يوميات متبرجة للكاتب محمد حمدى

[الجزء السابع عشر/يومات متبرجه]

لم استطع ان اجيب علي كلامه لقد سكت لساني عن الكلام و لكن قالت امي نحن نضع المكياجات لكي نحافظ على جمالنا.

فقال عمار لي هل انتي مقتنعه بكلام والدتك يا هناء؟
فقالت هناء و هل تقول الام شيء خاطئ.

فقال عمار لأمي انا اعرف انكم جميعا تعرفون الصح ولكن لا تستطيعون ان تتغلبون على نفسكم و انا لن اتحدث معكم في هذا الامر مجددا و لكن قبل ان انهي كلامي اريد ان اذكركم بكلام الله بضع آيات القرآن الكريم التي تدل على ان ارتاء الملابس الديقه و المبرزه للمفاتن حرام و سيحاسبكم عليه الله في الدنيا و الاخره…

قال الله تعالى:
{يَأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ} الآية (1)،

وقال تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ} إلى آخر الآية،

وقال تعالى: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى}.

وهذا اللباس -مع ما فيه من التشبه المذموم- ليس بساتر للمرأة، بل هو مبرز لمفاتنها، ومُغْرٍ لها، ومُغْرٍ بها من رآها وشاهدها، وهي بذلك داخلة في الحديث الصحيح عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

“صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما بعد: نساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، على رءوسهن أمثال أَسْنِمَة الإبل، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، ورجال معهم سياط كأذناب البقر، يضربون بها الناس”

وقد فُسر الحديث بأن تكتسي المرأة بما لا يسترها، فهي كاسية، ولكنها في الحقيقة عارية، مثل أن تكتسي بالثوب الرقيق الذي يصف بشرتها، أو الثوب الضيق الذي يبدي مقاطع خَلْقها؛ مثل ثدييها وعجيزتها وساعدها ونحو ذلك؛ لأن كسوة المرأة في الحقيقة هو ما سترها ستراً كاملاً، بحيث يكون كثيفا، فلا يبدي جسمها، ولا يصف لون بشرتها؛ لرقته وصفائه، ويكون واسعاً، فلا يبدي حجم أعضائها، ولا تقاطيع بدنها؛ لضيقه

فهي مأمورة بالاستتار والاحتجاب؛ لأنها عورة، ولهذا أُمِرَت أن تغطي رأسها في الصلاة، ولو كانت في جوف بيتها، بحيث لا يراها أحد من الناس، فدل على أنها مأمورة من جهة الشرع بستر خاص، لم يؤمر به الرجل،
حقاً لله تعالى وإن لم يرها بشر.

و انا الان انهيت كلامي في هذا الموضوع يا امي و هذا كلام الله و كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولكي حريت الاختيار انتي و هناء

فقلت له انك على حق يا عمار و انا اعدك ان اغير من ملابسي و تركتهم يتحدثون و ذهبت الى غرفتي و انا مقتنعه اقتناع كامل انني مخطأه و كلام عمار صحيح كله و هو يريد لي الخير.

و قلت في نفسي يجب ان اتغير و ان اغيير ملابسي لأن هذا الامر ذاد عن حده.

و ذهبت الى المرحاض استحممت و جلست بمفردي في غرفتي و كنت اتصفح الفيسبوك و بالصدفه رأيت شيخ يتحدث عن نفس الكلام الذي كان يتحدث عنه عمار.

و في هذه اللحظه قلت ان هذا مرسال من الله لكي اتغيير…

error: