رواية أزمة ثقة

الحـلقه السادســه عشـر
بقلـم
محمـد مالــك
ميرو الشريـف

فتحلـي بـابـا وعـلامات الصـدمه في وجـه و بعـد صمـت
بـابـا : مشيتـي مشيتـي و وليتـي ! لكـن بـابـي مش مفتـوحلـك ولـي من ويـن ما جيتـي
انـي غمضـت عيونـي و فتحتـهم من كسـرة الخـاطـر : غلطـت و رجعـت لصـدرك !
بـابـا : توا عـرفتـي صـدري يـا روانـي !الحـوش لـ طلعتـي منـه عروسـه لـ راجل مش راضـي عليـه مـ تحلميـش ترجعيلـه الا بـ طلاقـك منـه
مسحـت أدموعـي بـ كف ايـدي : بس أنـا بنتـك !
بـابا : و أنــي بـوك لـ عارضتـك و أنتـي ركبتـي راسـك وأني حـالف بـ طلاق أمـك وقـت تجينـي مطلقـه منـه ناخـدك لـ صدري
انـي ضحكـت : أكيـد أنت اتبصـر عليـا مـ فيش بـلت يتخلـئ علئ فلـذه كبـده
بـابـا شـبح لانـس جـاي معـاه شنطتـه : على ويـن !
أنـس ضمنـي لـ صـدره : مـا دامـك متخلـي عليهـا _أنـي نمشـي انطلقهـا و انجيبهـالك مطلقـه !
بـابا يشبحلنـا و بعـدين شـبح لـ عـزام : و هـذا الـي جايبـك فـي نـص الليـل
انـي بـ غصـه : مـ لقيتـاش الا هـو انـت متردش عليـا و انـس مقفـل
أنـس شـبح لـ عـزام الـي نـزل بعـد مـ حـس الوضـع متـأزم : السلام عليـكم !
بـابـا شبحلنـا و صكـر البـاب ” صكـر البـاب فـي وجــي ! و خيبـلي ظنـي فيـه مـش أيقولـو الاب سنـد و عـزوه و مـا ليـك الا خـوك بعـد بوك !
وأنـي مـ لقيتـش الا عـزام و خـوي بعـد ربـي _غلطـت و معترفـه بـ غلطـي “بـس الغلـط الاكبـر أنـي نستمـر فـ غلطـي “!
أنـس شـبح لـ عـزام : و هـذا الموضـوع كيـف بنصـرفو تـوا
عـزام ايركـب في شنطتـي و شنطـة أنـس فـ السيـاره : أكيـد نحنـا مش مهبلـه أن نقعـدو فـ ليبيا اكثـر روانـي وانت خـوها تسافـر معـانا
انـس : فلوسـي مش معـاي فـ المصـرف
عـزام : الامـور هانيـه عنـدي
ركبنـا السيـاره و أنـي كنـت وراء عـزام و كـان يشبحلـي ” كيـف مكسـوره و مـ ليـش حيـط ننسنـد عليـه لو هـو مش قـاعد ”
أنـس : تي غيــر علاش ماشـي لحوشكم ؟
عـزام : هلـي مسافريـن لـ أمـي و سنـدس بنجييهـا معاي
انـس ابتسـم : اهــا _ديـاب ميكونـش فـ الحوش !
عـزام : ديـاب تلقـاه مـش عالـم بـ ربي ويـن حـاطـه السـم لـ واخـده مينوضـاش ” و جبـد تلفونـه من الطبلـون و اتصـل بـ سنـدس و دقـائـق مـا نـزلت سندس بـ شنطتـها الـي انصـدمت بـ وجـود أنـس ”
عـزام فتـح البـاب : بنركـب أنجيـب عقـد زواجـك و اوراق عشـان القضيـه بنرفعهـا عليـه فـ تركيـا
انس : وشـن معـنئ تركيـا !
عـزام ضحـك و نـزل : خـوارق ابتـاعئ و مصايبـه كلهـم غاديـك و أهنـي مـ فيش دولـه اتهني ” و بـرم عليـا” : ويـن العقـد !
انـي متكيـه بـ راسـي على مـرش السيـاره : فـ دار النـوم
سنـدس : بالله عليـك افطنـلا يقـعد واعيلـك
هـز راسـه عـزام و صكـر البـاب ركـب لـ دروج شـبه للـ شقـه مفتـوحـه زي مـا خلينـاهـا
خـش شـبح لـ ديـاب راقـد _هـز راسـه بـ قلـة حيـله و مشـي لـ دار النـوم جبـد العقـد و الكتيـب و جـواز سفـري و جواز ديـاب ” عشـان مـيفكـرش يهـرب من لبـلاد وقـت القضيـه ترتفـع عليـه ! ”
جـبد البـوم صـوري و صـور ديـاب و خـدي لفـلاشـات و تلفـون ديـاب حـرقهـم ” عشـان مـ يكونـش ليـا صـوره أو ذكـرى عنـد ديـاب ”
نـزل عـزام و ركـب السيـاره مدلـي الشنطـه و توكلنـا على المطـار
سنـدس جـاهـا اشعـار رسالـه من أنـس ” طشتـي ”
ابتسـمت سنـدس و قامت راسهـا وهـو غمـزلهـا
عـزام شبحلـه : خيــرك أتغـمز
انـس يغمـز في عينـه : جـانـي شـد فيهـا وقـاعد نرخـي فيـه
عـزام شبحلـه بــ صـدمه و ولـئ يشبحلـي من المرايـه
وصلـنـا المطـار و كـانت في رحلـه لـ تركيـا “كـلزوز جنـب بـعض ”
ركبـت أنـي و سنـدس و ورانـا عـزام و أنـس
مـ كنـش عنـدي جهـد نتكلـم ولا نشبـح لـ حـد رقـدت طـول _كـانـت الرحلـه هـادئـه _ امـا سنـدس و انس الصدفـه جمعتـهم فـ طيـاره وحـده و حـ تجمعهـم فـ حوش واحـد _امـا عـزام فـ كـان ايفكـر بـما ان الحمـل ولئ عليـه حمليـن و مسؤؤليتـه كبــرت !

هبطـت الطيـاره فـي تركيـا تحـديـدا “أسطنبـول ”
نـزلنـا خدينـا الشناطـي و كيـف طلعنـا من بوابـة القـادمــون أبتسـمـت بعـد شفـت سيريـن قـايمـه ورقـه فيهـا أسمـي و اسـم عـزام !
فتحتلـها ايـديـا وجتنـي تغمرتنــي
عـزام أبتسـم و جـاء وقـف جنبـي : وليـت معـاش ننفـع اني ؟
سيريـن ضحكـت وشـدت فـ عـزام حضنتنـا احنـي الـزوز مع بعـض
شبحـت لـ عـزام و هـو أبتسملـي
أنـس يتكلـم لـ سنـدس : تي من هـذا الي يصـور فيهـم !
عـزام ضحـك و نـزل،سيريـن :العـم سـلمـان هـي سلمـي على عمـو انس و سندس
و مشـي للـ عـم سـلمـان ”
خـدينـا تاكسـي وكـان كبيـر حطينـا العـم سـلمـان و سيريـن و احنـي كملنـا الطريـق لـ حـوش بـعيـد عـن المدينـه فـي منطقـه شبـه معتزلـه ! فـي ضواحـي أسطنبـول هـادئـه و الـي بانييـن فيهـا ينعـدو على الصوابـع !
قعـمزت في الصالـه
انـس جبـد كرسـي وقـعـمز : من غـدوه ننـزلـو على المحكمـه
عـزام : أي بـاذن الله ! أرتـاحـو و نمشـي أني انجيـب النـاقـص !
انـس : خودنـي امعـاك ” و طلعـو ”
سنـدس تفـتح في شنطتــها : تعرفـي
انـي شبحتلهـا بـ ملامـح باهتـه : شنـي ؟
سـندس : كنـت حـاسـه أن عـزام مش حيـرخـي بيـك و حيـساعـدك وأني اول وحـده شجعتـه ! لان عيـت عـمي ميستـاهلوش كنـه زيـك
ابتسـمت وهـي جت تغمرتنـي
سنـدس : انتـي تستاهلـي عـزام_مـ تشبحيليـش هكـي نعـرف أن في بينكم نظـرات و بـ الرغـم أنك متزوجـه ولد عـمه فـ الحب مـيعرفـش أن يستـاذن منـك قبـل ما ايخـش حياتـك ! و صـدقيـني انـي وماما اول مـن نطلبـوك لـ عزام بعد طلاقـك من ديـاب وزي مـ يقولو “هـو اهـمل وهـو اهتـم”
انـي : صحيتـي على كلامـك تعـرفـي مستـعده نـدفع الـي قـدامي و الـي وراي و نشـوف ديـاب ايتـوجع زي مـ قتـل عـمي بـ دم بـارد !و قـداش بنـت ضحك عليهـا و لعـب بيهـا و كم حـد امطلـخ ايديـه بـ دمـه ! قـداش ولـد يتمـه وقـداش مـراه ارملهـا ! مـ دامـه ميعـرفـش غيـر الاجـرام
سنـدس : حـاولت قـداش مره نوصـلك بـ نبهـك منـه مـ قدرتـش !
انـي تنهـدت : أدعيلـي ربـي أيهـون عليـا ويسهلـي طريقـي و نطـلق من ديـاب و أنولـي لـ هلي
سنـدس : يــارب


ديـاب نـاض من سباتـه على صـوت تقوى
تقـوى تبكـي : نـوض حـرام عليـك
ديـاب حـط أيديـه علئ راسـه و هـو مش واعـي لـ نفسـه و فنـص أعيونـه : روانــي !
تقـوى شداتـع من سوريتـه و أتهـز فيـه : عـزام خدي مرتـك هـو وخـوهـا و اختـه و سرقاتـك !
ديـاب نحـى تقـوى من عليـه و الصـدمه مـاثـره عليـه طـاح قـعمز علي الصالـون : عـزام مـد أيـده عليـا و اكيـد خداهـا لـ حوش هلهـا
تقـوى ضحكـت : خـداها لـ هلهـا شنـي هو نـزل معاهـا وبعد وقت جـابهـا معاه هـي وخوهـا و حـط شنطـه ابتـاع اختـه
ديـاب شـبح للـخزنـه و مشـي يجـري جبـد البـاب ابتـاعهـا وحـط ايديـه الـزوز على راسـه و هـو يتفكـر أن عمايلـه و فـضايحـه كلـهم فيـها يـعنـي روانـي سرقتـهم مـالا حينفضـح ! حيتـعفن فـ الحبـوس
تقـوى : أنـت تعلـم بـ الحب الي بيـن مرتـك و عـزام تعلـم يـوم ميـلاده مشتـله بـ كيكـه طفـاهـا وقاللهـا دقـائق الـي مشـو امعـاك هـذا عـمري
ديـاب أيهـز في راسـه بـ لا لا و مشـي لـ دار النـوم مـ لقـاش جوازات السفـر و الكتيـب و عقـد الـزواج و حوايجـي مـ اهنـاش !
بـدي إيكسـر أي شـي ايجـي قـدامـه و ايعيـط بـ أعلى صـوت وايقـول : مرتـي خانتنـي و هلهـل مساندينـها “” و كـلام ثانـي ”
و بـعد مـا فـاق لـ نفسـه أن اكيد حنبلـغ عليـه مشـي لـ دار النـوم و جبـد حوايجـه فـي شنطـه و خـش للبلكـوني بيجيـب سلاحـ لـ داسـه فيـه
شـبح هبــو واوراق محـروقـات وتلفونـه ولابتـوب كـانت النـار واكلتـهم قبـض ايدده : ويـن ما مشيتـو ! أني وراكم !


مـر بـاقـي اليـوم عـادي جـدا و فـي نـص الليـل كنت نشـرب فـي أميـه
حطيـت الطاسـه و كيـف بنطـلع كـان عـزام امقعـمز على الطاولـه و أيـدا على خـده ويشبحلـي “زي طـفل و يشـبح فـ رسومـه المفضـله و أعيونـه قلـوب و مبتسـم” :خلعتـك !
انـي : لا ” و كيـف بنـطلـع شدنـي من أيـدي و وقـف قـدامي
انـي شبحتلـه و “شفـت روحـي فـ أعيونــه
عـزام يهسملـي بـرعشـه قلـب قـام ايـدي و حطهـا على قلبـه : درتـي حـرب بيـن اقليبـي و كـرامتـي ولله يشهـد عليـا عـمري مـ حبيـت نفسـي اكثـر ما حبيتـها معـاك !
انـي رمشـت أعيونـي : عـز
عـزام حـط صبـعه السبابـه علئ فـمـي : خليـني نتكلـم “قاملـي حنكـي بـ صبعـه ” : خلـي أعيونـي فـ أعيونـك حـاسـه بـ اللـي انحـس فيـه حـاسه بحبـي
انـي رعشـت مع بعضـي وجسمـي زي الـي حـط عليـه جمـره همستـله : انـي متزوجـ
عـزام حـط ايـده على خـدي و ايـده كـانت بارده و اني ساخنـه
جسمـس قشـعر وشـديت فيـه من سوريتـه وحطيـت راسـي علـى صـدرا
عـزام لف ايديهه عليـا : عالـم بيـك أنـك متزوجـه بـس الـي واخدتيـه مش راجـل ! وانـي لـ بنهنيـك وبنـرجعلـك حياتـك زي قبـل و أحسـن بـس بـعد ما بنـرجعهـا بنخطفـك بيـها و اتولـي مرتـي
نحيـت من عليـه وشبحتلـه كيـف مبتسملـي و أن عنـده امـل و يتكلـم بـ ثقـه !
انـي ابتسمـت : إن شاءلله لان منتمنـاش شـي اكثـر من أن نطلـق من ديـاب و ناخـد حريتـي
عـزام ابتسـم : متفرحيـش هلبـا بـ حريتـك لان بـعدهـا اني بنشـدك
اختفـت ابتسـامتي و انسحبـت من المطبـخ بـهـدوء خشيـت لـ داري انـي و سنـدس جبـدت الغطـا و تمتددت وتغطيـت وبـديت نلعتب بـ خصلـة شعـري و خـايفـع من الـي جـاي ومن ديـاب لو يعـرف مكـاننـا !


أمـا ديـاب بمـا ان تاجـر و عنـده سلطـه و كلمـه فـ التزويـر و الحـرام زبـط أمـوره بـ أن يمشـي لـ تركـيا بـعد ما اتصـل فيـه مـراد وكانـت المكالمـه بينـهم !
مـراد ; باهـي امورك طيبـه انت
ديـاب : أي شن فـي متصـل ؟
مـراد : لا غيـر بنقولـك شبحـت عـزام في تركيـا معاه مرتـك ! و استـغربت انك مش معاهـم !
ديـاب ولعـت فيـه النـار كيـف مشيت و سـافـرت مع عـزام _ و طريـق طويلـه وبمـا ان تقوى قالتلـه في نظـرات بينـهم يـعني اكيـد في علاقـه بينـي و بينـه _
و بـ اصحـابـه ومن المعـارف ركـب للطيـاره بـدون جـواز و بـ الفلـوس ! و مـ جـش شـوره حـد لان جايتـهم توصيـه خاص
وصـل لتركيــا طـلع من المطـار رفـع راسـه و هـو يشـبح للعلـم التركـي يـرفـرف من الهـواء !
اشـر لـ تاكســي و ابتسـم !

يتبــــع

error: