رواية ظننته الثانى ، لكنه /للكاتبة منه محمد
الحلقة العاشرة
تميل قليلا أخذة صورتين لفتاتين من المنضدة القصيرة الذى امامها و المتناثر عليها العشرات من الصور لفتيات مختلفة ، تاخذ الصورتين و تنظر إليهم ثم تمد يدها بهم للجالسين مقابلتها بانزعاج ، قائلة بحنق و نفاذ صبر :
_ شوفو دول و ابقو طلعولى فيهم عيوب بقا
ياخذ منها صورة على مضض و يتبعه الاخر كذلك ، ينظر لوالدته قائلا بضيق :
_ اية دا يا نارو … دى حولة
يلقى عبدالرحمن بالصور الذى بيده على المنضده ؛ هادرا بانزعاج متهكم :
_ ارحمينا يا نارو بقا .. من الصبح مزنبانا كدا نخرج من دى لدى و كل واحدة تحكيلنا تاريخ حياتها من اول ما اتولدت لحد ما كلت اية امبارح … احنا زهقنا
هتف ماجد مؤيدا :
_و ياريت فى واحدة حلوة فيهم تستاهل اننا قاعدين من ساعة نسمع فى قصة ميلادها اساسا .. بقولك يا نارو فكك من دا كله و لا واحدة عجبنا متتعبيش نفسك انتى ..
تزفر بقوة مردفة بمكر :
_ طب كويس انا اصلا كنت عارفة ان و لا واحدة هتعجبكو فدول بس قولت اجرب … بصو بقا المجموعة دى …
لطم عبدالرحمن وجنتيه ناظرا لها بصدمة و عدم تصديق ، اما ماجد فتصنع البكاء و هو يصيح بصدمة :
_لالالالا متقوليش !!حد ينولنى دوا الضغط بسرعة
هدر عبدالرحمن بغيظ و ضيق :
_ يالهووووى انتى ناوية تموتينا قريب ؟؟.. حرام كدا يا نارو .. دا حتى رفقا بالحيوانات و ماجد و عبدالرحمن ..
لم تعير لاعتراضهم اى اهتمام و اكملت ما عزمت على فعله ، فتحت الحقيبة الكبيرة الذى بحوذتها و اخرجت حفنة من الصور لفتيات عدة ، ظلت تقلب فيهم تحت انظارهم المشتعلة من الغيظ حتى وصلت لغيتها ، انتشلت الصورة المقصودة ناظرة لها برضا لتمد يدها بها لهم ؛ نرمين بابتسامة مستفزة :
_ شوفو دى كدا
خلال ما وقع نظر الشابين عليها حتى اخذوها بسرعة ناظرين لها بإعجاب ؛ ماجد متسأئل بنبرة إعجاب :
_ مين القمر !!… اهى دى اللى تحكيلنا تاريخ حياتها … مش صحاب بابا اللى جيبهولنا
نرمين بثرثرتها :
_ مريم ناصر … 26 سنة خريجة كلية أثار … مش بتشتغل و شاطرة فى شغل البيت … ابوها صاحب مصانع ملابس و امها مدرسة تاريخ … بس
عبدالرحمن بإعجاب و بعض المرح :
_ الله اكبر … خلاص انا موافق ..
ماجد بحزن مصطنع :
_ انا كنت عايزها
يربت عبدالرحمن على كتفه ممازحه بمؤاساة :
_ معلش يا عم المرة الجاية بقا
تنظر لهم بتوتر قائلة بنبرة مترددة :
_ بس فى مشكلة صغنونة كدا … هى مش مهمة بس لازم تعرفوها
ينظرون لها بتسأول لتقول بتوتر :
_ هى كانت عاملة حادثة من اربع سنين فقدت فيها رجلها ..
عبدالرحمن بعدم تحمل واضعا يده أعلى موضع قلبه :
_ الحقنى يا ماجد بموت ..وصيتى ليكى قبل ما اموت متكلش علبة الايس كريم اللى فى التلاجة جبتها امبارح و لسة مدوقتهاش … ابقى ادفنها معايا فى تربتى
ماجد بصدمة :
_ هى كانت بتاعتك ؟؟
يعتدل عبدالرحمن فى جلسته قائلا بتوجس :
_ هى اخبارها اية ؟؟
ماجد بعيون زائغة :
_ معرفش !! اخر مرة افتكر كانت فى الحمام ..
نرمين صائحة بحدة :
_ بتكلم فى اية و انتو بتتكلمو فى اية ؟؟ اية شغل الاطفال دا !!
عبدالرحمن : شغل اطفال اية دا هيحصل خناقة دلوقتى ..
نرمين بحزم :
_ والله لو ما بطلتو خناقة ل..
قاطعها ماجد بتهكم :
_ اية هتحرمينا من المصروف …
تابع عبدالرحمن بسخرية :
_ استنى يا عم يمكن تجبرنا اننا نشرب اللبن .. او هتاخد مننا البلاستيشن ..
نرمين بغيظ:
_ اهدو بقا … اوف و لا قاعدة فى حضانة ..
تمد يدها بصورة اخرى قائلة بنزق :
_ طب و دى
ينظر عبدالرحمن و ماجد لبعضهم بعض ؛ يهتف عبدالرحمن بذهول و حيرة :
_ الا صحيح يا نارو احنا من الفجر قعدين نشوف صور و نسمع الc.v بتاع كل واحدة .. و مقولتناش جبت الصور دى كلها منين و كل البنات دى ..
ترجع قليلا للخلف فى مقعدها و تضع قدم فوق الاخرى ؛ قائلة بزهو و غرور :
_ انا مفيش حاجة تصعب عليا … فى الحفلة اجرت واحد يصورلى كل واحدة و يلف على بنت بنت و يصورها .. و كل بنت كنت بروح و بتكلم معاها و طبعا المسجل اللى كنت معلقه فى ايدى و مزينه على هيئة شنطة صغيرة علشان محدش ياخد باله بيسجل كل كلامهم و جيت هنا مسكته و جبت دفتر و نقلت كل المعلومات عن كل بنت و اقعدت احفظ فيهم علشان اقولهولكم …
تبادلو نظرات الذهول و الصدمة
ماجد بصدمة :
_ امى دى و لا المحقق كونان ..
تنهض بتثاقل من فراشها متذكرة الليلة الماضية فيتملكها الحزن اكثر ، تتجه لشرفة غرفتها و هى تتسأل كيف حال ولدها الان لم تستغرق بضع ثوانى لتعلم الاجابة و هى ترأه يجلس على مقعد فى الحديقة و يبدو انه شاردا ، تعود لغرفتها عاقدة العزم على الهبوط له ..
تصل للحديقة و تقترب منه متناولة مقعد لتضعه بالقرب منه و هى تتفرس فى ملامحه الذى كساها الحزن و الوجع و الكسرة ، لم تعلم أ هى رأت بجانب كل المشاعر السالبة الذى ظهرت على وجهه “قسوة ” ام تهيئ لها ، لم تعير هذا كثيرا من الاهتمام حتى تسألت بنبرة جادة :
_ منمتش من امبارح صح !!
لم يجيبها و ظل يحدق فى اللاشئ
هتفت بنبرة حزينة تواسيه او هكذا ظنت :
_ حمزة مش عايزة اشوفك فى الحالة دى .. بجد بوجعك دا و حزنك بتضعفنا احنا كمان معاك .. احمد ربنا يا بنى انا ظهر ال… مش عارفة القبها بأية بس كويس اننا عرفنا حقيقتها و اصلها الزبالة … كويس ان ملاك صغيرة لحسن كان زمان امها اذتها بقرفها دا … اصلا يا حمزة انا من ساعت ما شوفتها و مش مرتحالها سبحان الله مش عارفة لية … و ادى نهاية عنادك و اخلاقك خدت واحدة … استغفر الله العظيم يارب يلا منها لله هتروح من ربنا فين …
تربت على كتفه قائلة بحنان :
_ المهم اقوم خد دوش و غير هدومك دى و ارتاحلك شوية … انت من امبارح و انت على الحالة دى ..
ينظر لها بجمود قائلا بنبرة حازمة :
_ هنسافر القاهرة لفترة جهزو حاجتكو ..
عائشة بدهشة :
_ لية !! انت دايما بتقول مش هتسيب بيت ابوك لية هنمشى دلوقتى !!
حمزة بهدوء ادهشها :
_ انا محتاج انساها و انسى كل حاجة تخصها .. و دا مش هيحصل طول ما انا هنا لسة .. الافضل نروح القاهرة لفترة .. دا انا حتى مش قادر اطلع اوضتى لا مش قادر ادخل الفيلا اصلا .. انا لازم انساها
عائشة بجدية :
_ و ملاك !!
يغمض عينه بقوة قائلا :
_ ملاك بنتى اكيد مش هبعد عنها …
يهب من موضعه هاتفا بجدية :
_ انا هروح اشوف الشغل و اشوف هصفيه و لا اتبعه من القاهرة
هم بالابتعاد فأوقفته بجملتها الذى زلزت كيانه
عائشة متسائلة بنبرة حادة :
_ انت لية مقدمتش الفديوهات و الادلة اللى معاك عليها و على عصابتها للشرطة ؟؟… انت لسة بتحبها ؟؟!
زفر بعمق قبل ان يلتف لها مردفا ب :
_ عشان ملاك… عشان متعيش و هى مكسورة بسبب امها .. عشان لما تكبر او دلوقتى تسأل عليها مقولهاش ماما فى السجن … عشان متنصدمش و تتجرح بحقيقة ان امها ..مدمنة و بتأجر فى الممنوعات …عشان متجيش فى يوم تشير ليا باصابع الاتهام و هى بتقولى انا مش مسمحاك لانك رميت امى فى السجن … مقدرتش اذيها علشان ملاك ..
و يكمل لنفسه ” و علشان انا لسة بحبها للاسف و مش هقدر انى اشوفها بتتعذب … رغم انها السبب فى عذابى دلوقتى بس مقدرش اذيها ”
تخرج روان و هى تمسك يد ريماس ، تجلس ريماس على المقعد و تقف روان بجانبها هاتفة بمرح :
_ دلوقتى تقدرو تسألوها موافقة و لا لا … مش بلبس و منظرها اللى تحس ان عندها ميت ..
تنظر رينب لمظهر ريماس الرائع فى هذا الفستان الغير متكلف ؛ قائلة بحنان :
_ ربنا يحرسك يا بنتى من العين … بجد مش هلاقى احسن منك لابنى علاء عروسة …
ابتسمت لها ريماس بخجل ليقول عم علاء ” منصور ” بصوت غليظ :
_ دلوجت هنعيد حديتنا تانى لتسمعه العروسة …
قاطعته ريماس بادب هاتفة بخجل و توتر:
_ انا اسفة لمقاطعة حضرتك … بس آآآ انا كنت عايزة خالو يبقى موجودة … هو بعد موت بابا يعتبر بابايا التانى .. هو ساعدنا كتير و وكان دايما جنبنا و معوضنا حنان الاب و بيعتبرنا بناته..و من واجبى ان فى اليوم دا يبقى موجود او على الاقل نشوف رأيه ..
ينظر منصور لعلاء بسعادة مردفا ب:
_ عرفت تختار يا ولد خوى
يقول عمه الاخر ” مرزوق ” بحيرة :
_ طب دلوجت هنعمل اية ؟؟
اقترحت ريناد ان يتصلو به حتى يشعرو بوجوده ، وافقوها على هذة الفكرة و هاتفو عاصم ، و بعد توضيح له الامر و شرح منصور له ظروف و مقدرة علاء و طبعا لم يخلى حديثه من مدحه لعلاء و اظهار مميزاته له مما استحسن اعجاب عاصم …
عاصم عبر سماعة الهاتف الموضوع على المنضدة الذى تتوسطهم : طبعا انا اعرف علاء و اعرف قد اية راجل و يعتمد عليه و طبعا انا بلا شك مش هتردد بتجويز بنت من بناتى بواحد فى اخلاقه و شهامته … و اذا كان على موافقتى فطمنو المهم رأى العروسة ..
يتوجهو جميعهم بأنظارهم لريماس منتظرين اجابتها ، توترت ريماس من نطرتهم المثبتة عليها و تحمرت وجنتها اكثر و اكثر ، هتفت بخجل :
_ اللى تشوفه يا خالو
عاصم : بتقولى اية ؟
ريماس بنبرة اعلى : اللى تشوفه
عاصم : على بركة الله اقرو الفاتحة
ينهو جميعهم قراءة الفاتحة و يصدح صوت الزغاريط من نور و زينب و ريناد ، هنئو الجميع ريماس و علاء ..
منصور بجدية :
_ انا دورى خولص لحد اهنية .. علاء بجا هيجول لكم الباجى ..
يتحمحم علاء و يهتف ب:
_ انا كنت عايز الخطوبة و كتب الكتاب مع بعد و يكون يوم الجمعة اللى بعد الجاية و الفرح يبقى بعد شهرين حتى نكون جهزنا كل حاجة
تصيح روان بتذمر :
_ لا بقا كدا كتير .. مش كفاية جايلنا فى شروق الشمس و مصحينا من احلى نومة علشان تخطب البت … مع ان الناس بتروح تخطب العشا المغرب بالكتير مش مع شروق الشمس و لا واخد معاد و لا حاجة … و كمان جاى تقولنا كتب الكتاب بعد 10 ايام و الفرح بعد شهرين … مستربع على اية !!..
تنظر لها نورهان بحدة قائلة بغيظ :
_ ينفع تسكتى خاالص .. انا مش عندى مشكلة يا بنى ..
توجه حديثها لريماس قائلة بتساول :
_ و انتى يا ريماس ؟؟
تهز رأسها بنفى فتزفر زينب و تقول بسعادة :
_ مبروك يا عروسة ابنى … عقبال ما اشوفكو فى الكوشة ان شاء الله ..
يدق هاتف روان فتستئذان بالايجاب عليه متجه لغرفتها ..
تجيب روان على الهاتف
روان : الو .. مين معايا
_ مجنون روان
تندهش روان من اجابته و تقول بحدة :
_ افندم .. هتقول مين و لا اقفل السكة فى وشك و اهو ناخد الطريق من قصره
_ مالك عصبية كدا لية يا قطتى
كادت توبخه لكن يستوقفها نطقه بهذة الكلمة “قطتى ” علمت من يحادثها ؛ قائلة بعصبية :
_ هو انت !! انت مكفكش اللى حصل فيك عايزنى اجى اقتلك دلوقتى .. بقول اية ابعد عن طريقى بدل والله مش هيكفينى ادوسك بالعربية المرة الجاية مش اطيرك بس …
_ طب اهون عليكى
روان بضيق :
_ انت جبت رقمى منين ؟؟
_ ملكيش دعوة ليا طرقى .. انا متصل اقولك انى خارج انهاردة
روان بعصبية :
_ و انا اعملك اية ؟؟ اجى اسندك !!
_ ياريت .. بس انا قولت اقولك لحسن تفكرى تيجى تشوفينى فمتلاقينيش و تزعلى ..
روان بتهكم : والله !!… لا متخفش اطمئن
_ سلام يا قطتى
و يغلق تاركها تشتعل من الغيظ
يشعر بحركة غريبة تحدث خارج الغرفة فيهرول للخارج و لا يجد احد فى الردهه ، يتجه لغرفته الذى تعد غرفة سوما الان و يقتحمها بقوة انتفضت على اثرها سوما من على الفراش
سوما بسعادة و عدم تصديق :
_ حازم انت هنا !!. انت سمحتنى و نهيت العقاب؟
حازم بتسأول :
_ انتى خرجتى من هنا اقصد كنتى برة من شوية
سوما بتلهف :
_ انت سمحتنى
_ جااااوبى
سوما بفزع :
_ لا
يهرول بأتجاه الشرفة ليمسح الحديقة بعينيه فيقع نظره على طيف شخص يركض بالحديقة ، يركض للاسفل ليلاحقه و لكنه ما ان وصل للحديقة لم يجد احد …
بعد ربع ساعة يكون واقف فى غرفة المراقبة يتابع الفديوهات التى سجلتها كاميرات المراقبة …
حازم بحيرة :
_ ممكن يبقى جيه و مشى لما حس ان فى حد فى البيت و مسرقش حاجة من الخوف
الحارس بتاكيد :
_ طبعا يا باشا ممكن اووى ..
و يتذكر شئ فيهتف به :
_ اها صح يا باشا حصلت حاجة غريبة من كام يوم كدا
حازم باستغراب :
_اية !!
الحارس : لا انا هوريك افضل
و يشغل له الفيديو الذى يحتوى على مجئ حمزة يوم الجمعة ، يراوده القلق و يحدث نفسه…
” حمزة !!! طب اية اللى جابه و فكره بيا بعد السنين دى .. يا ترى اية اللى حصل يخلى حمزة يجيلى ؟؟ .. ممكن ماما تكون …”
عند هذة النقطة تملكه الخوف و القلق ، متمنى من داخله ان لا يحدث شئ سئ لعائلته
عاصم بود و ترحيب :
_ اهلا اهلا بحبية خالها .. و اللى مغلبة العيلة كلها و ملففهم ورأها ..
روان بحزن مصطنع :
_ هو لحق وصلك كدا .. مفيش حاجة بتسترها الحجة اختك ..
عاصم بمزاح تسأئلها :
_ انا بس عايرة اعرف .. بعد ما ودتيهم المستشفيات و الاقسام بسببك .. ناوية توديهم فين تانى بعد كل دا ؟؟
روان بمكر :
_ عند بابا بأذن الله
عاصم :
_ تعمليها يا روان .. انا عارف
و اكمل باسما :
_بس اية سر الزيارة دى !!
روان : طبعا بعيد عن خطوبة ريم و اللى كنت حاضرة معانا اونلاين .. انا عايزة الف فى المستشفى و احس بالحماس انى داخلة كلية طب
عاصم : هو التنسيق ظهر ؟؟
روان بتأكيد :
_اها من ساعة كدا ..
عاصم : مبروك ..
يدق الباب و يدلف ماجد ..
ماجد بحرج :
_ حضرتك عندك مرضى … انا اسف هب…
يقاطعه عاصم مشير له بأتجاه المقعد :
_ اقعد يا ماجد … دى بنت اختى بس … قول كنت عايز اية ؟؟ …
يجلس ماجد و يقول بتردد :
_ انا كنت عايز اتكلم مع حضرتك فى موضوع الدوكتراة ….
عاصم بجدية :
_ افضل ان نتكلم عليها بعدين
ينهض ماجد هاتفا بابتسامة :
_ ماشى يا دكتور ..
يرحل ماجد و فور خروجه تطلب روان من خالها ان يصطحابها معه لرؤية المستشفى ، يوافقها و يهمو بالذهاب ، و اثناء سيرهم يوقفه صوت الممرضة و.
الممرضة بنبرة جدية :
_ دكتور عاصم .. الحالة اللى فى غرفة 57 فاقت ..
عاصم بجدية :
_ ماشى روحى انتى و انا جى اشوفها ..
ترحل الممرضة ليستدير عاصم لروان قائلا لها بنبرة تحذيرية :
_انا هروح اشوف المرضى و انتى اوعى تعملى مصيبة من مصايبك هنا … الناس عيانة مش نقصاكى
روان بذهول مصطنع :
_ انا يا خالو … دا انا ملاك
عاصم بصياح:
_ طب حاسبى
روان بفزع :
_ اية !!
عاصم ببرود :
_ جناحك كان هيخبط فى واحد ماشى ..
يتركها عاصم ،و تظل هى بدخول كل غرفة مريض ، تصادفت كام غرفة دخلتها بدخول ماجد لمتابعة مرضاه مما جعله انفعل عليها فى مرة
ماجد بانفعال :
_ هو انتى بتتفسحى هنا … كل ما اروح اشوف مريض الاقيكى عنده ..
روان ببرود مستفز :
_ طب حاسب تدخل الحمام تلاقينى طلعالك من الحنفية …
ماجد بنبرة حادة :
_ اخرجى برة .. او هطلبلك الامن دلوقتى
تخرج بصمت بعدما شعرت بالحرج من اهل المريض و الذى اخبرتهم بانها طبيبة ،تغتاظ كثيرا منه و فجاءة تهتف بتذكر :
_ امن اية اللى هيطلبهولى .. دا انا خالى صاحب المستشفى .. انا غبية و المفروض كنت اعلمه ازاى يكلمنى كدا … بس لو شوفته تانى … بس ثانية واحدة .. دا … دا صاحب العربية اللى خبطها … اوف
يخرج ماجد و يجدها هكذا فيقترب منها ؛ ماجد بنبرة حادة :
_ مينفعش تدخلى غرف المرضى كدا …
روان بضيق :
_ دى حاجة متخصكش
ماجد بغيظ:
_ ازاى ميخصنيش… لما ادخل اشوف شخص الاقيكى عنده و بتلعبى فى الادوية و الاجهزة الطبية
روان ببرود :
_ انا مش عيلة هالعب فى الحاجة … انا كنت بشوف اساعده ازاى كان بيصرخ من التعب فقولت اديله مسكن
ماجد بعصبية :
_ و انتى مالك انتى بتعبان و لا لا … انا كنت جايله …. ومعلومة كنتى ممكن بالمسكن دا تموتيه ..
توتر روان هاتفة :
_ بجد … على فكرة انا داخلة كلية طب و …
ماجد بسخرية :
_ طب لما تدخليها ابقى تعالى و اتفسحى ينفع بقا تفضلى من هنا … اكيد مش هتبقى حابة اطلبلك بجد الامن ..
روان بثقة :
_ و لا تقدر خالو صاحب المستشفى
ماجد بسخرية :
_ دكتور عاصم !! دكتور عاصم معندهوش وسطة و القريب زى الغريب عنده
و اكمل بجدية :
_ ها !! اطلب الامن و لا هتتفضلى من سكات
___________________________________ تشعر بحالة من التعب و تتوجع من عظامها ، لم تريد ان تقلق والدها عليها فقررت اخذ كلبها و التنزه به قليلا …
نادين بصوت واهن و مجهد :
_ بابا انا هنزل انا و روكى نتمشى شوية ..
عاصم بنبرة حنونة :
_ ماشى يا نادو .. بس خلى بالك من نفسك و متنسيش نفسك و ترجعى متاخر
نادين بتأكيد :
_ متخفش مش هرجع متأخر … سلام
تركته و نزلت لتسير بالكلب قليلا ، مر نصف ساعة و هى تسير بدون وجهه و لا تركيز ، و فجاة تشعر بصداع شديد يداههمها و المكان يدور بها فتركت الكلب من يدها واضعة يدها الاثنتين أعلى رأسها بمحاولة لعدم فقد توازنها و السقوط فى الطريق …
تركها كلبها و ركض باتجاه احد الاشخاص الذى يسير ، من سوء الحظ ان هذا الشخص لديه “فوبيا ” من الكلاب ، فظل يركض و الكلب يركض خلفه انضمت لهم نادين و ظلت تركض خلفهم بعدما لاحظت الامر و كانت شعرت بتحسن قليل …
نادين بصياح :
_ رووووكى رووووكى
صاح عبدالرحمن بغضب :
_ مبدهاش بقا
التقط حجارة من جانب الطريق و قذف بها بإتجاه الكلب ، غضبت نادين من ذلك و انحنت لتأخذ هى حجارة و قذفته بقا ، اصابت حجارتها قدمه فتوجع قليلا …
عبدالرحمن بعصبية :
_ انتى متخلفة … مش كفاية سايبة كلبك يجرى ورا الناس … كمان بتحدفينى بطوبة … اية الجنان دا
نادين بعصبية مماثلة :
_ و انت لما تحدف كلبى بالطوب هسكتلك .. لا طبعا
عبدالرحمن بغيظ :
_ ما انتى لو ماسكة كلبك كويس و مش سيبه يطارد الناس مكنش اتحدف بالطوب ..
تجمهر المكان بالناس بسبب علو اصواتهم ..
هتف رجل عجوز ب:
_ استهدو بالله يا جماعة محصلش حاجة لكل دا ..
صاح عبدالرحمن بحدة :
_ محصلش حاجة ازاى .. دى رمتنى بالطوب و كلبها جرى ورايا
هتفت سيدة بتهكم و استنكار :
_ جرى وراك ازاى !!.. مش عيب على راجل زيك يجرى من كلب …
سيدة اخرى بسخرية :
_ والله اللى يشوفك بجسمك دا ميقولش ان حتت كلب زى دا يجرى وراك ..
نادين بسخرية :
_ مهو نفخ يا طنط
السيدة باستنكار :
_ طنط !!…
رجل 2 بجدية :
_خلاص يا جماعة استهدو بالله … يلا كل واحد يشوف طريقه و انت يلا مينفعش تتخانق مع بنت .. يلا يا بنى خلاص محصلش حاجة
يرمقها بغيظ و هى كذلك و يرحل كل شخص من جديد لوجهته ، تشعر بضيق تنفسها و شعور بالتعب يزداد ، فتقرر العودة للمنزل افضل من المكوث فالسير بين الطرقات
تقف فى الشرفة تدندن بانسجام كلمات اغنيتها المفضلة و التى وصفت حالتها لفترة طويلة
ريماس بانسجام :
_ كل حب الدنيا ديا فى قلبى ليك ..
دا انت اغلى الناس و روحى فيك ..
دا انت لو قدام عنيا باشتاق اليك ..
على بالى و لا انت دارى باللى جرالى ..
و الليالى سنين طويلة سبتهالى ..
و انشغالى بكل كلمة قولتهالى ..
الكلام لو كان يعبر عن الحنان ..
كنت قولت انى بحبك من زمان ..
كل يوم الشوق بيكبر عليااا بااااان ..
تستمع لصوت تصفيق يأتى من خلفها تلتف و ترى ريناد واقفة و هى تسند كتفها على الحائط ؛ قائلة بنبرة إعجاب :
_ الله الله يا فنانة … دا و لا شرين فى عصرها ..
و تكمل بخبث و مرح :
_ بس تعرفى اكتر حتة شدتنى .. الكلام لو كان بيعبر عن الحنان كنت قولت انى بحبك من زمان.. يااة بس انتى تقدرى تقولهاله بعد 10 ايام .. بقالك كتير اكيد مقتنعة بان الحنان مش بالكلام علشان كدا مقولتهاش ..
تخجل ريماس و تفضل الصمت و اثناء حديثهم يستمعو لصوت علاء يأتى من الاسفل ..
علاء بصوت عالى نسبيا لكى يستمعو له الفتيات :
خطبتى فنانة يا نااس .. كفاية انك تقدمى فى the voice و هتاخدى احسن صوت بالتاكيد ..
يزداد خجل ريماس بسمعها لحديث علاء و تشتعل وجنتها بالاحمرار عندما تستوعب انه استمع لها و هى تغنى بهذة الاغنية الذى تعنى الكثير لها ..
ريناد بمكر و بصوت عالى :
_ علاء لو نفسك فى الفراولة .. فعندنا منها كتير لسة مطروحة على خدود ريماس
تجحظ عينها بصدمة لتشتعل عيونها بغيظ و تهم بالاقتراب من ريناد متوعدة لها ، لكن يعلى صوت علاء الضاحك ؛قائلا بخبث :
_ لا انا اطلع اشوف بنفسى بقا الفراولة اللى بتطرحها ريمو لما حد بيمدحها ببراءة ..
تتجه سريعا للداخل بغيظ و خجل فتضحك ريناد و تتبعها ..
______________________________ تهرول خارج المحكمة بخيبة امل و حزن ، تقف قليلا بجانب الطريق و هى تفكر فيما حدث منذ قليل تشعر بغرابة الامر و ان يوجد شئ خطأ يحدث فى ذلك الموضوع ، تعيد النظر للاوراق الذى بحوذتها و تلاحظ شئ جعلها تهاتف شخص ،قائلة له :
_ حالا تاخد مراتك و عيالك و تبعد عن القاهرة ..
_…….
ريماس بتوجس و خوف :
_ قصدك اية؟؟ … متخفش انا هكمل القضية للاخر … و لو على تهديده فدا اداة فى ايدينا لكسب القضية … لا انت فاهم غلط طلما جيه و هددك يبقى هما عارفين وضعهم الضعيف ….. لا يمكن نتراجع دلوقتى .. و لو انت مش عايز حق ابنك فانا هجيبه لوحدى حتى
تتابع بنبرة تحذير و حزم :
_ اهم حاجة خد دلوقتى مراتك و عيالك و اخرج برة القاهرة …. علشان لو اللى توصلتله صح يبقى تترحم على كل اللى حواليك …
تغلق معه و بعيونها اصرار على تكملة ما بدأت به ..
————————— فى مكان اخر
يدلف رجل لمكتبه و خلفه حراسه الملازمين له مثل ظله ، يتجه لمكتبه و يجلس على المقعد خاصته خلف المكتب باريحية ، ينظر لرجاله و يصرفهم بأشارة من يده ، فور خروج حراسه يمسك سماعة الهاتف الذى اعلى المكتب و يضغط على عدة ازرر ؛ هاتفا بعد ثانيتين بنبرة حادة :
_ 10 دقايق و تبقى قدامى و معاك باقى الورق
و يغلق سريعا دون ان يتلقى إجابة الطرف الاخر ، يمر ثوانى و هو يدير المفتاح فى موضعه فى درج المكتب ليفتح الدرج بعد ذلك مخرج مفتاح اخر منه ، ينهض من موضعه مقصود هذة الخزانة المقابلة لمكتبه و ما لبث ان وقف امامها و لمس موضع الحائط بجانبها حتى انشقت نصين و انفتحت على مصرعيها مظهرة خزنة فى الحائط خلفها ، يقف بالقرب من الخزنة و يدخل كلمة السر مضغطا على عدة ازرر لتنفتح بعد ذلك ، ياخذ ملف منها و يغلقها خلفه و ما لبث ان ابتعد عن الخزانة حتى عادت كما كانت ، شرع بتفقد الورق ليلاحظ اختفاء ورقة من بينهم …
يحدث نفسه ب :
” انا مش فاكر انى شلتها من هنا .. الورق دا كان كامل .. اخر مرة كنت شايفها .. و مستحيل حد يكون دخل هنا … محدش يجرؤ انه يخطى باب مكتبى بدون اذنى ”
يعيد البحث بين الورق مرة اخرى على الورقة المفقودة املا ان يكون قد اخطأ او لم يرأها ، يدق الباب يتبعه دخول شاب _يده اليمنى قائلا بجدية :
_ انا جبت باقى الورق
يشير له “البوص” _كما ملقب _ بان يقترب منه فيرضخ له ؛ قائلا بعدم فهم :
_ خير يا بوص
يعطيه الورق و هو يقول بجمود :
_ شوفلى الورق دا كدا ..
يأخذ منه الورق بتوجس و يتفحصه يمر دقيقة قبل ان يهتف بذهول :
_ فى ورقة ناقصة
يتحرك البوص فى المكتب بعشوائية ليلاحظ ان يوجد ورقة ساقطة بالقرب من الاريكة الموجودة بالمكتب لاستقبال الاشخاص ، يميل لياخذها و يتأكد بانها ذات الورقة المفقودة من الملف ، يقف خلفه الشاب قائلا بحيرة :
_ انا مش فاكر يا بوص اننا نسينا نحط الورق مع بعض .. كل الورق كان جاهز للامضا بس ..
اظلمت عينيه قائلا بغضب :
_ فى حد دخل المكتب هنا
الشاب بصدمة :
_ لا مش ممكن محدش يستجرأ يقف قدام المكتب مش يدخل
يستدير له بعصبية صائحا ب:
_ جمعلى الرجالة و خليهم يجبولى كل الفديوهات اللى فى كاميرات المراقبة بتاعت المصنع و يقلبولى المصنع كله و يدورولى على اى حاجة تعرفنى مين دخل المكتبة و لعب فى الورق و كل الحراس بتاعت المصنع و العاملين تتجمعلى هنا …
و يكمل بتوعد و قسوة :
_ و انا احط ايدى بس على اللى دخل هنا …و الله لاندمه على اليوم اللى فكر يدخل المكتب و يجى ناحية ورقى .. لازم اعرف مين اللى بيدعبس ورايا !!……………………………. يتبع