رواية ظننته الثانى ، لكنه /للكاتبة منه محمد

العشرون

ذُهِلت نادين من تلك الرسالة التى تعتبرها من مجهول فـ الامس تجاهلت الامر و اليوم يتكرر الامر مما استرعى الامر اهتمامها ، علمت انها لن تكون من والدها فهو لم يكاد ان يغلق معاها ليراسالها ، أتى تفكيرها فى عبدالرحمن لتنفض الفكرة سريعاً عن رأسها فالرقم دولى اولاً ، ثانياً و لم سيفعل ذلك معاها ، اقتربت منها ريناد لتلفت انتباهها ….
ريناد بجدية :
_ يلا يا نادين انا جهزت .. معلش عطلتك ..
رسمت نادين إبتسامةبسيطة و هى تجيبها ببساطة :
_ لا مش مهم يلا بينا …
أتت ريماس بإتجاههم و هى تهرول ؛ قائلة بإنفعال :
_ استنو استنو نازلة معاكوا …
نادين بجدية :
_ محكمةو لا المكتب …
ريماس بنفى :
_ لا مسافرة مطروح …
ريناد بمرح :
_ يا قادرة هتسافرى تصيفى من غيرنا .. فينك يا روان تعالى شوفى اختك بتصيع من غيرك هههه
ضحكت ريماس و اردفت موضحة :
_ ههههه دى كانت روان موتتنى … لا يا ستى انا مش مستغنية عن نفسى علشان اعمل كدا .. احم هو الموضوع انى ماسكة قاضية ورث و كدا و مضطرة اسافر …
نادين بتفهم :
_ اها … طب يلا ننزل ..
هبطو سوياً و اثناء وصولهم لبوابة رأوا علاء يقف فى انتظارهم …
علاء بمرح :
_ صباح الخير يا هندسة .. صباح الخير يا حبى..
ريناد بمكر :
_ صباح النور يا جوز اختى .. ها خير على الصبح كدا ..
علاء بمرح اردف :
_ ابدا هخطف مراتى انهاردة فقولت اصبح عليكو قبل ما اخدها
نادين بمزاح :
_ و حضرتك فاكر الدنيا سايبة تاخدها كدا و احنا واقفين … طب على الاقل استاذن روان ..
ريماس بدهشة :
_ علاء انت عارف انى هسافر علشان الشغل …هتاخدنى فين !!
علاء برفق :
_ لا يحبيبتى مانا اللى هوصلك خدت عربية صاحبى و خدت اجازة و هروح و ارجع معاكى .. اكيد مش هسيبك ترجعى لوحدك بليل ..فقولت اروح معاكى افضل حتى اسليكى فى الطريق .. بعدين انتى وحشانى ..
ريناد لنادين بمرح :
_ طب يلا احنا يا نادين احنا ملناش مكان هنا ..
نادين بضحك :
_ هههههه يلا يا ريناد ….
رحلت الفتيات و كذلك علاء و ريماس لطريقهم بعدما طلب منها ان تخبر والدتها انها ستكون معه حتى لا تقلق اذا تاخرو عن المعتاد ، ادهشها الامر لكنها التزمت الصمت و قامت بمهاتفة والدتها و بالطبع لم تسلم من روان و مشاكستها ……….

استيقظت بنشاط على غير المعتاد و طفقت تجهز نفسها لليوم ، أخذت اكثر من ساعتين لتنتهى من حيرتها فى اختيار ما سترتديه و الوقوف امام المرآة ، مما جعله يشعر بالضجر و يصيح بعصبية ؛ حازم :
_ ما تخلصى يا سوما … ما شاء الله بداية مبشرة
سمية ببرود و هى تضع مستحضرات التجميل بإهتمام :
_ اصبر يا حبيبى … هظبط الايلينر اهو و خلاص
حازم بعصبية :
_ مش هنخلص .. انا ماشى خليكى انتى هنا ..
تركت ما بيدها سريعاً ناظرة فى المرآة للمرة االاخير ثم هرولت خلفه بلهفة ، صعدت بجانبه فى السيارة بضيق و هى تسبه بخفوت و………
حازم بحدة و هو مثبت نظره على الطريق :
_ بطلى شتيمة … علشان مرجعكيش تانى ..
سوما بغيظ :
_ انتى بتهددنى ….
أخذ منعطف بقوة جعلتها ترتد للامام بعنف ؛ قائلاً بجدية :
_ انا مش بهدد انا بقولك اللى هيحصل ….
صمتت بغيظ حتى توقف امام بوابة الشركة لتترجل سريعاً بدون تفوه اى شئ ….
تابعها بعينيه و هى تهرول للداخل ليتنهد قائلا بسخرية :
_ بداية مبشرة …

تتطلع فى هاتفها بإهتمام و إبتسامة حالمة ترتسم على شفتيها جعلت والدتها تشعر بالغرابة منها لتقترب منها و تقاطع شرودها فى االهاتف ……..
والدة مى ” لمياء ” بدهشة :
_ مى !!… مالك سرحانة فى تليفونك كدا !!..
لم تستجب لها مى فى بادى الامر و ظلت تنظر لهاتفها بشرود ، شعرت لمياء بالدهشة لحالتها تلك فقتربت منها و جلست بجوارها ثم وضعت يدها على ذراعها لتهزها برفق ؛ هاتفة بدهشة :
_ مى مالك !!…
انتبهت مى لوجودها لتعتدل فى جلستها و هى ترمقها بحيرة ؛ هاتفة بـ :
_ ماما !… احم صباح الخير …صحيتى امتى ؟؟..
نظرت لها لمياء بغرابة قائلة بتسأول :
_ سرحانة فى موبايلك يعنى !!…
ابتسمت مى و هى تهتف بحماس :
_ كنت بشوف صور الكلية بجد اروع مما تخيلت و بعدين كان فى طلاب كاتبين مواقفهم فيها … بتمنى اوووى ان الوقت يعدى و اروحها بقا … حلمت بيها من صغرى و لحد دلوقتى مش مصدقة ان اخيراً حلمى تحقق ..
ضحكت لمياء بسعادة على حماس ابنتها هى تعلم جيداً كم سعت مى لتنال بحلمها ، لا تنكر انها تستحق سعادتها تلك فهى تعبت كثيراً لتصل لذلك …….
لمياء بسعادة صادقة :
_ ربنا يفرحك يا مى .. انتى تستحقى دا و تستحقى انك تبقى دكتورة زى ما بتتمنى ….
ابتسمت لها مى بفتور لترى التردد يظهر على وجهها و هى تبتعد بنظراتها بعيداً و كـ انها تريد ان تخبرها شئ و لا تعلم من اين تبدأ ، قررت مى ان تساعدها على الحديث و تخفف توترها هذا ؛ قائلا بنبرة رقيقة :
_ ماما … عايزة تقولى حاجة !!..
نظرت لها والدتها لثوانى بتوتر ثم تنهدت بقوة لتهتف بنبرة حذرة :
_ مى انتى عارفة ان ببباكى متعلق بأهله اوى و إن هو الوحيد اللى مرضاش يعيش فى البلد و جيه مصر هنا رغم جدك و رفضه …. و طبعا عارفة ان عمك برضه كدا بس الفرق ان عمك قاطعهم آم بباكى فـ لا … دلوقتى ابوكى بيفكر إنه يرجع تانى يعيش مع أهله هناك و الصراحة اللى قلقه هو رفضك علشان كليتك و كدا ….. فعشان كدا كان عايزك تفكرى فى الموضوع دا و …….
قاطعتها مى و هى مصدومة من قرار والدها :
_ لا يا ماما انا مش هستحمل نروح هناك و نبقى تحت رحمة قررات جدى … انا خلاص اتعودت على هنا و مع انى مش فاهمة لية بابا قرر دلوقتى يسافر كدا مع انه عارف اننا عمرنا ما هنرتاح هناك … دا كفايا اعمامى و عماتى هناك دول لوحدهم نقطة سودة فى حياتنا ….
قاطعتها والدتها بضيق مستنكرة حديثها الوقح على عائلة والدها :
_ مى اية اللى بتقوليه دا !!…. ابوكى لو كان هنا و سمع كلامك كان هيعاقبك عليه … و بعدين اية اللى مخليكى واخدة الموضوع بعدائية اوى كدا مع العائلة !مهما كان دول عيلتك برضو ..
صمتت مى قليلا لتهتف بتهكم :
_ انا مش موافقة على قرار السفر … مش كنتو عايزين رأيى و اهو قولته مش موافقة …
تنهدت والدتها بقلة حيلة و هى تقول بهدوء محاولة إقناعها :
_ يا مى ابوكى مش عايز يقاطعهم زى عمك و انتى كدا بـ….
لم تعرف لما اعصابها انفلتت لتهدر بعصبية هكذا :
_ عمى ..عمى ..عمى .. كلكم شايفينه غلطان مع انه عمره ما غلط … مش هو اللى قاطعهم و لا هو اللى عمل المشاكل دى كلها ..بالعكس جدى اللى كان السبب و هو اللى سمح ليه انه يخرج برة طوعه … الفكرة انكم كلكم بتهاجموه طبعا مع عدا بابا لانه كان متعلق بيه من صغره فرفض فكرة انه يبعد عنه .. بس عماتى و اعمامى غير .. قاطعه الكلام معاه عشان بس عشان عصى امر ابوه بانه يتجوز بواحدة تانية غير حبيبته … انا مش شايفه انه غلطان انه يقف قدمهم و يحارب علشان حبه … جدى اللى كان انانى اوى مش هو …
جاءها صوت والدها من الخلف ، قائلاً بجمود :
_ يعنى حضرتك شايفة انه صح !!..
انتفضت مى من مكانها و هى تستمع لصوت والدها القوى من خلفها لتعتدل فى وقفتها و هى تخفض عينيها لاسفل قدمها متحدثة بأدب يتناقض مع نبرتها منذ لحظات :
_ احم صباح الخير يا بابا ..
اندهشت والدتها من تحول نبرتها و تحولها فى الاصل بتلك السرعة ، نعم هى تعلم ان مى ترهب والدهاحتى و ان كانت مدللته لكن فى النهاية تحترمه بشده و تخافه ايضاً ، رغم انها تتخذه دائما قدوة و مَثل عظيم تقتدى به …..
محمد بنبرة جادة واضعا يده فى جيب بنطاله القماشى :
_ كنتى بتقولى اية …. مممم شايفة ان عمك مغلطش .. دى نظرتك
لم تستطع ان تتحدث و هى ما زالت مخفضة رأسها بخجل عاجزة على الحديث لتستمعه يكمل بنبرة جادة لا تفارقه :
_ مى انا قولت لمامتك تقولك تفكرى فى الموضوع … مش ترفضى .. فى فرق
صمتت مى و هى تريد ان ترفض و بشده و لكن كيف تعارض حديث والدها فظهر الامتعاض على وجهها لتلاحظه والدتها لتقول فى محاولة منها لتخفيف الامر ؛ هاتفة بـ :
_ مى الحياة هناك مش صعبة زى ما انتى متخيلة .. و ممكن نحولك ورقك للكلية هناك يعنى امر الدراسة محلول .. مش فاهمة انتى ليه رافضة ؟؟..
كان سؤال احمق القته والدتها هى تعلم انها لا تحب عائلة والدها و تكره كل شئ يخصهم ، كانت دائماً هى الرافضة للزيارة لهم فكيف ستذهب و تعيش معهم ، كادت تهتف رافضة الامر لكن نظرات والدها المثبتة عليها بجمود جعلها تصمت و تنظر للاسفل مجددا و هى تدعى الله ان يحدث شئ يمنعها من ان تخطو لبلد عائلتها تلك …….
محمد بنبرة حادة يشبوها نبرة التحذير :
_ مى انا قولت تفكرى و تقنعى نفسك بالوضع … و لتانى مرة انا مقولتش ترفضى .. انا دلوقتى ماشى ياريت اشوفك بكرة و انتى بتقوليلى موافقة .. علشان انا خلاص خدت قرارى ..
اجتمعت قطرات الدمع فى مقلتيها و هى تؤامى بخنوع لوالدها و ترأه يبتعد ذاهباً شاعرة بالقهر يمتلكها ، الامر يبدو عادى لوالدتها و لكن لها فلا ، فهى لم تريد ابداً ان يتخذ والدها هذا القرار الذى تبغضه
هتفت لمياء بأسف لمى و هى ترأها تهم للفرار الى غرفتها :
_ مى فكرى و تقبلى الامر .. لان ابوكى شكله المرادى واخد القرار باقتناع تام ..
لم تجيب مى فهى لم تستمع لها بالاصل كل ما يشغل بالها الان هو ان تركض للغرفة و تجد ثغرة لتُرد والدها عن قراره هذا

_ هتفضلى بتعملينى كـ فلبنية كدا .. طب شيلى على الاقل شنطة واحدة بلاش افترئ …
اغمضت نورهان عينيها بعصبية و هى تحاول تمالك اعصابها فمن يجلس مع روان و يظل محتفظ بهدوه ؛ هتفت نورهان بضيق ك
_ روان للمرة الالف و تسعة بقولك لمى لسانك معايا بدل ما هقصه … و امشى ساكتة .. انا اصلا ندمانة انى خادتك معايا ..
لوت فمها بسخرية مردفة بـ :
_ ندمانة ! ها! دا انا اللى ندمانة و ربنا ..
نورهان بغيظ :
_ يا بنتى اسكتى بقا .. متخلنيش اضربك فى الشارع .. متعرفيش تقعدى ساكتة دقيقتين من غير لماضة ..
روان بتذمر و بنبرة عالية :
_ انا مش جاية معاكى علشان تشيلينى الشنط … دى مش معاملة انا اتخنقت … عاملة تشترى و تشيلينى و لا همك احساسى و ان الشنط تقيلة ….
نظرت لها نورهان بنظرة ارعبتها لاول مرة نظرة اجبرتها على الصمت و التوتر ؛ مالت نورهان لتلقف منها الحقائب البلاستيكية قائلة بحدة :
_ مش عايزة حاجة منك .. اتفضلى امشى و انتى ساكتة ..
شعرت روان ببعض الندم لتجذب منها الحقائب بعند هاتفة بـ :
_ لا خلاص انا همسكهم ..
جذبتهم نورهان بإتجاهها بقوة اكبر قائلة بحدة و عصبية :
_ سيبى يا بنت عبدالله مش عايزة حاجة ..
حاولت روان تجذبهم بإتجاهها مجددا لينقطع احد الاكياس و تتناثر حبات الطماطم فى الطريق جعل الامر نورهان تتشدق فى عصبية مفرطة :
_ انتى غبية ….
تأسفت روان و مالت تجمعهم بندم بينما نورهان تتنهد بحدة غير متحملة تصرفتها الطائشة ، قاطعها اهتزاز فى قاع حقيبتها لتتسارع فى إخراج هاتفها و النظر فى شاشته بسخرية ، نظرت لروان بحيرة لتتنهد وهى تلقى بأوامرها بصرامة :
_ لمى الحاجة دى و هاتى الشنط و تعالى ورايا …
سارت مبتعدة بمسافة مناسبة بحيث لا تستطيع روان الاستماع لحديثها ، ضغطت على زر الايجاب لتقطع الرنين الذى استمر لفترة ….
نورهان بنبرة حادة تحمل القوة و الثقة :
_ نعم !!.. مش هنخلص منك بقا ..
_ ههههههه تخلصى منى !!.. لا متحلميش يا نورهان انتى عارفة انى عملك الاسود و مش هروح بسهولة …..
تنهدت بقوة قائلة بنبرة صارمة :
_ قول اللى عايزه مش هضيع وقتى عليك ..
_ واخدة مقلب فى نفسك … المهم انا هاجى بعد بكرة زى ما قولت …
كادت ان تعترض لكنه استخدم وقحته و اغلق الهاتف فى وجهها لتغمض عيونه بقوة و هى تقول بخفوت :
_ عربية تدوسك و تريحنى من اشكالك …
أتاها صوت روان المرح من خلفها ؛هاتفة بـ :
_ امين … بس من تعيس الحظ ابو قرنين اللى بتدعى عليه .. مهما كان فهو اكيد يستاهل الدعاء دا .. لا استنى هدعى معاكى ..
و اكملت بمرح و هى ترفع يدها قليلا و هى تحمل الحقائب :
_ تخبط فى صباع رجلك الصغير يا شيخ و بعدين يدلق عليك زيت مغلى و انت بتطنطط و بعدين تقع من على السلم و انت بتجرى علشان حد يلحقك فتتكسر و تروح مستشفى متخلفة يعلجوك غلط فتتبتر رجلك و تيجى تتحرك تقع و تيجى عربية تفرمك … قولى امين يا نور ..
حاولت إخفاء ابتسامتها لتردف بجدية مصطنعة :
_ ياريت تخليكى فى حالك .. و تمشى يلا ..
اؤمت روان بإيجاب و هى تسير بجانبها و تتمتم بكلمات غامضة لنورهان ….

حاولت تتذكر أين كان مكتبهم الى ان توصلت لهم ، دلفت للمكتب بدون ان ينتبهو لها فابتسمت بخبث و يضئ فى عيونها التسلية …..
اقتربت من ريناد و صاحت بمرح :
_ رينااااااااااااااااااااد …
فزعت ريناد من صوتها و انتفض جسدها بهلع ، نظرت لها بصدمة و هى تقول :
_ بسم الله الرحمن الرحيم … بيطلعو امتى دول ..
هتفت نادين بسخرية بعدما افزعها الصوت ايضا :
_ الساعة 9 و خمس دقايق … منورة يا سوما .. بس مكنش شرط تقطعلنا الخلف كدا ..
تجمدت ملامح سُمية لثوانى قبل ان تعود لطبيعتها و تهتف بمرح :
_ طيب بركولى بقا لانى هبدأ شغل هنا من النهاردة …
نادين بضحك :
_ ههههههه الساعة 9 انتى عارفة كدا !!
سمية بعدم فهم :
_ طب و اية يعنى ؟؟…
ريناد موضحة بمرح :
_ اعتبرى نفسك اتطردتى لا الشغل بيبدأ الساعة 8 و نص ..
سمية بصدمة :
_ اية دا بجد !! محدش قالى !!
ضحكت ريناد و كذلك نادين و هما يتابعون صدمتها و البلاهه الذى شعرت بها ، اردفت نادين بنبرة مرحة :
_ انتى خريجة اية يا سوما ..
انتبهت سمية لها لتهتف بحيرة :
_ خريجة اداب قسم لغة اسبانية … بتسألى لية !!
ظهرت الدهشة على وجه ريناد لتهتف بـ :
_ يااااه و هتشتغلى اية هنا !!..
سمية بنبرة جادة :
_ سكرتيرة حازم … هو قالى كدا …
نادين بتسأول :
_ طب قدمتى ورق !!..
سمية بنفى :
_ لا انا قولت لحازم عايزة اشتغل و هو وافق ….
ضحكو بشدة و هم يستمعون لها لترمقهم بقوة محذرهم بنظراتها …
سمية بغيظ و تذمر طفولى ضاربة الارض بقدمها :
_ بطلو تضحكو … اوف مبحبش كدا انا ..
هدأت نادين قليلاً ؛ قائلة بمرح :
_ سورى سورى … متزعليش يا سوما لسة طفولية زى ما انتى ..هههه
صمتت ريناد و نظرت لها بمرح و هى تحرك وجهها بـأعتذار واهِ ، ساد الصمت لثوانى قبل ان تنظر لها ريناد بـ حيرة و تفكير ؛ قائلة بحيرة :
_ سوما صح كنت عايزة اسألك حاجة …!
نظرت لها سمية هاتفة بـ:
_ تسألينى على حاجة !!.. ممم نعم ..
ريناد و هى تعود بظهرها للخلف لتثبت نظرها عليها و هى تقول بجدية :
_ هو انتى متعرفيش ان حمزة و عياله و طنط عائشة فى القاهرة !! مشوفتكيش بتيجى يعنى
صُدِمت سُمية من حديث ريناد لتردد بخفوت بغير تصديق :
_ فى القاهرة !!…
شعرت نادين ان يوجد خطب ما فى الموضوع لتهتف بترقب :
_ انتو متعرفوش و لا اية !!… دا حتى جم لما مرات حمزة ماتت …
كانت الصدمة الثانية لها لتردد بصدمة :
_ جوريا ماتت !!..
تبادلت ريناد نظرات العدم فهم مع نادين ، لتهتف نادين بقلق و تنهض سريعاً لسوما :
_ سوما مالك !..
اندفعت الدموع من عيون سُمية و شحب وجهها و جمل من الماضى تتردد فى أذنها ، قلقت نادين كثيراً و كذلك ريناد و التى لامت نفسها كثيراً و هى ترى حالتها تلك ، لم تقف سُمية كثيراً فهى هرولت للخارج متجهه لحيث حازم فهو وطنها التى تهرب له فى جميع حالاتها كـ تلك الان …….
اندهشت ريناد و نظرت لنادين قائلة :
_ هو فى اية !!..
نادين بحيرة :
_ مش عارفة … بس اللى متاكدة منه ان فى حاجة كبيرة بين سمية و عائلة الصياد …
ريناد بقلق :
_ طب اية نروح وراها !!..
نادين بقلق مماثل :
_ اعتقد انها هتروح لحازم .. بلاش افضل و شوية و نروح نسأل عليها ..
اؤمت ريناد مؤايدها و هى تشعر بالندم من حديثها الذى سبب لها أذى هى لا تعلمه ……

جلس بعصبية ينتظرها فى مكتبه ، يعلم انها ذهبت لصديقاتها فهى لن تترك هذة اللحظة ومع ذلك توعد لها فاليوم لم تأتى للتجول بل من الفترض أنها جاءت للعمل ، شعر بخطواتها تقترب من الخارج فنهض مستعد لتوبيخها هامساً بسخرية :
_ فكراها سايبة حضرِتها
كاد ان يهدر بما يضايقها موبخها بعنف و لكن هيئتها و هى تركض بإتجاه هاربة لاحضانه جعله يتسمر مكانه و يضمها بقلق و هو يستمع لنحيبها …
حازم بقلق و خوف صادق :
_ سوما .. سوما حبيبتى اهدى .. مالك يا سوما حد ضايقك ..
بكت بعنف و هى تتذكر ما حدث منذ ست سنوات او اكثر
#فلاش_باك
_ حازم اخوك مش راضى يتراجع عن فكرة الجواز البت اللبنانية ..
اتنهد حازم بقوة قائلا بجدية :
_ مش فاهم انتى رافضة لية ؟؟..
عائشة بعصبية :
_ علشان مش مناسبة خاالص مش هتبقى انت و هو …
صمتت سريعاً و هى ترأها تقف اعلى الدرج كانت تهم بالهبوط و لكن جملتها صدمتها ، اجاب حازم بعصبية :
_ يا ماما هنفتح الموضوع دا تانى !!
عائشة بعصبية :
_ تانى و تالت و عاشر … انا نفسى يبقى عندى احفاد ..
ثم اكملت بنبرة حزينة :
_ انت لو تسمع كلامى و تتجوز كـ….
نهض حازم من امامها بعصبية هادراً بـ…:
_ انا فعلا متجوز يا ماما … ياريت مش تفتحى الموضوع دا تانى
تركها و رحل سريعاً قبل ان يتهور بالحديث معها فاقداً الجزء المتبقى من هدوءه الغير موجود ، نظرت لها بحدة و هى تلومها على حديث ولدها معها لتركض سمية لغرفتها محتمية من نظراتها النارية ….
#باك
تذكرت ان هذا لميكن سوى أشياء بسيطة ممهدة لبداية حياة مليئة بالقهر و العذاب بالنسبة لها ، استطاع حازم بصعوبة ان يجلسها و يجعل تخفف من بكائها قليلاً ، ناولها كوب من الماء لترتشفه سريعاً و هى تغمض من عيونها محاولة محو الماضى من ذاكرتها ..
حازم بنبرة هادئة :
_ كويسة دلوقتى ..
اؤمت و هى ما زالت مغمضة عينيها ليرفع رأسها له ؛ قائلاً بقلق :
_ اية اللى حصل …!!
قالت بصوت متحشرج من البكاء :
_ مامتك و اخوك فى القاهرة …
نظر لها بذهول اخفاءه سريعاً ليقول :
_ اية اللى عرفك ؟؟… بعدين اية اللى مخليكى بتعيطى كدا ؟؟…
سمية بنبرة لم يستطع تميزها جيداً :
_ ريناد و نادين قالولى .. و قالولى ان جوريا ماتت ..
فتحت عيونها لتنظر له برجاء متوسلة له :
_ ارجوك متسبنيش … ارجوك متخليش طنط عائشة تبعدك عنى .. انت عارف انى مليش غيرك فى العالم دا كله .. مليش اهل لا من قريب و لا من بعيد .. انت اهلى و وطنى و كل حاجة فى حياتى .. معرفش فى الحياة غيرك و لا هعرف غيرك .. ارجوك متسبنيش .. ارجوك متسبنيش ..
بكت بشدة و هو يحتضنها قائلاً بألم لمظهرها :
_ انتى حياتى يا سوما و محدش بيسيب حياته ابدا .. محدش هيبعدنى عنك متقلقيش ..

عادت روان بصحبة والدتها للمنزل ، تركتها نورهان و اخبرتها انها من الضرورى تذهب لعائشة ، لم تهتم للامر و جلست امام التلفاز تقلب قنواته فى ملل و بعد مدة من غزو الملل يومها رأت شاشة هاتفها تضئ عن وصول رسالة جديدة على المدعو messenger
هتفت بمحتوى الرسالة :
_ عاملة اية !!.. عايز اقابلك .. ياريت مترفضيش ..
ترددت فى الايجاب و هى تتذكر نظرت الاتهام فى عين نادين ، امسكت بهاتفها و همت بالرفض لكن شئ ما منعها و جعلها تكتب له ” خلاص بكرة فى النادى الساعة 10 الصبح “…
ظهر لها انه رأها لتجد بعد ثوانى يرد عليها بـ ” اوك اشوفك بكرة “..
شعرت بالندم انها وافقت و لكن شئ يهاتفها بأنها تعطى الامر اكبر من حجمه مثلما فعلت نادين ، فالامر لا يستحق كل ذلك فهو مجرد صديق ليس إلا ، بينما شئ اخر هتف بداخلها بإنفعال انه ليس بمجرد صديق فقط يكفى هذة الكذبة الحمقاء ، ارتعبت لم تعلم لما شعرت بالرعب من فكرة انه يس مجرد صديق كما زعمت ، لم تتوصل لشئ يريحها لذلك حاول إلهاء نفسها بمهاتفة مى و الحديث معها ، لم تفكر و هى تمسك بهاتفها تطلب رقم مى و تنتظر ان تجيبها ….
أتاها صوت مى يحمل اثر بكاء او شئ كهذا
_ الو روان ..
اندفعت روان بمرح زائف :
_ طبعاً خايفة تكلمينى لحسن اتخانق معاكى على الهداية اللى جبتيها امبارح … بقا انتو عاملين تجيبو لخلود شيكولاتة و مستخسرين فيا لبانة ..
_ لما يجى عيد ميلادك
_ انا لسة هستـ….
لفت انتباهها نبرتها الباكية و انعدامها من المرح لتتراجع قائلة بقلق :
_ مى !!مالك!!
_ مفيش حاجة .. عندى برد ..
_ شكلك نسيتى انى اعرفك اكتر من نفسى .. بسرعة و من غير لف و دوران تقولى كل حاجة ..
قصت لها مى ما حدث و هى تبكى بخفوت ذاكرة لها انها لم و لن تحب ان تذهب هناك ابداً …
روان : طب معرفتيش اية اللى خلى عمو ياخد القرار دا ..
_ مش عارفة يا روان مقدرتش اساسا اتكلم قدامه … هو المرادى مُصر اوى لدرجة انه مش هيقبل غير موافقتى ..
_ مممممم انا مش عايزاكى تسافرى و تسبينى …
_ و لا انا اصلا عايزوة اروح ….
_ نبقى نتقابل و نفكر فى حل للمشكلة دى ..
_ بابا عايز موافقتى على بكرة ….
_ طب وافقى كدا كدا موافقتك او عدمها مش هتغير حاجة …
_ انا مش عايزة اروح هناك …
_ و لا انا بس هنفكر فى حل يخليه يتراجع عن فكرته دى …
_ ماشى يا روان ..
_ مى متقلقيش صدقينى هنلاقى حل ..
_ واثقة فيكى ..
_ طيب بطلى تعيطى ..
_ حاضر يا رونى ..
_ مممم شكلك مش هتسكتى .. طب خلاص هحكيلك اية اللى حل الصبح بُصى ……

وصلو اخيراً لمرسى مطروح بعد رحلة شاقةوطويلة لم تخلو من مرح علاء و حديث ريماس عن ذكريات جمعت بينهم فى الماضى ، جاء المساء مع انتهاء ريماس من المهمة الاتية من اجلها ، استغل علاء الامر و عرض عليها ان يبقو بها حتى الصباح ….
علاء بنبرة جادة :
_ انا من رأيى نخلينا النهاردة و نرجع على الفجر كدا ..
ريماس بإعتراض :
_ مش هينفع لكذا سبب .. أولهم ان فى شغل الصبح عندنا .. ثانياً هنقعد فين !!… معتقدش انك هتفضل الفنادق ..
علاء بمكر :
_ و معتقدش اننا محتاجين نفكر فى مكان نقعد فيه !!
ريماس بعد فهم :
_ مش فاهمة يعنى هنفضل كدا فى الشارع !!…
هم علاء بتشغيل محرك السيارة ؛ قائلا بنبرة إستماع :
_ لا هنلف مطروح و نستمتع بوقتنا ….
تحمست ريماس للامر و لم تجد ما يجعلها ترفض هذا ، اؤيدت فكرته و شرعو يتجولو فى المحافظة و يستمتعو بأوقتهم معاً ، بعد مدة من التجول و التقاط الصور الكثيرة للذكرى وقفت ريماس تستند بظهرها على السيارة تراقب موجات البحر الهائجة من امامها ، شاردة فى الحياة وما توهبه لها دون اى عقبات ، لطالما قلقها هذا الامر كثيراً خائفة بأن يحدث ما يعكر صفو حياتها ، هى تؤمن و بشدة ان ما يأتى بسهولة يختفى و بسهولة ايضاً ، و ترى ان سعادتها أتت بسهولة فقلقت كثيراً من المستقبل تشعر بشئ يعوق سعادتها لا تعرف هيئته …
وقف علاء امامها و هو يمد يده بالمثلجات قاطعاً شرودها بحديثه المرح
علاء بنبرة مداعبة :
_ مش هقبل انك تكونى بتفكرى فى اى حاجة غيرى …
ضحكت بخفوت لتعتدل فى وقوفها ؛ هاتفة بمزاح :
_ للاسف بفكر فى حاجة تانية غيرك … ههههه بفكر فى مصيرى لما روان تعرف انى جيت هنا من غيرها ….
ظهر عبوس زائف على وجهه هاتفاً بخيبة امل مصطنعة :
_ افتكرتك هتجملينى من باب الشفقة …
قهقت ريماس عليه و هى تأخذ من يده المثلجات ؛ هاتفة بنبرة رقيقة :
_ علفكرة انت مش بتروح من بالى ابداً …
ابتسم بحب قائلا :
_ و لا انتى و عمرى ما هبطل افكر فيكى …. ريماس هو انا قولتلك انى بحبك ..
شع وجهها احمراراً شاعرة بخفقات قلبها تتعالى حتى ظنت انه يستمع لها ، نظرت له بخجل لتهتف بـ :
_ أظن انى انا اللى مقولتلكش انى بحبك..
اتسعت ابتسامته ليهتف بنبرة عميقة صادقة :
_ اوعدك انى هفضل احبك لاخر نفس فيا .. عمرى ما هتخلى عنك و عمرى ما اسيبك ابدا .. مهما وجهتنا المشاكل هفضل جنبك و معاكى و احميكى .. انتى هدية ربنا ليا و مش هضيعك ابداً من ايدى … اوعدينى تفضلى جنبى للابد …
هتفت بـ :
_ اوعدك عمرى ما ابعد عنك طول ما فيا نفس … انت روحى و محدش بيعيش من غير روحه ..
اقترب منها بتمهل ليقبل جبهتها برفق :
_ انتى الحياة … حياتى انا ..
ابتعدت بخجل لتهتف بحماس زائف و هى تنظر حولها بارتباك :
_ يلا نتمشى الجو جميل اوى ..
امسك يدها قائلا بمكر :
_ يلا يا ريمو .. سيبك بمزاجى ..
ريماس بضحك :
_ ههه طيب يلا ..
ظلو يضحكو و يستمتعو حتى بعد منتصف الليل بساعتين حينها طلبت ريماس الرجوع فهى مجهدة و بشدة ، لم يعترض علاء و استعد للرجوع ، لم تصمت ريماس فظلت تتحدث عن عملها و ما تجده من حيرة فى بعض الامور ليتوصل علاء من حديثها ان يوجد شئ تخفيه ابت الحديث به و هذا زرع القلق بداخله ، اثناء رحلة رجوعهم وجدو سيارة بجانب الطريق مغلقة و حولها شباب يضحكون و يهتفون بكلمات مستفزة و…….
علاء و هو يمعن النظر بإتجاههم ، مردفاً بدهشة :
_ فى اية كدا !!..
نظرت ريماس بدورها بإتجاه السيارة ؛ قائلة :
_ مش عارفة .. اعتقد يحتاجو المساعدة او كدة …
نظر لها بحيرة ليقول و هو يترجل :
_ خليكى هنا و اقفلى العربية عليكى و اوعى تنزلى ابدا من العربية ..
أومت له بتفهم و شرعت بإغلاق السيارة جيداً ، ذهب علاء لهم ليعرض عليهم المساعدة لينصدم برؤية فتاة فى السيارة و تبكى بحدة …
علاء : اى مساعدة !!..
شاب ما بنبرة وقحة :
_ و انت مالك يا عم …. روح شوف رايح فين ..
علاء و هو ينظر للفتاة بذهول :
_ مالها دى !!…
دفعه شاب اخر بعيداً و هو يقول :
_ و انت مال اهلك … خليك فى حالك و امشى من هنا احسنلك ..
ارتد علاء للخلف أثر الدفعة حتى كاد ان يقع ، استقام فى وقفته و هو يفهم الوضع جيدا ……
علاء بنبرة هادئة :
_ مممممم فهمت … طب امشو من هنا بدل مش هيحصل كويس …
ضحك شاب ثالث بغير مرح قائلا بسخرية :
_ و ازاى بقا يا … يا بطل …
فى لحظات كانو فى الارض ثلاثتهم بفضل الصاعق الذى لا يتخلى علاء عنه ، استمع علاء لتاوه يصدر منهم و لكنه لم يبالى و هو يقترب من السيارة يأمر الفتاة بالترجل …..
علاء للفتاة من نافذة سيارتها :
_ انزلى ….
ترجلت سريعا و الذعر يظهر على ملامح وجهها قائلة بلكنة انجليزية :
_ ( لا اعلم كيف اشكرك …) I don’t know how i can thank you
استدرك علاء انها ليست بعربية من هيائتها و لكنتها الانجليزية ، ليهتف بجدية:
_ Don’t mention it , what are you doing here ?? do you want any help?? … ( لا تذكرى ذلك ، ماذا تفعلين هنا ؟؟ أ تريدين اى مساعدة ؟؟…)
_ علاء .. بتعمل اية !!
التف ليجد ريماس تقف خلفه بعصبية و تنظر للفتاة الشقراء ذات الثوب القصير بغيرة ، هاتفة بعصبية :
_ مش يلا بينا … احنا اتاخرنا ..
علاء بضيق :
_ اية اللى نزلك من العربية !!..
قاطعتهم الفتاة قائلة بنبرة حزينة :
_ Can you help me ??.. there is a problem in my car … when i had wanted help from some person , They harassed me..( هل تستطيعون مساعدتى ؟؟.. يوجد مشكلة فى سيارتى .. عندما كنت اريد مساعدة من بعض الاشخاص ، قامو بمضايقتى .. )
ريماس بغيظ :
_ بتقولى اية !!..
علاء بضيق ناظرا لها بتوعد :
_ ان عربيتها عطلانة و طلبت المساعدة من الحيوانات دول بس ضايقوها ..
ثم نظر للفتاة ثانية هاتفاً بلطف :
_ do not worry … i will help you .. please , go with my wife in this car and i will see your car ..
ريماس بعصبية :
_ فهمنى قولت اية …
تمالك علاء اعصابه هاتفا بنبرة ساخرة :
_ للدرجادى … بقولها تروح معاكى العربية و انا هشوف عربيتها ..
وافقت ريماس على مضض و اصطحبتها لتجلس معها فى السيارة بعد عصبية علاء عليها لرفضها فى بادى الامر بينما هو تفحص سيارتها ، استرجعو الشباب اتزانهم و قررو ان يلقونه درساً ، فتشاجرو معه و تلقى علاء بضع لكمات بكت على أثرهم ريماس و زعرت الفتاة معها و هم يرقبونهم من السيارة ، انتهى الامر بإخراج علاء سكين صغير و جرح احدهم ليرتعبو الباقين و هم يرو اخراج علاء لسلاح يحتفظ به و يهددهم بالابتعاد ليفرو هاربين حاملين صديقهم معهم ….
بعد فترة عاد علاء للسيارة ليخبر الفتاة انها بإمكانها الذهاب و تحترس من ان يعاد الامر مرة اخرى لتذهب الفتاة بعدما قامت بالثناء له و لم تغفل ريماس بالطبع الى نظرة الاعجاب الملتمعة فى عين تلك الفتاة الشقراء ، مما جعلها على وشك جذبها من خصلاتها متوسطة الطول تلك و صفع وجنتها الوردية هذة لتجعلها تندم على النظر لزوجها ، مرت دقائق ابتعد علاء بها بالسيارة فى صمت ساد بينهم بادرت فى قطعه بنبرتها العصبية …
ريماس و هى تلتف :
_ انت لية ساعدت البت دى ؟؟
علاء بنبرة حادة و هو مثبت نظره على الطريق امامه :
_ و انتى نزلتى من العربية لية ؟؟ مع انى محذرك من نزولك …
ريماس بغيرة واضحة تصطحبها نبرتها المُتعصِبة :
_ رد عليا يا علاء … عجبتك اوى عشان كدا ساعدتها !!..
علاء بحدة :
_ احترمى نفسك يا ريماس … بعدين حتى لو اى حد تانى انتى عارفة كويس انى كنت هساعده برضه ..
زفر بقوة ليتابع بنبرة اقل حدة :
_ ريماس دى اول مرة يحصل موقف زى دا مع بعض و شوفت عدم ثقتك فيه … لا فيا و لا فيكى ..
استمع لتنهيدتها الخافتة قائلة بنبرة متوسلة اكثر من مستجوبة :
_ هى حلوة اوى !!…
نظر لها بعتاب ليمسك يدها فى رفق و يقربها من شفتيها طابعاً عليها قبلة عميقة اربكتها لثوانى ؛ هاتفاً بعتاب :
_ ممكن تثقى فى نفسك اكتر من كدا .. انتى اجمل واحدة فى عينى و لا مليون ملونين يغيرو رائى … ريماس عمرى ما حد هيلفت نظرى غيرك انتى حبيبتى اللى بشوفها اجمل النساء على الارض …
انبعثت الحرارة من وجنتها و ظهر الارتباك عليها و هى تحاول ان تجذب يدها من بين كفه ، قائلة بتوتر :
_ احم ماشى هـ…هننسى موضوع البت الانجليزية دى .. بس كان عندى سؤال ..
اجابها ببساطة و هو يحرر يدها راحم خجلها و ارتباكها :
_ سامعك يا ريم ..
_ انت معاك مسدس لية ؟؟..
استشف قلقها و توترها و هى تلقى سؤالها عليه ، ليتردد فى الاجابة محاولًا ان يجيب بما يبدد قلقها ، ليردف بجدية مصطنعة :
_ بتاع صاحبى و مش بخرج من غيره فى بعض الخروجات .. خصوصاً لو مسافر زى كدا .. و انتى شوفتى انه نفعنى اهو ..
هتفت بعدم اقتناع بإجابته :
_ مش مقنع .. يعنى اية بتاع صاحبك و بتخرج بيه … هو انت لية بتتكلم على مسدس كتشيرت .. شيليك لية فى حد ذاته مصيبة .. بعدين انت معاك صاعق و مطوة و مش عارفة معاك اية تانى و انا مش عارفة ..
نظرت له بقلق مردفة بـ:
_ لية حاسة ان فى حاجة انت مخبيها عنى !!…
نظر لها بغموض قائلا ببساطة :
_ مانتى كمان مخبية عنى حاجات …
ارتبكت و هى تقول بعدفهم :
_ قصدك اية ؟؟…
_ قصدى انى لو مخبى عليكى حاجة فهيجى يوم و تعرفيه اكيد … و دلوقتى نامى لسة الطريق طويل و انت صاحية من بدرى … نامى علشان لو حبيتى تروحى الشغل بكرة تعرفى …
رغم انها تعلم ان يهرب من الاجابة لكن حل نومها كان المخرج لها من سقوطها فى الكلام فهو أظهر لها بعض الغموض ليزيد من ارتباكها من ما يعلمه و هى تجهله ، لذلك رأت ان تستسلم للنوم هو الحل الامثل الان لتفيق عندما يصلو و ينتهى اليوم على خير يكفى انها مازالت مندهشة من الاسلحة الذى يحملها و التى تستنكر تواجدهم معه ألا لو … أنفضت الافكار من رأسها و هى تحدث نفسها بـ :
_” عادى يا ريماس … متعمليش من حاجة تافهه موضوع .. بعدين علاء فى حاله و اكيد مفيش مشاكل و خطر زيى ما عقلك المريض بيقولك .. نامى دلوقتى و اكيد مع الايام لو فى حاجة مستخبية هتبان .. نامى احسن “..

_ نرمين هانم .. نرمين هانم …
هتفت بها ماري بخفوت لنرمين النائمة تململت فى فراشها و هى تفتح عينيها فى انزعاج ؛ مردفة بصوت متحشرج يحمل اثار النوم :
_ خير يا مارى .. فى حد بيصحى حد الصبح كدا ..
_ اومال بيصحيهم امتى … احم اقصد دكتور ماجد عايز يكلم حضرتك ..
اعتدلت سريعاً لتجلس و هى تهتف بتلهف :
_ ماجد !!.. هو اتصل …
مدت لها مارى يدها بالهاتف ؛ مردفة بنبرة عملية :
_ اتفضلى يا هانم هو على الخط دلوقتى ..
جذبت منها الهاتف بلهفة مشيرة لها بالذهاب لتجيب على الهاتف بحماس :
_ ماجد حبيبى وحشتنى .. امتى هتنزل مش وحشناك !!..
_ صباح الخير يا نارو .. اية يا عم الكسل دا الساعة واحدة الضهر و انتى لسة نايمة …
_ اية دا بجد !! مكنتش اعرف …
_ و لا يهمك يا نارو .. بس وحشتينى و وحشنى زنك على ودانى .. بجد هنا عايش فى هدوء ممل مفيهوش ازعاجك لينا …
_ شكراً يا متربى .. بس لما تيجى ليا ..
_ هههه بهزر معاكى يا نارو الله متزعليش اوى كدا .. بعدين هتقلقينى و انا اللى كنت ناوى انزل بكرة شكلى هغير رائى ..
بلهفة _ بجد هتيجى بكرة …
_ اها ان شاء الله … بس طبعاً ممكن افكر تانى لو قولتى للبت بتاعت التنس دى ..
_ لالا مش هقولها بس تعالى انت ..
_ ماشى يا حبيبتى .. هقفل دلوقتى و اشوفك بكرة بقا ..
_ تيجى بالسلامة يا قلبى … هعملك كل اللى نفسك فيه بكرة ..
_ انا مش نفسى غير انك تبعدى البت بيريهان دى و هبقى مبسوط اوى ..
_ انت تؤامرنى يا نور عينى .. فى رعاية الله ..
_ سلام يا ماما …
اغلقت معه لتطلب رقم اخر و تهاتفه سريعاً و …
نريمان بحماس :
_ من الساعة 6 الصبح تبقى عندى ..
_ فى اية يا نارو انا مش فاهمة … من 6 الصبح مش شايفة ان دا بدرى شوية .. لا بدرى اوى ..
_ ماجد نازل بكرة يا بيرى .. ها!! هتيجى !!..
_ دا انا هقوم اجهز نفسى من دلوقتى و الفجر بيقول الله اكبر هبقى قدامك .. خليكى صاحية بقا
_ هههههه بس اهم حاجة قولى انك جاية تشوفينى و كأنك متعرفيش انه جاى بكرة و اعملى نفسك متفاجاءة بقا و صدمة وكدا … اكيد فهمانى ..
_ و هو فى حد بيفهمك غيرى …من قبل الشعاع الاول للشمس هبقى عندك … سلام يا احلى نارو ..
_ هههه سلام يا بكاشة ..
اغلقت نرمين و هى تزفر بإرتياح فمرادها بتجميع بيريهان الفتاة المثلية فى نظرها بإبنها الوحيد قرة عيونها يوشك ان يحدث بكل سهولة …

تذكرت احداث اليوم و كيف صدمتها والدتها بطلبها الحضور غداً مبكراً لوجود شخص تقدم لخطبتها و يجب ان تكون مستعدة فى الميعاد لمقابلته ، ظهر الاصرار فى طلبها و عدم تقبل اى رفض يصدر منها ، اندهشت هى على أثرها و اعترضت بشدة الا ان اصرار و حدة والدتها معها جعلتها ترضخ فى الاخير ، لم تعطى نورهان اى مبرر لتماسكها بالامر بالاضافة انها أبت أعطاها اى لمحة عن الخاطب لتثير القلق و توجس ريناد …
_ لسة بتفكرى فى كلام عمتو … ريحى دماغك شكله عاجبها اوى …
تفوهت بهذا نادين بإستهزاء مخرجة ريناد من شرودها الواضح ..
تنهدت بقوة لتنظر لنادين بحيرة واضحة :
_ تفتكرى لية مُصرة للدرجادى !!…الصراحة انا مش مطمئنة للموضوع ..
نادين بجدية :
_ عايزة رائى .. و لا انا ..
ريناد بنبرة متوجسة :
_ طب هى رافضت لية تقولى اى حاجة عنه …
نادين بسخرية :
_ مش عارفة .. بس اللى اعرفه انك دلوقتى لسة بتفكرى فى حمزة ..
ريناد بتوجس :
_ انا مش لازم اقبل اى خطوبة … صح !!..
نادين بنفس النبرة الساخرة :
_ انا شايفة انك تشيلى حمزة بيه من دماغك و تفكرى فى عريس الغافلة .. دى المرة اللى مش فاكرة كام يحصل حاجة و تقولك ابعدى عن حمزة ..
ريناد بحزن :
_ مش قادرة يا نادين ..
نادين بضيق :
_ فين كلامك فين ريناد اللى كانت بتقنعنى ان اعجابى بـ أمير غلط ..
ريناد بنبرة حزينة و واهنة :
_ عايشة فى عالم خيالها …
نادين بإنزعاج على حالة ريناد :
_ ريناد انا شايفة اننا نسيبنا من كل دا و نركز فى شغلنا ..
زفرت ريناد و سألتها بنبرة معاتبة :
_ نادين انتى لية مش حكتيلى على عبدالرحمن من الاول … انتى عارفة انك مخزن اسرار الكل بلا استثناء حتى