رواية دُمية على مسرح الحياة / نورا عبدالعزيز

•• الفصـــــل الخـــامــس ( 5 ) بعنـــوان ” أمـل الحيـــــــاة” ••

دلفت إلى غرفة طفلتها وأغلقت الباب برفق ثم أستدارت لتتحرك فصدمت حين رأت “مروان” يقف أمام الفراش ناظر على ملامح وجهها التى لم تظهر بوضوح بعد ما حدث والأجهزة فأسرعت نحوه بغيظ وقالت بصراخ :-
– أنت دخلت هنا أزاى ؟؟ وبتعمل أيه ؟؟

أستدار لها وهو يضع يديه فى جيبه بغرور وقال :-
– بطمن على بنت عمتى مش دا الواجب ولا أيه ياعمتى ؟؟

عقدت ذراعيها أمام صدرها بسخرية ورمقته بنظرة من الأسفل للأعلى ثم قالت بتهكم :-
– تصدق أنى نسيت ،، كويس أنك فكرتنى أنها بنت عمتك وكويس برضو أنك فكرتنى أن اللى عمل فيها كدة ووصلها للحالة دى هم أهلها لحمها ودمها .. أطلع برا يا مروان بنتى مش محتاجة أنك تتطمن عليها واللى محتاج أنك تطمن عليه وتؤاسي هناك فى القصر مش هنا

أقترب نحوها بخطوات ثابتة وحدقت بعيناها بغضب مكتوم على عكس عيناه التى تشبه الصقر يفترس فريسته وقال :-
– ريما عندك مش كدة ؟؟ أنا بس حابب أطمن أن أختى فى حضن عمتها مش عند حد غريب

رفعت رأسها له بغرور وقالت بتحدي ولهجة قوية :-
– عندى أصل أنا ست صريحة ومبلعبش تحت الترابيزة ،، وتطلع من هنا على القصر تبعتلى ست مروة لحد عندى هكون مستنيها هنا دا لو عاوزة تشوف بنتها تانى ،، مع السلامة

تركها وخرج بأغتياظ وأقتضاب فنظرت نحو “مريم” وحدثتها بثقة :-
– هجبلك حقك يامريم وحياتك عندى لأجبهولك من دمهم

أقتربت منها تربت على يدها بحنان ثم وضعت قبلة على جبينها بينما دموعها تنهمر بضعف ولم تعد تستطيع التحمل أكثر فالألم تنهش بقلبها وضلوعها تحترق من ألم الفراق والأشتياق لأبنتها ….

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

فى قصــــر “إبـــراهيــم أبـو الغيــط ”

كانت “مليكة” تجلس على الأريكة وتربت على كتفها بحنان وحزن وهى تبكي بحسرة وتتحدث بصراخ :-
– أنا عاوزة بنتى ماليش دعوة ،، هاتولى بنتى … أنتى فين يا ريما …

تحدثت “مليكة” بأستياء وقلق على أختها الكبري :-
– أهدى ياطنط مروان وعاصم بيدوروا عليها فى كل مكان وأن شاء الله هيلاقوها

دلف “زين” إلى القصر مُتجهًا نحو الصالون فسمع حديث “مروة” لـحبيبته الصغيرة القاسي تقول :-
– قومى من جنبي يابنت ليلي قاعدة تشمتى فيا طبعا .. ماهو دا اللى نفسك فيه أنتى وأمك من زمان

أجابتها بحزن بينما تجمعت دموعها فى عيناها تتلألأ قائلة :-
– أنا ياطنط هشمت فيكى وعلى أيه على غياب أختى ،، ياطنط ريما أختى وربنا يعلم أنا بحبها وبعزها قد أيه ،، ربنا يسامحك ويرجعهالك

تركتها وذهبت للأمام ناظرة فى الأرض وتركت العنان لدموعها لكى تلوث وجنتيها فأصطدمت بجسده أمامه ،، قالت بحزن دون أن ترفع نظرها له :-
– أنا أسفة ….

كادت أن تذهب فرأته يحرك يده ببطيء شديد ليضعها أسفل رأسها مداعبًا ذقنها لكى يرفع نظرها له فتقابلت عيناهما ليري دموعها المنهمرة التى تقتل قلبه وتؤلمه بسبب خروجهما من عيناها فجفف دموعها بسبابته فهتفت بتلعثم مُرتبكة من نظرته وقربهما هكذا :-
– عن أذنك

فرت هاربة من أمامه إلى الأعلى تستكمل بكاءها ،، نظر نحو “مروة” بأغتياظ مُشتاطًا غضبًا منها لأنها جرحت حبيبته بحديثها القاسي وقبل أن يتحدث معاها دلف “مروان” ولم يقل غضبه كالعاصفة التى تهب على القصر برياح شديدة مُتجهًا إليها فوقفت بلهفة وأسرعت نحوه تسأله :-
– مروان .. لاقيت ريما ؟؟ بنتى فين يامروان ؟؟

حدق بها بغل وحقد يقتله من تصرفاتها وسألها بغيظ :-
– أنتى اللى ضربتى نار على فريدة ؟؟

صمتت ولم تجيب عليه بكلمة واحدة فصرخ بوجهها بصوت مرتفع ولهجة قوية :-
– ردى عليا ليكى يد فاللى حصل لبنات عمتى ،، أنتى السبب ولا لا أنا مش هقولك اللى حصلى لكن ليكى يد فى اللى حصل فـ مريم وسارة

أجابته بتردد ولهجة متقطعة مُتحاشية عيناها اللقاء بعيناه قائلة :-
– أيه اللى بتقوله دا يا مروان لا طبعا مستحيل أعمل كدة ،، هو كل حاجة تحصل يبقي مروة السبب

أبتسم لها بسخرية من لهجتها المُرتبكة وتوترها الملحوظ وقال بتهكم :-
– يبقي ليكى يد يامروة .. بنتك عند فريدة وهى مستنياكى فى المستشفي روحلها ،، وأى حاجة هتعملها فيكى مش هلومها ولا هعاتبها عشان أنتى تستاهلى اللى يحصل فيكى عارفة ليه .. عشان هى أم بناتها الأتنين فغمضة عين بقوا بين الحياة والموت مع أن يا شيخة فى المقابل هى معملتش حاجة عشان تأخد العقاب دا … روحيلها يامروة

نظرت لها بصدمة من حديثه وتركته مُسرعة إلى الخارج ،، زفر بضيق من تصرفاتها التى تكاد تُصيبه بالجنون ونظر إلى “عاصم” فأشار إليه بنعم وأرسل حارس خاص خلفها لكي يحميها ويعثر على أبنتها فرغم كل شيء هما أسرته وعائلته فكيف يتركهم فى موقف كهذا …

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

فى ڤيـــــــلا ” فــارس أبـو الغيــط ”

كانت الموسيقي والأغاني الأجنبية تعم الغرفة بأكملها بصوت مُرتفع يحدث ضجة و”نيڤين” تجلس على الأريكة أمام الطاولة المستديرة كالقرص وتلف سيجارة من الحشيش بعقل غائب عن الوعي وزجاجات الخمر على الطاولة فسكبت بعض الخمر فى كأسها وحملته بين أناملها وأشعلت سيجارتها ووقفت من مكانها تتحرك بخطوات بطيئة نحو الشرفة تنفث بعض الدخان من فمها وبعدها رشفة من الكأس شارد بشيء أخري يشغل بالها وعقلها ،، أخرجت هاتفها من جيبها بينما تتجه نحو المكتب وجلست على المقعد الخاص به واضعة الكأس على سطح المكتب وفتحت الدرج تخرج منه شريحة هاتف ووضعتها فى هاتفها وكتبت رسالة ثم أرسلتها إلى رقم معين ثم أخرجت الشريحة مُجددًا من الهاتف وتركته ثم عادت بظهرها مُتكية على المقعد ترتشف سيجارتها وتبعث بدخانها ……..

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

فى المـسـتـشـفـى

فتحت باب الغرفة بسرعة البرق وولجت إلى الداخل فوجدتها تجلس على الكرسي الموجود بجوار الأريكة تبعث بهاتفها ..

صاحت بها بأغتياظ مُتجهة نحوها هاتفة :-
– بنتى فين يافريدة ؟؟

رفعت نظرها لها بهدوء وقالت :-
– أنتى شرفتى ،، طب مش تلمسي على مريم

قالتها وهى تقف من مكانها تتجه نحوها ثم وضعت يدها خلف رأس “مروة” بأحكام ضاغطة عليها بقسوة لتجعلها تثنى ظهرها للأمام قليلًا وأستكملت حديثها :-
– شايفة مريم يا مروة ؟؟ شايفة عملتى فيها أيه ؟؟ نفرض بنتك مكانها بقي لا ونفرض ليه ماهى زمانها حصلتها

أبعدت يدها عنها بقوة وهى تصرخ بها :-
– معملتهاش ،، مقتلتش بنتك صدقنى معملتهاش

صدمت بصفعة قوية على وجهها من “فريدة” صفعة تحمل أطنان من ألمها التى تخفيها بين ضلوعها ،، وقالت :-
– عملتيها ،، زى ما عملتيها زمان فاكرة

تركتها وجلست على المقعد مرة أخرى فذهبت خلفها تقول بترجي :-
– بنتى فين يافريدة ؟؟ ريما فين ؟؟

وضعت قدم على الآخرى بعد أن نزعت حذاءها ذات الكعب العالى وقالت بكبرياء :-
– بوسي يامروة .. لو عاوزة تشوفي بنتك تانى بوسي

حدقت بها بأغتياظ وأشمئزاز بينما لا تتفوه بكلمة واحدة فأكملت حديثها تقول :-
– بتفكرى تبوسي ولا لا ،، مع أن يا شيخة لو قولتلى بوسي وأرجعلك مريم تضحك تانى وتسمعي صوتها هبوس من غير ما أفكر كل التفكير دا .. يا خسارة يا مروة حتى الأمومة متعرفيش عنها حاجة زى الصداقة بالظبط

رفعت حاجبها بغرور وأردفت :-
– المهم أنى أطمنت أن بنتى مع عمتها ،، هخاف عليها من عمتها ،، خليها لك ولو عاوزة تدبحيها أدبحيها

ضحكت “فريدة” ساخرة عليها وعلى برود قلبها فى حين قلبها هى يكاد يتوقف من الخوف على أبنتها وألمها ،، خرجت “مروة” ببرود وتركتها ،، إلتقطت هاتفها من فوق الطاولة لكى تحدث رجالها فوجدت رسالة من رقم مجهول فتحتها وكأن محتواها كلمتين ألجمهوا من الصدمة ( القاتل مش مروة ) أتسعت عيناها بذهول وظلت تفكر بتلك الرسالة بعد أن أخبرت رجالها بترك “ريما” أمام القصر …

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

فى الصبـــــاح

توقفت سيارتها وخلفها سيارة الحراسة أمام باب الدخول للمستشفي ونزلت منها بصبحة أبنتها الصغيرة “سارة” وولجا إلى الداخل معًا مُتجهًا نحو المصعد فهتف “سارة” بإشتياق لأختها وشجارهما معًا وضحكاتها التى لم تظهر على وجهها إلا حين تنفرد معاها بصحبة والدتهما قائلة :-
– مامى هى مريم مش هتفوق بقي ،، بقالها عشرة شهور على الحال دا وعملنا العملية الحمد لله نجحت ليه مفاقتش خالص ليه يا مامى

مسحت على رأسها بحنان وقالت بأمل :-
– خلى عندك أمل فى ربنا يا سارة ومتفقديش الأمل خالص

توقف المصعد فى الطابق الرابع وأتجها إلى غرفة “مريم” ،، أسرعت “سارة” نحو أختها تطمئن عليها بينما أتجهت “فريدة” إلى الشرفة تفتح الستائر لتشرق الشمس بأشعتها الذهبية الدافئة بالغرفة وكأنها تبث الأمل على قلبها بأن أبنتها ستعود يومًا لها …

حدثت “سارة” أختها الغائبة عن الوعي بحنين وشوق قائلة :-
– مريومة أنتِ واحشتينى أووى وواحشتنى رخامتك وبرودك كمان حتى عصبيتك أنتى مش هتفوق بقي ،، طب أنتِ عارفة أنى روحت الجامعة هنا بقيت فى سنة أولى كلية أعلام زى ما وعدتك …

أقتربت نحوها بهدوء لكى تهمس لها بأذنها وكأنها تستمع لحديثها قائلة :-
– بس أنا سقطت السنة دى ،، بس أقولك سر أنا سقطت عشان لما تفوقى أدخل معاكى نفس السنة .. فوقي بقي بسرعة لأحسن أسقط السنة دى كمان

شعرت بيد والدتها فوق كتفها تربت عليها بحنان أم ،، رفعت نظرها له بوجه عابث ملوث بدموع الفقد ثم هتفت بضعف :-
– مامى واحشتنى أووى

أتاها صوت “سليم” من تجاه الباب قائلًا :-
– طب ما أنتِ واحشتينى أووى ياسارة

نظرت له فرسمت بسمة على شفتيها وكذلك والدتها أبتسمت عليه فبسببه تتجاوز “سارة” لحظات فقد وضعف ،، مسحت دموعها بلطف وذهبت نحوه تعانقه بسعادة قائلة :-
– وأنت كمان واحشتنى ،، هتخرجنى فين النهاردة

قرص وجنتها بتذمر وقال بضجر :-
– أخرجك أيه يا ساقطة أنتِ ،، تسقطِ ياسارة

غمزت له بعينها وقهقهت ضاحكة له ،، وقف يتأملها بحب مُشتاقًا لها رغم وجودها بجواره لكن قطعهما صراخ “فريدة” وهى تحدث أبنتها بصدمة حين فتحت عيناها ببطيء شديد مُتذمرة من الضوء ….

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

فى شــركـة ” أبو الغيــط ”

كان يجلس على مكتبه يباشر عمله مع المهندس يقدم له التصميمات للمشروع الجديد فدلف إلى المكتب مُسرعًا يقول :-
– مروان باشا .. المستشفي أتصلت

رفع نظره له بذهول ثم أشار إلى المهندس بأن يذهب وسأله بفضول وهو يقف من مكانه :-
– حصل أيه ؟؟

أجابه بسعادة ممزوجة بوجه عابث :-
– مريم فاقت بس ..

سأله مُستفهمًا عن الجزء الآخر من الحديث ويبدو أنه الأهم :-
– بس أيه ؟؟ ما تكمل أنا هشحت الكلام منك …

رد عليه سريعًا من لهجته الحادة هاتفًا :-
– بس فاقدة الذاكرة

جلس على الأريكة بصدمة ألجمته وقال مُحدثًا نفسه :-
– فقدت الذاكرة ،، فريدة مش هتسكت .. أتصل بيهم فى البيت وأقولهم يجهزوا أوضتها وكل اللى تحتاجه

أومأ له بنعم ثم خرج من المكتب ،، أخرج هاتفه من جيبه وأجرى أتصال بأحد رجاله وقال بجدية :-
– فريدة هانم هتوصل النهاردة على القصر ومعاها مريم عاوزك تنبه على رجالتكم مش عاوز أزعاج خالص ليهم وتستقبلهم بنفسك .. اه .. ماشي .. سلام

أغلق الخط وأتصل بالطبيب المختص لها وحين أجاب عليه أخبره بطلبه :-
– كنت عاوز أسأل على حالة مريم … تمام لو محتاجة ممرضة أبعت معاها ممرضة .. لالا متقلقش مفيش أى مجهود خالص .. اه طبعًا فاهم حضرتك .. مع السلامة ..

أعاد رأسه للخلف بتعب يفكر بهذه المريمية التى يريد تعوضيها عن ما سببته زوجة والده بها وأيضا لكسب عمته فهو لديه هدف واحد جمع العائلة بالحب …

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

فى قصـــر ” إبـراهيــــم أبـو الغيــط ”

دخلت سيارتين أحدهم بيضاء وكان بداخلها “فريدة” وأبنتها التى تشعر بغرابة فى كل شيء تراه وذلك القصر الفخم ،، تتأمل كل شيء بنظرها فمسكت “فريدة” يدها بحنان تربت عليها بدلال وعفوية،، والآخرى سيارة سوداء فى الخلف بها الحراس الخاصين بها ..
توقفت السيارة أمام باب القصر وترجلت منها بثقة ثم ألفتت حولها حيث الباب الآخر للسيارة وفتحته بهدوء وهى تشير للسائق بأن يتوقف ثم أخذت يد أبنتها بحنان وقالت باسمة لها :-
– نورتي بيتك ياحبيبتى

أبتسمت لها بخفوت وقالت :-
– ميرسي يا مامى

دلفا معًا إلى الداخل فرأت الجميع يجلسوا بالصالون يبدو أن الخبر وصل لهم والآن بأنتظارهم أشاحت وجهها عنهم بأغتياظ وعرفت أبنتها من بُعد عليهم وصعدت بها ،، تركتها فى الغرفة لكى تستريح وأغلقت الباب مُستديرة فرأت “ليلى” خلفها مُبتسمة وتقول :-
– حمد الله على سلامتها يافريدة نورت البيت

تنهدت بأرتياح وقالت بترجي :-
– ليلي أنا عندى شغل كتير ومريم تعبانة ومش فاكرة حاجة خالص ولا حتى أمها ،، أنا عارفة ومتأكدة أنك أكتر حد فى البيت دا هيأخد باله منها ومش هيأذيها ،، خلى بالك منها فى غيابي ومتقعدهاش مع مروة بعد أذنك

أبتسمت لها برضا ووضعت يدها على ذراعها تربت عليها ثم قالت بطمأنينة :-
– متقلقيش عليها يا فريدة ،، مريم وسارة فى عينى

حدقت بها بهدوء ثم أتجهت للأسفل ومنه إلى الخارج دون أن تلتف لـ “مروة” أو تعري لها أهتمام ،، ركبت سيارتها وتحرك السائق بها وهى بحالة لا مبالاة وحائرة لكنها أنتبهت إلى سيارة “مروان” وهى تدخل من بوابة القصر فأشاحت نظرها للجهة الأخرى ….

دلف إلى القصر مُتعبًا مُنهكًا من العمل والتفكير فى عمته وما ستفعله فى المستقبل لتنتقم ،، هى حتمًا لم تتنظر طيلة هذه المدة بدون هدف أو تفكير فى الأنتقام …
كان يفكر بها شاردًا الذهن دون أن ينتبه لأى شيء يحدث حوله ..
خرجت ركضًا من غرفتها بحالة من الهلع والذعر مُرتعبة بما رأته فى غرفتها ناظرة خلفها كما هى خائفة ..
كان يصعد الدرج حتى وصل للطابق الأعلى وقبل أن يخطو خطوة واحدة وجد جسد ضئيلة يصطدم به بقوة من قوة ركضًا وبتلقائية ذراعيها تحيط بخصره العريض ورأسها فوق صدره كأنها تعانقه ،، فر أرهاقه وتعبًا بعيدًا وهو يخفض رأسه ليري من هذه الفتاة فعلم من هى ؟؟ بمجرد أن رأي ملامح وجهها الخائفة مُرتعبة من شيئًا ما ،، رفعت نظرها بخوف نحوه لتتقابل عيناهما معا ليزيد من فزعها ذلك المجهول الذي لم تراه من قبل فأنتفض جسدها سريعًا بعيد عنه ،، خرجت “مليكة” من غرفتها ورأتهما يقفا كما هما و”مريم” تعود للخلف خائفة فعلمت بأنها فزعت من أخيها ،، أسرعت نحوها واضعة يدها حول أكتافها تقول بلطف :-
– مريم ،، متخافيش دا مروان أخويا ،، أنتِ مشفتهوش الصبح عشان كان فى الشغل

أختلست النظر له من الأسفل كالسارقة تخشي النظر له بوضوح وهمهمت بلهجة واهنة وتلعثم قائلة :-
– أنا فى حد فى أوضتى …

سألتها “مليكة” مُستغربة حديثها :-
– حد مين

– معرفش راجل
قالتها وهى تتشبث بذراعها بخوف ،، أتجه هو أولًا نحو غرفتها الخاصة وخلفه هما الأثنين ومع أول خطوة له بداخل غرفتها شعر بيدها تتشبث بملابسه من الخلف بخوف و……..

يتــــــــبــع ………….

error: