أسير صورتها

الفصل الثاني!


صور مين اللي اتعرضت في الأستوديو ؟؟؟؟

سألت لافندر شقيقتها سما وهي تشعر بغضب، بعد ان اخبرتها أن صور ثلاثتهم معروضة بفاترينة الاستوديو

استنكرت فعلة هدير وعدم رجوعها لهما قبل الموافقة علي طلب المصور ..فما الضرر وهما محجبات محتشمات.. فلما الرفض!

سما : والله يا لافندر غلطتها جامد واتخانقت معاها وهي قالتلي انها بكرة او بعده بالكتير هتروح تسحب الصور من الاستوديو ..

لافندر: وانا هستناها ؟ بكره من النجمه هروح انا واخد صورنا ..مش هنبقي فرجه للناس على اخر الزمن بسبب الهانم صاحبتك المجنونة

سما : خلاص بقي يا لافي اهدي مش مستاهلة
لولا اعجاب صاحب الاستوديو بينا وباحتشامنا وجمالنا الطبيعي بدون مكياج ماكانش هيحب ينشر صورنا.. هدير قالتلي انه حب يثبت ان البنت مش لازم تعمل وشها مهرجانات عشان تطلع حلوة…
واضح انه متعقد من اللي بتعمله البنات في وشها ونفسها الأيام دي، وشاف فينا نموذج مخالف ومحترم حب يعرضه .. وجهة نظر يعني!

لافندر : حبيبتي بردو مش مبرر.. وهدير تعدت حدودها اما وافقت بالنيابه عننا .. اه هي طيبة.. بس متهورة ومايصحش اللي عملته ده..هيبقي ليا معاها عتاب كبير لما اشوفها..!


وصلت لافندر اللي الاستوديو بمفردها وألقت التحيه:
_السلام عليكم ..
صاحب الاستوديو : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته..

لافندر: حضرتك عارض في الفاترينة صور ليا انا واختي وصاحبتنا..

صاحب الاستوديو:
ايوة يابنتي فعلا..استأذنت صاحبتكم وهي وافقت..

لافندر: عارفه حضرتك مش غلطان .. هدير هي اللي غلطانة اما وافقت بدون ماترجعلنا .. وعشان كده جيت اخدها ..وأسفة ليك بس مش حابة صورنا تتعرض لحد …

منحها صاحب الاستوديو نظرة اعجاب هاتفًا:

سبحان الله .. شتان بينك وبين غيرك يابنتي الايام دي..بتيجي بنات كتير وتعمل في نفسها البدع ..وهي ساعات اللي تطلب تعرض صورها.. بدراعتهم العريانة ..وشعرهم المكشوف ..وانتي المحجبة المحتشمة اللي اتصورتي بوشك طبيعي ..
رفضتي عرضهم ..عموما يابنتي أسف لو ضايقتك!

وذهب ليحضر لها الصور، مع تكرار اعتذاره لها بتهذيب متمني لها التوفيق!


سما :لافندر ..هدير على التليفون وعايزاكي ..

لافندر ملتقطة الهاتف بوحهٍ عابس: ازيك ياهدير !

اجابت : الله يسلمك يا لافي.. انا عارفة إنك زعلانة مني اوي بس والله ماقصدت اعمل حاجة وحشة .. صاحب الاستوديو اما شرحلي هدفه
حسيت ان مافيهاش حاجة خصوصا اننا الحمد لله محجبات وقلت كام يوم وهتتشال .. بس عندك حق كان لازم استأذنكم.. ارجوكي ماتزعليش يا لافي والله نيتي كانت خير …

لافندر بعد لانت قليلا لاعتراف هدير بخطئها:

خلاص ياهدير محصلش حاجة ..أهم شيء انك اعترفتي بغلطك ..وعارفه ان نيتك خير ياحبيبتي ..عموما أنسي ياستي موقف وعدى .. وانا سحبت كل صورنا الصبح وصاحب الاستوديو كان ذوق جدا .. واعتذر رغم انه مش غلطان ..وفهمني قصده النبيل .. بس كمان تفهم رفضي واخدت الصور ببساطة ومشيت ..

هدير بمرح : يعني صافي يا لبن يامزة
لافندر ضاحكة : خلاص ياستي لبن وقشطة كمان..وتعالي بقي بالليل نسهر سوا انا وانتي وسما هعمل فشار وحاجات حلوة ونتفرج على مسرح مصر

هدير بسعاده : أيوة بقا احبك وانت رايق ياكبير ههههههه واهو بالمرة امي عاملة بيتفور للعيد تحفففة هجيب منه شوية ونخربها بقي .. بلا ريجيم بلا كوليسترول ?


لم تغب ملامحها عن مخيلته لحظة واحدة..
تحتل تفكيره بشكل لا يفهمه .. لا يعرفها لتشغل عقله بتلك الطريقة الملحة..لا يعرف حتى اسمها..أبتسم لا اراديا وهو يتخيل اسم تلك الملاك ..
جنه ؟؟؟ ياسمين ؟؟ حنان ؟؟؟

يا الله ماذا اصابك ياجواد !!!

لو قصصت لأحدٍ ما يحدث لي ..سينعتني بالجنون والعته والمراهقة المتأخرة..

أأكون عاقلا رزينا وانا في سن صغير .. وعند نضوجي..

اصبح مهوسا لمجرد صورة تحتل خيالي بالايام ؟؟؟؟

تسيطر علي رغبة مجنونة اخطط لتنفيذها .. لما لا اذهب لاشاهد صورتها مرة اخري ..مختلا يا جواد .. ؟!! …..نعم انا كذلك ..!!!

ولن يضيرني بعض الجنان مادمت مستورا ..

ولا يعلم عن اختلالي هذا أحدا..

سيظل سري الوحيد بيني وبين نفسي …

وانتصب على قدميه عازمًا الذهاب الي نفس الاستوديو .. ورؤية صورتها مرة اخري .. ربما اكرمه الله وقابلها هناك قدرًا ….!!!


أنقابضة بقلبه.. وخيبة أمل أنتابته.. عندما لم يجد صورتها..!
وكأن شيئا ما ضاع بداخله!
يشعر بفراغ يشبه فراغ الواجهة من صورتها الآسرة!

أين هي ؟! أين صورتها.. ؟ ومتى أصبحت له بتلك الاهمية؟!

لما كل هذا الحزن الذي اعتراه لأختفاءها ؟!!!!!

هل انتهي الأمر هكذا؟!
ولكن كيف ينتهي أمرا لم يبدأ بعد ؟!

ربما يُعد تصرف غير مسؤول إن دلف وسأل عنها حيث كانت!

آه يا جواد! مجرد صورة بعثرت سلام قلبك وعقلك ..!!!!!

ووصلت بك لمرحلة الجنون وفقدان السيطرة على ذاتك.!!

فكل مايحدث لا يمت للمنطق والعقل بصلة.. !!!

حسنًا..فليكتمل جنوني وأذهب للسؤال عنها
ربما كانت فرصة لمعرفة اي شيء عن فتاتي المجهولة!


جواد :السلام عليكم..
صاحب الاستويو: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته! تحت امرك يابني .. اي خدمة ؟؟؟

جواد الذي يقف وينتابه حرج شديد من تصرفه!
هل يقف الان يسأل عن صاحبة الصورة بكل وقاحة؟!!! ماذا يقول للرجل وكيف يبدأ..!!! وماذا سوف يظن به !!!

لا مفر من السؤال ياجواد انطقها يا رجل !!
فالتراجع لم يعد خيارًا مطروحًا ..!!

حسم الأمر قائلا :

الحقيقه انا بسأل عن صورة بنت كانت معروضة برة من يومين

الرجل متعجبا : أي صورة يا بني ؟؟؟
عندي صور كتير.. كل يوم بتتغير.. تقصد مين ؟؟؟!!!!

جواد وقد بلغ منه الحرج اقصي درجاته:

هي بنت كانت لابسة حجاب اخضر وعليه نجوم سوده وعنيها عسلي و………..

قاطعه الرجل: أيوة انا عرفت تقصد مين ..
بالامارة كان وشها خالي من أي مكياج صح ؟؟؟

جواد بلهفة : ايوة هي .. فين صورتها ؟؟؟ ليه مش موجودة مع الصور المعروضة؟

تأمله صاحب الاستوديو وضاقت عيناه بتساؤل وفضول..لم يخفي على جواد..فأجاب سؤاله الغير منطوق:

_ أنا عارف إن حضرتك مستغرب سؤالي بس!

وصمت .. لم يجد تفسير يقوله .. وهل هناك مايقال؟!

كم يشعر بالحرج الآن! كيف يبرر سؤاله عنها؟!!!

قرأ العجوز بفراسته حيرته وفهم ما يدور بخلده..

و أراد أن يعفيه من إجابة يتضح انعدامها لدى جواد

فقال : هي جت من ساعة خدت صورها وصور اختها وصاحبتها .. ومشيت ..!!!

اتسعت عين جواد دهشة ولم يتفوه بشيء…

فواصل الرجل قائلا :

زعلت ان صورها اتعرضت في الفاترينة.. مع اني استأذنت صاحبتها بس شكلها زعلت من كدة..
و جت بنفسها من شوية واخدت كل الصور ..!!!

لم يتردد بعقل جواد سوى بضعة عبارات ..

كانت هنا ؟؟؟ !!!! منذه ساعة فقط كانت هنا ..!!
ربما وقفت بنفس مكانه .. هنا ….

ثم توالت التساؤلات بعقله دفعة واحدة ..

لما لم يأتي مبكرأ ؟؟؟؟؟ لما لم تنتظره قليلا او تأتي متأخرة !!لما لم يحالفه الحظ ويراها … لما ولما ولما….

ستفقد عقلك ياجواد … أصبحت مهوسا مختلا آسيرا..

آسيرا لفتاة لا تعرف عنها شيء……..!!!!!!


هي طنط رجاء جاية أمتي من عند اهلها في اسكندرية؟؟

لافندر : المفروض انهاردة يا سما …

فهتفت : الواد خالد وحشني اوي .. تعرفي يا لافي
دي الحسنة الوحيدة لمرات ابوكي .. انها جابت خالد

لافندر بابتسامة حانية : ربنا يحميه ويبقي راجل مافيش زيه

سما : كان نفسي خالد يبقي اخونا من أمنا رحمة الله عليها ياريت بابا ماكانش اتجوز يا لافندر .. وكان فضل اهتمامه لينا وبس..

لافندر : حبيبتي اتكلمنا كتير في الموضوع ده وقولتلك مش كل راجل يقدر يعيش لوحده من غير زوجة تهتم بيه
احنا علينا طاعته في كل الاحوال ونتمنى راحته ..

سما بسخرية : طب وفين راحتنا احنا مع مرات أب مش بتراعي الله فينا ..ده كويس انها ما خليتش خالد يكرهنا ..

لافندر : سما حبيبتي أحنا كبرنا ومسيرنا لبيوتنا مش هنفضل معاها طول العمر..أهم حاجه عندي تراعي بابا وماتقصرش معاه … أحنا مش محتاجين رعايتها ولا حنانها ..

ثم اقتربت اكثر من سما قائلة …
وبعدين انا مش كفايه يا سوما .. مش انا اختك حبيبتك وامك الصغيرة.. مش دايما بتقوليلي كدة ..

احتضنتها سما قائلة…
ربنا مايحرمني منك يا لافي .. معرفش من غيرك كنت هعمل ايه..

لافندر وهي تربت علي ظهرها برفق ..

طب يلا بقي قومي ظبطي البيت .. وانا هروح اعمل بسبوسة لخلودي حبيبي، كان طلبها مني قبل سفره!


مضت أيام وجواد لا يكف عقله عن التفكير بفتاته المجهولة ..يحاول تناسي الامر .. واقناع نفسه أنه شعور مؤقت ما يشعر به .. ربما فراغ عاطفي..ربما هو حقا يحتاج احدا يملاء حياته ويعيش معه احساس مختلف كهذا !!

ولكن ما أن يختلي بنفسه ليلا ويغمض عينيه إلا وتحتل ملامحها مخيلته وعيناها المشمسة كأنها تنظر له.. حتى انه رآها بمنامه ذات ليلة…!! نعم هي تقتحم حتى احلامه ..لا يتذكر بدقة كثيرا من تفاصيل هذا الحلم .. فقط يذكر انه رآها تقف بعيدا ..تنظر له ولا تتحرك. كما يطالعها هو ولم يستطيع التقدم تجاهها خطوة واحدة .. وكأن شيئا ما يعيق وصوله إليها..!!!!!!

فأفاق من نومه .. وقد ازداد حيرة…

ألن تتركه ؟؟؟؟…… ما يحدث له جنون واختلال ..
كيف ينشغل بصورة … فقط صورة…!!!

لا يعرف لها اسما ولا عنوان … لا شيء

هي مجرد وهم ..ولا يجوز الأستسلام له ..
سوف تنساها ياجواد.. نعم! لن تشغلك بعد اليوم ..
عد لنفسك … ولا تآسر روحك بمجرد سراب !!


بعد مرور ثلاث سنوات علي أبطالنا..

يقف جواد يطالع هيئته امام مرآته ..
يرتدي حلة سوداء كاملة ..وقميص باللون الأبيض وربطة عنق سوداء..وينثر بعض قطرات من عطره المفضل ..فاليوم مميز بالنسبة له .. صديقه عمار سيعقد قرانه الليلة ….


ام جواد وهي تكبر فور رؤيتها جواد يغادر غرفته استعداد للذهاب اللي القاعة:

الله اكبر .. يحميك من العين يا حبيبي، عقبال ما اشوفك عريس وافرح بيك قادر ياكريم …

جواد وهو ينحني مقبلا رأس والدته :
في حياتك يا ست الحبايب!

ام جواد : امتى ياجواد هتريح قلبي وتفرحني بيك وبعوضك، نفسي اطمن عليك واشيل عيالك يا بني قبل ما اموت

جواد بضيق :ليه بس كده يا أمي .. كام مرة قولتلك بلاش الكلام بالطريقة دي .. وقت ما ربنا يريد هتجوز.. وانتي ربنا مايحرمني وجودك في حياتي .. بكرة تشوفي عيالي وتزهقي منهم وتقوليلي خد عيالك وامشي من هنا …

ام جواد : ماتضحكش عليا زي كل مرة ..
عمار اهو اخر واحد عازب في اصحابك هيتجوز …
مستني ايه يا جواد … جبتلك بدال العروسة عشرة ومابيعجبكش.. قولتلك اختار انت.. وما بيحصلش …
مخبي ايه عني ..لو في واحدة شاغلة بالك قول يابني ماتخبيش وانا اروح اخطبهالك واريح قلبك!

ماذا يقول لها .. كيف يخبرها بحبه لفتاة لا يعرف عنها شيء سوي اسمها …لافندر!

يتذكر عندما عاد ثانيا لصاحب الاستوديو
ليسأل عن اي شيء يوصله لها .. غير مبالي بتعجب الرجل منه.. فلم يحصد اي معلومة سوى اسمها
الذي اخبره به صاحب الاستوديو..نافيا معرفته بأي معلومة اخري!

تولد داخله يقين لا يعرف مصدره انه سوف يقابلها يوما ما ..ثلاث سنوات مرت عليه وهو ينتظر مجهولا .. آسيرا لا يعرف متى يطلق سراحه وكيف..

فقط يقين انه سوف يراها..!


بالقاعة المزدحمة .. وبأحدى الطاولات المزينة، يجلس جواد مع اصدقائه يتمازحون واحساس البهجة يشمل الجميع ..فصديقهم العزيز عمار .. سوف يعقد قرانه اليوم اخيرا..!

فجأه أرتفع صوت الدي جي بموسيقاه الصاخبة المميزة معلنة عن قدوم العروسين مرحبة فرحة ..والبدء بفقرات الحفل السعيد للجميع …

ألتف الجميع مترقبين ظهور عمار وعروسه

وبشكل تدريجي انخفضت الاضواء بالقاعة

إلا دائرة مضيئة باضواء ملونة متراقصة
استعداد لظهور العروسين …

وحانت لحظه ظهور عمار وعروسه..

أرتفعت الصافرات من افواه الشباب والتصفيق الحاد من الجميع ..

فطلة العروسين كانت مبهرة ..

عمار ذو الملامح الشرقية بعين سوداء وبشرة تميل للإسمرار وشعره المموج بعض الشيء ولونه الأسود كعينيه وقامته المتوسطة الطول..تألق بحلته السوداء وقميصه الابيض الناصع وربطة عنقه السوداء ايضا …

اما العروس ….

فارتدت فستان بيج رقيق من الجبير المطرز البراق اللامع..وحجاب بنفس اللون ..فكانت كالملاك حقا لمن يراها بملامحها الجميلة وزينتها الهادئة الخجولة!

كان الزحام كبير فلم يستطيع جواد تبين ملامح العروس فجلس ينتظر هدوء المدعوين قليلا..

وبالفعل هدأ الزحام نوعا ما .. وجلس العروسين
بالمقعدين المزينين خصيصا لهما بباقات الزهور الملونة
فتوجه جواد إلى العروسين ليقوم بتهنئة صديقه وعروسه، واقترب متفاديا الاحتكاك بالكثير من المدعوين المنتشرين بالقاعة …

تسمرت قدميه بغتة وأختفى كل شيء من أمامه المدعوين… الاضواء .. الموسيقي …!

غير مصدق ما ترى عيناه …!!!

فتاته ؟؟؟!!!!
من سرقت عقله وقلبه .. من آسرته بصورتها منذ سنوات.. هي من تجاور صديقه ..
هي من سوف تصبح له زوجة ؟؟!!

يشعر ان المكان يدور حوله .. يقف وحيدا مكسورا

لم يعد لديه طاقة يخطوا بها إليهم ….فقد طاقته

أو بالاحري …………. فقد روحه …!!!!


لا يعرف كيف وصل إلى ذلك الركن المنزوي بعيد عن صخب القاعة.. يشعر انه يختنق .. أنفاسه تضيق .. يحل ربطة عنقه، عله يجد هواء ينفذ داخل رئتيه.. ويشعره ببعض الراحة..

ولكن هل هناك راحة بعد الان ؟؟؟؟

حبيبته من انتظرها سنوات وأحبها.. وسكنت بحنايا قلبه ..سيقترن أسمها اليوم بغيره .. ستكون لصديقه هو! ضحك بمرارة.. وتذكر يقينه أنه سوف يراها يوما ما ..وها قد صدق احساسه .. رآها حقًا .. وياليته ما رآها…..


عمار : ايه رأيك ياحبيبتي في الفرح .. عجبك …؟!!!

لافندر : طبعا عجبني .. ربنا مايحرمني منك يا عمار!
عمار بخبث :
يعني بعد كل ده وبتقوليلي ياعمار ؟؟؟
مستكترة تقولي كلمة حلوة لعريسك بعد ما خلاص بقينا لبعض .. وكتبنا كتابنا من دقايق… هتبلي ريقي امتي يابنت الحج جمال..

أحمر وجهها خجلا وتشتت نظراتها بين المدعوين هروبا من نظرات عمار … لا تصدق مايقول .. هل أصبحت زوجته حقا !!!!

هذا الرجل الذي ظهر لها بظروف صعبة .. كم أمتنت لوجوده بحياتها ووقوفه معها وكيف أقترب منها بتلك الفترة وكيف صارحها بحبه ورغبته فيها زوجة له

شرددت بعيد عنه وهي تتذكر كيف تعارفوا منذ عامين ..كانت بظروف صعبه بسبب ما حدث لشقيقتها سما..عندما اصر والدهما خطبتها بالمدعو تامر ابن خالة رجاء زوجة ابيهم.. كان معروف عنه سوء اخلاقه وعدم ألتزامه ..رغم رفضها هي قبل رفض سما هذا التامر .. محاولة إرجاع ابيها
عن تلك الخطبة .. ولكن استطاعت رجاء بخ سمومها بعقل والدها والتأثير عليه فجعلته يوافق على هذا الفاسد .. وتمت الخطبة!
……………….

تأكدت ظنونها بسوء أخلاق تامر فيما بعد.. عندما حاول التحرش بها ذات مرة وهي تعد له قهوة في أحدى زياراته الثقيله عليهم .. واثناء ذلك وجدته ..
يقف خلفها بالمطبخ فجأة متحرشا ..غير مراعي حرمة بيت او اي شيء يمكن ان يردع ضميره …
فنهرته وقتها محاولة الا تظهر فعلتة المخجلة امام شقيقتها .. ولكن يومها عزمت على ألا ينال شقيقتها زوجة مهما كلفها الامر ….

وأخبرت أبيها بفعلته تامر فيما بعد فلم يصدقها وخذلها.. بل اتهمتها أمامه زوجته رجاء بالغيرة من شقيقتها الاصغر سما لانها ارتبطت قبلها وسوف تتزوج قريبا .. وهي مازلت لم يطلب يدها احدا..

حتى جاء يوما وكانت زوجة ابيها بالاسكندريه لعلمها مرض والدتها هناك فذهبت هي وأبيهم وخالد أخيهم الصغير..وبقيت هي وسما بالبيت بمفردهم … قامت لافندر تؤدي صلاة العصر..
فسمعت بعدها سما طرقا علي باب البيت فذهبت لتري من الطارق .. فلم يكن سوي تامر خطيبها حاولت إخباره انهما بمفردهما ولا يجوز دلوفه إليهم وأبيهم خارج المنزل ..ولكنه تجاهل ما تقول
وفوجئت سما بعبوره للداخل .. وطلب منها قهوة متظاهرا بصداع رهيب .. وأنه سيغادر بعد تناولها..!

ولم تنتبه سما لنظراته الجريئة الخبيثة بظهرها وهو يطالعها بمكر ونية سوء …

بعد قليل عادت لافندر وهي مرتديا اسدال الصلاة
فعلي مايبدو له اثناء قدومه .. كانت تصلي .. ولذلك استقبلته سما دون ان تدري هي ..

لافندر وبوجهها ضيق لم تحاول اخفاءه:

أظن مش من الذوق ولا الاصول .. تدخل بيت صاحبه مش موجود يامحترم … اتفضل ياتامر لو سمحت ولما يجي بابا ابقى شرفنا …

لم ينسي تامر انها أشتكته لابيها عندما تحرش بها .. وحاولت تشويه صورته وافشال خطبته بسما .. حقد عليها لاحساسه بكرهها له والتقليل من شأنه ..

فقال :
انا مش غريب يا أستاذة .. انا خطيب اختك …
ثم اقترب منها قليلا قائلا بتحدي:
اختك اللي معرفتيش تبوظي خطوبتي عليها ياحقودة!

بادلته لافندر بنفس نظرة التحدي قائله بهدوء وثقة:

ولسه مصممة انك مش هتطول اختي طول ما انا علي وش الدنيا، مبقاش لافندر ان ما خلصتها منك ياتامر… انت انسان مش محترم ولا أمين ولا عندك أخلاق..والدليل علي كلامي واني مش بظلمك ولا بتجنى عليك… تصرفك دلوقتي.. لو كنت راجل عندك نخوة .. ماكنتش دخلت بيت صاحبه مش فيه .. كنت راعيت ربنا في الانسانة اللي عايزها تشيل اسمك وخوفت عليها من اي شبهة تخلي حد يتكلم عليها …

بس انت اناني وعارف ان سما ماتنفعكش واستغليت تأثير بنت خالتك على بابا وخليته يوافق عليك
بس هعيدلك كلام تاني، علي جثتي يتم جوازك بسما..!

لم تكن تدري انها اطلقت العنان لوحش غضبه وجنونه بتحديها له ..وفي صمت تبادلوا نظرات كره وحقد وغل فيما بينهما ..ودخلت عليهم سما .. غير واعيه للبركان الذي كاد ينفجر من كليهما..!

سيطرت على نفسه رغبة خبيثة.. وتأججت داخله ثورة شديدة واراد إذلال لافندر والثأر لكرامته
التي اهدرتها بكلماتها وازدرائها الدائم له!

فصور له شيطانه بالانتقام منها .. بطريقه تجعلها غير قادرة علي تحديه ثانيا .. وافشال اي محاولة منها لتفريقه عن سما.. ستكون له مهما حدث وبأي طريقة..!

ترك لافندر وأتجه اللي سما مسقطا ما تحمله بيدها من فنجان القهوة الساخن حتي انه لم يهتم بانسكاب القهوة علي كفها فألهبتها

غير مبالي بصراخها عندما أحترقت يدها…وفزعها حين قبض على ذراعها بعنف وبلمح البصر كان يحتجزها بغرفة قريبة مغلقا الباب خلفه وقد شرع بالاعتداء عليها في حضرة لافندر التي ظلت واقفه لم تستوعب بعد مايحدث …

افاقت على استغاثة سما وصراخها بأسمها ..

هل تحلم ؟؟،هل مايحدث كابوسا وسوف تفيق منه ؟! هذا الحيوان يحتجز شقيقتها ويحاول الاعتداء عليها ؟؟؟!!!!

لا ليس كابوسا سما تصرخ وتستغيث بها…فلن تكون لافندر إن تركته يؤذيها..!

عندما تضعك الظروف في مواقف معينة شديدة الصعوبة ويكون قرارك وحسن تصرفك هو الفيصل والأمل بالنجاة.. فبقوة تنفض عنك رداء الضعف ..وتكتسي عظامك بقوة غريبة عليك ..

لا تعرف مصدرها تحديدا ..قوة تغلف روحك وتحيطك بهالة من الشجاعة والقوة معا إن هدد احدا أحبائك بسوء في وجودك انت…
وهذا ما حدث للافندر ..انطلق ماردا داخلها لاتعرفه هي ثواني ليس اكثر مرت عليها لتستوعب ما يحدث..

أحضرت سكينة كبيرة وحادة……
وراحت تنقر بها بقوة شديدة ..فأحدثت فجوة كبيرة بالواجهة الخشبية لباب الغرفة المحتجزة بها سما وبالفعل نجحت ..وامتدت يدها لتفتح الباب من الداخل وما أن نفذت داخل الغرفة .. حتى وجدت سما تغرس اصابعها بوجهه القبيح وهي تقاوم بكل قوتها وتمنعه ان يصل اليها ..

وبكل الغضب و القهر والكره له ..ضربته لافندر بكتفه محدثه فيه جرح عميق..فانفجرت دماؤه القذرة على وجه سما..!!

منظر الدماء أمامها وهي تسقط عليها.. والموقف بأكمله.. جعل سما تنهار غير قادرة علي التماسك، فظلت تصرخ بشكل هستيري متواصل .. فأنتبه الجيران حولهما اخيرا للصراخ واقتحموا المنزل ..

وجدوا لافندر تحمل سكينا وبوجهها علامات الذهول!
وسما تصرخ بشكل هستيري متواصل ..!!!!
وتامر ملقى ارضا غارق بدماءه وفاقد للوعي ……!!!!!

error: