روايه الصياد بقلم /شيماء رضوان

الحلقه الثالثه عشر

نظرت نعمه له وقالت
تعالى يا ابنى انا عارفه مكانهم
استقلت نعمه معهم السيارة متجهه الى المندرة القديمه فسالها سليم قائلا باندهاش
وايه اللى يخليكى تعملى كده وعثمان جوزك ووهدان ابنك
نزلت دموعها قائله
وهدان ابنى كان متجوز حكمت بنت اختى عذبها وبهدلها لانه كتن عايز نوران وعثمان كمان كان بيضربها البنت راخت لاهلها ولما ابوها منصرهاش ولا وقف جنبها انتحرت وانا بقى معتبره انهم السبب فى موتها ربنا يرحمها ويسامحها اما هم لازم يتعاقبوا على كل اللى عملوه على طمعهم وجشعهم
ازالت دموعها ثم قالت
حكمت الله يرحمها هيا اللى ساعدت نوران على الهرب اول مرة
نظر سليم من نافذه السيارة ودعا الله ان يصل اليها قبل ان يؤذوها

فى المندرة القديمه
عندما سمعت كلمه الماذون امسكت يد عمها قائله
بالله عليك يا عمى متعمل كده انا
كانت ستقول له انها متزوجه لكن صفعه وهدان لها جعلتها تقع على الارض ولا تكمل ما تفوهت به غادر وهدان لاحضار الماذون وبقى عثمان الذى جلس امامها على الكرسي ينظر لها باحتقار ويحاوطهم الحرس من كل مكان

فى القاهرة فى المشفى
كانت هند تبكى فى احضان منى فقد علموا بما حدث لنوران وهند وابلغ فهد الحراسه ليبقوا معهم فى المشفى
خرجت مى من عمليه كبيره ونقلت الى العنايه المركزه
كانوا يحلسون امام غرفتها وبجانبهم والدها الذى يظن انها كانت حادث وليست مقصودة والسبب فيها هو سليم
منى بحزن …كفايه يا بنتى كفايه
بكت هند اكثر وقالت
انا خايفه على نوران اوى ومى كمان حالتها خطيرة
تنهدت منى بعمق وقالت
متخافيش يا حبيبتى ربنا مش هيسينا ابدا ونوران اخوكى هيرجعها ومى هتقوم بالسلامه وتبقى كويسه ادعيلهم بس وكل حاجه هتبقى تمام يا بنتى

وصل الماذون الى المندرة
امسك عثمان نوران بعنف وجعلها تجلس بجواره وعندما نظر الماذون اليها استغرب الكدمات التى بجوار شفتيها وعينيها وتعجب اهذه هى العروس يبدو انها مرغمه على الزواج وهيئتها تقول انها من المدينه وليست من الصعيد فحسم امره ووجه حديثها اليها قائلا
انتى موافقه على زواجك من وهدان يا بنتى
نظرت الى الماذون واستجمعت شجاعتها لن تخاف بعد الان فهذه فرصتها وقالت وهى تنظر الى عمها بحقد
لا مش موافقه
ضغط عمها على ذراعها قائلا
اخرسي ايه اللى بتقوليه ده
تحدث الماذون مرة اخرى
براحه يا حاج عليها ثم تحدث موجها كلامه لها قائلا
انتى مغصوب عليكى يا بنتى ولا ايه
نفضت ذراع عمها عنها ووقفت امامهم قائله
اه يا عم الشيخ عايزين يجوزنى وان واحده متجوزه
نهض الماذون كمن لدغته افعى قائلا
اعوذ بالله مش هفضل فى بيت حد زيكم كده هيرتكبوا اثم اعوذ بالله ربنا يعينك عليهم يا بنتى
خرج الماذون من المنزل وهو يستعيذ بالله
اما وهدان وعثمان وقفوا امامها فقال عثمان بغضب
انتى اتجنيتى يا بت ولا ايه متجوزه ازاى
وقف امامها وهدان قائلا
انتى عايزة ربايه من الاول ورفع يده ليصفعها
ابقى اضربها وانا امسحك من على وش الدنيا
تلك الكلمات نطق بها سليم حينما دخل المندرة واجبروا جميع الرجال على الاستسلام
تقدم سليم اليهم حتى سار امامهم فنظرت اليه نوران بدموع واحتضنته بشده حتى كاد ان يقع بها ولكنه تمالك نفسه
شدد سليم من احتضانها وهو يوجه اليهم نظرات لو كانت تحرق لاحرقتهم
اقترب وهدان منه فى محاوله لاخذها من بين ذراعيه ولكن فى لحظه لكمه سليم فارتد الى الخلف
تركها سليم وامسك يدها وجعلها تقف بجوار فهد وقال له بحده
خليها معاك
امسكه فهد من يده قائلا
انت ناوى على ايه يا سليم
نظر لهم سليم بجمود ثم قال له
هاخد حق مراتى
وقف امامه مدير الامن قائلا وهو يمسكه من يده
مينفعش يا حضرة الضابط كده غلط احنا هنقبض عليهم وخلاص
سليم بنفاذ صبر ..انا مش همشي من هنا الا لما اخد حق مراتى حتى لو هتعرض للمحاكمه انا محدش يمد ايده على مراتى عفوا بس لو حد عمل كده فى زوجه سيادتك كنت هتعمل ايه هترضى ان حد يمد ايده عليها حتى لو كان عمها وابن عمها
صمت مدير الامن قليلا ثم افلت يده وقال
انا هستنى بره
اما افراد فريقه تنحوا جانبا وافسحوا له المجال ليمر قائلا احدهم
اتوصى يا باشا محدش يمد ايه على حريمنا
نظر لهم فهد بغيظ وقال
تموتوا فى الغم انتوا
وصل اليهم قائلا
تعالوا بقى
امسك وهدان ولكمه عده مرات جعله غير قادر على الوقوف امامه حاول عثمان تخليص ابنه من براثنه لكن اتته لكمه جعلته يسقط للخلف
ضرب سليم وهدان كثيرا فتخل افراد الفريق لتخليصه من يده حتى لا يموت فى يده
تم القبض عليهم بتهمه التجارة فى الاثار بسبب فيديوهات كان قد حصل عليها سليم بسبب مراقبته لعثمان وابنه
اثناء القبض عليهم جن جنون وهدان وقال
هرجعلك تانى يا نوران مش هسيبك تتهنى معاه مش هسيبك انا خسرت كل حاجه بسببك
بعد الانتهاء من القبض عليهم وتسليمهم استقل سليم سيارته وبجانبه نوران فى اتجاهه الى القاهرة

ساد الصمت بينهما وشرود نوران التى كانت تنظر من نافذه السيارة قطعه سليم عندما امسكها من يدها قائلا
خلاص كل حاجه انتهت يا نوران مش عايزك تخافى
عندما لم ترد عليه قال بمزاح ليعرف رده فعلها
ولو عايزانى اطلقك وتبقى حرة وتعيشي حياتك معنديش مانع
التفتت اليه بسرعه كمن لدغتها افعى وقالت بخوف
انت عايز تطلقنى
نظر لها سليم قائلا
انتى عايزانى اطلقك
صمتت نوران ولم ترد عليه ماذا تقول له ثم حسمت امرها وقالت بضيق
اللى انت عايزه اعمله
ضحك سليم قليلا ثم قال
انا عايز راحتك
قالت ….وانا راحتى انى انام شويه ممكن تسكت بقى
ابتسم سليم على رد فعلها وصمت حتى تتمكن من النوم
بعد فترة وصلوا الى المنزل بالقاهرة وترجلت نوران من السيارة فامسك يدها قائلا
اطلعى خدى دش وغيري علشان نروح لمى المستشفى
نوران بتساؤل…ليه هيا مى مالها
سليم بتنهيده …مى لما انتى اتخطفتى حاولت تقريبا تنقذك فاخدت خبطه جامده على دماغها وعملت عمليه
دمعت عيونها وقالت
ربنا يشفيها دى انسانه مفيش زيها
صعدوا الى الشقه وابدلت ملابسها ونزلوا سويا متجهين الى المشفى
عندما راتهم منى احتضنت نوران بشده وقالت
الحمد لله انك كويسه يا حبيبتى انا كنت هموت من القلق عليكى
نوران….متقلقيش يا ماما انا الحمد لله كويسه متخافيش عليا
تركت نوران منى واتجهت الى هند واحتضنتها فقالت هند بمزاح
مين اللى اداكى بالبوكس فى وشك كده
ابتسمت نوران وقالت
ده انا كلت ضرب ماكلوش حرامى
ضحكوا على كلامهم ثم صمتت نوران قليلا وقالت
مى اخبارها ايه يا ماما
منى بحزن…الدكتور قال بقت كويسه وان شاء الله نشوفها بكرة الصبح
جلسوا جميعا فى المشفى ورفضوا مغادرتها حتى يطمانوا على مى وحضر فهد ايضا

فى الصباح
اشرقت الشمس معلنه عن تحسن مى وانتهاء مرحله الخطر

دخلوا عليها الغرفه وكانت مستيقظه فابتسمت لهم وقالت حمد الله على سلامتك يا نوران
اقتربت نوران منها وامسكت يدها قائله
حمد الله على سلامتك انتى يا مى
مى…الله يسلمك
سليم بابتسامه….عامله ايه يا مى
مى بمزاح….زى ما انت شايف اهه نايمه فى السرير
دق الباب وكان والدها
اقترب منها وقبلها من جبينها وكان معه ابن عمتها شاب يدعى فادى
والدها…حمد الله على سلامتك يا بنتى
مى …الله يسلمك يا بابا
اقترب فادى منها قائلا بابتسامه عشق خالص لها …اذيك يا مى انا جيت من السفر لما عرفت اللى حصلك
ابتسمت مى له قائله
تعبت نفسك ليه يا فادى
فادى بحب….وهو انا عندى حد اغلى منك اتعب عشانه
لكزت هند فهد ونوران فى ذراعها فهى كانت تقف فى الوسط بينهما قائله
باين عليه بيحبها اوى
فهد…بطلى بقى وارحمى نفسك المفروض تكونى زعلانه ان الفرخ اتاجل
هند بابتسامه…وازعل ليه كل تاخيرة وفيها خيرة يا فهد
نوران…ربنا يسعدها مى انسانه هايله وتستاهل كل خير
سليم…يالا يا مى شدى حيلك علشان تحضرى فرح هند وفهد احنا اجلناه شويه لغايه ما تقومى بالسلامه
ثم نظر الى نوران قائلا
وفرحى انا ونوران
نظرت نوران له بذهول لما حدد موعد الزواج بدون ان يرجع لها
باركت مى لهما اما منى اطلقت الزغاريد التى عمت ارجاء المشفى
بعد ان اطمانوا على مى غادروا المشفى

عندما وصلوا الى المنزل استاذن فهد منهم للذهاب لبيته ليستريح وليتجهز للسفر فهم سيغادرون الى الاسكندريه غدا
عندما وصلوا الى الشقه وقفت نوران امامه بسرعه قائله
جواز ايه اللى بتقول عليه ازاى تعمل حاجه زى دى من غير ما ترجعلى انت مش قلت هتطلقنى اول ما نرجع من المنصورة ومعملتش كده وامبارح قلت انك هتطلقنى وبرده معملتش كده طقنى ومفيش فرح هيتم
كان هدف نوران الضغط عليه حتى يعترف بحبه لها ولكن تلك الغبيه لم تكن تعرف ان مى قصت له كل شئ واصبح يعلم شهورها تجاهه فابتسم بخبث قائلا
طلاق مبطلقش واعلى ما فى خيلك اركبيه انا خلاص قلت ان فى فرح والناس عرفت وانا مبحبش ارجع فى كلمتى نتجوز ولو عايزة تطلقى بعدها هقولك مع السلامه بعد اذنك عايز انام منمتش خالص
تركها سليم تقف مذهوله من حديثه وابتسم بخبث ودخل الى غرفته اما هى لم تعد تعرف ماذا تفعل فمى اخبرتها انه يحبها اذا هو يلعب عليها لا بأس هى تحب الالعاب تلك ستكمل معه لعبته للنهايه

فى مكان اخر تجلس تضع قدم فوق الاخرى وهى تضع المانيكير الخاص بها قائله
هنرجع امته يا ماما سولى وحشنى اوى
ابتسمت امها قائله
هانت يا قلبى شهر وهنرجع واوعدك ابن منى هيكون ليكى متقلقيش يا حبيبتى
ابتسمت لامها قائله
بس منى دى هنعمل فيها ايه دى ست سوفاج خالص
نظرت لابنتها بابتسامه قائله
لا متخافيش منى دى ملهاش لازمه ام شبشب دى

فى الاسكندريه

مرت الايام مازالت نوران تتجنب سليم وتحاول معرفه ما يدور براسه الى ان اتى يوم الزفاف
دخل كل عريس مع عروسه الى القاعه وجلسوا فى الاماكن المخصصه لهم
اتى حسين علام ومعه العائله وقد عرف ما فعله صديقه بهم
وقف امام هند وقبلها من جبينها وبارك لها ثم وقف املم سليم واعتذر عما بدر من صديقه
سليم…ايه اللى بتقوله ده يا حاج حضرتك ملكش دعوة باللى هو عمله هو غلط ولازم يتعاقب
حسين..ربنا يكملك بعقلك يا ابنى الا قولى انت ومراتك عملتوا فرح ليه
نظر سليم لنوران وابتسم بخبث قائلا
اصلنا اتجوزنا من غير فرح فشبطت بقى ولازم تعمل فرح وانا مرضتش ازعلها
ضحك سليم قائلا
ماشي يا ابنى عموما الف مبروك
ذهب حسين ليجلس مكانه والتفتت نوران لسليم ولكزته فى ذراعه قائله
انت زودتها اوى يا ابن السيوفى بس هتشوف انا هعمل ايه
كان فهد ينظر لهم ويضحك على ما يحدث ونظرات نوران لسليم فقال فهد
بالشفا يا سليم
نظر سليم له بضيق ثم قال
مش انت قريت فيها كان لازم اتوقع حاجه زى كده

بعد قليل نهض كل عريس مع عروسه لاداء الرقصه الهادئه التى تدعى (سلو )
كانوا يرقصون على انغام اغنيه سمعنى نبضك
كان سليم ينظر لنوران التى اخفضت نظرها خجلا من نظراته ومال على اذنها هامسا
بحبك
نظرت نوران له وصدمت مما قاله ولكنه لم يهملها الوقت حيث حملها ودار بها عده مرات

توقعاتكم
بقلم / شيماء رضوان

error: