رواية وحدك حبيبتي
14- خيانة
جلسا فوق الرمال الذهبية ، ظل يتأملها طويلًا قبل أن يهز رأسه ويضحك في عصبية قائلًا :
ـ لم يكن في الحسبان أبدًا.. أن أحسد كمال يومًا
ابتسمت في دهشة قائلة :
– كمال ..!
احتضن وجهها الجميل بين كفيه .. نظر بشغف في عينيها هامسًا :
– أشعر بحيرة لم أشعر بمثلها من قبل .. أبحث عن كلمات لم تولد بعد أعبر بها عنكِ.. لكنني لا أجد
أرخت أهدابها وهىي تستمع إليه هائمة.. إن كانت تحلم .. فليتها لا تستيقظ أبدًا ..!
عاد يسحرها بصوته الهامس .. وكأنه هو أيضًا لا يريدها أن تستيقظ
ـ لا أريد أن أكرر ما سبقني إليه آخرون في وصفك يا ليلى ، ماذا أقول لكِ…. ؟!
فتحت عينيها وتنهدت في نشوة قائلة :
– حبيبي ، لمَ الحيرة والتفكير ..؟! هذه هي المرة الأولى التي أستمع فيها بقلبي وليس بأذني.. فقل ما تشاء .. كل ما تقوله وليد
قبلها في سعادة فهمست :
– تكفيني هذه القبلة ، يكفيني أن تقول أحبك ، بل يكفيني أن تنطق اسمي أو تنظر إليَّكما تفعل الآن لأذوب فيكَ عشقًا حتى الثمالة
اتسعت ابتسامته :
– ما كل هذا ؟ هل غدت حبيبتي شاعرة في يوم وليلة ؟
ضحكت قائلة :
– ولمَ لا ..؟ وقد سقط عميد جامعة الحب في عشقي
بادلها ضحكاتها فتابعت محذرة :
– أتنكر هذا ؟
هز رأسه وعيناه تتوهج بالبريق الذي تعشقه حتى كادت تحترق به ، أسرعت تحتمي بالبحر عله يطفئ لهيب الحب الملتهب داخلها ، أمسك بها وذابا في قبلة طويلة لم يشعرا خلالها بتلك السيارة التي توقفت أمام الشاليه ولا بقائدها الذي ترجل منهاواقترب منهما وصاح غاضبًا :
– هذا ما توقعته تمامًا
التصقت ليلى بـ ممدوح في ذعر وخجل بينما هتف هو ساخطًا :
– شوقي ! ما الذي أتى بكَ إلى هنا ؟
تابع شوقي بنفس اللهجة الغاضبة :
– كنت على يقين من أن هناك امرأة تعوق اتصالي بك ، متى ستتعقل وتلتفت إلى عملك ؟ أمامك مستقبل رائعولا يحتاج منك سوىالقليل من الاهتمام ، ولكن من أين لك بالوقت وأنت هائم بين الجميلات ، لو …..
قاطعه ممدوح وهو يلتفت إلى ليلى مبتسمًا :
– أعدك بأن أعمل بنصيحتك هذه المرة ، لقد وجدت أخيرًا من تحتويني كاملًا، أقدم لك ليلى .. زوجتي
لم يسمع شوقيالكلمة الأخيرة أو ربما لم يصدقها أو يستوعبها ، لذا فقد تابع بنفس الثورةواللامبالاة :
ـ النساء هن سبب تأخرنا دائمًا ، امرأة واحدة تفقد الرجل صوابه ، فما بالك بكل هؤلاء النساء في حياتك ؟
زفر ممدوح بصبر نافد قائلًا :
– هل جئتَ إلى هنا لتخبرني بهذا ؟
أجابه دون أن يرفع عينيه عن ليلى التي ازدادت التصاقًا بـ ممدوح :
– لابد أن تسافر فرنسا اليوم
هتف ممدوح مستنكرًا :
– ماذا ؟
نظر شوقي في ساعته قائلًا :
– أمامك خمس ساعات من الآن حتى تقلع الطائرة
تعلقت عينا ليلى بـ ممدوح الذيقال في لا مبالاة :
– ما هذا الهراء ؟ لن أسافر
هتف شوقي ساخطًا :
– أنا أحاول الأتصال بك منذ ثلاثة أيام دون جدوى ، لابد أن تسافر ، فهي فرصة لن تعوض ، بعد عودتك من فرنسا ستكون من أعظم المهندسين في …….
قاطعه ممدوح بحسم :
– كفى ، وفر حديثك ، أنا لن أسافر
التفتت إليه ليلى وهي تتصنع ابتسامة قائلة :
– بل ستسافر يا حبيبي ، من أجلي
نظر إليها في دهشة وهم أن يعترض .. لكنها قالت بسرعة :
– أنا أيضًا أرى أنها فرصة عظيمة لا يجب أن تفوتك
همس مستنكرًا :
– ليلى ..!
وبعد إلحاح منها اتفقا على أن يعود قريبًا لأخذها معه في حالة بقائه طويلًا هناك ، اتصل بـ أشرف ..فهو الوحيد الذي كان على علم بما آلت إليه الأمور بينهما ، في المطار كان وداعهما حارًا حتى ترقرق الدمع في عينى أشرف الذي أوصاه عليها ممدوح مرارًا ، طلب منه أن يغير لها مفاتيح باب شقته بالإسكندرية بعد أن أصرت على البقاء فيها ورفضت العودة إلى القرية دون أن يكون معها ، طلب منها أشرف البقاء مع أسرته في المنزل لكنها رفضت أيضًا بسبب العلاقة الحميمة بين أخته سميرة ونجوى
رافقها أشرف إلى الشقة وفعل ما أوصاه ممدوح به ، سلمها المفاتيح الجديدة للشقة وطلب من البواب وأبنائه رعايتها والاهتمام بها لحين عودة ممدوح من الخارج
*****
جلست ليلى تشاهد التلفاز شاردة ، لم يمض بعد أسبوع واحد على سفر ممدوح .. لكنها تشعر وكأن دهرًا كاملًا مضى ، لكم تشتاق إليه ..!
أيقظها من شرودها جرس الباب ورنينه المتواصل ، نهضت لتفتحه ظنًا منها بأنه البواب أو أحد أبنائه ، لكنها فوجئت بـ نجوى التي رسمت على شفتيها ابتسامة مصطنعة قائلة :
ـ هل أستطيع الدخول ؟
غمغمت ليلى بصوت مختنق دون أن ترفع عينيها عن وجهها :
– ممدوح ليس هنا
اتسعت ابتسامة نجوى قائلة :
– ومن قال بأنني أريد ممدوح ..؟ لقد جئتُ من أجلكِ أنتِ
تطلعت ليلىإليها بدهشة ثم ما لبثت أن أفسحت لها الطريق للدخول حرجًا ، أخرجت نجوى علبة سجائرها وأشعلت إحداها بينما رفضت ليلى التدخين وهي تنظر إليها في ترقب
قالت نجوى بعد فترة من الصمت :
ـ علمتُ بأن العلاقة بينك وبين ممدوح تطورت كثيرًا ، وبأنه أعلن خبر زواجه بكِ على الملأ
غمغمت ليلى في قلق :
– حمدًا لله
تابت نجوى في حزن لم تكن في حاجة إلى تصنعه :
-أيقنت الآن أن لا مكان لي بينكما ، فقررت قبول عرض الزواج المقدم لي ونسيان الماضي، وها أنا جئت أهنئك لأثبت لكِ حسن نيتي
تنهدت ليلى بارتياح قائلة :
-تهنئتي القلبية يا نجوى ، أنا سعيدة جدًا لأجلك
ـ أتمنى أن تقبلي صداقتيلنبدأ معًا عهدًا جديدًا
استعدت لترحل فنهضت ليلى في بلاهة تحتضنها .. صدقت دموعها المخادعة وهي تدعى التوبة وتطلب الصفح منها ، قبلتها في براءة جعلت نجوى تشعر بالرثاء لها غير مصدقة ، كيف سقط ممدوح في عشق بلهاء مثلها ..؟! محال أن يكون قد عشقها بالفعل ، لكن هذا لن يمنعها من الانتقام ، لابد أن تدفع هذه البلهاء ثمنًا لكل ما سببته لها من عذاب ،وكذلك ممدوح أيضًا ، هذا الوقح ، الوغد الذي تلاعب بقلبها وحبها كل هذه السنوات ، سيعرف من هي نجوى ، نجوى التي تركها وكأنه لم يعرفها يومًا ، وكأنها لم تهبه أجمل سنوات العمر انتظارًا لحبه بلا جدوى
جففت دموعها التي سقطت رغمًا عنها فى ذروة انفعالها ، أسرعت ليلى تهدئ من روعها وقد شعرت كعادتها بالشفقة عليها ، اتجهت إلى المطبخ لتحضر لها كوبًا من الليمون عله يخفف من حدة توترها
ولم تشعر حينئذ بباب الشقة حين فتحته نجوى ، ولا بذلك الغريب الذي تسلل كالثعبان إلى غرفة نومها في غفلة منها
ارتشفت نجوى القليل من كوب الليمون الذي قدمته لها قبل أن تنهض قائلة :
ـ أتركك الآن حتى تستعدي لعودة ممدوح
نظرت إليها ليلى في دهشة ما لبثت بعدها أن ابتسمت قائلة :
– ممدوح في فرنسا
بادلتها نجوى ابتسامتها قائلة :
-أعلم هذا ، لكن يبدو أنك لم تعلمي بعد أنه في طريقه إلى هنا الآن
نظرت في ساعة يدها وأردفت :
-وصلت طائرته منذ خمس دقائق
غمغمت ليلى في مزيج من السعادة والقلق :
– أحقًا..؟! من أخبرك بهذا ؟
ضحكت نجوى في ميوعة قائلة :
– هذا لا يهم ، المهم الآن هو أن تستعدي لاستقباله
أشاحت بوجهها فلم تر ليلى بريق الشر الذي توهج بعينيها وهي تكمل :
ـ يجب أن تفاجئيه قبل أن يفاجئك ، وأنا على يقين بأن مفاجأتك له .. ستكون أكبر كثيرًا من مفاجأته لكِ
أسرعت ليلى إلى خزانة ملابسها وأخرجت منها ثوبًاللنوم من تلك التي اشتراها لها ممدوح مؤخرًا ، فهو يحب هذا الثوب كثيرًا ، وجدت نفسها تنظر حولها في توتر لم تدر له سببًا.. لازمها وهي تجلس أمام مرآتها لتتزين ، هزت رأسها وهي تغمغم في عصبية :
– يالحماقتي .. ماذا حدث لي؟!
ومن تحت السرير كانت عيناه الناريتان تراقبانها في رغبة وقحة..حتى أنه فكر في التخلي عن خطته الجهنمية التي دبرها مع نجوى للإطاحة بزواجها من ممدوح والانتقام منهما سويًا بعد أن تبعهما من الساحل الشمالي إلى هنا
دق جرس الباب فأسرعت بفرحة الأطفال لتفتحه .. وما إن تأكدت من كونه ممدوح حتى ارتمت بين ذراعيه في سعادة .. هتف وهويقبلها مبتسمًا :
-أخبرك أشرف إذًا ، هذا الوغد لقد طلبت منه أن لا يخبرك ، عندما أراه سوف …….
– لا تظلمه ، فهو لم يخبرني بل نجوى
تأملها في قلق قائلًا :
– نجوى ..! هل أتت نجوى إلى هنا ؟
وقبل أن تجيبه ليلى بلغ مسامعهما صوت كالصاعقة قائلًا :
– من بالباب يا حبيبتي ؟
تطلع ممدوح إلى ليلى فيصدمة.. تحولت إلى ذهول وهو يحدق فيالرجل الذي خرج من حجرة نومه .. لا يستر جسده سوى سروال قصير .. لم تكن صدمة ليلى أقل من صدمته .. بل ربما كانت أضعافًا ، حاولت الالتصاق به في ذعر لكنه أزاحها بعيدًا وفي عينيه بدا اتهامه واضحًا ، فتحت فمها لتبرئ نفسها من ظنونه لكنه أوقفها بإشارة من يده قبل أن يحول بصره إلى الرجل قائلًا في هدوء يسبق انفجار البراكين :
– ارتد ملابسك
ذهب الأخير لارتداء ملابسه ، ها قد نجحت خطته ، لقد استقبل ممدوح الأمر في هدوء ، لابد وأنه يخشى الفضيحة كما أخبرته نجوى ، كبرياؤه سوف يمنعه من أي ردة فعل عنيفة ، كان محقًاعندما قرر الاستعانة بها لتنفيذ خطة انتقامه من ممدوح .. وما المنتظر من سافل مثله سوى التستر على الأمر ..؟
سيقع لوم الناس جميعًا فوق رأسه وحده ، سيقولون أنه جزاء عادل ، لقد فعلت به زوجته ما يفعله بالجميع ، لا بديل للخيانة سوى الخيانة ، المهم الآن هو أن يطلقها ، هل سيفعل ؟
لابد أن يفعل حتى يستطيع هو الإيقاع بها ، سيكون ملجأها الوحيد ، لن يجعل لها ملجأ آخر سواه ، بالتهديد أو بالوعيد سوف يحصل على هذه الجميلة ..
غادر الحجرة ووقف يتأمل ممدوح في شماتة ، كان الأخيرقد ألصق وجهه بالجدار وأغمض عينيه في ألم ، يبدو أن ما يشعر به الآنأضعاف ما شعر به هو من آلام حين راح ممدوح يسلبه نساءه واحدة تلو الأخرى ، ولمَ لا .. وهذه المرأة زوجته والوحيدة التي يبدو أنها لمست مشاعره بالفعل ؟
استدار ممدوح إليه فجأة وتحول السكون إلى عاصفة ، انفجر البركان الهادئ في جسد الرجل حتى كاد يلفظ أنفاسه الأخيرة لولا تدخل ليلى التي راحت تجذبه بعيدًا في استماتة وهي تصرخ :
ـ بالله كفى ، كفى يا ممدوح سوف تقتله
بادلها صراخها قائلًا :
– هل تخافين عليه لهذا الحد ؟
هتفت في لوعة :
– بل أخاف عليك أنتَ
ـ كفى خداعًا وكذبًا
أسرع يفتح باب الشقة ويلقى بالرجل ركلًا خارجها ، وهو يصرخ :
ـ اطمئني ، لن أقتله .. ليس خوفًا عليه أو عليكِ.. بل خوفًا على نفسي ، أما أنتِ فلا أريد رؤيتك بعد اليوم
أسرعت تتعلق بذراعه قائلة في جزع :
– ممدوح ، صدقني لم أفعل شيئًا ، أنا ….
أزاحها في حدةقبل أن يخرج ويغلق الباب خلفه قائلًا :
– أنتِ طالق
بقيت وحدها تنتحب حتى أرهقها النحيب فنامت ، عندما استيقظت كان الظلام دامسًا حتى انتابها خوف طردته سريعًا ، وماذا سيحدث لها أكثر مما قد حدث ؟ أمسكت بالهاتف مرارًا في حيرة ، ماذا يمكنها أن تفعل ؟ أين تبحث عنه ؟ من يمكنه أن يساعدها الآن ؟
تذكرت أشرف .. نعم .. لكن هل سيصدقها ؟ هل سيقتنع بأنها بريئة بالفعل ..أم تراهسيتهمها بالخيانة هو أيضًا ؟
لم يمض وقت طويل حتى وصل أشرف وسألها بقلق عما حدث بينها وبين ممدوح ، أغفلت زيارة نجوى إليها ، ما إن انتهت من سرد قصتها حتى زفر أشرف بضيق وهو ينظر إليها قائلًا :
ـ هناك شيء مبهم في هذا الأمر لا يمكنني استيعابه ، كيف وصل هذا القذر إلى غرفة نومك .. خاصة وأنك الوحيدة التي تمتلك مفاتيح للشقة ؟
هزت رأسها في حيرة دون أن تجيب فأردف:
– حسنًا سيتضح هذا الأمر فيما بعد ، لكن أول ما يجب عليك فعله الآن هو العودة إلى المنصورة
هتفت في عناد :
– كلا ، سوف أنتظر ممدوح
ـ ممدوح لن يأتى يا ليلى
ـ لا تقل هذا ، ممدوح سيعود ، سيعود من أجلي
ربت أشرف على كتفها قائلًا :
– ليلى ، على الأقل في الوقت الراهن ، يجب أن تصلي إلى المنصورة قبل أن تصل ورقة طلاقك إليها
انهارت فوق أحد المقاعد القريبة وهي تغمغم في جنون :
– ممدوح لن يفعل هذا
ـ ممدوح صديقي منذ زمن بعيد وأنا أعرفه خير منكِ
هتفت في هيستيريا :
– أخبرني بأنه يحبني بالفعل ، لم يكن يخدعني ، لم يكن في حاجة لخداعي ، كنت سأبقى معه في كل الظروف ، كان يعلم أنني وافقت على البقاء معه من دون عقل أو شروط .. ورغم هذا أخبرني أنه يحبني ، لم يكن يخدعني
تنهد أشرف ساخطًا فأردفت بالهيستيريا ذاتها :
– ألم تلحظ في المطار كم كان متيمًا بي .. ليته لم يسافر ؟! بالله يا أشرف .. قل أنه يحبنيصدقًا ، قل أنه سوف يعود من أجلي ، قل أنه لن يتخلى عني أبدًا …
انهارت باكية بين ذراعيه ، ربت على ظهرها في يأس وحيرة ، كان يعرف ممدوح جيدًا ، بقدر حبه لها سوف ينتقم منها
******
وصلت ليلى إلى منزل الحاج سالم بصحبة أشرف الذي نصحها بذلك ، احتضنتها حماتها فيقلق وهي ترى دموعها المنهمرة و الانفعال الذييكسو وجه أشرف وهو يحاول تصنع الهدوء دون جدوى
فهتفت جزعًا :
ـ ماذا حدث ، أين ممدوح ، ماالذي أتى بكما فيمثل هذا الوقت ؟
ازدادت ليلى نحيبًا بينما تنحنح أشرف وهو لا يدري من أين يبدأ ، انتقل قلق المرأة إلى زوجها فسأل أشرف في لهفة :
– هل حدث مكروه لولدي ؟
انتهت ليلى بصعوبة من سرد قصتها وللمرة الثانية أغفلت ذكر نجوى وقد صدقت أنها ستتزوج وتبتعد عن طريقها للأبد ، أقسمت أنها لا تعرف شيئًا عن هذا الرجل ، ولم تره من قبل أبدًا، لا تعرف كيف تسلل إلى حجرة نومها ، وأن صدمتها لرؤيته لم تكن تقل عن صدمة ممدوح لرؤيته
ساد الصمت حتى قطعه الرجل الكبير قائلًا :
ـ اذهبي إلى حجرتك واستريحي يا ليلى ، غدًانفكربما سنفعله
حاول الحاج سالم الاتصال بولده من دون جدوى ، علم من مكتبه أنه عاد إلى فرنسا مرة آخرى ومن غير المنتظر أن يعود قريبًا ، أيام قليلة وانقطع الأمل خاصة بعد أن وصلتها ورقة الطلاق واضطرت إلى مغادرة منزل الحاج سالم والعودة إلى منزل أخيها ، أنتشر الخبرفي القرية كما تنتشر النار في الهشيم ، عاد فؤاد من سفرهفور سماعه به ، آلمتها تلك القسوة التي تحدث بها ، برغم كل ما قصته عليه من تقارب بينها وبين ممدوح ، هتف فيارتياح :
– حمدًا لله أن الأمر توقف عند هذا الحد .. حمدًا لله على سلامتك
*****