رواية ظننته الثانى ، لكنه /للكاتبة منه محمد
الحلقة الـتـاســعة “الجزء الثانى ”
تدلف خارج مكتب مديرها و هى تزفر بانزعاج و تذمر تلقى نظرة للذى تسير بجانبها بسعادة خافية
تردف بتهكم و غيظ :
_ فرحانة انتى ياختى … ياريت مننساش هو كان اية و المفروض يبقى اية
تلوح بيدها بيدها بانزعاج قائلة بنبرة تذمر و ضيق :
_ اوووف الله يا ريناد !!.. متسيبنى يا بنتى فرحانة شوية لازم تعكننى عليا
تكمل بنظرات سعادة و نبرة تشفى :
_ بس تعرفى انا فرحانة اوووى فيهم يااارب ما تكمل الجوازة
تنهرها ريناد بحدة و استنكار لكزها بقوة فى ذراعها :
_ طب والله مانتى عندك دم .. دا ممكن ياجلو يا عينى الفرح … متخليش الحقد يتملكك
ترفع شفتها العلوية بعدم رضا و استنكار من الاخيرة و تفضل الصمت عن الايجاب عليها ، تتابع الاخرى هاتفة بنبرة غيظ و ضيق :
_ لا و مخلى معايا مروان و سالم ..قال اية تفكيرنا زى بعض .. انشاءالله قطرين زى بعض يشيلوك يا بعيد ..
تقهقه نادين قائلة بسخرية مارحة :
_ حراام يا ريناد دا حلله 4 شكاوى بس قدمتيها فيهم ههههه متظلميش مستر حازم ههههه
_ اها مظلمهوش مهو عمل اللى كنتى بتحلمى بيه
قالتها بتهكم ، هتفت نادين بمرح :
_ بس شكل صحاب الكمبوند دا دماغ قال اية عايز كل 10 مبانى شكل بس اية متقاسمين 5 فى الاول و 5 فى الاخر و هيشكل بقا فى الكمبوند … عالم رايقة ههه
ريناد : انا اول مرة اشوف كمبوند بـ3 اشكال
نادين بمكر :
_ لا و انتى و مروان و سالم المسؤولين على المجموعة الاولى
ريناد بضيق :
_ متفكرنيييييش … يارب يولعو
تضحك نادين و يكملو طريقهم لمكتبهم …
يقفو جميعهم بمنتصف الطريق و يبدو للمارة انهم يتشاجرو
حلا بنفاذ صبر و انفعال :
_ ما تخلصو انتى و هى مش هنبات فى الشارع الناس بدأت تتفرج علينا
نسمة بعصبية :
_ يخربيت دى خروجة … منك لله يا روان
تنظر لها روان بصدمة قائلة باستنكار :
_ الله و انا مالى يا لمبى !!
ياسمين باصرار :
_ مش هركب معاكى يا روان و لو اخر يوم فى عمرى … ناسية ساعت درس الاحياء لما خدتى مفتاح عربية المستر ..و حصل اية بعد كدا !!
روان بنبرة غير مبالية :
_ و اية يعنى و اديت المستر حق كسر الازاز اللى من قدام و الاكصدام .. و اهو باع العربية .. بس تصدقى كدا افضل دا حتى كانت ورق و وحشة شوفتو اول ما دخلت فى الحيطة قعدت تطلع فى دخان و الكبوت باظ و اطبقت من قدام خاالص و اثرت على كل العربية … لالا عربية مش حلوة
مى بنبرة توسل :
_ الله يرضى عليكى يا روان سيبى العربية دى هنا هنروح مواصلات
تنظر لها روان شزرا قبل ان تنقلب نظرتها لمكر مقتربة منها و هى تقول بخبث :
_ لا انا بقول بلا مواصلات و بلا عربيتى طالما مش هتركبوها
و فجاة تباغتها بسحب هاتفها من بين يدها مهرولة بعيد عنها قائلة و هى تلوح بالهاتف امام انظارها ؛ روان بخبث :
_ انا بقول نتصل بــ.. كان اسمه اية ؟.. اها افتكرته .. و هو يوصلنا افضل
مى بعدم فهم هتفت :
_ ميين ؟؟
و لم تاخذ ثوانى قبل ان تفهم مقصد روان الذى تعبث فى هاتفها مصطنعة الاهتمام و التركيز ، تركض باتجاهها اخذة الهاتف من بين اصابعها بقوة و تنظر عليه لتجحظ عينيها بصدمة ، فمن حظ روان انها ضغطت على اسم الشخص المقصود بغير معرفة و مى تاخذ منها الهاتف ..
تهرول باتجاه المقعد الخلفى للسيارة قائلة بتوتر :
_ انا هركب يلا هنتاخر يا بنات ..
ياسمين باستهزاء :
_ هى دى اللى مش هتركب .. ماسكة عليها اية يا روان لدرجة انها تضحى بحياتها
سلمى بمكر :
_ نفس اللى ماسكه عليكى و هفضحك بيه دلوقتى
ياسمين لمى و هى تهرول للسيارة :
_ استنينى يا مى و احجزيلى مكانى جمبك ..
تضحك نسمة بنبرة مستفسرة هتفت :
_ ههههه انتو ماسكين عليهم ؟؟ و مين اللى كنتى هتتصلى بيه يا رونى ؟
روان بلا مبالاة و هى تتجه بدورها لسيارتها المصفوفة بجانب الطريق :
_ و لا حد
حلا بعدم تصديق و استنكار :
_ و لا حد !! اومال طلعت تجرى على العربية كدا علشان و لا حد … لا شكل و لا حد دا بتخاف منه اوووى
سلمى بتسأول و هى تعبث فى هاتفها :
_ المهم دلوقتى رايحين فين ؟؟
روان بغموض و هى ترتكز بنظريها على مى و ياسمين الجالسين بالخلف بغيظ :
_ خليها مفاجاءة افضل …
يعلى صوت بوق سيارته قبل ان يركض اليه حارس فيلته و يفتح له البوابة، يندفع بسرعة بسيارته دون ان يلتف للحارس الذى يلقى عليه السلام كما اعتاد _ ، يقف بسيارته فى منتصف الطريق ليندفع منها متجه لداخل الفيلا بغضب جم
بعد دقيقة يكون مستقر فى منتصف بهو الفيلا يصيح بصوت جهورى باسمها:
_ جـــوريـــــااااا
يخرج كل من فى البيت على صوته بذعر و حيرة من حالته تلك ، تهبط والدته الدرج بسرعة بسيطة نظراً لتعب قدمها هاتفة بعدم فهم و استنكار من صوته العالى :
_ فى اية يا حمزة ؟ مال صوتك مسمع اسكندرية كلها كدا !!
يتجاهلها و نظره مثبت على تلك التى تخرج من غرفتها بخطوات غير مكترثة و متمهلة مرورا بهبوط الدرج ببرود و عدم اهتمام لحالته هذة قبل ان تقف امامه على بعد متر منه ، تنظر له بملل قائلة بسخرية و تهكم :
_ فى اية يا حمزة … ما هو اصل لازم الخناقة اليومية بتاعتك … مبقتش تقدر تعيش من غيرها
ينظر لها بغضب يريد الفتك بها و لكنه يتمالك اعصابة مردف بجمود مصطنع :
_ انتى مش كنتى عايزة تسافرى لبنان ..
تنظر له بتوجس و تسأول ، ليتابع هو بغموض :
_ و انا موافق
يظهر على وجهها علامات الدهشة قائلة بنبرة مرتبكة :
_ ها !! لا مهو انا غيرت رأى و افضل نروح بعد اسبوع زى ماكنت عايز …. او لو عايز نفضل هنا فترة مفيش مشكلة
بنظرات ثاقبة ظل ينظر لها بقوة دون ان يحيد بعينيه عنها ، ارتبكت هى على أثر نظراته و بدأت تستشعر خطر يحيط بها لا تعلم ما هى هيئته …
تدخلت عائشة بعدما شعرت بتوتر الاجواء ؛ قائلة بحذر :
_ مالك يا حمزة ؟؟ اشمعنى دلوقتى هتسافرو ..
يقاطعها بقوة و مازالت نظراته معلقة بجوريا المرتبكة :
_ معلش يا ماما … ما سمهاش تسافرو .. اسمها هى هتسافر .. بس بعد ….
يصمت قليلا قبل ان يستكمل بصرامة تحمل بين طيأتها وجع :
_ بعد ما .. اطــلـقـها
لم تستوعب جوريا ما تفوه به و ظلت تحدق به بصدمة و بذهول و عدم استيعاب ، و على الجهه الاخرى صدرت شهقة صدمة من والدته و هى تنظر لولدها بعدم تصديق ، اما الخدم فمنهم من ابتسم بتشفى و سعادة ،و منهم من تملكه الحيرة فهم يعملون كم كان يحب سيدهم جوريا .
تهتف جوريا بعد صمت دام لدقيقة احاط المكان ؛ قائلة بتوجس و مازالت تحت تاثير الصدمة :
_ انت قولت اية ؟ طلاق !!
تغمض عينيها و هى تضحك بقوة مستردفة بـ :
_ هههههه انت بتهزر صح ههههه … بطل هزار هههه..
ينظر لها بسخرية قائلا ً بنبرة استهزاء و قوة :
_ و دا بقا من تاثير الصدمة و لا من تأثير ..الهيروين ..اللى حضرِتك بتشميه
تجحظ عينيها بصدمة غير مدركة ما استمعت له من ثوانى ، ظلت الحيرة تمتلكها “فمن اين علم بهذا ؟؟ ” هكذا كانت تهتف بداخلها و هى تنظر له بنظرات صدمة .. حيرة .. تسأول .. خوف .. ذعر
عائشة باستنكار نهرته بحدة :
_ انت بتقول اية يا حمزة ؟؟ اية الهبل دا !!… هو اى حد يقولك حاجة على مراتك تصدقه !! هتلاقى حد بيوقعكم فى بعض
يخرج الظرف من جيب بنطاله ليفتحه بقوة مخرج منه مجموعة صور ، يقذف بالصور فى وجهها لتسقط كالامطار عليها ، تتقدم عائشة من موضع الصور _فى الارض مثل الباقية اخذة صورتان لتنظر بهم قبل ان يظهر على وجهها الصدمة و تفغر فمها و هى تنظر لجوريا بغضب …
تنظر للصور بين يدها بعدم تصديق و ارتباك واضح فشلت فى اخفاءه ، زاغ بصرها و هى تلقى بالصور من يدها صائحة بحدة :
_ اية دا ؟؟ جبت الصور دى منين !!
عائشة بأمل نظرت لحمزة و برجا هتفت :
_ حمزة قولنا جبت الصور دى منين ؟؟ هتلاقى حد …
حمزة : الصور دى حقيقة
عائشة :
_ بس امتى مكنش بيظهر عليها اى حاجة
حمزة بعصبية صاح بـعد ما فاض به هادراً بـ :
_ و هى امتى كانت بتبقى هنا علشان يتينيل يظهر حاجة عليها … اربعة و عشرين ساعة برة وتسأليها كنتى فين كنت فى شوبينج كنت مع صحباتى كنت فى النادى بتمرن كنت مخنوقة و بتمشى و كل مرة تطلعلك بحجة … تيجى تكلميها تتعصب و تتنرفز و تقعد تقول مرضى و اشى اية و اية … اجى انا اكلمها تتقمص و تتخانق على اساس انسى دا كله فى الخناق … بعد اول 3 سنين جواز بدأت تتغير … شوية اقول معلش اتخانقت من كتر السفر او من انشغالى فى الشغل .. بدأت اعذرها بس هى زودتها لدرجة انى زهقت و بدأت اشك انها بتحب حد تانى … اضطرت انى ابعت حد يراقبها و اجمع معلومات عنها و اللى انا كنت غبى انى معرفتهاش من الاول .. لاتوصل انى زوجتى المصونة بنت الناس المحترمة المتعلمة الجميلة اللى كنت مخدوع فيها … بتاجر فى المخدرات هى و امها لا و مش كدا و بس ابوها اللى بتقول ميت طلع عايش … لا و هربان من حكم بالاعدام عليه … و حضرتها بتتعاطى من الثانوية و نزلت مصر لتهرب من عيون الشرطة هناك … و طبعاً انا اقابلها و انصدم انها تعبانة بسرطان الكبد و اللى طبعاً كان جيلها من الهيروين اللى بتشمه .. و قال اية عملت فيها الشهم و الصاحب الاخلاق اللى اتجوزها و استحمل مرضها اللى المفروض انه خف .. و اللى حضرتى ميعرفهوش او اللى مكنتش اعرفة انها تعرف عصابة اعضاء و اللى ساعدتها فى زرع كبد … طبعاً انا اكتشفت قد اية كنت حمار و غبى و متخلف لانى مدورتش وراها … و تطلع بتسافر لبنان للتواصل مع بقيت العصابة هناك و اللى من ضمنهم امها ست سو الحجة المحترمة … اجى بقا للجزء اللى طلعنى اغبى خلق الله … انى كنت بسبها فى لبنان تعمل اللى هى عايزاه و تشرب و تسهر و تعيش حياتها هناك و رامية بنتى اللى المفروض مع امها يعنى ايد امينة لا قاعدة مع جارتها اللى الله اعلم خليتها و مدمنة و لا لسة … و اكلمها لا اصلى واقفة فى الاتيلية مع صحبتى و اروح الاتيلية و ملاقهاش .. ها كنت غبى مش كدا !!.. لا و كانت عايزة تسافر لبنان لامها علشان يشوفو طريقة تانية لتهريب المخدرات لكن لاجل الحظ انا اخرتها و بقى فى هنا شغل ليهم ..
تنظر له جوريا بغيظ قائلة بوقاحة :
_ انت كنت مخلى حد يراقبنى !!
ترمش عائشة بقوة و هى تنظر لها باستنكار قائلة بحنق :
_ انت و*** و كمان وقحة … لا دا انتى تجيلى بقا
و تميل لخلع حذائها و تعتدل لتقترب منها جاذبة اياها من خصلاتها و هى تصيح بها بغيظ و بحذائها تضربها بقوة على جسدها :
_ و الله لوريكى يا بنت سعاد
ظلت جوريا تصرخ من الوجع و الغيظ ايضاً
هتف حمزة بجدية و بصوت صارم :
_ سبيها يا ماما
_ مش هسيبها غير و هى جثة
_ بقولك سبيها يا ماما
نطقها بهدوء ، ابتعدت عنها عائشة بعدما تركتها تأن بوجع فى الارض و هى تبصق عليها من الاعلى و تنظر لها باستحقار ، يخرج من جيب معطفه مجموعة اوراق و قلم و هو يقترب منها ليجلس بجانبها على الارض قائلاً و هو يرفع راسها بجذب شعرها بقوة ، هدر بصرامة جادة :
زى الشاطرة كدا تمضى على الورق دا بسرعة من غير ما تتعبينى
تنظر له بتسأول و ذهول و قبل ان تستفسر عن محتوى الورق اجابها بنظرات تحدى او هكذا لاح لها :
_ دى ورق طلاقك و تنازلك عن بنتك و عن اى حاجة كتبتهالك فى يوم
تضحك بـ استهزاء قائلة بتحدى :
_ و مين قالك انى همضى على دا
هب من جانبها و هو يقهقه متجه للشاشة الذى تتوسط بهو فيلته ليوصل بها فلاشة و يمسك بجهاز التحكم عن بعد يضغط على عدة ازرر ليظهر مشهد لجوريا و هى جالسة و بجانبها والدتها و والدها ” الميت ” _كما ازعمت ، مع اشخاص اخريين و يتمو صفقة شراء و بيع اطنان من المخدرات …
لم تتحمل جوريا كل ذلك الذل لتنهض بقوة و هى تنظر لحمزة بحقد و غل تُغلى بهم قائلة بنبرة متحدية و ساخرة :
_ بما ان كل حاجة بقت على المكشوف ..يبقا اتكلم بقا و اولها ..انك و لا تقدر تعملى حاجة لانك جبان … انت فاكر بطلاقك و اخد بنتى منى هتكسر … لا و لا هيحصلى حاجة … بكرة تتذللى و تيجى تبوس ايدى علشان ارجعلك .. انا زى الافعى و رميت سمى عليك و انت غبى اتسممت بحبى و استقبلت السم بكل حبور زى كل المتخلفين اللى عرفتهم .. بس هما ما استحملوس السم بسبب شوية شوائب فلحقوة بالترياق قبل ما يتملكهم اما انت فخلاص بقيت مدمن سمى … بكرة يا حمزة تترجانى ارجعلك و ساعتها انا اللى هرميك
تذهب له و تجذب الاوراق و القلم من يده و تمضى عليهم وسط ذهوله من معرفته بحقيقة زوجته المخادعة ، تنهى امضاءها و تنظر له باستهزاء …
_ لا عيزاك و لا عايزة بنتى خليهالك كل شوية تفكرك بيا … و دا الحاجة اللى ربنا انعم عليا بيها انها شبهى علشان كل ما تبوصلها تفتكر امها ههه .. و شوية الحاجات اللى كتبهالى اية يا شحات دا انا اشترى 10 اضعافهم
و تكمل بكبرياء و غرور و هى تنظر له بتعالى :
_ و قبل ما ترمينى برة و جو الدراما دا انا هخرج لوحدى .. و هدومى و دهبى و حاجتى ابقى اديها للمدام اللى هتيجى بعدى .. دا لو جيت لان اللى يعرفنى ميحبش بعدى ابداً
شلت الصدمة لسانه و لم يستطع التفوه باى شئ فقط ظل ينظر لها باستحقار و هو لا يصدق انه فى يوم من الايام احب هذة المخلوقة الوقحة الذى لا تعرف اى ذرة عن الاخلاق و لا الـ…دين ، تكمل و هى ترحل هاتفة بشماتة :
_ يا حرام … ابقى افتكر انك كنت حـ مـ ـا ر .. باى باى
يوقفها بصوته عن الاستمرار فى الرحيل قائلا بقوة :
_ استنى ..
تقف و تلتف له بملل و هى تنظر له بنفاذ صبر منتظرة درامته لكنه لم يجعلها تنتظر كثيراً حيث اردف بـ:
_ انتى طالق … طالق .. طالق …
ترحل بعد ان القت بكلماتها بلا مبالاة و برود :
_ يا عم قول حاجة مهمة … مش قولتها خلاص بقا سلام
ينظر لجميع الخدم الذى يبتابع الموقف و على وجههم علامات الشفقة عليه و الحزن و منهم الذى لم يستطع كبح سعادته فخرجت على هيأت ضحكات و مباركات خافية فجميعهم كانو يكروهنها بشدة ، يبدو انه فقط الذى كان مغفل و انخدع بها و تملكه العمى من ناحيتها ..
يصرخ بهم فى قوة يأمرهم بمتابعهم اعمالهم ،و نظر بعد ذلك لوالدته الذى سقطت على المقعد خلفها و هى تستغفر ربها و تحمده على تخلص ابنها من تلك الكائنة، اغمض عينه بارهاق و جاهد الا يسقط من وجعه و ارهاقه النفسى قبل الجسدى فصعب شعور الصدمة فمن احبتهم ، يفتح عينه و ينظر بأتجاه غرفة ابنته لكنه يتفاجأ بباب الغرفة مفتوح كاد يصاب بجلطة قلبية من عدم التحمل و هو يرى ابنته تجلس على الدرج من الاعلى و تمسك بيدها مسند الدرج و فى عينها تتجمد الدموع و يبدو من علامات الخوف و الذعر الذى ظهرو على حركة جسدها انها رأت ما حدث
“يا الهى منذ متى و هى هنا !!”
راوده هذا السؤال و هو يرأه تنظر له بقهر و حزن ….
تصل روان بصديقاتها للمكان المقصود و بعد وصولهم
مى و هى تترجل من السيارة :
_ اشهد ان لا اله الا الله و اشهد ان محمد رسول الله … الحمدلله وصلنا لا فاقد و لا مفقود
ياسمين تترجل بدورها و هى تترنح و تضع يدها على رأسها قائلة بضيق :
_ حسبى الله و نعم وكيل فيكى يا روان 500 حادثة كنا هنعملها بس فى اخر لحظة بتتفاديها
نسمة بمرح :
_ بس و لا اكننا كنا فى الملاهى … كان صعبان عليا بس الناس اللى كنتى هتشليها
حلا و هى تقفز فى الهواء فى سعادة و تصفق بيدها بمرح :
_ هييييييية احنا جينا الملاهى
مى بذعر و هى تنظر للافتة الكبيرة المدون عليها دريم بارك بالالوان :
_ لالا ملاهى اية مين قال اننا جايين ملاهى انا بترعب منها و مش بحبها
سلمى بتذمر :
_ انتى كل حاجة تعترضى عليها و لا و مش لا ما تستمتعى و انتى ساكتة .. انتى رخمة اوووى
تنفعل روان على سلمى فهى تحب مى كثيراً و لا تقبل باى احد ان يحادثها بسوء او تجدها حزينة، الاصح انها تكره اى شئ ياذى او يحزن صديقتها المفضلة و الذى بمثابة اخت رابعة لها بعد ريناد و ريماس و نادين ؛ تهدر بعصبية و انفعال :
_ انتى ازاى تكلميها كدا … انا ممكن اجيبك من شعرك .. الا مى انتى سامعة كلكم كوم و مى كوم تاااانى … اللى تفكر بس تفكر تكلمها نص كلمة تخفى بس البسمة من وشها لثانية تنسى انى صاحبتها و لا اعرفها فى يوم و ساعتها هتشوفو منى اللى مش هتشوفه فى حياتكم … انا الناس اللى بحبهم خط احم و اى حد يفكر يمسهم امحيه من على وش الدنيا
هذا جانب اخر لروان و الذى يبعد عن شخصيتها المجنونة و المستهترة و لماضتها ، هى تحب كثيراً المقربين منها و تكره ان يمسهم شئ سئ حتى لو تافه و ممكن فى لحظة تهور ان تضحى بألاف فى حياتها مقابل شخص تحبه ، و مى من الاشخاص الذى تاخذ الدرجة الاولى فى حياتها بجانب والدتها و شقيقاتها و بالطبع خالها و ابنته الصديقة الذى تعد مخزن اسرارها الذى لا يعلمه احد و ،تستطيع ان تنقلب لنمرة متوحشة للذى يأتى على سعادتهم فهى مصدر البهجة فى حياتهم و ستظل كذلك بجانب انها ستحاول جاهدة على منع الحزن للوصول لهم ..
فى هذة اللحظة احزنت الكثير و كسبت سعادة شخص فقط و هى بالتاكيد مى الذى تعلم حب و مَعزة روان لها و الذى فأجاتها به كثيراً و مازالت تفأجاها
به
ياسمين بحزن مصطنع حتى لا يتطور الوضع للسوء فمزاحتها :
_ مكنتش اعرف ان مى اغلى منك عننا .. اشبعى بيها يا ستى
روان و هى مستمرة فى عصبيتها :
_ اها طبعاً مى اغلى منكم و من مئات من اللى اعرفهم … و متخافيش شبعانة بيها
تمسك مى ذراعها بعدما رأت وجه الفتيات المتجهم و الحزين ؛ قائلة بمزاح مصطنع :
_ شكراً يا رونى .. بس يلا بقا الخروجة باظت باين .. قعدنا ندعى على الخروجة لحد ما باظت
تنظر لها روان هاتفة باصرار :
_ لا خلاص مش هندخل الملاهى .. انتى بتخافى منها و انا عارفة بالحادثة اللى حصلت و انتى صغيرة و مع ذلك استغبيت و جبتك هنا .. بس خلاص مش هندخل
تنظر لها الفتيات بغيظ و ضيق مردفة سلمى من بينهم :
_ انتى عاملة بنظام شوق و لا دوق … يلا ندخل احنا عايزين الملاهى
نظرت مى بتوسل لروان و هى خائفة من نمى الحقد فى قلوب الفتيات باتجاه روان فهى تحبها و مكانها فى قلبها مثل ما روان تحبها و تضعها بها و ربما اكثر ايضاً..
رضخت روان و دخلو “دريم بارك ” بعدما ابتاعت حلا لهم التذاكر و لكن ليس بحماسهم سابقاً ، لكن بعد اول ربع من الساعة تبخر كل ذلك و طرأ عليهم الحماس و السعادة من جديدة و هم يستقلون او لعبة و كانت المدعوة بـ”الصاروخ” ،و بعد الحاح من روان على مى استقلتها معهم و هى تشعر بالرعب و الذى ازداد بعد تحرك اللعبة …
مر ساعتين منذ دخولهم مدينة الالعاب تلك ، جلسو فى كافتريا و هم يتملكهم الارهاق و العياء ..
تنظر ياسمين لسلمى محدثها بمرح :
_ يالهوى على شكلك و انتى بتصوتى فى قطر الموت … الفديو بتاعك هيبقى مقابل انك تخرسى عن ….
غمزت لها فصمتت سلمى بعد ان وصل لها مغزى ياسمين ، طفقت تتحدث مى بنبرة متذمرة توضح الارهاق الذى بها :
_ انتو كل اللى بتركبوه كدا .. لازم احساس الموت يتملكو علشان تتبسطو
اجابتها روان بمرح :
_ اومال هنستمتع ازاى يا ميوش .. دا كفاية بس اننا نصوت واااووو لو فى مود وحش بيطير فوراً … زى ما كنا طيرانين
ثم تميل على مقعدها قليلا فهى فى المقعد المجاور لها و تحدثها بهمس بجانب اذنها ؛ روان بمكر و مرح :
_ اولاً شكراً على المغامرة الجميلة دى من اول ما ركبتى العربية لحد ما ركبتى لعبتين معانا … و طبعاً دا كاان شئ شاااق عليكى و انا عارفة ..
تلقى نظرة سريعة على الفتيات الذى اتلهو فى اخذ الصور بكل الاوضاع للذكرى ، تسترد حديثها بمكر اكثر و هى مازالت تهمس لروان هاتفة بـ:
_ بس طبعاً ميرضنيش انى اشوفك بتعملى حاجة غصب عنك فهقولك سر صغنون كدا … انا معرفش اسم قريبك اللى معجبة بيه و بما انك جبانة فلما جيت اهددك صدقتى انى اعرفه ما العلم انتى مقولتليش اسمه و لا حتى يقربلك اية ههه.. يلا معلش المرة الجاية متغلطيش الغلطة دى..
تعتدل فى مقعدها و هى تضحك على وجه مى الذى امتعض و كاد ينفجر من كثر ما اُحمر من الغيظ؛ روان بمزاح :
_ مش هتقوليلى اسمه اية بقا و يقربلك اية ؟؟
نظرت لها مى بغضب قائلة نفى و غيظ :
_ تعرفى انا لو فى يوم كنت هقولك دلوقتى عمرى ما هقولك يا روان ..لانك من غير حاجة و استغلتى الموضوع كدا و شككتى البنات فيا ما بالك لو حكتلك حاجة
روان بحزن مصطنع :
_ انتى تعرفى عنى كدا
رمقتها مى بغيظ قبل ان تخرج هاتفها الذى لم يكف عن الرن ، تجيب بقلق قائلة :
_ الو
_…….
_ انا فى الملاهى مع صحابى يا بابا
_…….
_ لا مش عارفة بس لسة فى لعب البنات عايزين يركبوها فممكن يتاخرو شوية كمان
_…….
_لازم يعنى دلوقتى
_…….
_طيب طيب ماشى هاجى حالاً ..
_…….
_حاضر يا بابا .. بس مين اللى نقلكو الخبر دا
_…….
_هااا!! طيب طيب انا جاية .. سلام
_…….
تنهى المكالمة و هى تلملم اشياءها بسرعة قائلة بنبرة متعجلة :
_ انا لازم امشى يا بنات
سلمى بدهشة :
_ فى اية يا ميوش ؟؟ ما تستنى هنروح مع بعض
مى بنفى :
_ لالا علشان لازم اروح دلوقتى .. استمتعو انتو
روان و هى تنهض ايضاً قائلة بجدية :
_ طب استنى هوصلك و اروح معاكى بدل ما تروحى لوحدك
مى باعتراض :
_ لالا بس بقولك خليكى .. بابا عايزنى دلوقتى سليمة و لو كنت الصبح معترضة قيراط انا دلوقتى معترضة فدان فخليكى هنا انا هروح لانى لازم نسافر دلوقتى .. فخليكى انا هاخد اى تاكسى
تؤامى روان و تشرع تلقى بأوامرها بقلق :
_ بصى متركبيش تاكسى خليها مواصلات اضمن او اطلبى اوبر ماشى … كل شوية كلمينى و لا هقولك كل شوية انا هكلمك عرفاكى مش هتفتكرينى اصلا … ردى على فونك بسرعة عارفة لو اتصلت و اتاخرتى دقيقة فى الرد اية اللى هيحصل .. انشاءلله تعلقيه فى رقبتك زى البقرة مليش دعوة تردى علطول .. هناك اى حد يضايقك ما تسكتيش لااا ردى و خدى حقك متبقيش هبلة زى المرة اللى فاتت … و انا لسة منستش البت اللى زعلتك هناك لو شوفتها هضربها فقوللها خافى على نفسك اصل روان مستحلفالك … و الـ…
نسمة بمرح :
_ اية دا كله الوصاية السابعة دى و لا اية ؟؟
مى : بقولك اية يا روان انا همشى دلوقتى و ابقى كملى على الفون ماشى ..سلام
ترحل مى بعدما اندهشت من توديع روان الذى اشعرتها انها ذاهبة للمحاربة و لن تعود ابداً ، بعد مغادرتها ظلت روان تشعر بالضيق و الملل و ارادت الرحيل ، و عندما يأسو الفتيات منها اتفقو معها انهم سيستقلون لعبة واحدة و يرحلون ،بالفعل حدث هذا و رحلو بعد اخر لعبة اتفقو عليها عائدين بسيارة روان …
-فى المساء –
ينفتح باب المنزل لتدلف ريناد ، تتحرك بارهاق باتجاه والدتها الشاردة على الاريكة رغم التلفاز المفتوح امامها ، تميل لتقبل جبينها و هى تلقى التحية عليها
ترفع انظارها لريناد قائلة بتوتر :
_ انتى جيتى يا ريناد
يرتفع حاجب ريناد باستنكار قائلة بسخرية :
_ لا لسة …فى اية يا ماما؟
يظهر على نورهان الارتباك و تقول بنبرة توسل :
_ ريناد الله يرضى عليكى اتصلى باختك شوفيها فين ..
تتنهد ريناد قائلة بنبرة اطمئنان مستقيمة فى وقفتها:
_ اهااا .. لا يا ماما متقلقيش انا لسة مكلمها و قالتلى هتتاخر نص ساعة بس
تزفر نورهان بارتياح فتتابع ريناد حديثها مضيقة عينيها و قائلة بتسأول :
_ بس انتى بتسألى على ريماس ليية ؟؟
تنتفض نورهان من موضعها قائلة بفزع :
_ ريماس مين ؟؟ انا بقولك على روان ..
تنصدم ريناد فهى لم تلاحظ غياب شقيقتها الاخرى ، تقول بعصبية :
_ رواااان فين ؟؟
تجيبها نورهان و الدموع ترقرق فى عينيها قائلة بخوف و قلق :
_ مش عارفة ؟؟ هى خرجت مع صحابها و راحت بالـ..
_ بالعربية مش كدا !!.. طب راحت فين ؟؟ طب من امتى ؟؟
قالتهم بضيق و خوف
نورهان ببكاء :
_ معرفش معرفش .. هى خارجة من الساعة 3
تاخذ ريناد هاتفها من الحقيبة الذى على ذراعها ملقية بباقى الحقيبة فى الارض ، يمر عشر دقائق لم تكف ريناد على الدق بروان الذى لم تجيب فى بادى الامر و من ثم ينغلق هاتفها الذى جعلت ثورت ريناد و خوفها يتصاعد ، على الجهه الاخرى لم تتوقف نورهان عن البكاء و العويل و التضرع لله بالدعاء ان تعود ابنتها …
بعد 5 دقائق اخرى يدق هاتف المنزل فتجرى والدتها عليه لتجيب بأمل
نورهان بنبرة متلهفة :
_ الو رووان
_ الو يا طنط انا مش روان انا صاحبتها نسمة
نورهان بقلق :
_ روان فين يا بنتى ؟؟ مش بترد على تلفونها لية ؟؟
ياتيها صوت نسمة المتردد هاتفة بـ :
_ بصى يا طنط من غير استفسار كتير .. بنتك فى مستشفى ******* تعالو بسرعة الحقوها
و ينهى الطرف الاخر المكالمة سريعاً دون توضيح تاركين نورهان تأتى بأبشع الافكار و هى تتخيل انها تفقد ابنتها ، لم تستحمل هذة الفكرة و ظلت تبكى و تصرخ باسم روان حتى وصل صوتها لجيرانها ، تركض إليها ريناد و هى تتوسلها بان تهدأ ، فهمت بضع كلمات من صراخها و الذى فسرت سبب بُكائها
_ اختك … مستشفى ****** … نلحقها
هذه هى الكلمات التى فهمتها ريناد من وسط صراخها و لطمها ، يدق الباب فتعدل ريناد من هيئتها و تفتحه فترى امامها “زينب و علاء و ام عزة و رجلين من جيرانهم ”
زينب بقلق اردفت :
_ فى اية يا ريناد ؟ امك عمالة تصوت دلوقتى لية ؟؟
يروا نورهان جالسة فى الارض و تبكى فتتجه لها زينب و الجارة ام عزة دون استئذان ، حاولو معها ان تهدأ فلم تستجب لهم و بعد فترة هدأت من الصراخ و البكاء بصوت عالى بعدما اُرهقت و لكن مازال دموعها تنهمر …
تركت ريناد والدتها فى رعاية زينب و ام عزة و ذهبت سريعاً للمستشفى و معها علاء الذى ابى ان يتركها تذهب بمفردها ، قابلو ريماس فى طريقهم و اصطحابوها معهم و القلق و الخوف تملكهم جميعاً …
وصلو للمستشفى فركضت ريماس تسأل فى الاستقبال عن الغرفة الذى بها شقيقتها و لكنها اندهشت بعدم وجود اسمها فى قائمة المرضى هنا ، توجهت لريناد بصدمة و هى تخبرها بذلك ، لم تكن تنهى حديثها و هى ترى حلا و سلمى و نسمة يتوجهون لها و يخبرونها ان يلحقو شقيقتهم ..
حلا بارتباك :
_ ريناد روان فى اوضة 217 الدور الثالث الحقيها بسرعة … انا و البنات هنمشى بقا سلام
يهرولو للخارج تتابعهم 3 اجواز من العيون المندهشة ، يتابدلو النظرات القلق فتتحدث ريناد بعصبية :
_ يلا بينا احنا واقفين لية !!
فى غرفة بالمستشفى
_ اخرصو انتو الاتنين … جاوبى بسرعة و بأدب على اسألتى مش بنلعب احنا هنا … اسمك اية ؟؟
قالها شخص بحزم يبدو من هيئته انه ظابط ، جاوبته روان بتوتر و هى تفرك يديها فى بعضهم :
_ اسمى روان عبدالله فايز
دون هذا فى الورقة الذى بيده مكمل بتسأول بنفس نبرته الحازمة :
_ عندك كام سنة ؟ و ساكنة فين ؟ ليكى اخوات ؟؟ و عايشة مع مين ؟؟
تمتمت باستنكار :
_ اية الاسئلة دى ؟؟ هو متاكد انه ظابط ؟
الظابط بنفاذ صبر :
_ جاوبى يلا
_ عندى 18 سنة و 7 شهور و ساكنة فى الـ**** شارع ال**** و ليا اختان و عايشة معاهم و مامتى كمان .. و قبل ما تسأل ببايا فين فهو متوفى
هتفت بهذا بارتباك ، الظابط بجدية :
_ الحالة الاجتماعية و الديانة و بتشتغلى و لا لا و داخلة كلية اية ؟؟
رفعت حاجبها بالاضافة الى شفتها العلوية قائلة باستنكار ساخر :
_ هو انت هتعملى محضر و لا شهادة ميلاد !! و شوية و هتقولى اسامى كل اللى تعرفيهم وبتغسلى سنانك كام مرة فى اليوم و لونك المفضل و اكلتك المفضلة و بتنامى الساعة كام و كل دا !!
الظابط بأبتسامة بسيطة اردف بـ :
_ طب كويس انك عرفتى اسالتى يلا جوبى عليهم بقا ..
تقترب منه روان بشر و هى تسأله بحدة :
_ انت متأكد انك ظابط !! ورينى الكارنية بتاعك كدا
يتحدث المسجى على الفراش بتعب قائلا باصرار :
_ انا عايز اعملها محضر دلوقتى … و شوف لو معها رخصة اصلاً و لالا
تشتعل عينها غضب و هى تقترب من قدمه الموضوعة بالجبس :
_ انت تخرس خااالص .. انت لسة حسابك بعدين … انا اللى عايزة اعمل فيه محضر لو سمحت
الظابط بضيق :
_ انتى ازاى تكلميه كدا و انا واقف … هو ممكن يعمل فيكى محضر دلوقتى و تباتى فى الحجز انهاردة .. بعدين على اى اساس تعملى محضر
_ على انه بيعاكسنى و هو اصلا اللى رمى نفسه قدام العربية
نظر له الظابط و اردف بشك :
_ الكلام دا حقيقى
ضغطت بالخفاء على رجله المتجبسة حديثاً و ذراعه المجروح ليصرخ بـ:
_ اهااااااااا
روان ببراءة و هى تشير له مصطنعة الحزن :
_ شوفت اهو لا جيت جمبه و لا حتى غصبته على الكلام … اعملى محضر فيه دلوقتى
دق الباب و اندفعت ريناد تدخل بسرعة تدور عينها فى انحاء الغرفة باحثة عن روان
ريناد بسعادة لرؤيتها سليمة :
_ روان انتى كويسة … الحمدلله يارب
تقترب منها ممسكة ذراعيها بكفيها و هى تتفحصها بعينها اذا كان بها مكروه او تأذت
تزفر بارتياح مرددة بحمد :
_ الحمدلله يارب الحمدلله … فى اية يا قلبى اية اللى جابك هنا
روان بابتسامة هتفت:
_ مفيش حاجة يا ريرى يا دوبك خبط واحد بالعربية و عايز يعملى محضر
تشهق ريماس و ينظر لها علاء باستنكار قائلا:
_ لا والله !! لا عادى خاالص و اية يعنى تخبطى واحد
ظلت تنظر لها ريناد بعصبية و دفعتها بخفة بعيدا عنها بغيظ ، فتحدثت ريماس و هى تزفر بارتياح بعدما رأت الاشخاص :
_ الحمدلله ازيك يا مازن ..
انتبه لها الظابط المدعو بمازن و ابتسم و جاوبها بمرح :
_ اهلا يا متر … متصدمنيش و تقولى انك محامية المجنونة دى
تضحك ريماس و تقول بنبرة مرحة :
_ لا انا فعلا هصدمك .. بس مش المحامية بتاعتها لا انا اختها ههه
ينصدم مازن و الشخص الذى صدمته روان بسيارتها ، الشخص بعدم تصديق :
_ دا بجد .. بقا انتى يا ريماس اخت البت دى
هتف علاء بغيظ :
_ هو انتى تعرفيهم يا استاذة ريماس و لا اية ؟؟
ريماس بأبتسامة :
_ اها اعرف الرائد مازن .. بس دا ..!!
امعنت النظر فيه من وسط الشاش و الضمدات الذى تملا وجهه ، فتهتف بمكر :
_ اها عرفته .. طب حلو … مازن طبعاً كدا مفيش محضر و لا حاجة .. و لا اية يا خالد
ظهر الارتباك على خالد فقهقهت ريماس بانتصار ، اما علاء فرمقها بنظرات غضب و غيظ
روان بعدم فهم :
_ لا استنو كدا انا مش فاهمة حاجة ؟؟ يعنى ريماس تعرفهم .. الاتنين .. يعنى انتو عارفين بعض
جحظت عينها بشر عندما توصلت لذلك ، لاحظها مازن فاردف بجدية لريناد :
_ انا افضل ان تاخدى اخت حضرتك للبيت و خليها تهدى و ابقى اعرضيها على دكتور للامراض العقلية لانها مش طبيعية … و انت يا استاذ خالد اتصل بحد يخليه معاك لانك مش هتخرج غير الصبح بالخرشمة اللى انت فيها دى …
ريماس بخبث :
_ استاذ خالد !!
مازن بتوتر بسيط :
_ ممكن يا متر دقيقتين بس … برة
تؤامى ريماس و تتبعه للخارج ، تنظر روان لعلاء الذى ملاءه الغضب و الغيظ قائلة بخبث :
_ منور يا علاء ..
علاء و هو يتجه للخارج :
_ انا خارج استناكم برة
روان بمكر :
_ اها لحسن تتخنق هنا يا عينى .. اخرج اخرج
تكمل لريناد :
_ يلا بينا من هنا يا ريرى
و تنظر لخالد قائلة بتوعد و شر :
_ المحك تانى ساعتها هفرمك بعربيتى مش هخبطك بس .. ابقى نط قدامى تانى
تشعر بكف يهبط على موخرة راسها من الخلف يتبعه قول ريناد بأسف :
_ اسكتى .. اسفين لحضرتك انا ممكن اتكفل بمصاريف العلاج و..
قاطعها بطريقة مهذبة :
_ لا مفيش اى داعى .. بس اخت حضرِتك تخلى بالها بس من سواقتها
ريناد بأبتسامة :
_ ان شاء الله …يلا
قالتها لروان الذى اشارت لرقبتها لخالد بقصد القتل ، تجذبها ريناد بقوة من ذراعها قائلة بحنق :
_ يا شيخة امشى بقا .. زهقتينى فى عيشتى
_ يعنى اللى فهمته انك هتعملها مفاجاءة يوم الخطوبة و عايزنى اقنعها بالفستان اللى مجهزهولها .. مش كدا!!
هتفت بها بحماس مبالغ فيه ، جاوبها بمرح :
_ ياريت بس من غير ما تبوظى الدنيا
تلوح بيدها بنفى قائلة بتأكيد :
_ لالا متخفش انا هظبطلك كل حاجة
و تنظر له بمكر مستردة حديثها باهتمام مصطنع :
_ بس سؤال صغير كدا
نظر لها بحيرة فأكملت بـ:
_ انت لسة مُصر تكمل معها بعد الطريقة اللى كلمتك بيها الصبح!! .. ” و تابعت تبرر لها ” .. معلش هى طريقتها كدا و كل الرجالة بتكلمهم كدا و يمكن اكتر و…
قاطعة بأبتسامة قائلاً:
_ تعرفى يا استاذة ريماس لو مكنتش ردت عليا كدا كنت هصرف نظر عن الجوازة كلها ..
ترفع شفتها العلوية باستنكار فيجيبها :
_ انا حبيت فيها التزمها و اخترتها على اساس اخلاقها و تعاملها بحدود مع اللى حواليها فى الاول و طبعاً حبيتها مش هقول محبتهاش … بس هى دى اللى كنت بتمناها و هى عجبانى كدا لعلمك .. فطريقتها الصبح عجبتنى و خلتنى متمسك بيها عن الاول كمان
……………
يخرجو الشقيقتان ليروا علاء واقف بالقرب من الغرفة و انظاره الغاضبة مثبتة على تلك التى تتحدث مع اخر ، تلمع عين روان بمرح و تنظر لريناد قائلة بدهشة مصطنعة :
_ هى اختك تعرف الناس الحلوة دى منين ؟ انا شكلى هفكر فى كلية حقوق كدا ..
علاء بغيظ نظر لها و قال بجدية :
_ يلا عشان نروح
اتجهو لحيث يقف مازن و ريماس لتودع ريماس مازن باحترام بعدما عرفته بشقيقاتها و عُرِفت علاء بانه جارها ، هاتفت ريناد والدتها و اطمنئتها بان روان بخير و انهم فى الطريق ليصلو للمنزل ، و فى السيارة لم تسلم روان من غضب ريناد الذى صُب عليها و لكنها تبادلته ببرود و عدم اكتراث فانزعجت ريماس و تشاجرو معاً و ظل علاء محتفظ بصمته فقط كل فترة يلقى على ريماس نظرات تتنوع من الغيظ و الغضب و التوعد شعرت هى منها بالرعب ..
وصلو المنزل و عزم علاء على فعل شئ خلال ما يصعد مباشرةً ، ام الفتيات فـ نورهان توعدت لروان و استلمتها من على باب البيت بـ عصاة المكنسة اليدوية و ظلت روان تركض و نورهان تطاردها
نورهان و هى تركض خلفها و بتوعد :
_ لا انا يا انتى يا بنت عبدالله … هخليكى تشوفى مفتاح العربية يجيلك حالة صرع …صبرِك عليا يا نسناس
فى الصباح
تستقيظ على صوت ضوضاء بالخارج و صوت اشخاص كثير متداخل يأتى من الخارج ايضاً، تنهض بنشاط لم تعرف من اين اتى و شعور بالسعادة تشعر به ، تفرك عنقها و هى تتجه لخزاناتها لاخراج اى شئ ترتديه ليجعلها تمر للخارج بعد سماعها لصوت رجال بجانب صوت والدتها ، ترتدى عباءتها السوداء سريعاً اعلى ملابسها البيتية و طرحة سوداء طويلة ..
تدلف لخارج و تتجه للحمام الذى بالخارج بخطوات سريعة ، يوقفها فى منتصف الطريق صوت والدتها ..
نورهان بنبرة مليئة بالسعادة :
_ ريمااس .. تعالى يا بنتى لهنا
تلتف لها فترأها جالسة و بجانبها السيدة زينب و ريناد و البسمة و السعادة تملأ وجههم .. تقترب بعدم فهم منهم فترى على الاريكة المقابلة لهم يجلس علاء و معه رجلين ..
تنظر لهم بدهشة و تلقى تحية الصباح عليهم و مازالت عينها تتجول بينهم بتسأول
تعطى لها والدتها الاجابة ؛ قائلة بابتسامة و مراوغة :
_ علاء و امه و عمامه جايين لـ..
تنظر لها بتسأول و حيرة و دقات قلبها تتسارع ؛ تتابع والدتها بسعادة حاولت عدم اظهارها حتى تتم موافقتها:
_ جايين يخطبوكى يا ريم .. ها موافقة !!
_هتوافق ازاى بلبس العزا اللى هى لابسة!!……………………………………………… يتبع