رواية دُمية على مسرح الحياة / نورا عبدالعزيز

•• الفصــل الســابع عشـــر ( 17 ) بعنـــوان ” دُميـــــة ” ••

أزدردت لعابها بهدوء تام من حديث طفلها التى تفوه بنطق أسمه بالكامل ،، وقع تلك الأسم على مسمعه بصدمة ألجمته أهذا طفله كيف ومتى ؟ تساؤلات كثيرة وقعت عليه فى تلك اللحظة ،، حدقت “ليلى” بها فأومأت لها بنعم تأكد لها ما يقوله هذا الطفل فقطع ذهولهم صوت “إياس” مُجددًا يقول :-
– حضرتك ليلى ثح

أومأت له بدهشة مستحوذة عليها فقال ضاحكًا لها :-
– ثوفت ثورتك (شوفت صورتك) على تليفون مامى

أقتربت “فريدة” عليها بسعادة لأمتلكها حفيدها الأول ولم ترحب بـ “مريم” بل قربت يدها لتلمس هذا الطفل لكن قبل الوصول له مسكت “مريم” يدها لتمنعها وقالت :-
– نجوم السماء أقربك يا مدام فريدة .. اه صح مبروك عرفت أنك أتجوزتى

قالتها بسخربة وهى تحدق بـ “غيث” الجالس هناك .. أقترب “مروان” مُشتاطًا غضبًا من أفعالها بعد كل تلك السنوات تعود له وتخبره بأن لديه طفل ألم تكفى عدم حديثها معاه كل تلك السنوات بل تخفي عنه طفله .. كان مُتجه نحو الباب لكى يرحل لكنه شعر بيد صغير جدًا تمسك أبهامه بدفء فأغمض عيناه وشعر بالقشعريرة تسير بجسده ثم نظر على يده ووجد طفله الصغير يمسك به فنظر نحوه بصمت حتى تحدث “إياس” بطريقة سيئة معاه قائلًا :-
– مامى قالت من الأدب لما ضيف يجى تثلم (تسلم) عليه .. أنت مامتك مش عرفتك كدة

نطقت هى بصدمة من حديث “إياس” مع والده تردف :-
– إياس .. عيب

– مامى هو اللى مش ثلم (سلم) علينا هو اللى عيب مش أنا

– عيب يا إياس دا بابا
قالتها “ليلى” بهدوء،، فأجابها “إياس” بأستغراب فى حين ترك يده وعقدها أمام صدره قائلًا :-
– أنت بابى .. ملوان إبلاهيم أبوالغيط(مروان إبراهيم أبوالغيط)

حدق بها بنظرة غضب تكاد تقتلها فتلك اللحظة على كذبها عليه وهكذا هروبها بطفله فهو كان على يقين بأنها تخفي سرًا عن الجميع لكن لم يتوقع يومًا بأن هذا السر طفل له .. تركهم ورحل للخارج وكأنه يخبرها بأن عودتها هى وهذا الطفل غير مرحب بهما فى منزله ….

– تعالى يا حبيبتى أرتاحى فى أوضتك ونتكلم بعدين
قالتها “ليلى” بهدوء وهى تأخذها للأعلى بعد أن طعن سكين آخر فقلبها المجروح …

صعدت “مريم” معاها إلى غرفتها وولجت إلى الداخل معاها فحدقت بها بصمت تعاتبها على أخفي خبر حملها ،، نظرت على “إياس” وهو يصعد إلى الفراش بتعب من السفر باحثًا عن بعض النوم فهتفت بهدوء :-
– دارين متفضيش الشنط دلوقتى .. ممكن ترتاحى جنب إياس ،، ممكن نتكلم ياطنط فى أوضة حضرتك

أومأت لها بنعم وذهبت معاها وكأن أول سؤال لها :-
– ليه متفضيش الشنط أنتِ هتمشي

– مروان مش مرحب بوجودى وأنا كلمت سمسار يشوفلى شقة ضرورى لأن كنت عارفة دا كويس ..

سألتها “ليلى” بعتاب وحزن :-
– ليه مقولتليش أن فى طفل .. كل السنين دى مخبية عليا يا مريم

– كنتى هتقولى لمروان عشان ابنه وأنا مكنتش عايزة حد يعرف بوجوده وهو دا اللى خلانى أهرب عشان أخبيه وأحمي من غدر فريدة اللى هانت عليها تقتل بنتها تفتكرى مكنش هيصعب عليها ابن مروان اللى هى معتبره عدوها .. أنا فكرت أنزله بس مقدرتش دا كان أخر حاجة ممكن تربط بينى وبين مروان وحته منه

– عشان كدة سرقتيه لوحدك وكذبتى عليا
أتاها صوته القوي من الخلف ،، أستدارت له بصمت فتنحنحت “ليلى” بهدوء وقالت :-
– طيب نكمل كلامنا بعدين ،، دلوقتى أنتوا محتاجين تتكلموا وأفتكروا أن فى طفل نايم جوا بينكم وكيف فراق لحد كدة .. عن أذنكم

أقتربت نحوه ثم أربتت على كتفه بحنان وقالت :-
– دلوقتى هتفهم كلامى ليك يا مروان .. خد مراتك وابنك تحت جناحك وأحميهم لأن فى حرب هتبدأ ومحدش هيقدر يحميهم غيرك ولا هيخاف عليهم غيرك

تركتهما معاً وخرجت من الغرفة ،، حدق بها بصمت مُنتظر مبرر لما فعلته به من فراق وسرقة قلبه معاها حتى سرقة طفله ،، نطقت أسمه أولاً بأشتياق ودفء :-
– مروان أنا ……..

لم تكمل حرف آخر حتى أسرع نحوها بخطواته وجذبها إلى صدره يعانقها بأشتياق ليرضي أشواق قلبه ويذيب براكين الحنين لها ويستطيع أن يتلاشي وجعه ويعود نبض قلبه مُجددًا بعد أن فقده حين رحلت ،، تشبثت به بكلتا ذراعيها بقوة تستنشق عبيره وعطره الفريد فكانت تشتري هذا العطر دومًا لطفلها لتشمه به ،، لكن مع حبيبها به شيء من الاستثناء …
كان يطوقها بقوة وكأنه يريد أن يخبأها بين ضلوعها حتى لا تهرب مُجددًا منه .. غمغمت بنبرة دافئة قائلة :-
– واحشتنى يا مروان .. وحشنى حضنك جدًا

وضع قبلة على رأسها بحنان ثم أخرج من حضنه حين سمع صوت بكاءها وتقول :-
– سامحنى يامروان ،، والله كنت خايفة من فريدة لتأذيه .. فريدة حطت مسدس فى رأسي قدامك عشان أتجوزتك .. كانت هتقتل بنتها بسببك وتفتكر هيصعب عليها تسقطنى عشان ميجيش الطفل دا ويربطك بها بصلة أكبر

جفف لها دموعها بأنامله بحنان وهو يجيبها بنبرة ناعمة يطمئنها قائلًا :-
– مكنتش هسمحلها بدا صدقينى كنت هحميكوا لآخر نفس فيا

أكملت حديثها باكية مُرتجفة بين يديه قائلة :-
– معرفتش أفكر وقتها فحاجة غير أنه فخطر طول ماهو موجود بالقرب منها

ضمها مُجددًا له وهو يقول :-
– طب خلاص متعيطيش وحياتى انا مقعدتش مستنيكى العمر دا كله عشان اشوف دموعك

أردفت باسمة وهى تبتعد عنه قائلة :-
– مش هتشوف إياس ، أنت مسلمتش عليه

وضع خصلات شعره خلف اذنها بحنان ،، فتح باب الغرفة ودلف “إياس” باكيًا بصحبة “ليلى” فتحول بكاءه لغضب وغيرة طفولية حين وجد هذا الرجل بالقرب من والدته فأسرع لهم ووقف بالمنتصف يبعدهما عن بعض ويقول :-
– أبعد عن مامى ،، دى بتاعتى أنا

نظر لها بدهشة وقال بأستنكار :-
– إحنا هنبدأ من أولها دى بتاعتى ومش بتاعتك

أبتسمت له بسعادة بسمة مُشرقة تنير حياته العتمة وقلبه المُظلم فجثو على ركبتيه ليبقي بمستوى طفله وقال بعفوية باسمًا له :-
– أنت قولت أسمك أيه ؟؟

– إياث ملوان إبلاهيم أبوالغيط
قالها بطفولية وهو يقف أمام والدته ويحدق بوالده بغضب وأشمئزاز بعد أن رأه يقترب من والدته وكأنه سيسرقها منه ،، أجابه بهدوء :-
– وأنا مروان إبراهيم أبوالغيط تعرفنى

أقترب منه “إياس” بخبث طفولى وهو ينظر بخوف من والدته ويهمس بأذنه قائلاً :-
– بثوف ثولك مع مامى كتيل ( بشوف صورك مع مامى كتير )

رفع نظره نحوها فوجدها تبتسم بخجل من خبث طفلها عليها ،، بادلها البسمة ببسمة دافئة تطمئنها وأعاد سؤاله مُجددًا :-
– متعرفش أنا مين يعنى

أشار “إياس” له بأن يقترب منه ووضع يده بجوار أذن والده وقال صارخًا بأعلى قوته :-
– Daaaaaady

أبعده عنه واضعًا يديه على أذنه فضحك “إياس” بقوة ،، تأمله بأشتياق ورُسمت بسمة على شفتيه من الفرحة حين عناقه “إياس” بكلتا ذراعيه وجلس على ركبته ،، طوقه بسعادة وشعور غريب يستحوذ عليه لأول مرة يشعر به كان دفء وأمان ليزيد من فرحته وضربات قلبه تلك القبلة التى وضعها “إياس” على وجنته يم أبتعد عنه وظل جالسًا على قدمه وقال :-
– مامى أنا عندى dad وهيلعب معايا كولة (كورة)

ضحكت له بسعادة وقطعهم صوت “ليلى” قائلة :-
– مش هترتحوا شوية من السفر

تشبث “إياس” بوالده وقال :-
– أنا هنام مع بابي

أبتسم له وقال بحب مُعتذرًا منه :-
– بابي لازم يروح الشغل لما أرجع هنلعب ونام سوا زى مانت عايز ،، دلوقتى تروح تنام مع مامى وتسمع كلامها

ضحك هذا الطفل على حديثه فحدق به “مروان” بأستغراب لتجيب عليه “مريم” قائلة :-
– متستغربش ،، هو بيضحك عشان عارف انه مبيسمعش كلام مامى خالص ومجننها على طول

– لا مفيش الكلام دا ،، أسمع الكلام عشان أجبلك الحاجات اللى بتحبها
قالها “مروان” بهدوء وهو يقف مُستديرًا لوالدته وأكمل حديثه بجدية :-
– وصليهم لأوضتى يا أمى وخلى دارين تقعد فأوضة مريم

سألته “مريم” بذهول مُستغربة حديثه :-
– أنت عرفت أسم دارين منين ؟؟

أستدار لها بصمت ثم قال :-
– لما أرجع هقولك بس لازم أمشي دلوقت عشان عندى أجتماع مجلس إدارة .. مش عاوزة حاجة

مسك “إياس” يده ببراءة وقال :-
– أنا عاوز أيس كريم ولعب كتير

أومأ له بنعم ثم ذهب وأخذتهم “ليلى” إلى غرفته ..

••••••••••••••••••••••••••••

فــى غـرفة “فــريـدة”

هتف بهدوء بينما يحدق بها بغيظ قائلاً :-
– يعنى مريم رجعت ومعاها طفل وكانت متجوزة مروان

– بتلمح لأيه ؟
سألته بنبرة هادئة فى حين عقلها شارد بتصرفات أبنتها وكيف لها طفل من هذا الرجل ،، أقترب نحوها بغيظ ومسكها من ذراعها بقوة يَديرها له ويقول :-
– بلمح لأنك كذبتى عليا يا فريدة هانم كنتى عارفة أن بنتك متجوزة وبتوعدينى أنا بجوزها .. ممكن أعرف أزاى

نفضت ذراعها من قبضته وقالت بتحدى :-
– أنا مسمحلكش تتكلم معايا بالطريقة دى ،، ولو عندك سؤال تسأله بس بأدب

مسك ذراعها مُجددًا بقوة أكبر ويقول بتهديد :-
– أنتِ فاكرة نفسك شاريانى ولا أيه ،، متفوقي كدة وتشوفى أنتِ بتكلمى مين وأقدر أعمل فيكى أيه .. إلا حتى ما شايفة فعينكى ندم ولا إحراج هو فيه بجاحة كدة

رفعت حاجبها له بغرور وقالت بأستفزاز وبرود :-
– اه بتحصل عادى ،، عن أذنك

جذبت يدها من قبضته بقوة وخرجت من الغرفة بثقة فوجدت “سارة” تدخل إلى غرفة “مروان” لتعلم بأن أبنتها جالسة هناك بغرفة زوجها كما تقول ..
دلفت “سارة” إلى الغرفة فوجدت “مريم” تضع الغطاء على طفلها النائم بفراش والده كالملاك الصغير الذي يزينه وحين رأت أختها أبتعدت عنه وذهبت نحوها ليجلسوا بعيدًا على الأريكة ،، أردفت “سارة” بحزن قائلة :-
– كدة يا مريم هونت عليكى متكلمنيش مرة واحدة حتى

– معلش يا سارة غصب عنى كذا مرة حاولت أكلمك بس برجع فأخر لحظة كنت خايفة فريدة ترد عليا أو تكون مراقبة تليفونك

حدقت “سارة” بها بأستغراب وقالت بغضب :-
– فريدة ؟! أسمها مامى يا مريم وهتفضل مامى مهما عملت فينا دى أمنا

نظرت لها بهدوء ودمعت عيناها بوجع ثم أردفت باكية :-
– سارة أنا بقيت أم وعارفة يعنى أيه ابن وكنت زيها بالظبط بربي لوحدى ولما يتعب بنزل فى الفجر لوحدى وبطولى أجري على المستشفيات وبطنى أتفتحت نصين عشان أجيبه وعمرى ما هقدر أحط مسدس فرأسه ولا أهدده بالقتل ،، مقدرش أشوف دمعة واحدة فعيناه أزاى هى قدرت تشوفنى قدامها مبسوطة وتكسرنى بأيدها لسبب وهمى موجود فمخيلتها هى لوحدها مالهوش أى واقع أصلاً

أربتت “سارة” على يدها بحنان ودفء ثم قالت :-
– متزعليش منها يامريم دى مامى مهما عملت ومش هتعرفي تغيرها وزى ما أنتِ قولتلى أنتِ بقيتى أم يعنى عارفة هى تعبت قد أيه فينا ومعانا وأنتِ مكنتيش ملاك يا مريم أنتِ هددتيها بالسجن خليتها تأخد فلوس من غيث وفضل يهددها هو كمان لحد ما أتجوزها

جففت دموعها بحزن وقالت بأستفسار :-
– يعنى هى مديونة له بالفلوس بتاعتى

– لا دفعته المبلغ كله بس هو مش عاوز يطلق زى ما تقولى عجبه الوضع وأنه قاعد هنا يغيظ فمروان براحته وبيعرف كل أخباره

زفرت بضيق وقالت :-
– حيوان هيعيش ويموت حيوان وخبيث

أتسعت عيناها بذهول حين عانقتها “سارة” بقوة مُشتاقة لها فأبتسمت بسعادة وهى تطوق أختها بحنان وقالت :-
– أنا رجعت عشانك يا سارة عشان أكون معاكى ففرحك مينفعش أسيبك فى اليوم دا

– أنا بحبك يامريم اووى وكنت زعلانة أوى أنك مش هتكونى معايا فى اليوم دا

مسحت على رأسها بلطف وقالت بحب :-
– مقدرش يا سارة ..

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*

أوقف سيارته أمام المصحة لعلاج الإدمان فهتفت “مليكة” قائلة :-
– أفرد وشك شوية ،، دا شكل واحد رايح يأخد أخته بعد ما خفت

– نقطينى بسكوتك كفاية أصلاً أنى جيت معاكِ ،، هي مش قالت مش عايزة تشوف حد مننا

أبتسمت له بسعادة وقالت بهدوء :-
– كانت تعبانة ومش عاوزك تشوفها وهى تعبانة ،، دلوقتى هتلاقي واحدة تانية خالص … أنزل بقي يا زين كفاية رغى هنتأخر

فتحت باب السيارة بهدوء وترجلت منها بحماس ، زفر بضيق ونزل من سيارته متجهًا إلى الداخل معاها ؛ واقف فى مركز الأستقبال والأستعلامات ينهى بعض الأوراق فأتاه صوتها من الخلف تناديه بسعادة :-
– زيــــــن

أستدار لها فوجدتها تأتى ركضًا له بسعادة ونشاط مُستحوذ على روحها العتمة المُذبلة حيوية تكفي العالم بأكمله وأختفت الهالات السوداء من وجهها الشاحبة وعادت بندارتها وجمالها العاذب ، مُرتدية بنطلون جينز وتيشرت بنصف كم وتدخله من الأمام فى البنطلون حتى وصلت أمامه وعانقته بسعادة والبسمة لم تفارق وجهها ،، نظر إلى “مليكة” فأبتسمت له وأومأت له بنعم .. طوقها بسعادة وقال :-
– حمدلله على السلامة يانيڤين

أبتعدت عنه بسعادة وهى تلتف حول نفسها وتقول :-
– شوفت أنا بقيت عاملة أزاى وخفيت خالص

– حمدالله على السلامة ياريت تتعلمى من اللى فات
قالها بهدوء ثم أخذ منها حقيبتها .. أستدارت إلى “مليكة” وقالت برفق :-
– واحشتنى ياملوكة .. شكرًا جدًا جدًا على تعبك معايا كل الفترة دى

أربتت “مليكة” على ظهرها بلطف وقالت :-
– مفيش الكلام دا أنتِ بنت عمى وأختى يا فيفي ..

أخذتها وذهبوا إلى السيارة ….

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*

دلف إلى غرفته بهدوء ليلًا مُنهكًا لكن بداخله رغبة حماس لرؤيته طفله وضمه إلى صدره مُجددًا هو ومحبوبته ،، وجد الغرفة مُظلمة وهناك إضاءة خافتة بجوار الفراش وهى نائمة وطفلها بين ذراعيها كما أعتاد على النوم بحضن والدته ،، نزع سترته ووضع هاتفه وأغراضه على الطاولة ثم أقترب منها وجلس على حافة الفراش بجوارهما وتأملهما بصمت وقلبه يرفرف بسعادة ويرغب بأن يتوقف الوقت بتلك اللحظة قبل أن يعكرها شيء آخر ،، وضع يديه على رأسها يداعب خصلات شعرها بحنان ففتحت عيناها ببطيء وقالت :-
– أنت جيت

– صحيتك
قالها بحنان ونبرة ناعمة فأجابته بجدية :-
– لا أنا مستنياك .. ممكن تقولى تعرف دارين أزاى؟؟

– دا بدل ما تقوليلى وحشتينى ولا بحبك
قالها بمرح وهو يقف .. نزلت من فراشها وقالت بجدية :-
– رد عليا يا مروان .. أنا قاعدة مستنياك عشان أفهم ،، أنت حتى متفأجتش أن لديك ابن ولا حتى عاتبتنى ممكن تفهمنى

– متفأجتش عشان كنت عارف
قالها بهدوء وهو ينظر بها ،، حدقت به بصدمة وقالت بذهول :-
– كنت عارف

– لما مشيتى نسيتى تحليل الدم فى أوضتك وعرفت أنك حامل ،، خليت ناس فى أمريكا يدوروا عليكى وقالولى أنك بتدور على مربية بتكلم عربي فبعتلك دارين تخلي بالها منك وتطمنى عليكى أنتِ وابنى

أتسعت عيناها على مصراعيها بصدمة وحسرة وقالت بتلعثم سافر :-
– يعنى أنا كنت دُمية فى أيدك حتى فى قرار هروبي كنت دُمية وغبية وبتحرك زى مانت عاوز …….

يتــــــــبــع ………….

error: