روايه الصياد بقلم /شيماء رضوان

الفصل الثالث
وجدت قبضه تعيدها الى الشقه مرة اخرى قبل ان تخطو اولى خطواتها
دفعها سليم بحده الى الداخل فاسرعت هند بامساكها قبل ان تقع على الارض قائله بخوف
سليم انت اتجننت دى بنت
سليم بحده….بنت ايه ده مفيش حد بيعمل التصرفات دى انا زهقت
جاءت نوران لتتحدث قاطعها قائلا
ولا كلمه ادخلى على الاوضه دلوقتى يالا
ربتت هند على كتفها قائله
خشي دلوقتى يا نوران معلش
سمعت نوران كلام هند ودخلت الى الغرفه
بعد دخول نوران الى غرفتها جلست هند تبكى على ما حدث معها لم ترد ان تصل الامور الى هذا الحد ظنت انها ان عاندته سينصلح حالهما ولكن تبين لها ان العند لا يجلب سوى العند
نظر لها سليم طويلا فهى قد اخطات فعمله هو وفهد حساس جدا لا يقبل الخطا خطا صغير يحطم كل شئ لا يستطيعان البوح باسرار عملهما وهند لا تستوعب انها احبت رجل مخابرات ليس رجل عادى سيخبرها اين يذهب ومع من يتحدث ماذا يفعل فهى فى النهايه اخته لا يستطيع سوى الوقوف بجانبها عسي ان تتفهم وضع فهد
جلس بجانبها وربت على كتفها كنوع من الدعم قائلا
خلاص يا هند اللى حصل حصل بس لازم تفهمى ان دى طبيعه شغلنا ودا مش معاناه انه مش بيقولك رايح فين يبقى انتى كمان تعاندى وتسافرى من غير ما تديله خبر ده مش صح وهيزود الفجوة بينكم
رفعت هند راسها ونظرت له باعينها الحمراء من شده البكاء قائله بندم
عارفه انى غلطت بس اعمل ايه غصب عنى يا سليم
حك ذقنه قائلا بمزاح
بغض النظر عن انك غلطانه لما عاندتى معاه بس برده لازم نعمل للواد ده قرصه ودن
نظرت له بتساؤل قائله
قرصه ودن ازاى يعنى
ابتسم سليم بخبث ولمعت عيناه قائلا
نسلط عليه منى تديله بالشبشب
تعالت ضحكاتها بعد بكائها الشديد واحتضنت اخيها بحب
كانا غافلين عن تلك العينان التى تراقبهما بابتسامه
تابعت نوران حديثهما واعجبها تصرف سليم مع اخته واعجبت بالهاله المحيطه به على الرغم من صرامته الا انه يمتلك قلبا طيبا يظهر وقت الحاجه لذلك
اقتربت نوران منهم موجهه حديثها لسليم قائله
استاذ سليم لو سمحت بقى سيبنى امشي من هنا كفايه كده صدقنى انا مكدبتش عليك فى اى حاجه ارجوك بقى سيبنى ارجع لحياتى تانى
زفر سليم بنفاذ صبر قائلا
قلتلك لما اتاكد منك الاول انك كل اللى قلتهولى صحيح ومفيش حاجه منها غلط
ضربت نوران ما على الطاولة يغضب قائله
انت ايه يا بنى ادم انت كفايه كده حابسنى هنا وخلاص وانت جواك متاكد انى مكدبتش عليك فى اى حاجه وهخرج يعنى هخرج
اتجهت نوران ناحيه الباب لتفتحه مرة ثانيه ولكن وجدت قبضه من حديد امسكت مقبض الباب لتمنعها من الرحيل
التفتت نوران اليه ونظرت لوجه لعلها تعلم ما رده فعله مما فعلته ولكن ادهشها هدوءه الظاهر
نظر لها سليم طويلا ثم قال
كلمه ومش هكررها لو الغلطه اللى عملتيها دى اتكررت تانى متلوميش غير نفسك
نوران بحده..يعنى انا هفضل محبوسه هنا ايه الوقعه السوده دى
نظر لها بسخريه وهو يضغط على شفتيه من الغيظ فهى تتعمد اخراجه عن هدوءه وقال
انسه نوران متخرجنيش عن شعورى علشان ردى فعلى مش هيعجبك ثم اتجه الى الباب وفتحه وغادر الى فهد للحديث معه فى امر هند وايضا لمعرفه ما يتوصل له بخصوص نوران وبالطبع بعد اغلاقه للباب بالمفتاح
نظرت نوران فى اثره ودمعت عيناها فهو يتعمد اذلالها ووضعت يدها على وجهها وهبطت دموعها من عيناها
اتجهت اليها هند لمواساتها ولكن ما باليد حيله تود مساعدتها ولكنها تخاف من بطش اخيها او احتمال اذيه تلك الفتاه فربتت على كتفها قائله بمواساه
تعالى يا حبيبتى اقعدى معلش سليم بيبقى عصبى لما حد يعاند معاه ثم اصافت بمزاح ده كويس انه مكسرش الطربيزه على دماغك بعد ما كسرتى اللى عليها تعالى يالا ننضف الهبل ده ونعمل اكله حلوة علشان اخويا يرضى عننا وواعدك لما ارجع ان شاء الله لاخلى منه تديله بالشبشب
ابتسمت نوران على كلام هند ولكن استغربت اسم نوران فقالت بتساؤل
هند هيا مين منى دى
ابتسمت هند فور تذكرها لخالتها منى والتى ارضعتها عقب وفاه امها اثناء الولاده وايضا وفاه والدها بعد شهرين على وفاه امها حزنا على فقدان زوجته فقالت بابتسامه حزينه
منى دى تبقى خالتى وام سليم هيا اللى رضعتنى انا ابقى اخت سليم فى الرضاعه
اندهشت نوران مما سمعت كيف ترضعها وهناك فارق واضح فى السن بينها وبين سليم فقالت
بس ازاى وفى فرق فى السن بينك وبين سليم متهيالى كده مش اقل من خمس سنين صح
اومات هند تاكيدا لكلامها فقالت
صح بينى انا وسليم ست سنين يا نوران بس ماما منى كانت ولدت سالى بنتها وللاسف ماتت بعد الولاده فاخدتنى عندها واعتبرت ان ربنا عوضها عن سالى
نوران..ااااه قولى كده بقى
صمتت هند قليلا ثم قالت
بقولك ايه عايزاكى تفكى كده اخويا مش وحش زى ما انتى شايفاه ده عسل بس لما تعرفيه كويس هتفهمى كلامى
مطت نورتن شفتيها بامتعاض قائله
عسل ايه بس ده طلع عسل بطاطس
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
قابل سليم صديقه فهد فى احدى الاماكن
جلس سليم امامه ينظر له بغموض قائلا
ها عرفت حاجه عنها
نفى فهد قائلا
لا لسه يومين كده وهقولك كل حاجه انا بعت ناس البلد اللى هربت منها وناس تسال فى المنطقه اللى كانت عايشه فيها بس بيجمعوا كل الاخبار عنها اول ما يكلمونى هكلمك علطول
اوما سليم براسه ثم تحدث قائلا
حاول تصلح علاقتك بهند يا فهد معلش عارف انها غلطت بس استحملها هند بتعمل كده لانها بتحبك
زفر فهد بعمق قائلا
اعمل ايه بس هند راكبه دماغها اوى وفعمتها ظروفى كذا مرة وبرده مفيش فايده يا سليم وانا خلاص من كتر الضغط قربت انفجر وهبعد عنها اليومين دول علشان الاوضاع متتدهورش بينا اكتر من كده
سليم بضيق..انت شايف كده
فهد بتنهيده ..اه يا سليم شايف كده ان ده احسن لازم نبعد شويه
نهض سليم من مقعده قائلا
اعمل اللى يريحك بس لازم تعرف ان البعد بيولد الجفا يا صاحبى سلام اشوف المصيبه اللى عندى فى البيت دى بتعمل ايه
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
بعد يومين
التقى وهدان بصديقه الذى فى المرور وقال له ان السياره باسم رجل يدعى احمد هاشم وعنوانه فى الاسكندريه ……..
وصل وهدان وهو سعيد لانه علم الرجل الذى هربت معه نوران وهتف عندما قابل ابيه قائلا
.يا بوى صاحبى جالى ان صاحب العربيه اسمه احمد هاشم وعنوانه …….فى اسكندريه
نهض عثمان من مكانه كمن حصل على جائزه للتو قائلا
تمام اوى خد معاك رجاله وهاتوها ومحدش يقربلها تاديبها عليا انى وهكتب كتابك عليها فى نفس اليوم
نظر له وهدان ببريق انتصار فباقى خطوة على تحقيق حلمه قائلا
حاضر يا بوى هعمل كل اللى قلتلى عليه
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
فى منزل سليمكان يتابع عمله على اللاب الخاص به وتجلس امامه نوران وهند يتحدثون
نظرت نوران له وشردت فى امر عمها وابنه ترى ماذا يفعلون الان هل يبحثون عنها او تركوها لحالها لم تعى انها فى شرودها تنظر الى سليم الذى لاحظ تحديقها به فابتسم بخبث قائلا
ايه عجبتك يا انسه انا عارف انى امور وحلو والبنات بتموت فيا
استوعبت نوران انها تحدق به فتنحنحت بحرج واخفضت نظرها الى الاسفل
هتفت هند بابتسامه قائله
انتى هتقولى يا سولى دى البنات بتصاحبنى علشان انت اخويا
اما نوران اشتعل بها الغيظ فقالت
متتغرش اوى كده فى احسن منك كتير انت تيجى ايه جنب الممثلين الاتراك
ضحك سليم بشده على كلامها وعندما هدات نوبه ضحكه قال
ده على اساس انك ملكه جمال يعنى ولا ايه بصى لنفسك فى المرايه
اغتاظت منه بشده ودخلت الى غرفتها لا تريد الجلوس بعد الان معه فى مكان واحد
اما هند عاتبته قائله
ايه يا سليم فى ايه انا شايفه انك بتتعمد تحرجها وهيا اصلا كانت سرحانه مش بتبص عليك ولا حاجه
سليم ..عارف انها كانت سرحانه بس صدقينى بصراحه ببقى مبسوط وانا بغيظها كده مش عارف ليه
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$فى مكان ما
قابل سليم فهد لانه اتصل بع وطلب منه القدوم من اجل امر هام يخص الفتاه التى كلفه بالبحث وراءها
سليم بجمود ..ايه الاخبار
فهد بحده.. لو سمحت يا سليم قولى مين دى وايه اللى حصل بالضبط لانه اللى عرفته مش سهل لازم تقولى علشان نعرف هنعمل ايه
قص له سليم ما حدث
فهد بغضب..انت مجنون مقعدها معاك فى الشقه
مسح سليم على وجهه بنفاذ صبر قائلا
اعمل ايه كان لازم اتاكد ان كلامها صح الاول وبعدين هند قاعده معانا ما انت عارف
فهد بنفاذ صبر ..ماشي يا سليم كل اللى قلتهولك صحيح ابوها فعلا كتب كل حاجه باسمها وعمها جبها غصب عنها خطفها بمعنى اصح من القاهرة علشان يجوزها ابنه وابنه اصلا متجوز يعنى كانت هتبقى مراته التانيه وهى هربت يوم الفرح ودلوقتى هم بيدوروا عليها وعرفوا رقم العربيه وبيدوروا عليها فى المرور ده اخر حاجه وصلتلها
سليم بجمود.اعلى ما فى خيلهم يركبوه
فهد بذهول..انت مجنون بقولك عرفوا رقم العربيه يعنى هيوصلولك انت وهيا
سليم بضيق..العربيه مش بتاعتى بتاعه احمد هاشم وهو سافر من يومين وسابلى عربيته اعمل بيها المشاوير بتاعتى لان عربيتى فى اسكندريه واحمد اصلا قالى انه جاله شغل فى الامارات ومش هيرجع قبل سنه
فهد..صدق اللى قال عليك صياد بس انت هتعمل فى البنت دى ايه
سليم بتصميم…هاخدها معايا اسكندريه لان لو لقوها هيبهدلوها ومش بعيد يقتلوها ومحدش هيعرف عنها حاجه
فهد بغضب..ميلقوها هم اهلها مش هيعملوا فيها حاجه
سليم بغضب…ده انت لسه قايل عمها خطفها يعنى لو لقاها هيجوزها لابنه او هيقتلها علشان الورث
فهد بتحذير ..بلاش توقع نفسك فى مشاكل يا سليم وفكك من البنت دى احنا شغلنا حساس
سليم..وسلين ميشفش حد واقع فى مشكله وميمدش ليه ايده سلام
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$ذهب وهدان ومعه رجاله الى العنوان الذى فى اعتقادهم انه توجد فيه نوران
ضرب وهدان الجرس كثيرا ودق على الباب ولكن لا يوجد رد
خرج احد الجيران وقال لهم ان صاحب الشقه سافر من يومين
رجع وهدان الى ابيه يجر اذيال الخيبه وقد ضاع امله ان يجد نوران ويرجع بها الى البلده ليتزوجها
عثمان..يعنى ايه خلاص كل حاجه ضاعت والواد ده خدها وسافر اكيد بت المصراويه كانت تعرفه وهربت معاه كل الفلوس راحت للواد ده اه يا بت المصراويه ضحكتى علينا كلنا ولبستينا العمه بس وربنا لاجيبك مهسيبك واصل انا وراكى والزمن طويل
بقولك ايه يا ولدى حط ناس تراقب البيت بتاع الواد اللى هربت معاه يمكن يظهر ولا حاجه ولا يكون مسافرش من اساسه ولعبه عملنها علشان مندورش عليها وخلى الناس اللى مراجبين شجتها يفضلوا زى ما هم
وهدان بحزن..امرك يا بوى
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
فى اليوم التالى
كان سليم فى الحمام يغتسل وترك مفتاح الشقه على السرير
دلفت نوران الى الغرفه معتقده انه ليس فيها وقد طلبت منها هند ان تحضر لها اللاب من غرفه سليم وعندما وجدت المفتاح امامها فرحت بشده واخذته قبل ان يخرج واطمانت ان هند فى الغرفه ففتحت الباب بخفوت حتى لا تصدر صوتا وتركت المنزل متجهه الى منزلهااستنونى الحلقه الجايه ورايكم يهمنى
شيماء رضوان

error: