج الاطفال منه …
قال فاروق بجدية هامسًا :
_ بُص فى 3 اشخاص برا ، احنا ندخل و بعدين نفاجأهم من وراهم و نضربهم …
_ طب هنطلع ازاى للشباك دا …
_ شايف الصناديق اللى هناك دى … نحطها على بعض و نطلع …
و بالفعل قاموا بجذب عدة صناديق و قاموا بالوصول للنافذة و القفز منها للداخل ،، تفاجأ الاطفال بهم و هموا بالصراخ و لكن خالد همس برجاء :
_ استنوا استنوا متصرخوش احنا مش هنعملكوا حاجة … احنا جايين علشان نمشيكوا من هنا ….
نظروا لهم بعدم تصديق و قال احد الاطفال بشك :
_ انتوا بتقولوا كدا علشان نصدقكوا و تاخدونا للراجل الشرير …
فاروق بتعجب :
_ الراجل الشرير !!!…
الطفل بتأكيد :
_ ايوة الراجل الشرير احنا سمعنا الناس اللى بارة بتقول انهم هياخدونا انهاردة للبوص علشان يدينا للزعيم الكبير …
خالد بتفهم :
_ اها فهمت … لا متخافوش احنا مش هناخدكم لحد غير لاهليكم و دلوقتى تقدروا تثقوا فينا و تساعدونا علشان تخرجوا من هنا …
قال طفل ثانِ :
_ انتوا بتتكلم بجد …
_ ايوة طبعًا بتكلم بجد … بس عايزكم تساعدونا …
ليجيبه طفل اخر بحيرة :
_ طب هنساعدكوا ازاى … دول كبار و عمالقة و مش هنعرف نضربهم …
فاروق بهمس :
_ لا احنا عايزينهم يدخلوا و بعد كدا احنا هنضربهم و انتوا تجروا …
تحدثت طفلة بحماس و صوت منخفض :
_ خلاص انا هعيط و اقعد انادى على ماما زى ما بعمل و هيجى الراجل الوحش يضربنى زى كل يوم لحد ما اسكت … و انت يا عمو اضربه قبل ما
يضربنى تانى …
و قال طفل اخر :
_ و انا هجرى فى المكان لحد ما يدخل و يمدنى على رجلى … بس متخلهوش يمدنى يا عمو …
و طفل سادس :
_ و انا هتخانق مع صاحبى علشان يجى يلسعنا احنا الاتنين بالفحم السُخن …
و مد له ذراعه ليكشف عن الحروق الذى تغطيها ، قائلًا بحزن :
_ بُص يا عمو ايدى عاملة ازاى … و كمان بتوجعنى اوى و لو عيط بيلسعنى تانى … و انا عايز اعيط من الوجع …
قال صديقه بعتاب :
_ مش انا خليتك امبارح تعيط فى حضنى علشان محدش يسمعك و مرضيتش اعيط انا … نسيت دا كمان …
_ مانت السبب اللى احنا هنا و بعيد عن ماما …
نظر لهم خالد بشفقة ثم قال بحزن :
_ طب انا هستخبى انا و عموا ورا الكراتين دى و انتو اعملوا دا … بس مش هخليه يمد حد او يلسع حد او يضرب اى حد فيكوا … خليهم يخشوا بس …و متخافوش من اللى هيحصل انتوا اول ما تلاقوا الباب مفتوح اجروا لبرة و هتلاقى عربية فيها ستات و هما هيخدوكوا ..
اومؤا بموافقة و شرعوا بالصياح و الحركة بعشوائية بينما الرجال ذهبوا خلف العلب الكرتونية التى تملأ المكان …
===****بقلمى / (مونى) Menna Muhammed ****===
_ خالد اتأخر جوا يا ريماس و انا قلقانة عليه …
اجابتها ريماس بقلق مماثل :
_ ايوة و انا كمان اوى …. و كمان على علاء و مازن .. دول متصلوش علينا لحد دلوقتى …
خلود بتوتر :
_ طب اية ننزل و لا اية ؟؟…
ريماس بنفى :
_ لالالا خلينا هنا علشان منشتتش خالد و اللى معاه ..
خلود بقلق :
_ تفتكرى مازن و علاء عملوا اية ؟؟…
_ معرفش و قلقانة عليهم اووووى …
دقائق و خرج مجموعة من الاطفال و هى تركض ، ترجلت الفتيات من السيارة يتجهون لهم بقلق و خوف و …
ريماس بلهفة :
_ تعالوا تعالوا معانا بسرعة للعربية …
خلود بخوف :
_ فين خالد ؟…
اجابت الطفلة سريعًا :
_ عمو الطويل !!… هو بيضرب الراجل الوحش اللى كان بيضربنى …
ليضيف احد الاطفال الاخرين :
_ بس فى واحد تانى كان هيضربه بالمسدس و التالت كان بيضرب صاحبه بسلسلة حديد .. و احنا خوفنا و خرجنا زى ما اتفقنا مع عمو الطيب …
خلود بفزع :
_ يالهوى يالهوى الحقى يا ريماس خالد هيموت …
ريماس بفزع و خوف :
_ يا نهارى .. طب نعمل ايييييية نعمل اية …
خلود بانفعال :
_ ريماس خدى العيال بسرعة على العربية و روحى زى ما اتفقنا قبل ما حد يجى … و انا هروح اشوف اخويا ..
_ مش بعرف اسوق خديهم انتى و انا هروح لخالد …
و فى ذلك الوقت دوى صوت اطلاق رصاص جعل الجميع يتسمرون فى موضعهم بصدمة و خوف شديد ……………………..
#مونى
#menna_muhammed
#ظننته_الثانى_لكنه