رواية دُمية على مسرح الحياة / نورا عبدالعزيز

•• الفصــــل الــرابــع عشـــر ( 14 ) بعنــــوان ” جمــود قــلب ” ••

∆∆ فـى قصـــر إبــراهيـــم أبـو الغـيـــط ∆∆

كانت جالسة بغرفتها فوق فراشها مُنكمشة فى ذاتها تاركة العنان لدموعها تنهمر بدون توقف دون أن يُصدر منها صوت وجسدها يرتجف بصدمة قوية ، عقلها يكاد يجن فحقًا والدتها من دمرت حياتها وجعلتها إمراة مطلقة فى العشرين من عمرها ، جففت دموعها بأناملها ودلفت إلى المرحاض وجلست بحوض الأستحمام بملابسها وفتحت صنبور المياه الباردة وظلت به حتى أمتلى بالماء فأخذت نفس عميق وأنزلت نفسها تحت الماء ، شاردة به وبتلك السعادة المؤقتة التى نالتها معه ولم تكمل سوى أيام قليلة …

••فـــــــلاش بـــــــــاك ••

تركتها والدتها بين الخيار الأصعب فيجب أن تختار أم والدتها أو حبيبها ،، جففت دموعها بضعف وحيرة ثم خرجت من غرفتها فجرًا وذهبت نحو غرفته؛ دقت على باب الغرفة وفتح لها وجدها باكية حائرة وترتجف بخوف وهلع من تهديد والدتها لها ،، مسكها من معصمها وجذبها بقوة إلى حضنه يربت على ظهرها فتشبثت به بقوة هاتفة بلهجة واهنة :-
– مروان .. مامى بتهددنى بيك ،، متسبنيش وحياتى أنا بدأت أخاف من مامى أوى

– متخافيش يا مريم أنا جنبك ومش هسيبك طول ما أنا عايش
قالها بحنان بينما يدخلها ويغلق الباب بهدوء ،، جلست على الفراش تحاول أن تهدأ من بكاءها ، أقترب منها يعطيها بعض الماء وقال :-
– ممكن تهدى وتبطلى عياط بقي

أخذت منه كوب الماء ترتشف منه القليل ثم حدقت به حائرة وتائهة وقالت بجدية :-
– مروان تعال نتجوز

رمقها بذهول وقال مُستغربًا حديثها :-
– نتجوز .. ومامتك هتوافق ؟؟

– من وراءها أنا اللى هتجوز وأنا موافقة
قالتها وهى تقف أمامه،، صمت لوهلة من الذهول بينما يحدق بها بصدمة وملامحه الجامدة أجتاحتها الدهشة من قرارها وطلبها منه فى حين عقله يأبي هذا الطلب ويخشي فعلتها بينما قلبه يطيعها ويرفرف فرحًا بهذا الطلب الذي سيجعل محبوبته ملك له وحق له وحده وسيحميها من هذا العجوز الذى تريد والدتها تزويجها منه ،، عقدت ذراعيها أمام صدرها وقوست شفتيها للأسفل بضجر من صمته ثم سألته :-
– أنت مش عاوز تتجوزنى يا مروان؟ ولا مبتحبنيش ؟

ظل صامتًا مما أثر غضبها أكثر وأستدارت لكى ترحل مُنفعلة وحزينة من صمته لا تعلم أهو خوف أم أنه لم يحبها حقًا ، أستوقفها حين مسكها من معصمها يُديرها له بلهفة وقوة كأنه فاق الآن من صدمته وذهوله؛ هتف قائلاً :-
– أنتِ عارفة ومتأكدة أنى بحبك وعاوز أتجوزك بس أعملك فرح وتلبسي فستان نتجوز فى النور مش زى الحراميه ومن وراء أهلك

تشبثت به بقوة وتقول بضعف :-
– يعنى أتنازل عن الفرح ونتجوز ولا أتمسك بالفرح والفستان بس أكون عروسة لحد تانى

أومأ إليها بنعم ، ذهبت إلى غرفتها وجهزت حقيبتها وتركت الهاتف على الفراش وأحضرت ورقة وكتبت بها الوادع لوالدتها ثم خرجت من الغرفة ووجدته ينتظرها أخذها من يدها وذهب إلى المأذون بها وعقد قرأنها عليه ثم أخذها إلى شقة الشيخ زايد وعاد إلى شركته وكأنه لم يفعل شيء ولا يعرف عنها شيء ….

صعدت فوق الماء تلهث وتلتقط أنفاسها بصعوبة بعد أن كادت تنقطع تحت الماء وهى تفكر به ،، أتكأت برأسها على حوض الأستحمام، حاولت البكاء من ألم قلبها ولم تستطيع تجمدت دموعها مع برودة الماء وجسدها الذي إلتقط البرد من الماء ..
أخرجت نفسها من الحوض وإلتقطت المنشفة ثم خرجت من الغرفة ووجدت والدتها تجلس على المقعد تنتظرها وتأكل من طبق الكيك الذي بيدها بلا مبالاة وجحود قلب كـ مكعب ثلج وهناك فستان سوارية على الفراش وبجواره علبة قطفة زرقاء تحتوى على طقم من المجوهرات الإلماس فلم تعريها إى أنتباه وأتجهت نحو الخزينة الملابس لكى تخرج ملابس مُجففة لتبدل ملابسها المبللة …

سمعت صوت “فريدة” بنبرة غليظة وقوية تقول :-
– جهزى نفسك وألبسي الفستان عشان هتخرجى مع خطيبك

أستدارت لها ببرود أكتسبته من شدة الألم والصدمة ونزيف قلبها ثم قالت :-
– خطيبي مين ؟؟ أنا مش مخطوبة واللى فدماغك دا تشيليه منها تمامًا ،، نجوم السماء أقربك يا مدام فريدة الدمية بتاعتى خرجت عن ظل جناحك

مسكتها من ذراعها بقوة وحدقت بها بنظرة شرسة تكاد تقتلها فقالت :-
– أنتِ بتقولى أيه يا مريم ؟؟ وأزاى تكلمى والدتك كدة

نفضت ذراعها منها بأشمئزاز وقالت بصراخ :-
– والدتى أنا خدت عزاءها الله يرحمها أنتِ مجرد شبه فى الملامح والأسم بس ،، واللى فى دماغك تنسيه خالص

صفعتها على وجنتها بقوة وقالت بتحدى :-
– أنا هوريكى أزاى تكلمينى كدة ،، وهتجوزى غيث حتى لو أضطرت أنزل سارة للمأذون بدل عنك

أنزلت “مريم” يدها عن وجنتها بتحدي أكبر وثم رفعت حاجبها الأيسر لها وقالت :-
– أبقي أعمليها وأنا هبلغ عنك أنتِ وبنتك وهسجنكم وهيطلع جواز باطل ..

أتسعت عيناها بصدمة وقالت :-
– هتسجنى أمك وأختك

أربتت على كتفها بأشمئزاز ثم قالت بنبرة هادئة تثير غضبها :-
– ما قولتلك أمى اللى يرحمها والأخت اللى تأذي أختها يبقي تتسجن عادى ،، وخافى أووى من اللى قلبه مكسور وأنتِ السبب أنتِ اللى كسرتيه …

أخذت ملابسها وأتجهت إلى المرحاض لكى تبدل ملابسها المبللة وتركتها تشتاط غضبًا منها وعلمت بأنها الأن جريحة ولن تهتم لأحد كما قالت وتكاد تنفذ تهديدها إذا ضغطت أكثر عليها ،، خرجت من الغرفة مُتجهة إلى غرفتها …..

•••••••••••••••••••

دلفت “ريما” إلى غرفتها تتحدثها فى الهاتف بسعادة :-
– لا يا عم ،، قول والله …. مش معقول مروان أخويا أنا ،، لا يا راجل مروان ميعملهاش ويتجوز .. أنت متأكد .. طب أقفل أقفل هكلمك تانى

خرجت ركضًا إلى غرفة والدتها ووجدتها على الفراش مغمضة عيناها فقالت :-
– مروة ،، ميرو أصحي وشوفي أنا جايبلك أيه

فتحت عيناها بضيق وتعب ثم سألتها بعدم أهتمام :-
– خير

– أخبار لوز من اللى قلبك يحبها
قالتها بأنتصار وسعادة ،، لم تعريها والدتها أنتباه فأستكملت حديثها قائلة :-
– مروان أتجوز وطلق .. قومى ركزى معايا

أتسعت عيناها بذهول وأعتدلت فى جلستها بأهتمام سافر وقالت :-
– بتقولى أيه ؟؟ لا أحكيلى من الأول .. عرفتى أزاى وحصل أزاى وأتجوز مين ؟؟ مريم صح ..

أجابتها وهى تمسك يدها لتأخذها إلى الخارج :-
– أحكيلك .. مريم لما هربت كانت مع مروان وطلعوا متجوزين وعمته عرفت الصبح وراحت وطلقتهم بس تقريبًا أجبار أو حاجة مش فاهمة أوى

– مروان فين ؟؟
سألتها بفضول ،، فأجابتها قائلة :-
– لسه مرجعش

– ومش هيرجع ياختى ،، لو كلامك صح مش هيرجع
قالتها بأنتصار وبرودة أعصابه .. فضحكت وهى تنكزها فى خصرها واستكملت حديثها :-
– اجري روحى أوضتك وكأنك متعرفيش حاجة ،، سيبلى الطالعة دى

غمزت لها وضحكت بأبتسام ثم ذهبت إلى غرفتها بعد أن وضعت قنبلة مؤقتة على وشك الأنفجار بالقصر وتسقط الجدران عليهم …

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*

كان جالسًا بسيارته على حافة التل ينظر إلى القاهرة والطرق من الأعلى والسماء العتمة فوقه ينيرها ضوء القمر ويحيطه النجوم ،، مهمومًا وخائب الظن والأمل بقلب جريح ينزف .. قلبه يعاتب عقله ولسانه الذي نطق بتلك الكلمة وحررها من قيود عشقه وحبه لها وفتح لها الباب لتذهب إلى آخر ،، شعر بدمعة تذرف من جفنيه لأول مرة .. فقد والده ويعلم بأن الجميع يريدون كسره والهموم تتزايد على أعتاقه ولم ترمش عينه ولم يضعف قلبه وظل صامدًا يواجه الجميع حتى فقدها هى الآن لكى ينزف قلبه دماء بينما تبكي عيناه فأغمض عيناه مُستسلمًا لأوجاعه وخسارتها وظل هكذا حتى شروق الشمس ، فتح عيناه بهدوء بعد حرب قوية من الأفكار التى تواردت مع عقله ولا يعرف من صاحب الأنتصار القوي فهذا الحرب ،، أخرج هاتفه وأجري أتصال قائلاً :-
– عاصم ،، أعقد أجتماع لكل المديرون ومجلس الأدارة بعد ساعتين ضرورى .. هتعرف السبب فى الأجتماع سلام

أغلق معه المكالمة وأشعل محرك سيارته وقادها بسرعة جنونية ….

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*

دلفت “سارة” إلى غرفة أختها وتوقفت مكانها بصدمة مُندهشة حين وجدت “مريم” تقف أمام المرآة مرتدية ملابس رسمية للعمل لأول مرة بحياتها عبارة عن تنورة قصيرة تصل لركبتها سوداء اللون وقميص نسائى ذات اللون الأبيض تدخله بالتنورة وشعرها مسدول على ظهرها ومرفوع للأعلى من الجانبين وحذاء بكعب عالى …

هتفت “سارة” بتلعثم قائلة :-
– مريم أنتِ خارجة ؟؟ أيه اللى أنتِ لابسة دا

تنهدت بضيق مُستديرة لها وقالت ببرود :-
– رايحة لمدام فريدة الشركة فى موضوع شغل مهم لازم أكلمها فين

أتسعت عيناها بذهول وقالت بصدمة :-
– مدام فريدة ؟! دى مامى

أخذت حقيبتها وهاتفها ووقفت أمامها بثقة تقول :-
– دى والدتك أنتِ ،، أنا أمى متأدنيش ولا تحط مسدس فى رأسي وتقرر تقتلنى ،، أمي متكسرش قلبي ومتبقاش عارفة ومتأكدة أن سعادتى مع الإنسان دا وبحبه وتبعده عنى غصب عنى وعنه …

مسكتها من يدها بصدمة قائلة :-
– أنتِ ناوية على أيه ؟؟ كلامك بيخوفنى يا مريم

أبتسمت لها ساخرة وقالت بهدوء :-
– اللى المفروض يخاف مدام فريدة .. مش هى عاوزة الأنتقام أنا هنتقم بطريقتى ،، وحقي مش هتنازل عنه ،، وصلى الكلمتين دول للمدام عن أذنك عشان عندى ميعاد مع المحامى

تركتها وخرجت ،، أزدردت لعابها بخوف خاشية المستقبل القادم بعد أن أعلنت أختها هى الآخرى الأنتقام ألم تكتفي بوالدتها …

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*

فى شقــــــة المعـــــادى

خرجت “نيڤين” من الغرفة وهى تشعر بصداع حاد برأسها فهى بحاجة إلى ذلك المخدر التى تتعاطاه ،، لم تجد أحد بالشقة فعادت إلى غرفتها لكن توقفت بمنتصف الطريق حين فتح باب الشقة ودلفت “فريال” هتفت بسخرية :-
– أنتِ صحيتى أخيرًا أيه كمية النوم دا ياهانم فندق خمس نجوم هنا

– أنـا …..
لم تكمل حديثها حتى سقطت أرضًا فاقدة للوعى ،، هرعت “فريال” نحوها وإلقت حقيبتها على المقعد ،، ضربتها على وجهها برفق مُحاولة أفاقتها ولم تستطيع ،، صرخت بفزع عليها حين شعرت بنبضها ينخفض فأخرجت هاتفها وأتصلت بالأسعاف لتصل إليها بعد ربع ساعة وأخذتها إلى المستشفي …

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*

كانت الشركة فى حالة فوضى والجميع يتسائل عن سبب هذا الأجتماع الطارىء هذا ،، كان جميع المديرون يجلسون فى غرفة الأجتماعات ويتناقشون بصوت مرتفعة يسبب الضجة عن الأسباب المتوقعة لهذا الأجتماع حتى فتح باب الغرفة ودلف هو الآخر بوقاره صامتًا ثم جلس على المقعد المخصص له بمقدمة الطاولة الكبيرة فصمت الجميع .. حدق بهم بنظره أولاً بينما يلتزم الصمت ثم هتف قائلًا بجدية :-
– أنا هقبل مشروع المدينة الجديدة

قطعه مدير الحسابات بجدية وصرامة :-
– حضرتك عارف أن مفيش ميزانية فى الشركة والبنوك تكفي ربع تكلفة المشروع ولو مسلمناش فى الميعاد المحدد هنخسر كل حاجة وعليها الشرط الجزائي وممكن نوصل للأفلاس .. دا مش ممكن دا أكيد

كان جالسًا ببرود يحرك مقدمه يمينًا ويسارًا فهتف بثقة :-
– أنا قررت خلاص وكلمت مدير المشروع وقولتله .. دا مجرد علم بالشيء عشان كل واحد يعرف هو عليه أيه ويعمله

كان يحدق به بهدوء قاطع ويعلم بأنه سينتقم من نفسه على عشق تلك الفتاة وسينهك ذاته بالعمل دون توقف أو راحة لدقيقة وسيفعل كل شيء حتى يستطيع رد الوجع لتلك المرأة التى طبقت عليه الفراق وأبعدته عن محبوبته فهى لما تأخذ طفلتها فقط بل أخذت أخر شيء ممكن أن يضع الرحمة فى قلبه والأن لن يسلم أحد من نار غضبه ووجعه ،، قطعه “عاصم” بنبرة هادئة :-
– وهنكمل ميزانيات المشروع والمواد منين

– هنعمل قرض بضمان الشركة ،، أتصرفوا مؤظف البنك عندكوا كلمه … أسبوع بالكتير والتصميمات تكون على مكتبي فى شركات تانية مقدمة على المشروع والتصميمات هى اللى هتحدد .. المشروع لو أترفض أو مكملش السبب منكم يجهز نفسه لأحالته من منصبه

وقف من مكانه ليذهب مُستديرًا وقبل أن يتحرك ألتف لهم مجددًا وأستكمل حديثه :-
– اااااه كنت هنسي أنا أصدرت قرار مفيش أى تعامل مع شركة الفريدة للحراسات طقم الحراسة بتاع الشركة والقصر يتغير فى خلال ساعة ونفس الشيء ينطبق على شركات غيث السيوفى

خرج من الغرفة فذهب خلفه “عاصم” بأستياء فقال :-
– مروان أنت كويس

– مش بأكل وبشرب يبقي كويس
أجابه وهو يدلف إلى مكتبه بأهتياج ،، تنهد “عاصم” بضيق وقال :-
– هو الاكل والشرب اللى هيخليك تبقي كويس ،، أنا عارف أن قلبك …..

صاح به يقطع حديثه مانعه من أستكمل ما بدأه قائلًا :-
– دا ميخصكش يا عاصم دى حاجة أسمها خصوصية ولا متعرفهاش ،، هاتلى تفاصيل شغل فريدة مع غيث ومكالمات ريما ومروة من ثلاثة شهور وخدلى ميعاد مع مدام صفاء .. العيلة دى مينفعش معاها غير العين الحمراء

تنحنح بهدوء وهو لم يفهم شيء من طلباته وما ينوى فعله فخرج من المكتب ،، جلس بمقعده خلف المكتب صامتًا مُنهكًا وتساقط ذلك القناع وهيبة قوته المزيفة وفتح الدرج بالمفتاح وأخرج منه فلاشة ظل يحدق بها بهدوء ….

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*

∆∆ فــى شــركـــة الفــريـدة للحـراســـات الأمنيــة ∆∆

كانت جالسة مع “سليم” تباشر عملها صارخة بأحد المؤظفين قائلة :-
– مين سمحلك تسحب الحراسة من فيلا الشناوى بيه

– حضرتك بتستهلك مصروفات كتير وجاية بخسارة على الشركة وهو ضاعف العدد عن اللى متفقين عليه

– دى دعايا للشركة وحاجات متفهمش أنت فيها وأنا اللى ضاعفت العدد

دلفت السكرتيرة إليها وقالت بهدوء ورسمية :-
– أنسة مريم برا وعاوزة تقابل حضرتك ومعاها المحامى

أستغربت حديثها ووجود المحامى فتنهدت بضيق مُشمئزة من تصرفاتها وحدقت بـ “سليم” وأردفت قائلة :-
– خليها تدخل ،، أتفضل على مكتبك ومتتصرفش تانى من دماغك

دلفت عليها وتقابلت مع المؤظف على باب المكتب كأن بهيئة أمراة ناضجة تمامًا ،، ولجت إلى الداخل تحت أنظار والدتها و “سيلم” وجلست على الكرسي أمام المكتب واضعة قدم على الآخرى وقالت بهدوء :-
– أتفضلى أرتاحتى يا مدام فريدة هتفضلى واقفة كدة

– أيه اللى جابك هنا يا مريم
سألتها بهدوء وهى واقفة مكانها مُتكية بذراعها على المكتب بشراسة ،، فأجابتها بأستفزاز قائلة :-
– جاية أقولك أنى عاوزة نصيبى فـ ورث بابا ومعاكى يومين أنا حسبت نصيبي مع المحاسب وقالى حاولى ٥٠ مليون ج .. يومين ويكونوا فى حسابي فى البنك

صعقت من حديثها وطلبها المفاجىء وأزدردت لعابها بقلق وسألتها مُجددًا :-
– وأيه اللى فكرك بورثك دلوقتى ،، أنا معيش سيولة أدفعلك المبلغ دا دلوقت أول السنة يكون عندك

وقفت من مكانها بغرور وضربت المكتب بيدها برفق تثير غضبها وأردفت بتهديد واضح وصريح :-
– يومين بالظبط ٤٨ ساعة ،، ٤٨ ساعة ودقيقة هيكون المحامى فى المحكمة ورافع قضية بتهمة السرقة وأخد حقي بالقانون … عن أذنك

أخذت حقيبتها والمحامى وخرجت من المكتب ،، سقطت “فريدة” على كرسيها بصدمة من جحود أبنتها وتهديدها وأردفت مُحدثة “سليم” بتلثعم سافر :-
– شوفت مريم بتعمل فيا أيه يا سليم

– أعذريها مريم طيبة بس مجروحة وأنتِ اللى جرحتيها وأنا ياما قولتلك أنتقامك هيتقلب عليكى ويأذيكى فى بناتك مصدقتنيش

– أعمل أيه ؟؟ أجبلها منين ٥٠ مليون ج أنا كل الفلوس حطتها فى الشركة والسوق ……….

والشرب اللى هيخليك تبقي كويس ،، أنا عارف أن قلبك …..

صاح به يقطع حديثه مانعه من أستكمل ما بدأه قائلًا :-
– دا ميخصكش يا عاصم دى حاجة أسمها خصوصية ولا متعرفهاش ،، هاتلى تفاصيل شغل فريدة مع غيث ومكالمات ريما ومروة من ثلاثة شهور وخدلى ميعاد مع مدام صفاء .. العيلة دى مينفعش معاها غير العين الحمراء

تنحنح بهدوء وهو لم يفهم شيء من طلباته وما ينوى فعله فخرج من المكتب ،، جلس بمقعده خلف المكتب صامتًا مُنهكًا وتساقط ذلك القناع وهيبة قوته المزيفة وفتح الدرج بالمفتاح وأخرج منه فلاشة ظل يحدق بها بهدوء ….

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*

∆∆ فــى شــركـــة الفــريـدة للحـراســـات الأمنيــة ∆∆

كانت جالسة مع “سليم” تباشر عملها صارخة بأحد المؤظفين قائلة :-
– مين سمحلك تسحب الحراسة من فيلا الشناوى بيه

– حضرتك بتستهلك مصروفات كتير وجاية بخسارة على الشركة وهو ضاعف العدد عن اللى متفقين عليه

– دى دعايا للشركة وحاجات متفهمش أنت فيها وأنا اللى ضاعفت العدد

دلفت السكرتيرة إليها وقالت بهدوء ورسمية :-
– أنسة مريم برا وعاوزة تقابل حضرتك ومعاها المحامى

أستغربت حديثها ووجود المحامى فتنهدت بضيق مُشمئزة من تصرفاتها وحدقت بـ “سليم” وأردفت قائلة :-
– خليها تدخل ،، أتفضل على مكتبك ومتتصرفش تانى من دماغك

دلفت عليها وتقابلت مع المؤظف على باب المكتب كأن بهيئة أمراة ناضجة تمامًا ،، ولجت إلى الداخل تحت أنظار والدتها و “سيلم” وجلست على الكرسي أمام المكتب واضعة قدم على الآخرى وقالت بهدوء :-
– أتفضلى أرتاحتى يا مدام فريدة هتفضلى واقفة كدة

– أيه اللى جابك هنا يا مريم
سألتها بهدوء وهى واقفة مكانها مُتكية بذراعها على المكتب بشراسة ،، فأجابتها بأستفزاز قائلة :-
– جاية أقولك أنى عاوزة نصيبى فـ ورث بابا ومعاكى يومين أنا حسبت نصيبي مع المحاسب وقالى حاولى ٥٠ مليون ج .. يومين ويكونوا فى حسابي فى البنك

صعقت من حديثها وطلبها المفاجىء وأزدردت لعابها بقلق وسألتها مُجددًا :-
– وأيه اللى فكرك بورثك دلوقتى ،، أنا معيش سيولة أدفعلك المبلغ دا دلوقت أول السنة يكون عندك

وقفت من مكانها بغرور وضربت المكتب بيدها برفق تثير غضبها وأردفت بتهديد واضح وصريح :-
– يومين بالظبط ٤٨ ساعة ،، ٤٨ ساعة ودقيقة هيكون المحامى فى المحكمة ورافع قضية بتهمة السرقة وأخد حقي بالقانون … عن أذنك

أخذت حقيبتها والمحامى وخرجت من المكتب ،، سقطت “فريدة” على كرسيها بصدمة من جحود أبنتها وتهديدها وأردفت مُحدثة “سليم” بتلثعم سافر :-
– شوفت مريم بتعمل فيا أيه يا سليم

– أعذريها مريم طيبة بس مجروحة وأنتِ اللى جرحتيها وأنا ياما قولتلك أنتقامك هيتقلب عليكى ويأذيكى فى بناتك مصدقتنيش

– أعمل أيه ؟؟ أجبلها منين ٥٠ مليون ج أنا كل الفلوس حطتها فى الشركة والسوق

جلست بسيارتها غاضبة، حزينة، مكسورة، مُشتاقة، ضعيفة، هزيلة و مصطنعة القوية وهذا ما يزيد أوجاعها .. أسندت رأسها على المقودة وجهشت فى البكاء بقوة قلبها يخبرها بأن تذهب له وهو سيغفر لها تنازلها عنه وسيضمها فى حين عقلها يخبرها بأنه لن يغفر ما فعلته وتركها له رغم أنه تمسك بها فهى من جرحته … ضربت المقودة بيدها بقوة مرات متتالية وتذرف دموعها بل توقف حتى تورمت يدها وزادت أحمرارًا ،، مسحت دموعها بعنف وأشعلت محرك سيارتها غيظًا من فعلتها وقادها قلبها إلى شركته ولم تتجرأ بنزول من سيارتها والصعود له حتى رأته عن كبث يخرج من الشركة برفقة “عاصم” ويركب سيارته وقاد به السائق

– تحب نوقف هنا ؟!
قالها “عاصم” بعد أن لاحظ عيناه تختلس النظر لها بعد أن رأى سيارتها تقف هناك وهى بالداخل ،، عاد بنظره للأمام وقال :-
– لا ،، ودينى شقة الشيخ زايد

أشار إلى السائق بالإيجاب دون أن يتفوه بكلمة واحد فجرحه جديد وينزف وألمه مُضاعفة ….
تنهدت تنهيدة قوية مزقت رئتيها وهى تخرج منها وكسرت ضلوعها الواهنة ثم أخرجت هاتفها وأجرت أتصال بأمريكا :-
– Hello , can you help me ??… Yes , I’m waiting for you .. good bye …

يتــــــــبــع ………….

error: