رواية دُمية على مسرح الحياة / نورا عبدالعزيز

••الفصــــــل التـــــاســع ( 9 ) بعنـــــوان ” نيـــران حـب ” ••

كان مُتكى بظهره للخلف شاردًا بحديث “نيڤين” عن ذلك المجرم الذي تأمر وفعل تلك المؤامرة عليه هو و”فريدة” كان هادئًا كثيرة لكن هدوءه يوحى بعاصفة قوية قادمة خصيصًا حين ذهب تفكيره لما حديث لتلك الفتاة التى سكنت قلبه الآن وتُوجت عليه ملكة العرش وبسبب هذا المجرم تعتقد “فريدة” بأنه هو من فعل وتنتقم منه فى حبيبته بالفراق ..
دلف “عاصم” للمكتب ووجده شاردًا أتجه نحوه مُناديه ولم يجيب عليه بل لا يشعر بوجوده فصعد درجتين الدرج ليقف أمام مكتبه مباشرًا وقال بنبرة صوت مُرتفعة :-
– مروان .. أحم مروان باشا

أنتبه لصوته وقال بأختناق :-
– اممم

– فى حد عاوز يقابلك ضرورى
قالها بجدية ،، فسأله بدون أهتمام :-
– مين ؟؟ .. أنا مش عاوز أقابل حد النهاردة

تنحنح بهدوء ثم جمع شجاعته وهو يعلم بأن ما سينطق به الآن سيؤلم قلبه ويُشعل نيران الوجع والغيرة معًا .. يردف قائلاً :-
– غيث باشا ومعه أنسة مريم

رفع رأسه له بأنتباه وصدمة ألجمته من مجيئها إليه وبصحبة عدوه هذا السارق الذي سلبها منه ،، تنهد بأغتياظ وأومأ له بالموافقة .. ،، خرج “عاصم” ليدخلهما له ووقف هو من مقعده يهندم ملابسه بغرور .. وقع نظره عليها وهى تدخل خلفه هادئة تمامًا فتحرك بقدميه نحوهما فأنتبهت لصوت خطواته وهو ينزل الدرجتين مُتجه نحوهما ،، مد “غيث” له يده ليصافحه؛ نظر ليده ثم وضع يديه فى الجيب وجلس على الكرسي الجلد وقال ببرود :-
– أتفضلوا .. خير ؟؟ أيه سر الزيارة المفاجئة دى ؟؟

جلسا على الأريكة كانت صامتة لا تتفوه بكلمة واحدة فقال “غيث” :-
– بصراحة مفيش سبب قوى ، أنا كنت بشترى عربية جديدة لمريومتى من مكان قريب هنا

رفعت “مريم” عيناها بصدمة له ، نظر على تعابير وجهها فعلم بأنه يكذب وجاء بها هنا ليستفزه ويثير غضبه وغيرته ،، رن هاتف “مريم” فأجابت عليه بضيق :-
– أيوه يا سارة .. بجد ،، لا هاجى طبعًا ،، ماشي خلاص لما أجى نتفق ، اوك باى ..

أغلقت الخط فسألها بفضول وجدية :-
– راحة فين ؟؟

تنهدت بضجر وقالت :-
– راحة مع سارة وسليم مرسي علم فى حاجة ..

أتسعت عيناه بغضب وقال :-
– طب مش تستأذنى الرجل اللى معاكى دا ولا أيه

وضعت قدم على الآخر بأستفزاز وقال :-
– رأيك مش مهم على فكرة ، وأنا خطيبتك مش مراتك يعنى مالكش حكم عليا وأنا رايحة ..

أبتسم “مروان” عليها فهى تنتقم منه وترد له ما فعله ،، وقف “غيث” بغيظ وقال :-
– قومى يامريم نروح

أبتسمت بخُبث وقالت بملل :-
– لا أنا هقعد مع مروان عاوزاه فى موضوع

نظر له بغيظ وزفر بضيق ثم خرج وحده ،، وقفت بهدوء بعد ما توقف هو وذهب نحو مكتبه فقالت بهدوء :-
– مروان أنا مكنتش معاه بجيب عربية ،، هو اللى جه القصر وقالى تعالى هنروح الشركة لمروان لكن أنا …

بتر حديثها وهو يجلس على مقعده خلف المكتب بنبرة صوت جريحة :-
– مريم .. أنا عندى شغل ومش عاوز أسمع حاجة ممكن

ألتفت خلف المكتب ولفت الكرسي له برفق وجلست على قدميها أرضًا أمامه وقال بنبرة دافئة :-
– مروان أنا عارفة أنك زعلان منى ومش عاوز تشوفنى كمان بس أنا أعمل أيه طيب ،، مروان أنت مجرد شايف حبيبتك مع حد تانى لكن أنا مع حد تانى غير حبيبى؛ وجعى أضعاف وجعك لما حد غريب يمسك ايدى غير حبيبى بتوجع أكتر

أقترب برفق لها ووضع يديه حول رأسها وقال بشغف :-
– لا مريم أنا مش زعلان منك لأن واثق أنك مجبورة على دا ومش بمزاج أنا موجوع لك أكتر ما موجوع لنفسي ،، موجوع لأن شايف حبيبتى مكسورة وضحكتك فارقت وشها

وضعت يدها فوق يديه وهو يمسك رأسها وقالت بسعادة بعد أن رسمت بسمة على شفتيها :-
– تيجى معايا بكرة مرسي علم ،، لو بأيدى هقولك تعال نهاجر ونسيبلهم البلد بس أنا عارفة أن العائلة كلها فى رقبتك ومش هتوافق

– مش هقدر أجى عندى شغل وأتفاقات مهم ،، روحى أنتِ وأتبسطى
قالها بحنان ثم وضع قبلة على جبينها فتبسمت له بعذوبة وبراءة فأبتسم لها رغم آلمه وأوجاعه المكبوتة بداخل ضلوعه ..

•••••••••••••••••••••••

بعد ساعات من العمل رفع رأسه بتعب وهو يضع يده خلف عنقه بأرهاق ، وقع نظره عليها وهى تجلس على مكتبها هناك ورأسها على سطح المكتب نائمة فى غفوة وتمسك بين أناملها قلم يتمايل يمين ويسار ،، أبتسم بسعادة وذهب نحوها بخطوات ثابتة دون أصدار أى ضجة حتى لا تستيقظ وألتف حول مكتبها ليقف بجوارها وأنحنى قليلًا يتأمل ملامحها الصغيرة وهى نائمة تبدو كملاك صغير ،، وضع سبابته بين حاجبيها يداعبها ؛ رفعت يدها بضجر أبعدته بعيدًا عنها بتذمر فهمس بأذنيها يقول :-
– ملوكة .. ملكتى

فتحت عينيها ببطيء ووجدته أمام وجهها مقابلة لوجهه ، تقابلت عيناهما فى نظرة صامتة فقالت :-
– أنت بتعمل أيه يا زين ؟؟ ..

أجابها هامسًا بنبرة دافئة تلمس أوتارها الحساسة :-
– أحلى زين سمعتها فى حياتى ..

وقفت من مكانها بفزع من قربه وكادت أن تسقط بعد أن تضغط على قدمه بقدمها دون قصد لكن تشبثت به بكلتا يديها ليبتسم عليها بعفوية وقال :-
– معملتش حاجة ،، أنتِ اللى بتتحرشي بيا أهو

ذعرت من كلمته وأبتعدت بأرتباك منه بينما توردت وجنتيها بأحراج فأخفض رأسه بقرب أذنها وقال بشغف :-
– مش ناوية تتجوزنى بقي ،، مش ضامن أمسك نفسي قدام الفراولة دى أكتر من كدة

تبسمت بدلالية على غزله لها وألتفت تعطيه ظهرها ثم قالت بغرور أنوثي يثير من رغبته أكثر :-
– بعينك يا زين ..

ضحك عليها وقال بجدية مصطنعة :-
– طب شوفى شغلك يا باشمهندسة ،، مش معقول أديكى شوية شغل بسيط ألف باء وتنامى وانتِ بتشتغلى …

أستدارت له تكز على أسنانها بأغتياظ من تحوله المفاجىء ثم دفعته بعيدًا وهى تجلس على مقعدها فكبت ضحكته عليها وعاد إلى مكتبه بهدوء يخفيء ضحكاته عليها …

•••••••••••••••••••••••

فـى قصــــــر “إبــراهيــــم أبـــو الغيــــط”

دلفت لغرفة “مليكة” بروح عفوية فوجدتها تجلس على المكتب تكتب أشياء فى نوت بوك صغير وتحدد بعد العبارات بالأقلام الألوان فقالت :-
– مليكة .. أيه دا أنتِ بتعملى أيه ؟؟

– بحفظ الأساسيات ،، زين قالى أحفظها وأفهمها كويس عشان أكون مهندسة شاطرة ،، بس دى حاجات معقدة أوى
قالتها بوجه عابس فضحكت “سارة” عليها وقالت :-
– فكرتك بتذاكرى قبل ما الدراسة تبدأ ،، سيبك من الشغل دا بقولك أيه إحنا طالعين مرسي مطروح أنا ومريم وسليم تيجى معانا

– كان نفسي بس زين رخم اوى وعصبي فى الشغل ممكن يطردنى
قالتها بعبس وهى تضع القلم بين أسنانها بأستياء فقالت :-
– دا مريم راحت تقنع زين يجي معانا وتقريبًا مش هتسيبه غير لما تقنعه

وقفت من مكانها بسعادة وقالت :-
– بجد .. قصدى يعنى لا مش هروح مادام هو رايح

غمزت “سارة” لها بعيناها وقالت :-
– يبقي هعمل حسابك معانا وأخلى سليم يحجزلك معانا

– يحجزلى أيه ؟؟
سألتها بأستغراب فأجابتها بعفوية :-
– فى الأتوبيس ،، إحنا عاملينها رحلة مجنونة هنروح بأتوبيس وهنقعد فى خيم هناك على البحر وحجزنا شاليه وحاجات غريبة ومجنونة كدة

ركضت إلى الخارج بسعادة فضحكت “مليكة” وهى تشعر بشيء غريب يدغدغها من الداخل ..

••••••••••••••••••••••••

فى الصبـــاح
أستعد “سليم” بصحبة خطيبته المُدللة “سارة” و”زين” ومعاهم “مريم” كانوا ينتظروا “مليكة” فهتف “سليم” :-
– يلا هنتأخر مش كدة الأتوبيس هيتحرك ياجماعة

– ما تصبر يا عم سليم الله
قالها “زين” بعنف عليه فأبتسمت “مريم” بعفوية وقالت :-
– مليكة جت ..

نظروا عليهم فأتسعت عيناه بأنبهار حين وقع نظره عليها مُرتدية فستان أبيض اللون وعليه ورود كتير ملونة من الأسفل ،، ضحكت “مريم” عليه وركبوا جميعًا سيارة “زين” وذهبوا إلى مكان تجمع الأتوبيسات وصعدوا معًا إلى الأتوبيس ؛ كانت شاردة بحديثه وألم قلبه طيلة الطريق حتى قطعها رنين هاتفها بأسم “غيث” فأغلقت الهاتف تمامًا ووضعته بحقيبتها مُشتاطة غضبًا منه بعد أن عكر مزاجها حتى وصله إلى مرسي علم ..
ركضت “سارة” إلى الأمام بسعادة على الرمال وهى تقول :-
– nice , it’s very nice

تبسم على طفلته المُدللة ،، جلست “مريم” على الرمال بروح مُنكسرة وهى تنظر على “سليم” وهى يركض خلف أختها وهكذا “زين” وهو يشاجر “مليكة” وهى وحدها فحتى حبيبها رفض المجيء معاها ،، نظرت للأسفل بأستياء بينما سمعت صوت “مليكة” تصرخ بأسمه :-
– مروان .. بتعمل أيه هنا ؟؟

رفعت نظرها بذهول ووجدته يأتى من بعيدًا وسيارته بالخلف على الرمال أمام الشاطيء ،، وقفت بسرعة بعد أن رسمت بسمة على شفتيها ولمعت عيناها ببريق الفرح ثم ركضت نحوه بسعادة حتى وقفت أمامه وسألته ببراءة :-
– أيه اللى جابك ؟؟ مش قولت وراك شغل

تأمل ملامحها وبسمتها ثم قال هائمًا بها :-
– عشان أشوف الضحكة الحلوة دى

تبسمت له أكثر بسعادة تغمرها ولم تشعر بذاتها سوى وهى تعانقه بطفولية وتلف ذراعيها حول خصره ،، تبسم عليها وهو يطوقها بذراعيه ؛ نظروا جميعًا لبعضهم البعض فهمس “زين” لأخته بنبرة خافتة :-
– هو أخوكى بيعمل أيه ؟؟

– معرفش .. هو أيه اللى بيحصل
قالتها مُستغربة ما تراه ،، نظرت “سارة” لـ “سليم” بأستياء وشفقة على قلب أختها الذي لم يعشق يوم وحين عشق لم يختار سوى عدو والدتها ليكتب عليها الفراق والموت قبل السعادة …
وضع “سليم” يده حول كتفها بحنان يؤاسيها بأبتسامة حزينة ..
رفعت رأسها بحنان له وقالت بنبرة دافئة :-
– i love you

تبسم لها وهو يغلغل أصابعه بين خصلات شعرها ويضع بعضهم خلف أذنها وقال :-
– i love you too

ضحكت بسعادة وهى تمسك بيده بينما تقف بجواره تنظر للجميع فتبسموا بتكلف عليهما …

••••••••••••••••••••••••

– يعنى أنتِ وبنتك بتلعبوا بيا
قالها “غيث” بغيظ من تصرفات تلك الفتاة معه ،، تنهدت بأختناق وقالت بجدية :-
– أهدء يا غيث باشا ،، مش لعب بس أنت اللى مش عارف تحتوى مريم ،، مريم لسه طفلة برضو عمرها ٢٠ سنة وخارجة من حادثة ليها أعراض كتير وفاقدة الذاكرة وحاسة أنها غريبة .. أحتويها ،، شوفها بتحب أيه وأعمله لكن متدخلش فيها شمال وتقول نروح نزور مروان فى الشركة وأنت عارف أنها حاسة بحاجة من ناحيته بدل ما تبعدها عنه أنت اللى بتقربها منه

حدق بها بأستنكار وقال :-
– قصدك أن أنا اللى غلطان فى الآخر ،، ماشي هبعد مروان عنها

– بس براحة مش بالعنف وشغل العصابات
قالتها بأستهتار حين وقفت من مكانها وأخذتها حقيبتها ثم أستأذنت لكى ترحل ،، تنهد بأغتياظ ثم أشار إلى النادل ليدفع الحساب ..

•••••••••••••••••••••••••••••

كانت جالسة بالغرفة على المقعد الهزاز شاردة بأفكارها فدلفت “ريما” عليها تفحصتها بنظراتها ثم جلست بجوارها وقالت :-
– أيه يامروة .. هتسكتى على حقك اللى فى عب مروان دا وبكرة يكتب اللى هو عاوزه بأسم مليكة وليلى وإحنا اللى مش هنطول حاجة

– بت يا ريما أنتِ خدتى بالك من نظرات مروان لمريم ،، ولا أنا بس اللى حاسة أن فى حاجة غريبة بتحصل
قالتها بخُبث مصاحبة نظرات تبث شرارة الغيظ ووقفت من مكانها مُتقدمة للأمام بخطواتها وأستكملت الحديث :-
– اصل لو اللى فى دماغى صح وفى حاجة بينهم دا تبقي أحلوت أوى ومروان حط صبعه تحت ضرسي ،، البت دى لو مروان بيحبها وهى عاملة زى العيلة الصغيرة برأس فاضية يبقي جاتلى على طبق من ذهب

وقفت “ريما” بأستغراب وهى تقترب منها تسألها :-
– أنتِ ناوية على أيه يامروة ؟؟

– ناوي أخلص على الحتة الحنينة بتاعته وأكسره ،، لما مروان بجلالة قدره يخضع لواحدة لأول مرة فى حياته ويديها قلبه يبقي هى بس اللى ممكن تكسره وتقضيه عليه وأحتمال الفراق يدخله مستشفي المجانين
قالتها بمكر وهى تنظر لصورتها المُنعكسة فى المرآة ويعتل وجهها بسمة شيطانية ماكرة ، عانقتها “ريما” من الخلف بخُبث وهى تقول :-
– حبيبتى يا مروة لما تفكرى بس خدى بالك مروان لو فعلا بيحب مريم مش هيسمح لحد يقرب منها وهتلاقي عينه عليها على طول خصوصًا بعد الحادثة اللى حصلت

أستدارت لها عاقدة ذراعيها أمام صدرها وقالت ساخرة :-
– عشان غبية ،، مريم دلوقتى مخطوبة لرجل تانى عارفة يعنى أيه ،، يعنى فريدة عارفة ومتأكدة من الكلام اللى أنا بقوله دا وقررت تنتقم من مروان ببنتها .. ودا يصعب الموقف على مروان ويفرقه عن مريم فهمتى

– لا مفهمتش ، يعنى فريدة عارفة بنتها بتحب مروان وخطبتها لواحدة تانى ،، وليه بتنتقم من مروان وهو معملهاش حاجة وبابا عمره ما أذاها وطول عمره بيحبها وبيخاف عليها ،، ليه مُصرة على الأنتقام من مروان
سألتها بفضول وعدم فهم ،، ضحكت “مروة” بخبث وقالت :-
– فريدة مُعتقدة أن الحادثة اللى حصلتلها من عشرين سنة كانت بأتفاقي مع إبراهيم وجوازى منه بعد اللى حصل أكدلها دا ودلوقتى إبراهيم خلع وهى عاوزة حقها فتأخده من ابنه

– يخربيت دماغك ،، دا أنتِ إبليس يتعلم منك ويصفقلك
قالتها “ريما” بسعادة فضحكت “مروة” عليها بشراسة وهى تتواعد بالمزيد لهم ..

••••••••••••••••••••••••••

كانوا يجلسوا مساءًا على الشاطيء على شكل دائرة حول الأخشاب المُشتعلة بالنار فكانت “سارة” جالسة بأحضان حبيبها مُتشبثة بذراعه بينما “مليكة” جالسة واضعة يديها على ركبتيها وتأكل الفاكهة وبجوارها “زين” يراقبها بنظراته مُبتسمًا عليها فى حين “مروان” يقف فى الجوار يشوى اللحم على الفحم بصحبتها وهى تقطع السلطة معاه ..

هتفت “مليكة” بإحراج من نظراته المُسلطة عليها قائلة :-
– أنت هتفضل تبصلى كتير

تبسم عليها ثم همس بأذنيها :-
– بألف هنا ياحبيبتى

شهقت بقوة وهى تزدرد لقمتها فضربها بقبضته على ظهرها وقال :-
– هتموتى ولا أيه ،، أستنى لما نتجوز طيب

أبعدت يده بعيدًا عنها وهى تقول بأغتياظ منه :-
– حبيبتك منين ؟؟ حبك برص كمان عاوزنى أموت يامفترى

أبتسم عليها وقال بهيام :-
– أنا بعد الشر عنك ياحبيبتى أنا عاوزنا نتجوز والله

نكزته فى معدته بساعدها وقالت بدلالية مُتحاشية النظر له وتلك البسمة لم تفارق شفتيها :-
– بعينك يازين أنى أتجوزك

– يالهوى على زين من الشفتين دول
قالها بحب فتبسمت عليه أكثر ليبتسم هو الآخر شاعرًا بأن هنام أمل بأن ترضي تلك الحبيبة عنه وتقبل بحبه مع الأيام ..

أقترب منها من الخلف بينما هى تأكل من اللحم الذي أعده فتبسمت عليه بدلالية وقالت :-
– مروان ..

– قلب وروح مروان من جوا
قالها بهيام ناظرًا لعيناها بينما لا يفصل بينهما سوا سنتيمترات قليلة ،، وضعت يديها فوق صدره وقالت بعفوية مُستمعة لصوت قلبها :-
– تيجى نتجوز هنا ؟؟

ترك ما بيده وحدق بيها بجدية ثم أخذ يدها بين كفيه وسألها :-
– متأكدة أنك عاوزنى أعمل كدة ؟؟ أنا عن نفسي معنديش مانع وممكن أعمل كدة من غير خوف ولا تردد ،، بس أنتِ عاوزة دا بجد

خفضت رأسها بيأس ثم حدقت بأختها وقالت بأستياء :-
– أنا عاوزة أتجوزك فعلاً بس بموافقة مامى ،، عاوزة أكون عروسة مبسوطة زى سارة كدة بص عليها فرحانة أزاى عشان مع الإنسان اللى بتحبه وهتجوزه

نظر نحو أختها بعجز عن تحقيق أمنيتها بوجوده بجوارها هكذا ،، أستدارت له بحزن وعينين دامعتين تستكمل حديثها :-
– عاوزة ألبس فستانى الأبيض لك وأكون مبسوطة مش ألبسه مجبورة ومكسورة

وضع يديه بجوار عنقها وقال بحنان ليطمئنها قبل أن تتساقط دموعها :-
– أوعدك أعمل كل اللى أقدر عليه عشان أكسب محبة عمتى وتغير رأيها قبل ما الموضوع يدخل فى الجد وتكونى مراته وقتها محدش هيقدر يأخدك منه ،، أوعدك أعمل المستحيل عشانك وعشان تكونى معايا

تبسمت بسعادة تغمر قلبها وهو يوعدها بأنها ستكون له وأدخل بهذا الوعد الأمان والطمأنينة على قلبها فهمهمت بعفوية :-
– بجد يا حبيبي

تفحص عيناها بخفوت ونظرتها الصادقة المليئة بهذا الحب الذي أوقعهما فى شباكه من أول نظرة ليصبحا الأثنين عاشقان يرغبان بأعلان الحرب للحصول على هذا الحب ،، وضع قبلة على جبينها بلطف ثم أبتعد عنها ليعود لتعويذة عيناها مُتمتمًا :-
– بجد يا روح قلب حبيبك دا وعد ووعد الحر دين ،، نخلص بقي الأكل عشان هيجوا يضربونا

– ok
قالتها بدلالية عاذبة ، جهزوا الطعام وذهبوا .. جلسوا معًا يتعشوا ثم ذهبوا يركضوا معًا وكل منهما تغمره سعادة بسبب وجود نصه الآخر بجواره فى هذه اللحظة .. حتى تعبوا من اللهو معًا وجلسوا على الرمال بينما ذهب “سليم” بصحبة “سارة” وحدهما
أستيقظ “مروان” صباحًا على صوت هاتفه ، فتح عيناه ووجدها نائمة بجواره ورأسها على صدره وهو يطوقها بذراعه نائمان على الرمال ،، أخرج هاتفه برفق من جيبه ليرى اسم “عاصم” على الشاشة فأجاب عليه :-
– أيوه ياعاصم

– مروان باشا ممكن ترجع بسرعة حصل كارثة وهات باشمهندس زين معاك
قالها بجدية بينما يقف وسط المؤظفين،، أعتدل فى جلسته يسأله مُستفهمًا :-
– حصل أيه ياعاصم فهمنى طيب

– الرسومات اللى قدمها باشمهندس زين للمشروع قدمتها الشركة المنافسة نفسها وياريت تجيب معاك باشمهندسة مليكة لأن الرسومات مسروقة
قالها بلهجة غليظة ،، وقف من مكانه بفزع وصدمة ألجمته صارخًا بالهاتف :-
– أنت أتجننت يا عاصم أزاى دا حصل ،، أقفل اقفل أنا ساعتين بالكتير وأكون عندك

أستيقظت على صوت صراخه تفرك بأناملها بعيناها ،، ولج إلى الشاليه مُنفعلاً ويحاول أن يسيطر على أعصابه قدر الأمكان ..

••••••••••••••••••••••

فـى شـــركـة الفــــارس للسيــــاحـة

كان “فارس” يتحدث بالهاتف مُبتسمًا بأنتصار وقال :-
– ولا يهمك يا باشا إحنا نخدمك بعيننا والله … لا متقلقش … مروان هيطلع يطلع وينزل على مفيش .. هههههه إحنا فى الخدمة دايما يا باشا .. تحت أمرك مع ألف سلامة .. فى رعاية الله

أغلق الهاتف بعد أنهاء محادثته ثم قال بلهجة وليجة :-
– مع ألف سلامة .. بكرة تندم بدل الدموع دم يا مروان

وضع الهاتف على سطح المكتب وفتح أحد الادراج يخرج منه ملف وفتحه ناظرًا لما بداخله بخُبث شديد ..

•••••••••••••••••••••

صاح بالجميع وهو يقف بمنتصف مكتبه فى حين يقذف بوجههم صور التصميمات صارخًا :-
– حصل أزاى دا ؟؟ حد يفهمنى ؟؟ التصميمات دى خرجت من مكتبك أزاى يا باشمهندس ممكن تفهمنى ووصلت أزاى لشركة المنافسة

حدق بأخته و”زين” مُشتاطًا غضبًا فأجابه “زين” بثقة :-
– معرفش يا مروان

صرخ به بأغتياظ قائلاً :-
– مروان بيه ياباشمهندس

زاد صراخه من توتر أخته وربكتها فبدأت ترتجف خوفًا من صرامته وقسوته ثم تمتمت بلهجة واهنة :-
– والله يا مروان مخرجتش حاجة والتصميمات كانت فى درج المكتب

– أطلعوا برا وبكرة الصبح عندك حل من الأتنين يا تعرف التصميمات خرجت أزاى وتقدملى أستقالتك مع الخاين ياما بكرة الصبح يكون على مكتبي تصميم جديد بجودة أعلى تفوق التصميم اللى أتسرق
قالها بصراخ وهو يجلس على مكتبه فأخذها وخرج من المكتب يربت على كتفها يطمئنها بعد أن جهشت فى البكاء ،، ظلت طيلة اليوم معه بالمكتب تساعده بتصميم جديد ولم يشك لحظة واحدة بها أو أنها سبب فيما حدث ،، رحل جميع المؤظفين فى وقت الرحيل بينما ظلوا الأثنين ،، خرجت من المكتب لتعد له بعض القهوة فسمعت صوت بمكتب السكرتير .. أقتربت نحو الباب بخفوت شديد حتى سمعته يتحدث بالهاتف :-
– ولا يهمك يا باشا .. لالا مروان مش هيشك فى حاجة …

قطع حديثه حين فتحت الباب بقوة ونظرات الشر يتطاير من عيناها وقالت بحزم :-
– أنت بقي اللى عملتها مش كدة ؟؟

نظر لها بأرتباك وقال :-
– أنسة مليكة أيه اللى بتقولى دا ؟؟ أنتِ بتتكلمى على أيه .. أكيد فاهمة غلط

ولجت إلى الداخل تصرخ به بأنفعال :-
– لا أنا فاهمة صح وأنت عارف أنا بتكلم عن أيه كويس أوى ،، أنت اللى سرقت التصاميم

– لا طبعا مش أنا دى تخاريف
قالها بأنفعال فرفعت حاجبها إليه وقالت :-
– إحنا نروح لمروان ونقوله ونشوف دى تخاريف ولا لا

أستدارت لكى تخرج فأسرع خلفها يمسكها من معصمها يمنعها من الخروج فكادت أن تصرخ بوجهه تثير غضبه أكثر وهو يضغط على معصمها بقوة لكنه منعها من الصراخ حين وضع يديه على فمها بقوة لتسير القشعريرة بجسدها ،، فهى تعانى من سوء التنفس بسبب يده فكادت أنفاسها تنقطع فحاولت الفرار من قبضته لتلتقط الهواء ،، فتح الباب فجأة وصدم حين وجد “زين” بينما أتسعت عيناه بعصبية حين رأه بالقرب منها هكذا ويحاول كتم أنفاسها فأبتعد عنها بسرعة فسقطت أرضًا واضعة يدها على عنقها تحاول إلتقط أنفاسها بصعوبة وهى تلهث بتعب بعد أن أحمر وجهها من الأختناق ،، هرع نحوه يلكم على وجهه كالمجنون مرة متتالية قوية حتى نزفت أنفه من قوة لكماته ثم دلف بعض من الأمن وأخذه إلى المخزن فأسرع نحوها بخوف عليها وجلس بجوارها يربت على كتفها بلطف ويقول :-
– أنتِ كويسة .. مش كنتى تنادي عليا

جهشت فى البكاء وهى تلهث بأسمه بضعف :-
– زين …

دفنت رأسها بين ذراعيه بخوف لاهثة بتعب فأربت عليها بحنان يطوقها بذراعيه ثم أخذها إلى سيارته ليعود بها إلى القصر وظلت مُنكمشة فى ذاتها حتى أوقف سيارته أمام باب القصر وكادت أن تترجل منها لكن أستوقفها بيده حين مسك معصمها برفق فنظرت له بصمت يسود كيانها ولم تتفوه بكلمة واحدة فعزم هو على بدأ الحديث هاتفًا :-
– مفيش داعى تحكى لمروان على اللى حصل مادام أنتِ بخير ،، مش أنتِ بخير ؟؟

أومأت له بنعم وقالت بنبرة صوت مُرتجفة تدل على خوفها :-
– اه الحمد لله ،، بس مروان لازم يعرف اللى الحيوان دا عمله

أبتسم لها بخفة وقال بعفوية عازمًا على أزالة الخوف من كيانها :-
– ما خلاص ما أنا شلفطلك الواد .. عاوزة أيه تانى أروح أموته

صاحت بوجهه بأغتياظ قائلة :-
– دا حيوان وحاول … أنا لازم أخلى مروان يرفده

غمز لها بعيناه وقال بغزل :-
– ما خلاص ياست مليكة مانا كنت معاكِ وجبتلك حقك الله

هدأت قليلًا ثم هتفت بنبرة هادئة خاجلة منه :-
– شكرًا يا زين أنك جيت فى الوقت المناسب وشكرًا عشان شلفطته عشانى وشكرًا على كل حاجة عملتها عشانى وأنا بعاملك وحش وبصدك على طول

أتسعت عيناه بذهول من حديثها وحدق بها وهى تحدثه وتتحاشي النظر لعيناه بخجل بينما توردت وجنتيها فوضع يده أسفل رأسها رافعها للأعلى قليلًا لتتقابل عيناهما معًا فى نظرة هائمة وقال بلهجة دافئة تلمس أوتارها الحساسة :-
– مليكة أنا مقصدتش اللى قولته أنتِ عارفة ومتأكدة أنى مش هخطب ولا هتجوز غيرك ، أنا عملت كدة عشان أستفزك فكرتك ممكن تغيري عليا أو تمنعنى بس كنت غبى لأنى عارف أنك مبتحبنيش فمستحيل تغيري عليا أو تحسي بيا ، بس صدقينى يا مليكة أنا ممكن أعمل أى حاجة عشانك وعشان أوصل لقلبك وتحبني ؛ أنتِ زى الحلم اللى طير فى السماء ونفسي أوصله ومش عارف .. وعمرى ما هقبل أن حد يلمسك أو يبصلك بصة متعجبكيش وأسكت ،، يا مليكة أنتِ أغلى حاجة وأحلى حاجة فى حياتى كلها لا أنتِ حياتى كلها بالفعل فمينفعش تشكرنى على أى حاجة أنا اللى المفروض أشكرك عشان موجودة فى حياتى وبشوفك كل يوم حتى لو مش طايقنى ….

زاد حديثه من ربكتها فأزدردت لعابها بتوتر بينما تستمع لحديثه عنها وشعرت بالقشعريرة تسير فى جسدها وحرارة الجو حتى بترت حديثه بسرعة تردف :-
– لالا مش حكاية مش بطيقك أنا بس بضايق من تصرفاتك لكن أنا بحـ…….

وضعت يدها على شفتيها بسرعة قبل أن تنطقها فحدق بها مذهولًا وقال بأمل وسعادة :-
– بحـ … أيه ؟؟ كمليها يا مليكة وحياتى ….

– طب غمض عينك الأول
قالتها بخجل منه فأستجاب لطلبها وأغمض عيناه يُلبي طلبها فأبتسمت بخُبث عليها وهربت خارج السيارة إلى القصر، فتح عيناه بسعادة عليها فحتى لو لم تنطقها فهى أعطته الأمل …

•••••••••••••••••••••

كان بغرفة مكتبه شاردًا مغمض العينين مُنهكًا حتى شعر بيد صغيرة دافئة على وجنته ،،فتح عيناه ووجدها جالسة على الأرض بجواره بعيون قلقة عليه فهمهمت بنبرة هادئة :-
– أنت كويس

حدق بها بصمت شديد وكأن يريد أخبارها بأن الجميع يرغبون بكسروه وهزيمته جميعهم يقاتلون ضدوه ويتأمرون مع أعداءه لتدميره لكنه فضل الصمت ،، وقفت من مكانها ثم جلست على قدميه وجذبت رأسه إلى صدرها تمسح بيدها على رأسه بحنان وتغمغمة قائلة :-
– كله هيكون بخير متقلقش ياحبيبى

أبتعد عنها برفق يرمقها بنظره وقال بضعف :-
– قلقان ومش عارف الضربة الجاية هتكون من مين ولا هتصبنى فين

تبسمت بوجهه وقالت :-
– هتكون قدها على فكرة .. I’m sure

تأمل بسمتها التى تنير عتمته وكأنها تعطيه القوة ليكمل الطريق ويحارب الجميع لأجله هو فقط ولأجلها هى الآخرى ،، قرص وجنتها بلطف ثم قال :-
– شكرًا شكرًا جدًا

ملت راسها يمينًا بدلالية لـ يميل شعرها البرتقالى معاها وقالت بأستفهام :-
– على أيه ؟؟

– على الضحكة الحلوة دى اللى بتقوينى
قالها بهيام وهو يحيط خصرها بيديه فتبسمت له أبتسامة أقوى نابعة من القلب ، بعثر شعرها بيده باسمًا لها فأقتربت نحوه أكتر وهى تلف ذراعيها حول عنقه جالسة كما هى فوق قدميه وذهب نظرها يتجول بين عيناه وشفتيه وقبل أن تحصل على تلك القبلة فتح باب المكتب بقوة فنظر نحوه ووجد والدتها بوجه مُشتاط غضب ….

يتــــــــبــع ………….

error: