رواية ظننته الثانى ، لكنه /للكاتبة منه محمد

الثانية و العشرون ( الجزء الثانى )

جلست لتناول الطعام فى جو عائلى لم يخلو من ثرثرة شقيقتها و براءة اخيها المرِح و … نظرات ابيها المترقبة …
مى بخفوت :
_ بابا انا فكرت فى كلامك … 
محمد بهدوء :
_ افضل ليكى برضه لانى مكنتش هفضل صابر اكتر من كدا على موافقتك …
مى بتوتر :
_ بس انا مقولتش انى موافقة …
ترك الطعام و انتبه لها بانزعاج ؛ قائلاً بنبرة حادة :
_ قصدك اية ؟؟… هتندمينى انى عملك بنى ادمة و باخد رأيك …
مى بلهفة و قلق :
_ لا يا بابا اسمعنى … انا موافقة اننا نروح بس عندى طلب …
محمد بحدة :
_ قصدك شرط يا هانم …
مى بخوف :
_ لا يا بابا والله ما اقصد … انا عايزة بس تسمح اننا نقعد الترم دا و بعد كدا نروح هناك ..
و استرسلت بتوسل :
_ بابا دراستى هتبدأ فى اقل من اسبوع … ارجوك الترم دا و مش هنقشك …
نهض من على مقعده بعنف هاتفاً بحدة :
_ خلصتى … يبقى ملكيش دعوة بقا بقرارى …
و رحل بغضب من امامهم …
لمياء بلوم :
_ كدا يا مى زعلتى ابوكى …
ابتسمت لها بإستنكار و نهضت راحلة بضيق هى ايضاً……
________________________________________________
كانت روان تقف على الاريكة و بيدها ممشط للشعر و تقفز عليها بحماس و هى تردد كلمات الاغنية ، و ملاك تجلس على مقعد للسفرة و تتناول كم من

الحلويات لا تعلم من اين أتت و حولها بقايا الحلويات و الاكياس الفارغة بطريقة تُعصِب الشخص ، اما محمد فهو يرسم على الحائط بالوان مائية و

بطريقة فوضوية ، و سمير يقف على السفرة و بيده سكين يرقص به على المهرجان الصاخب المشتعل ، بينما البريئة سلمى تحول جميع الاطعمة من

الثلاجة لهم عازمة على إطعامهم و التناول معهم ….
روان بصياح مرددة كلمات الاغنية :
_ هتتعامل هنتعامل طلع سلاحك متكامل …
سمير و هو يرقص بالسكين محاولاً تجسيد المهرجان :
_ هتعورنى هعورك هنبوظلك منظرك ..
لم تتحمل نورهان الامر لتهرول لإغلاق الاغانى و إضاة الضوء و تصيح بهم فى غضب
نورهان :
_ دا انا اللى هبوظلكو وشكو دلوقتى … اى المنظر دا ..
و أشارت الى حالة المنزل الفوضوية فى غيظ …
قفزت من على الاريكة بخوف قائلة بتعلثم :
_ مـ ..ما..ما والله ما انـ…ـا .. دا هـ..ـمـ..ا
ملاك بدهشة :
_ احنا يا روان !!… مين اللى قال نشغل اغانى و نجيب لمبات الديسكو دى …
نورهان بذهول :
_ لمبات الديسكو !!..
و انتبهت للانوار الموجودة لتصرخ بصدمة :
_ ياااا نهااااااار ازررررررق …. دا انتو يومكم اسود …
و جذبت روان من شعرها لتصرخ الاخرى و لكنها لا تشفق عليها و تبدأ بتحريكها بعنف ؛ صائحة بغيظ :
_ اغيب شوية ارجع الاقى البيت بالمنظر دا … و انا اللى بقول عليكى كبيرة و عقلة طلع العيال اعقل منك … اعمل انا اية فى الخرابة اللى انتى عملها

دى … اعــمــل ااااية رددددى …
صرخت روان لعل احد ينجدها من يد نورهان و لكن مُحال فيبدو ان نورهان اكتفت من افعالها و لن تتركها اليوم إلا بعد ان تلقنها درسً قاسى لتخفف من

افعالها قليلاً …
هبط سمير ايضاً و اقترب من نورهان ليرفع السكين فى وجهها مهددها بـ :
_ سيبى روان بدل ما هقتِلك … سيبى روان …
أتت زينب و إسراء و عائشة من الاسفل على صراخ روان لينصدموا من المظهرهم امامهم …
إسراء بحدة :
_ سمير سيب السكينة و بطل الهبل دا …
عائشة بصدمة :
_ اية اللى عملتوه دا يا ملاك … يا نهار اسود على دماغكو …
زينب بدهشة :
_ سيب البت يا نور شعرها اتقطع فى ايدك ..
نورهان و هى تحركها بعنف صائحة بغل :
_ دا انا هطلع عينها … انا خلاااص جبت اخرى منها ..
روان ببكاء :
_ انا هرفع عليكى قضية و هسيب مؤسسة حقوق الاطفال تتعامل معاكى …
نورهان بغيظ :
_ و انتى طفلة انتى … ارفعى عليا قضية يا روان و اخلينى اتحبس و استريح منك … انا تعبت وربنا …
تفاجأت الفتيات بباب المنزل مفتوح ليدلفو بعدم فهم و ينصدمو من مظهر المنزل …
ريناد بصدمة :
_ يالهوى مين عمل الشقة كدا …
نادين بدهشة :
_ هو الشارع كان بيتخانق هنا و لا اية … دى مبقتش شقة …
ريماس بصدمة و خوف على روان :
_ يالهوى يا ماما انتى ماسكة روان كدا لية … سبيها يا ماما البت هتموت فى ايدك ..
نادين بسخرية :
_ اية قفشتيها و هى بتكلم الجماعة بتاعتها فى داعش و كانت بتعمل قنبلة و فرقعت و علشان كدا الشقة بالمنظر دا …
روان بعصبية :
_ انتو هتقفو تتفرجو ما تلحقونى من ايديها ياللى تنشلو ..
ريماس و هى تبعد والدتها و تجذب روان من يدها :
_ خلاص يا ماما حقك عليا انا .. سبيها بالله عليكى ..
تركتها نورهان بعصبية و هى تقول بغيظ :
_ ابعدو البت دى من وشى …
ريناد بتسأول :
_ طب هى عملت اية يا ماما لكل دا …
نورهان بعصبية :
_ مش شايفة يا ريناد الشقة …. روحت انا و زينب عند عائشة شوية فصعبت عليا انها قاعدة لوحدها فبعتلها العيال يسلوها ارجع الاقى الهانم عاملة الشقة

بالمنظر دا … لا وسايبة محمد بيلون الحيطة و ملاك بتاكل شيكولاتة و حلويات و ترمى على الارض عادى و سمير بيرقص بسكينة على السفرة و كان

ممكن يحصلو حاجة و سلمى طلعت كل حاجة فى المطبخ الصالة و كل دا و الهانم بتطنطط و بترقص على الكنبة … و لمبات مش عارفة جيبها منين و

اغانى سمعت المحافظة اللى جنبنا و حاجة نيلة خاالص …
نادين بسخرية :
_ و بتعيطى ياللى معندكيش دم …
عائشة بأسف :
_ معلش يا نورهان انا اعرف ناس ممكن ينضفو الشقة هكلمهم … انا اسفة بجد على اللى عملوه العيال …
ريناد ببساطة :
_ لا يا طنط متقوليش كدا …دلوقتى انا هاخدهم و نخرج و هتصل بحد يرجع الشقة زى ما كانت …
مسحت روان دموعها سريعاً ثم هتفت بلهفة :
_ بجد يا ريناد … هنروح فين ها هنروح فين …
ريناد بغيظ :
_ اخرسى علشان مش اكمل عليكى .. و روحى البسى و اجهزى ..
روان بحماس :
_ دقيقتين بظبط و هبقى قدامك
و هرولت سريعاً لتستعد ، نادين :
_ هنروح فين يا ريناد دلوقتى …
ريناد بخفوت :
_ اى مكان مش فارقة … المهم هتصل بحد يجى بسرعة علشان يخلص الشقة مش هينفع نقعد فيها كدا …
إسراء بأسف :
_ انا اسفة على اللى عملوه بجد …
و استرسلت بضيق لااطفالها :
_يلا يا زفت انت و اختك عشان نمشى … و سيب السكينة اللى فى ايدك علشان مش اخلص بيها عليك …
ريماس :
_ اية اللى بتقوليه دا يا اسراء احنا اهل … بعدين دول عيال و كانو بيلعبو …
زينب بحنان :
_ ربنا يخليكى يا ريماس .. يلا يا إسراء هاتى عيالك و يلا ..
رحلو و رحلت خلفهم عائشة و ما ان رحلو لتنفجر نادين ضاحكة …
ريناد بإستغراب :
_ بتضحكى على اية يا مجنونة ..
نادين بضحك :
_ ههههههه والله ام علاء دى عندها انفصام فالشخصية … مش دى اللى اول ما لقت الخطوبة بتبوظ قالت ..
و اكملت تقلد صوتها :
_ ماشاءالله ربنا يحرسها من العين … الجوازة باينة من اولها قد اية هى وشها حلو علينا …. ربنا يكون فى عونك يا بنى فى المستقبل …
صفقت ريناد بمرح هاتفة بـ :
_ الله الله … حافظة كلامها بالملى و بالحرف و بالتنهيدة …
ريماس بسخرية :
_ لا و لو كانت روان كانت طلعتلك حركتها بالظبط و بصتها و رفعت حاجبها …
ريناد بهدوء لنروهان :
_ قومى يا ماما البسى ..
نورهان بضيق :
_ مش رايحة فى حتة .. ريحى و اقعدى على جنب …
ريناد بخفوت :
_ قومى يا حبيبتى البسى هنشم هوا شوية … يلا يا حبيبتى و انا هطلب حد يرجعلك شقتك احسن من الاول …
رضخت نورهان لطلب ريناد و نهضت لتبدل ثيابها هى ايضاً …
نظرت ريناد للمنزل بقلة حيلة قائلة :
_ هنعمل اية .. لازم نستحملها ما هو مش هنقتلها يعنى … يارب تكبر و تعقل بقا و تريحنا من جنانها دا …
_______________________________________________
وصلو لحديقة ليترجلو جميعهم و يشعرون بشئ خطأ فى الامر فالمكان لا يوجد به احد قط ، و لا يوجد اضواء ليكون الظلام مسيطر على المكان خاصة

بعد اغلاق ريناد مصابيح سيارتها فاصبح لا يوجد مصدر للضوء ..
نورهان بإستغراب :
_ جيبنا فين يا ريناد !!.. دا مفيش مخلوق هنا و الدنيا ضلمة اوووى …
روان بذعر :
_ يالهوى الحقونى انا مش شايفة حاجة نهائى … فين القمر مختفى النهاردة لية …
نادين بسخرية :
_ اتكسف يظهر النهاردة و انتى موجودة … اصل مفيش قمرين يتجمعو على الارض ..
ضحكت ريماس هاتفة بـ :
_ هههههه دا كفاية نورك يا روان مش محتاجين لمبة بعده …
روان بغيظ :
_ اتريقو اتريقو … ماشى بس مش هسكت كتير …
نادين بصياح :
_ عااا اية يا ريناد مش شايفة قدامك … فرمتيلى رجلى يا شيخة …
نورهان بتوجس :
_ يلا نمشى يا ريناد انا بدات اقلق …
ريناد بلهفة :
_ لا استنى يا ماما منشوف رجل نادين … اسفة يا نادين تعالى اقعدى على الكرسى دا ..
نادين بضيق :
_ لا خلاص مش مهم … بعدين انا مش شايفة حاجة خالص فين اصلا الكرسى اللى بتقولى عليه …
جذبتها ريناد و اجلستها بالعنف على المقعد الموجود هاتفة بتوتر :
_ اهو اقعدى بقا … اسفة على رجلك ..
نادين بعدم اكتراث :
_ طب ينفع تقعدينى بالطريقة دى … و يلا مش مهم هى اول مرة تدوسى على رجلى بس يـ….
و فجأة طفقت تشعر بقدمها لا تلامس الارض فتذعر و تفكر فالنهوض و لكن تشعر بشى يحيط بخصرها ليثبتها بالمقعد ..
نادين بخوف :
_ ريناد انتى فين … ريماااس رووان عمتو اى حد يرد عليا …
كان الصمت هو الرد الوحيد عليها لتشعر بالخوف و تشعر بصعودها للاعلى لتفزع و تبدأ بالصياح
نادين :
_ عاااااا حد يلحقنى … الحقوووونى ….
و فجأة اضاء نور فى الحديق مصدره قلب من نار مشتعل على ارض الحديقة مكتوب فيه بالورد الاحمر و الابيض ( Will You

Marry Me ) تفاجأت و انصدمت بوجودها فى الهواء بواسطة مقعد مربط فيه عشرات من * بلالين الهيليوم * استمعت لاغنية تتعالى فى المكان

و ظهور عشرات او مئات من الناس لا تعلم منهم سوى القليل جدا يقفون و ينظرون لها و عبدالرحمن يقف بداخل القلب الكبير المنقوش على الارض

بالنار و بيده ورد …
_ في كلام لما بيتقال بيغير كل حياتنا معاه
عاللي بيستاهلوا ندور طول العمر ونستناه
انا م اللحظادي بقولك اني بحبك اكتر مني
انتي اللي عشانك بكتب شعري
انتي اللي عشانها بغني
و فجأة هتف عبدالرحمن فى المايك الذى معه بنبرة هادئة :
_ تتجوزينى …!!!!!!!!
و أكمل غناء بالمايك الذى معه مثبت نظره عليها :
_ اتجوزيني
مش عايز غيرك في الحياة اوعي تسبيني
من غير ما اتكلم انتي بتسمعيني
عشانك اطول السما لو حبتيني

انا حاسس ان الكون وياكي بشوفه بشكل جديد
الدنيا بتضحك وانتي معايا تكشر وانتي بعيد
انا شايف فيكي ولادنا ومستقبلنا ودنيا أمان
مهما هنكبر ونعجز هفضل احبك زي زمان

اتجوزيني
مش عايز غيرك في الحياة اوعي تسبيني
من غير ما اتكلم انتي بتفهميني
عشانك اطول السما لو حبتيني
و اكمل بحب :
_ اتجوزينى …
انصدمت نادين من كل ذلك و تناست انها بالهواء و كل شئ فقط تنظر لعبدالرحمن بصدمة ..
عبدالرحمن و هو يتحدث بالمايك و نظره لا يحيد عنها :
_ انا بحبك يا نادين … مش هقولك بحبك من اول مرة شوفتك و كنتى بتعيطى ..لانى حبيتك من قبل ما اشوفك حتى … ايوة حبيتك من زمان لما بابا كان

دايماً يحكى عنك … حبيتك لما كنتى صغيرة و تيجى تغلسى عليا علشان العبك معايا كورة … حبيتك و انتى عيلة بضفاير … صدفنا مع بعض احلى حاجة

حصالتلى … انا حافظ كل لحظة جمعتنا حافظ كل حركة او كلمة نطقتيها حافظ اتجمعنا امتى و فين و لية …. انا بقيت بعشقك مش بحبك بس … انتى

الانسانة اللى استنتها تيجى تكملى الوان حياتى … انتى اجمل واحدة شافتها عينى او هتشوفها …. نادين انا بعشقك بعشقك بجد ..
و انخفض على ركبته ليكون جالس نصف جالسة و اخرج علبة صغيرة تحتوى على خاتم من الماس رقيق ؛ ليكمل بحب :
_ نادين عاصم حمدان تقبلى تتجوزينى …
سالت الدموع على وجنتها و هى تستمع له ، لم تتوقع ان من سهرت الليل تفكر به الفترة الماضية يقف الان و يطلب ان يتزوجها ، لم تشعر بنفسها و هى

تؤامى بقوة موافقة و الابتسامة لم تختفى من على وجهها بل زادت اتساعاً رغم بكاءها الشديد …
اشار عبدالرحمن لاحدهم لـ يندفع كم هائل من * بلالين الهيليوم * فى السماء استطاعت نادين امساك احدهم لتتفاجأ بالمكتوب عليهم ..
” بحبك يا نادين … اتجوزينى و النبى ” .
ضحكت بشدة ليهتف عبدالرحمن بصوت عالى ليصل لها :
_ لو موافقتيش ان الخطوبة تبقى اخر الاسبوع هسيبك متعلقة كدا فوق ….
ضحكت نادين و هتفت بصوت عالى :
_ موافقة يا مجنون بس نزلنى …
أشار عبدالرحمن لشخص ليجذب المقعد بالحبل المخصص له و تصل نادين للارض من جديد ليشير لها عبدالرحمن حتى تقترب منه ، تخطت النار

لتكون واقفة امامه فى وسط القلب الموجود …
نهض عبدالرحمن ليقف امامها هامساً بـ :
_ بحبك و ربنا …
احمرت وجنتها بشدة و هى تطأطأ رأسها بخجل ، هم عبدالرحمن بإمساك يدها لإلبسها الخاتم فتقاطعه بتردد :
_ بس بابا …
عبدالرحمن :
_ لو بصيتى يمينك هتشوفى بباكى واقف و مبسوط … انا مستحيل كنت اعمل كل دا من غير موافقته و هو كمان صمم انه يساعدنى فى اللى عملته يعنى

كل حاجة كانت واقفة على موافقتك …
لم تشعر بنفسها و هى تمد يدها ليجعلها ترتدى الخاتم وسط صفير من الشباب و تصفيق الجميع ، باغتها بحمله لها و شرع يطوف بها و هو يصيح بـ:
_ بحباااااااااااك يا ناااادين ………
ضحكت بسعادة غير مستوعبة ان احد احلامها اوشك ان يتحقق …
___________________________________
تابعتها بقلق لا تعلم أ تسعد لسعادتها فهى بالتأكيد تتمنى ان ترأها سعيدة فهى تؤام روحها و تسعد لها اضعافاً ، ام تحزن لمعرفتها ما تنوى نادين فعله ،

فهى بموافقتها على الخطبة من عبدالرحمن الان تعلن عن عدم اتبعها للعلاج و تفكر بأن تعيش حياتها و كأنها اخر ايامها ، هى تعلم كيف نادين تفكر و

تعلم كيف تتخذ قرارتها و هذا شئ تعتبره نادين مشكلة لها فريناد اصبحت تعلمها اكثر منها شخصياً …
___________________________________
بعد فترة ..
نرمين بسعادة مبالغ فيها :
_ اخيراااا يالهوووى دا دمى اتحرق … مبروك يا نادين ربنا يحفظك يا حبيبتى و يخليكو لبعض … طب مش كنتى تقولى يا عبدالرحمن كدا تسبنى للاخر
عبدالرحمن بإستنكار :
_ اقولك انتى يا نارو علشان امة لا إله الا الله تعرف من قبل اى حاجة …
نرمين :
_ مش هعاتبك دلوقتى كفاية انك فرحتنى مش زى ناس ..
قالت كلمتها الاخيرة و هى تنظر لماجد بضيق ، نورهان بسعادة :
_ مبروك يا نادين ربنا يسعدك يا حبيبتى …
نادين بإبتسامة بسيطة :
_ ربنا يخليكى يا ماما …
نورهان بعدم تصديق :
_ ياااه يا نادين انتى عارفة انى بفرح اوى لما بتقوليلى يا ماما ..
احتضنتها نادين قائلة بدموع :
_ و هقولهالك بعد كدا علطول يا ماما …
نرمين بمزاح ملطفة الجو :
_ لا وانا و انا … اشمعنا نورهان و انا كمان يتقالى ماما ..
ابتعدت نادين عن نورهان و احتضنت نرمين قائلة بمرح :
_ حاضر يا ماما ..
ماجد بسخرية :
_ اية يا عم عبدالرحمن مكنش اتفقنا كدا … يعنى هتخطب و هتريح نارو منك اللى مش هتلاقى غيرى بعد كدا عشان تزن عليه … دى عاملة تعملها فيا


عبدالرحمن بمكر :
_ لا لية ما فى بيرى و يلا على البركة …
ماجد بغيظ :
_ متجبش سيرة البت دى تانى … دى لا عندها دم و لا كرامة …
نرمين بغيظ :
_ اوعى تفتكر انى مش هخليك تعتذر على اللى قولتهولها …
ماجد بسخرية :
_ هاهاهاها ابقى قابلينى …
نورهان بضحك :
_ هههههه مع انى مش فاهمة بس شكلك مش سهل …
نادين بدهشة :
_ فين البنات يا ماما !!.. انا مش شايفة و لا واحدة فيهم …
نورهان بضحك :
_ ههههه ريماس بتكلم علاء … و ريناد مش عارفة راحت فين … اما روان فهى هههه بتتحيل على الراجل اللى هناك علشان يطيرها شوية بالكرسى

هههههه عايزة تجربه هى كمان …. هههه اصلا كانت عمالة تصوت و تصور و انتى فوق و تقول و انا كمان …هههه
ضحكت نادين قائلة بمرح :
_ طب والله طفلة ههههه بس احسن خليها تجرب و هى هتندم …
عبدالرحمن بتسأول :
_ لية مكنش حلو …
نادين باندفاع :
_ لا حلو بس كان قلبى هيقف ..
عبدالرحمن بانفعال :
_ بعيد الشر متقوليش كدا …
خجلت نادين و نظرت بإتجاه بعيد عن مرما نظراته ، ماجد بخبث :
_ اية دا مكنتش اعرف انه موسم الفراولة هههه…
عبدالرحمن لماجد :
_ خليك فى حالك …
اقتربت ريناد بإبتسامة مصطنعة لتقف بجانب نادين ، ريناد لعبدالرحمن :
_ مبروك ياللى سارق صحبتى … اعرف انى هبقى حماتك اها و خد حذرك منى …
عبدالرحمن :
_ شكراً على المساعدة … لا بجد مش سهلة ..
ريناد بغرور مصطنع :
_ و انت كنت فاكر اية دا انا ريناد يا بنى ..
نادين بتوعد :
_ صبرك عليا لحد ما هنروح … انا محدش يستغفلنى كدا ..
ريناد ببساطة :
_ مش فرحتى يبقى خلاص …
امسكت بمرفقها لتقول :
_ معلش عايزة نادين دقيقتين ..
و جذبتها بقوة نسبياً مبتعدة عن مرمى نظراتهم غير مكترثة لهتاف نادين المتسأل عن وجهتهم ، وقفت بمكان هادئ قليلاً و الاهم بأنه بعيد عن العائلة

لتنهر نادين بقوة و …
ريناد بنبرة حادة :
_ لية وافقتى على خطوبتك من عبدالرحمن …
نادين بسخرية :
_ هاهاهاها بشمهندسة ريناد انتى اللى جبتينى هنا و ساعدتيهم فى المفاجأة … اكيد مش هرفض بعد المفاجأة دى ..
ريناد بعصبية :
_ انتى انانية يا نادين … مش بتفكرى فى حد غير نفسك … مش عايزة تتعالجى و دلوقتى هتعلقى عبدالرحمن بيكى قبل ما تموتى … انا عارفة انك

بموافقتك بالخطوبة يعنى قررتى ان مفيش علاج ..
نادين بضيق :
_ و ليه بتقولى كدا ..
ريناد بعصبيتها :
_ لانك بقيتى تفكرى بس ازاى تعيشى اخر ايامك و نسيتى ان فى ناس بتحبك و مش هتتحمل فراقك … دلوقتى انت لما شوفتى عبدالرحمن اتقدملك ازاى

فرحتى ان حد بيحبك كدا و طبعاً قولتى بلاها علاج و كل حاجة و اعيش اخر ايامى فى سعادة … و نسيتى ان فى ناس بتحبك و فراقك يعنى موتهم …
نادين بسخرية :
_ و طالما عارفة ان تفكيرى هيبقى كدا .. جبتينى هنا لية و اشتراكتى معاهم …
ريناد بضيق :
_ انا لو كنت اعرف كنت فكرت فى الموضوع .. بس للاسف معرفش كل اللى اعرفه اللى خالو قالهولى و ان فى مفاجئة معمولة عشانك و اساعده انى

اجيبك هنا و اخليكى تقعدى على اول كرسى يقابلنا و مرضيش يفهمنى حاجة تانى …
نادين :
_ مش هتفرق كتير يا ريناد … دلوقتى ارجوكى متنكديش عليا و سبينى فرحانة و لا مش عايزة تشوفينى فرحانة !.
نظرت لها بصدمة قائلة باستنكار :
_ انا يا نادين انا مش هبقى حابة اشوفك فرحانة و انكد عليكى !!… انتى عارفة انتى بالنسبالى اية و عمرى ما هكرهلك الفرح ….
نادين بهدوء :
_ يبقى تسكتى يا ريناد و متتكلميش و ارجوكى حاولى تنسى مرضى زى ما بحاول انساه و مش افكر فيه … اعتبرى اننا معرفنهوش و سبينى اعيش

حياتى و افرح … انا مش هستنى لما اروح اتعالج كيمياوى و اتوجع و شعرى يقع خالص و ابقى ضعيفة … لا انا مش هقعد سنين فى دا و علشان كدا

تجاهلى يا ريناد الموضوع و انا هفضل اخد المسكنات …و متخفيش عليا هبقى كويسة طول ما اللى حواليا مبسوطين و مش بشوف اى نظرة شفقة نحيتى

.. ياريت ننسى بقا ..
التزمت الصمت و هى تستمع لها تنظر لها بلوم و حزن تريد و بشدة توبيخها و ارغمها على العلاج و ان تذهب لخالها و تخبره بكل شئ لكن ، لا تريد ان

تخسر صديقتها و خاصة و هى تلتمس نبرة التوسل فى نبرتها دائماً فتضطر لإلتزام الصمت و الخضوع لطلبها مجدداً ……..
_________________________________________
_ بس هو دا اللى حصل و شوية و هنرجع …
_ الف مبروك لنادين بس حاولو متتاخروش ..
_ يا علاء ما احنا جايين بعربية ريناد و اكيد هنرجع بيها متقلقش يعنى علينا مش هيحصل حاجة ..
_ برضه يا ريماس حاولو متتاخروش و ترجعو بدرى شوية ..
_ حاضر يا علاء حاجة تانى ..
_ اها اية رأيك نخرج بكرة بعد الشغل …
بحيرة _ لا مش عارفة هشوف كدا …
_ طيب بكرة هكلمك … و يلا سلام يا حبى روحى شوفى نادين ..
_ ماشى يا لولو ..
باستنكار _ لولو !!.. اية الدلع الرخم دا … لا بلاها منه
_ ههههه لية كدا دا حتى جميل اهو هههه
_ مش حلو … دا دلع كلب …
_ هههههه خلاص يا علاء متزعلش … يلا فى رعاية الله ..
اغلقت معه و هى تبتسم بسعادة لتتفاجأ بوصول رسالة لها اثناء محدثتها مع علاء فـ نفتحها و تندهش من محتواها… فكانت تحتوى على مكان و ميعاد

مقابلتها من ذاك المجهول الذى حدثها لتردد اكثر و تحتار من الذهاب ام لا ….
___________________________________________________
عادت نادين و خلفها ريناد لهم و انضم لهم رؤوف و حامد و عاصم ايضاً و كذلك روان الباكية …
روان بغيظ و حزن :
_ اللى يتشل مرضيش يخلينى اطير .. انا مليش دعوة عايزة انا كمان اجرب اشمعنا نادين دا حتى غبية مستمتعتش باللحظة …
و اكملت بتوعد :
_ طب والله لافرقعله البلالين دى …
نورهان بحرج :
_ روان اسكتى …
ضحكت نرمين بقوة قائلة :
_ ههههه لا يستاهل الراجل الشرير دا ههههه توكلى على الله يا بنتى و روحى ولعى فيه ههههههههه
عاصم بضحك :
_ ههههههه اعقلى يا حبيبتى كلها ايام و تروحى كليتك مش رايحة الحضانة دا الاطفال مش بيعملو كدا …
ريناد بمكر :
_ تعرف يا خالو ان روان اللى ساعدتنا نيجى هنا …
عاصم بإستغراب :
_ لا بجد … ازاى بقا ..
ريناد بمكر :
_ روحنا لقينا الشقة اسفة مكنتش شقة دى كانت خرابة و طبعاً ماما كانت ماسكها من شعرها و بترجها فى ايديها و بكدا كان فى حجة نخرج بيها من غير

ما يشكو …
عبدالرحمن بمرح :
_ لا انا اصدق الصراحة اللى بوظت خطوبة اختها تعمل اكتر من كدا ……
ماجد بسخرية :
_ لا و اللى كانت بتلعب فى الاجهزة الطبية فى المستشفى و تتفسح فيها اصدق انها مكن تعمل اى حاجة …
روان بخبث :
_ اها صح انا ازاى مختش بالى .. صاحبة الكلب اها و المهندس الهارب .. لا بجد طلعت غبية لاول مرة … دا حتى مشكتش من تحول موقفك مرة واحدة

… ازاى يا بت يا روان تفوتك دى …
نادين بغيظ :
_ ما تلمى نفسك بقا …
ماجد بخبث :
_ لا عندها حق … الا قولى صحيح يا عبدو اشمعنا صاحبة الكلب !!.. و من امتى بطلع اصلا القاب مش جديدة دى !!…
عبدالرحمن بإنزعاج :
_ خليكم فى حالكم …
اقتربت ريماس ايضا و …
ريماس بتذمر :
_ علاء عايزنا نروح بسرعة و منتاخرش …
حامد بعفوية :
_ مبروك يا ريم على خطوبتك معلش مقدرتش اجى …
ريماس بمرح :
_ الله يبارك فيك يا انكل … بس اية مسكينها خطوبة خطوبة والله كانت كتب كتب كمان …
رؤوف بضحك :
_ هههههه مشيها خطوبة يا بنتى و خلاص …
عبدالرحمن بدهشة :
_ هو فين خالو صحيح يا بابا …
رؤوف مجيباً :
_ والله يا بنى ما اعرفله اول ما جينا حس بتعب و استأذن و مشى علطول حتى كلمته من شوية قالى راح المستشفى و طلع الضغط عالى عنده و انه خد

دوا و هيرتاح شوية …
عبدالرحمن بقلق :
_ هبقى اروحله بكرة اشوفه ماله …
حامد بهدوء :
_ قولنا كدا رفض و قالنا نركز معاك و هو هيبقى كويس و مش لازم نروح ..
رمقتهم نرمين بعدم رضا و حاولت تغير الحديث ؛ قائلة :
_ احنا كدا نخلى خطوبتهم بعد اسبوع يعنى يوم الجمعة الجاى …
صاحت روان بدهشة :
_ صح دا النهاردة الجمعة … انتو ازاى روحتو الشغل …
تبادلت نادين و مع ريناد النظرات ثم تقول بهدوء :
_ لا ما احنا كان عندنا شغل مهم فى الكمبوند اللى مسؤولين على الديكور فيه …
ريناد بمكر :
_ و اللى تبع شركة البشمهندس عبدالرحمن …
ماجد بمكر :
_ انا كدا فهمت ههههه…
ريماس بجدية :
_ و انا اضطريت اروح لان كان فى ورق مهم فى المكتب و محتاجة ادرسه …
روان بإستهزاء :
_ اعمللنا فيها بقى محامية شاطرة و مهمة … دا انتى اخرك قضية ورث و بتخسريها كمان .. يام 61% يا فاشلة ..
ريماس بغيظ :
_ فى بيت هتنامى قدام بابه انهاردة يلمنا و هوريكى ام 61% دى هتعمل فيكى اية …
نرمين بضحك :
_ ههههههههه انتو مش معقولين بجد …. يا بختك يا نورهان بجد عايشة مع دول …
نورهان بسخرية :
_ ما هو اللى ميعرفش يقول عدس … حضرتك هتاخدى واحدة من العصابة دى و هتعرفى معناتى ..
نرمين بلوم :
_ لية كدا يا نورهان و الله دول عسل …
روان بمرح:
_ والله انتى اللى عسل يا طنط يا مزة انتى … طب ما تتبنينى تكسبى فيا ثواب شكلك مسلية بدل ماما اللى مش بطقلى كلمة دى …
نورهان بحنق :
_ اها خديها و خدى عليها خرطوم هدية هتحتاجيه اسمعى منى ..
نرمين بضحك :
_ ههههههههه والله انتى خسارة فيهم هههههههه انا لو كان ليا ابن كنت خدتك ليه …
نظر لها ماجد بذهول :
_ لو كان ليكى اية !!… اومال انا بعمل اية فى حياتك !!… انا كنت شاكك من الاول انى مش ابنك مفيش ام بتعمل فى عيالها كدا …
نرمين بغيظ :
_ و انا بعمل اية فيك يا دكتور … انت اصلا متستهلش البونبوناية دى اذا كان تاعب قلبى معاك هتعمل اية فى الملاك دا !!…
ارتدت روان قناع البراءة قائلة برقة مصطنعة :
_ احم انشاءالله يخليكى يا آنطى …
نظر لها بإستنكار ؛ ليقول بسخرية :
_ مين دى اللى ملاك دا شيطان ماشى على الارض و عيلة متخلفة … انا اصلا لا يمكن كنت اوافق عليها ..
شعرت روان بالغضب و كادت ان تجيبه و تعلمه من هى تلك الشيطانة لكن حديث نرمين اسعدها و جعلها تنظر له بتشفى …
نرمين بتهكم :
_ هو انت تطول اصلا يا دكتور … دا انا ابقى دعيالك لو هى بصت فى وشك لدقيقة اساساً … فاكر نفسك مين اصلا انت واحد قليل الادب مش بتسمع

كلامى و تاعبلى قلبى … و طول مانت كدا عمر ربنا هيرضى عنك و لا هيبعتلك هدية زى كدا كتيرة عليك …
ماجد بصدمة :
_ انتى امها و لا امى .. ما تحضرنا يا حج …
حامد بهدوء :
_ لا بُص انا مش هتكلم مش ناقص نمسك انا و امك فى بعض انهاردة …منك ليها لانكم فى الاخر بتتصالحو و بطلع انا اللى وحش ..
عاصم بتأييد :
_ والله زين العقل يا حامد … احنا وقفيين مشاهدين و انتو حلو مشاكلكو مع بعض …
و اكمل بإستنكار :
_ بعدين هتزعلو من بعض علشان واحدة مجنونة ..
شهقت روان بصدمة قائلة بعدم تصديق :
_ حتى انت يا خالو … اخص عليك صدمتنى فيك …
و اكملت ببكاء مصطنع :
_ اهئ لية يا ربى كدا كلهم بيكرهونى كدا اهئ اموتلكو نفسى… لا و اموت لية ما اموتكم احسن انا مش هخسر حياتى علشانكو … طب عند فيكو بقا

لهتجنن اكتر و محدش هيقدر يوقفنى و جنان بجنان ههرب و ابقى لقونى بقا …
رؤوف :
_ يا بنتى اهدى شوية بجد صدعتينى ..
ريناد بحنق :
_ هى مش صدعتك لوحدك والله يا انكل دى صدعتنا كلنا … اخرسى يا روان و الا انتى عرفانى ..
همست لنفسها بضيق :
_ اها انا اكتر واحدة عارفة انك واحدة شرانية …
نورهان بجدية :
_ انتو ممكن تشرفونا بكرة و كمان خطيب ريناد جاى بكرة علشان يحدد الفرح و انتو كمان تقدرو تيجو بكرة و نحدد الخطوبة خصوصا ان نادين و

ريناد هيفرحو اوى لو مع بعض …
ريناد بدهشة :
_ فرح اية اللى هيتحدد !!..
نورهان :
_ حمزة عايز كتب الكتاب بعد يومين و بعديها علطول الفرح …
ريناد باعتراض :
_ لا طبعاً يا ماما انا مش موافقة ..
نورهان بنبرة حازمة :
_ انا مش طلبت رأيك … فكرى انهاردة براحتك و بكرة ابقى اعترضى قدامه اما انا فقولتلك هو عايز اية و قدامك من دلوقتى لبكرة بليل تفكرى و بعد كدا

نبقى نشوف …
زفرت ريناد بضيق و عقدت يدها امامها و هى تنظر للجهه الاخرى بعدم رضا …
نادين بحماس :
_ الله انا و ريناد مع بعض … انا مش مصدقة نفسى بجد احلى فرحة دى …
ريماس :
_ طب يلا بقا علاء هيضايق كدا …..
__________________________________________________
وقفت فى شرفة غرفتها شاردة فى الماضى و …..
( فلاش باك )
همت بهبوط الدرج بحماس فالخادمة اخبرتها بوجود ضيفة فى الاسفل مع والدة زوجها فتأكلها الفضول و قررت الهبوط لرؤية الزائرة تلك ..
_ انا خلاص يا مديحة جبت اخرى من عيالى الاتنين .. واحد عايز واحدة تعبانة بسرطان فى الكبد و التانى مش راضى يفرحنى بعياله …
تفوهت بتلك العبارات عائشة معبرة على عدم رضاها على افعال ابنائها ..
مديحة بخبث :
_ هو انتى خلاص اتاكدتى ان مرات ابنك مش هتقدر تخلف و لا فى امل …
عائشة بتهكم ملوحة بيده بضيق :
_ لا امل و لا عمر … عاملة غسيل مخ لابنى و متمسك بيها بطريقة فزيعة …
لمحت مديحة سُمية التى تستمع لهم و هى تقف على منتصف درجات الدرج ؛ لتقول بلوم مصطنع :
_ لا ملكيش حق يا عائشة دا حتى سُمية بنت جميلة و مودبة و الاهم انها يتيمة يعنى انتى كدا بتظلميها … بعدين مش انتى كنتى بتحبيها و متمسكة بيها

زمان و كنتى عايزة الجوازة دى اكتر من حازم..
عائشة بضيق :
_ انا مش بكرهها بس نفسى اشوف احفادى و زى ما انتى ما عارفة عندها مشاكل فى الرحم و سى حازم مش عايز يتجوز بعديها …
مديحة بخبث :
_ معلش استحملى شوية يا عائشة … ضحى بحاجة علشا سعادة ابنك على الاقل …
( باك )
عادت من ذكريتها متمتة بـ:
_ حسبى الله و نعم الوكيل فيكى يا مديحة منك لله على اللى عملتيه فى حياتنا … ياريت تبقى فرحانة يا حماتى على سمعاك لكلامها خسرتينا خسرتى

حفيدك قبل ما يجى بسبب كلامها …
لم تشعر بدموعها التى تنهمر على وجنتها و لا بتلك الذى وصل للتو و هرول لها بخوف …
حازم بقلق :
_ مالك يا سوما بتعيطى ليه .. حد ضايقك طب تعبانة اطلبلك دكتور مالك بتعيطى ليه …
مسحت دموعها سريعاً لتواجهه بإبتسامة بسيطة قائلة بنبرة رقيقة :
_ متقلقش يا حازم مفيش حاجة بس مخنوقة شوية …
فهم ما بها ليحاول ان يصطنع المرح قائلاً :
_ طب لو قولتلك اننا هنسافر انهاردة شرم ليومين هتفلى مخنوقة ..
سُمية بسعادة و حماس :
_ قول والله … هيييية انا هجرى اجهز الشنط .. شكراً جداً يا حازم ..
و ركضت لتحضر الحقائب لسفرهم ، ضحك حازم بعد رحيلها هامساً بـ :
_ هههه طيبة اوى سُمية بيتأثر عليها بسرعة و بكلمتين بس ….
____________________________________
مر اليوم سريعاً مع اتفاق عاصم مع عبدالرحمن على المجئ غداً ليتفقو فى جميع الامور بالاضافة لتحديد يوم خطوبتهم مع عقد قرآن ريناد ، لياتى

الصباح محمل بالسعادة للبعض و الصدمات للبعض …
اقتربت ريماس من مائدة الطعام بعجلة و هى تقول :
_ بسرعة يلا ناكل علشان ورايا محكمة بعض شوية و معلش يا ريناد خجدينى فى طريقكو ..
ريناد بإيجاز :
_ حاضر ..
نورهان بتذمر :
_ شغل اية اللى هتروحوه انهاردة انتو ناسيين ان عبدالرحمن وعيلته و حمزة و عائشة جاايين بليل ..
ريناد بهدوء :
_ يا ماما مش هينفع اننا ناخد اجازة .. اجازتنا كترت اووى .. بعدين لو على الشقة فالناس اللى جبتهم قامو بالواجب و اديكى شايفها ..
نورهان :
_ لا يا ريناد هانم مش على الشقة انا اقصد منظركو مش لازم تجهزو قبل ما يجو …
نادين بضجر :
_خلاص يا ماما متعقديش الموضوع …
تحدثت ريماس بتوتر :
_ ماما صح انا مش هبقى موجودة انهاردة ..
نورهان بحنق :
_ قابلو بقا … و حضرِتك مش هتبقى موجودة انهاردة لية يا استاذة ريماس …
تركت ريماس الطعام و زاغت نظراتها و هى تقول بإرتباك :
_ ااا اصل خارجة مع علاء انهاردة هنروح نشوف الصالون و المضبخ للشقة ..
خرجت روان من صمتها هاتفة بـتذمر طفولى:
_ لاحظى ان خروجاتك كترت من غيرى …كل دا و انا ساكتة …
نورهان بإنزعاج :
_ مش وقتك يا روان اخرصى دلوقتى .. اما حضرِتك فاجليها لبكرة او ليوم تانى مش شرط انهاردة و الناس جايين …
ريماس بتوسل :
_ لا ارجوكى يا ماما هروح انهاردة .. بعدين انا اصلا مش مهمة فى القاعدة و لما ارجع ابقى قولولى وصلتو لاية ..
نادين بجدية :
_ سبيها يا ماما خليها تخرج … بعدين انتى مكبرة الموضوع اوى و مديه اكبر من حجمه
نهضت نورهان بعنف من على مقعدها و هى تهتف بغضب :
_ اعملو اللى يريحكو دا انتو بنات تفقع المرارة …
ثم اتجهت للمطبخ لتباشر بتحضير الطعام للزائرين ….
صاحت ريناد بتذكر :
_ يا بنات حد عرف أيهم الموضوع ….ما تقولو خليه يجى انهاردة …
نادين بصدمة :
_ يالهوى احنا ازاى نسيناه ….”و اكملت بتسأول” … حد معاه رقمه الجديد !..
روان بحماس :
_ انا معايا رقمه …
ريناد و هى تجذب حقيبتها و تهم بإخراج الهاتف :
_ طب هاتيه يا روان خلينى اكلمه ..
حصلت ريناد على رقم أيهم من روان و قامت بمهاتفته …
ريناد :
_ السلام عليكم …
_ الو مين !!…
_ صباح الخير يا أيهم انا ريناد ..
_ اهلا بالعروسة … عاملة اية يا رينا …
_ هههههه لسة فاكره هههههه انا تمام و انت !!..
_ اهو مصدوم من ساعة ما عرفتان اخواتى هيتجوزو و يتخطبو و انا معرفش …
_ اية دا انت عرفت !!. انا متصلة علشان اقولك و علشان تيجى انهاردة
_ انا اصلا جاى …دكتور عاصم قالى وهاجى معاه انهاردة
_ طب كويس نشوفك بليل ..
_ طيب يا جميل … يلا سلام ..
اغلقت معه و التفت لفتيات ..
ريناد بهدوء :
_ عرف من خالو و جاى بليل ..
نادين بجدية :
_ طب يلا علشان اتاخرنا ..
و ذهبو جميعهم لعملهم و تبقت روان التى حصلت من نورهان على كم هائل من التوبيخ لاسباب عديدة …
__________________________________________________
_ معلش يا علاء مش هقدر اخرج ورايا شغل … و كمان عبدالرحمن و حمزةجايين انهاردة …
_ مش شرط تحضرى الكلام يعنى يا ريماس بعدين عايزين نجيب الحاجة بسرعة دا احنا لو فضلنا كدا مش هنجيب حاجة و الفرح هيتأجل سنة قدام …
اغمضت عيونها بقوة شاعرة بالحيرة و الندم لا تريد ان تكذب عليه و لكن فى المقابل لا تريد ان تخبره بشئ ، هتفت بنبرة حاولت جعلعها ثابتة :
_ اسفة يا علاء بس اجلها يوم تانى مش ينفع انهاردة …
_ طب رايحة لمكان اجى معاكى …
_ ها !!… لالا انا هفضل فى المكتب متتعبش نفسك ….
_ طب هتخلصى امتى علشانك اجى اخدك بدل ما ترجعى متاخر موصلات …
لم تشعر بنبرتها العصبية و هى تقول _ ما خلاص يا علاء دا اية دا قولت مش عايزة حاجة انت هتقرفنى لية .. يخربيت دى جوازة من قولها تحكمات و

شك و حاجة تزهق … قولنا مش لازم زفت انت اية مبتفهمش …
_ مممم انتى شايفة كدا .. طيب سلام يا متر …
و اغلق الهاتف سريعاً لتجحظ عيونها بصدمة
ريماس : يالهوى انا اية اللى قولته دا !!… هو كدا زعل … اكيد زعل اية السؤال الغبى دا …. طب اعمل اية ..
حاولت الاتصال عليه مراراً و تكراراً و لكن النتيجة عدم الايجاب..
ريماس بحزن :
_ اعمل اية دلوقتى … اهو علاء زعل و انا مكنتش عايزة كدا …
بعثت له برسائل عديدة تترجاه بالايجاب و اخذت حقيبتها و ذهبت لملاقاة ذاك المجهول و ترى كيف تستغل الذى معها مع الذى توصل إليه …
________________________________________________
ضرب المكتب بعنف مزمجراً بغضب :
_ يعنى ازاى مش عارفين توصلو لاى حاجة معاه … و فين اهله اكيد مش راحو كوكب تانى علشان مش تلاقوهم كدا ..
الفهد بنبرة جادة و قوية :
_ يا بوص دورنا كتير بس اللى بيتعامل معاه مش سهل لدرجة ان كل عيلته مختفية من الوجود … اللى معاه عارفين انه هيتمسك و علشان كدا مقفلين كل

حاجة ممكن تخليه يعترف عليهم و كمان محاولة انتحاره امبارح بتعلن على انهم مجهزين للحظة دى …
البوص بنبرة غاضبة :
_ يعنى اية مش قادرين على حتة حشرة .. و انت يا فهد مبقتش بتعمل بلقبك و مش قادر تلوى دراع واحد زى كدا و تخليه يتكلم …
الفهد بضيق :
_ يا بوص انا عملت كل اللى اقدر عليه بس…
قاطعه بقوة :
_ بس اية خلال 24 ساعة لو مجتش ليا الاخبار اللى عايز اسمعها هقتلكو كلكو .. الشغل اللى جاى مش عايز يبقى فيه خطر بيهددنا لان الغلطة فيه

برقابنا كلنا …
و اكمل بقسوة :
_ و المحامية دى كمان محتاجة قرصة ودن صغيرة علشان تهدى شوية انا لحد دلوقتى رحيم بيها و سيبها تعمل اللى تحبه مستنى افضلها و ساعتها مش

هخلى حد بيهددنى يبقى فى طريقى ..
الفهد :
_ اللى تؤمر بيه …

 

ترجلت من سيارة الاجرة بعدما اعطت السائق المال ليرحل سريعاً ، تفاجأت بالمكان الذى اخبرها به ذاك المجهول فهو لم يكن سوى صحراء لا يوجد بها
احد ، ترددت بالسير لكن معرفتها بعدم استطاعتها التراجع جعلها تتقدم للسير بتوتر …
ريماس هامسة بخوف :
_ هو جبنى هنا لية ؟ طب ارجع .. لا مش هينفع ارجع بعد ما جيت و حتى لو عوزت ارجع مفيش اى حاجة اعرف ارجع بيها … طـ…طب هو فين
المفروض انه قالى امشى لحد ما تلاقى عربية … ياربى طب هو لية خلى سواق التاكسى ينزلنى هنا مش زى ما قاله ينزلنى فين كان خلاه ينزلنى عنده
يالظبط …
تذكرت عندما همت بأخذ سيارة اجرة هاتفها و آمرها بأعطاء الهاتف لـ سائق السيارة ليشرح له الطريق ترددت فى البداية ثم فعلت ذلك و ها هى تقف فى
منتصف الصحراء لا تعلم اين تذهب و كيف ، و اخيراً بعد سير لدقائق رأت سيارة و بجانبها ثلاث اشخاص ، توجست بقوة و لكن لا مفر اقتربت منهم
بتوتر لتقف خلفهم مباشرة و ….
ريماس بخفوت :
_ انا جيت …
التفو لها لتصعق من الصدمة و تجحظ عيونها بعدم استيعاب ، تحدث مـ1 بصرامة :
_ اهلا بالاستاذة ريماس عبدالله
و اكمل بعيون ضيقة و نبرة ساخرة :
_ و لا اقول … زوجتى المصونة

error: