رواية وحدك حبيبتي
15ـ عيدًا للحب
دخل فؤاد إلى حجرة ليلى التيلم تكن تغادرها لمسافة أكثر بعدًا من دورة المياه رغم مضي أكثر من شهر ونصف على عودتها من المستشفى ، وضع صينية الطعام التي يحملها فوق الطاولة الصغيرة بجوارها وقال مبتسمًا :
ـ لقد دعوت نفسي لتناول الفطور معكِ هذا الصباح
انفرجت شفتاها عن ابتسامة باهتة ولم تعلق ، فأردفببعض العتاب :
ـ لماذا تصمتين ؟ ألا يسعدك هذا ؟
غمغمت شاردة :
-يسعدني بالطبع
ظل يراقبها وهي تتناول الطعام بطريقة آلية دون أن ترفع عينيها عن الأطباق التي شك في كونها ترى ما تحتويه ، شعر بالألم عندما غمست يدها في طبق لم تكن تتقبل مذاقه من قبل .. أعدته زوجته من أجله وكاد أن يرفضه حتى لا تفقد شهيتها
غمغم عندما تناولتها ولم تعلق :
– هل أعجبك ؟
ابتسمت قائلة :
-شهي كالعادة
أيقن أنها تتناول طعامها دون أن تتذوقه ، تنهد بضيق قائلًا :
ـ هل فكرتِ بشأن قطع إجازتك والعودة للعمل ؟
ـ ليس بعد ، على أية حال لا أظن أن صالح سيرحب بهذه الفكرة
صاح منفعلًا :
– وما شأن صالح بهذا الأمر ؟
قالت وكأن الأمر لا يعنيها :
– هل نسيت أنني سأغدو زوجته عما قريب ؟
ازداد غضبه قائلًا :
– صالح متزوج ولديه خمسة أبناء
ـ صالح يحبني منذ زمن بعيد ولم يتزوج بغيري إلا بعدما رفضت أنا الزواج منه
هتف مستنكرًا :
– قوليبأنك تحبينه أنتِ أيضًا..!
أجابته في لا مبالاة :
– هذا لا يهم
هزها في عنف صارخًا :
– استيقظي يا ليلى قبل أن تضيعي للأبد ، عمك لم يرحب بهذه الزيجة إلا طمعًا في ثروتك التي تركها لكِ خالك عبدالله بعد وفاته
قالت وكأنها لم تسمعه :
– أشكرك على الفطور
حدق فيها مليًا قبل أن يصرخ من جديد :
– مهما بلغ عشق صالح لكِ ، فسوف يملك سريعًا عندما يكتشف أنكِ أصبحتِ دمية لا حياة فيها
أشاحت بوجهها قائلة :
– ما دمت تعلم هذا ، فاتركني أُدفن حيثما أشاء ، لا تعترض على زواجي منه
هز رأسه حائرًا لا يدري ما يفعله لكنه في النهاية ضغط على أسنانه قائلًا :
– على جثتي يا ليلى هذه المرة ، هذه الزيجة لن تتم ولو اضطررت لمواجهة العائلة بأكملها ، لم يغمض لي جفن هانئ حتى خلصك الله من زيجة مجنونة ، لتلقيبنفسك الآن في زيجة أكثر جنونًا ، لماذا تفعلين بنفسك وبنا كل هذا ؟!
غادر الغرفة صافعًا الباب بقوة ، وقف أمام حجرتها مهمومًا شاردًا ، فلم ينتبهلتحية نادية التي عادت تغمغم مبتسمة :
– هل يمكنني الدخول لرؤية ليلى ؟
تفرس في وجهها كأنه لا يعرفها قبل أن يرسم ابتسامة شاحبة على شفتيه قائلًا :
ـ بالطبع يا نادية ، أرجو أن تلتمسي لي العذر، كادت صديقتك أن تصيبني بالجنون ، لقد فقدت عقلها تمامًا، لم تعد تتذوق شيئًا حولها ، هل تصدقين أنها تريد الزواج من صالح غير مبالية بزوجته أو بأولاده الخمسة ..؟ بغض النظر عن الفرق الشاسع بين ثقافة كل منهما ؟!
ابتسمت نادية في تفاؤل قائلة :
– اطمئن ، سأعيدها إلى رشدها
تأملها في رجاء قائلًا :
– أتمنى لكِ التوفيق من كل قلبي
بادلت ليلى تحية نادية وحضنها لها في برودة ولا مبالاة كعادتها في الفترة الأخيرة كلما أتت لزيارتها ، جلست نادية تتأملها في أشفاق قبل أن تقول مبتسمة :
– خمني .. من أتى إلى الجامعة هذا الصباح ؟
تنهدت ليلى في عدم اكتراث قائلة :
– مَن ؟
همست نادية وهي تتمعن فيملامحها :
– نصفك الآخر
تدفقت معالم الحياة فيها دفعة واحدة وهي تغمغم بصوت لم يخرج من شفتيها :
– ممدوح ؟!
ابتسمت نادية وترقرق الدمع في عينيها وهي تتطلع إلى ليلى التيأردفت في حنين :
– كيف حاله ؟
ـ ليس أفضل من حالك ، لقد صدمت عندما رأيته
أحنت ليلى وجهها وعضت على شفتيها فيألم .. فعادت نادية تقول :
– ألا تريدين معرفة ما حدث بيننا ؟
صاحت في عناد :
– الأمر لم يعد يعنيني
تأملتها نادية مستنكرة قبل أن تقول في مكر :
– حسنًا ، دعينا نتحدث عمن يهمك أمره ، ما أخبار صالح ؟
نظرت إليها في عتاب فضحكت نادية وهي تقبلها قائلة :
-لقد بلغه خبر زواجك من صالح
هتفت بسرعة :
– لا تقوليبأنه أرسلك لتهنئتي !
عادت نادية تضحك قائلة :
– كلا ، بل أرسلني لأحذرك
تطلعت إليها في تساؤل فأردفت :
– طلب مني أن أخبرك بأنه سيقتل صالح إذا صممتِ على الزواج منه
ابتسمت ليلى فهتفت نادية مستنكرة :
– هل أنت سعيدة لأنه سيقتله ؟
تجاهلت عبارتها قائلة :
– ماذا قال أيضًا ؟
فتحت حقيبتها بينما ليلى تراقبها في لهفة ، أخرجت منها رسالة قدمتها إليها صامتة فأمسكت بها الأخيرة بيد ترتجف انفعالًا وما إن بدأت سطورها حتى انهمرت دموعها التي ظنتها جفت للأبد ……
حبيبتي ليلى :
ليس لي عذرٌ فيما فعلت سوى أنني أحببتك حبًا أفقدني عقلي وأعمى بصيرتي ، حبٌ ما خلتني يومًا قادرًا على مثله ، حبٌ حذرتك منه مرارًا.. لكنك أبيتِ إلا أن تكوني كل النساء في قلبي وفي حياتي .. أحببتك حبًا جعلني أعرف قيسًا وأعذره ، بل وأحسده أيضًا لأن القدر كان رحيمًا به فاكتفى بجنونه ، أما أنا فبقدر قسوتي يقسو عليَّ ، ويزداد قسوة يومًا بعد آخر ، بالأمس الأول فقط علمت من نجوى وهي تكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة بين يدي بأنها هي من دبرت تلك المؤامرة للانتقام مني ومنك . وبالأمس علمت بنبأ زواجك المرتقب من صالح . ولا أدري ماذا يدخر لي اليوم والغد . اغفري لي يا ليلى ولا تنتقمي من نفسك بسببي ، لا تحاولي عقابي ، يكفيني عقابًا أن أحيا بحب كهذا للأبد ، يكفيني طيف طفلي الذي قتلته في لحظة طيش وجنون خشيت عليكِ من مثلها فقررتُ الابتعاد عنكِ . نعم .. فأنا لم أطلقك حينها غيرة على شرفي المغتصب ، ولا خوفًا من أحد ، بل طلقتك خوفًا عليكِ من نفسي، فعيشي حياتك التي ضحيت بحياتي من أجلها ، ابحثي عن سعادة أتمنى أن تجديها سريعًا
ممدوح
ما إن انتهت من القراءة حتى راحت تنتحب في هيستيريا بكل الدموع التي حجبتها طويلًا ، دلف فؤاد إلى الحجرة في قلق ، نظر إلى نادية ومحاولاتها المستميتة لتهدئ من روعها بلا جدوى .. غمغم في تساؤل لم يجبه أحد ، نزع الرسالة من يدها وراح يقرأ ما جاء فيها قبل أن تعترض ، ظل بعد ذلك يتطلع إليها صامتًا إلى أن هدأت أخيرًا ، فتنهد في مرارة قائلًا :
– ما زلتِ تحبينه إذًا؟!
تصاعد نحيبها من جديد فاقترب منها ووضع يديه على كتفيها في حنان قائلًا :
ـ لقد كاد أن يقتلك يا ليلى ، هو نفسه يعلم هذا لذا فضل أن يبتعد عن طريقك
همست بصوت مختنق :
– لأنه أبله ، أحمق ، مجنون ، لقد ذقت الموت في قربه مرارًا وكان أهون كثيرًا من الحياة بعيدًا عنه
هز رأسه وأطلق تنهيدة طويلة بينما غمغمت نادية :
– إن كانا روحًا وجسدًا فمن القسوة أن يحتضرا للأبد
نظر إليها وابتسم في مرارة وحيرة قبل أن يغادرهما صامتًا
ما كاد فؤاد يبتعد قليلًاعن منزله .. حتى فوجئ بـ سيارة ممدوح الذي ترجل منها عندما اقترب منه ..
فبادره فؤاد ساخطًا :
ـ ما الذي أتى بك إلى هنا ؟
ـ جئت لرؤيتك
ـ رؤيتي أنا ؟!
ـ نعم
ـ حسنًا ، ماذا تريد مني ؟
ـ اسمعني جيدًا يا فؤاد ، أنا لم أطلق ليلى لترتبط بآخر أنا على يقين بأن حياتها معه ستكون أكثر قسوة مما كانت عليه معي
ـ إن كنت تقصد زواجها من صالح فاطمئن ، هذه الزيجة لن تتم
تنفس ممدوح الصعداء بينما نظر إليه فؤاد في ريبة قائلًا :
ـ أنت لن تردها إليك من جديد ، أليس كذلك ؟
ابتسم ممدوح بمرارة قائلًا :
– اطمئن ، أنا لا أجرؤ على التفكير في هذا حتىبأحلامي
– لماذا أرسلت لها هذا الخطاب إذًا ؟
– اعتبره شهادة منيعلى براءتها من تهمة الخيانة التي ألصقتها بها .. اعتبره نوعًامن الاعتذار ، أردتُ به أن تغفر لي وتبدأ من جديد
صافحه لينصرف .. لكن فؤاد ضغط على يده قائلًا :
– كيف حال والدك ؟
أجابه ممدوح في ألم :
– كان الله في عونه ، أرجو منكَأن تعتني به في غيابي فهو يعتبرك ولده الذي لم ينجبه
هتف فؤاد في صدق :
– أنا أيضًا أضعه في منزلة أبي ولن أتركه في محنته وحده
ابتسم ممدوح وهو يرمقه في إعجاب قائلًا :
– لولا الظروف التي جمعتنا معًا ، لربما كان لنا شأنًا آخر
نظر ممدوح إلى يده التي لازال فؤاد ممسكًا بها وأردف :
– هل يمكنني الذهاب الآن ؟
ـ هل ستذهب إلى الإسكندرية ؟
ـ بل إلى الساحل الشمالي ، صفيت أعمالي في الإسكندرية
ـ لماذا ؟ هل مللتَ نساءها ؟
ابتسم ممدوح في تهكم قائلًا :
– بل مللتُ النساء جميعًا
همس فؤاد وهو يتفرس فيملامحه :
– و ليلى كذلك ؟
اكتسى وجه ممدوح بحنين لم يستطع إخفاءه وتسمرت عيناه على وجه فؤاد هامسًا:
– هل تعلم أنكَ تشبهها ؟
وقبل أن يعلق فؤاد على عبارته فوجئ به يحتضنه فيحرارةمردفًا :
– اغفر لي
*****
في المساء ..عندما دخل فؤاد إلى حجرة ليلى وجدها نائمة وقد قبضتعلى ورقة صغيرة ووضعتها فوق قلبها ،جذب الورقة من يدها في رفق فوجدها إحدى أوراق التقويم بتاريخ الغد ، التاسع من مارس ، ابتسم عندما تذكر المناسبة التي تربطها بذلك التاريخ ، قبل جبهتها في حنان ففتحت عينيها وجلست على فراشها تنظر إليهبدهشة ،وقع بصرها على ورقة التقويم بين يديه فهمست :
ـ فؤاد .. لا تقلق بشأني ، أصبحت بخير الآن ، سأفعل كل ما تريده ، سأعود إلى عملي غدًا، لقد اتفقت مع نادية على قطع إجازتي
ـ هل وافق صالح على هذا ؟
ـ لن أتزوج صالح ، لا شأن له بي
تأملها قائلًا :
– وماذا عن ممدوح ؟
أشاحت بوجهها قائلة :
– كن مطمئنًا ، ما أشعر به شيء وما أنوي أن أفعله شيء آخر ، ربما لم أتحرر منه بعد ولكنني أعدك .. بأن ………
قاطعها مبتسمًا :
– أخشى أنك لن تتحرري منه أبدًا
همست في لوعة :
– فؤاد ……
عاد يقبل جبهتها قائلًا :
– سأنتظرك بالخارج حتى تبدلي ملابسك
سألته في دهشة :
– أين سنذهب ؟
تصنع الهدوء قائلًا :
– إلى أقرب محطة تقلك للساحل الشمالي
تحولت دهشتها إلى ذهول وهي تغمغم :
– الساحل الشمالي ! ومن لنا في الساحل الشمالي ؟
أجابها مبتسمًا :
– ومن لنا سواه ، هذا المتوحش الذي تركك لي جسدًا أراه فيه كلما نظرت إليكِ ، بينما احتفظ بروحك معه حيثما ذهب
أضاء وجهها وهي تهمس :
– فؤاد هل تعني أنك …….
تأملها في سعادة قائلًا :
– لو لم أكن على يقين بأنه تغير بالفعل هذه المرة ما كنتُ باركت عودتك إليه
احتضنته في سعادة كانت تشك في أنها قد تشعر بها من جديد ، فربت على ظهرها وأردف :
ـ كفى ، علينا أن نذهب قبل أن يشعر بنا أحد
نظرت إليه في قلق قائلة :
– وماذا ستفعل بعد رحيلي ؟
ـ لا عليكِ ، العالم كله يهون أمام هذه السعادة التي أراها تتلألأ في عينيك من جديد
تابع مبتسمًا :
– على أية حال ، أنا واثق بأن هذا المتوحش …. أقصد ممدوح …. يستطيع حمايتك إذا لزم الأمر ..
تأملته في امتنان فأردف في حزم :
– غدًا .. أريد أن تعرف القرية كلها بأنه أعادك إلى عصمته من جديد
*****
ما إن ترجلت ليلى من السيارة التي توقفت بها أمام قرية الأمل السياحية في الساحل الشمالي حتى أسرع اثنان من رجال الأمن ليفتحا لها البوابة قبل أن تطلب ، وعلق أحدهما قائلًا :
ـ ها قد عادت روح ممدوح الضالة
ابتسمت لتعليقه فبادلها ابتسامتها وهو يحمل عنها الحقيبة مردفًا :
– وكم يسعدني أن أكون أول من يعود بها إليه ..!
تبعته ليلى إلى أحد مواقع العمل حيث كان ممدوح هناك وسط عدد من القائمين على تنفيذ المشروع ، ظلت تراقبه في حنين إلى أن استدار إليها فجأة وراح يحدق فيها شاردًا وقد امتلأت عيناه بشوق بالغ ما لبث أن تحول إلى حزن عميق قبل أن يهز رأسه ليطردها منهويتابع حديثه من جديد وكأن شيئًا لم يكن ..
نظر إليه أحد المحيطين به قائلًا :
ـ هل ستتركها تذهب ؟
غمغم وهو يستدير نحوها في حدة :
– هل تراها ؟
نهره آخر في دهشه :
– يراها !! ماذا تعني ؟
لم يدرك من رأى ممدوح في هذه اللحظة إن كان قد قفز أم طار ليهبط خلفها مباشرة وهو يهمس باسمها في شوق ما بعده شوق ، استدارت إليه في أمل فراح يمسح جسدها براحتيه قبل أن تستقرا أخيرًا فوق وجهها ليحتضنه في حنان هامسًا :
– ليلى .. أنت هنا بالفعل ..!
تأملته في مزيج من الشوق والتساؤل والعتاب فأردف :
– ظننتكِ طيفًا من أطيافك التي تطاردني حيثما ذهبت
همست في سعادة :
– أردت أن أكون اليوم معك ، أتدري لماذا ؟
برقت عيناه قائلًا :
– سأجعله عيدًا للحبِ يا ليلى
إنه هو .. حبيبها ..عالمها المجنون الذي لا تريد أن تدخل غيره ، أنفاسها التي اختنقت في البعد عنها ، فليذهب كل ما عداه للجحيم ، ستحيا اليوم معه وليقتلها غدًا إن شاء ، لكنها لن تسمح أبدًا أن يبعدها شيء عنه مجددًا…
لم تحتمل كل هذه السعادة التيشعرتبها فانهمرت دموعها انفعالًا
هتف وهو يمسح دموعها بكلتا يديه :
ـ كلا ، لا دموعَ بعد اليوم ، لقد سددت ثمن شروري أضعافًا
ضمها إليه وراح يقبلها في شوق ولهفة .. فهمست وهي تتطلع حولها في خجل :
– ممدوح ، الناس تراقبنا
غمغم ساخرًا :
– الناس تراقبنا ..!
حملها فجأة بين ذراعيه وراح يطوحها في الهواء وهو يكرر صارخًا :
ــ أحبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك
غمغمتبصوت مختنق من السعادة والخجل :
ـ مجنون !
همس وهو يستعد لتقبيلها من جديد :
– مجنون ليلى
تمت
أماني عطاالله
البرومو وظهر الغلاف الجديد
1 – عندما يتحولُ الجمالُ من نعمة إلى نِقمة
2 – والسحرُ الناعمُ يتبدلُ لعنة
3 – عندما تحملُني هفوتي إلى ذنبٍ لا غفرانَ له إلا الموتُ عشقًا
4 – فعذرًا سيدي …
لن أكتفيَ بأن أكون أقربَهن إلى قلبِك
5 – لا مفرَ من أن أُصبح إلهَتك …
وإن بات قتلي أولى طقوسِك
6 –ما دُمت ليلتك فأنت قيسي
اركع وقُلها علانية
وحدك حبيبتي