رواية إمبراطورية الملائكة بقلم/ياسمين عادل
<< إمبراطورية الملائكة >>
الفصل الثامن والعشـرين :-
ما لبث هذا الأبله من الإلتفات حتى وجد يدان تطولانه.. بينما كانت “رفيف” تحاول السيطرة على رجفة اعترت جسدها بالكامل، ولكنها اطمأنت قليلًا بوجوده.. فـ انزوت على نفسها مستندة على الحائط..
عندما اجتذبه “رائد” بعنف شديد نحوه ورفع ركبته فجأة ليصدمها بـ فُم معدته، فـ تأوه ذلك الغبي بتألم.. ليبرحهُ بعدها بلكماتهِ وضرباته الموجعة في أماكن متفرقة من جسده :
– كنت ناوي على إيه ياروح امك، دا انا اللي ناويلك على نية سودا
لم تكن قبضتي الرجل الرخوة بفعل مخدر ما يسير في شرايينهِ قادرة على النيل من “رائد” مما دعم موقف الأخير وجعله يطيح به يمينًا ويسارًا.
وقبض أخيرًا على رقبتهِ وهو يجأر بـ :
– شارب إيه يالا.. شكلك يدي على مدمنين
سالت قطرات دماءهِ الملوثه من أنفهِ وقد تشوشت رؤيتهِ وهو يحاول النطق بـ :
– ا.. انتـوا فهمتوا غلط يابيه آ….
لم يستكملها حتى، فقد بطح “رائد” رأسه بغتة ليسقط على ظهره وتسقط معهِ بعض المزهريات..
انحنى “رائد” وقبض على قدميهِ ثم سحبه للخارج بشدة.. مضى به قليلًا ليبتعد عن واجهة المتجر، ثم تركه بالشارع هكذا.. زحف الرجل غير قادرًا على النهوض، حينما سبّه “رائد” :
– لو شوفت وش أهلك تاني هنا هـ******** يا ****
وعاد مستوفضًا للمتجر.. ليجدها على حالتها المذعورة تلك ، لمحت في نظراتهِ شرًا مبيتًا لها.. فـ انكمشت كلما اقترب منها بهذا الإندفاع الغير المبشر، وفجأة رفع ذراعه لتتوهم إنه سيضربها.. فـ لثمت وجهها بكفيها تلقائيًا وهي تخنتم بـ :
– لأ
لتجد أصابعه تقبض على رسغها ويقودها من خلفه بعنف لم تراه سابقًا.. لم تكن ذو طاقة تُمكنها من المناقشة والجدال ، فـ مضت معهُ بطواعية حتى أجلسها بسيارته.. ثم عاد للمتجر كي يُتمم مهمة إغلاقهِ.
…………………………………………………………..
طرقت “برديس” باب غرفة “فاروق” قبيل أن تدخل، حيث استدعاها منذ قليل في أمر عاجل..
حال بخاطرها أن “طارق” قد رفع شكوى ضدها إليه، وإلا لما هذه المعاملة الجافة منه ؟
ولجت وفي رأسها عشرات الأفكار ، حتى فاجئها الجد بسؤاله :
– لسه عايزة تطلقي يابيري؟
حمحمت وهي تنظر إليه بثبات و :
– آه ياجدو ، حتى هو كمان مش هيرفض I’m sure. (متأكدة)
شبك “فاروق” أصابع كفيهِ سويًا وهو يسيّر الحديث معها :
– ليه متأكدة ؟
فأجابت مستندة على إعتقاداتها بعد هذه الفجاجة في المعاملة :
– أكيد هو كمان أتأكد إن دا في مصلحتنا
استمعا لصوت طرقات الباب.. فأخفض “فاروق” صوته وهو يشير نحو المرحاض المرفق بغرفتهِ :
– ادخلي الحمام ومتعمليش صوت
فـ استجابت له بإندهاش، وقد تملكها الفضول حول هوية الزائر.. استمعت لصوت زوجها، فـ تنغض جبينها بذهول و :
– إيه اللي جابه بدري النهاردة!
دعاه “فاروق” لمجالستهِ و :
– أقعد ياطارق
حاسة الشم خاصته كانت قوية بدرجة كبيرة.. فـ استطاع إستنباط إنها في مكان قريب أو كانت هنا قبل قليل.. ضاقت عيناه وهو يتسائل :
– هي برديس كانت هنا ؟
– آه، عرفت إزاي ؟
فـ لاحت بسمة متهكمة على ثغره سبقت حديثهِ :
– ريحتها
أمسكت” برديس” طرف كنزتها وتشممتها، فهي لم تضع عطرًا قبيل خروجها من غرفتها.. كيف له أن يكون حساسًا تجاه رائحتها هكذا!
أظهر “فاروق” ترددًا له ليثير ارتيابه، فسأله “طارق” بنفاذ صبر :
– ما تقولي ياجدي في إيه؟
تنهد الجد بسأم وهو يقول دفعة واحدة :
– بيري عايزة تطلق ، وكلمتني عشان ابلغك قرارها
وكأن شياطين الدنيا قد مستّه الآن.. قفز واقفًا من مكانه وقد غمم عيناه الغيظ :
– هـــي طــلبت منك كــدا ياجدي! ده أنا هطلع عليها القديم والجديد وحياة أمي
اضطربت “برديس” حين استمعت بنفسها لرد فعله المفاجئ.. وقبل أن ينصرف بهذه الحالة الغير واعية استوقفه الجد وهو يصيح فيه موبخًا :
– أقف هنـا كلمنــي ياولـد
فـ انفعل “طارق” قائلًا :
– دي زودتها أوي ياجدي، لو فكراني ضعيف و…..
– أســــكــت خــالص
قالها وهو يشير بسبابتهِ.. ثم قال بغضب تجلّى فى نظراته :
– انت بقى بتعامل مراتك بالهمجية دي ؟.. هو دا اللي اتفقنا عليه ياطارق؟، أتاري البنت عايزة تطلق بعد شهر ونص بس جواز، أكيد مستحملتش عمايلك وعصبيتك
كاد يبرر وما زال قيد عصبيته المفرطة :
– ياجدي انت متعرفش اللي حصل.. دي…..
– مهما كان، أنا مسمحش حفيدتي تتعامل بالشكل دا.. أمال لما اموت، هتعمل إيه في الأمانة اللي اديتهالك ياطارق ؟
لم يجيب، فتابع “فاروق” :
– أنا دلوقتي اللي بقولك طلقها، وانا هضمنلها الزوج اللي يراعي ربنا فيها ويعرف إزاى يحتوي أنثى
يود لو يفتك برأس حاله الآن من شدة الألم النصفي الذي أصاب نصف رأسهِ عقب ما قيل له من فعل قد ينفذه “فاروق” حقًا وهو قادر على ذلك.
…………………………………………………………
كانت قيادتهِ سريعة بشكل أرعبها.. حاولت أن تبدو متماسكة رغم الخوف المفرط المتملك منها ، ولكن مشهد التهام سيارتهِ للطريق لم يكن هينًا على أعصابها المتفككة.. فصاحت به فجأة :
– خـــــــفف الســــرعة
استدار برأسه نحوها يرمقها بغيظ شديد، ثم ألقى عُقب سيجارتهِ من النافذة وهو يزأر بـ :
– كنتي مستنية إيه عشان تتصرفي!! مستنية يحط إيده القذرة عليكي ولا يعمل فيكي حاجه ؟؟
ارتجفت وهي تحيد بصرها عن الطريق :
– أنا ملحقتش اتصرف، اتفاجئت بيه بيعمل كدا و.. و… معرفتش ، قصدي ملحقتش
فاجئها بقرارهِ الصارم :
– مفيش شغل تاني ولا فيه محلات، سمعاني؟
اتسعت عيناها بذهول وهي ترد بـ :
– مـستحيل، شغلي دا حياتي كلها
– وانا قولت كلمتي ومفيش بعدها كلام تاني
كان يزيد من سرعته ولا يبطئها.. وكأن الجنون قد أصاب عقلهِ ، فصرخت وهي تبكي بـ :
– أنا خـــــــايـــفــــة
بدأت السيارة تُهدئ من سرعتها وهو ينجرف بها لليمين.. وبدأت هي تسكن في مقعدها ، منتظرة وصولها للمنزل بفارغ الصبر.
…………………………………………………………
كانت نبرتهِ خفيضة وقد تبين فيها صدق مشاعره التي باح بها راجيًا الجد ألا يصدق تهديده :
– جدي انت متعرفش حاجه
فـ تعمد “فاروق” ألا يقطع تواصلهم قبيل أن يحصل على الإعتراف الذي ينتظره منذ بداية الحديث :
– هو إيه اللي مش عارفه! ؟
أطرق “طارق” رأسه قبل أن يردد :
– أنا بحبها، بحبها أوي ياجدي.. مش قادر أقبل فكرة إنها تفكر في حد غيري
ضرب “فاروق” على كتفه برفق و :
– ومفيش راجل يقبل دا يابني، لكن الستات دول أبواب.. لو معاك المفتاح هتعرف تدخل، مش معاك هتفضل محبوس بـرا.. أنت متهور ، ودا مش هينفع مع برديس ، بيري طول عمرها دلوعة أبوها وامها ودلوعتي أنا كمان.. البونبوناية بتاعت العيلة، وانا مرضاش إنها تعيش تعيسة
فرد “طارق” مستنكرًا :
– إنما ترضالي انا الكسرة مش كدا!
– لأ طبعًا مش كدا
كانت “برديس” تستمع لحوارهم بتركيز وإمعان شديدين.. وقد بدأ عنادها يلين ويرتخي ، تنهدت بضيق وهي تستمع له لأول مرة.. رغم كونهِ جاهلًا بأصول التعامل معها، إلا إنها استشعرت صدق مشاعره التي لم يبوح بها بشكل لائق في نظرها..
طال حديثه وكلامه المعسول عنها، والذي لم تصدق إنه يقوله بنفسه..
أنهى “طارق” عبارات طويلة اختزلها داخله.. وختم بـ :
– آسـف ، انا مش هطلقها ياجدي.. أنا ما صدقت إن حلمي اتحقق واتجوزتها ، تيجي انت تاخدها مني ببساطة كدا!!.. دا مش هيحصل ولو فيها رقبتي
وتقدم من باب الغرفة ليغادرها.. أراح “فاروق” ظهره على ظهر الأريكة المريحة منتظرًا خروج “برديس” إليه.
خرجت وعلى وجهها الكثير من علامات التعجب.. ليسألها هو :
– إيه رأيك يا برديس ، لسه عايزة تطلقي!
فكانت نبرتها أكبر دليل على حيرتها الشديدة :
– مش عارفه ياجدو
ومازال تاركًا الكرة في محيطها لتركلها كما تشاء :
– أنا هقولك إقتراحي.. اعتبري نفسك في فترة نقاهه، محتاجة تريحي جسمك ودماغك من التفكير ، ونشوف الأيام مخبية إيه
أومأت رأسها بتفهم ، حينما كان “فاروق” منبعج الفم.. مبتسم لما آل إليه الأمر أخيرًا، مستبشرًا بأن الأيام القادمة ستحمل لهم هواء نقيًا يغير من رياح أيامهم الصعبة تلك.
………………………………………………………
غاصت “رفيف” في سبات عميق بين أحضان “ندى” التي احتوتها منذ أن أحضرها “رائد” وهي في حالة لا يرثى لها.. أسندتها “ندى” برفق شديد على الوسادة، ثم نهضت بدون جلبة كي لا تزعجها.. وخرجت بصمت حذر.
كان “رائد” واقفًا بمنتصف الصالة لا يطيق جلوسًا، حتى رآها تقدم عليه.. فتأهب بقلق ليسألها :
– هي عاملة إيه ياندى ؟
– أنا مسيبتهاش غير لما نامت
زفر بضيق، حينما بادر “عماد” قائلًا :
– كويس إنك لحقت الموقف في اللحظة المناسبة يا رائد، ولو عليا أنا هضغط عليها عشان ترتاح اليومين دول قبل الفرح
– ياريت ياعمي ، عشان انا غلبت معاها طول الطريق ومفيش فايدة من كلامي معاها.. عن أذنكم
صحبه “عماد” ليبرح شُقتهم.. بينما تلوت شفتي “دريّة” بإستهجان وقالت :
– ياما قولت بلاش ومحدش سمع كلامي، آدي أخرتها.. مدمنين وقلة أدب و مسخرة ، ربنا يعافينا يارب
ضجرت “ندى” من حديث والدتها، فـ انسحبت من الصالة وهي تغمغم بتبرم.. وتابعت “دريّة” :
– خليكي انتي كدا عبيطة زيها، فينك يامروة.. انتي اللي نصفاني في البيت دا
……………………………………………………..
انتظرت “برديس” حضور زوجها بفارغ الصبر.. ولكن خاب أملها ، لم يحضر حتى بعد منتصف الليل.. فـ استسلمت لـ نوم عميق، وعندما حلّ فجرًا.. فتح باب غرفتهم ودلف للداخل، رغب بشدة التطلع إليها.. أيامًا طويلة مضت بدونها كانت گالظمأ.
دنى من الفراش ووقف ثابتًا يتطلع إليها، ولا تزال كلماتها الأخيرة معلقة بآذانهِ گالقرط الملتصق تأبى مفارقته.. لتذكره مرارًا بإنه ليس وحيدًا في حياة زوجته ، وإن كان له الجسد.. فقد امتلك غيره الروح والفؤاد، أطبق جفونهِ بإنفعال وسار مبتعدًا عن جمالها الذي يُخدر عقله.. وبإنفراد تمدد على الأريكة منتويًا البقاء هنا حتى الصباح.
………………………………………………………….
ليلة مــلـكـية..
ينتظرها الجميع بشغف يآكل داخلهم، ولكل منهم مبتغاه.
جلس أفراد العائلة الكريمة حول مائدة واحدة مجتمعين لأول مرة منذ خروج “فاروق” سالمًا من أزمتهِ الصحية.. وضع “فاروق” لقيمة من القشدة المخلوطة بعسل النحل الصافي بفمه يتلذذ بمذاقها وهو يردد :
– الحرمان من الحاجة اللي بنحبها وهي قدامنا وحش أوي ياولاد
رفعت “ميسون” الصحن من أمامه وهي تهتف :
– النفس آمارة بالسوء يافاروق، براحة على نفسك
نقل “فاروق” نظراتهِ لـ “عاكف” يرمقه بخبث، ثم سأله :
– مالك ياعاكف، مش على بعضك ليه ؟
فأجاب مواريًا ربكته :
– مفيش ياحج سلامتك
– جاهز تحضر فرح ابنك الوحيد ؟
فـ قوس شفتيه بغير رضا.. وقبيل أن يجيب بادرت “فريدة” نيابة عنه :
– طبعًا جاهز ياعمي، دا حتى وصاني أجيب هدية مميزة لرفيف.. عشان يقدمها بنفسه في الفرح
وثبتت نظراتها المغزية عليه والذي فهمها على الفور.. حينما قالت “ناهد” بإستعلاء :
– مكنتش متخيلة إنك هتتقبلي بنت بالمستوى دا لأبنك يافريدة.. كنت فكراكي هتختاري واحدة تليق بيه، خصوصًا إن معندكيش غيره تفرحي بيه
گالملح المسكوب على جرح مفتوح ومازال قيد النزيف.. كانت كلماتها قاسية بحد سمح بإيذاء أكثر من فرد.. أهمهم “فريدة” ، و”رائد”، اللذان تأثرا بشدة.. فلم يطيل “رائد” صمته، ترك السكين من يده بإنفعال وقال :
– مش ناوية تهتمي بـ برديس شوية بقى يامرات عمي.. يمكن تشغلك عننا شوية
فـ تدخلت “ميسون” :
– معلش يارائد، الحية بتموت وسمّها في لسانها
فـ ابتلع “عاصم” ما يلوكه ليردف:
– خلاص يامرات أبويا ، ناهد مقالتش حاجه غلط.. بس انا مش مستغرب، ما أبونا عملها قبل كدا واتجوز أم عاكف.. يعني دي وراثة
فـ صاح “عاكف” وهو يحدجه بنظرات متقدة :
– قصدك إيه ياعاصم ؟
حينما ضرب “فاروق” على سطح المائدة وقال بعصبيه :
– آخـر مرة أحذرك ياعاصم، خلي بالك من كلامك
ارتشفت “برديس” آخر رشفة مياه في كأسها ثم تأففت بضيق وهي تتابع تناول طعامها بدون اعتناء لما يجري..
فـ قام “طارق “بتبديل كؤوس المياه خاصته وخاصتها ليكون المملوء لها.. ابتسمت وهي تنظر إليه، فوجدته واجمًا كما هو ، عبست من جديد وهي تردد بتذمر :
– يـا بــاي، عليك تكشيرة تقفل اليوم كله
كانت “إيمان” تراقبهما محاولة أن تحلّ لغز علاقتهم. حيث أن ابنها الوحيد يأبى التحدث معها حول علاقته بها والتي تعتبر شبه مُدمرة رغم آباءهِ.
ابتسم “عادل” وهو يكتب رسالة نصية ردًا على “ندى” التي تراسله.. ثم نهض عن المائدة و :
– أنا لازم اخرج أخلص حاجه مهمة قبل ما استعد لفرح رائد
فوقف “عاكف” أيضًا :
– خدني معاك ياعادل
نظرت “فريدة” صوب ولدها و :
– طلعني أوضتي يارائد، ورايا حجات كتير.. النهاردة الفرحة الكبيرة
التفت “طارق” بنظراته لها يتابع إيماءات وجهها وسط ما يحدث من كلام زيجة “رائد”.. فوجدها تأكل طعامها بنهم وكأنها تستر مشاعرها بهذه الطريقة.
وقف “عادل” يتأمل صورة الثوب الذي أرسلته “ندى”.. وتخيل كيف سيكون إذل ما ارتدته ، ليرى مدى جمالها.. فكتب لها :
– شيك جدًا، هتبقى Princess النهاردة
دقق “عاكف” نظراته لأخيه و :
– بتضحك على إيه ياعادل ؟
فـ انتبه له وعاد يرسم وجهًا طبيعيًا :
– ولا حاجه، أنا طالع اغير هدومي
تعلقت نظرات “عاكف” به وهو يحدث حالهِ :
– شكلنا كدا هنعمل فرح تاني قريب، وماله.. خلي شهيرة تتشغل بعيد عننا بمرات ابنها
…………………………………………………………
انتهى “طارق” من ارتداء حُلتهِ الفضية اللامعة، ووقف يعقد رابطة عنقهِ الزرقاء والتي اختارتها “برديس” بنفسها لتناسب فستانها الأزرق البراق.. ثم عزز أناقته بعطر هادئ غير صاخب..
رفعت شعرها عاليًا بتصفيفة رائعة للأعلى ووضعت قطع ماسية زرقاء بين منحنياتهِ.. وتركت بعض خصلاتها تتدلى على رقبتها من الخلف.
وقف يتطلع إليها وهي تنهي لمساتها الجميلة على بشرتها، ثم سحبت حقيبة صغيرة فضية تتماشى مع حذاء مرتفع فضي متلألئ.. وسارت صوبه وهي تبتسم :
– I am ready
فتح الباب على مصرعه وانتظر أن تمضي، ثم خرج من خلفها بصمت وأغلق الباب.
ولج “عاكف” لحجرته متذمرًا من تأخير “فريدة” في الإستعداد..
بحث بعينيه ليجدها أمام الخزانة وتغلقها، فـ قال :
– كل دا تأخير يافريدة؟
دفعت مقعدها نحوه ليتبين شكلها له.. إمراة فاتنة تتحدى بجمالها بنت الثلاثين ربيعًا، منذ زمن لم يراها بهذا الشكل البديع.. لقد أضفت مساحيق التجميل على هيئتها عمرًا جديدًا، وثوبها الأحمر الناري قد أشعل من فتنتها أكثر.. وهذا الحجاب الذي طوقت به رأسها قد تلألأ في عيناه.
حدق فيها بعض الوقت، ثم دنى منها :
– إيه دا يافريدة ؟ انتي… انتي زي القــمر، مش مصدق إن دي انتي ؟
لم تستطع منع ابتسامتها من البزوغ على وجهها.. فـ جلس أمامها القرفصاء وتابع :
– إيه رأيك نقضي يومين في الفندق اللي فيه الفرح؟.. أنتي رجعتيني النهاردة لأيام الصبا من تاني
بسطت يدها له بعلبة مخملية وردية، ثم أردفت :
– دي الهدية اللي هتقدمها لرفيف، هتلبسها بنفسك وتبوس راسها كمان.. انت حماها وفي مكانة أبوها دلوقتي
زفر “عاكف” بسأم وهو يحني بصره، التقطها وتفحص محتواها ليجد عقدًا ماسيًا جمع بين قطع الزمرد والياقوت الأحمر.. فـ جحظت عيناه بذهول و :
– عقد زي دا تهادي بيه البت دي، بنت الحواري!
فرمقته بإشتعال و :
– بلاش انت ياعاكف، انت أكتر واحد مينفعش تتكلم عن الحواري.. الحواري مليانة ناس أصيلة ، وأمك الله يرحمها أكبر مثال على دا
وكأنه تنغزه ببطء ليتألم أكثر.. نهض واقفًا ، فاستطردت :
– يلا عشان منتأخرش، انت أبو العريس ولازم تكون هناك أول واحد
ثم قادت مقعدها غير عابئة بأي شئ آخر سوى ليلة ابنها.
…………………………………………………..
كان المُصور المحترف يتحرك من حولها يمينًا ويسارًا أثناء وجودها بغرفة تجهيزها بالفندق المقام به حفل الزفاف.. يلتقط لها أجمل الصور الفوتوغرافية والمقاطع القصيرة لصنع فيلم تذكاري عن تلك الليلة.. فـ ضحكت وابتسمت وابتهجت حتى خرج لها العديد من التُحف التصويرية..
حتى إنه أتم مهمة جلسة تصويرهما معـًا بحرفية..
وضعت “رفيف” كلتا يديها على كتفه، وابتسمت بسعادة شديدة وهي تنظر إليه.. فقال المصور :
– معلش ممكن تميلي بضهرك لورا ، وأستاذ رائد يسندك
فـ اعترض “رائد” :
– بس دي فكرة قديمة أوي!
– بالعكس، فكرة السند في صور الزفاف مهمة جدًا حتى لو اتكررت بين العرايس
فبادرت “رفيف” بتعمد :
– فعلًا، السند مهم أوي
طبق “رائد” ما قيل كي يسلم من ردودها المثيرة لإنفعاله..
وفي صورة أخرى ، وقفت “رفيف” ومن خلفها زوجها يُقدم على تقبيل نحرها.. موضع الوريد تحديدًا، أطبقت “رفيف” عيونها بإستسلام لهذا الشعور الدافئ الذي تسلل لعنقها.. فـ التقط المصور اللقطة تلقائيًا قبيل أن تفتح “رفيف” جفونها .
جلست “رفيف” أعلى أرجوحة كبيرة تتوسط منظر طبيعي خلاب، واهتم “رائد” بتحريكها برفق.. ليتطاير ثوبها وطرحتها وسط هذا الجو البديع فـ تُلتقط صورة أخرى.
— بداخل قاعة المناسبات بالفندق..
حضر عددًا كبيرًا للغاية لحضور زفاف نجل عائلة “العامري”.. ووقع على عاتق “عاكف” الإهتمام بالضيوف.
بينما بقيت “فريدة” بمقعدها قريبة من “الكوشة” على طاولة جلس عليها “طارق” وزوجته بجوار “إيمان”.. و”ميسون” بصحبة “فاروق” وبجانبهم “عاصم” وزوجتهِ..
في حين احتفظ “عادل” بمقعدًا لنفسهِ بجوار والدتهِ وبالقرب من طاولة عائلة “رفيف” الذين حضروا بدون “مروة”.
نظرت “إيمان” بنظرات مزدرية تجاه “فريدة”.. فلم تتخيل إنها ستكون بهذا الشكل الرائع حقًا، مالت بجسدها على “ناهد” وغمغمت :
– في واحدة في السن دا تلبس أحمر!.. عيب عليها ما تحترم سنها شوية؟
فـ تلوت شفتي “ناهد” و :
– يعني خدتي بالك من الأحمر بس، مش شايفة الجزمة اللي كعبها ١٠ سنتي والمكياچ الخمسة كيلو.. و ياريتها جوازة عدلة ولا تشرف، يلا احنا مالنا
فسارت الأخرى على نهجها :
– صحيح احنا مالنا؟
نظر “عاصم” بإعجاب لزوجة أخيهِ.. ولم يكبح رغبته في التعبير عن ذلك :
– آنتى النهاردة حلوة بزيادة يافريدة ، حرام عليكي دفنتي نفسك كل السنين دي.. احنا نسينا أنك ست حلوة
خجلت “فريدة” من كلماته وأطرقت رأسها، وكأنها لأول مرة تتلقى كلمات لطيفة :
– ده من زؤك ياعاصم
فتأججت نيران الغيرة بقلب زوجته التي لا يذكرها ذكرًا طيبًا قط.. وهدرت بإنفعال اجتهدت لتضبطه :
– إيه ياعاصم مالك، لو جوزها قاعد كان زمانه مسك فيك!..
فـ تدخل “فاروق” وهو يؤكد :
– الحق لازم يتقال ياناهد ،إسمها فريدة وهي فريدة فعلًا ، انتي الحسنة اللي عملها عاكف في حياته يافريدة
فـ ابتسمت “ميسون” وهي تؤدي دورها :
– ربنا يسعد قلبها برائد ويعوضها خير بذريته
تأففت “إيمان” وهي تنظر لـ “برديس” و :
– وانتي عاملة إيه يابيري؟ مش بشوفك كتير في حديقة القصر زي الأول!
– كنت مرهقة شوية ياعمتو
تجرعت “ناهد” كوب كامل من المياه الباردة.. وكأنها تستمع لطشيش اصطدام الملتهب بالبارد، ثم انتقلت بإبصارها نحو “عاكف” لتجده منهمكًا بإستقبال الضيوف.. فـ عادت تنظر إليهم و :
– هما هيتأخروا كتير ولا إيه ؟.. الساعة بقت تسعة إلا ربع
وهنا تحديدًا انخفضت إضاءة القاعة وتم إغلاق الأبواب الرئيسية.. وتحرك “عاكف” ليسقر في مقعده ، تأهب جميع الحضور لظهور العروسان.. بينما تمتمت” دريّة” :
– أخيرًا رضيوا عننا وجم ، داانا قربت اتجمد من كتر القعدة
فأجاب “عماد” بلين :
– بصي يادرية بصي، خلينا نشوفهم وهما داخلين
بدأت الأدخنة البيضاء ذات الرائحة الجميلة تغيم الأجواء لتحجب عن الناس بعض من الرؤية.. والألعاب النارية اشتعلت في القاعة إستعدادًا لدخول العروسين..
بدأت الأدخنة تتلاشى والرؤية تتضح، فـ إذ بـ “رائد” يتوسط القاعة ممسكًا بباقة زهور بيضاء تم تغليف أغصانها بفصوص اللؤلؤ.. طلتهِ جذابة ، وعيون البحر خاصتهِ يبرقان وسط الأضواء.. والعروس مازالت مختفية، بحثت “فريدة” بعيونها وهي تردد بتعجب :
– هي رفيف هتدخل لوحدها ولا إيه ؟
فسخرت “إيمان” قائلة :
– لأ هتدخل راكبة على العصايا السحرية
ثم كركرت و”ناهد” بنفس الوقت.. وأثناء بحث الجميع عن العروس، إذ بها تظهر وهي تجلس بداخل موكب طائر في الهواء.. ظهر من أعلى القاعة، صفق الجميع وتعالت الموسيقى المبهجة مع ظهورها، وبقيت تتحرك بموكبها في الهواء حتى اقتربت منهُ.. توقفت أمامه، فـ اقترب منها يساعدعا على النزول ، قدم لها باقة الزهور.. ثم احتضنها بقوة وحملها عن الأرضية، ودار في حلقات وحلقات وسط تهليل الجميع وزعاريد البهجة تحاوطهم..
أدمعت عينا “فريدة” وهي تضغط بأظافرها على ساقيها.. تود لو كانت تستطيع الوقوف منتصبة الآن، لتسعد بسعادة وحيدها.. ولكن اللعنة على عجز تملك من ساقيها فبقيت عاجزة عن التعبير.
في حين أن “عماد” أيضًا أدمع بفرح.. فلاحظت “دريّة” ذلك وخفق قلبها لزوجها :
– انت بتعيط ياعماد!!.
– كان نفسي عبد المنعم يكون معانا، الله يرحمه
فطوقت كفه بحنان و :
– الله يرحمه، متزعلش ياخويا.. انت عملت اللي عليك مع بناته وربنا شاهد، انت راجل ياعماد، صحيح انا مش بطيق بنت الأجنبية ولا سيرتها ، بس هي برضو من دمك.. متعيطش بقى أحسن والله الدمعة تفر من عيني
قبّل “عماد” رأس زوجته و :
– حتى لو محبتيهاش، عيشتي سنين شيلاها في بيتك.. ربنا يخليكي لينا يادرية
رقص قلبها بهذه الكلمات البسيطة التي تسعد قلب أي امرآه.. وأخذت تطالع “رفيف” بسعادة أكبر عقب كلمات زوجها التي أيقظت شيئًا ما بداخلها قد تغبّر بفعل السنين.
كانت رقصتهم الكلاسيكية الأولى محطّ إعجاب الجميع، وكأنهما ما خُلقا إلا ليتمما بعضهما.. راقت العروس للجميع بجمالها الحسن والغير متكلف.. فستانها الرقيق الناعم وطرحتها الطويلة وتاج رأسها ذا التصميم المبدع.
وبعد انتهاء رقصتهم الأولى تم فتح المداخل الأساسية لإستقبال الوافدين المتأخرين.. فكانت أول الحضور “مروة”..
التي لم تنوي الحضور إلا في الساعات الأخيرة من اليوم، ولجت بصحبة شاب ما يبدو إنه في نهاية الثلاثينات من عمره، تأنقت واهتمت بزينتها من أجل الحضور.. متجاهلة أي اعتبار آخر قد يجعلها أشد قهرًا، اعترتها ربكة مع رؤيتهم بجانب بعضهما البعض گالتؤام الملتصق.. أحست بالظُلم ، فـ شاطرها ذلك الصديق حزنها قائلًا :
– انتي كويسة يامروة!
فقالت بمرارة شديدة :
– مضطرة أكون كويسة
ثم بحثت بعيناها عن طاولة عمها :
– تربيزة عمي هناك اهي، تعالى نقعد معاهم
فـ اقترح عليها :
– طب إيه رأيك تسلمي على أختك الأول ؟.. متهيألي يكون أفضل
– لازم يعني؟
– بصفتي دكتورك بقول لازم، وبصفتي صديق جه معاكي النهاردة عشان يدعمك بقولك إن أختك مظلومة بينكم ولازم تاخدي صفها
أومأت برأسها و :
– حاضر
– وانا هستناكي هنا
وبالفعل راحت تتوجه نحوهم لمباركة زيجتهم، عانقتها بقوة.. ولم تطيل في ذلك ، ثم ابتعدت قدر ما تستطيع، حتى وصلت إليه مرة أخرى.. تنهدت بثقل و :
– خلاص ، يلا نقعد
واقتربت من طاولة “عماد” الذي سرعان ما وقف لإستقبالها بإندهاش :
– مروة! مش قولتي عندك شغل ضروري يابنتي
– عرفت استأذن واجي ياعمي
ثم أشارت له وهي تعرفهُ لهم :
– دا زميلي في المكتب، عزمته على الفرح
صافحه “عماد” :
– نورت يابني، اتفضل
صافحهم “عماد” بالتتالي ثم جلس وسط نظرات “دريّة” المتفحصة والمعجبة في آنٍ.. والتي توددت في الحديث إليه متمنية أن يكون ذاك هو النصيب الجديد لـ “مروة”.
على جانب آخر.. كانت “ندى” تحاول أن تبعد ناظريها عنه، ولكنها فشلت في ذلك.. وحتى هو لم يخفض نظراته الوالهه عنها ، حتى لاحظت “شهيرة” ذلك.. انشرح صدرها أخيرًا وهي تواري ذلك وتكنّه في صدرها، فقد طال إعتكاف وحيدها عن الزواج والحب وكل أشكال الإرتباط.. والآن ستبدأ بإستشعار الطمأنينة حال إتخاذه خطوة گتلك.
مضت “ندى” لترقص وسط حشد الفتيات اللاتي أشعلن الحفل بالرقص.. كذلك “رفيف” التي توسطتهن ترقص بحق گأفضل عروس راقصة، ورغم أن حركاتها كانت بسيطة گتعبير عن سعادتها لزواج “رفيف”.. إلا إنه أثارت غيرتهِ وضيقه، خاصة عندما تسلطت الأضواء والكاميرات عليها لتعرض على شاشات القاعة.. امتعض بشدة وأمر المسؤول عن تصوير الحفل كاملًا بعدم الإهتمام برقص الفتيات.
وفي نهاية الفقرات أحيا الحفل أحد المطربين الكبار، والذي تهافت عليه الجميع.. وقف المطرب بجوار العروسين يغني ، وشارك “رائد” في الغناء لها وبذراعه يطوقها بسعادة.. وهي لا تقل عنه بهجة.
الجميع شاهد على سعادتهم التي بدت لهم لا مثيل لها، ابترعت “رفيف” تمثيل دور العروس السعيدة المبتهجة التي ترقص وتغني لزوجها وتبادله الرقص.. وداخلها قد يبس وتجمد وهي تجبر حالها على ذلك.
أما هو ، فقد صدق وبرضا شديد وكأن رغبته قد تحققت ومر الحفل كما حلم به وأكثر.
وبعد غياب طويل لـ “عادل” الذي اختنق من أجواء الحفل.. خرج ليكون منفردًا، بحثت “ندى” عنه كثيرًا ولكنه اختفى تمامًا.. تضايقت كثيرًا، ولم تفكر سوى في البحث عنه بالخارج، وما أن لمحته يقف بظهره.. كأن الروح قد عانقتها من جديد، أضطربت أنفاسها وهي تقترب منه.. تحرجت كثيرًا من التحدث إليه، ولكنها أقدمت على ذلك..
حمحمت و :
– آحم
لم ينتبه لها، حيث كان الشرود مسيطرًا عليه.. فطرقت بأصبعها على كتفه، ليلتفت إليها فجأة.. ابتسم فور رؤيتها وقال بوداعة تناقض ضيقه منها :
– جاية هنا بنفسك!
أطرقت رأسها ثم أجابت :
– خلاص الفرح بيخلص ورائد بيدور عليك عشان تسوق عربيته
فـ انبعج فمه و :
– بشرط، تركبي معانا.. هنوصلهم وارجعك البيت
فقالت بحماسة :
– موافقة
قطب جبينه بإنزعاج عندما تذكر و :
– على فكرة رقصك حلو، بس متعمليش كدا تاني
لم تعقب عقب أن أحست بوهج يتملك بشرتها ، بينما تابع هو :
– قصدي مش من حق حد يشوفك بترقصي
وبين خلجات نفسه استكمل العبارة الناقصة :
– غيري
أومأت رأسها برضا و :
– عندك حق، مش هرقص تاني
فتح كفه لها و :
– أتفقنا
ولأول مرة يمسك كفها ذا الأصابع الرفيعة، لم يتركه إلا بعد برهه من الوقت.. مستمتعًا بملمسهِ الناعم ومتمعنًا النظر في ملامحها التي برز نضجها مع تغييرات أدوات التجميل ومساحيقها٣.
………………………………………………………….
عادت “ندى” تستقل مقعدها الأمامي في السيارة عقب أن اطمئنت على صعود العروس الجميلة لمنزل الزوجية.. فسألها “عادل” :
– خلاص اطمنتي ؟
– آه، بابا اتصل بيا وقولتله إنك هتوصلني
تلوت شفتيه وهو يردد بعدم رضا :
– كنت فاكر والدتك هتيجي معانا، بس استغربت من رفضها
ورغم حرجها من موقف والدتها إلا إنها بررت :
– أصلها تعبت شوية ومقدرتش تيجي، عشان كدا بابا روح معاها
بدأ “عادل” في قيادة السيارة.
حينما كان كل من العروسين في مكان..
انتهى “رائد” من وضع أشكال الطعام وألوانه على الطاولة الجرارة الصغيرة.. ثم خرج وسحبها خلفه، ولج غرفة نومهما مستعدًا لقضاء ليلة لم يقضيها في حياتهِ، ليتفاجأ بها غير موجودة بغرفتهم.. عقد حاجبيه وبحث عنها هنا وهناك، حتى رأى إضاءة غرفة الإطفال من أسفل الباب.. فـ مضى ببطئ وحاول فتح الباب، ولكنه كان موصدًا من الداخل، هبّت “رفيف” من جلستها ووقفت خلف الباب.. بينما سأل هو بتوجس :
– رفيف! بتعملي إيه هنا؟
فقالت وقد ظهرت رجفة في صوتها:
– أنا هنام هنا ، ومتفكرش إن في أي حاجه ممكن تحصل بينا
تلاشت أحلامه في ثانية واحدة ، واحتقنت عيناه بغيظ شديد عقب ليلة مبهجة قضاها ليقول :
– انتي شايفة كدا؟
أطبقت جفونها و :
– آه
– بـراحتك.. براحتك على الآخر
ومضى مبتعدًا عن الغرفة.. استمعت بعد لحظات لصوت شئ تهشم، فـ انقبض صدرها أكثر..
بدأت تفيق من غيبوبة أصابتها طيلة اليوم، وتجمعت الدموع في عيناها عقب أن كبحتها طويلًا.. انفجرت گالبالون المنتفخ، وارتمت على الفراش الصغير تنعي حظها الذي أفسد أجمل ليالي حياتها على الإطلاق.