رواية إمبراطورية الملائكة بقلم/ياسمين عادل
<< إمبراطورية الملائكة >>
_ الفصـل الثاني :
زفر “عاصم” وقد ضاق صدره من هذه الفكرة، وقال بزمجره :
– يعني إيه يعني يابابا؟ هنقعد هنا غصب عننا
فقال “فاروق” بتعنت :
– آه، واللي مش عاجبه يشرب من البحر
ضرب بعصاه الأرضية، ورغم بحة صوتهِ إلا إنه صاح فيهم :
– ويكون في علمكم، أنا بجهز وصيتي وهبيع كل أملاكي ليكم بيع وشرا.. واللي هيخرج عن طوعي ولا هو إبني ولا اعرفه، ومالهوش جنية واحد من ثروتي، دا غير إن كل الأسهم بتاعتكم هسحبها منكم ومش هيبقى حيلتكم أي حاجة
تلعثمت “إيمان” مع ذكر هذا الحديث الذي حمل معنى خطير.. وقالت :
– آآ.. اللي تشوفه طبعًا يابابا، لو عايزني أقعد معاك أنا وطارق هنقعد معاك.. وكدا كدا حليم مسافر ومش هيرجع قبل راس السنة
فـ سرعان ما تحولت نظرات “طارق” الناقمة لوالدتهُ، وهمس :
– مـامـا!
فـ زجرتهُ بنظرة حامية و :
– أخرس ياولد، كلام جدك هيمشي يعني هيمشي
نظر “فاروق” بإتجاه “رائد” ووالدتهُ الراقدة على مقعدها بجواره.. ثم سأل :
– يعني مسمعتش صوتك يارائد، ولا انتي يافريدة!
فقالت “فريدة” بصوت راضِ :
– اللي انت عايزه هعمله ياعمي
بينما قال “رائد” بإتزان :
– وانا تحت أمرك ياجدي
ابتسم “فاروق” و :
– كنت عارف ردك يابني
ثم عاد يشمل الجميع بنظراتهِ و :
– النهاردة بعد الغدا، كل واحد فيكم هيقول آخر قرار ليه إيـه
ثم تحرك بخطاه المتأدة ليخرج ومن جوارهِ زوجتهُ ميسون، بينما بقيت النظرات الصامتة تدور بينهم.. كُل منهم لهُ لغتهُ التي يفهمها الآخر، وبقى سؤالًا واحدًا عالقًا بعقولهم..
هل حقًا سيتقبلون الوضع الجديد، أم سيرفضون؟
……………………………………………………………
– لأ وألف لأ
جأر بها “طارق” وهو يتجول گالمجنون ذهابًا وإيابًا بالغرفة.. رافضًا هذا الوضع الإجباري الذي فُرض عليه من قبل جدهِ، بينما كافحت “إيمان” من أجل تغيير رأيهِ لصالحهم المادي ومكانتهم في العائلة و :
- ياحبيبي افهمني، لو سيبنا القصر ومشينا جدك هيقاطعنا لآخر عمره.. وبعدين انت سمعت الدكتور، قال حالتهُ ميئوس منها وبينه وبين الموت خطوة
اقتربت منه ومسحت على كتفهِ وهي تستجديه :
– يعني كلها أيام ولا أسبوع بالكتير وكل حاجة ترجع لأصلها، بقى عايز تسيب كل دا لـ رائد؟
قوست شفتيها بإستنكار و :
– مش كفاية جدك ممسكة كُل حاجة بعد ما طرد عاصم وعاكف من إدارة المجموعة والمصنع!.. عايز انت كمان تسيب الجمل بما حمل لأبن فريدة!
زفر “طارق” أنفاسهُ بضيق، ثم قال علي غير إقتناع :
– يعني برضو هنقعد هنا!!.. ماشي ياماما، لو على الكام يوم دول استحملهم بالطول والعرض
ثم انتقل ليجلس على طرق المقعد وهو يتمتم :
– كنت ناقص انا أعيش مع رائد في بيت واحد!
……………………………………………………………
في الغرفة المُجهزة لأجل “عاكف” وزوجتهُ..
كانت نظراتهُ المحتقنة عليها، وهو يسحب أنفاسًا من سيجارتهُ بغيظ مكتوم..
وأخيرًا دعسها بالمنفضة وقال بصوت محتدم :
– بقى عجباكي القعدة هنا؟؟ عايزة تفضلي في وش ناهد وإيمان ليل نهار وانا بقى مش هخلص من العكننة والخناق وحوارات الستات الفاضية دي!
سحبت “فريدة” الغطاء ليكون أعلى بطنها، ثم قالت بفتور شديد :
– من أمتى وانت بتسمعني اشتكي؟ أنا فاكرة إن آخر مرة اشتكيت لك فيها كانت من ١٥ سنة ياعاكف
– يــــوه!
قالها وهو ينهض بإندفاع، ثم قال :
– أنا مش كل شوية هسمع الكلمتين دول يافريدة.. كنت مستني منك تكوني جمبي في نفس الموقف مش مع أبويا
نظرت لسقفية الغرفة، أطلقت زفيرًا دافئًا من بين شفتيها، أتبعتهُ بقولها :
– أنا بروح مكان ما بتروح ياعاكف، ولو عايز تمشي من هنا.. جهز العربية وانا هخلي رائد ينزلني ونمشي
ضغط “عاكف” على أسنانهِ بضيق شديد، ثم قال بإمتعاض :
– مش قادر آخد الخطوة دي، أبويا قفّلها عليا.. مضطر أصبر اليومين دول لحد ما نشوف هيموت ويخلصنا من قرفهُ وتحكماتهُ ولا لأ
ثم سار بإتجاه الباب، غادر الغرفة.. فـ ابتسمت “فريدة” بسخرية وأشاحت بصرها بعيدًا وهو تهمس بصوت منخفض :
– كنت عارفه إن مطامعك هي اللي هتكسب، گالعادة
……………………………………………………………
هزت “ناهد” ساقيها بتوتر وهي تنظر عبر شرفة الغرفة المخصصة لها، ثم ابتعدت وهي تردد بحقد شديد :
– حتى وهو بيموت عايز يتحكم فينا! أنا مشوفتش أب يقعد ولادهُ وأحفادهُ معاه بالغصب.. دي مش عيشة أبدًا
فكانت “برديس” على نهج والدتها وقالت :
– صح يامامي، أنا مش هعرف أقعد هنا مش هرتاح
كان “عاصم” باردًا للغاية، باردًا بشكل يثير الأعصاب ويشعلها.. رافعًا ساق على أخرى، و :
– وانا مش هسيب عاكف ياكل التورتة هو ابنه لوحدهم، وزمان إيمان سيطرت على دماغ ابنها.. عايزني أعمل إيه؟.. أطلع انا من المولد بلا حمص
تأففت “ناهد” بإنزعاج وهي تجلس على طرف الفراش، بينما تابع “عاصم” :
– دا مش هيحصل أبدًا طول ماانا عايش، إبن الخدامة مش هيورث لوحده
ثم نظر بالفراغ وداخلهِ يعج بالحقد ومشاعر الكراهية حيال هذا الأخ الأكبر الذي يكون من أم أخرى..
ربما هذا هو السبب، عاكف .. عاصم، وحتى إيمان، كل منهم من أم مختلفة، وحتى عـادل الأخ الأصغر بينهم.. ينتمي لأم أخرى عنهم، ونتج ذلك عن زيجات “فاروق” المتعددة وعلاقاتهُ الكثيرة بالنساء منذ أن كان شابًا وتزوج بزوجتهِ الأولى رغمًا عن رغبة والدهِ، والتي أنجبت “عاكف”.. ومن
ثم والدة “إيمان”، ثم والدة “عاصم”.. وأخيرًا تزوج بـ “شهيرة”، والدة “عادل”، والوحيدة التي مازالت على قيد الحياة..
والآن أصبحت “ميسون” هي الزوجة الأخيرة لهُ.. وقد علم قبيل الزواج بها بعجزها الكامل عن إنجاب الإطفال نتيجة إستئصال الرحم في عملية جراحية خطيرة.
لقد خلق لهم بيئة غير مؤهلة للحُب والتضامن الأسري، علاقات مفككة.. والكُل منهم يسعى للخلاص من الآخر، فقط من أجل أن يغتنم الغنيمة وحده..
يجسدون أدوارًا مزيفة، وفي قلوبهم كمنت الكراهية والبغضاء.
……………………………………………………………
بين جدران وأعمدة أكبر فرع من فروع شركة “العامري”.. يدخل”رائد” من بوابة الشركة بخطى سريعة، لا يرى أمامهُ سوى الطريق الذي يسلكهُ نحو غرفتهُ في الطابق الثالث..
أستقل المصعد، ثم نظر لساعة يدهُ وتمتم متبرمًا :
– مكنش وقتهُ خالص
توقف المصعد بالطابق الأول، ودخلت منهُ “مـروة”.. تلك اليانعة المفعمة بالطاقة والحيوية، انشرح صدرها ما أن رأتهُ، ثم ولجت متعجلة وانغلق باب المصعد عليهما..
أسندت رأسها على صدرهِ وهي تقول :
– وحشتني أوي أوي يارائد، بقالي يومين مش عارفه اشوفك
ضمها قليلًا، ثم قال وهو يمسح على شعرها الأسود الأملس :
– معلش ياحببتي، مكنتش فاضي
كاد المصعد يتوقف، فـ ابتعدت عنهُ على الفور وتمسكت بالملفات الموجودة بين يديها مستعينة بها لتتخلص من توترها بقربهِ..
خرجت أولًا وتلاها “رائد”، وما أن لمحتهُ سكرتيرة مكتبهِ.. نهضت على الفور ولحقت بهِ حتى استقر أعلى مقعدهِ الضخم، نظر لكل تلك الأوراق المصطفة على السطح، ثم قال :
– إيه كل الورق دا؟
فأجابت السكرتيرة :
– كل دي أوراق مستنية توقيع حضرتك وختم الشركة
عبس”رائد” و :
– وليه مقولتيش لأستاذ طارق يبلغني؟
تضايقت “أميرة” و :
– والله بلغتهُ يافندم وافتكرت حضرتك عرفت.. لكن اتفاجئت بعدم حضورك امبارح
بدأ “رائد” يتفحص مستندًا مستندًا بروّية ، ويوقع أدناه.. ثم يناول لـ “أميرة”، لاحظ وجود “مروة” وعدم إنصرافها.. فقال برسمية تتناقض مع علاقتهِ بها :
– في حاجة يامروة؟
– آه يافندم، معايا ورق محتاجة تشوفه قبل ما يتسلم للمالية
أنهى “رائد” مهمة التوقيع.. فخرجت “أميرة” وأوصدت الباب خلفها، بينما التفت “رائد” ليواجه حبيبتهُ بإبتسامة تغزو مشاعرها وتحرك فيضان حبها الجامح لهُ وقال :
– ها ياستي، أديني فضيت
أجفلت جفونها وهي تمد ذراعها بهذا المستند وقالت :
– أتفضل
فـ جذب معصمها لتسقط أعلى فخذيهِ.. شهقت أثر الصدمة، حينما طوق هو خصرها وهمس بنبرة عاشقة :
– نتغدا سوا النهاردة؟
أضطربت أنفاسها وهي تنظر لعيناه الزرقاوتين.. وعجز لسانها عن التفوه كلمة واحدة، بينما ابتسم هو وعاد يقول :
– مش هتردي؟
– آآ…. ماشي، موافقة
حمحمت بحرج و :
– بس سيبني عشان ورايا شغل كتير
– متقلقيش، المدير صاحبي وممكن أوصيه عليكي
صدر صوت ضحكتها و :
– أنت متعرفش المدير بتاعي، لما بيقلب على حد عينه الزرقا بتبقى حمرا وبيخوف
عقد ما بين حاجبيه و :
– أممم، برضو متخافيش، على كُل الناس إلا انتي
وبعد سرقة قُبلة من وجنتها أفلتها، فنهضت بعجلة.. وضبطت وضعية كنزتها، ثم تركت المستند على المكتب وسارت مرتبكة للخارج، بينما عيناه مرتكزتان عليها، ولم يفلتها إلا عندما اختفت.. ومن بعد ذلك نظر لما هو أمامه، منتسيًا أي شئ سوى حديث الجد في هذا الصباح، والذي يُفسد أي خطط مستقبلية لهُ.
……………………………………………………………
تم إعداد وليمة حقيقية بأمر من “فاروق” لأجل أبنائهِ وزوجاتهم وأحفاده أيضًا..
المائدة مكتظة بأنواع وأشكال كثيرة من الطعام الطيب الرائحة، وما أن فرغت الخادمتين “زهور، أميمة” من إعداد المائدة.. قامت بتبليغ كبيرة الخدم والتي انتقلت على الفور لـ السيدة “ميسون” وأبلغتها.
ومن ثم تولت “زهور” مهمة إبلاغ باقي أفراد العائلة للحضور إلى الطعام.
وفي وقت لا يتعدى العشر دقائق، كان الجميع يجلس في مكانه.. وحتى “فاروق”، الذي نظر للطعام بعدم إشتهاء.. ثم حضرت الخادمة لتناوله دوائهِ، ابتلعهُ غير مهتمًا، ثم نظر إليهم وردد :
– أتفضلوا ياولاد
أعدت “ميسون” بنفسها صحن الحساء الصغير، ثم وضعتهُ أمامهُ.. وبدأت أصوات إصطكاك الملاعق بالأطباق الخزفية تدوي..
لا حراك، لا حديث.. صمت تام، حتى انتهت تلك الجلسة.. وقبيل أن ينهض “فاروق” عن جلستهُ قال حازمًا :
– قبل ما تقوموا عايز أقولكم حاجة، اللي ناوي يمشي يمشي من دلوقتي.. ميقعدش ثانية واحدة في بيتي
نظر الجميع بعضهم إلى بعض، وقطع “عاصم” هذا الصمت بقولهِ :
– أنا قاعد معاك يابابا
فـ لحق بهِ “عاكف” على الفور :
– وإحنا طبعًا ياحج، منقدرش نكسر كلمتك
فسأل “فاروق” وهو ينظر لابنته الوحيدة :
– وانتي ياإيمان؟
فأجابت على الفور :
– معاك طبعًا يابابا
ابتسم “فاروق” إبتسامة باهتة، ثم قال :
– عظيم، كل واحد فيكم ليه جناح خاص متجهز.. عاكف ومراته في أوضه، ورائد لوحده.. وعاصم وناهد في أوضه، وبرديس لوحدها.. وكذلك إيمان وابنها طارق، يعني الخصوصية بتاعت كل واحد فيكم محفوظة
استند “فاروق” على طرف المائدة وهو ينهض واقفًا، ثم نطق بـ :
– خدوا راحتكم، القصر بتاعكم
ثم برح غرفة الطعام.. تاركًا إياهم بين بعضهم البعض، شمل “عادل” الجميع بنظرات مختلسة، فهو يعلم حقيقة ما يضمر كل منهم للآخر خلف هذه الأقنعة الملائكية المزيفة.. ولكنهُ مجبر على الصمت، بقى ملازمًا مقعدهِ، بينما انسحب الكُل واحدًا يليه الآخر.. حتى أصبح بمفردهِ مع “برديس”، وقبل
أن يفتتح حديثًا معها، ابتسم بتملق وقال :
– أحلويتي أوي يابيري، بقيتي عروسة
انبعجت شفتي “برديس” بإستحياء و :
– ميرسي ياعمو
– تعرفي إن أوضتك قريبة جدًا من أوضتي وفي نفس الدور كمان
ارتفع حاجبيها بتحمس و :
– بجد؟
فهز رأسه و :
– بجد، انتي ورائد وطارق معايا في تاني دور، وجدك هو اللي صمم على تقسيمة الغرف دي.. يعني هتلاقيني بنط عندك في أوضتك أي وقت
كركرت وهي تقول :
– طبعًا ياعمو
وقف عن جلسته و :
– يعني مش عايزك تكوني مضايقة من وجودك هنا، عشان جدك حساس جدًا من ناحيتك انتي بالذات
تفهمت مقصدهُ، فـ أومأت رأسها وقالت :
– حاضر ياعمو، فهمت
ثم غادر هو أيضًا، بينما تنهدت “برديس” وهي تهتف بصوت منخفض :
– الميزة الوحيدة إن رائد كمان هيكون هنا
……………………………………………………………
استقرت الأمور، وكُل منهم أصبح في الجناح المخصص له.. جلست “ناهد” أمام منضدة الزينة، تمسح زوائد الكُحل الأزرق عن طرفي عينيها، حينما خرج “عاصم” من الشرفة ليجدها بهذه الحالة.. تجهم وجهه وراح ينثر من سموم كلماته في أذنيها قائلًا :
– من ساعة ما ميسون قالتلك الكلمتين بتوع الصبح وانتي شغالة في وشك كأنها حيطه بتديها كام وش معجون.. اعترفي إنك مبقتيش صغيرة ياناهد، خلاص عندك بنت في سن الجواز
امتعضت على الفور والتفتت بجسدها لتنظر إليهِ بحدة وهي تقول :
– في راجل يقول لمراته كلمتين زي دول؟.. فيها إيه يعني لما تبقى بنتي عروسة وانا مهتمة بنفسي، كفاية تفضل تديني في كلام زي السم كدا
تلوت شفتيه و :
– ماشي
غرزت أصابعها في خصلات شعرها واستطردت :
– أنا بكره هروح البيوتي سنتر أغير لون شعري.. أما اشوف حكاية الشعره البيضا دي إيه!
زفر أنفاسهِ بإختناق ، ثم قال وهو يسير يإتجاه الباب :
– أنا خارج، عندي مشوار مهم ومش هرجع بدري.. يعني نامي متنستنيش
– رايح فـ…..
لم تستكمل عبارتها، حيث قاطعها بدوره :
– مش لازم أسئلة كتير ياناهد، سلام
تأففت وهي تعاود النظر للمرآه، وتابعت ما تفعل غير مكترثة بالتفكير فيهِ حتى.
في هذه الآونة، كان “عاكف” يقف في النافذة الملحقة بغرفتهِ.. عندما لمح “عاصم” يمر البوابة بسيارتهِ، فـ لاحت بسمة خبيثة على وجهه، وأطفأ سيجارته بالمنفضة.. نظر بإتجاه زوجتهِ الراقدة على الفراش، ثم غادر معتقدًا إنها نائمة..
ولكن مجرد أن خرج فتحت عيناها، تنفست بإرتياح.. وأغمضت جفونها مرة أخرى.
كانت “ناهد” قد انتهت من تبديل ثيابها لأخرى تناسب النوم.. لتجد طرقات خافتة على باب غرفتها، فراحت تفتح الباب بتلقائية.. لتتفاجأ بهِ يقتحم الغرفة ويغلق الباب من خلفهِ..
حاوطها بذراعيهِ ليكون ظهرها للحائط ووجهها على شفى أن يلمس وجهه، وهمس بنبرة ملأها الشبق :
– طول اليوم وانا صـابر وانتي قدامي، لكن خلاص مبقتش قادر
طوقت “ناهد” رقبتهِ بيديها وهمست بشوق غزاها :
– اللي بنعمله دا مش صح ياعاكف، ممكن حد يدخل علينا فجأة
فقال وهو يداعب طرف ذقنها بسبابته :
– تؤ ، متخافيش.. انا عامل إحتياطي كويس ياروح قلب عاكف