رواية دُمية على مسرح الحياة / نورا عبدالعزيز

••الفصـــــل الرابــع ( 4 ) بعـنــــوان ” مـــن القـاتـــل ؟؟ ” ••

كانت المستشفي فى حالة ضجة كبيرة بوصولهم عليها وأى حادثة بشعة كهذا والجميع يتحدث عنهم وهى تقف عاجزة أمام غرفة العمليات تنظر إلى كفيها بصدمة أصابتها وتزيد من قسوتها دماء طفلتيها الصغار التى سلت بين أناملها وحولتهم للون الأحمر رأت الطبيب الجراح يدخل لغرفة إلى العمليات فمسكته من معصمها بقوة وهتفت بتحذير مُهددة له تهديد واضح قائلة :-
– بناتى لازم يعيشوا أنت فاهم ،، أنت دكتور عشان تنقذهم وترجعهم لى مفهوم

أربت على يدها بلطف ثم أبعدها عنه وولج إلى الداخل ،، أقترب “سليم” منها واضعًا يده على كتفها يؤاسيها رغم أنتفاض قلبه على حبيبته الصغرى فماذا فعلت لتستحق ذلك فهى ببراءة الأطفال لم تأذي أحد ولم تتمنى الأذي لأى شخص فلما أستحقت رصاصة تخترق صدرها وجسدها أمام عيناه حينما كانت ترسم بسمتها على شفتيها …..

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

كان يقف بغرفة الطواريء يراقب الممرضة وهى تخرج الرصاصة من ذراع “عاصم” واضعًا الهاتف على أذنه ليأتيها له خبر حادثة “فريدة” ولحسن الحظ أنهم بنفس المستشفي ،، ركض إلى الأعلى مُتجهًا إلى غرفة العمليات ….

مرت ساعات عليهم بالداخل والأنتظار يأكل من قلبها وعقلها ما يريد وتنهش الألم بها حتى دمرت كل الأقنعة التى ترتديها الكبرياء ،، الغرور ،، القوى ،، الشراسة كل شيء سقط أرضًا ،، خرج الطبيب من الداخل فوقفت بهلع وأسرعت له تسأله على طفلتيها مُستفهمة عن حالتهما الأن :-
– خير يا دكتور طمنى ؟؟

– أنا أسف يامدام بس صدقينى أنا عملت كل اللى نقدر عليه بس ..
هكذا أجابها الطبيب بوجه عابث ناظرًا إلى الأسفل بإستياء بعد أن هددته بأنقاذ طفلتيها الصغار ،، لم يكمل حديثه حين مسكته من قميصه بقوة بكلتا يديها الملوثتين بدماء أبنتيها الأثنين وقالت بلهجة حادة قاسية :-
– بس … بس أيه ؟؟ أنت مش مسموحلك تقول حاجة خالص غير أن بناتى بخير وهيخرجوا معايا

حدق به بهدوء مُراعيًا حالتها فهى أم فقدت طفلتيها الأثنين بوهلة واحدة صدمة لم تتقبلها أى أم ثم أردف بلهجة هادئة قائلًا :-
– أكدب على حضرتك يعنى .. الرصاصة جت فى الدماغ أنا عملت كل اللى أقدر عليه عشان أوقف النزيف مقدرش أبدا أجراء جراحة حاليًا لو حاولت مجرد محاولة المريضة هتتوفي قبل ما بدأ الجراحة

أرخت قبضتها عن صدره بضعف ثم سقطتهما بجوارها بخذلان وعجز بينما تحركت قدميها مُزحزحة إلى الخلف بطريقة لا إرادية وشعرت بجسدها يكاد يسقط حتى شعرت بيد قوية تمتلك كفيها قبل السقوط ونظرت بضعف وقالت بلهجة واهنة وصوت مبحوح :-
– بناتى .. مريم بتموت وسارة ……

توقفت عن الحديث ودموعها تنهمر بغزارة دون توقف ،، رمقها “مروان” بحيرة وعقله يتسائل إذا لم تكن هى من أطلقت النار عليه إذن من فعلها ؟؟ من يريد قتله وقتلها بذات الوقت ؟؟ وما الفائدة التى ستعود له بقتلهم ؟؟ جذب رأسها إلى صدره بحنان وهى تبكى بكسرة وحسرة قلب ثم وضع قبلة على جبينها يطمئنها ،، أبعدت عنه بشراسة ثم دفعته بقوة صارخة به بعدوانية :-
– أرتاحت كدة أنت وأمك ،، أرتاحتوا باللى عملته كدة ناركم بردت ؟؟ وحياة ولادى اللى بين الحياة والموت دلوقتى لأدفعكم الثمن من دمكم يامروان من دمكم فاهم وأدعى ربنا مريم وسارة يقوموا بخير عشان أنتوا مش قد ناري لأن لو جرالهم حاجة أنا اللى هولع فى القصر دا بأيدى غووووورى من وشي ،، غووووووورى مش عاوزة أشوف وش حد منكم غووووورى

أقترب رجال الحراسة الخاصة بها يبعدوا عنها فذهب إلى الطبيب مكتبه فأخبره عن حالة “مريم” التى أصابت برصاصة فى رأسها ووضعها الخطر التى قد تفارق الحياة بأى لحظة ولن يستطيعوا تحريك الرصاصة من رأسها ولا اجراء جراحة غير الرصاصة التى أخترقت ذراعها وأخرجوها أما عن “سارة” فأصابت برصاصة فى صدرها تبعد عن القلب ببعض السنتيمترات لحسن حظها وقد تفوق خلال أيام أو ستدخل غيبوبة مثل أختها ..
خرج من مكتب الطبيب فى حالة ذهول لا نهاية لها يفكر فى شيء واحد فقط وهو من الفاعل ؟؟ من الذي تجرأ على أذيته وأذيت صديق عمره ولم يكتفي بل تجرأ على قتل بنات عمته بطريقة بشعة هكذا ….

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

خرجت “ليلى” من غرفتها بأستعجال بعد أن سمعت خبر أصاب ابنها بقلب أم دخله القلق والذعر مُتجهة إلى غرفة أبنتها الصغرى منادية عليها بذعر :-
– مليكة

نظر للزواية ووجدتها جالسة على سجادة الصلاة تصلى العشاء فظلت خلفها تقف وهى تفرك أصابها ببعضها حتى أنهت “مليكة” صلاتها وأستدارت لها وهى تسبح قليلًا بعض أتمام الصلاة ورأت الخوف والقلق فى ملامحها فسألت بفضول وهلع :-
– مالك يا مامى

– أتصلي بسرعة بعاصم شوفيلى أخوكى فى أنهى مستشفي تليفونه اتفقل
قالتها بترجي وهى تمسك بيد أبنتها فحدقت بها بذهول وقالت :-
– مروان فى المستشفي ،، ليه حصل أيه ؟؟

صاحت بها بذعر وقلق قائلة :-
– يابنتى لما أعرف وأفهم أفهمك أنجزى بقي

نزعت “مليكة” الأسدال وظلت ببنطلونها الجينز وتيشرتها الأبيض ذات اللون الأبيض وإلتقطت هاتفها تجري أتصال بـ “عاصم” وهو الآخر لم يجيبها أتصلت بالسائق الخاص به وأخبرها بأسم المستشفي فأخذت سترتها الكحلى التى تصل إلى ركبتها بكم ولفت حجابها الأبيض بسرعة ثم أتجهت للأسفل مع أمها ماسكة بيدها تساندها وقبل أن تركب السيارة رأيت سيارة “مروان” تقترب منها فأسرعت له مع والدتهما ورأته يترجل من سيارته سليم لم يصيبه شيء بينما أصاب “عاصم” بذراعه ،، سألته “ليلى” بذعر عليه وهى تتفحصه :-
– حصل أيه ؟؟ أنت بخير يابنى ؟؟

تركها ودلف إلى الداخل مُشتاط غضبًا فأخبرهما “عاصم” بما حدث مع “فريدة” وأطفالها فصعقت “ليلي” من سماع هذا الخبر وحاولت الذهاب لها لكن منعها الجميع ودلف “عاصم” خلفه وجده يقف أمام النافذة ينظر إلى الحديقة فتنحنح ينذره بدخوله فأجابه بجدية وجحود :-
– أسمع ياعاصم لو اللى أنا شاكك فيه صح وأن اللى شوفت كدة لا مريم ولا سارة والفلوس اللى أدفعت دى مقابل قتلى وقتل فريدة وبناتها يبقي القاتل اللى نفذ هيجي يأخد باقي المبلغ ،، أنا عاوزك الحراسة على القصر والجنينة بسرية فاهمنى ..

تنهد بهدوء ثم قال بوعى :-
– فاهمك ،، بس أنا عندى وجه نظر

أستدار له بفضول لما يدور برأسه وقال :-
– قول

– كدة اللى أحتمال يكون عملها ياما مروة ياما عمك فارس ،، حد من اللى أتنين اللى عملها أكيد مش صدفة أن يضرب عليك نار بالطريقة دى بنفس الوقت اللى أضرب نار على فريدة بالطريقة دى ويتصاب بناتها الأتنين دا معناه أنها مش رصاصة طايشة
قالها وهو يجلس على الكرسي إمام المكتب ،، ظل يهز كرسيه ويحركه يمين ويسار وهو يفكر بحديثه ثم هتف بجدية :-
– عاوزك تتأكد من أن أمى ومليكة ميروحش المستشفي ولا فريدة تشوفهم ،، فريدة دلوقتى معندهاش أغلى من بناتها وإحنا ممكن نكون بالنسبة لها أغراب وأغلى حاجة عندها بين الحياة والموت ونارها دلوقتى محدش هيقدر يواجه وتزود الحراسة على أمى ومليكة وريما هى أختى برضو ومش هسمح لحد يأذيها فاهم

أومأ له بإيجاب ثم قال بتحذير :-
– حاضر متقلقش من ناحية الحراسة بس عاوز ألفت نظرك لحاجة زين ابن عمك أعتقد هو ممكن يكون عون ليك هو بيحبك وطول عمره كتفك فى كتفه وكمان أنا ملاحظ أن فى من ناحية مشاعر لمليكة ودا أكبر دليل أنه عمره ما هيفكر يأذيك أنت أو أى حد لأن أنت عارف أختك أكتر من حد بتحب الصح ومبتكرهش غير الغلط وبتصلى وعارفة ربنا يعنى مش هتقبل بيه لو عمل حاجة فأستثنيه من العداوة دى

– سيب الموضوع دا لبعدين مش وقته خالص المهم عاوزك تراقب فارس ومروة كويس أووى من غير ما يحسوا فاهم
قالها بقسوة وغضب مكتوم بداخله ثم أستكمل حديثه قائلًا :-
– عاوز كمان تسأل على أفضل دكتور برا مصر عمل عمليات زى عملية مريم وتجيبه هنا وتدفعله اللى عاوزه المهم ينقذها من غير ما فريدة تعرف ولا تحس أن لينا دخل فى الموضوع ماشي

أومأ له بنعم ثم تركه وخرج من الغرفة ليفعل ما طلبه ،، ظل يفكر بما حدث بدقة وفى مُخيلته يتذكر صراخ “فريدة” وبكاءها وحديث الطبيب عن حالات أبنتها التى على وشك فقدهما …

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

– حضرتك بتشكى فى حد يامدام فريدة ؟؟
سألها ضابط الشرطة وهى تجلس بمكتبها فى الشركة فأجابته بلهجة باردة ولا مبالاة بينما تقلب بالأوراق المنثورة على سطح المكتب قائلة :-
– لا

خاطبها بلهجة أقوى وهو يرمقها بأغتياظ من برودها قائلًا :-
– حضرتك لازم تجاوبينى عشان أقدر أساعدك وأرجع حقك وحق بناتك وأعاقب الجانى

رفعت نظرها له تحدق به ببرود سافر لم يرى مثله من قبلها ثم وضعت يدها على بعضهم فوق المكتب وأردفت بلهجة مُستفزة قائلة :-
– ياحضرة الضابط أنا واحدة لسه راجعة مصر من أسبوع واحد ملحقتش أعمل أعداء وحياتى كلها برا مصر عاوزنى أتهم حد ظلم غير انى لسه متعرفتش على حد هنا عشان أتهمه

– أنا كدة مش هعرف أرجعلك حقك ولا أمسك المجرم
أجابها وهو يكز على أسنانه من أستفزازها فعاد بظهرها للخلف وهى ترمقه بتحدي قائلة :-
– والله دا شغلك أنت ياحضرة الضابط مش شغلى أنا ،، وعن أذنك بقي لأن عند شغل

وقف الضابط مُغتاظًا منها ورحل مع مساعده فسألت “سليم” ببرود سافر :-
– عملت أيه فى اللى طلبته ؟؟

أجابها بهدوء وقلب مُجروح مُشتاق للحبيبته :-
– رجالتنا فى الطريق بس ..

بترت حديثه بقسوة وهى تحدق بعيناه وتصاح به :-
– بس .. بس أيه ؟؟ لما تنفذ قولى

– أنا ضد اللى بتعمليه دا ،، لما نوصل لدليل واضح وصريح أن مروة اللى عملت كدة أنا اللى هنتقم قبلك بس من غير دليل بلاش أنتقام
قالها بقوة وصوت مرتفع ،، فأجابته بقلب أنشق لنصفين وحسرة :-
– روح المستشفي وبص على سارة وحالتها وبعدها شوف هتنتقم ولا لا أنا نارى أضعاف مضاعفة لنارك يا أستاذ سليم أنا أم ولدت وربت وكبرت وعيشت عشانها وهم بكل برود فى غمضة عين اخدوا منى الأثنين بسرعة البرق مسبوليش حتى واحدة أستقوى بيها

لم تشعر بأنهمار دموعها فأقترب منها خلف المكتب يربت على كتفها بلطف يؤاسي قلبها الحزين كالطير الجريح يريد الطير ولا يستطيع فكلا جناحيه مجروحين ثم قال بهدوء :-
– فى دكتور وصل من لندن النهاردة عشان مريم

وضع يدها اليمنى على سطح المكتب ودموعها تذرف من عيناها دون توقف وقالت بيأس :-
– مريم ،، تفتكر فى أمل أن مريم ترجع

– خلى إيمانك بربنا كبير يامدام فريدة
قالها وهى يجثو على ركبتيه ويجفف دموعها ،، وقفت من مكانها وأخذت حقيبتها وهاتفها ورحلت مُتجهة إلى المستشفي فدلفت إلى الغرفة ووجدت طفلتيها على فراش المرض لا حول ولا قوة بهم ،، نظرت لـ “سارة” وهى نائمة كـ ملاكها الصغير والتنفس الصناعى على أنفها وشعرها البرتقالى مفرود بجوارها وعليها غطاء أبيض اللون فأقتربت منها تمسك يدها الصغير بين كفيه ثم أنحنت واضعة قبلة بقلب كفها الصغير وبدأت دموعها تنهمر شيئًا فشيء ثم أستدارت تنظر على “مريم” التى تحتاج لمعجزة لكى تعود للحياة مُجددًا تعلم بأنها ميتة لكنها على قيد الحياة بسبب هذه الأجهزة لكنها تأمل وتثق بربها أكثر من الطب كانت تتأمل طفلتها وحول رأسها شاش طبي وعلى أنفها التنفس الصناعى بأصابعها الصغيرة أجهزة طبية وهكذا على صدرها لم يتخلى من الأجهزة فنادتها بضعف وصوت مبحوح :-
– مريم .. مامى جت

– مامى
أتاه صوت مبحوح ضعيف يناديها مُستنجدًا بها ،، جففت دموعها بسرعة البرق ونظرت إلى “مريم” بأمل فنادها الصوت مرة أخرى فأستدارت ووجدت “سارة” تناديها وفتحت عيناها ببطيء شديد فنادى على أحد حراسها ليحضر الطبيب من أجل طفلتها بينما هى وقفت بجوارها تمسك يدها وتمسح على رأسها بحنان مُحدثها :-
– سارة ،، أنا هنا ياحبيبة وقلب مامى أنا جنبك ..

ولج الطبيب بسرعة البرق يفحصها ثم أمر الممرضين بأن يأخذوها إلى غرفة آخرى سريعًا قبل أن ترى أختها المصابة بجوارها وتسيء من حالتها فذهبت “فريدة” خلفها تاركة “مريم” لحالها بين يد خالقها وحيدة …

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

فى ڤيــــــلا فـارس أبو الغيط

دلف “زين” مُشتاطًا غضبًا إلى الصالون وهو يمسك بيده جرنال ثم قذفه بوجه والده وهو يصرخ به قائلًا :-
– أنت اللى عملتها صح ؟؟ قتلت ولاد أختك وأبن أخوك صح ،، عملت كدة ليه هانت عليك أختك العيال دول مش لحمك ودمك أزاى تعمل كدة فيهم أنت معندكش قلب ولا رحمة

وضع “فارس” قدم على الآخر بغرور ثم قال :-
– أنت جايلى ليه ؟؟ أنتوا مش أعتبرته مروان الكبير بتاعتك واللى يقوله يبقي الصح ومحدش يراجعه فيه جايلى ليه دلوقتى

أقترب نحوه بغضب سافر وقال ببرود :-
– الكبير كبير المقام مش بالقتل ويقتل مين لحمه ودمه أنت ناقص تأكل لحمنا ناي والله أنا ميشرفنيش أن أكون ابنك ولا أشيل أسمك

وقف “فارس” بأغتياظ وصفعه على وجهه بقوة فرمقه بحدة وغضب مكتوم وصعد إلى الأعلى مُتجهًا إلى غرفته يجمع ملابسه وأغراضه فى حقيبته ليرحل من هذا البيت …
كانت “نيڤين” تستمع لشجارهم والصراخ من غرفتها فتبسمت بسخرية وأغلقت باب غرفتها مُجددًا لتكمل ما تفعله ..
أقتربت “صفاء” منه بهدوء وسألته بشك :-
– أنت اللى عملت كدة ؟؟ رد عليا أنت اللى عملت كدة

– معملتش حاجة أنا هقتل أختى وبناتها وابن أخويا أنتوا أتجننتوا فمخك
قالها بغضب وأتجه إلى غرفة مكتبه شارد بحديثهم مُحدثًا نفسه :-
– مين اللى عملها ؟؟ مش ممكن تكون مروة ؟؟ مروة جبانة أخرها تخطف مش تقتل والأتنين مرة واحدة .. مين عملها ؟؟ مين له مصلحة من موت فريدة ومروان فلحظة واحدة ؟؟ مييين ….

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
فى قصـــــر إبــراهيــم أبو الغيــط

دقت باب الغرفة برفق ثم دلفت بينما تقول :-
– ممكن أدخل يا ريما

أستدارت “ريما” لها وهى تجلس أمام المرأة وقالت :-
– أدخلى يا مليكة ،، خير فى حاجة ؟؟

– أيه دا فى واحدة تقول لأختها الصغيرة كدة ؟؟ جاية أرخم عليكى ياست ريما أختى الكبيرة وبدلع عليها
قالتها حين أقتربت منها تشاكسها ،، رفعت “ريما” حاجبها الأيسر بأستغراب وقالت بأشمىزاز :-
– مليكة هو أنتى مبتتعبيش من وش الملايكة اللى رسماه دا طول اليوم ،، حبيبتى فتحى عينك شوية إحنا بقينا نأكل فبعض ،، عندك عمتك فريدة شوفي حصلها أيه هى وبناتها

حدقت بها بذهول من حديثها وقالت بثقة :-
– دا مش وش ملايكة رسماه ،، وربنا يغنينى عن الشر دا وهو قادر يحمينى مادام مبأذيش حد

ضحكت ساخرة عليها وقالت بتهكم :-
– وهى فريدة كانت أذيت مين بقي دا مكملتش غير أسبوعين فى مصر ومن رابع يوم حصل اللى حصل

رمقتها “مليكة” بهدوء ثم خرجت تاركها مذهولة من كرههم لبعض رغم كونهم عائلة واحدة ..
أخذت “ريما” حقيبتها ثم خرجت من الغرفة ….

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
فى المـستـــشـفــي ..

دلف الغرفة يلهث من كثرة الركض بعد أن علم بخبر عودة حبيبته لوعيها .. رأها نائمة على الفراش تنظر على والدتها وهى تباشر عملها فى بعض الأوراق فقال بسعادة :-
– سارة

أدارت رأسها له بشوق فأقترب منها بحب واضعًا قبلة فى قلب كفيها فوقفت “فريدة” مُبتسمة عليهما أبتسامة حزينة ثم خرجت من الغرفة ذاهبة إلى غرفة “مريم” وقبل أن تدخل جاءها أحد رجالها وأخبرها بشيء فى أذنها فتبسمت بمكر وقالت :-
– عندك يعنى ؟؟

أومأ رأسه لها بنعم فتنهدت بأرتياح وقالت :-
– خليها زى الكلبة لحد ما يبانلها صاحب ومتعملش حاجة غير لما أتصل بيك أنا شخصيًا ولو سليم كلمك متنفذش كلامه فاهم

أشار إليها بنعم ثم رحل ودلفت إلى غرفة طفلتها وصدمت حين رأت ……

يتــــــــبــع ………….

error: