رواية ظننته الثانى ، لكنه /للكاتبة منه محمد
السابعة عشر
تمسك عصى كبيرة و تركض خلف روان قاسمة على تلقينها درس لن تنساه ، بينما المزعجة الاخرى تقفز من مقعد لمقعد للاريكة و تركض فى جميع انحاء المنزل ؛ صائحة بتوسل :
_ خلاص يا ريماااااس مش هعمل كداااتاااانى … خلاااااص
تلوح ريماس بالعصى فى الهواء ؛ متشدقة بسخرية :
_ خلاص اية … دى العصاية فرحانة انها هتنول شرف تاديبك … بقا تبوظى خطوبتى كدا … انا هطلع عليكى كل اللى عملتيه فيا و فى المعازيم … صبرك عليا يا نسناس
قفزت روان للمنضدة الذى تتوسط الصالون لتتعثر و تقع من عليها ، صاحت بقوة من اثر السقوط ، هرولت إليها ريماس و على وجهها علمات الاسف و الجزع ما كادت ريماس تتأسف لها بندم حتى دفعتها روان راكضة لغرفتها و هى تتضحك هاتفة ب:
_ خلى حنيتك تنفعك يا ساذجة و يلا اسفة على الخطوبة اللى باظت هخلى بالى ان الفرح ميبوظش المرة الجاية ..
صفعت الباب خلفها لتصرخ ريماس بغيظ ضاربة قدمها بالعصى ..
ذهبت كلا من ريناد و نادين للشركة و من ثم توجه لموقع الكمبوند ، وصلو لهناك بسيارة ريناد و ما كادو يتفرقو الاثنتين حتى تهتم كل واحدة منهم بعملها ،حتى رأت نادين عبدالرحمن يقترب منها و يرسم إبتسامة كبيرة على وجهه …
عبدالرحمن ب دهشة مصطنعة :
_ مش مصدق نفسى … متوقعتش اشوفك هنا …
تعقد نادين يدها امامها قائلة بسخرية :
_ لا والله !!… شوفت الصدف … تصدق كمان انى بشتغل هنا لا والمفاجاءة انى شوفتك قبل كدا…
يتحمحم عبدالرحمن بحرج متشدقا بإبتسامة غيظ :
_ معلش نسيت … عاملة اية ؟؟…
نادين بضحك :
_ تفتكر بعد اللى حصل امبارح هبقى عاملة ازاى…. صحيح شكرا على مساعدتكم …
عبدالرحمن بمرح :
_ دا احنا اللى المفروض نشكركم … متعرفوش اية الانجاز اللى حصل امبارح هه..
يأتى امير إليهم و بيده مجموعة من الاوراق ، تحدث و هو يتفقد الورق بإهتمام :
_ نادين شوفى دول كدا …
انتبهت نادين له و اعطته جميع اهتمامها و هى تسأله بجدية :
_ اية … ورينى كدا …
طفقت تتحدث فى العمل مع امير بتركيز و إهتمام كبير ،فشعر عبدالرحمن بالانزعاج و الضجر فانسحب بضيق من المكان بعدما شعر ان وجوده ليس بالضرورى ، انتبهت نادين بعد نصف ساعة الى غيابه و لكن لم تكترث و رحلت مع امير لمتابعة عملهم …..
يخرج من غرفة العمليات و هو يزفر بإرتياح و اثناء تحدثه مع الممرضات اصتدم فى جسم هزيل ، هم بالاعتذار لشخص الذى اصتدم به و لكن تفأجا ب….
ماجد بأسف :
_ انا اسف ب…. لا بقا كدا كتير …
_ عامل اية ؟؟…
ماجد بحدة اردف :
_ اسف … بعد اذنك ورايا شغل …
تقف امامه سريعا و هى ترأه يهم بالرحيل ، زاغت نظرها و هى تقول موضحة :
_ انا مكنتش جاية ليك … انا عملت حادثة و كنت جاية اخيط راسى
ماجد بضيق :
_ ايوة و انا اعملك اية يعنى …
تتوتر بيريهان و تحاول التفكير فى حجة تقنعه بالسماح ببقاءها معه لفترة قصيرة ؛ قالت بحماس :
_ ممكن تعزمنى على قهوة او عصير او اى مشروب …
يقلب ماجد عينه بملل متشدقا بسخرية :
_ لتانى مرة بتيجى المكان غلط …. ابقى بصى على اللافتة اللى فوق المبنى هتلاقى مكتوب مستشفى … يعنى لا كافيه و لا فندق و لا حتى قهوة … و بقولك تانى اسمى دكتور ماجد يعنى مش جرسون و لا قهوجى … اووف اية الغلاسة دى …
رحل سريعا من امامها تاركها تتنهد بحزن ….
يقف امامه رجلته و هم منكسين رؤوسهم فى أسف و هو يصيح بهم بحدة ؛ متشدقا ب:
_ ازاى مش عارفين مين اللى دخل هنا … طالما انتو عمى و اغبية اية اللى مخليكو تشتغلو عندى … انا عايز فى ظرف 48 ساعة يكون عندى اللى الحيوان اللى دخل هنا … او … هقتلكو انتو بداله طالما دخل و انتو بتحرسو …
تشدق رجل من رجاله بجدية :
_ يا فندم اللى دخل هنا حد من المصنع … لان مفيش نملة بتخطى البوابة الخارجية غير بعلمنا …
البوص بعصبية :
_ و طالما انتو عارفين كدا … مستنين اية … مستنين لما تبقى رؤوسنا كلنا فى حبل المشنقة… احمدو ربنا انى مخلصتش منكم لحد دلوقتى …
دق باب المكتب يتبعه دخول يده اليمنى و المدعى ” الفهد ” ، دلف الفهد و هو يغمز بعينه للبوص بمكر ، اصرف البوص جميع من بالغرفة لينفرد بيده اليمنى ظنن منه على وجود معلومات جديدة أتى بها ، دخل الفهد ليجلس بوقاحة على المقعد الموازى لمكتبه هاتفا بجدية :
_ القضية اتسحبت …. و الواد خلصنا عليه …
قهقه البوص بإنتصار :
_ الراجل كان فاكر يا عينى هيغير الدنيا بقضية ههه و المحامية الغبية اللى معاه كذلك …
تحمحم الفهد هادرا بتردد :
_ اظن انها مش هتسكت …. انا جمعت معلومات عنها و عرفت انها قليل ما بتخسر قضية من ساعة ما اشتغلت فى المحاماة من 3 سنين و كانت لسة بتدرس …. هى عيندة اووى …
يتوقف عن القهقه و يسترعى الامر اهتمامه ؛ ليتشدق بتوجس :
_ و هو مش الراجل سحب القضية …. خلاص كدا الموضوع اتقفل و الواد اللى كان مرفوع عليه القضية اتمحى من على وش الدنيا … يبقى اية اللى يقلق
يؤكد الفهد حديثه :
_ فعلا …
و اكمل موضحا :
_ بس البت مش ساكتة و بتحاول توصل لاى شئ يخليها تفتح ملف القضية تانى بس و هى ضمنة النتايج ….
يقبض يده بقوة هاتفا بغل :
_ جبلى كل المعلومات عن البت دى … و ياريت تدور يا فهد عن اللى دخل هنا …
و اكمل بتحذير :
_ و محدش من اللى فوق ياخد خبر باللى بيحصل … مش بسبب غلطة غبى تطير رقبتنا …
يؤامى الفهد برأسه مؤاكدا على تلقيه الاوامر و ينهض سريعا متجها للخارج ، يصفع البوص سطح مكتبه بغيظ و هو يقول بقسوة :
_ مش بعد ما وصلت لكدا هيجى شوية عيال يطيرونى … لو وقعتو فى ايدى مش هرحمكم ..
_ مييييين ؟؟!! طب قوليلها بقى خلود لو شفتك مش هتخليكى ترقصى سلو على مهرجان … دى هتخليكى ترقصى زى الصرصار المقلوب على ضهره و انتى متعلقة فى المروحة …
تتشدق ريماس بغيظ:
_ لا خدى دى كمان نادين مشاركها فى المصيبة …
تصيح خلود بذهول :
_ اية الجناان دا …
ريماس بضيق :
_ عشان تحسى بربع اللى بعيشه مع روان …
رن الهاتف لتمسكه ريماس و تلقى عليه نظرة قبل ان تقهقه قائلة بسخرية :
_ جبنا فى سيرة القط …
تجيب عليها و هى تتصنع الحدة و …
ريماس هادرة بحدة :
_ نعم… نسيتى تعملى حاجة امبارح فهتكمليها فى التليفون ..
يأتى لها صوت روان المرح :
_ لا لقيت نفسى بشرق كتير و عمالة اكح قولت يبقى ريمو حبيبة قلبى بتقطع فى فروتى …
ريماس بنبرة ساخرة :
_ما شاء الله و كمان عندك الحاسة السادسة …
روان بأداء موسيقى :
_ انا قلبى دليلى قالى بتتشتمى ..
ريماس بانزعاج :
_ متصلة لية…
_ عايزاكى تجبيلى بيتزا و انتى جاية لحسن الحجة طابخة فاصوليا و انتى عارفة انى مش بحبها … و كمان هاتيلى شيكولاتة … دا احنا دافعين قد كدا علشان مفاجاءة الخطوبة ..
ريماس بغيظ :
_ مفاجاءة !!… لا ة انتى الصادقة… روان حد قالك قبل كدا انك معندكيش دم و عايزة الحرق و رخمة
_ يووووووة كتييييير … مبعدش يا جيمى ..
_ ضيفى عليهم بقا انك انسانة برأس كلب …
تغلق الخط سريعا و هى تصيح ب:
_ الصبر من عندك يارب
صاحت بقهر :
_ مش هكلها يا ماما قولتلك مية مرة مبحبهاش ..
نورهان بعدم اكتراث :
_ طب و انا اعملك اية ؟؟… قولتلك حبيها
روان بتذمر :
_ غصب عنى يعنى … طب سبينى اجيب بيتزا ..
نورهان ببرود اردفت :
_ لا
تمتمت روان ب:
_ انا عارفة انك مش هتيجى غير بالزن …
و تابعت و هى تصيح بتوسل :
_ بليييز يا ماما هنزل اجيب اكل … انا بترجاكى … بلييييز
تتركها نورهان و تتجه للشرفة غير مبالية بتوسلتها ، ضربت روان الارض بقدمها و هى تزفر ؛ متشدقة بضيق :
_ الظاهر محدش فى البيت دا طايقنى … طب ميسبونى اسافر عشان يرتاحو منى و ارتاح منهم …
تسمع طرق على باب المنزل فتذهب لترى الطارق و هى منزعجة ، فتحت الباب بقوة لترى رجل امامها ، تتمعن النظر به لتراه ينظر لها شزرا بعد ثوانى تفغر فهها بصدمة عندما تتعرف إليه …
تحدث اخيرا بعد صمت دام لثوانى ؛ هاتفا بنزق :
_ مين الشاطرة
نظرت له بإحتقار و همت بالرد و لكن اجبرت نفسها على الصمت عندما التمعت فكرة مجنونة برأسها ؛ روان بدهشة مصطنعة :
_ انت اتاخرت ليه ؟؟؟ …. ثوانى هجبلك الزبالة … بس خد اللى فى البسكت دا …
و صفعت الباب فى وجهه ثم ضحكت و هى تتجه للمطبخ و تنادى والدتها ..
تأتى لها والدتها و هى تسأل :
_ فى اية يا روان ؟؟..
روان بخبث :
_ فى واحد برة شكله بتاع الزبالة … ابقى اخرجى اديلة اجرته …
اتجهت نورهان لترى من كان الطارق فتجد …
نورهان بذهول :
_ عمار !!…
عمار بغضب:
_ شكلكو متعودين تهينو ضيوفكم ..
تصل روان و بيده كيس اسود كبير يصدر رائحة كريهه …
روان بجدية مصطنعة:
_ خد يا عم الزبالة … كويس انك جيت انهاردة … دا ريحة الرنجة قالبة الشقة ..
نورهان بغيظ و حدة اردفت :
_ روان احترمى نفسك و دخلى الكيس دا …
روان باعتراض:
_ بس يا ما….
قاطعتها نورهان بحزم :
_ سمعتى قولت اية ؟؟..
دخلت روان حاملة الكيس مجددا بمضض ، سمحت نورهان لعمار بالدلوف و اوصلته لغرفة الاستقبال ، اخبرت روان ان بإمكانها الذهاب لشراء طعام لها لتستنكر روان الامر و تعترض بقوة و لكن نورهان اجبرتها للنزول ، بعد ذهاب روان قدمت نورهان لعمار مشروب للضيافة و جلست لتستفسر عن قدومه …
نورهان بصرامة تشدقت :
_ اية اللى جابك يا عمار …
عمار بتعالى:
_ دا بيت اخويا اجى فيه براحتى … المهم انا جاى فى موضوع مهم ..
نورهان بتوجس :
_ اية !!
عمار بمكر :
_ ريناد ….
فى المساء
_ اهلا بالعضو الجديد فى العصابة الصغيرة دى …
اردف بها م1 ،ليضحك م3 بمرح :
_ مع انى مش عارف اية الموضوع … بس اشطا اهلا بيا …
ينظر م1 ل م2 بحنق قائلا بصرامة :
_ مقولتلهوش الموضوع لية ؟؟..
م2 بثقة :
_ لانه لما هيسمعه منك هيبقى احسن …
قلب انظاره بإنزعاج و تشدق بنبرة قوية :
_ عايزك تخترق جهاز صعب اختراقه و عايز اخلى الجهاز دا متوصل باللاب بتاعى …
يظهر الدهشة على وجه الاخير ليردف بتسأول :
_بس لية ؟؟…
تبادل م1 و م2 نظرات غامضة ثم يتنهد م1 بقوة و يشرع بالشرح له بالتفاصيل ما توصل إليه منذ البداية و ما يشك به و توضيح له خطورة الامر و انه ليس بالهين ابدا ، ليصيح م3 بعدم تصديق تزامانا مع إنتهاء م1 من الحديث :
_ يا نهاااار فسدقى … و فييين الحكومة و الدولة من كل دا …
م2 بقلة حيلة :
_ مش قادرين يوصلو لدليل قوى … للاسف اذكى منهم …
يصمت م3 قليلا ليدب القلق فى قلوبهم ،و يقول بعد دقيقتين بجدية:
_ حد هيقدر يجبلى الجهاز دا ليوم …
يهتف م2 بإرتياح :
_ سيب الموضوع دا عليا
تشدق حامد بنفاذ صبر :
_ ما كفاية يا نارو … خليه يسافر طالما السفرية فى مصلحته
مسحت نرمين دمعة فارت منها ؛ هاتفة بجزع:
_ مش متعودة على غيابه …
ماجد بنبرة هادئة:
_ يا ماما الموتمر دا هيفيدنى جدا … لو سمحتى بطلى عياط و مناحة
نرمين بغيظ :
_ مناحة يا قليل الرباية …
ماجد بإصرار :
_ ماما انا قايلكم بقالى فترة و خلاص انا هسافربكرة الصبح ايطاليا …
تتركهم نرمين مهرولة للاعلى و هى تبكى ، فهو لم يفترق ليوم بعيد عنها و اليوم يخبرها بسفره فى بلد اخرى لاسبوع كحد ادنى ، اعطت الامر اكثر مما يستحق ،و قد صدق قول حامد عندما تشدق بسخرية (( امك دى بتموت فى الدراما … ست اوفر ))
سافر ماجد و عاصم لايطاليا لحضور الموتمر الطبى و مناقشة الدكتوراه ””’ اصبحت روان تتحدث مع خالد كثيرا فى الفترة الاخيرة حتى باتت لا تتحدث مع مى الا قليل و ذلك الذى لاحظته مى و لامت روان به ، و كان رد روان عليها إنها منشغلة كثيرا مع ريماس فى إحضار الاشياء اللازمة ””’ تقربت ريماس من علاء اكثر و اصبحت لا تترك لحظة الا و و هى تتحدث معة ، كما ايضا انشغلت فى التحقيق فى موضوع خطف الاطفال و قتلهم ، و خاصة بعدما بعثت لها رسالتين تهديد من رقم خاص فتمسكت بحلم الوصول لهولاء معدومين الضمير كما لقبتهم ”” اما نورهان فهى فى تلك الفترة اصبحت شاردة كثيرا و تتجاهل الفتيات ايضا و تفضل الجلوس بمفردها او مع عائشة و زينب مما لفت انتباه الفتيات و حاولو كثيرا معرفة الامر و لكن النتيجة كانت الصمت من قبل نورهان ”'” اهتمت ريناد بعملها و حاولت إخراج حمزة من تفكيرها ، و كما لحظت مرض نادين المتزايد و تعبها الدائم و ما زاد قلقها وجود تلك الكدمات و البقع الحمراء منتشرة فى جسدها، و الحمى و تتصبها عرقا طوال فترة الليل و التى جعلتها تسهر بجانبها تقوم بعم ل كمدات لها و رعايتها ليلا ”” رفضت نادين الذهاب للدكتور ليفحصها و يخبرها بمرضها خوفا من معرفة شئ يغير حياتها للاسوء ، تصادفت لقاءتها مع عبدالرحمن و طفقت تشعر باحساس السعادة يغمرها عندما تراه و لم تستطع تفسير هذا الاحساس حتى الان او هكذا هى اوهمت ذاتها
بعد مرور اسبوعين
……………………………………………يتبع