رواية دُمية على مسرح الحياة / نورا عبدالعزيز

•• الفصـــــل الخــامس عشــــر ( 15 ) بعنـــوان “عنــــاق الوداع “••

دلف إلى شقته مُنهكًا ووقف بالمنتصف ينظر بكل زواية بالشقة وصورتها أمامه بكل مكان وصوت ضحكاتها يمليء الشقة وتناديه فاق من شروده حين دق جرس باب الشقة ، أستدار مُغتاظًا مُعتقدًا بأنه ” عاصم” لكنه صدم حين رأها هى تقف أمامه وتحدق به فلم تستطيع فعل شيء سوء التحديق به ،، رمقها بصمت وكيف تغيرت فجأة ملابسها وطريقتها وشعرها كل شيء بها وكأنها نضجت وكبرت أعوام وترك باب الشقة مفتوحًا مُستديرًا للداخل ،، أغلقت قبضتها بهدوء مُتوترة ثم دلفت خلفه بهدوء ..

سألها بنبرة جاحدة وباردة قائلاً :-
– أيه اللى جابك ؟؟

تنحنحت بأحراج وأسف ثم قالت :-
– مروان أنا أسفة

أستدار بها بغيظ مُشتاطًا غضبًا منها بعد أن جرحته ونصرت والدتها عليها فى حين أنه مسكها من يدها بقوة ضاغطًا عليها هاتفًا :-
– أسفة على أيه ؟؟ على أنى أتمسكت بيكى وانتِ بيعتينى ،، ولا على أنك نصرتى الست هانم والدتك عليا ،، ولا على أنك دوستى على قلبي بكل بجاحة وبرود ،، ولا أسفة على أنك محبتنيش وطلع كل حاجة مجرد كلام وبس

كان تستمع لحديثه وهى تتألم من يدها المجروحة وهو يضغط عليها أكثر وأكثر أثناء حديثه فدمعت عيناها بينما تصدر أنين الوجع وتحاول أفلات يدها منه فنظر إلى يدها ليجدها مجروحة وبها الكثير من الكمادات ،، تحولت حالته تمامًا من الغضب والعتاب إلى القلق والهلع عليها من الأذي أخذها من يدها وجعلها تجلس تنتظره ثم دلف إلى الداخل وعاد إليها ويظهر على تصرفاته القوة والغضب معًا ..
كانت جالسة على الأريكة أمامه صامتة وساكنة بدون حركة أو أن تتفوه بكلمة واحدة فحين أنه غاضب مُشتاط أنفعالاً من تصرفاتها وأذيتها لنفسها هكذا ، ترمقه بعيناها الباكية وهو جالسًا على الأرض أمامها ويفتح عبوة الأسعاف الأولية بعنف فأنكسرت بيده من شدة قوته عليها وأخرج المرهم ووضعه على يدها فأردفت بصوت مبحوح يكاد يسمعه قائلة :-
– براحة عشان بتوجعنى

أغمض عيناه بضيق فهى تثير غضبه أكثر بفعلتها والآن تحذره لأنها تتألم فألمها تزيد من ألمه وكأنه هو المريض المتأذي وليس هى وأستمع لحديثها مُلبي طلبها ففعلها برفق ثم لف يدها بالشاش الطبي الأبيض، وقف دون أن يعريها أى أهتمام وقال :-
– أتفضلى روحى ومتجيش هنا تانى

أستدار هو ليولج إلى الداخل فمسكته من معصمه تُديره لها فتقابلت عيناهما فى نظرة صامتة ورمقته بإنكسار وضعف بينما عيناها تلمع ببريق دموعها اللؤلؤية الحارة وأردفت بلهجة واهنة هاتفة :-
– مروان ممكن تأخدنى فحضنك

لم يجيب عليها ولم يلبي طلبها بل نظر للجهة الآخر مُتجاهل طلبها فهو يحارب قدر الأمكان قلبه وشوقه لها ولم يخضع لها،، أقتربت خطوة منه أكثر ومازالت مُتشبثة بيده مُستكملة حديثها :-
– لآخر مرة وحياتى ..

ظل كما هو باردًا لم يتحرك له جفن عين لها أو لحديثها ، دموعها لم تأثر به ، خاب ظنها به وزاد من أوجاعها مما جعلها تركت يده شيئًا فشيء وأحنت رأسها مُستديرة للخلف لكى ترحل لكنه لم يستطيع المقاومة أكثر فجذبها من ذراعها وألتفت له من شدة جذبته وأرتطمت بجسده الدافيء ،، طوقها بكلتا ذراعيه بقوة فشعرت بأن جسدها يكاد يخترق صدره؛ تشبثت به بضعف تستمد منه قوتها لما هى مُقبلة عليها والحرب التى على وشك البدء ،، كان يشُم عبيرها لأخر مرة ويستمع لصوت أنفاسها بين ذراعيه فسمعها تقول بصوت مبحوح :-
– مروان أنا عايزك تعرف حاجة واحدة بس أنى بحبك وهفضل أحبك لأخر نفس فيا واللى وجعنى ووجعك هأخد حقنا منه لأخر ذرة وحياة كل دمعة نزلت منى وكل دمعة محبوسة جواك لأخد حقنا ولو على موتى

دفعها بعيدًا عنه لتتقابل عيناهما بصدمة من حديثها وماذا تنوى تلك الطفلة أن تفعل ،، خوفه عليها يكاد يفقده عقله فسألها بقلق ملحوظ :-
– قصدك أيه ؟ أنتِ ناوية على أيه يا مريم ؟؟

مسك يده بين كفيها بحنان ودفء وحدقت به بقوة قائلة :-
– بكرة تفهم أن مريم عمرها ما كانت طفلة والطفلة اللى جواها مطلعتش غير معاك وأن فريدة عارفة دا ومتأكدة منه ،، بكرة تعرف ليه فريدة لما قررت ترجع قررت ترجع بمريم مش بسارة .. أنا عاوزك تتأكد أن مهما حصل أنا هفضل فى صفك أنت ولازم تعرف أنى لسه مراتك والطلاق دا تحديد سلاح يعنى باطل

– مريم أنا مش عاوزك تأذي نفسك ولا تخلى الأنتقام يعمى عيناكى زى فريدة

– متخافش عليا ،، أنت لسه متعرفش مريم أيه وتقدر تعمل أيه
قالتها بنبرة هادئة ثم وضعت قبلة على وجنته وأخذت حقيبتها ورحلت إلى الخارج هاربة من تساؤلات الكثيرة بعد أن تركت له لحظة وداع غامضة ومُحيرة …

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*

فى قصــــر إبــراهيـــم أبـو الغيــط

دلفت “مريم” إلى القصر فى المساء صامتة ولم تلقي السلام على “مروة” وأبنتها وهكذا “سارة” مُتجهة إلى الأعلى فركضت “سارة” خلفها لتطمئن عليها ، أوقفتها أمام الدرج فقالت :-
– مريم أنتِ كويسة ؟؟ أنتِ روحتى لمامى ليه ؟؟ من ساعة ما رجعت وهى قافلة على نفسها الأوضة وكانت متعصبة جداً

– سيبها على راحتها يا سارة ،،أنا راجعة تعبانة ومحتاجة أنام

– مش تسلمي يامدام مريم ولا بقيتى مدام وبرضو متعرفيش الذوق
قالتها “مروة” وهى تتحدث بطريقة مُستفزة فأجابتها بغرور :-
– ومش ناوية أتعلمه ،، اه وياريت تفهمى بنتك العقربة دى أنى سايبها تنكش ورايا بمزاجى وبصراحة زهقت وخافي عليها لما أزهق

صعدت إلى الأعلى فحدقت “ريما” بوالدتها وقالت :-
– البت دى مش سهلة ،، دى كأنها فريدة التانية

أبتسمت “مروة” بخبث شديد وقالت هامسة :-
– متخافيش أكيد ليها آخر …

••••••••••••••••••••

دلفت إلى غرفتها وقبل أن تغلق الباب وجدت “فريدة” أمامها فقالت ببرود :-
– نعم ،، فى حاجة ؟؟

دلفت “فريدة” إلى الغرفة وقالت بأغتياظ :-
– أيه الكلام اللى قولتيه قدام سليم دا

– أنا راجعة تعبانة ومحتاجة أنام وأعتقد أنتى محتاجة وقتك دا تفكري فيه أزاى ترجعيلى فلوسى اللى سرقتيها ولا ناويتى تدخلى السجن
قالتها بأستفزاز وهى تجلس على الفراش بتعب ،، أردفت بضيق :-
– ماشي ،، بكرة تندمى يا مريم

– أنا مبندمش ولا أعرف أندم على ناس متستاهلش

أستدارت “فريدة” بغيظ وخرجت من الغرفة …

•••••••••••••••••••••••

فـى غـــرفـة مليــكة

كانت تدرس الأوراق بتذمر من بعض النقاط الغير واضح فرن هاتفها برقم مجهول فأجابت عليه بعدم أهتمام وحين سمعت صوتها صدمت من مكانها ووقفت عن مقتدها قائلة :-
– نيڤين .. أنتِ بتكلمنى منين ؟؟

– مليكة أنا عاوزة أقابلك بس من غير ما تقولى لحد ولا حتى زين

– حاضر بس أنتِ فين ؟؟ زين قلقان جدًا عليكى

– هبعتلك العنوان فـ مسدج وهستناكى بكرة

أغلقت معاها الخط وأرسلت لها العنوان ،، جلست بهدوء تفكر أتخبره أم لا ؟؟ وبعد حيرة كبيرة قررت بأن لا تخبره حتى تقابلها وتعلم لما ذهبت ؟؟ ولماذا تختبئ ؟؟ …

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*

فى اليــوم التــالى
بڤيــــــلا فـــارس أبـو غيــط

صعدت الخادمة إلى غرفتها ودقت الباب حتى أذنت لها “صفاء” بالداخل بينما هى جالسة أمام المرأة تصفف شعرها وولجت لها تقول :-
– أستاذ مروان تحت وعاوز يقابل حضرتك

أستدارت لها بصدمة مُرتبكة من حضورها لأول مرة لمنزلها ويطلب لقاءها فسألتها بتوتر وقلق :-
– هو مقالكيش عاوزنى فأية

أشارت إليها بلا فعادت تسألها مُجددًا :-
– طب شكله عامل أزاى ؟؟ متعصب هادى منفعل بارد

– طبيعى

تنهدت بأرتياح قليلاً ثم قالت :-
– طيب روحى أنتِ وقدميله العصير وأنا هغير هدومى وأنزله

أومأت لها بنعم وذهبت فهتفت مُحدثة نفسها قائلة :-
– أستر يارب

غيرت ملابسها ونزلت له ووجدته جالسًا بالصالون واضعًا قدم على الآخر وأمامه على الطاولة كأس العصير وبعض الكيك لم تناول منهما شيء صافحته ببسمة مُزيفة وقالت :-
– أزيك يا مروان ؟؟ نورت بيت عمك

– أنا بخير جدًا زى ما أنتِ شايفة المهم أنتِ تكونى بخير
قالها ببرود حادة يثير قلقها ويزيد من ربكتها فقالت بتوتر :-
– بخير بخير …

أبتسم لها بخُبث وتحدث بأستفزاز :-
– عشان مضيعش وقتك الثمين أنا عارف أن وراكي مُخططات كثيرة وأزاى تخلصي من مروان كأنك هتورثينى مثلاً …..

بتر حديثه بأرتباك وتلعثم سافر قائلة :-
– أيه اللى بتقوله دا يا مروان .. أنا …

صاح بوجهها صارخًا لتنتفض من مكانها :-
– البوقين دول مش عليا .. أنا عارف أنتى بتعملى أيه ومعايا اللى يوديكى وراء الشمس ويدخلك السجن ومتشوفيش نور الشمس مرة تانية … أنا جايبلك أغنية لسه جديدة طازة على الفلاشة دى هتعجبك أسمعيها وهستن تليفونك يا مرات عمى … سلام

ترك لها الفلاشة ورحل بغرور بعد أن أثار غضبها وخوفها معًا ….
أخذت الفلاشة وتذكرت حديث أبنتها وأنها أعطت الفلاشة له ودليل على تخطيطها للحادث فأزدردت لعابها بخوف وهى تغلق قبضتها على الفلاشة بقوة ….

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*

كانت تقف بشرفة غرفتها وتحمل بيدها كوب من النسكافية تستمع بنسمات الهواء الباردة التى تنذر بقدوم فصل الشتاء وشاردة بما حدث

– خير يا دكتور ؟ فى حاجة خطيرة
سألته بحيرة وهو ينظر بورقة تحليل الدم فأجابها ببسمة :-
– خير متقلقيش ،، مبروك حضرتك حامل بس لسه مكملتيش شهر

أتسعت عيناها بذهول على مصراعيها فى حالة صدمة حائرة بين الفرحة والحزن إيهما يجب أن تفعل ،، حركت يدها ببطىء شديد ووضعت على بطنها بحنان …

أغمضت عيناها بتعب وهى تنظر على الحديقة أمامها ثم حركت يدها على بطنها بحنان ،، بداخلها صراع قلبها يرفرف من السعادة وهى تحمل جزء منه بأحشاءها ولم يكمل نموه وشيء آخر بداخلها يبكى من الوجع وكأن هذه الروح جاءت لها لكى تعذبها أكثر على الفراق وتزيد من أوجاعها …
وضعت كوب النسكافية على الطاولة بالشرفة وأخرجت هاتفها من الحقيبة وأجرت أتصال بأمريكا مجددًا :-
– hello .. I’m fine .. I want a new home in isolation … Yes .. Very nice
( أنا بخير ،، عايزة منزل فى عزلة .. رائع جدًا )

أغلقت الخط معه ودلفت إلى المرحاض تأخذ حمامها وتستحم ثم غيرت ملابسها وذهبت إلى عيادة فى منطقة شعبية وكانت خائفة نوعًا ما وصعدت مُرتجفة الدرج وقالت مُحدثة الممرضة :-
– كنت عاوزة أكشف

– ١٠٠ ج وأنتِ رقم ٤٧
قالتها بطريقة مُستفزة وهى تتفحصها من الأعلى للأسفل ،، أخرجت من حقيبتها مبلغ ٤٠٠ج وقالت :-
– كشف مستعجل لو سمحتى

أخذت المبلغ وقالت :-
– أقعدى هدخلك بعد اللى جوا

جلست تنظر على جميع السيدات وتتشبث بحقيبتها وشردت بخوف تفكر بقرارها المُخيف وماذا سيفعل “مروان” حين يعلم بأنها قتلت طفلهما .. دلفت حين أخبرتها الممرضة وقبل أن يتفوه الطبيب بشيء فقالت بجدية :-
– أنا عايزة أنزله …….

*.*.*.*.*.*.*.*.*

ذهبت “مليكة” إلى عنوان الكافي فى المعادى فوجدتها جالسة هناك تنتظرها ،، ذهبت نحوها فصافحتها قائلة :-
– أزيك يا مليكة ؟؟ أقعدى

جلست “مليكة” بهدوء وقالت :-
– كنتِ فين ؟؟ وسيبتى البيت ليه ؟؟

أجابتها ببرود قائلة :-
– خناقات كدة مع مامى ،، أنا عاوزة منك خدمة

– أتفضلى

– عاوزة فلوس بس متقوليش لزين أنك قابلتينى ولا تعرفي مكانى وطلب كمان أنا هقولك مكان الفيزا وباسبور بتاعى فين فى أوضتى ممكن تجبلهملى

– وأنا هدخل أوضتك أزاى ،، أنا ممكن اقول لزين وهو يجيبهم

صاحت بسرعة مُعترضة علي حديثها قائلة :-
– لا .. أعملى نفسك راحة تزورى زين أو عمك ،، أتصرفى المهم متقوليش لزين

أومأت لها بنعم وكادت أن تتحدث فجاءت لها “فريال” وقالت :-
– مش كفاية كدة ،، أنا همشي

وقفت من مكانها لكى ترحل وقالت :-
– ماشي هستنى منك تليفون يا مليكة متتأخريش عليا

– حاضر
تركتها ورحلت فذهبت هى الآخر وهى تفكر كيف ستدخل لغرفة “نيڤين” وهل هذه تُعد سرقة أم لا ….

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*

كانت نائمة على فراشها بوجه شاحب صامتة وعيناها تحمل حزن كبير ودموع سجينة بجفنيها تأبي النزول وبجوارها “سارة” لا تعرف ماذا يحدث بأختها ولما هى مريضة ولم تستطيع الوقوف على قدمها أكل ذلك بسبب والدتها وأنتقامها ؟؟ أم أن فريدة لم تنتبه لمرض أبنتها وذبولها ؟؟
– طب أحكيلى مالك يا مريم ؟؟

– تعبانة يا سارة شوية ؟؟
قالتها وهى تغمض عيناها بصمت وأستسلام لوجعها فى تلك اللحظة المؤلمة بعد فقدت كل شيء
– عشان خاطر مروان

دلفت “فريدة” عليها بغيظ ومُنفعلة وألقت بوجهها شيك قائلة :-
– شيك بـ ٣٠ مليون ج اهو

أعتدلت فى جلستها تخفي ألمها ومرضها عن والدتها فقالت :-
– أنا ورثي ٥٠ مليون ج مش ٣٠

صاحت بها مُنفعلة ونبرة صوت مُرتفعة تقول :-
– معيش سيولة دلوقتى أكتر من كدة بجنية واحد

– ميخصنيش بكرة الصبح المحامى هيكون فى القسم بيقدم بلاغ عن سرقة ورثي
قالتها بحدة وهى تعود بظهرها للخلف فصمتت “فريدة” بعد تحول وجهها إلى الأحمرار من شدة الغضب والأنفعال وأستدارت للخارج دون أن تتفوه بكلمة واحدة ،، أردفت “سارة” بهدوء وحزينة :-
– مريم أنتِ بتعاملى مامى كدة ليه ؟؟ وبلاغ أيه ؟؟

أجابتها بجدية وهى تدخل أسفل الغطاء لكى تنام :-
– متدخليش يا سارة فى الموضوع وياريت تروحى أوضتك أنا بقيت كويسة

ذهبت “سارة” إلى غرفتها حزينة على حالة عائلتها الصغيرة التى تبدل حالهم بعد أن عادوا إلى مصر قبلها كانت حياتهما مليئة بالحيوية والمرح والسعادة …

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*

خرجت “ليلى” من غرفتها ليلاً ونزلت إلى الأسفل وصدمت حين رأت “مريم” تحمل حقيبتها وترحل أستوقفتها :-
– مريم .. أنتِ رايحة فين ؟؟

أستدارت لها بصدمة فكانت تعتقد بأن الجميت نائمون فقالت :-
– أنا ماشية ؟؟

– بس ..

– طنط لو حضرتك بتحبينى سيبنى أمشي وأوعدك أنى هكلم مليكة وأقولك أنا فين وأطمنك عليا بس حاليًا خلينى أمشي قبل ما فريدة تصحى

أتسعت عيناها بذهول وقالت بأستغراب :-
– فريدة ؟!

صمتت بحزن فسألتها بقلق :-
– طب أستنى هجبلك فلوس

– معايا أخذت ورثي كله من فريدة أنا هروح أكمل جامعتى فى أمريكا وهبقي على تواصل مع حضرتك ومع مليكة بشرط متقوليش لحد خالص أنك تعرفي مكانى
أجابتها بهدوء وتحذرها من الحديث عنها مع الأخرين ،، صمتت “ليلى” بهدوء وفكرت بحديثها وان تعرف مكانها افضل من أن تهرب ولا تعلم أين هى ويتألم ابنها العاشق فأومأت له بنعم ثم أقتربت منها وعانقتها عناق الوادع بحنان وضعف فأربتت “ليلى” على ظهرها تطمئنها وتقول :-
– خلى بالك من نفسك يا مريم

– حاضر

ابتعدت عنها وهى تمسح على رأسها وتضع خصلات شعرها خلف أذنها وهمهمت :-
– وتكلمينى كل يوم تطمنينى عليكى عشان مقلقش

أربتت على يدها وقالت بقلق :-
– أكيد أمال هطمن على مروان أزاى ؟؟ خلى بالك منه ياطنط مروان جواه نفس وجعى بس هو مش هيعرف يهرب زى ما أنا هربت

أومأت لها بنعم ثم ابتسمت لها ببراءة وذهبت هاربة من الواقع الأليم إلى عالم آخر تسكنه وحدها خالى من الأنتقام والأوجاع …..

يتــــــــبــع ………….

error: