رواية دُمية على مسرح الحياة / نورا عبدالعزيز
كانت تمشي خلفه بخوف مُتشثبة به فسألها مُستغربًا :-
– فين دا ؟؟ مفيش حد
خرجت من خلفه باحثة فى الغرفة بصدمة فهى حقًا رأت رجل هنا فهتفت بصدمة وهى تشير على الغرفة ناظرة له قائلة :-
– كان فى راجل هنا أنا متأكدة
أستدار ليخرج من الغرفة فهلعت بخوف راكضة خلفه ثم مسكت ذراعه تقول :-
– أنت رايح فين ؟؟
أتاها صوت والدتها تقول بحدة :-
– مريم
نظرت نحوها هادئة ،، أقتربت “فريدة” بأشمئزاز ناظرة على يد طفلتها وهى تمسك بذراعه وأبعدت يدها عنه بقوة ثم قالت :-
– تصبح على خير يا مروان
نظر لـ “مريم” بصمت ثم أخذ أخته وخرج من الغرفة ،، أستدارت لأمها تائهة فجميعهم أغراب لها :-
– مامي أنا …
ألتفت بأقتضاب منها وقالت بجدية ولهجة قاسية :-
– أنا مش حذرتك متتكلميش مع حد هنا وخصوصًا مروان
شعرت بأحراج شديد وقالت حائرة :-
– ينفع أسال حضرتك ليه ؟؟ أنا أكيد مش هقدر أستحمل الحبسة فى الأوضة وأكلم نفسي
أجابتها بحدة عاقدة ذراعيها أمام صدرها :-
– من غير ليه ،، اللى أقوله تنفيذى ومتكلميش حد عاوزة تكلمى أختك موجودة فاهمة
نظرت أرضًا بأستسلام لحديث أمها صامتة دون أن تتفوه بكلمة واحدة ،، تركتها “فريدة” وخرجت من الغرفة غاضبة من تصرف طفلتها فهى تريد أبقاء أطفالها بعيدًا عن الجميع حتى تنهى أنتقامها وتعود بهم كما جاءت ….
••••••••••••••••••••••••••
نزلت “مليكة” صباحًا من غرفتها إلى الأسفل تتحدث بهاتفها مع صديقتها :-
– يابنتى قولتلك الواد دا بيتسلى شوفتى بقي أن عندى حق … لالا دا قرف ياروحى .. أحب مين دا حيوان .. ماشي ..سلام
أغلقت الهاتف مُستديرة وخرجت منها صرخة قوية بهلع حين ظهر خلفها من العدم ،، فضربته على صدره بقبضتها تقول :-
– أنت طلعت منين ،، خضتنى يامفترى اااه
حدق بها بعينين كالصقر وسألها بلهجة قاسية تحمل غيرة نارية :-
– مين دا اللى عاوز يحبك ها ؟؟ ،، مين الحيوان دا ؟؟ عشان أروح أجيب خبره
رفعت رأسها بغرور له تعقد ذراعيها أمام صدرها وقالت :-
– وأنت مالك ؟؟ ميخصكش على فكرة ها وأنا بحذرك يا زين أياك تخضنى تانى فاهم
كادت أن تذهب من أمامه لكن أستوقفها حين مسك ذراعها بقوة وقال بغيظ من حديثها :-
– لا يخصنى وأنتِ تخصنى وكل حاجة فيكى تخصنى ،، وأنتِ عارفة أنك بتاعتى أنا ومش مسموحلك تحبي حد غيرى أنتِ فاهمة
نفضت ذراعها منه بأقتضاب وهتفت بلهجة شرسة :-
– أنت أتجننت يا زين ،، أنا مش بتاعتك ولا بتاعت حد ومش هحبك ،، عارف مش هحبك ليه عشان أنت بتجبرني على دا والحب مش عافية ولا أجبار
تركته وذهبت إلى الخارج مُنفعلة من حديثه ،، تشعر ببركان ناري بداخلها من أجباره لها على الحب ومعاملته لها على أنها جارية تحت سيطرته يفعل بها ما يشاء ….
زفر بضيق من رفضها المستمر لها رغم حبها الكبير بداخله فهو لا يرى فتاة غيرها، جميع النساء بنظره تجمعوا بها ..
أتاه صوت “سارة” من الخلف وهى تقول :-
– زين
أستدار لها ورأها تقف مع أختها وقدمته لها ثم ذهبت حين جاءها أتصال من “سليم” ،، تنحنحت “مريم” بهدوء ثم سألته بفضول :-
– أنت بتحب مليكة الحب دا كله ؟؟
نظر لها بصدمة فهى لا تعرف ولا تعرف شيء كيف علمت بقدر حبه لها ،، أشار إليها بنعم فأجابته بعفوية :-
– على فكرة مليكة مش هتحبك ولا هتشوف راجل ليها طول ما أنت بتتصرف كدة
سألها بفضول لمعرفة السبب أو تخبره ماذا يفعل حتى يحصل على حبيبته وتحبه :-
– قصدك أيه ؟؟
وضعت كأس العصير من يدها وقالت بجدية :-
– مليكة زى أى بنت عاوزة تحب وتتحب عادى بس مش بطريقة الأجبار دى وبتاعتى ،، الكلمتين دول مش هيخلوها ليك ولا تحبك ،، فكر أزاى تحببها فيك أو أعملها حاجات بتحبها
– أزاى أعمل أيه ؟؟
سألها بأهتمام لحديثها ،، فأجابته :-
– أولًا متجبرهاش عليك ،، مليكة حسب اللى فهمته من كلامى معاها أنها عاوزة تعيش قصة حب زى اللى فى الروايات يكون الراجل حنين ويحسسها أنها مميزة عنده ومختلفة عن الجميع ،، متفضلش مقضي يومك كله بأستهتار مع أصحابك أو تضيق عليها يومها طول ما أنت موجود ،، أشتغل وحسسها أنك قد المسئولية وأنت راجع من شغلك هاتلها شيكولاتة هتفرحها أكتر من قعدتك جنبها ليل نهار ،،وأتعلم أزاى تظهر حبك ليها مش أمتلاكك بيها ..
حاول فهم حديثها جيدًا فقال لها :-
– ممكن تساعدينى طيب
أومأت له بنعم ،، أخذها وصعد إلى غرفته معاها .. رأته “مليكة” وهو يصعد معاها فتذمرت بأشمئزاز من تصرفاته وأكملت رعاية الزهور …
••••••••••••••••••••••••••
دلفت إلى غرفة ملابسه وبدأت تختار له بدلة رسمية وقميص أبيض وأخرجت له رابطة عنقه وهكذا ساعة يده وأزرار القميص الفضية وأختارت العطر يليق به وبالعمل ثم خرجت إلى الخارج لتتركه يتأنق من أجل ذاهبه للعمل بيومه الأول …
أخذ دوشه وأرتدى ما جهزته ثم صفف شعره الأسود للأعلى بدل من فوضته ثم خرج من الغرفة بوقار واضعًا يده فى جيبه ….
كانت تجلس مع “مليكة” و “مروة” فى الصالون تمسك بيدها مجلة ناظرة على الدرج بهدوء مُنتظرة نزوله ،، دلفت الخادمة تقول :-
– العربية جهزت يافندم
– عربية أيه ؟؟ هو مين اللى خارج
سألتها “مروة” بأستغراب ناظرة على “مريم” و “مليكة” قطعها صوت قدمه على الدرج وخطواته ،، نظروا عليها بأستغراب من هيئته مُرتديًا زيه الرسمي وأتجه خارجًا دون أن ينظر عليهم ..
شعرت “مليكة” بأن هناك شيء خطأ يحدث فلم تغير فجأة وزاد هذا الشعور حين رن هاتف “مريم” بعد خروجه ورحلت بعيدًا لكى تجيب ….
••••••••••••••••••••••••••
– تمام يا عاصم أنا هروح بنفسي بس أختار مهندس كُفء يستلم المشروع دا
قالها “مروان” وهو يطلع على بعض الأوراق ،، دلفت السكرتيرة وقالت :-
– أستاذ زين برا وعاوز يقابل حضرتك
نظر لـ “عاصم” بذهول منذ متى وهذا الزين يطلب الأذن لكى يدخل له ،، أشار إليها بالأيجاب يسمح له بالدخول ،، ولج “زين” له ليزيد من صدمته بهيئته فسأله بفضول عن سر هذا التغير :-
– ايه دا ؟؟ فين زين ؟؟ ايه اللى عمل فيك كدة يازيزو ؟؟ مشوفوكش شيل الفساد بتاعتك
أجابه بتذمر قائلًا :-
– اللى يحب أختك لازم يتمرمط ياخويا ،، أنا عاوز شغل
قهقه ضاحكًا عليه بينما يجلس على كرسيه خلف المكتب وقال :-
– قولتى بقي ،، ومين قالك أن مليكة هتحبك كدة ،،مليكة بتحب الواحد بطبيعته مش بشخصية مزيفة ،، أقعد
جلس بزفر وهو يخلع جاكيته بأغتياظ وقال :-
– يعنى تعبي جه على الفاضي الله يحرقك يا مريم
رفع نظره له بلهفة حين ذكر أسمها وتذكر لقاءهما أمس وحين كنت بين ذراعيه مُتشبثة به فظلت عيناه تتجول فى الأنحناء بأرتباك وسأله بفضول :-
– مريم ؟! هى قالتلك تعمل كدة
– دا أنا هنفخها لما أشوفها ،، أنا مروح
قالها وهو يقف يتواعد لها بالكثير فأجابه قائلاً :-
– أقعد بس أنا مقولتش أن مليكة هتحبك وأنت كدة برضو فاسد وعاطل ،، عاصم هتسلم المشروع للباشمهندس زين وتخليهم يجهزوا مكتبه ..
قطع حديثه بضجر هاتفًا :-
– أنا مش هشتغل خلاص
أكمل حديثه بأبتسامة وهو يعلم بأنه سيوافق على العمل بعد حديثه :-
– وخليهم يجهزوا مكتبة باشمهندسة مليكة فى مكتبه هتكون تحت التدريب معاه ولو رفض كلم المهندس تامر
أجابه بلهفة وسعادة بلهجة حماسية :-
– مليكة ،، مقبلش أيه أنا أصلا شغال هنا من أمبارح أنت مخدتش بالك ،، يلا بينا يا عاصم بس مكتبها معايا فى نفس الأوضة يلا
أخذه وخرج فضحك “مروان” عليه وما يفعله الحب بصديقه وابن عمه ،، قطع بسمته رنين هاتفه برقم مجهول فأجاب عليه :-
– ألو …
أتاه صوتها العاذب بلهجة غاضبة :-
– مروان ،، أنا مريم
ترك القلم من يده ووقف مُستديرًا ينظر عبر النافذة خلف مكتبه ويقول بهدوء :-
– اه دا رقمك ،، خير ؟؟
– الحارس بتاعك مش عاوز يخرجنى بيقول ممنوع وتعليمات هو أنا محبوسة
قالتها بأغتياظ مُنفعلة منه ومن تصرفات حارسه ،، سألها بهدوء وقلق عليها :-
– لا مش محبوسة ،، عاوزة تروحى فين ؟؟
أخبرته بتلقائية ثم تذمرت عليه بصراخ هاتفة :-
– عاوزة أشترى كلب وبعدين أنت مالك هو أنا لازم أخد أذن قبل ما أخرج
أبتسم على تذمرها بخفة ثم قال بعفوية :-
– لا مش لازم أذن أنا بس قلقان … قصدى إحنا قلقانين عليكى عشان تعبانة يعنى
أبتسمت بدلالية حين أرتبك وتلعثم يخفي ما يريد أخبرها به ،، همهمت بأستسلام :-
– طيب مادام قلقانين عليا أنا ممكن مخرجش بس بشرط
عقد حاجبيه وهو يضع يده الآخر خلف ظهره يسألها بفضول ليلبي لها ما تريد :-
– شرط أيه ؟؟ أنتِ تأمرى
– تجبلى الكلب النهاردة وأنت راجع هبعتلك صورته وأسمه
قالتها بخجل بينما قدمها تعبث بالأرض ،، تبسم عليها بخفة ثم قال بإيجاب :-
– حاضر ومش هخليكى تستنى لما أرجع ساعة وأقل يكون عندك
أغلقت معه الخط وأرسلت له كما قالت ،، رن الجرس لكى يأتى له “عاصم” فأعطاه صورة الكلب وأسمه نظر “عاصم” لهاتفه بأستغراب وصدمة وقال :-
– كلب جولدن ريتريفر ،، أيه دا أعمل بيه أيه
– أبعت هاته ووديه القصر لمريم ،، اه وأتأكد من اللى يوصل الكلب .. أحم يتأكد أنه عجبها
قالها بأحراج مُتحاشي النظر له بينما ينظر إلى الورق ،، أومأ له “عاصم” بنعم وذهب يلبي طلبه ،، ظل يكمل عمله بدون تركيز وتتجول عيناه بين الورق تارة وبين هاتفه تارة مُنتظر أن تخبره بأنه لبي طلبها وأعجبها لكنها لم تفعل … رن هاتفه عن وصول رسالة واتس أب فأخذه بلهفة مُعتقدًا بأنها من أرسلت الرسالة لكن وجد الرسالة من “عاصم” تنهد بضيق ثم فتحها بملل حتى رسمت بسمته وهو يري صور لها حين أستلمت الجرو الصغير وبسمتها المشرقة تنير وجهها وظل يتأملها وعيناه تبتسم بسعادة لا يعرف سببها يعتقد بأنه يعوضها عن ما فعلته زوجة أبيه بيها وتلك الحادثة وتعرض حياتها للخطر بسببها ،، جاءه رسالة آخر منها ففتحها ووجد بها لينك فتحه وكان يحمل صورة سليڤي لها على الأنستجرام مع جروها الصغير وكتبت عليها ** أول هدية جاتلى من مصر thanks marwan **
ضحك على سذاجتها ثم عاد لعمله بحماس غير المعتاد …
••••••••••••••••••••••••••
فـى النـــــادي ..
– يعنى أنتِ هتشتغلى فى الشركة وأنتِ بتدرسي
قالتها “سارة” بأندهاش فأجابتها “مليكة” بحماس :-
– اه بس مش شغل شغل دا تدريب أنا لسه فى سنة تانية ،، صحيح يا مريم هتقدمى كلية أيه ؟؟
ضربت”سارة” الطاولة بتذمر وقالت :-
– أعلام طبعًا معايا
ضحكت “مليكة” عليها وتعلقها بأختها بهذا القدر ،، جاء لهم “سليم” وصافحهما ثم عانق حبيبته ،، غمغمت “مليكة” بهدوء :-
– عيب ،، هتفضحونا إحنا مش فى أمريكا
أجابتها “سارة” بتذمر قائلة :-
– so what ?? Excuse me
تركتهما ورحلت مع حبيبها ،، نظرت “مريم” لـ “مليكة” وقالت :-
– مش عاوزة تحبي كدة ؟؟
حدقت بها تفهم ما تلمح له وقالت :-
– أكيد عاوزة بس مش هيكون زين أكيد
فسألتها بفضول لرفضها له الدائم :-
– ليه ؟؟ أنتِ بتكرهى زين
تركت من يدها الهاتف وقالت حائرة :-
– لا هكرهه ليه ؟! أنا بس مبحبش تصرفاته وجنانه ،، اه هو شخصيته مرحة ومش كئيبة وبيضحكنى بس فاسد وعاطل وبيشرب خمر اه هو بطلها عشانى بس مش سبب ممكن يرجعلها تانى عادى وكمان أنا عاوزة أعيش قصة حب بمشاعر حقيقة وأكون حابة كل حاجة فيها مش أجبار ،، زين مبيعرفش يعبر عن اللى جواه
أربتت “مريم” على يدها وقالت بحنان :-
– أهم من دا كله يامليكة أنك تحسي أن فى مشاعر جواكى ليه لو مفيش مشاعر مش هتحبيه مهما عمل وهتفضلى شايفة عيوبه لكن لو حبيته هتشوفي العيوب بعين تانية ومادام هو على أستعداد يتغير عشانك يبقي لو حبيتى ممكن حبك يغير العيوب ويصلحها لأن عنده أرادة يعمل دا
تنهدت بأختناق وقالت بيأس :-
– مش عارفة يامريم أنا أحيانا بحس أنى بحبه من تصرفاته لما بيخاف عليا حتى من نفسه ولما بشوف غيرته عليا وأحيانا بحس أنى مش طايقة بسبب أجباره ليا كأنى جارية عنده المفروض تنفذ أوامره
سألته بهدف أثارت غيرتها أو غضبها عليه :-
– طب زين لو جه قالك أنه خطب غيرك هتفرحى ولا هتزعلى
حدقت بها حائرة وقالت :-
– مش عارفة
تبسمت لها بهدوء وقالت :-
– يبقي تفكري كويس قبل ما تقعدى تصديه كدة وتلاقي نفسك خسرته والإنسان بيلاقي الحب مرة واحدة فى العمر كله ،، بلاش تضيعي الحب دا من أيدك …
حدقت بها بصمت ثم شردت به وبتصرفات عقلها العدواني …
••••••••••••••••••••••••••
صاحت بوجهه بأغتياظ :-
– يعنى أيه ؟؟ أنتوا خلاص كلكم بقيتوا ضدى
– يا فريدة هانم أنا مش ضدك أنا خايف على مريم من اللى حضرتك بتفكرى فيه ،، مريم لسه راجعة من الموت المفروض نخلى بالنا منها مش نأذيها وغيث واللى حضرتك عاوزاه هيقتلوها مش هيأذوها بس .. مريم عاملة زى الغريب التائه محتاجة أننا نحتويها مش نلعب بيها
قالها بتمرد وغضب من تفكيرها ،، صاحت بوجهه قائلة :-
– سليم .. أنت بتكلمنى أنا كدة ،، هتخاف على بنتى أكتر منى يعنى
نظر أرضًا بهدوء وقال :-
– أستسمحك عذرًا يامدام فريدة مقصدتش أعلى صوتى ،، أعتبريها نصيحة من عابر سبيل ،، مريم لو أكتشفت أن حضرتك بتلعبي بيها محدش هيتوقع رد فعلها أيه خصوصًا أن كلنا بالنسبة ليها مجرد أغرباء بتتعرف عليهم يعنى محدش فينا عزيز عليها الفترة الحالية حتى حضرتك
صمتت قليلًا وقالت بأنفعال :-
– أطلع برا ،، مش عاوزة أشوف حد
تنهد بقلق من تفكيرها بالأنتقام الذي أعماها حتى عن سلامة أطفالها وخرج من الغرفة غاضبًا وماذا إذا علم “غيث” بأن من ألتقي بها ليست بـ “مريم” الحقيقية بل حبيبته هو التى لا تختلف عن أختها حاليًا بسذاجتها وهل ستخلق والدتهما صراع بينه وبين “غيث” بسبب أنتقامها ،،أيجب أن يصمت أم يُحدث “مروان” بهذا الأمر لكنها ستعتبره خيانة لها …
••••••••••••••••••••••••••
دلف إلى القصر مُنهكًا يتحدث فى الهاتف مع “زين” بينما يدلك عنقه من الخلف بذراعه الآخر من ألم عنقه الذي بدأت تظهر له كثيرًا فى الأوان الآخيرة فهتف بلا مبالاة قائلاً :-
– خلاص يا زين هكلمها ……
بتر حديثه بما رأه فأتسعت عيناه على مصراعيها بينما نزل فك فمه السفلى قليلًا مُتسمرًا مكانه حين رأها نائمة على الأريكة أمام التلفاز وبجوارها ذلك الجرو الذي أشتراه لها يداعب وجهها يبدو أنه يريد أيقاظها من النوم ،، أنزل يده بالهاتف من فوق أذنه ثم أغلق الخط مع زين دون أن يخبره شيء او حتى ينظر على الهاتف فقط عيناه عليها تأبي النظر على أى شيء آخر غيرها وبدأت قدميه تقوده نحوها أكثر حتى وصل إلى الأريكة يتفحصها عن قرب وهى ترتدى تيشرت واسع يخفي معالم نصفها العلوى ذات اللون الزهري طويلاً يخفي أسفله شورتها القطني الأبيض وشعرها البرتقالى الطويل مسدول أسفلها فيما عدا بعض خصلاته تزين ذراعها الممدود بجوارها ،، كانت جميلة بذات اللون الزهري مع ناصعة بشرتها الحليبية ولون شعرها النارد له رؤيتها بفتاة غيرها ، أدارت رأسها يمينًا ويسارًا مُتذمرة من مداعبة جروها فأنحنى بهدوء ينزل الجرو بعيدًا عنها ،، لم يشعر بشيء سوى وجسده يجلس أرضًا بجوارها ويميل رأسه يمين أكثر مُتأملها لكنها قطعت شروده بها حين أدارت رأسها بعدم راحة بنومها فى ضيق الأريكة لتسقط بين ذراعيه مما زاد من ربكته وتوتره لكن أكثر ما صدمه عندما نبض قلبه بصوت مرتفع سمعه هو بوضوح وكأنها لم تسقط بين ذراعيه بل سقطت على قلبه بين ضلوعه ،، وقف بها برفق واضعة ذراعها الأيمن أسفل رأسها وفوق قلبه والآخر على قدمها …
كان ينظر على ملامحها الهادئة ويتذكر كيف كانت تتحداه فى أول لقاء والآن هى نفسها ذات الفتاة بين ذراعيه فأبتسم عليها بخفة ،، جاءت الخادمة له تقول :-
– أحضرلك العشاء يافندم
– لا ،، خرجي الكلب دا فى الجنينة ونضفي المكان
قالها ببرود بينما يتجه بها نحو الدرج صاعدًا إلى غرفتها ،، ولج إلى الغرفة بها لكن سريعًا ما توقف بالمنتصف حين سمع صوت أنفاسها تعلو شيئًا فى شيء وتتحرك بألم،، أخفض رأسه قليلًا يتأمل ملامحها يبدو وأنها ترى كابوس مُرعب فى منامها أقترب بهدوء نحو فراشها ووضعها برفق شديد عليه وبدأت تظهر حبيبات العرق على جبينها وعنقها وبعض من البكاء ،، تسأل ما هذا المنام التى تراه أهو يخص ذاكرتها المفقودة أما شيء آخر لا يعرف ولا يستطيع التنبؤ به …
أبعد خصلات شعرها عن وجهها وفزع حين فتحت عيناها تلهث بشدة وعيناها تبللت بدموعها ،، حاول الهروب من الغرفة قبل أن تفكر به بالسوء أو تشاجره لكن تلك الفتاة يبدو أنها خُلقت لكى تثير ذهوله وتفوق توقعاته فصدم حين عانقت بقوة وتتحدث مُغمغمة بحديث غير مفهوم :-
– معملتش حاجة .. متموتنيش .. معملتش حاجة
رفع يده ببطيء شديد مُترددًا بلمسها أم أبعدها عنه وسريعًا ما خذله قلبه فأربت على ظهرها بحنان يطمئنها بأن هذا المنام لن يحدث ولن يسمح بما حدث أن يحدث ثانيًا مهما كُلفه الأمر حتى وإذا كانت حياته ….
تركها بعد أن هدأت وعادت لنومها ،، خرج من الغرفة وأغلق الباب مُستديرًا فوجد “زين” خلفه يحمل بين يده كوب من النسكافيه ،، حدق به بشك وغمز له بمشاكسة قائلًا :-
– أحمدك يارب أنك عيشتنى لليوم اللى أشوف فيه مروان بيه بجلالة قدره المدير المتغطرس المغرور خارج من أوضة بنت يانهار أبيض وربنا محدش هيصدق دا …
أدار رأسه بغيظ منه ثم قال له بغرور :-
– أنت بقيت لاجيء هنا ،، مش ناوي تروح بيتكم
تذمر عليه بأنفعال وقال :-
– أنا سيبت البيت لعمك وبعدين أنا مرتاح هنا جنب حبيبته ،، صحيح هو مسموحلى أروحلها الأوضة زيك
أخذه من ذراعه بضيق وقال :-
– أنت مسموحلك تطلع برا
– خلاص خلاص متبقاش حمقي كدة الله الواحد ميعرفش يهزر معاك خالص
قالها بترجي ثم فر هاربًا إلى غرفته قبل أن يفعلها ويطرده من القصر ،، ضحك “مروان” عليه ساخرًا وذهب إلى غرفته …
••••••••••••••••••••••••••
دلفت “مروة” إلى غرفة أبنتها وصدمة حين سمعت صوتها من الشرفة تتحدث فى الهاتف قائلة :-
– عشان غبي ،، مروان بكرة أجازة وكل الأوراق المهمة هتلاقيها فى الخزنة فى الشركة وعاصم مبيخرجش من هنا طول ما مروان فى البيت ،، لالا متجليش أنا هجيلك .. خليك مختفي كدة شوية مروان مفتح عينه الفترة دى …
– ريمـــــــا
أتاها صوت والدتها من الخلف ،، نظرت لها بصدمة وعيناها مُتسعة على مصراعيها ……
••••••••••••••••••••••••••
كانت تجلس فى الحديقة تحت أشعة الشمس تستمتع بها وتقرأ كتابًا ،، شعر به يجلس بجوارها فأغلقت كتابها بأغتياظ منه وقالت :-
– خير يا زين
تحدث بلهجة باردة دون أن ينظر لها قائلًا :-
– أنا عارف أنك مبطقنيش ومش عاوزة تشوفنى ،، وشايفة أنى بجبرك على حبي وأن دا تملك مش حب ،، فأحب أقولك أنى قررت أبدا من جديد حياة جديدة وهتخطي حبك دا كأنى معشتهوش ولا حسيته … اه صح حبيت عرفت الخبر دا عشان متعرفيش من حد تانى أنا خطوبتى يوم الخميس والعروسة مش غريبة عليكى هتعرفيها أول ما تشوفيها … عن أذنك
أتسعت عيناها بصدمة وهى تسمع حديثه وخبر خطبته الصادم لها حتى أنه لا ينتظر تخطي حبها ،، ذهب وتركها مُتجاهلها … صرخت بقوة تناديه :-
– زيـــــن …
أستدار لينظر لها بزفر فصدم بصفعة قوية نزلت على وجنته منها تقول بأغتياظ وأشمئزاز :-
– أنت زبالة …
تركته وذهبت راكضة وعيناها مليئة بالدموع بينما تشعر بألم فى صدرها تخترق ضلوعها لتحرق قلبها ….
أتسعت عيناه من رد فعلها ناظرًا عليها وهى ترحل …..
يتــــــــبــع ………….