رواية حكاية سيلا

 

الفصل الثالث عشر

 

 

ردت بهدوء ترسم ابتسامة تجيدها في مواقف الوداع المؤلمة سأفعل ولكن لا تقلق مثلما تفعل دائما و دفعت العربة للداخل

نظر لها حتي اختفت من أمامه ونظر للطريق وصعد الي سيارته وجلس لمدة منتظرا ليتأكد انه لن يحدث شئ لها

ابتعدت هنا عن الأنظار لتمسك بالهاتف وتتصل علي هذا الغريب ليقول لقد فعلت كل شئ ولكنه في حالة غير مبشرة للأبد تحتاجين لمن يرافقكم

علي صوتها بالحديث كيف ماذا حدث له

عندما وجدته رأيته نائم علي السرير عاري الجسد خالي من الملابس وبداخله كمية كبيرة من المخدر لا اعرف كيف أخذها و وصلت لجسده

تكلمت بصوت منتظم أين هو

تكلم سأنهي كل الأوراق لقد وضعته علي كرسي متحرك ولكن أمني دخولك مصر لان هناك ستظهر المشكلة

تكلم بامتنان لا تقلق كل شئ سيكون بخير ان شاء الله

ارتسمت ضحكة علي زاوية فمه وقال سأقابله عند تفتيش الحقائب

تكلمت باقتضاب حسنا

نظرت لوجهه الشاحب وهي تقترب منهما محاولة عدم إظهار اي رده فعل أمامه

نظر لها من بعيد وقال بهدوء لما تهتمين به لهذا الشكل وما هذه الفتاة

تكلمت بهدوء ابنتي أقصد ابنتنا

نظر له وقال ألهذا إهتممت بأحوالهم الاقتصادية و اهتممتِ بأمر الفضيحة

ردت بجزء من الحقيقة نعم ما ذنب الطفلة ان تشير وتري والدها هكذا ونظرت له نظرة ذات مغزي هناك من قال ذات مرة لي يجب علي الشخص ان يتحمل أخطاؤه ويحاول ان يصلح من نفسه ولا يشعر من حوله بما يحدث له وان ما فعله خطأ مهما كان الخطأ فبإمكان المرء ان يغيره لحقيقة جميلة وقد علمت ما المغزي منها اليوم سأفعل اي شئ لصالح ابنتي ألا تشعر ان والديها أخطئوا بالارتباط من البداية سأصلح الأمور مهما حدث

نظر لها نظرات لم تفهمها وقال الهذا لم تتأثري لابتعادي

نظرت للأشخاص حولها وقالت لم يحدث يوما ان افكر في الابتعاد عنك ولكن تصرفاتك ونظرة التحدي تلك هي من ألمتني عندما كنت اختارك واقف أمام الجميع وأقول تغير وانت هنا تفعل الخطأ وعندما يواجهوني انكر ان هذا أنت وعندما رأيتك بأم عيني هل لي ان أواجههم بتلك الثقة من أين ساجلبها وانا رأيتك في وضع غير لائق

تمتم بأسف وقال اعلم انني وضعتك بمواقف محرجة جدا اعترف بهذا ولكن لم احب شخص اكثر منك هنا انت من تسكنين قلبي

هربت دمعة فاره من مقلتيها و قالت بصوت مهزوز وبانفاس مرتفعة وماذا سيفعل الأسف الآن هل سيغير مما فعلته في الماضي وكم المواقف التي وضعتني فيها

حاول ان يتقدم ليمسح عبرتها فتراجعت خطوة للخلف وقالت لم يعد لك حق الآن انت الآن صديق الجأ اليه في وقت كهذا اعلم انه سيساعدني ويواسيني ورسمت ابتسامة حزينة انا الان متزوجة وأم لفتاة لم يعلم عنها حد ويجب ان اخفي اخطاء زوجي لكي لا تتاثر ابنتي فلن تتحمل ان تري والدها ووالدتها يفعلوا المزيد من الأخطاء رفعت سيلا وجهها لذلك الواقف واعطته ابتسامتها العذبة كمن يشكره علي انقاذ والدها

تكلم ذلك الواقف بعيون متأثرة وقال ما شاء الله ابنتك جميلة يا هنا ما اسمها

تكلمت هنا بصوت متأثر بالبكاء سيلا

هل هذا له علاقة بالماضي للمرة الألف اعتذر لك عما فعلته بصدق ويجب ان اقول انك ان احتجتني سأكون في الخدمة ولكن سامحني ان فعلت لك شئ وانت لا تعلميه

تكلمت هنا وهي توزع تلك الابتسامة الساحرة اعلم انك لا تفعل مت يؤذيني لقد تغيرت للأحسن بكثير اشكر الله انه أخرجني من حياتك لتبدأ من جديد وتكون أفضل من ذي قبل

نظر لها بامتنان ونظرات الألم كست ملامحه وقال بصوت حزين لقد تذكرت أمراً يجب ان أغادر الآن ولا تخافي لن يحدث شئ يقلق هنا وذهب مسرعا في لمح البصر تركها تنظر اليه وهو يختفي لتجلس وتضع يدها علي وجه أسر بتوتر وتقول شكرا لانك ساندتني بوجودك أمامه لقد كنت خائفة من المواجهة لقد كذبت قليلا ولكن هذا أراحني قليلا انه تغير وان حياتي لم تتوقف عند هذه النقطة

خرج مسرعا يركب سيارته لكي يحاول منع ما قد يؤذيها

كرم لم يستطع النوم ولم يعلم كيف يتصرف بهكذا فتي غير مسئول بدأت سحابه من الأفكار السلبية تحاوطه ولم يسعفه الا ان يذهب لخليل طرقات في منزل خليل جعلت سنا تتوتر وتذهب مسرعة في خوف لتجد كرم متخلي عن باب التحفظ والهدوء ويدخل المنزل قائلا أين خليل أريده بسرعه

توترت وقالت هل حدث شئ لابنتي

نظر اليها وحاول طمأنتها وقال لا لا هي بخير ولكن اريد خليل في مشكله تخص العمل

وهل لا تستطيع ان تتأجل

نظر كرم لها وقال هل هناك ما يحدث

تكلمت سنا بهدوء لا ولكنه مرهق مذ رحيل هنا فالأولاد اتعبوه في العمل قاطعهم نزول خليل وهو يقول هل ستجعلي كرم يقف طوال اليوم

نظرت له وهو ينزل بتأني وقالت لا لا تفضل يا كرم ماذا تشرب

رد خليل بهدوء كوبين قهوة واجعلي احد يجلبه الي المكتب وارتاحي

دخل خليل تبعه كرم الي المكتب  وقال لم اعد أستطيع التفكير سأصاب بذبحة مما يحدث

تكلم خليل لم افهم لحديثك شئ في الهاتف تكلم بهدوء

قص كرم عن امر الرقم المجهول وذلك البريد الذي يوجد به ابنه وهو يشرب كل أنواع المسكرات والفيديو وهو ينام مع فتاه وهذه الفتاة تكون غدير زوجته الأولي

صوت تكسير ووقوع الصينية من يد سنا ونظرات الصدمة تعتليها وهي تستشف عن الحقيقة منهم ونظرات الصدمة التي اعتلت وجه الرجلان ليتكلم خليل بصوت شبه مرتفع الم اقل اخبري احد ان يجلبه لما جلبتي القهوة بنفسك

تكلمت وملامح الصدمة عليها لقد سمعت اسم غدير ماذا فعلت بابنتي

نظر كرم لخليل الذي أخذ يفكر بما يجيبه بحرص انها قاطعه كرم قائلا انها تحاول توريطنا بمشاكل في العمل

تكلمت سنا بهدوء مشاكل في العمل فقط أهي لن تؤثر او تورط ابنتي بأمر

تكلم خليل منهيا الحديث بصوت منفعل هل نترك العمل ونتسامر في أمور ليس بها أهمية

نظرت له بحنق وقالت سأجلب كوبين قهوة

تكلم خليل لا نريد اغلقي الباب خلفك

خرجت وهي تحاول ان تطمئن نفسها

تعال صوت تنفسها من القلق تنظر بجانبها له ولوجه الشاحب شبيه بالأموات وتقول محاولة طمأنه نفسها سيكون كل شئ بخير لن يحدث شئ سنصل بهدوء الي المطار لتمسك سيلا بيدها وتبتسم كمن يبثها الأمان التي تحتاجه في هذا الوقت كالقشة التي يتمسك بها الغريق خوفا من الموت تبتسم لتشعبها بالدفء والأمان والطمأنينة لتشدد هنا من احتضانها لتستند منها قوة لتتحمل ما يحدث  لتفكر كيف ستخبرهم بأمر عودتهم بهكذا وضع وما حدث مع أسر كيف ستقول ان الأوضاع تفلت من بين يديها

القلق يعتصر كرم وخليل عندما اتصلا بهنا ولم تجيب أرسلا لها بريد كي ترد بسرعة ولكن لا إجابة توتر اعتلي ملامحهم

نزلت هنا من المطار وقد اتصلت بمن يقلها بالخفاء ليوصلها الي شاليه شرم الشيخ كما هو محدد لهم انهم سيعودون من السفر الي شرم الشيخ ليقضوا شهر العسل ابتسمت عندما وجدته بانتظارها فرددت اسمه إياد

ليفاجئها باستدارته وابتسامته التي تجذب الفتيات له ليصدم بمنظرها وهيئتها ومن معها ووقف بزهول غير قادر علي الاستيعاب تكلمت هنا لتنتشله من صدمته خذ الحقائب وضعها في السيارة هل تريد ان يكتشف الناس امري

أشار بإيماءه وهو في حالة الذهول ليحمل الحقائب ويضعها ويدخل أسر بكرسيه داخل السيارة وتجلس هنا وسيلا بالمقدمة

ليتكلم وسط ذهوله ماذا يحدث كيف هذا

لتنظر هنا له وهو في حالة محاولة الاستيعاب من هذه ليتفاجأ بسيلا تضحك بصوت يشبه هنا عندما تشعر بالأمان ليقول لا لا ابنتك مستحيل

لتضحك هنا وتقول بالتأكيد سيلا فتاتي الصغيرة وأسر

تكلم وقال لما يجلس علي كرسي متحرك ووجه كالأموات

لتقول هنا بتوتر لا اعلم ما اصابه لقد كان بخير و حدث ما حدث

ضحك إياد محاولا تلطيف الجو والاستيعاب كيف هذا اريد ان اعرف ابنتك كيف وانت متزوجه من فترة قصيرة

تكلمت بهدوء لن اجيب يحق لي الصمت

ابتسم إياد وقال يكفي ان اراك سعيدة سأفرح لك مهما يحدث

تمتمت له بالامتنان والشكر وقالت هل بإمكانك ان تحضر طبيب ولكن لن يتكلم ويكون في السر

تكلم إياد وقال إذا أردت طبيب لا يعرفك يجب ان لا تذهبي للشاليه بإمكانك المكوث في شقتي ومن يتكلم ساقول صديق يجلس بها حتي اعود من القاهرة وبإمكان الطبيب ان يحضر ولن يكتشف احد الأمر

نظرت له هنا بتفكير

فتكلم إياد هذا لمصلحتك لانه سياخذ فترة في العلاج بهذه الهيئة وانت أيضا زواجك احدث جلبة في الوسط الاقتصادي فإذا رآك احد هنا بدونه وبتر باقي حديثه

تكلمت هنا بهدوء ولكن سنتعبك هكذا انت تعلم اني لن أستطيع الخروج في شقتك أيضا

تكلم إياد سأخبر الجميع ان هناك من يسكن في شقتي وإذا احتجت شئ اطلبيه من حارس البناية وعن النظافة فاخبريه وسيجلب زوجته للتنظيف

تكلمت بهدوء وقالت اريد ان اسحب مبلغا من المال

ابتسم إياد وقال ساقف أمام ماكينه للصرف

أكملت هنا وسأدفع لك ثمن مكوثي في شقتك

تكلم إياد معترضا مبررا انت اختِ كيف أخذ المال من اختي لا لا انت تجرحني رجولتي

تكلمت هنا بهدوء اذن أوصلني الي الشاليه ويحدث ما يحدث لم يعد يهم

تكلم إياد وقال وإذا اكتشف احد

تكلمت بهدوء والتكلم بصوت متهكم لا يريد اخي ان يساعدني ماذا افعل ونظرت له بوجه عابث

تكلم مجيبا سارسلك الي شقتي ما تطلبيه ادفعي ثمنه ولكن ثمن مكوثك في الشقة فلا اريد

ابتسمت هنا وقالت بصوت سعيد اتفقنا اخي ولكن لا تتأخر في المكوث في القاهرة فأنت تعلم اني لا أطيق الجلوس بمفردي في مكان لا اعلمه وانا لست وحدي لاتفحصه وأيضا لا تخبر أحد بوجودي هنا هل فهمت

ابتسم إياد وقال حسنا كما تشاء الأميرة

دلفوا الي الشقة عبارة عن غرفتين وحمام صغير ومطبخ يفتح علي الصاله الكبيرة يوجد بها بلكونة تحيط بالصالة والغرفتين وأساس عصري مرتب وبسيط بمختار بحرفية ومهارة كل شئ متناسب مع بعضه الشقة ممتازة من كل شئ بها تكلم إياد وقال سأذهب لأحضر الطبيب وأجلب لكم بعض المتطلبات اللازمة ليومين أو ثلاثة

اشارت هنا بإماءه موافقه وقالت طبيب ماهر يا إياد لانه متدمر كليا

نظر لها بهدوء وخرج ادخلت الحقائب الغرفة الواسعة التي ادخل بها أسر عند دخولهم ووضعت سيلا علي السرير بجوار والدها وبدأت بإخراج الملابس لتعيد ترتيبها في الدولاب عندما انهت من تفريغ الحقائب أمسكت الحاسوب تتفحص صندوق البريد لتجد الغدير من الرسائل من والدها ووالد أسر لتقرأ هل حدث مكروه

ماذا حدث مع أسر

هل غدير اثرت علي أسر

أرسل خليل بريد لما بعث لكرم وقال هذا ما أرسل إلينا ماذا حدث معكما

طمأنيني بنيتي

كيف يحدث هذا

هل ستدمرين زواجك

ردت علي والدها بعدما شاهدت ما أرسل وارسلت بتوتر ونهران من الدموع يجريان علي خديها ما هذه الأشياء من أرسل تلك الترهات ومن قال انني ادمر زواجي

وارسلت لكرم بسرعه أسر بخير لا تقلق لم يحدث شئ مما تظنان وأغلقت الحاسوب بسرعة وتوجهت الي الحمام لتفرغ ما بجوفها وتغسل وجهها لتداري تلك الدموع التي تنساب رغما عنها وتخرج تجلس بجواره وتمسك بسيلا لتحتضنها تستشف منها الدفء والحقيقة لعلها تهدأ من تلك الحرقة بداخلها يضغط إياد علي زر الجرس ليعطي لها علم بدخوله تزيل تلك الدموع وتحمل سيلا علي ذراعها وتقف بجوار السرير فيدخل إياد والطبيب خلفه ليفحص أسر ليتحدث الطبيب وهو يقوم بالفحص ماذا كان يفعل

لتتحدث هنا بتوتر وبخجل من الموقف لقد سهر و جسده يحمل كميه كبيرة من المخدر ونوع من السميات بطيئة المفعول وتتحدث مع الطبيب وهو ينظر لها لمعرفتها بوضعه وتركها له حتي الآن لتكمل لا يمكنني علاجه في المستشفي هل يمكنك طلب ما تريد مقابل شفاؤه هنا

لينظر الطبيب قائلا اي وضع تضعين نفسك به انه الان في وضع خطر ويجب رعايته وفحصه والعناية به يجب ان يضع تحت الملاحظة الطبية يجب ان يذهب الي المشفي

لتنظر له هنا بتوسل ارجوك أيها الطبيب أنقذه لا يمكنني الذهاب الي المشفي اخبرني ما تحتاجه وساجلبه ولكن لا يمكنه ان يذهب الي المشفي

لينظر إياد بصدمة ويقول موجها حديثه للطبيب بإمكان توفير المستلزمات التي تريدها يا دكتور راسل

لينظر راسل لهنا ما سبب توترك وعدم ذهابه للمشفي

لتتكلم هنا إذا ذهب الي المشفي سيقتل أيها الطبيب

ليقول راسل وهو هنا سيموت بالبطئ

لتقول هنا ما تطلبه من أدويه واجهزه سأوفرها لك ولكن أنقذه ولا تقل شئ عن ذهابه للمشفي

تردد الطبيب وبعد إلحاح منها ولكن لن اسأل إذا حالته تدهورت

ردت بسرعة وبقلق كيف لك ان تقول هذا قلت سأوفر لك ما تريده من معدات ولكن افعل ما يتوجب لك فعله لانقاذه

نظر الطبيب لها وهو يرسم ابتسامه انتصار وتعجيز لها لتسرعها بتفكير في انها ستجلب له الأدوات الطبية التي يحتاجها  وقال سأكتب علي ما اريده وعلي الأدوية لتعطي إياد الورقة وتقف بجانبه وتعطيه رقم هاتف ليتحدث معه بانه يريد مستلزمات طبيه لعيادة جديدة سينشأها

ليلتقط الهاتف ويتحدث معه وينتهي من الحديث ان المعدات سترسل غدا في الثانية ظهرا

لتنظر بأمل لإياد وهو يقول للطبيب لتسترسل في الحديث هل بإمكانه الصمود وعلاجه للغد بدون معدات لينظر راسل لها بتعجب ويقول هذه التحليل المطلوبة وسأحضر ممرضة تلاحظه بالنهار ولكن ليلا لن أستطيع لتقول بتوتر سأعطيها المبلغ التي تريده ولكن تبيت لتتابع حالته لينظر بتفكير سأنظر في الأمر ولكن لست متاكد من الأمر

سكوت صمت امتلأ أنحاء الغرفة توترت الأنفاس والطبيب يجلس معه طيلة الليل ولكن لا حركة صمت من داخله تجلس علي كرسي تنقل ببصرها بينهما وبين سيلا النائمة علي فخذيها ممسكة بتلابيبها خائفة طوال اليوم يوم طويل مرهق لم تسمع صوته انفاس بطيئة منه هي ما تسمعه ليتكلم الطبيب بهدوء لقد بدأ بالتحسن ولكن سيتعافي ببطء شديد ولإياد الذي نام نوما عميقا علي الأريكة الملحقة بالغرفة

 

error: